* تأملات في كتاب استير: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
(1) انتقام اليهود من أعدائهم (ع1-19)
(2) عيد الفوريم (ع20-32)
1 وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، حِينَ قَرُبَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ مِنَ الإِجْرَاءِ، فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَتَحَوَّلَ ذلِكَ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ. 2 اجْتَمَعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ بِلاَدِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ لِيَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى طَالِبِي أَذِيَّتِهِمْ، فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَهُمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 3 وكُلُّ رُؤَسَاءِ الْبُلْدَانِ وَالْمَرَازِبَةُ وَالْوُلاَةُ وَعُمَّالُ الْمَلِكِ سَاعَدُوا الْيَهُودَ، لأَنَّ رُعْبَ مُرْدَخَايَ سَقَطَ عَلَيْهِمْ. 4 لأَنَّ مُرْدَخَايَ كَانَ عَظِيمًا فِي بَيْتِ الْمَلِكِ، وَسَارَ خَبَرُهُ فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، لأَنَّ الرَّجُلَ مُرْدَخَايَ كَانَ يَتَزَايَدُ عَظَمَةً. 5 فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْل وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا. 6 وَقَتَلَ الْيَهُودُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل. 7 وَفَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا، 8 وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا، 9 وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا، 10 عَشَرَةَ، بَنِي هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا عَدُوِّ الْيَهُودِ، قَتَلُوهُمْ وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 11 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُتِيَ بِعَدَدِ الْقَتْلَى فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى بَيْنِ يَدَيِ الْمَلِكِ. 12 فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ: «قَدْ قَتَلَ الْيَهُودُ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل، وَبَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ، فَمَاذَا عَمِلُوا فِي بَاقِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ؟ فَمَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ بَعْدُ فَتُقْضَى؟». 13 فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُعْطَ غَدًا أَيْضًا لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ أَنْ يَعْمَلُوا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ، وَيَصْلِبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ عَلَى الْخَشَبَةِ». 14 فَأَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يَعْمَلُوا هكَذَا، وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ. فَصَلَبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ. 15 ثُمَّ اجْتَمَعَ الْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ أَيْضًا مِنْ شَهْرِ أَذَارَ، وَقَتَلُوا فِي شُوشَنَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُل، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 16 وَبَاقِي الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ اجْتَمَعُوا وَوَقَفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ، وَقَتَلُوا مِنْ مُبْغِضِيهِمْ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 17 فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ. وَاسْتَرَاحُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنْهُ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. 18 وَالْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ اجْتَمَعُوا فِي الثَّالِثِ عَشَرَ وَالرَّابعِ عَشَرَ مِنْهُ، وَاسْتَرَاحُوا فِي الْخَامِسِ عَشَرَ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. 19 لِذلِكَ يَهُودُ الأَعْرَاءِ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ الأَعْرَاءِ جَعَلُوا الْيَوْمَ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ لِلْفَرَحِ وَالشُّرْبِ، وَيَوْمًا طَيِّبًا وَلإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ.
ع1:
الإجراء: التنفيذ.كان قد صدر أمر ملكى بيد هامان في الثالث عشر من الشهر الأول بإبادة اليهود، وبعد قتل هامان وتسلط مردخاي، صدر أمر ملكى ثانى في الثالث والعشرين من الشهر الثالث من نفس السنة بإبطال الأمر الأول وتكريم اليهود وإبادتهم لأعدائهم. ففرح اليهود بالأمر الثاني وخاف أعداء اليهود منهم ومن إلههم القوى، الذي غير الأوامر الملكية، وارتعبوا أيضًا من مردخاي اليهودي الذي صار الرجل الثاني في المملكة.
ولكن يذكر لنا التقليد اليهودي أن العمالقة الذين منهم هامان اغتاظوا جدًا لقتله، ولم يخضعوا للأمر الملكى الثاني، بل استعدوا لينتقموا من اليهود في اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر. وفى نفس الوقت استعد اليهود في اليوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر أن ينتقموا من أعدائهم بحسب الأمر الملكى الثاني. وبمعونة الله استطاع اليهود أن يتسلطوا على أعدائهم ويقتلوهم.
ع2: وتفصيل ما حدث هو أن اليهود في كل مدينة تجمعوا وهذا الاتحاد أعطاهم قوة في حربهم ضد أعدائهم، خاصة وأن الله عضدهم بأن جعل رعبهم وخوفهم في قلوب أعدائهم، فاستطاعوا أن يهلكوهم.
إن اتحاد اليهود في حربهم ضد أعدائهم يرمز لاتحاد المؤمنين في الصلاة والصوم، فيعطيهم قوة في التغلب على أعدائهم الشياطين. وكذلك يرمز إلى اتحاد النفس والجسد والروح في الإنسان في الجهاد ضد حروب إبليس.
إن الله ألقى رعبًا في قلوب أعداء اليهود، فخافوا منهم. وهذا يرمز للنعمة والمهابة التي يعطيها الله لأولاده في قلوب من حولهم، فيخافوهم إذ يشعرون بقوة الله التي فيهم.
ع3، 4: أمر ثالث ساعد على انتصار اليهود هو أن الولاة والمتسلطين على بلدان المملكة الفارسية، الخاضعين للملك ساعدوا اليهود في إبادة أعدائهم. وذلك لشعورهم بعظمة وقوة مردخاي اليهودي المتسلط على المملكة، والذي كان يزداد تسلطه وقوته كل يوم لحكمته التي وهبها الله له.
إن الولاة والعاملين تحت سلطان الملك، الذين ساعدوا اليهود في الانتصار على أعدائهم، يرمزون للملائكة والقديسين الذين يساعدون المؤمنين في جهادهم الروحي بشفاعتهم وصلواتهم أمام الله.
ع5: استطاع اليهود أن يهلكوا جميع أعدائهم في أنحاء المملكة. وهكذا ظهرت قوة اليهود وضعف أعدائهم، فلم ينج أحد من أعدائهم.
ع6: في العاصمة الفارسية شوشن القصر استطاع اليهود قتل خمس مئة رجل من أعدائهم، وغالبًا كانوا من أحباء هامان، وقد تولوا مناصب هامة. وكانت قلوبهم شريرة وضد اليهود، واغتاظوا لقتل هامان، وكانوا يودون الانتقام لدمه. ولذا يذكر الكتاب المقدس بالتحديد إهلاكهم في مدينة شوشن، والذي احتاج إلى يوم تالى كما سنرى في الآيات التالية. وهكذا نرى أن شر الإنسان يأتي على رأسه، فلو كانوا قد خافوا الله وشعبه اليهود، لنجوا من الهلاك. ولكن للأسف فإن الشر يعمى عينى الإنسان.
ع7-10: وأهم من قتلوهم من أعداء اليهود عشرة أبناء لهامان، الذين بالطبع كانوا يحملون عداوة شديدة لليهود لقتل أبيهم؛ ولأنهم تعلموا منه الشر، فهلكوا جميعًا في وقت واحد.
نلاحظ أن اليهود لم ينهبوا غنائم وممتلكات هؤلاء الأعداء لما يلي:
لم يقتلوا النساء والأطفال فتركوا لهم أمتعتهم وهذا يبين رحمة اليهود؛ حتى على أعدائهم، مع أن الأمر الملكى كان يبيح لهم إبادة الكل ونهب الأمتعة (أس 8: 11).
لم يكن هدف اليهود من حربهم أن تزداد ممتلكاتهم، بل أن يجدوا حقهم في الحياة، فتخلصوا من الأعداء الذين يريدون قتلهم.
هذا يظهر تعفف اليهود مثل جدهم إبراهيم، الذي رفض أن يأخذ أية غنائم بعد انتصاره على الملوك بقيادة كدرلعومر (تك14: 23).
ع11، 12: بعد إبادة أعداء اليهود قدموا تقريرًا للملك بعدد من تم إبادته في شوشن القصر، وهو خمسمائة رجل، بالإضافة إلى أبناء هامان العشرة. فطلب الملك أستير وأعلمها بما تم وأنه قد أبيد بالطبع أعدادٌ أكبر من أعداء اليهود في باقي بلدان المملكة. ثم سأل الملك أستير "هل لك طلبات أخرى؟" وهذا يؤكد محبة الملك وثقته في أستير، ومحاولته الحفاظ عليها هي وكل جنسها.
ع13-15: طلبت أستير من الملك أمرين هما:
السماح بيوم آخر للتخلص من باقي أعداء اليهود في شوشن القصر، حيث يوجد رؤساء الشر، تابعو هامان، وذلك للتخلص من أية مؤامرات جديدة يمكن أن يدبروها ضد اليهود انتقامًا لدم هامان وأبنائه وتابعيه. وهذا يرمز لأهمية التخلص من كل ما يتعلق بالخطية حتى لا يعود إبليس يستخدمها ويسقط الإنسان التائب.
صَلْب جثث أبناء هامان العشرة على خشبات في شوشن القصر، حتى يكونوا عبرة لمن يقوم ضد الملك وضد اليهود، وبهذا يزداد خوف الساكنين في العاصمة واحترامهم لليهود.
فوافق الملك وتم صلب الأبناء العشرة لهامان وإبادة ثلاث مئة رجل آخرين من أعداء اليهود في شوشن القصر، وراعى اليهود أيضًا أن لا ينهبوا شيئًا من ممتلكاتهم للأسباب السابق ذكرها في ع(7-10).
ع16: أما في باقي بلدان المملكة الفارسية، فاستطاع اليهود الدفاع عن أنفسهم، وأن يهلكوا خمس وسبعين ألفًا من أعدائهم ولم يمدوا أيديهم للنهب، فاستراحوا وعادت الطمأنينة إلى المملكة الفارسية.
ع17-19: بعد انتهاء اليهود من إبادة أعدائهم في اليوم الثالث عشر من شهر آذار، أي الشهر الثاني عشر، فرح اليهود الساكنون في المدن ذات الأسوار، بالإضافة إلى المدن الأعراء، أي التي بلا أسوار وهي تعتبر مثل القرى في اليوم الرابع عشر وأقاموا ولائم وأرسلوا أنصبة من الطعام لأحبائهم وكذلك للفقراء، كما يذكر في (ع22). وهكذا صار فرح عظيم في أرجاء المملكة الفارسية.
أما في العاصمة شوشن القصر، فبعد الانتهاء من إبادة اليهود في يومى الثالث عشر والرابع عشر من الشهر الثاني عشر، عيدوا في اليوم الخامس عشر من نفس الشهر وعملوا ولائم فرح عظيمة.
وهكذا نرى أنه بعد الجهاد والنصرة يفرح الإنسان ويقيم ولائم شكر لله، كما يفرح المسيحيون بوليمة الشكر، أي الأفخارستيا ويتناولون من جسد الرب ودمه ويفرحون كل يوم بنصرتهم على الشيطان.
† كن مدققًا في رفض الشر وكل ما يربطك به وابتعد عن كل شيء يذكرك بالخطية، فتكون توبتك توبة جادة وتتمتع بفرح عظيم، وتمسك بالتناول من الأسرار المقدسة على الدوام، فتثبت في الفرح الدائم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
20 وَكَتَبَ مُرْدَخَايُ هذِهِ الأُمُورَ وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ، 21 لِيُوجِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعَيِّدُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ، وَالْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ، 22 حَسَبَ الأَيَّامِ الَّتِي اسْتَرَاحَ فِيهَا الْيَهُودُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَالشَّهْرِ الَّذِي تَحَوَّلَ عِنْدَهُمْ مِنْ حُزْنٍ إِلَى فَرَحٍ وَمِنْ نَوْحٍ إِلَى يَوْمٍ طَيِّبٍ، لِيَجْعَلُوهَا أَيَّامَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ وَإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ وَعَطَايَا لِلْفُقَرَاءِ. 23 فَقَبِلَ الْيَهُودُ مَا ابْتَدَأُوا يَعْمَلُونَهُ وَمَا كَتَبَهُ مُرْدَخَايُ إِلَيْهِمْ. 24 وَلأَنَّ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ عَدُوَّ الْيَهُودِ جَمِيعًا تَفَكَّرَ عَلَى الْيَهُودِ لِيُبِيدَهُمْ وَأَلْقَى فُورًا، أَيْ قُرْعَةً، لإِفْنَائِهِمْ وَإِبَادَتِهِمْ. 25 وَعِنْدَ دُخُولِهَا إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ أَمَرَ بِكِتَابَةٍ أَنْ يُرَدَّ تَدْبِيرُهُ الرَّدِيءُ الَّذِي دَبَّرَهُ ضِدَّ الْيَهُودِ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَنْ يَصْلِبُوهُ هُوَ وَبَنِيهِ عَلَى الْخَشَبَةِ. 26 لِذلِكَ دَعُوا تِلْكَ الأَيَّامِ «فُورِيمَ» عَلَى اسْمِ الْفُورِ. لِذلِكَ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الرِّسَالَةِ وَمَا رَأَوْهُ مِنْ ذلِكَ وَمَا أَصَابَهُمْ، 27 أَوْجَبَ الْيَهُودُ وَقَبِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِهِمْ حَتَّى لاَ يَزُولَ، أَنْ يُعَيِّدُوا هذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ حَسَبَ كِتَابَتِهِمَا وَحَسَبَ أَوْقَاتِهِمَا كُلَّ سَنَةٍ، 28 وَأَنْ يُذْكَرَ هذَانِ الْيَوْمَانِ وَيُحْفَظَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَعَشِيرَةٍ فَعَشِيرَةٍ وَبِلاَدٍ فَبِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ. وَيَوْمَا الْفُورِ هذَانِ لاَ يَزُولاَنِ مِنْ وَسَطِ الْيَهُودِ، وَذِكْرُهُمَا لاَ يَفْنَى مِنْ نَسْلِهِمْ. 29 وَكَتَبَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ بِنْتُ أَبِيحَائِلَ وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ بِكُلِّ سُلْطَانٍ بِإِيجَابِ رِسَالَةِ الْفُورِيمِ هذِهِ ثَانِيَةً، 30 وَأَرْسَلَ الْكِتَابَاتِ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ، إِلَى كُوَرِ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ الْمِئَةِ وَالسَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ بِكَلاَمِ سَلاَمٍ وَأَمَانَةٍ، 31 لإِيجَابِ يَوْمَيِ الْفُورِيمِ هذَيْنِ فِي أَوْقَاتِهِمَا، كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ وَأَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ، وَكَمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ أُمُورَ الأَصْوَامِ وَصُرَاخِهِمْ. 32 وَأَمْرُ أَسْتِيرَ أَوْجَبَ أُمُورَ الْفُورِيمِ هذِهِ، فَكُتِبَتْ فِي السِّفْرِ.
ع20-23: بعد الاحتفال وشكر الله على إنقاذه اليهود في شوشن القصر وفى كل بلاد المملكة الفارسية، أرسل مردخاي والملكة أستير كما يظهر من (ع29).
خطابات لليهود في كل بلدان المملكة الفارسية القريبة والبعيدة، ليعيدوا كل سنة في يومى 14، 15 من الشهر الثاني عشر ويشكروا الله الذي خلصهم من أعدائهم، ويقيموا ولائم ويرسلوا أنصبة منها لأحبائهم وللفقراء. أي أن هذا العيد أسسه اليهود "ما ابتدأوا يعملونه" (ع23)، ثم أكده وأوجبه مردخاي أن يعيد سنويًا.
نلاحظ أنهم عيدوا يومي 14، 15 وليس يوم 13 الذي حاربوا فيه وأبادوا أعداءهم، ويوم 13 يرمز لحرب الصليب الذي انتصر فيه المسيح على الشيطان وقيده، أما يومى 14، 15 فيرمزا لقيامة المسيح الذي ينبغى أن يعيد كل سنة وتقدم وليمته كل يوم على المذبح ذبيحة شكر؛ ليتناول منها كل المؤمنين.
نرى أيضًا اهتمام مردخاي بتسجيل يوم الخلاص الذي أتمه الله لشعبه، فحول يوم الحزن إلى فرح وبدلًا من إبادة اليهود تم تكريمهم وأبادوا أعداءهم. كل هذه التفاصيل دونها مردخاي، وأرسلها في خطابات إلى كل اليهود؛ ليعيدوا سنويًا، فيتذكروا كل يوم خلاص الله، الذي أنقذهم من الموت وأعطاهم حياة جديدة.
نجد أيضًا أن هذا العيد كان في الشهر الثاني عشر، أى قبل عيد الفصح بحوالي شهر، وكلها أعياد تؤكد الخلاص الإلهي لشعب الله، وكلها ترمز للمسيح الفادى.
لقد دعى مردخاي هذا العيد يومًا طيبًا وليس يومًا مقدسًا، لأنه لم تنص الشريعة عليه، بل هو إضافة أضيفت لأعياد اليهود شكرًا لله المخلص لشعبه.
ع24-28: قرر مردخاي وأستير أن يعيد اليهود في كل بلدان المملكة الفارسية بعيد الفوريم، وهو جمع الكلمة الفارسية فور بمعنى قرعة، وهي التي كان قد عملها هامان الشرير؛ لاختيار أكثر الأيام شؤمًا لإبادة اليهود، وكان هذا بعد افتضاح شر هامان وقتله هو وبنيه وكتابة أمر ملكى جديد بإبطال الأمر الملكى الأول الخاص بإبادة اليهود، ثم الأمر بإكرام اليهود وإبادتهم لأعدائهم. وتم هذا في يومى 14، 15 من الشهر الثاني عشر في كل المملكة، وقرر مردخاي أن يعيد بعيد الفوريم كل سنة ويسبقهما يوم صوم في الثالث عشر من الشهر الثاني عشر (ع31) وكان يصاحب الصوم صلوات وصراخ إلى الله، الذي أنقذ شعبه؛ ليظل يحفظه على مر السنين. أما يوما 14، 15 فكان طقسهما في كل سنة هو قراءة سفر أستير واثناء القراءة عند ذكر اسم هامان يقولون "ليمحو الله شره" وعند ذكر اسم مردخاي يهللون. وكانت تقدم أيضًا ثلاث صلوات تسبيح وشكر لله، الذي حفظ شعبه حتى هذا اليوم وأنقذهم من أعدائهم وأعطاهم نعمة أن يقفوا ويسبحوه.
ويسمى عيد الفوريم أحيانًا بيوم مردخاي أو مردكاى (المكابيين الثانى15: 37) لأن مردخاي كان الشخصية المؤثرة والقائدة لانتصارات اليهود وإنقاذهم ومعه أستير الملكة. وإذا تصادف وأتى يوم 13 من الشهر الثاني عشر يوم سبت، فكانوا يصومون يومًا قبله؛ لأن يوم السبت يوم فرح عند اليهود ولا يصام فيه.
وكان يعيد في هذا العيد بعمل ولائم وترسل أنصبة للأصدقاء والأحباء، بالإضافة إلى إرسال أنصبة للفقراء، فكان يوم لتدعيم روابط المحبة، بالإضافة إلى أنه كان يوم إحسان على المحتاجين (ع22).
وكان يحتفل بهذا العيد جميع اليهود وأيضًا كل من التصق بهم وعاشرهم (ع27).
والخلاصة أنه كان يتم في هذا العيد ذكر مجموعة أمور:
تمجيد وتسبيح الله الذي أنقذ شعبه من أعدائهم.
إكرام أستير التي ضحت بحياتها عند دخولها للملك لإنقاذ شعبها وكانت معرضة للموت.
إكرام مردخاي الحكيم المخلص لشعبه والأمين في عمله والقائد لموكب النصرة لليهود.
تذكر شر هامان وكيف فضحه الله وعاقبه هو وَكُل من شاركوه الشر بالهلاك.
ع29-32: أرسل مردخاي وأستير رسائل إلى اليهود في كل بلاد المملكة الفارسية المئة والسبع والعشرين؛ ليوصوهم بالالتزام بالتعييد عيد الفوريم يومي 14، 15 من الشهر الثاني عشر بكل تفاصيل العيد المذكورة في الآيات السابقة، بالإضافة إلى صوم الثالث عشر من الشهر الثاني عشر، أى اليوم السابق لعيد الفوريم، ورفع الصلوات إلى الله فيه.
ونلاحظ أن هذا الأمر كان بسلطان (ع29) وفى نفس الوقت بكل سلام وأمانة (ع30) أي كان القرار هادئًا وقويًا ومشجعًا لليهود حتى يفرحوا بهذا العيد.
† ما أجمل أن تستخدم سلطانك وإمكانياتك لخدمة الله وتشجيع الآخرين ومساعدة كل ضعيف ومحتاج، فتمجد الله وتفرح قلبه، بالإضافة إلى فرحك أنت وكل من حولك.
← تفاسير أصحاحات أستير: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أستير 10 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أستير 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/esther/chapter-09.html
تقصير الرابط:
tak.la/kq89yfq