* تأملات في كتاب
لوقا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
رأينا الفريسيين يتذمرون على المسيح لأنه يأكل مع العشارين والخطاة. ثم يتذمرون عليه لأن تلاميذه لا يصومون. والآن يتذمرون لأنه يفعل الخير في يوم السبت. إن تذمرهم ليس غيرة على الشريعة، التي يكسرها المسيح في نظرهم. بل أنهم يريدون أن يصطادوه في خطأ. وتذمروا أيضًا -علي التلاميذ الذين يقطفون السنابل ويفركونها. أنهم امتلأوا حمقًا وصاروا يتكلمون فيما بينهم ماذا يفعلون بيسوع.
أما المسيح فأراد أن يشفي فكرهم اليابس المتحجر كما شفي اليد اليابسة. فذكرهم بقصة داود واكله للخبز الذي لم يكن يجوز أكله إلا للكهنة (1 صم 21: 1-6).
تعالوا لنري المثال الحي الذي قدمه لنا المسيح عند الشروع في أي عمل هام. لقد قضي الليل كله في الصلاة. إنه يريد أن يختار تلاميذه الاثني عشر الذين سماهم رسلًا بعد ذلك.
والرب يدعو له خدامًا في كل جيل. لا يختارهم بحسب تعليمهم، أو وضعهم الاجتماعي، أو بنيتهم الجسدية، أو ثروتهم. بل بحسب أمانتهم، وصدق محبتهم، واستعدادهم للتعب من أجله. لأن القوة تخرج منه هو، وتكمل كل ضعف.
هم المساكين بالروح. أي الفقراء من الخطية. الذين ليس للشيطان موضعًا فيهم. فيستحقوا غنى الملكوت.
هم الجياع إلى البر، الذين يسعون بجد وراء التقوى والصلاح والفضيلة. فإنهم سيشبعون من كنوز البركات الروحية.
هم الباكون بدموع التوبة والندم لأجل خلاصهم وخلاص أخوتهم فإنهم سيتعزون بالفرح القلبي.
وهم المبغضين من الناس لأجل أسم المسيح. الذين لا يستخدمون وسائل هذا العالم من رشوة ورياء وتملق. الذين يتنازلون عن حقوقهم من أجل الشهادة للمسيح. فإن أجرهم مخزون لهم في السموات.
من سمات الإنسان العادي أنه يحب الذين يحبونه، ويقرض الذين يتوقع أن يسترد منهم، أي يتعامل بالمثل.
أما الإنسان المسيحي فهو يتخذ من شخص الرب يسوع مثالًا له في الحب والرحمة والعطاء، لأن الرب ينعم أيضًا على غير الشاكرين والأشرار. فالمسيحي تمتد محبته فتشمل الأعداء، وإحسانه يشمل المبغضين، وصلاته ترفع لأجل المسيئين إليه أيضًا -وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى- وبدافع من هذه المحبة غير المحدودة، لا يدين أخاه، بل يغفر له، ويفعل الخير وهو لا ينتظر شيئا، ولا يحكم في احد، ويُعطي بسخاء.
على أن هذا كله يفعله المؤمن في إطار الوصية التي تقول "كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 10: 16)، فالفضيلة المسيحية لا تتجزأ، فكما أنه يعطي ويبذل ويتسامح هكذا أيضًا له أن يعاتب من يخطئ إليه في محبة، وله أن يطالب بحقوقه، حتى لا يظن أحد أن المسيحية أهدارًا للإنسانية.
تساءل الرب يسوع قائلًا "لماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله". أنه يريد أن يقول أنكم تعبدون آلهة أخرى مثل (المال - الذات - الكرامة - الشهوة..) ولذلك تعملون الأعمال التي تتطلبها. ولكن أن كنتم تحبونني وتريدون أن تتبعونني، فعليكم أن تعملوا بما أقوله.
← تفاسير أصحاحات إنجيل لوقا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/pauline-todary/luke/ch06.html
تقصير الرابط:
tak.la/jk8b684