* تأملات في كتاب
لوقا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
هناك شريعة طويلة قد أعطيت لليهود لتطهير من يُخطئ (لا 4-6)، كل بحسب خطيته. وقد قصد الرب من هذه الشريعة أن يعلمهم أن يكرهوا الخطية، ويشعروا ببشاعتها، ولكنهم أساءوا فهمها إذ نبذوا الخاطئ أيضًا. لذلك تعجب الفريسيون إذ رأوا يسوع الذي يظهر بينهم كمعلم وبار يسمح للعشارين والخطاة من اليهود والأمم أن يقتربوا منه، بل ويرضى أن يأكل معهم، وخرجوا بنتيجة أنه لا بد وأن يكون خاطئًا مثلهم، لأنه لو كان بارًا مثل الفريسيين لأبتعد عنهم، ولأن القديس لوقا يكتب إنجيله للأمم فقد أنفرد بذكر ثلاثة أمثال قالها السيد المسيح ليؤكد أنه جاء من أجل الخطاة، وأنه يحبهم، وأنه سيقبل الأمم كما يقبل اليهود، مثل الخروف الضال (4-7)، والدرهم المفقود (8-10)، والابن الضال (11-32)، بينما أكتفي القديس متى بذكر مثل الخروف الضال فقط (مت 18: 12-14) -وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى- فها هو الرب الحنون من خلال هذه الأمثال الثلاثة يعلن:
أن عذاب الإنسان هو في الانفصال عن الله. لأنه خلق على صورته ومثاله ولن يرتاح إلا فيه. ومهما حاول أن يشبع في بلد بعيد فلن يفلح، لأن شبعه الحقيقي هو في بيت الآب، وعلى منكبيه.
وإن هناك أماكن كثيرة في السماء لكل البشرية، لأن الرب "يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4)، ولكن يُحرم منها من يبتعد بإرادته، ويتوه في ملذات هذا العالم، وهذا يحزن السماء عليه جدًا. أما من يظل أمينًا للرب رغم الصعوبات، وحتى إن أخطأ لا يتأخر في أن يرجع إلى نفسه، ويتذكر خيرات أبيه من سلام وطمأنينة وفرح داخلي، فيسرع ويقدم توبته إليه، ويؤمن أنه سيقبله ويعيده إلى بنوته، فهذا تفرح السماء به ويحتفظ بمكانه هناك.
← تفاسير أصحاحات إنجيل لوقا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/pauline-todary/luke/ch15.html
تقصير الرابط:
tak.la/q34ba8w