* تأملات في كتاب استير: |
أولا: تسميته
ثانيًا: كاتبه
ثالثًا: الخلفية التاريخية
رابعًا: زمن كتابته
خامسًا: مكان كتابته
سادسًا: أغراضه
سابعًا: قانونيته
ثامنًا: رموزه
تاسعًا: عقيدة وطقس
عاشرًا: أقسامه
حادي عشر: علاقة نصوص التتمة بنصوص السفر
أطلق عليه إسم أستير وهي أهم شخصيات السفر. وكلمة أستير كلمة هندية الأصل ومعناها "سيدة صغيرة"، ثم انتقلت هذه الكلمة إلى اللغة الفارسية وصارت بمعنى كوكب، أو نجمة، وتفسر أيضًا "بنجمة الشرق". وهذا الإسم تسمت به عندما صارت ملكة، ولكن إسمها قبلًا كان "هدسة"، وهو اسم عبري معناه شجرة الآس، أو شجرة الريحان ذات الرائحة العطرية المعروفة.
هى ابنة أبيجايل البنيامينى وكان والدا هدسة قد ماتا، فتبناها ابن عمها مردخاي، الذي كان يعيش معهما في أورشليم، ثم سبى مع سبى يكنيا ملك يهوذا على يد نبوخذنصر ملك بابل. ونقل من أورشليم إلى "شوشن القصر" التي صارت عاصمة المملكة الفارسية بعد سقوط مملكة بابل (أس 2: 6، 7).
تزوجت أستير بالملك أحشويروش (زركسيس) بن داريوس الذي ملك من عام (486-465 ق.م) وكان زواجها في السنة السابعة لملك أحشويروش، أي عام 479 ق.م. وذلك بعد عودته مهزومًا من حربه ضد اليونانيين.
يجمع الآباء أن كاتبه يهودي عاش في الدولة الفارسية وأخذ من سجلاتها وكان قريبًا من القصر الملكى، فاستطاع أن يكتب أحداثًا تفصيلية عما يجرى في القصر وملمًا بأسماء مشيرى الملك والعاملين في القصر، وهو على الأرجح مردخاي ابن عم أستير، الذي كان يعمل حارسًا في القصر الملكى، ثم صار الوزير الأول والمسئول عن قيادة المملكة الفارسية مع الملك أحشويروش.
هناك رأي آخر أنه قد يكون عزرا الكاهن والكاتب الذي عاش في نفس الفترة وقد كتب السفر باللغة العبرية ثم ترجم إلى اللغة اليونانية.
كان أحشويروش ملكًا على مملكة مادي وفارس، التي احتلت العالم وسيطرت على 127 دولة إحداها دولة اليهود وقد ملك من عام (486 - 465 ق.م). ويسمى أحشويروش الملك زركسيس الأول وهو ابن داريوس الملك، وداريوس هذا هو الذي كمل في أيامه بناء الهيكل بعد الرجوع من السبي.
كان أحشويروش ملكًا قاسيًا، تسلَّط على مملكته بقوة وكان متقلب المزاج، إذ غضب على زوجته وشتي وحرمها من أن تكون ملكة؛ لأنها رفضت حضور الوليمة التي أعدها الملك وامتلأت بالسكر والخلاعة (أس 1).
اندفع احشويروش ليحارب اليونان واستولى على أثينا، ثم مصر لكنه انهزم بعد ذلك أمام اليونان في موقعة سلاميس البحرية وانسحب إلى بلاده.
كان يعيش في قصر عظيم بمدينة شوشن القصر وهي مدينة سوسة العاصمة الشتوية للمملكة وتقع في عيلام، التي هي إيران الحالية.
أتسمت حياة أحشويروش بالإسراف في الولائم والخلاعة وقد ظهرت واضحة حينما أراد أن يبهج نفسه بها بعد هزيمته أمام اليونان. ويظهر هذا أيضًا في الطقوس المبالغ فيها لإعداد الفتيات التي يختار منهن زوجة له.
كان أحشويروش متشددًا في الحراسة المقامة في قصره ولكنه تم اغتياله عام 465 ق.م وملك بعده ابنه أرتحشستا لونجيمانوس الذي عاد في أيامه عزرا، ثم نحميا.
كتب بعد فترة تملك أحشويروش بدليل أنه يكتب عنه بصيغة الماضى، أي بعد عام 465 ق.م.
يصف تفاصيل في القصر الملكى الذي احترق عام 425 ق.م بعد اغتيال أحشويروش بأربعين عامًا.
كتب السفر في الفترة ما بين 465-460 ق.م في أيام ملك أرتحشستا لونجيمانوس ابن الملك أحشويروش.
تمت أحداث هذا السفر بين زمن الأحداث الواردة في الأصحاح السادس في سفر عزرا وقبل الأحداث الواردة في الأصحاح السابع من نفس السفر.
غالبًا كتب في شوشن القصر.
عناية الله
صفات الله: يحدثنا السفر عن عظمة الله وصفاته في مواضع كثيرة داخل السفر فيخبرنا أنه:
أ - الإله الوحيد
فذكرت أستير في صلاتها أنه "الرب الذي هو وحده ملكنا" [ص4: 29(14: 3)].
وكذلك "ملك الآلهة" [ص4: 40(14: 12)]، وكذلك مردخاي في صلاته قال "أنت رب الجميع" [ص4: 21(13: 11)].
ب- عظمة الله:
ذكر في المرسوم الثاني للملك أحشويروش عن الله أنه "العلى العظيم الحى" [ص14: 29 (16: 16)].
جـ- العدل:
في صلاة أستير قالت لله "أنت عادل أيها الرب" [ص4: 35(14: 7)].
د - القدرة على كل شيء:
إذ قال مردخاي في صلاته "الرب الملك القادر على الكل، إذ كل شيء في طاعتك وليس من يقاوم مشيئتك" [4: 19(13: 9)]، وكذلك أستير في صلاتها قالت "ملك كل قدرة" [ص4: 40(14: 12)].
هـ- العلم بكل شيء:
قال مردخاي لله "أنت تعرف كل شئ" [ص4: 22(13: 12)]، وكذلك أستير قالت "أيها الرب العالم بكل شئ" [ص4: 42(14: 14)]، وكذلك جاء أيضًا في المرسوم الملكى الثاني "الله المطلع على كل شئ" [ص8: 17(16: 4)].
و - الخالق:
يقول مردخاي في صلاته "أنت صنعت السماء والأرض وكل ما تحت السموات" [ص4: 20(13: 10)].
ز - صانع المعجزات:
يذكر في تفسير حلم مردخاي أن الرب "صنع آيات عظيمة ومعجزات في الأمم" (أس 10: 9).
ح - رجاء ومعين الملتجئين إليه:
فنرى في صلاة أستير تضرعها "أعنى أنا المنقطعة التي ليس لها معين سواك" [4: 31(14: 3)]، و"استجب لأصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك" [ص4: 47 (14: 19)]، وكذلك مردخاي في صلاته قال "استجب لتضرعى وأعطف على نصيبك" [4: 27(13: 17)].
ط - إله إبراهيم وإسرائيل:
يعلن السفر أن الله هو إله الآباء، فيقول مردخاي "أيها الرب الملك إله إبراهيم" [4: 25(13: 15)] ويذكر السفر عن أستير أنها "كانت تتضرع إلى الرب إله إسرائيل" [ص4: 31(14: 3)].
عدم الانزعاج من الشر: مهما ارتفع كما يظهر من تسلط هامان وتدبيره لإهلاك اليهود (أس 3: 7-11). لأن الله في نفس الوقت يدبر الخلاص لشعبه والتخلص من هامان الذي يرمز لإبليس.
البذل
الاستعداد للبذل والموت
الحكمة
الأمانة
التواضع
تأديب الله
1- وضع سفر أستير ضمن مجموعة الأسفار التي جمعها عزرا الكاهن والكاتب لأسفار العهد القديم.
2- ذكر عيد الفوريم (أس 9: 27) ودعى بعيد مردخاي في أسفار المكابيين (2 مكابيين15: 36).
3- تتفق أحداث السفر مع السجلات الفارسية واسم مردخاي اليهودي أيضًا مذكور كأحد رجال البلاط الملكى في عهد أحشويروش الملك.
4- الأصحاحات الستة - التي في تتمة أستير والتي لم تذكر في النسخة البيروتية التي بين أيدينا وضعها القديس جيروم في النسخة اللاتينية ويعترف بهذه التتمة اليهود والكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية.
5- يوجد السفر كاملًا بتتمته في الترجمة السبعينية التي تمت في مصر عام 280 ق.م.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
إن شخصيات هذا السفر لها رموز روحية وأهم هذه الشخصيات هي:
1- الملك أحشويروش:
يرمز لأهل العالم الأشرار الشهوانيين قساة القلوب.
2- هامان الوزير:
يرمز لإبليس المتكبر وكل الأشرار الذين يعادون أولاد الله ويحاولون إهلاكهم.
3- مردخاي:
يرمز للمسيح الذي خلص شعبه من الهلاك.
4- أستير:
ترمز للكنيسة التي كانت صغيرة وضعيفة وصارت عظيمة، أي ملكة متوجة.
5- الملكة وشتي:
ترمز للإنسان العتيق الغير مطيع.
1- العقيدة:
يذكر السفر بعض العقائد مثل:
أ - الأبدية:
فتقول أستير في صلاتها لله عن شعبها "لتحوزهم ميراثًا أبديًا" [4: 33(14: 5)].
ب - الملائكة:
فتقول أستير في حديثها مع الملك أحشويروش عندما دخلت عليه "رأيتك يا سيدى كأنك ملاك الله" [ص5: 13(15: 16)].
2- الطقس:
نرى اقتباسات في طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مأخوذة من سفر أستير مثل:
أ - في البركة الختامية بعد القداس والليتروجيات (الصلاة الجماعية) المختلفة نجد هذه الكلمات "خلص شعبك بارك ميراثك" وهي مأخوذة من تفسير حلم مردخاي "ذكر الرب شعبه ورحم ميراثه" (أس 10: 12).
ب - في أوشية المرضى يقول الكاهن "رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين "وهى مأخوذة من صلاة أستير "ليس لنا معين سواك" [ص4: 31(14: 3)]، و"الذين ليس لهم رجاء غيرك" [ص4: 47(14: 19)].
تملك أستير (أس 1، 2).
مؤامرة هامان وهلاكه (أس 3-7).
عيد الفوريم وعظمة مردخاي (أس 8-10).
النسخة العربية التي بين أيدينا مأخوذة من النسخة العبرية المختصرة لهذا السفر، ولكن توجد النسخة الكاملة لهذا السفر في نسخة عبرية مطولة. وكذلك في النسخة الآرامية وهي اللغة العبرية العامية. ووصلت إلينا النسخة العبرية المطولة من خلال الترجمة السبعينية وهي ترجمة يونانية للعبرية، قام بها شيوخ اليهود بأمر بطليموس الملك. وتوجد نسخة من الترجمة السبعينية بالفاتيكان، وكذلك النسخة المسماة بالسينائية، وكلاهما من القرن الرابع، بالإضافة إلى نسخة أخرى من الترجمة السبعينية والتي تسمى بالإسكندرانية وهي من القرن الخامس.
قام القديس جيروم (ايرونيموس) في نهاية القرن الرابع (390-405 م) بترجمة لاتينية من الترجمة السبعينية ويطلق على هذه الترجمة "الفولوجاتا". وعندما لاحظ أن هذا السفر أطول مما يوجد في النسخة العبرية المختصرة، جمع الآيات التي تزيد عن النسخة المختصرة ونزعها من أماكنها في الأصحاحات العشر في سفر أستير ووضعها وحدها في نهاية السفر ودعاها تتمة أستير، مما شكك البعض في قانونية هذه الآيات وعددها مئة وسبع آية.
أكد قديسوا القرون الأولى على قانونية هذه الأجزاء التي فصلها جيروم ووضعها في نهاية السفر، بل واقتبسوا منها، مثل القديس اكليمندس الروماني في القرن الأول والقديس اكلميندس السكندري في القرن الثاني وأيضًا العلامة أوريجانوس في القرن الثاني، بالإضافة إلى القديسين باسيليوس ويوحنا ذهبى الفم وأغسطينوس وأبيفانيوس في القرن الرابع، وكذلك المؤرخ روفينوس.
وأقر مجمع ترنت (جمعية الثالوث) عام 1546 م قانونية هذه التتمة.
ثم أعلن بعض علماء البروتستانت. كما يرد في قاموس الكتاب المقدس. أن نص سفر أستير -الذي ترجمه البروتستانت ويوجد بين أيدينا- منقول من نص عِبري مختصر وهذا النص المختصر مأخوذ من نص عبري، أو آرامى أطول.
نورِد هنا الأماكن الأصلية للآيات التي نزعها جيروم من مكانها وعددها 107 آية، فنعيدها الآن إلى أماكنها الأصلية بحسب الترجمة السبعينية وبحسب توصيات القديس جيروم وبحسب ما هو موجود في اليسوعية الصادرة في يوليو 1989 وهي كما يلى:
أ - الأصحاحات (11: 2-12)، 12 (1-6) في التتمة، مكانها قبل الأصحاح الأول في السفر.
ب - الأصحاح (13: 1-7) في التتمة محصور بين (أس 3: 13) و(أس 3: 14) في السفر.
جـ- أصحاح (13: 8-18)، (14: 1-19) في التتمة هذه الأجزاء مكانها بعد نهاية الأصحاح الرابع.
د - ص 15 (4-19) في التتمة هذا الجزء مكانه في بداية الأصحاح الخامس بدلًا من آية "1" (5: 1).
هـ- الأصحاح 16 من التتمة هذا الجزء مكانه بعد (أس 8: 12) في السفر.
و - الأصحاح (10: 4-13، 11: 1) في التتمة هذا الجزء يوضع بعد (أس 10: 3).
جدول ويضح أماكن الآيات حسب التفسير(1):
في هذا الجدول المُضاف من قِبل الموقع، تم وضع أماكن التفاسير وروابطها حسب كل أصحاح، مع ترتيب وضعها حسبما وردت في التفسير. وهناك مجموعة من الآيات موضوعة في حاشية التفسير من قبل موقع الأنبا تكلا للتوضيح، وبجانبها حرف "ح".
التفسير |
السبعينية |
التتمة |
(أس 1: 1-9) (أس 1: 10-22) |
(تتمة أس 11: 1) ح. (تتمة أس 11: 2-12) (تتمة أس 12: 1-6) |
|
(أس 2: 1-4) (أس 2: 5-20) (أس 2: 21-23) |
||
(أس 3: 1-6) (أس 3: 7-11) (أس 3: 12-13) (أس 3: 14-15) |
(تتمة أس 13: 1-7) |
|
(أس 4: 1-3) (أس 4: 4-9) (أس 4: 10-14) (أس 4: 15-17) |
(تتمة أس 15: 1-3) ح.
(تتمة أس 13: 8-18) (تتمة أس 14: 1-19) |
|
(أس 5: 1) ح. (أس 5: 2-3) (أس 5: 4-8) (أس 5: 9-14) |
(تتمة أس 15: 4-19) | |
(أس 6: 1-3) (أس 6: 4-9) (أس 6: 10-14) |
||
(أس 7: 1-6) (أس 7: 7-10) |
||
(أس 8: 1-2) (أس 8: 3-8) (أس 8: 9-13) (أس 8: 14) (أس 8: 15-17) |
(تتمة أس 16: 1-24) |
|
(أس 9: 1-19) (أس 9: 20-32) |
||
(أس 10: 1-3) | (تتمة أس 10: 4-13) |
(ع1) في الأصحاح الحادي عشر من التتمة هو إمضاء يوجد في نهاية السفر كما وجدنا في الترجمة السبعينية ولا تُعَد من آيات السفر، بل تُبَيِّن مُتَرْجِم السفر وزمان ترجمته كما نجد في نهاية بعض رسائل بولس الرسول جملة تبين كاتِب الرسالة ومكان كتابتها ولا تُعَد من آيات الرسالة.
الآيات من (ع1-3) في الأصحاح الخامس عشر من التتمة لا وجود لها في الترجمة السبعينية وبقرائتها نجد أنها مكررة في آيات السفر الموجودة في هذا الموضع في الأصحاح الرابع.
ستجد أيها القارئ ترقيمًا جديدًا للآيات في الأصحاحات التي أضيفت إليها آيات التتمة ولكن في نفس الوقت سنضع بجوار الآيات الموجودة في الكتب المقدسة التي بين يديك ترقيمها الأصلي قبل إضافة التتمة ويوضع بين قوسين وذلك في الأصحاحات الأول والثالث والثامن.
نتمنى من المهتمين بالطباعة والنشر في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طباعة:
سفر أستير بالكامل أي الأجزاء التي حذفها القديس جيروم في مكانها كما هو موجود في هذا الجزء من الموسوعة.
سفر أخبار الأيام الثاني مع وضع صلاة منسى في مكانها، كما هو موجود في الموسوعة الجزء السابع الذي يحوى أسفار أخبار الأيام الأول والثاني.
سفر دانيال الكامل، أي وضع الأجزاء التي حُذِفَت في مكانها.
سفر المزامير بالكامل، أي وضع المزمور المئة والحادي والخمسين في نهاية السفر.
_____
(1) إضافة من موقع الأنبا تكلا، وليس جزء من الكتاب الأصلي، وهي موضوعة فقط في إطار التسهيل مع الروابط.
← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
تفسير أستير
1 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
فهرس التفسير |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/esther/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/8mk7gw9