* تأملات في كتاب
رسالة يعقوب الرسول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17
ملخص ما سبق من رسالة معلمنا القديس يعقوب الرسول:
+ إسلوب الرسالة: رسالة معلمنا يعقوب رسالة عملية، تتسم بأنها كلها توصيات مباشرة للحياة العملية.
+ كاتبها: معلمنا يعقوب.
من هو معلمنا يعقوب:
+ يعتقد أنه كان أول أسقف لأورشليم والملقب بأخو الرب لأنه ابن مريم التي لكلوبا.
+ وكان واحد من الأثنى عشر لكن غير يعقوب ابن زبدى الذي استشهد في بداية عصر الرسل.
تكلم معلمنا يعقوب عن التجربة.
التجربة وأعطانا نوعان من التجربة:
1- التجربة بمعنى الضيقة والألم التي تأتي بسماح من ربنا، وقال عنها: "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ" (رسالة يعقوب 1: 2).
2- التجربة بمعنى الإغراء للوقوع في الخطية، وقال: لا تنسبوها إلى ربنا، أنتم المسئولين عنها.
" لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا" (رسالة يعقوب 1: 13)
+ وانتهى الإصحاح الأول بكلامه عن "كلمة ربنا" وتأثيرها على حياتنا وحرصنا أن نسمع ونعمل بكلمة الله.
+ ووضع في الآخر عنوان للتدين وقال الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه:
افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقاتهم
وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم.
+ بدأ يناقش مشكلة المحاباة في الكنيسة وقال: إن كانت الكنيسة مليئة بالمؤمنين، لكن لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح في المحاباة.
+ وشرح كيف تظهر المحاباة في تمييز الغنى عن الفقير داخل الكنيسة؟
+ وجاء في صف الفقراء وقال: أن هؤلاء الفقراء أغنياء عند ربنا في الإيمان، وورثة الملكوت، ولكن الأغنياء كثيرًا ما يتسببوا في مشاكل حتى للكنيسة.
+ وانتهى في أصحاح 2 بقضية الإيمان والأعمال. قال: الذي يقول أن لديه إيمان، عليه أن يرينا إيمانه في أعماله، لأن إيمان بدون أعمال ميت، مثل الجسد بدون روح.
+ وأعطانا مثل في الآخر عن ابونا إبراهيم وكيف أن إيمانه عمل مع أعماله؟ وكيف أن راحاب الزانية بإيمانها تبررت بالأعمال أيضًا إذ قبلت الجاسوسين.
الأصحاح الثالث: أيضًا جزئين:
الجزء الأول: عن اللسان:
+ كيف أن الإنسان يكون كاملًا طالما استطاع أن يلجم لسانه ولا يخطئ بكلمة؟
+ وأعطى أمثلة عن اللسان مثل الحصان، ومثل دفة السفينة، وكيف أن الذي يملكه يملك الجسد كله؟
+ وقال: لا يجوز أن يُخرج اللسان كلام وحش وكلام حلو، زى عين ماء لا تخرج ماء عذبه وماء مالحة في نفس الوقت.
الجزء الثاني: تكلم عن نوعين من الحكمة:
+ فهناك حكمة نازلة من فوق ووصفها مسالمة، مترفقة، مزعنة، مملؤة ثمارًا صالحة.
+ والحكمة الأرضية النفسانية الشيطانية اللى فيها الخبث والرياء والكبرياء وحاجات كتير.
"الإصحاح الرابع"
+ القديس يعقوب يناقش سبب كل المشاكل والخصومات التي بين الناس.
+ لما تقف في أي مشكلة أو خصومة بين اتنين متنازعين (رجل وإمرأته، واحد وأخوه، واحد وجاره، واحد وشريكه، واحد حتى وعدوه)، يظهر من الخارج إن الخصومة سببها اعتداء أو ظلم من طرف لطرف، لكن معلمنا يعقوب يقول لنا حاجة تاني":
+ فبيقول:
" 1مِنْ أين الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ 2تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ. 3تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ" (رسالة يعقوب 4: 1)
وراء كل المشاكل والخصومات التي بين الناس شهوة داخلية رديئة
مِنْ أين الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ (رسالة يعقوب 4: 1)
+ مفيش خصومة أو نزاع إلا وراها أساسًا لذة داخلية تحارب الإنسان وتجعله مثلًا يغضب، أو تجعله يثور لكرامته، أو تجعله خايف على القرش يتاخد منه.
+ بمعنى كل حرب، كل خصومة، كل زعل بين أطراف هتلاقوا ان في حاجة غلط جوه الإنسان، في حاجة داخلية.
+ ساعات لما نيجى نحل المشاكل نتصور ان الحل من الخارج. ونسوي المسائل بنوع من العدل مثلًا. لكن مترضاش المشاكل تخلص. ليه؟ لأن المشاكل سببها الأساسى، أن هناك لذات داخلية محاربة.
أنواع من اللذات الداخلية أوالشهوات التي تثير المشاكل بين الناس:
+ أكثر ثلاثة لذات (شهوات) تكون سببًا في الحروب والخصومات بين الناس هي:
1- شهوة المال (المادة) أو الطمع:
2- لذة عبادة الذات (لذة الأنا) أو (الكرامة):
3- شهوة السلطة:
أولًا: شهوة المال (المادة) أو الطمع:
+ شهوة المال أو الطمع لذة محاربة في أعضائنا تجعلك تخسر أخوك، وتخسر كل الناس، وتجعلك عايش في قلق، وتجعلك تسئ الظن باللى حواليك، وتجعلك مش قادر تتنازل، وتجعلك تزعل على أي خسارة. كل ده سببه إيه؟ هناك "لَذَّةِ مُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ".
+ يبأه من الخارج إنت بتقول: أصل الإقتصاد، وأصل الناس ظلموني، وأصل عملوا فيَّ، وأصل الضرائب. وتطلع النزاع والخصومة الحقيقة سببها الأساسي شهوة طمع. لا تنكر أن بداخلك شهوة طمع أو محبة مادة وهي التي تجعلك تخسر من حولك. وهي سبب الصراع. لو انت مش بتحب الفلوس مش هتلاقى في مشكلة.
أبونا إبراهيم لم يدع مجالًا للنزاع مع لوط لأن قلبه كان خاليًا من شهوة الطمع:
+ بانت أوي في قصة ابونا إبراهيم ولوط، إزاى ابونا إبراهيم مكنش عنده شهوة طمع جواه، مكنش عنده محبة المادة جواه، بينما لوط عنده. واختلفوا، ودول ناس أغنياء جدًا. على طول معلمنا إبراهيم يقوله: "لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ..، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ" (سفر التكوين 13: 8)، "أنت تختار مش هنخسر بعض".
+ وماذا عن الفلوس والمكسب والأولوية يا ابونا إبراهيم؟! كل ده مش مهم.
لماذا استطاع أبونا إبراهيم أن يقول لا للماديات على حساب المحبة؟
بينما يصعب على الكثيرين منا هذا التصرف؟
+ طب ليه ابونا إبراهيم عرف يقول كده؟ وليه عرف يتنازل واحنا مبنعرفش نتنازل؟
+ الفرق ان ابونا إبراهيم معندوش لذة محاربة في اعضاءه اسمها محبة المال، واحنا مغلوبين من محبة المال.
+ فيبتدى الواحد يقول: "لأ، كده بيأخد اكتر من حقه، ده حقى أنا". حقك من أين؟ ما هو كله من إيد ربنا في الآخر! ربنا اللى بيدى وربنا اللى بيأخذ وربنا اللى بيكرم الواحد!
+ إذا كنت عندك هذا الإيمان ومحبة المال مش هتشغلك يبقى اللى عايز يأخد ما يأخد مش هتتضايق كتير، مش هتحارب، مش هتخاصم ابدا.
ثانيًا: لذة عبادة الذات (لذة الأنا) أو (الكرامة):
+ لذة أخرى مشهورة وراء الخصومات والنزاعات، هي لذة عبادة الذات، هي لذة الأنا.
+ تلاقى اغلب المشاكل تقف عند الكرامة، وكلمة "الكرامة" أصبحت كلمة مكروهة جدًا، لأني كثيرًا ما أسمعها في المشاكل، وتسبب لي وجع في قلبي. كرامة إيه اللى بندور عليها، والسيد المسيح ساب كل الكرامة وجه اتصلب عشنا، تلاقى الأمور ممكن تمشى والمشاكل تقرب تتحل وبعدين يقولك بس كرامتى لازم يعتذر لى! خلاص يا عم، بركة إن وصلت لغاية كده. أنا أعتذرلك أنا بلاش هو، أروح للتانى أقوله: "طب ما تعتذر له"، يقولي: "لأ اعتذر له بتاع إيه، هو يطلع مين عشان اعتذرله، ده هو اللى غلط في حقى". فتقف المشاكل عند هذه الكلمة.
"مِنْ أين الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ "
ثالثًا: شهوة السلطة:
+ لو الواحد فينا شبعان بمركزه عند ربنا. لو الواحد حاسس انه ابن ربنا نفسه، عينه هتبقى مليانة. يكرموه، يحطوه في مكان عالى أو بسيط كل الكلام ده مايفرقش. ليه؟ لأنه كفاية انه مكرم امام الله، كفاية ان ربنا رضي يسكن جواه، كفاية ان الملايكة والقديسين مشغولين عليه، كفاية انه مدعو إلى الملكوت السماوي.
+ قيمة كبيرة قوى ومركز عالى قوى. اللى عينه شبعانة يقولوا له مركز وسلطة يقول متفرقش، طب فلان سبقك متفرقش. متفرقش.
+ لكن اللى مغلوب من شهوة السلطة أوشهوة المركز مايعرفش يسامح، وميعرفش يصالح، وميعرفش يتنازل عن حقه. ليه؟ لأن في حرب جواه، غلباه.
مثال: بيلاطس البنطي (الوالي) كان ممن قيدتهم شهوة السلطة:
+ بيلاطس كان يدرك جيدًا ان رينا يسوع المسيح له المجد بريء كل البراءة، وكان عنده أدلة كتير قوي تؤكد له ان المسيح بريء، حتى ان مراته بعتت له قالت له: "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ" (إنجيل مت 27: 19). وهو عارف ان اليهود اسلموه حسدًا وظلمًا. وبعدين؟ لماذا لم تأخد قرارك وتحكم بالعدل وتطلق سراحه؟!
+ بمجرد أن قالوا له: "كل من يدعى انه ملك يقاوم قيصر"، ونحن "لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إلا قَيْصَرَ!" (إنجيل يوحنا 19: 15)، وشاوروا على فكرة إن: بيلاطس، لو إنت اطلقت سراحه هنبلغ قيصر أن هناك ملك يريد أن يأخد مكانك يا قيصر وبيلاطس سايبه. أصبح هناك مساومة على الكرسي، السلطة هتروح، المركز هيروح، وهو يعاني من لذة داخلية تخنقه، (لذة السلطة) يريد أن يحافظ على كرسيه!
+ فحكم بالظلم على ربنا يسوع المسيح. وحب يخدر ضميره فجاب شوية مياه وغسل ايده علشان يقول أنا بريء " بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ!" (مت 27: 24)! بريء إزاى وانت اللى حكمت؟! بيخدر ضميره لكن هذا ليس تبرئه أبدأ.
"مِنْ أين الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟ "
قبل أن تحكم على مخاصميك، افحص نفسك لعلك تعاني من شهوة أرضية في داخلك!
+ هذة الكلمة البسيطة تخلى كل واحد فينا له خصام مع حد يراجع نفسه.
+ بدل ما الشيطان يقولك أصله عمل وسوى، راجع نفسك لئلا تكون في حاجة غلط جواك هي سبب الخصام. لا تتعجل وتقول فلان عمل وسوى وافترى. دور على اللذة المحاربة في اعضائك اللى وراء الحرب والخصومة.
+ يمكن انت لم تقدم سلام كما يجب، يمكن انت لم تحتمل كما يجب، يمكن انت لم تتضع كما يجب، بدل ما تتتهمه اتهم نفسك، لأن فيه لذات محاربة في أعضائنا.
+ ويصف هذه اللذات الداخلية قائلًا:
خطورة الشهوات الأرضية واللذات الداخلي
" تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ" (رسالة يعقوب 4: 2)
1- الشهوات الأرضية الشريرة تُفقد الإنسان سلامه مع نفسه! فلا يشعر بالرضا أبدًا!
" تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ"
+ يعني اللى عنده شهوات، الشهوة تفضل جواه مهما يقتنى ميحسش ان عنده ملكية أبدًا.
+ كل الشهوات عبارة عن سراب، تظل تجرى وراءه، وهو يجرى منك
+ الشهوات بئر ليس له قرار.
مثال 1: المحاربين بشهوة المال لا يكفيهم مال العالم!
+ شهوة المال مالهاش شبع أبدًا. هات أكبر مليونير في العالم وقول له: مش كفاية الأصفار اللي عندك دي؟! ده إنت لو عشت 100 عمر زي عمرك لن تحتاج إلى عمل!
+ تلاقيه أيضًا مضطرب وقلق وعايز الأصفار تزيد! بالرغم من أنه عنده كفايته وكفاية أولاده وكفاية أحفاده بل وكفاية بلده كلها! لكن لأ! " تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ" عنده شهوة تجعله يشعر دائمًا أنه لا يملك! كل ده لسه مش مالك؟! آه لأ لسه!
شهوة المال تجرى وراها وتذلك وتجرى منك، وييجى الواحد على آخر عمره، يلاقى نفسه عاش كل عمره يجرى وراء جمع الفلوس والفلوس ذلته وضيعت عمره وضيعت سعادته وأنتهى العمر وفضلت الفلوس للي بعده تضحك على اللى بعده و" تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ "
مثال 2: المحاربين بشهوة السلطة دائمًا يلهثون ويتكالبون لأخذ المنصب الأعلى!
+ أيضًا شهوة السلطة تغرى الإنسان وتجذب أنظاره، ويظل يجرى وراءها، وتجرى منه ولا يمتلكها ابدًا.
+ مهما اترقى في المركز مايحسش انه امتلك كل اللى عاوزه، أو انه شبع أبدًا. "أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً" (سفر إرميا 2: 13)، زى ما بيقول الكتاب: الناس دول بيحفروا لأنفسهم آبار مشققة متلاقيش فيها نقطة ماء ويفضل يحفر عشمان يلاقى ماء، بينما الماء بتنزل من السما سهلة قوى، وهو عمال يحفر ويتعب وميلاقيش ماء أبدًا في الأرض.
مثال 3: المحاربين بشهوة الذات والكرامة دائمًا في عطش لمن يصفقون لهم!
شهوة الذات والكرامة واحد عاوز الكرامة، تفتكروا بيشبع بكرامة؟! لو كل العالم صفق له، ولو كل الناس مدحوه، بردو تلاقوه مش شبعان! ما امتلكش! " تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ".
لأن الشهوات بئر ليس له أرار!
أما من يشتهي الرب يسوع وملكوت السموات فيقول مع بولس الرسول:
" خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ" (في 3: 8)
+ بينما الامتلاك الحقيقي هو القرب من ربنا
+ لذلك معلمنا بولس يقول كلمة جميلة يقول:"...كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ" (2كو 6: 10). بأه إنت يا بولس الغلبان تملك كل شئ؟! ده إنت خسرت كل الأشياء، خسرت فلوسك، وخسرت مركزك، وخسرت ناسك، وخسرت كرامتك، يقول: لأ دا أنا دلوقتى املك كل شيء، تملك كل شيء إزاي؟! دا إنت دلوقتى راجل مسجون ومطلوب اعدامك وحالتك صعبة خالص!
+ أملك كل شئ! قدام الناس كأن لا شيء لي، ولكني أملك كل شيء.
+ تملك كل شيء ليه؟ لأني ماعنديش شهوات إلا ربنا يسوع المسيح وربنا معايا، وربنا بتاعى، وطالما ربنا معايا وبتاعى خلاص أنا مش عاوز حاجة تانى.
" تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ"
2- الشهوات الأرضية الشريرة تُفقد الإنسان سلامه مع الناس!
المحارب بالشهوات يقع في خطايا كثيرة (كالحسد، الغيرة، الغضب، وقد يصل للقتل)!
" تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا "
+ في واحد يحسد، ومن الغيرة والغل والغضب، توصل إنه يقتل، تفتكروا لما يقتل ولا يحسد هل نال اللى هو عاوزه؟! لم يأخذ شيئًا!
+ لو انتقم لنفسه، قلبه ارتاح؟! أابدًا ولا بيرتاح ولا حاجة.
+ لو اتمنى الشر للناس هل ينال أمام هذه الرغبة أي شئ؟! أبدًا، فراغ واحباط واكتئاب.
+ ليه؟ لأنها كلها شهوات بطالة، لذات محاربة في الأعضاء. تزل الإنسان وتقنعه انه ماشى كويس، وتقنعه إنه معاه حق، وهو مش واصل إلى حاجة خالص، لاينال شيء.
+ "فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ" (رسالة يعقوب 1: 7). لا يأخذ شيء خالص، مع انه يحاول ويغضب ويفترى ويحيك مؤامرات.
المحارب بالشهوات يدخل في خصومات وحروب مع الناس من أجل الماديات دون طائل!
" تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ".
+ يعني هي الخصومة والحرب بتخلى حد يوصل لحاجة!
+ كلنا نعلم أن الخصام دائمًا خسارة على كل الاطراف، إن حرب معناها خسارة لكل المتنازعين: ان كانوا زوجين، إن كانوا أخين، إن كانوا جارين، إن كانوا شركاء، أيًا كان. ما دام دخل الخصام محدش كسب حاجة، كله خسر. خسر سلامه، خسر محبته، خسر علاقته مع ربنا وبقى خايف وبقى شايل الهم، ودخل يمكن في قضايا كبيرة! إيه ده كله ده؟! اخذت ايه من الخصام؟! ولا حاجة غير الخسارة. طب ماشى ليه وراء الخصام؟!
+ ما دام الحكاية خسارة، طب ما تخسر شوية فلوس وتكسب الباقي. إن جات في فلوس يا سيدي إخسر.
هناك أشياء لا تقدر بثمن هي الأجدر بأن نجاهد لاقتنائها!
+ عندك حاجات كتير اثمن تقتنيها وتمتلكها: اقتنى الله، اقتنى السلام، اقتنى المحبة، اقتنى محبة الناس، اقتنى راحة البال. حاجات لا تقدر بثمن!
المحاربون من أجل شهواتهم بسبب عدم إيمانهم لا يسلمون طلباتهم لله:
فبيقول: "تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ" ليه؟ " لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ "
+ يعني ببساطة إذا كان عندك مشكلة واحتياج، بدل ما تأخدها بدراعك والخناق والخصام والحرب، ما تطلب. مش ربنا قال: "اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ" (إنجيل متى 7: 7). فكل من يطلب يأخذ.
+ طب ما تطلب من ربنا يغنيك، ويديك. هو ربنا بيحوش عننا حاجة؟! ما بيحوش حاجه ده بالعكس بيقول: "وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (إنجيل متى 6: 33) " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ... هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا" (إنجيل متى 6:25، 32).
أما طالبى "ملكوت الله وبره" فهم يشبعون:
+ إن كنت انت شايل هم بكره أو شايل هم أولادك، ده كلام بسيط قوى عند ربنا. قوله: يا رب خلي بالك من بيتي ومن عيالي، خلاص. يقولك: من غير ما تقول يا ابني دا دي حاجة سهلة قوى. يقولك: "اطلب المفيد دى حاجات سهلة يا ريت ما تشغلكش لأن أنا خلاص عملت حسابها. "أومال عايزني اطلب ايه يا رب؟"، " اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (إنجيل متى 6: 33).
لكن "تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ"
المغلوب من شهواته يفتقر للحكمة لأنه يخسر علاقته بالله والناس من أجل العالم:
" لأَنَّ هَيْئَةَ هذَا الْعَالَمِ تَزُولُ" (كو 7: 31)
"تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ"
+ إذًا اللي بيتخانق عشان يملك غشيم، لأنه كان ممكن يملك عن طريق انه يطلب من ربنا يقوله:
يا رب اديني السلام يقولك ده مش هتلاقيه عند حد هاديهولك أنا.
اديني استقرار وأمان يقولك فلوس الدنيا متجيبوش، عندى انا.
+ لكن تخاصم وتحارب عشان توصل إلى سلام أو استقرار أو غنى! إنت بتضحك على نفسك، والدنيا بتضحك عليك، والشيطان واقف يسخر منك، ومش هتوصل إلى حاجة.
+ وببساطة كان في سكة أقصر وأسهل بس كانت محتاجة ايمان وثقة في ربنا، انك تطلب بدل ما تتخانق.
أترك حقك في يدي الرب، وثق أن ما سيعطيه لك الرب أجمل جدًا مما كنت تطلبه:
+ قول حقى عند ربنا، وسيب حقك واحضن اخوك وصالحه. قول حقي عند ربنا، "يا رب أنا بطلب منك رد لي الحق" وما تخسرش أخوك. جرب طيب وشوف، هتلاقى الخصام راح، والحرب راحت، والحق جه كمان، وكمان الحق جه. لأن ربنا امين في وعده.
+ "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا" (إنجيل يوحنا 16: 24)، بدل ما تأخد بدراعك سيب ربنا يجيبلك الحاجة اللى شايفها حلوة واللى ربنا بيجيبه احلى جدًا من اللى احنا بنجرى عليه. وكلنا عارفين كده، بس بسبب ضعف إيماننا بنمشى وراء افكارنا، أونمشي وراء سياسة الدنيا، ونحارب ونخاصم على امل نمتلك ولا نمتلك شيء.
3- المغلوبين من شهواتهم يخسرون علاقتهم مع الله!
"تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ" (رسالة يعقوب 4: 3)
الرب يسد آذانه عن سماع طلبات المغلوبين من شهواتهم لأن كل طلباتهم ردية:
" لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ" (سفر إشعياء 55: 9).
+ في ناس تطلب، لكن يا ريتهم ما طلبوا.
+ في ناس تطلب، وينتظروا أن يشبعوا حسب كلام الرب "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا "، ولكنهم لا يشبعوا! بل لا يأخذوا شيئًا!
+ لماذا يا رب؟! ألم تقل: "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا " اشمعنى في الآية دى تقول عكس المنطق الذي قلته قبل كده؟! أنت قلت: "كل من يطلب يأخذ " ونص الآية "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ" (إنجيل متى 7: 8)، (إنجيل لوقا 11: 10).
+ أيوه بس في هنا شرط، في هنا تحفظ: معلمنا يعقوب يقول: "تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا".
الذي يطلب النقمة من أعداءه:
+ في واحد يقف قدام ربنا يقوله: انتقم لي من أعدائى، اعمل فيهم وسوي! يا حبيبي إنت بتكلم ربنا! أبو الكل، إله المحبة!
+ ييجى ابن يقولك إنت كأب امسك اخويا ده موته، عشان خد الحاجة بتاعتى! تبص له وتضحك: إنت بتكلمنى أنا، وأنا أبوك انت وابوه هو؟! إنت احتكمت غلط هنا، أنت "تَطْلُبُ رَدِيًّا "، طلبك مش في محله، طلبك مين قالك انه يريحك؟! إنت طالب نقمة من أعدائك؟! مين قالك إن ده اللي هيريحك؟!
+ صحيح ربنا يقول: "لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ"، يعني ربنا لا يترك حق أولاده. لكن يقولنا لا تطلبوا الحاجات دى، ما تنشغلوش بالحاجات دي سيبوهالى انا.
الذين يطلبون الغنى الأرضي:
+ واحد يطلب غنى أرضى، غنى أرضي! يبأه الميسح بيحضر السما، وانت تطلب فلوس في الدنيا؟! "تَطْلُبُونَ رَدِيًّا"، " تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا".
+ ما تشوف الناس اللى عندها غِنَى أرضي مش عايشه في سعادة، وعايشه في خصام، وعايشه في نكد، وعايشه في قلق.
الرب في حنانه على أولاده لا يعطيهم ما يؤذيهم:
+ ليه تطلب طلب ردئ؟! ما تقوله يا رب اعطيني كفايتي وخليني معاك وخلاص. أهو ده طلب حسب مشيئته. لكن تطلب طلب رديء كله شهوات الطمع والسلطة، طبعًا مش هيديلك.
+ مش هيديلك ليه؟ لأنك "تَطْلُبُ رَدِيًّا " بتطلب حاجة غلط، بتطلب حاجة تؤذيك، هو إحنا لو ولادنا طلبوا منا حاجه تإذيهم، هنديهم؟! مش ممكن. مش هنديهم.
+ ده حتى ربنا يقول كده: "فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزًا، أَفَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟" (إنجيل لوقا 11: 11). هيديله الحاجه الحلوة، ربنا يدينا الحاجة الحلوة، فلما نطلب الحاجه الحلوة يديهالنا. لكن نطلب حاجة وحشة ميديهلناش.
لا بد أن نراجع طلباتنا لئلا تكون طلبات ردية وليست حسب مشيئة الرب:
+ ده يخلينا نراجع طلباتنا، كتير من طلباتنا تكون: "طلبات ردية" واحنا مش عارفين.
+ واحد يتعلق بموضوع ويقوله: يا رب عايز الموضوع ده يمشى، ويلح في طلبه.
ربنا يقوله: "يا حبيبي يمكن مش مصلحتك خالص، يمكن طلبك ردئ، يمكن طلبك ده ردئ لكي تنفق في لذاتك. يعني إنت عايز ربنا يشتغل لحساب شهواتك.
+ واحد عمال يزن على ربنا في طلب فلوس! بأه ربنا له المجد اللي عايز يحررك من حب المادة، هيشتغل لحساب محبة المال؟! مش معقول، لازم مش هيستجيب.
+ ربنا اللي عاوز قلبك يوسع وتحب كل الناس، هيشتغل لحساب الكراهية وينتقم لك من أعداءك؟! لأ تبأه مش فاهم ربنا صح.
"تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ".
علينا أن نكف عن حماقة مطالبة الله بتلبية رغباتنا الرَدية! ولنخضع لمشيئته الصالحة.
+ ربنا ساعات نستخدمه استخدام خطأ، نبقى عاوزينه ينفذ اغراضنا، واغراضنا متكنش صالحة، ويبقى ربنا ده زي ما نديله الأمر ينفذ، وكأن ربنا مبيعرفش يفكر، وكأن ربنا مش هو اللي فاهم! إحنا اللى فاهمين وهو عليه بس ينفذ.
+ طبعأ مابينفعش مع ربنا الكلام ده، وعلشان كده صلوات كتير نشعر إنها لا تستجاب. ليه؟ لأننا أحيانا " نَطْلُبُ رَدِيًّا "، ونطلب دون أن ندري ما ينبغي ان نطلب لأجله.
الإنسان الروحي جميع طلباته مستجابة لأنها حسب مشيئة الرب الصالحة:
طلب الخلاص:
"نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ" (1بط 1: 9)
+ لكن لو طلبنا خلاص نفوسنا يفرح ربنا. لما تقوله يا رب أنا مش عايز غير خلاص نفسى وخلاص بيتى. عايز تعدى الأيام والسنين وألاقى نفسى في السماء ومعايا كل حبايبى محدش وقع منهم.
+ يفرح ربنا ويقولك هو ده اللى أناعاوزك تقوله، هو ده اللي أنا مستنى اسمعه.
طلب السلام:
+ لما تطلب وتقوله إعمل سلام عند الناس دول، ورجع لهم السلام، يفرح ربنا بطلبك.
طلب المعونة للمجربين:
+ لما تقوله يا رب اسند المجربين، يفرح بكلامك.
طلب انتشار الإيمان:
+ لما تقوله يا رب احمي الكنيسة، وخليها تنتشر في العالم عشان الناس كلها تعرفك.
+ كلام حلو وطلبات كلها مستجابة. وهي دى اللى ربنا قال عليها "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" (إنجيل يوحنا 16: 24). كل ما تطلب وربنا يستجيب تفرح.
+ الإنسان الروحانى كل طلباته مستجابة لأن كل طلباته روحية فعلى طول حاسس ان كل حاجة بيقولها لربنا، ربنا بيقوله حاضر. فيبقى فرحان بربنا جدًا.
+ الإنسان الجسدانى ييجى يطلب من ربنا أغلب كلامه لا يستجاب، ويبقى تعبان. تعبان ليه؟ "لأَنَّكَ تَطْلُبُ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُ فِي لَذَّاتِك". إنت مش فاهم ربنا صح، إنت خبطت على باب غلط مش هو ده الباب اللى يتفتح للذات والشهوات.
"أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ. أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ بَاطِلًا: الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ؟ وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ. لِذلِكَ يَقُولُ:«يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ" (رسالة يعقوب 4: 4-8).
ملخص سريع لبعض الخطايا التي ناقشها معلمنا يعقوب في رسالته:
+ الناس اللى فيهم حروب وخصومات دول وراهم حاجات كتير وحشة. فوبخهم معلمنا يعقوب على خطيئة الزنا.
خطايا تكلم عنها معلمنا يعقوب في رسالته في الإصحاحات السابقة:
+ سبق أن وبخهم على المحاباة
+ وأيضًا على الرياء الذي دخل إلى الكنيسة.
+ ووبخهم على التظاهر وأن لهم إيمان بدون اعمال.
+ ووبخهم على الحكمة الأرضية النفسانية الشيطانية.
+ ووبخهم على اللسان المعوج الذي يشبه العين التي تخرج أحيانًا مياه مالحة وأحيانًا مياه عذبة.
الخطايا التي يتكلم عنها معلمنا يعقوب في هذا الإصحاح:
+ وهنا يوبخهم على تجاوزات كبيرة جدًا. على الحروب والخصومات والمشاكل، وعلى الزنا. أيًا كان زنا الفكر، أو زنا النظر، أو زنا العمل فكل هذا
فيقول:
أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ (رسالة يعقوب 4: 4)
+ لا يمكن أن يجمع أحد بين محبة العالم ومحبة الله.
تحذير سبق أن نبهنا له الرب يسوع: "مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ "
+ هذه الآية تذكرنا بكلام ربنا يسوع له المجد في الموعظة على الجبل "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ" (إنجيل متى 6: 24)، (إنجيل لوقا 16: 13).
+ في هذه الآية معلمنا يعقوب استبدل كلمة "المال" بكلمة "العالم". فبيقول: "فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ".
ماذا قصد معلمنا يعقوب بكلمة "العالم" في الآية " مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ "؟
+ هل معنى ذلك أنه علينا أن نكره الحياة؟! لا، لأن الكتاب يقول: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً" (1بط 3: 10).
+ فمحبة الحياة في ذاتها ليست خطيئة، لكن محبة العالم هي التي قال عنها يوحنا: "لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ" (1يو 2: 16). هو ده العالم اللى يقصده.
+ إذا كان الواحد مشغول بواحدة من الثلاثة أو بالثلاثة، يبقى مش هينفع يحب ربنا. لأنه كده هيبقى عدو لله.
إحذر أن تكون عدوًا لله دون أن تدري!
+ اللى عايش لشهوات عينه صار عدوًا لله، واللى عايش لشهوات جسده صار عدوًا لله، واللى عايش مشغوب بتعظم المعيشة صار عدوًا لله، فلنحذر لئلا نكون اعداء لله واحنا مش دريانين.
+ لأنه ساعات الناس اللى حوالينا يخدروا ضمائرنا: يقولك "فيها إيه لما تشتري وتعمل وتقتني". في الأول الموضوع يكون عادي، ثم تجد نفسك مشغول بهذه الأمور بطريقة مبالغ فيها، وتقع في الإضطراب والقلق والخصام والمشاكل. وربنا يقولك: "حيلك، إنت حبيت العالم، إنت مش واخذ بالك ولا إيه؟!". والعالم ده عبارة عن مجموعة من الشهوات.
المشكلة ليست في محبة الحياة، المشكلة في محبة العالم بمعناه الشرير:
+ مثلًا واحد يحب الطبيعة ويقعد يمجد ربنا. هل ينطبق عليه هذا الكلام؟! لأ طبعًا.
+ واحد بيحب الحياة، فدائما مبتسم وبشوش وبيحب الناس، هل ده المقصود بمحبة العالم؟! لأ طبعًا، دى فضيلة كونه بيحب الناس، كونه بيحب الخدمة، كونه بيحب الطبيعة اللى خلقها ربنا، كونه بيحب عمله وأمين فيه، كل ده مش ضد الوصية.
+ لكن العالم بمعناه الشرير. الموضوع في "الشرير". هنا " مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ " " فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ "
أنت تملك كامل إرادتك، فإما أن تختار محبة ربنا والإنشغال به أو تختار محبة العالم:
+ هناك حكمة في التعبير في عبارة " فَمَنْ أَرَادَ " في الآية: "فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا ِللهِ"، يعني في الأول والآخر متقدرش تقول: أناغصب عني بحب العالم. لأ، الإرادة عندك اما ان تحب العالم أو تحب ربنا، انت اللى بتختار. يا تسيب نفسك تنشغل بالدنيا خالص، يا تسيب نفسك تنشغل بربنا على حساب الدنيا. فإما أن تكون ملك لله أو تكون عدو لله. ولا يوجد وضع وسطي بينهما. يا تحب ربنا وتنشغل به فتنسى الدنيا تدريجيًا. يا تحب الدنيا وتنسى ربنا، وتبأه عدو لله.
"أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ بَاطِلًا: الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ (الحسد هنا بمعنى الإمتلاك)؟ وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ لِذلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً»." (رسالة يعقوب 4: 5، 6).
الروح القدس في غيرته علينا لا يقبل أبدًا أن نجمع بين محبة ربنا ومحبة العالم:
" الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ "
" لاَ تَسْجُدُ لإِلهٍ آخَرَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ" (خر 34: 14).
+ الروح الذي حل فينا هو "الروح القدس". فهل يعقل أن الروح القدس يحسد؟!
+ هناك نوع من "الحسد المقدس"، المقصود به "الغيرة المقدسة".
+ الروح القدس الساكن فينا لا يقبل أبدًا ان نعبد العالم والله. لا يقبل ان نكون بتوع الدنيا وبتوع السما، لا يقبل هذا الوضع.
+ الروح القدس الساكن فينا بيغير علينا، ويبقى عاوزنا كلنا قلبًا وقالبًا من رأسنا إلى أرجلنا ملك لله. فيغير الروح القدس من الجسد والعالم اللى ساحبنا من ربنا، يزعل أوي عندما تنشغل بالعالم على حساب ربنا.
الروح القدس في غيرته علينا يعطينا نعمة تفوق كل عقل نغلب بها شهوات العالم:
"وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ "
سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في 4: 7)
"لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلًا وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ"(رو 14: 17).
+ فماذا يفعل الروح القدس عندما يجدك مشغولًا بالعالم على حساب ربنا؟ يعطيك نعمة أعظم.
+ الروح القدس يقول لك: "طب اقولك حاجة، أنت تملك فلوس كتير ومشغول بيها، وأنا بحسد الفلوس اللى واخداك مني. طيب هادخل معاك مساومة، الفلوس دى بتديك سلام أد اية؟ أنا سأعطيك نعمة أعظم، سأعطيك سلام يفوق كل عقل!
+ إنت عايش لشهواتك وشهواتك وخداك من ربنا، فالروح القدس غيران لأن شهواتك سرقاك من ربنا، وإنت أساسًا ملك لربنا من ساعة ما اتعمدت، فالروح القدس يعمل إيه؟ يعطي نعمة أعظم. يقولك: شهواتك مدياك إيه؟ فرح؟! أنا سأعطيك فرح أعظم! بتلاقى نفسك؟! أنا سأجعلك تلاقى نفسك اكتر!
+ اذن النعمة التي يقدمها روح الله لنا، هي نعمة أعظم من إغراءات العالم أو النعمة المزيفة اللى الجسد أو العالم بيقدموها. هذا هو معنى:
" الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ (الإمتلاك)؟ وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ".
الروح القدس الذي حل فينا يشتاق أن يمتلكنا أو يملكنا لله:
+ فالروح القدس يشتاق أن نصير بأكملنا لله أو نصير مقدسين تماما لله، كلمة الحسد معناه الامتلاك. الروح القدس الذي حل فينا يشتاق إلى ان يمتلكنا الله أو نصير بكاملنا لله. ولذلك يعطي نعمة أعظم. أي لا يقف الروح القدس عند مستوى أبدًا.
+ تقوله: "يارب تجاوبا مع الروح القدس العامل فيا بقيت بصلى".
يقولك: "بس في شوية وقت مسروق بردو، ما تيجى ناخدة في الصلاة كمان"
تقوله: "يارب أنابقيت بخدم".
يقولك: "برده في وقت ضايع ما تيجى ناخد الوقت الضايع للخدمة كمان".
+ الروح الساكن فينا يشتاق إلى الامتلاك، ولا يقف عند حد معين. لا يقبل ابدًا أن تكون الثنائية موجودة في حياة أولاد الله.
+ " إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ"(سفر الملوك الأول 18: 21)، أي"إن كان الله هو الله فاعبدوه، وإن كان العالم هو الله فاعبدوه".
+ فالروح القدس يشتاق فينا أن يمتلكنا، أو أن يقدسنا، أو أن نصير كاملين، فلا يكف عن العمل فينا بل يعطينا يومًا بعد يوم نعمة اعظم، لكي نتقدم في الكمال وفي التكريس بحيث يبقى كل العالم طلع من قلبنا ومفيش حاجة في قلبنا غير ربنا.
+ هذا هو معنى الآية: "الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ" يقصد بها في معناها في الترجمة الأصلية: يشتاق أن يمتلكنا أو يملكنا لله. يحسد العالم اللى سارقنا منه!
+ تصوروا ربنا يغير علينا من الدنيا يبص يلاقيك قاعد تقرأ الجرنال بالساعات، والكلام اللي باعته ربنا انت ركنه فيغير ربنا، يقولك طب اقعد معايا شوية. انت بتقعد مع اصحابك ساعتين ثلاثة تضحك، طب ادينى نصف ساعة بس من ال3 ساعات دول.
+ بأه ربنا يشحت مننا شوية الوقت وشوية الاهتمام؟!
+ ويقولك أناهديك قصادها نعمة اعظم، هديك فرح وسلام وبركات أحلى جدًا من اللى انت بتشوفه عند الناس وفي الدنيا وفي الشهوات وفي الحاجات دى.
+ " الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ؟ 6وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ " يعني يبان كإنه أضعف، لأن الواحد مشغول بالدنيا أكثر من ربنا. لكن في الحقيقة الروح عنده نعمة أعظم.
خطيئة الكبرياء
"لِذلِكَ يَقُولُ:«يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً»"
المستكبرون يرفضون عمل الروح القدس فيهم، وما أسهل أن يُسرق منهم الملكوت!
+ من الذي يرفض عمل الروح القدس؟ المستكبر. اكتر واحد يعند مع ربنا ولا يستمع إلى صوت ربنا، ويقع في محبة العالم والعالم يسرقه من الملكوت هو المتكبر.
+ المتواضع الروح القدس يعرف يكلمه بسهوله، فعشان كده الكتاب يكمل ويقول: "يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً".
بركات التواضع
التواضع مفتاح ننال به كل بركات الروح القدس:
+ عاوز تأخد نعمة الروح القدس اللى جواك وتبان عليك عاوز تغرف من بركات وثمار الروح القدس الساكن فيك، خليك متواضع.
+ كل ما كنت متواضع كل ما الروح القدس أعطاك نعمة اعظم، وكل ما كنت متكبر ماتخدش خالص حتى لو الروح القدس كان فيك. مش باين عليك ولا حاجه. خليك متواضع عشان النعمة تزيد في حياتك.
+ هذه الآية جميلة ومهمة، ومفتاح كل البركات في حياتنا.
المتواضع ينال الغفران:
تعلم كيف تقف أمام الرب في إنكسار حتى تخرج مبررًا كالعشار!
" وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ" (إنجيل لوقا 18: 13)
+ اتعلم تقف قدام ربنا مكسور عشان تطلع واخد كتير. لكن تقف قدام ربنا تقوله: "اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ" (إنجيل لوقا 18: 11) خلاص هتاخد اية؟! ما انت كويس، أو انت فاكر إن إنت كويس.
+ لكن الخاطي اللى داخل منعرفش سيرته شكلها إيه، وخطاياه حجمها إيه؟ لكن عرف يقف قدام ربنا مش قادر يرفع عينيه، محدش علمه يعمل كده ولا يبص في الأرض، دى طالعة منه بتلقائية مش قادر يرفع عنيه للسقف في الهيكل، ويقوله: "ارحمنى يارب لأنى خاطي"، أخذ البر. فيخرج مبررا. ويطلع عنده سلام، وعنده فرح، وعنده غفران، مكنش يحلم بيه. إيه ده كله ده؟! " الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً".
المتواضع يحيا في فرح دائم:
تعلم كيف تنسى كرامتك وتسامح من أساء إليك، فتنال البركات والفرح الدائم:
+ اتعلم تسامح اخوك وتدوس على كرامتك عشان لما تبقى متواضع يعطيك الله نعمة، لما تبقى متواضع في سلوكك ربنا يعطيك نعمة، ويستجيب كل طلباتك ويبارك في حياتك.
+ تبأه متكبر وحريص على كرامتك وبتطالب بكرامتك وبتقع مع الناس بسبب كبريائك، خلاص مفيش نعمة في حياتك، ولا بركة، والحياة كلها تجرى بدون طعم. ده المتواضع ده أسعد إنسان في الوجود. كل ما كان الواحد متواضع كل ما كان فرحان، كل ما كان مرتاح.
المتواضع يتمثل بالمسيح وينال وعوده:
+ ربنا يسوع له المجد يقول في متى 11: "تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ" وفي آخرها يقول: "فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ". التواضع يعطي راحة لنفوسكم، يعني التواضع هو الذي يأتيك بالراحة. تواضع القلب يعطي راحة. ليه؟ لأن الروح القدس يقعد يغنيك بنعم ربنا طول ما انت متواضع.
+ أما المتكبرين " يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ".
+ كلمة صعبة جدًا إن ربنا يقاوم حد. مين يقدر يقف أمام ربنا عشان ربنا يقاومه؟! " يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ". ليه نحط نفسنا في الاية الصعبة دى؟! خلينا متواضعين لئلا نقع في خصومة مع الله نفسه. احنا قد ربنا؟! بأه بدل ما ربنا يضلل علينا، وياخدنا في حضنه، ويستر على اخطائنا، ويشيلنا شيل ويدخلنا السما، نقع معاه في عداوه ويبقى " يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ"؟! لأ مش عاوزين نبأه مستكبرين.
بالتواضع ننال الملكوت:
+ خلينا نتضع أمام الله ونتضع أمام الناس، ونقبل الإهانات أحيانًا، ونهرب من الكرامة الغشاشة، ولا نطلب مجد من الناس، وننشغل بتوبتنا وحسابنا لنفسنا، ونحافظ على اتضاعنا قدام ربنا، تمتلئ حياتنا بالبركات وبالنعم وبالأفراح، وتلاقى الحكاية ماشية حلو قوى.
+ أأمن طريق للملكوت هو طريق الاتضاع. عاوز تحافظ على نفسك، ومتطلعش بره طريق الملكوت، تمسك بالاتضاع دائمًا.
+ أول ما هتطلع رجلك بره سكة الاتضاع، في خطورة على أبديتك. لا تعرف ستصل أم لا! خليك متواضع زي ربنا يسوع المسيح، يأمن طريقك للملكوت.
" يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً "
نصائح يقدمها لنا معلمنا يعقوب حتى لا نضل الطريق للملكوت
"فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" (رسالة يعقوب 4: 7)
1- نصل للملكوت بالتواضع والخضوع الكامل لوصية الرب
"َاخْضَعُوا ِللهِ"
المتواضعون ينالون الملكوت لأن من السهل عليهم أن يخضعوا ويطيعوا وصية الله:
+ لأن المتواضع سهل جدًا يقول لربنا "حاضر". لكن المتكبر أصعب كلمة عنده كلمة "حاضر"! مايعرفش يخضع أبدًا، ده هو بيسمع كلام نفسه بس، لا كلام حد، ولا حتى ربنا يستمع لكلامه.
+ لكن المتواضع أي كلمة ربنا يقولها يقوله "حاضر":
يقوله: "سامح اخوك"، يقوله "حاضر يارب". أحبوا أعدائكم، حاضر يارب. اغفروا، حاضر. باركوا لاعنيكم، حاضر.
لكن المتكبر يقول له، بأه يلعنى يارب واباركه؟!
هو إنت بتفاصل مع ربنا؟! اخضع لربنا وخلاص!
+ لو إنت متواضع هيقولك باركوا لاعنيكم، هتقول حاضر. هتلاقى حياتك مليانة بركات ونعم. لكن هتقوله: "لا يارب، لأ أنا كرامتي ما حدش يدوسلي عليها أبدًا". طب وبعدين، ما إنت مش عارف تخضع لله. بسبب كبريائك. اخضعوا لله.
+ صدقوني ده في ناس تستكتر توطى، وهي بتصلي. تستكتر تنحنى امام الله!
السجود أمام الله لا يكون بالجسد فقط، بل ضع كرامتك عند قدمي الرب:
"الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ (لله) فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا" (إنجيل يوحنا 4: 24).
+ أعظم القديسين، كان يضع رأسه في الارض قدام ربنا. فيها إية لمّا ننسكب ونسجد قدام ربنا؟! مش بس سجود الجسد، لأن ربنا يسوع علمنا أن: "السجود لله بالروح والحق".
+ لكن السجود معناه إن أنا كرامتى تحت رجلين ربنا. ده أنا كلي انتاجه هو، وأنا يعني ليَّا كرامة بعيد عن ربنا؟!"َاخْضَعُوا ِللهِ".
2- نصل للملكوت بمقاومة إبليس وعدم الإستسلام لمحارباته
" قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ"
علينا أن نقاوم إبليس فلا سلطان لإبليس على أولاد الله:
+ " قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" آية جميلة ومهمة.
+ احنا ساعات نفكر ان ابليس ده قوى، وجبار، وطايح في الناس، وأذل الدنيا كلها، ومغرق الناس شهوات وكراهية وعداء! صدقوني، إبليس ده زي الفار!
قاوم إبليس بالصلاة السهمية: "ياربى يسوع المسيح أعنى" فيهرب منك:
"قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ"
+ يهرب منك!
حتى إذا كنت تقول عن نفسك: "دا أنا صغير، وضعيف، وإنسان مبتدئ روحيًا".
+ لأنك ستقاومه بنعمة ربنا، فقط قل "يارب". قول: "ياربى يسوع المسيح أعنى".
الله أعطى أولاده كل السلطان على الحيات والعقارب وكل قوة العدو فلا يضرهم شئ:
+ هو إبليس ده انت فاكره إيه؟! إبليس مش حاجة كبيرة، إحنا اللي مكبرينه باستسلامنا. احنا اللى عاملينه حاجه، لأننا مستسلمين له. لكن ربنا يسوع يقول: "رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ" (إنجيل لوقا 10: 18) وقع من فوق أوي لتحت أوي.
+ وقال: "هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَانًا لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ" (إنجيل لوقا 10: 19).
+ إيه يا رب ده كله ده؟! أيوه طبعًا، مش إنتم تبعي وأولادي؟! أعطانا السلطان.
+ فلماذا إذًا هذا السلطان لا يظهر علينا؟! ده الشيطان بيلعب بينا لعب ساعات! أيوه، لأننا لا نقاومه. الذي سيقاوم إبليس، سيهرب منه إبليس.
إبليس يُهزم أمام تمسكك بالوصية، قاومه بالوصية فيهرب منك:
+ قاوم إبليس لمَّا يقولك انتقم، واغلبه بوصية المحبة تلاقيه هرب منك.
+ قاوم أفكار الشهوة والصراعات التي يوجد بها خطية، هتلاقى إبليس يهرب منك.
إبليس مش قوى. إبليس عامل فيها قوي، وبيخوفنا، لأننا مش ماسكين في ربنا كويس. لكن متى قاومنا إبليس، وتمسكنا بالاتضاع، وتسلحنا بنعمة ربنا، إبليس مش قوي. خالص. مايقدرش علينا.
+ ده فيه قصص للقديسين تخلينا نستغرب من رواياتهم. هؤلاء الشياطين كاللعبة في أيديهم! ليس لهم أي سلطان على القديسين بل بالعكس، سلطان القديسين على الشياطين سلطان حقيقي.
قاوم إبليس بإسم ربنا فيهرب منك:
+ بأه إحنا عندنا إسم الرب يسوع له المجد، الذي نقول عنه: "اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ" (أم 18: 10) يبأه عنده مناعة.
+ في شيطان يقدر يقرب من واحد ينادي ربنا بإلحاح ويقوله: "ياربي يسوع المسيح أعني"؟! "ياربي يسوع المسيح إرحمني، إسندني"؟! ما يقدرش. ما يقدرش يقرب منه أبدًا.
"قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ"
عدم مقاومة إبليس هي سبب وقوعنا في الخطية وهي سبب إدانتنا، وليست محارباته:
+ لكن احنا لو وقفنا قدام ربنا في السما، وقلنا له: "يارب ابليس وقعنا في خطايا كتير"، هيبص لنا بعتاب ويقولنا: "بأه ده كلام، دا أنا قلت لكم: "قَاوِمُوه فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" "ويجري منكم" دا أنا ذليته وغلبته عشانكم!
+ ده أنا زفرت به في الصليب، وشهرته وجردته من كل قوته.
3- نغلب إبليس ونصل للملكوت بالإقتراب من الرب
"اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ" (يع4: 8).
لا تكتفي بالجهاد الروحي السلبي في مقاومة إبليس، بل كن إيجابيًا والتصق بالرب:
" اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ "
+ بقدر هروبك من الشر، اقترب من ربنا.
+ في واحد يقول هبطل خمر وهبطل سجاير وهبطل أماكن السوء، مينفعش كده بس. مش هتقدر لوحدك، روح الزق في الناحية التانية. ابعد عن ابليس، وامسك في ربنا كمان.
+ ميبقاش حربك سلبية بس، (تقول هبطل!)، إنت مش هتقدر تبطل لوحدك.
+ شوية وهتلاقى ابليس اتشطر عليك تانى. لكن الزق في ربنا: "اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ".
+ أيضًا واحد يقول: "ربنا مش بيجيلي ليه؟ مش بيفتقدني ليه؟". مش بيفتقدك؟! ده ربنا قاعد جانبك ومستنيك، قرب منه يقرب منك، قدم خطوة تلاقيه لزق فيك، ده ربنا "وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ" (رؤ 3: 20)، واقف على الباب ويقرع مستنيك تتحرك.
+ العيب مش في ربنا، عمر ما كان العيب في ربنا. "كَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ (وتغلب متى حوكمت)" (مز 51: 4). عمر ما ربنا قصر مع حد أبدًا، ولا يُلام أبدًا، مع أي إنسان مهما كان. كل اللوم علينا نحن البشر. إحنا اللى بنستسلم لإبليس، ومش عارفين نقاوم، واحنا اللى بنزوغ من ربنا ومش عاوزين نقرب لربنا.
اقترب من الرب بالبعد عن كل شر، بل وكل شبه شر:
"امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ" (تس 5: 22)
" نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ "
+ يعني إيه؟ نظفوا أيديكم أيها الخطاة، يعني ماتخليش في حياتك شر.
+ في ناس تمشى مع ربنا وتفضل محتفظه ببعض الخطايا. فتبقى عاملة زي ذوى الرأيين،
الذين تكلم عنهم في إصحاح 1 عندما قال: "يُشْبِهُ
مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ.
... رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ"
(رسالة
يعقوب 1:
6، 8).
مرة فوق ومرة تحت. مرة يمشى مع ربنا ومرة يمشى في الدنيا. يقول أصلى، ومش راضى يسيب
اللخبطة اللى في حياته.
+ لا ماينفعش الكلام ده. " نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ". الايد اللى هتترفع لربنا دي، إيد نقية؟ غسلتها بدموعك؟ وصلحت موقفك؟ وبطلت الحاجات الغلط؟ عشان تبأه ماشى في سكة ربنا صح، أم أنك ذو رأيين؟ يعني عاوز تبأه رجل هنا ورجل هنا، وإيد هنا وإيد هنا. عاوز تمسك الشهوات بإيد، وتمسك إيد ربنا. مش هينفع، لأن " الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ". مش هينفع تمسك الشهوات بإيد وربنا بإيد. "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ" (مت 6: 24).
"نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ"
لا تكتفي بالابتعاد عن الخطايا الظاهرة فقط بل خطايا القلب أيضًا:
+ لئلا واحد يفتكر إن موضوع نقاوة الإيد يقصد به: إنه بس ما يسرقش، وما يضربش مثلًا، أي بمعنى الخطايا الظاهرة! لا، المقصود الخطايا الخفية كمان طهر قلبك من الفكرة الرديئة ومن الكراهية، ومن الحسد، ومن الغضب، ومن الإدانة. من كل الخطايا التي يمكن أن تحارب الإنسان.
في هذه الأيام، ماذا نقول لمن يريدون أن يقننوا الخطيئة؟! لا نقول إلا هذه الآية:
أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟
+ تلاحظوا إن معلمنا يعقوب في هذا الجزء كان حقاني وشديد ولا يجامل في الحق. فمثلًا يقول: "أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟"، ما ينفعش الكلام ده.
+ ده النهاردة في ناس في العالم، عاوزه تبيح الخطايا وتقول بردو نفضل مع ربنا. آل إيه في بعض كنائس في الخارج، يريدون تقنين الشذوذ الجنسي. ماذا يمكن أن نقول لهم؟! لا يوجد شيء نقوله لهم إلا هذه الآية: "أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ؟". لأ، لا تقنن الخطأ. الخطأ خطأ، إهرب منه، وحاربه، ولا تستسلم له. و"مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ ِللهِ "، ولا تغالط في الحقيقة.
" نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ".
+ آية للحفظ: "يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً".(1)
من المحاضرة السابقة:
تابع/ نصائح قدمها لنا معلمنا يعقوب حتى لا نضل الطريق للملكوت:
"فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ.
اِقْتَرِبُوا إلى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ
أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ"
(رسالة
يعقوب 4:
7، 8).
جاهدوا من أجل الوصول لنقاوة القلب
" طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ" (مت 5: 8)
"نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ"
ابتعد عن الشر بل وشبه الشر:
+ "نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ" تجعل الواحد بقدر الإمكان في سلوكه نقى أي: لا يأتي بأي عمل يتسبب في تعب إنسان أو عثرة إنسان، لا يأتي بأي عمل يمكن أن يُحسب خطية.
لا تكتفي بالابتعاد عن الشر، بل لا تجعل للشر مكانًا في قلبك:
+ " وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ " المقصود بها طهارة الداخل أيضًا. لأن بعض الناس تنشغل فقط بنقاوة اليد أي نقاوة الخارج. يعني الإنسان ينشغل بأن يكون حسن السمعة (محدش يمسك عليه غلط، إيده طاهرة لا يمد يديه للغلط، لا يؤذى أحد).
+ " وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ " تعبير عميق ليس له حدود، لأن نقاوة القلب قصة طويلة جدًا. يمكن في السلوك من السهل أن لا تكذب، ولا تسرق، ولا تؤذي أحدًا؛ ولكن لكي يكون قلبك طاهرًا، بلا أي فكرة شريرة، أو شعور ردئ، أو فكر إدانة، أو فكر زعل، كل ده صعب.
لا تكتفي بألا تجعل للشر مكانًا في قلبك، بل دع الرب يملك على قلبك:
" فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ "
(تث 6: 5)
+ "ذَوِي الرَّأْيَيْنِ" مقصود بها الذين يعيشون بوجهين: وجه للدنيا ووجه لربنا؛ رجل مع ربنا ورجل مع الشيطان.
" نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ "
+ ما دام في القلب فكر آخر غير فكر الله يبأه لسه تبع " ذَوِي الرَّأْيَيْنِ "، يعني طول ما الواحد فينا شوية عنده أفكار كويسه، وشوية عنده أفكار مش كويسه. يبأه لسه من " ذَوِي الرَّأْيَيْنِ"، لسه تحت طائلة كلمة "الْخُطَاةُ".
+ لذلك نقول في قسمة القداس: "كل فكر لا يرضي صلاحك يا الله فاليبعد عنا"، أي فكره لا ترضي صلاحك بلاش منها. مهما كانت.
احزنوا وقدموا دموع التوبة المحيية
" اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ" (يع 4: 9).
(الآية دي مخيفة في زمن انتشر فيه الإكتئاب!) لكن،
معلمنا يعقوب يوجه كلامه إلى كل مستهتر، كل من لا يدرك خطورة الخطيئة:
+ " اكْتَئِبُوا " هنا تعود على الذين بدأ بهم الكلام " أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي"(يع4: 4). هنا يوجه معلمنا يعقوب كلامه إلى فئة منحرفة جدًا: عايشه تضحك، عايشة باستهتار، عايشه فرحانه بالشر، لدرجة أنها لا تشعر بخطئها!
+ قال لهم: إنتم المفروض تتوبوا، وتتوبوا توبة قوية توصلكم إلى الكآبة. لأن الكتاب يقول: "بِكَآبَةِ الْوَجْهِ يُصْلَحُ الْقَلْبُ" (سفر الجامعة 7: 3). يعني القلب ده علشان ينضف، لازم الوش شوية يكتئب.
"اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا" (يع 4: 9)، أم "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ" (في 4: 4)؟!
+ يكتئب ليس المقصود بها إن الواحد يمشي في الدنيا كئيب، لكن مقصود بها حزن التوبة. لأنه أيضًا الكتاب يقول لنا: "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا" (في 4: 4).
+ إفرحوا في الرب تناسب الإنسان المشغول بربنا. لكن الإنسان اللي عايش في الخطيئة وعمال يضحك وباستهتار، تناسبه هذه الآية أكثر "اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ".
+ فرق كبير بين أحزان التوبة المؤديه للفرح، وأفراح العالم المؤدية للهلاك!
لأن ضحك العالم يخوف ومباهج الدنيا كثيرًا ما تعطل عن ربنا. ولو الناس عارفة قيمة حزن التوبة، كنا نجتهد أن نتوب على طول، من كتر البركات اللى وراء التوبة.
+ تدريب:
روشتة الإكتئاب من أجل الفرح!
الإنسان الشاطر يقفل مخدعه يبحث عن التوبة ويكتئب اكتئاب التوبة، وليس الاكتئاب المرضى المنتشر في هذه الأيام.
فالذى يدخل مخدعه ويقف أمام ربنا ليُقدم توبة، لازم يطلع فرحان؛ فيبقى عمل الوصيتين: حزن حزن التوبة المقدس، ولما طلع في الدنيا طلع فرحان الفرح المقدس.
وبدون حزن التوبة لا تجد الفرح الروحي أبدًا. فاللى بيدور على فرح روحي من غير ما يعدى على الحزن المقدس أو النوح المقدس يبقى مش فاهم الحكاية صح.
+ دموع التوبة داخل المخدع تتحول لعلامات فرح وسلام ونعمة وبشاشة على الوجه:
لما تروحوا الأديرة وتلاقوا مثلًا راهب عجوز بشوش، وفيه روحانية، وفيه سلام، وفيه نعمة، وفيه فرح، تأكدوا إن في مخدعه عنده دموع توبة كثيرة جدًا. وهي دموع التوبة هي اللي مخلية وجهه منور.
+ " اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ " وصية يأتي تنفيذها بعد وصية " اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا "
الفرح مش تمثيلية، الفرح هو الوصية التالية لحزن التوبة.
لذلك في كلام ربنا يسوع المسيح يقول إيه؟ يقول: "طُوبَى لِلْحَزَانَى (الآن)، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ" (مت 5: 4).
+ " اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ " وصية تلائم الإنسان التائب؛ بينما " اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا " تلائم الإنسان المستهتر.
ملخص تفسير الآية:
"اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ"
+ معلمنا يعقوب لا يقول "اكْتَئِبُوا" بمعنى (كونوا مكتئبين)، لأن المسيحى لو مشي في الدنيا كئيب هيقدم صورة سيئة عن ربنا يسوع المسيح.
+ لكن هذه الكلمة "اكْتَئِبُوا" تناسب الشخص اللى عمال يضحك ويشرب ويغلط ومستهتر بحياته ومش دريان بأبديته، الكتاب بيقوله اكتئب شوية، نوح، احزن على نفسك، إنت مش دريان باللى مستنيك؟! هذا هو تفسير هذه الآية.
+ لذلك لا يصح أن تؤخذ هذه الآية " اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا" بمفردها كشعار للبعض، فيكون شعار خاطئ؛ لكن هذه الآية وصية " للزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي"، وصية للناس المستهترة.
درجات من التوبة:
"حزن التوبة" هو أول درجات التوبة بينما هناك أيضًا "النوح على الخطايا":
+ عند الآباء النساك التوبة درجات، مجرد حزن التوبة دي درجة.
+ لكن في حاجة اسمها النوح، ينوح بمعنى يئن كما لو كان يئن من كثرة الألم على رحيل شخص غالي عنده أوي.
+ فقد تصل مشاعر التوبة إلى أن يكون الشخص في داخله ينوح على نفسه، ويبكى بشدة على ما هو فيه.
مشاعر التوبة مقدسة وجميلة، لا تُبيح بها إلا للرب:
+ مشاعر التوبة حلوة عند ربنا، بس دى مش مفروض يشوفها حد غير ربنا.
+ فالتوبة المقدسة دى لازم تبقى بينك وبين ربنا (في قلبك)، وغير مستحب أبدًا ان مشاعر التوبة حد يشوفها غير ربنا لأن دى مقدسة.
توبة المرأة الخاطئة التي طوبها ربنا يسوع:
+ المرأة الخاطئة عندما جاءت تحت رجلين المسيح اكتئبت، وناحت، وبكت بحرقة، وماكنتش شايفة حد غير السيد المسيح له المجد.
+ صحيح الناس شافتها لكن هي ماكنتش قاصده إن حد يشوفها.
+ والمسيح عجبته جدًا دموعها وطوَّبها ودافع عنها وقالها: "إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ" (لو 7: 50).
كم هي غالية عند الرب دموع التوبة؟!
+ لو عرفنا قد إيه الدموع ممكن تغسلنا، أو التوبة ممكن تغيرنا، كنا نجتهد ان نتوب ولا نتضايق من الآيات من هذا النوع. "اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ".
الحذر كل الحذر من الفرح الذي يقدمه العالم
"لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ".
+ هنا الفرح مقصود به الفرح الدنيوى.
+ يتحول فرح الدنيا ومباهج الدنيا إلى غم. بمعنى سيب الرقص والشرب واللخبطة دى وروح أدخل مخدعك واسجد وابكى على خطاياك، ده أولى. هو ده اللى هيوصلك السما لكن هتتلهى في الدنيا دى هتضيع.
+ كثير من محافل الرقص وفرح الدنيا انتهت نهاية سيئة جدًا.
أمثلة كتابية لمحافل وأفراح دنيوية إنتهت إلى غم:
1- الحفل الأول: حفل عيد ميلاد هيرودس الملك: (مر 6: 17-29)
+ من المحافل المشهورة التي إنتهت إلى غم: حفل عيد ميلاد هيرودس الملك.
+ هيرودس الملك في يوم عيد ميلاده أقام حفلة كبيرة جدًا، رقصت فيها إبنة هيروديا (زوجة فيلبس أخيه). وكانت هذه النوعية من الأفراح بطالة جدًا.
+ وكان كلاهما (هيرودس وهيروديا) يعيشان في الخطيئة، وكان "يوحنا المعمدان" يقف دائمًا ضدهما وضد خطيئتهما.
+ فلما رقصت إبنة هيروديا وأعجبه رقصها قال لها: "مَهْمَا طَلَبْتِ مِنِّي لأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتِي"!
+ فطلبت البنت - لأنها شريرة وتخضع لمشورة الشر - رأس يوحنا المعمدان على طبق، واستشهد يوحنا المعمدان بسبب هذا الفرح البطال، وانتهى الفرح إلى غم على هيرودس وعلى كل الناس، لأن الرب لن يترك دم يوحنا المعمدان أبدًا. أي إنتهى الفرح بهذه الخطيئة التي أضاعت أبديتهم!!
2- الحفل الثاني: وليمة "بَيْلْشَاصَّرُ الْمَلِكُ" أحد ملوك بابل: (دا 5: 1-31)
+ فرح تاني: واحد من ملوك بابل في العهد القديم، كان ملك مستهتر جدًا، بعد أن أكثر من شرب الخمر استدعى الحراس وقال لهم: "أحضروا لي أواني هيكل الرب".
(كان البابليين بقيادة الملك نبوخذنصر (والد بيلشاصر الملك) قد اسروا اليهود وذلوهم وسبوهم في بابل وأحضروا معهم آنية الذهب والفضة التي كانت تستخدم في هيكل الرب في اورشليم).
+ بالطبع كان هذا التصرف قمة الاستهتار بمقدسات ربنا. فظهرت يد من السماء وكتبت على الحائط كلام غير مفهوم: "مَنَا مَنَا تَقَيْلُ وَفَرْسِينُ".
+ فارتعب الملك من اليد الممدودة من السماء ومن الكلام المكتوب، وطلب من يستطيع أن يفسر له هذا الكلام الذي كُتبَ. فاستدعوا له دانيال. فبدأ الملك يُقدم الوعود لدانيال إن استطاع أن يفسر له الكلام المكتوب
+ فرد عليه دانيال قائلآ: "لِتَكُنْ عَطَايَاكَ لِنَفْسِكَ وَهَبْ هِبَاتِكَ لِغَيْرِي" - لأن هذا الملك كان رجلًا بطالًا جدًا - وفسر له الكلام:
مَنَا: أَحْصَى اللهُ مَلَكُوتَكَ وَأَنْهَاهُ
تَقَيْلُ: وُزِنْتَ بِالْمَوَازِينِ فَوُجِدْتَ نَاقِصًا.
فَرْسِ: قُسِمَتْ مَمْلَكَتُكَ وَأُعْطِيَتْ لِمَادِي وَفَارِسَ".
بمعنى أنه " وُزِنْ بِالْمَوَازِينِ فَوُجِدْ نَاقِصًا" وأن الرب سينهي ملكوته.
+ وقُتِلَ بلشاصر في تلك الليلة!
إلى كل من يفرح كما يفرح العالم:
+ أنا نفسي أقول لكل واحد بيفرح فرح عالمى مش خايف الإيد تطلع لك تحكم عليك بالإعدام؟!
+ في أغلب الأفراح الآن يخرج الناس من الإكليل، والمفروض أنهم فرحين بالسر المقدس وبحضور الله وسطهم، ولكنهم للأسف يتجهون إلى أحد الفنادق بالملابس الخليعة للشرب والسكر والرقص!
+ صدقوني أنا أتصور أنه ممكن في أحد هذه الأفراح تظهر هذه اليد وتكتب ما كُتبَ لبالشاصر: "وُزِنْتَ بِالْمَوَازِينِ فَوُجِدْتَ نَاقِصًا"، فيكون هذا حكم نهائي بالإعدام، ولا يكون هناك أي فرصة للتوبة، لأن هؤلاء الناس لا يخافون الله.
"اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ "
+ هذا لا يعني أن الحياة الروحية كلها غم، لكن مطلوب النوح والحزن لكل شخص مستهتر ومستبيح، لكنه إذا دخل من سكة التوبة سيكتشف فرح عمره ما ذاقه وعزاء وسلام مش موجود في الدنيا أبدًا.
إحذروا من أن تتمثلوا بهذا العالم في أفراحه:
"لاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ" (رو 12: 2)
* إحنا بنقلد العالم في أفراحهم، بينما عندنا فرح لا ينطق به ومجيد.
* عندنا سلام قال عنه المسيح: "سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ" (يو 14: 27). والناس تدور ع السلام في الخمر وفي الشرب وفي الرقص وفي الفلوس وفي اللخبطه والكتاب بيقول غير كده خالص. بيقول ياريت فرحكم يتحول إلى غم.
3- الحفل الثالث: وليمة "أَحَشْوِيرُوشُ الْمَلِكُ" الَّذِي مَلَكَ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ:
(أستير 1: 1-22)
+ هذا الملك أيضًا، أقام وليمة كبيرة جدًا وأكثر من الشرب والسكر، فأمر باستدعاء إمرأته "وَشْتِي الْمَلِكَةِ " وكما يقول الكتاب: "لِيُرِيَ الشُّعُوبَ وَالرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ"، وكانت إمرأة صالحة جدًا فبالطبع استاءت جدًا من هذا التصرف الذي صدر من زوجها الملك ورفضت أن تنفذ أمره، فاغتاظ وأمر أن لا تأتي أمامه أبدًا وأن تُستبدل بأخرى، وهكذا خسر هذا الملك إلى آخر حياته إمرأة تقية. وتحول الفرح إلى غم بسببه أنه كان مليء بالسكر والشرب والخلاعة.
كلمة في أذن كل مسيحي: "الشيطان يلعب بأفراح الدنيا":
* أفراح الدنيا يلعب بها الشيطان.
* وأريد أن أقول لكم حاجه واحتملوني: الذين يبدأون حياتها الزوجية بأفراح من هذا النوع - احنا ككهنة بنلاحظ - الشيطان بيلعب ببيتهم لعب، بيتهم لا يخلو من مشكلة - أنا بخوفكم علشان ولادكم ما يقعوش في الغلطة دي - لازم بيتهم يحصل فيه مشاكل. ليه؟ لأنهم ابتدوا غلط.
* بدل ما يقدسوا الله في حياتهم ويمسكوا في ربنا اللى باركهم ابتدوا غلط! سلموا نفسهم للشيطان من اول لحظة! بأه في يوم ميلاد بيتهم الجديد اعثروا الناس باللبس الخليع وبالرقص وبالشرب!
* وكل ده - قال إيه - مجاملة للناس والمجتمع! طب وربنا صاحب السر وصاحب العطية وصاحب الخير كله!
مش مهم ربنا؟! لأ مش مهم ربنا.
خلاص ما دام مش مهم ربنا يسيب ربنا البيت، وهم بأه مسئولين عن اللي يحصل.
* وبعد شهور أو حتى أقل من شهور، تبدأ الخلافات والخصام والشيطان يلعب بيهم. وليه ده كله؟! علشان شوية مجاملات للناس!!
" لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ".
أحزان الآباء الكهنة في يوم إكليل أبنائهم!
+ أقولكم حاجه؟ّ! إحنا ساعات نبأه واقفين نصلي في الفرح أو الإكليل ونحن مكتئبين بالرغم من أنه يسمى فرح!
+ لما نلاقى اولادنا مش عارفين قيمة السر، ولابسين لبس خليع؛ والعروسة اللي محافظة على نفسها طول حياتها من أجل هذا اليوم، تظهر بمظهر خليع ومعثر.
+ نحزن عندما يتقول الآخرين على أبناء الكنيسة، وعندما نرى بيت ربنا مهان.
+ نقف مكتئبين، ناظرين للأرض ولا نستطيع أن نرفع أعيننا لله!
+ بدل ما نفرح مع أولادنا في يوم مثل هذا، نكتئب. ونقف لنقدم توبة عنهم، ونظل نردد: "يارب سامحهم، يا رب معلش، يارب لا تعاملهم حسب أفعالهم، هم مش واخدين بالهم يا رب إن إنت قصادهم".
+ نقف عاجزين لا نعرف ماذا نقول لهم؟! وكيف في يوم كهذا (يوم فرحهم، يوم سيأخذون فيه الروح القدس، يوم ميلادهم الجديد كأسرة مسيحية) يبهدلوا نفسهم بهذا الشكل؟!
+ نحزن عندما نجد البعض جاء لكي يشاهد الموضه! والبعض جاء مستهترًا يمضغ اللبان في الكنيسة! والبعض جاء لكي يتكلم مع الآخرين! والبعض جاء بملابس كأنه في عرض أزياء!
+ لا يستطيع الكاهن أو أي إنسان محب لله أن يرفع رأسه، كل إنسان محب للرب يحني رأسه خجلًا من الله! هل هذا يليق بالتوبة؟! بل شيء محزن لله جدًا.
" اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ "
من يتذوق أفراح التوبة، لا يستسيغ أفراح العالم!
اللى يعرف سكة التوبة، مايعرفش يضحك ضحك الدنيا، مايعرفش. مايعرفش يستطعم أبدًا فرح الدنيا، عنده فرح تاني. ففرح الدنيا ده ما لوش طعم عنده. لأن الفرح الروحي طعمه اجمل، فرح المحبة وفرح الصلاة وفرح الخدمة وفرح التوبة الأفراح دى مش موجودة في الدنيا أبدًا.
" اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا " " لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إلى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إلى غَمٍّ "
أحزاننا على الأرض مهما طالت، تتضاءل أمام ما ينتظرنا من فرح في الملكوت:
* لو قالوا لك: "تحزن يوم وتفرح شهر، ولا تفرح يوم وتحزن شهر، ايهما تختار؟
طبعًا ستختار أن تحزن يوم وتفرح شهر.
فما رأيك لو قالوا لك خلى زمن الدنيا كلها حزن، وستأخد ابدية فيها فرح لا ينتهي؟!
* زمن حياتنا على الأرض لا يساوي يوم ولا ساعة بجانب الأبدية!
* لذلك كانوا يسموا حياتنا على الأرض "وادى الدموع" فيقول المزمور: "اللى ماشيين في الوادى يصيرونه ينبوعًا"، "سيرًا كانوا يسيرون وهم باكون حاملين بذارهم، فيعودون بالفرح حاملين حصادهم"، ونص المزمور: "الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلًا مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلًا حُزَمَهُ" (سفر المزامير 126: 6).
* هذا هو حالنا في هذه الدنيا: حاملين بذور، وبدموع ماشيين في هذه الدنيا القحط، حاملين بذور ولسه مفيش حاجة واضحة في حياتنا، مفيش ثمار روحية، وبنكافح عشان نوصل السما.
* فحتى إذا كانت حياتنا على الأرض عباره عن "وادى دموع" وماله! وماله يومين على الأرض فيهم وجع، فيهم ألم، فيهم دموع؛ ويبقى لنا السما كلها فرح لا ينطق به ولا ينتهي.
* هل نضيع فرح السما عشان ضحكتين فارغين على الأرض؟!
+ فهنا معلمنا يعقوب كان متحاملًا على هؤلاء الزناه والزواني وقال لهم:
" وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ.9 اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ "
الإنسان الروحي مختلف في أفراحه
الإنسان الروحي لا تستهويه أفراح وملذات العالم!
+ الشخص الروحي يخاف من فرح الدنيا، يعني لما يلاقى فرحة مافيهاش ربنا يقلق.
+ لا يفرح بأكل وشرب، لا يفرح بخطية أبدًا، لا يفرح بمظاهر خداعه غشاشة معثرة، لا يفرح بمثل هذا أبدًا. بالعكس ممكن يكتئب.
+ لكن هذا ليس معناه أنه غاوى نكد، بالعكس الشخص الروحي فرحان على طول بس بفرح الروحي.
بماذا يفرح الإنسان الروحي؟!
من سمات الإنسان الروحي أنه فرحان على طول!
+ فرحان بالناس لأن كل اللى بيشوفه بيحبه والمحبة تولد فرح،
+ فرحان بالصلاة لأنه واقف يكلم ربنا،
+ فرحان بالخدمة لأن كل تعب بيعمله بيقعد له في السما،
+ فرحان بكلام الإنجيل: "وجدت كلامك كالشهد فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي".
+ عنده مداخل وأبواب للفرح لا تنتهي، فتلاقيه فرحان على طول، لكن لا تجد فرح الدنيا عنده.
ملخص ما سبق من الإصحاح الرابع:
طريق التوبة كما رسمه لنا معلمنا يعقوب: كل ما قاله معلمنا يعقوب يؤكد أن طريق التوبة ليس صعبًا، وهو يناسب حتى الزناة والزوانى.
معلمنا يعقوب قال لنا أن:
+ " مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ" (يع 4: 4)
+ وأن الروح القدس الذي حل فينا يغرينا في طريق التوبة، وسننال به نعمة اعظم، سننال سلام أحلى، وفرح اجمل.
" الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ؟ وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ" (يع 4: 5)
+ " قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" (يع 4: 7). يعني إبليس ده مش حاجة كبيرة ولا حاجة بس قاوموه ولا تستسلموا اليه فيهرب منكم.
+ " اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ" (يع 4: 8)
+ "نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ" (يع 4: 8).
+ اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا" (رسالة يعقوب 4: 9).
"اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ" (يع 4: 10)
ما معنى كلمة " اتَّضِعُوا "؟
+ "اتَّضِعُوا" هنا بمعنى اتكسروا شوية، اتذلوا شوية قدام ربنا.
+ هي نفس الفكرة التي قالها سابقًا: "يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً" (يع 4: 6).
+ الشخص المتواضع دائم الخوف من الرب، عامل خاطر لحضور ربنا وعايز يرضي ربنا مهما حصل ميرضيش الناس أبدًا ميفكرش في الناس قد ما يفكر في ربنا.
+ فبيقول لنا معلمنا يعقوب: "اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ". قف أمام ربنا مكسوف، قف أمام الرب في خجل، إحني رأسك أمام ربنا ,قوله: "ارحمنى يارب أنا خاطى"، يرفعك ربنا على طول، يباركلك ويستجيبلك ويفرحك ويديلك، اتضع.
+ لكن إذا وقفت أمام الرب قائلًا: "لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ" (لو 18: 11)؟! كيف سيرفعك؟!
السيدة العذراء كانت مثالًا رائعًا للتواضع:
+ وفي تسبحتها الجميلة للرب قالت عنه: "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ" (إنجيل لوقا 1: 52، 53).
+ العذراء أم النور فاهمه ربنا كويس فقالت: "لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ" (إنجيل لوقا 1: 48).
+ أكثر الصفات التي أعجبت ربنا في العذراء ام النور هو اتضاعها. كانت متضعه جدًا. لذلك قالت: "هو كده، يحب ينزل البهوات من على كراسيهم، ويطلع الغلابة اللي من تحت لفوق، هو نظامه كده". (طب خلينا مع الغلابة اللي تحت).
كن متواضعًا أمام الرب مهما بلغت من مركز أو جاه:
+ حتى إذا كان الرب قد أعطاك نعمة وخير ومجد، تعال أمام ربنا وخليك مكسور ومذلول ومتواضع فيرفعك ربنا.
+ لكن تبأه مشغول بمجد الدنيا ورافع رأسك! طب خلاص هتأخذ إيه من ربنا بعد كده؟!
"اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ"
أين نحن من فضيلة الاتضاع؟!
+ " اتَّضِعُوا "! للأسف عندما يطلب أحد الخدام من أحد الواقفين بالكنيسة أن يكف عن تصرف معين لأنه لا يليق ببيت الله، يكون الرد: "انتوا هتعلمونا؟! يعني احنا مش عارفين؟!". يا حبيبي "اتَّضِعُ قُدَّامَ الرَّبِّ".
+ مجرد الإرشاد أن شيء معين لا يليق ببيت الله، يُغضب البعض ولا يتقبله باتضاع! حتى الاتضاع مش موجود.
+ اللي يدخل بيت ربنا لكي يتكلم مع الآخرين لا يمكن أن يكون متضع، لأن المتضع يدخل بيت ربنا وهو خجلان من ربنا.
+ اتضاع الأنبا أرسانيوس!
يُحكى عن الأنبا أرسانيوس أنه كان عندما يدخل الكنيسة، يقف في نهاية الكنيسة خلف عمود معين (موجود حتى الآن في دير البراموس) ليتدارى وراءه ويظل يبكي طوال التسبحة والقداس. حتى أن دموعه حفرت في العمود شق صغير مميز.
إلى هذا الحد كان يقف مرتعدًا أمام الرب! بالرغم من قداسته وطول السنوات التي قضاها في التوبة! لسه بيبكي؟! طبعًا لسه بيبكي، هو حضور ربنا حاجة بسيطة؟! هي الوقفة قدام ربنا دي حاجه هينة؟! " اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ".
+ لكن للأسف أحيانًا في هذا الجو المليء بالقداسة (في الكنيسة) يدخل أناس مستبيحة ومستهترة ولا تهتم لشيء!.
"لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أخاه وَيَدِينُ أخاه يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ، فَلَسْتَ عَامِلًا بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّانًا لَهُ" (يع 4: 11)
الإنسان المتواضع لا يُدين إلا نفسه:
+ " لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ "
+ أيضًا من التواضع ان الانسان لا يدين احد، فالمتواضع يذم نفسه فقط ويدين نفسه فقط.
+ عشان اوعوا تدخلوا الافراح بعد كده، بدل ما تتوبوا، تبصوا حواليكم وتذموا الناس! مش ده الغرض.
المطلوب أن كل واحد يحافظ على نفسه، ولو لقى حد بيغلط يصلي له أو ينبهه ان كان بينه وبينه دالة.
خطورة خطيئة الإدانة
1- في الإدانة تعدي على دور الله وتطاول على حقه لأنه الوحيد من له حق الدينونة
+ معلمنا يعقوب يقول لنا: "لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ "، يعني إوعوا من الذم. ليه؟ "الَّذِي يَذُمُّ أخاه وَيَدِينُ أخاه يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ، فَلَسْتَ عَامِلًا بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّانًا لَهُ".
+ معلمنا يعقوب يريد أن يقول لنا: الله هو الديان وأنت عندما تقع في خطيئة الإدانة، كأنك تقول (حاشا): "ربنا مالوش لازمة! ومالوش دور! ومش عارف شغله!! كأنك أزحت الله وقلت له: "معلش يارب، إنت باين عليك مش عارف يعني إيه تشتغل ديان، سايب الناس بتغلط ليه؟! أنا اشتغل لك ديان!!".
+ الإدانة تعني أن ربنا مش عجبك ديان؟! وأن الناموس الذي وضعه الله (عن اللي مفروض يتعمل واللي مايتعملش) لا يعجبك أيضًا! وأصبحت أنت الديان والحكم؟!
نحن كآباء لا نسمح أبدًا بأن يحتل أحد الأبناء مكانتنا أو دورنا!
+ مثال: (عارفين زي إيه؟ زي ما تبئي إنت كأم أو أب في البيت ولكم أولاد. ثم يخطئ أحد أبنائكم، فينتهره أخوه! ماذا سيكون رد فعلك الطبيعي؟! أكيد ستقول له: "إنت مالك بتزعق لأخوك ليه؟! هو أنا مش موجود علشان تزعق له؟! أنا باباه أكلمه، أو أنا مامته أكلمه، لكن إنت ما تزعقلوش").
+ إذا كنا نحن البشر في تعاملات أولادنا معنا لا نقبل منهم أي تجاوز أو تعدي على دورنا في الحياة بهذا الشكل، فكم تكون حجم خطيئتنا عندما نُدين غيرنا؟!
أهو إحنا بأه عمالين نذم في بعض وندين بعض، وربنا آعد بيتفرج علينا ويقول: هم نسيوا إن أنا أبوهم، وإن أنا مسئول عنهم؟! وإن أنا الديان؟!
الديان العادل ربنا يسوع له المجد لم يُدين أحد!
" لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ" (أع 17: 31).
+ الرب يسوع المسيح له المجد يقول: "أَنْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ تَدِينُونَ، أما أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَدًا" (يو 8: 15)! الذي يقول هذا هو المسيح له المجد الذي هو الديان الحقيقي!
يقول لنا: (أنتم تدينون حسب الظاهر، فهل يعلم أحدكم ما في القلب؟! أما أنا فلا أُدين أحد منكم، "لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ" (إنجيل يوحنا 12: 47).
الرب يسوع لم يُدين المرأة الخاطئة بل حماها من مُدينيها وأخجلهم من أنفسهم:
+ عندما أتوا للرب يسوع بالمرأة الخاطئة الممسكة في ذات الفعل - يعني التهمة ثابتة عليها 100 %. طب هتدافع تقول إيه يارب؟! ده كلهم جاهزين يدينوها! - قال لهم: ماشى حكمتوا عليها؟! "مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!" (إنجيل يوحنا 8: 7). "اللى منكم مابيعملش خطية يرميها".
+ فخافوا منه لأنهم أحسوا أنه يعرف كل شيء، وممكن لو دانوها هيدينهم ويكشف خطيتهم فتراجعوا واحد وراء الآخر!
+ في الآخر قال لها: "يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أما دَانَكِ أَحَدٌ؟ 11 فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا" (يو 8: 10، 11).
+ طب إنت يارب بالذات من حقك، كلهم مش من حقهم بس إنت قدوس بلا خطية، ارميها بأول حجر! لا! "لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ" (يو 12: 47).
2- في الإدانة تعدي على الناموس وكسر للوصية
"لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ".
+ الذي يدين أخاه لا بد أن يعرف أنه لا يعمل الناموس، وأنه يكسر الناموس.
+ إذا وقعت في خطيئة الإدانة، تكون كالذي وقع في خطيئة الكذب أو الغش أو السرقة بالظبط.
أنت تتساوى مع من تدينه في كسر الوصية:
+ فعندما تكسر وصية " لاَ تَدِينُوا" (مت 7: 1)، تكون قد تساويت مع الشخص الذي تدينه مهما كانت خطيئته.
+ لذلك ربنا يسوع يقول: "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ". (مت 7: 1،2)، "يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!" (مت 7: 5)
3- في يوم الدينونة ستقف مع من تُدينه أمام الله وستحاسب على كسر الوصية
"وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟" (يع 4: 12).
" وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ".
+ يعني في الآخر، أنا وأخويا اللي بدينه وبستغلطته، سنقف أنا واخويا متهمين قدام ربنا، فهو ديان واحد للكل.
+ خلينى أنا احافظ على منظرى قدام ربنا، لكن إذا وقعت في الإدانة أنا بقيت وحش زي فلان اللى بيغلط. لأن في الآخر " وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ". يعني مش هو اللى هيحكم؟!
ماذا سيكون موقفك يوم الدينونة إذا أدانك الرب على خطيئة الإدانة وبرر من تُدينه؟!
+ إفرض أنه حكم على اللى إنت بتتريق عليه أو بتذم فيه بالبراءة وحكم عليك إنت بالإدانة؟! تبقى شغلانه صعب أوي! تبأه مصيبة! إنت اللى فاكر نفسك كويس وعمال تدين الناس، يقولك تعالى يا بتاع الدينونة إنت، إنت اللي محكوم عليك لأنك أدنت الناس.
+ هتقوله طب يارب دول كانوا بيعملوا وبيسووا!
+ هيقولك وإنت مالك! أنا هاديهم براءة لأنهم تابوا، أنا سامحتهم على كل أخطائهم.
4- خطيئة الإدانة يستهين بها الكثيرين مع أنها تُفقدك كل بركة روحية
+ خطيئة الإدانة من الخطايا الصعبة جدًا، اللى اغلبنا يعتبرها خطية سهلة، لكن هي تطاول على حق الله. هي كأن ربنا مش عجبك كديان وانت بتأخد مكانه. الإدانة تفقدك كل بركة روحية في حياتك.
حكمة آبائنا القديسين إزاء مَنْ يقع في الخطية:
آباءنا القديسين عندما يرون أحد يخطئ كانوا يقومون بتصرف من ثلاثة:
1- يصلوا قائلين: "يارب افتح له باب رحمتك، شجعه على التوبة، عرفه سكتك".
2- أو يصلوا قائلين: "يارب احمينا من السقوط، نجينا ونجيه من الخطية، نجينا يارب ان احنا نقع في نفس الحفرة اللى وقع فيها".
3- (تصرف راقى جدًا عند القديسين الكبار) يبكوا بحرقة! وعندما يسألوا عن سبب بكاءهم يقولون: "نحن خائفين على أنفسنا من أن نقع يومًا ما في الخطيئة مثله دون أن يكون لدينا وقتًا نتوب فيه! (لأنهم يعلمون أن هذا الإنسان إذا كان قد أخطأ اليوم فإنه سيتوب غدًا.)
+ يلاحظ أن ردود الأفعال الثلاثة لا يوجد بها إدانة:
الموقف الأول (يا رب نجيه من الخطأ الذي يفعله، يا رب ساعده على التوبة).
الموقف الثاني: (يا رب إحميني أنا من الخطأ، وإحميه).
الموقف الثالث: (يا رب أعلم جيدًا أنك ستستره وتنجيه ولكني أخشى على نفسي لئلا أخطئ يوم لايكفيني الوقت لأتوب!)
+ كلها مواقف فيها اتضاع وفيها حب وفيها نقاوة قلب، لا فيها دينونة، ولا فيها كبرياء، ولا فيها ذم الآخرين.
"وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟"
من بستان القديسين عن خطورة خطيئة الإدانة:
1- أحد الآباء القديسين شبه الإدانة بالنملة!
+ أحد القديسين شبه تأثير الإدانة على الحياة الروحية بتأثير النملة إذا دخلت مخزن قمح.
+ فبيقول واحد خزن قمح في مخزن كبير قوى، وامتلأ المخزن بالقمح، ثم دخلت نملة صغيرة، وبعد اسبوعين، دخل المخزن لم يجد ولا قمحاية!
+ بنفس الطريقة: إنت ممكن تعمل فضائل وصلوات واصوام وجهادات وخدمة وحاجات جميلة جدًا، وتقعد تخزن وفي نفس الوقت تكون سايب نملة الإدانة تدخل تأكل كل تعبك! كل العمل اللي إنت عملته يضيع عشان إنت سايب الإدانة في قلبك.
+ لأن الله ينظر إلى المتواضعين، أما اللى عنده ادانة ده ربنا يقوله: خلاص، إنت حكمت على اخوك، خلاص بأه إنت مش محتاجنى في حاجة.
2- من أقوال القديسين عن الإدانة:
"اهرب من الإدانة كهروبك من الحية!"
+ يقول الآباء: "اهرب من الإدانة كهروبك من الحية". لما تلاقي قاعده فيها كلام على حد، قوم جري كإنك شوفت ثعبان! لو إحنا قاعدين كده ولقينا ثعبان دخل! طبعًا كله هيجري.
+ فلنهرب يا أحبائي من الإدانة، لما تيجى سيرة حد قدامك اهرب منها.
كيف نتصرف في جلسات النميمة والإدانة؟!
+ لو إنت عارف ان الإدانة وحشة جدًا على حياتك الروحية، هتقوم بسرعة من القعدة اللى فيها كلام بطال على الناس، أو بحكمة ستقلب الكلام كله حاجات حلوة. ستقول: "بالعكس، "فلان" ده طيب، بيعمل، وبيسوي، وهتقول كلام حلو.
+ لكن: "فلنهرب يا أحبائي من الإدانة"
+ الإدانة تُضّيع النعمة والبركة من حياتنا.
3- من أقوال القديسين:
"الإدانة" إبنة "الكبرياء"!
+ في كتب القديسين يسمون "الإدانة" "بنت الكبرياء".
+ إذا كنت تدين الناس، لا بد أن يكون بداخلك كبرياء. لا بد أن يكون بداخلك ذات عالية، وتشعر أنك الأفضل أو الأحسن، ولذلك تدين الناس.
+ بينما إذا كنت متواضع لن تدين إلا نفسك، لو إنت متواضع بجد مش هتشوف إلا أخطائك، أخطائك فقط هي التي ستكون أمامك وتتقدمك.
4- من أقوال القديسين عن الإدانة:
"أفضل شيء أن يقع الإنسان بالدينونة على نفسه في كل شيء"!
+ كان من ضمن النظام الرهباني القديم أن يجتمع شباب الرهبان حول آبائهم الراهبان الشيوخ المعروفين بقداستهم، عند اقتراب ساعة انتقالهم للسماء لعلهم ينالوا بركة سماع كلمة منفعة من هؤلاء الشيوخ القديسين.
+ وفي أحد المرات اجتمعوا حول أحد الآباء ساعة انتقاله، وسألوه عن سر غناه الروحي طوال حياته. فقال لهم: يا أولادى أنا عشت طوال حياتي بفضيلة واحدة، أنا عشت بفكرة واحدة بس: "أفضل شيء ان يقع الانسان بالدينونة على نفسه في كل شئ". وراح السما.
قال لهم: احسن حاجة اتعلمتها في حياتى إن أي مشكلة، أي موقف، اطلع نفسى أنا الغلطان وطول ما أنا عايش بالحكاية دى لا خسرت حد، ولا خسرت سلامى، ولا خسرت رحمة ربنا ورضاه أبدًا.
+ أفضل شيء أن يلقى الانسان باللوم على نفسه في كل شيء، واسهل شيء ان تلقى باللوم على الآخرين في كل شيء.
مشكلة المشاكل: أننا لا نُدين أنفسنا في شئ!
+ كل مشكلة تحدث في الحياة، نجد أن الكل يريد أن يبحث عن المتهم ليلقي عليه باللوم، لكن من النادر جدًا أن يفكر أحدهم ويأتي باللوم على نفسه!
سهل أقول: هو كذب! لكن صعب أقول: "أنا شجعته يكذب"!
سهل أقول: هو أخطأ! لكن صعب أقول: "أنا دفعته للخطأ"!
+ لو الواحد اتعلم يدين نفسه، حياته هتمشى هادئة، وبركة ربنا هتلازمة، لأنه يجد نعمة في عينى الله. لأن المتواضعون يجدون نعمة، يقولنا الكتاب: "وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً" (يع 4: 6)، (1بط 5: 5)
5- قصة راهب دخل السماء بهذه الآية فقط!
" لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا" (مت 7: 1)
+ يحكون في البستان عن راهب بسيط جدًا. كان لا يحفظ التسبحة ولا يعرف اللغة القبطية كما يجب! كان أقرب إلى الأمية.
+ مرت الأيام واقتربت ساعة انتقاله للسماء، فاجتمع الرهبان من حوله وكانوا في قلق على أبديته لأنهم يعلمون عنه أنه لم يكن من الرهبان الأقوياء الذين اعتادوا الصلوات والأصوام الطويلة.
+ دخل هذا الراهب أثناء مرضه الأخير في غيبوبة، فظهرت علامات الحزن والضيق على وجهه، ثم أضاء وجهه بعلامات الفرح والتهليل، وفتح عينيه. فسألوه عن سبب ذلك وماذا رأى حتى حزن ثم تهلل؟! فقال لهم:
(كنت خائفًا جدًا لأني رأيت الشياطين قد جاءوا ليأخذوني من الرب قائلين: "كان هذا الراهب مستهتر في حياته، لم يكن يصلي كباقي الرهبان، ولم يكن يطيل الصوم كباقي الرهبان، لم يكن أمين في حياته الرهبانية كما يجب".
فقلت لربنا ساعتها: "يارب أنا اتفقت معاك منذ أن دخلت الدير على آية واحدة فقط كنت حافظها ولم أحفظ غيرها هى: "لا تدينوا لكي لا تدانوا"، لم أكن أعرف إلا هذه الآية، ومسكت فيها ومنذ دخولي الدير لم أدن أحد يارب أبدًا"
فقال لي الرب: "ياحبيبى، وأنا كمان لن ادينك ادخل إلى فرح سيدك".
بهذه الآية فقط دخل هذا الراهب - الذي كان في نظر الكثيريين غير أمين - السماء، لمجرد أنه حافظ على أن لا يدين أحد، وبالتالي كان يقع بالدينونة على نفسه في كل شيء.
+ إذًا معلمنا يعقوب يقول لنا في الآية 10: "اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ " ويقول لنا في الآية 12:"... َمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟". إنت تطلع مين عشان تدين غيرك؟! ما احنا كلنا تعبانين وغلطانين؟!
"هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الْقَائِلُونَ: «نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا إِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ». أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ" (يع 4: 13-14).
هل نخطئ عندما نفكر في الغد ونُخطط له؟!
+ الذين يخططون للغد، الذين يهتمون بحساب أموالهم كل يوم، الذين يرغبون في السفر من أجل المال، هل هذا خطأ؟
+ خطأ وصح. إذا كانوا يعيشون منشغلين بهذا الموضوع فقط، فبالطبع يكون هذا خطأ.
فيقول معلمنا يعقوب: "أَيُّهَا الْقَائِلُونَ: «نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا إِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ»"كيف تفكرون بهذه الطريقة إذا كنتم " لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ!"؟!
الخطأ ليس في التخطيط للغد، الخطأ في عدم وضع إرادة الله في الحسبان:
+ كل الذين يخططون قائلين: سأسافر إلى بلد "كذا" لكي أربح عدة آلاف ثم أعود لأعمل "كذا وكذا....!"، أو لأشتري "كذا وكذا...!" أو بعد أن آخذ الشهادة سأفعل "كذا وكذا"....!!. كيف تحسب كل هذه الحسابات وكأنك تضمن الغد؟!
هل تعرف ماذا سيحدث في الغد؟! هل تضمن الغد؟!
ليس من الحكمة أن نحسب حساباتنا بهذا الشكل الجاف، لأننا لا نضمن الغد.
القديس يعقوب يذكرنا بتعاليم السيد المسيح في الموعظة على الجبل:
"لا تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ" (مت 6: 34)
فمعلمنا يعقوب يقول: "أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! "
+ وهذا هو المعنى الذي قصده ربنا يسوع المسيح في الموعظة على الجبل عندما قال: "لا تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ".
+ قول الرب هذا لا يعني: "لا تفكروا في الغد"، بل يقول: "لا تعولوا هم الغد".
كلمة منفعة:
عيشوا النهارده كأنه آخر يوم، عيشوا النهاردة مسئولين انكم تقدموا النهارده لربنا. أهم ما في اليوم انك تقدم يومك لربنا..طب بكره؟ بكره ربنا موجود برده، زي ما وقف معاك النهارده هيقف معاك بكره، زي ما شالك النهارده هيشيلك بكره.
الفكر المسيحي يُقدِّس اليوم، لذلك نقول في الصلاة الربانية "اعطنا اليوم":
+ 99% من الناس عايشين بكره مش عايشين النهارده - صدقوني بدون مبالغة -99% من الناس عايشين بكره، وبكره لا يأتي أبدًا!! الناس تجري وبكره يجري. كل الناس عايشة تفكر: (علشان نعمل لأولادنا، علشان كذا، وكذا....!). طب ما تعيش يومك! طب مش النهارده ده هو ده اللى في ايدك، هو ده اللى ملكك دلوقتى؟! قدمه لربنا.
+ استفيد بيومك انك تقرب من ربنا وتعمل خير وتقضى وقت حلو مع اولادك وتحب الناس والناس تحبك وبكره جه خير ماجاش خلاص، لكن تبقى عشت يومك صح.
+ الفكر المسيحى يقدس اليوم، لذلك يقول: "أعطنا اليوم". معناها إيه؟ معناها: "اجعل هذا اليوم يارب مكسب لنا وليس خسارة علينا، إجعل النهاردة يوم حلو".
يا رب "أعطنا اليوم"!
+ إجعل النهارده يوم حلو: يوم حلو فيه حب، فيه خدمة، فيه سلام مع الناس، فيه صلاة، فيه انجيل، فيه شغل كويس، فيه أمانة في العلاقات، فيه حفظ وصيتك، "أعطنا هذا اليوم".
+ طب بكره؟ بكره ده بتاعك، ماهو بكره لما ييجى هيبقى اسمه اليوم بردو فهنقولك اعطنا اليوم.
+ لكن معندناش أبدًا في صلواتنا أعطنا الغد!
يا رب "ليأت ملكوتك"!
+ لكن عندنا في صلواتنا: "اعطنا بعد بكره: أي السماء "ليأت ملكوتك"، ده اللى يشغلنا. لكن إن كان على حياتنا الأرضية لا يشغلنا الغد ولكن يشغلنا النهارده.
+ كأننا مشغولين بحاجتين:
أولًا: بعد بكره اللى هي الملكوت الأبدي.
ثانيا: النهارده بس. ده اللى نقدر نفكر فيه، وده اللى نقدر نشكر ربنا عليه، وده اللى نقدر نقدمه لربنا، لكن بكره مافيش داعى ننشغل به زيادة. " أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! "
" لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ "
حقيقة يجب ألا تغيب عن أذهاننا: حياتنا تشبه البخار الذي يظهر لفترة ثم يختفي!
+ كل مرة ترى حريقة ينتج عنها بخار، تذكر هذا المعنى.
+ حياتنا عبارة عن بخار يعكر الدنيا بعض الوقت ثم يختفي. حياة كل واحد فينا كده. على مستوى التاريخ شوية بخار جه وعدى.
+ يا ترى هيبقى بخار طالع منه رائحة وحشة من النار ولا بخور طالع في صلوات؟ّ! المهم أنه كده كده كله بيسيب ذكرى سريعة وبيعدى.
+ عندما يلف ابونا بالبخور وسط الشعب، بعدها بدقيقتين ثلاثة، البخور يصعد السماء ويختفي. جماله ومنظره يكون في لحظتها فقط، لكن بعد كده خلاص. فحياتنا عبارة عن بخار " بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ".
+ طول ما المعنى ده واضح قصاد عينك، مش هتقعد تحسبها بالورقة والقلم إلا لما تعمل اللى يقول عليه يعقوب اللى هو:
عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: «إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ» (يع 4: 15).
تعلم أن تسلم حياتك لمشيئة الرب الصالحة من كل قلبك، وفي كل أمورك:
+ إذأً لا يوجد اعتراض على فكرة السفر، ولا يوجد اعتراض على الحصول على المال، لا يوجد اعتراض على الحصول على شهادة أو على إدخار النقود، لكن أهم ما في الأمر أن تقول: "إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ "، إن شاء الرب وأعطانا عمر.
وإن لم يشأ فكتر خيره على العمر الذي أعطاه لنا.
+ إذا كان لدينا هذه البساطة في الإيمان، وهذا التسليم بأن هذا الغد ملك الرب، إذا سمح به خير، وإذا لم يسمح به لا نحزن. ولا نخطط إلا بعد أن يكون في قلبنا هذا المعنى: "إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ".
+ لكن إذا لم تعرف كيف تقول هذا المعنى من قلبك، سيكون كل تخطيطك خاطئ، وكل تفكيرك عالمى. لكن ممكن تفكر وتدبر لنفسك بدون قلق.
الذي يقول: "إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا " من قلبه لا يحزن أبدًا إذا سارت الأمور ضد خططه
+ من السهل أن نقول "إن شاء الله" فالكل يقولها، ولكن هناك فرق بين من يقولها من قلبه، ومن يقولها فقط بالكلام.
+ ويظهر هذا الفرق عندما لا يتم ما خططنا له. الذي يقول " إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا " من قلبه إذا تعثرت خططه لا يتضايق بل يقول: "خلاص يارب اللي تشوفه، هارجع تاني ما حصلش حاجه".
+ بينما الذي يقول " إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا " بالكلام فقط، إذا تعثرت خططه سيتضايق جدًا.
+ إذًا ما يُفِّرق بين شخص متكل على ربنا فعلا ومسلم لربنا فعلا، وبين آخر، هو أنه لا يتضايق أبدًا عندما تتعثر خطته.
+ لكن عندما تتعثر الخطة، والواحد يتضايق جدًا ويغتاظ جدًا وكل تخطيتاته تقف، ده معناه أنه لم يضع ربنا في الحسبة خالص.
كلمة منفعة:
+ إذا وضع الإنسان ربنا في حساباته هيقول: "إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا "، خلاص يارب إنت عندك ارادة انى امشى في المشوار ده هامشيه، ماعندكش خلاص زي ما تشوف نرجع تانى محصلش حاجة".
+ لو الواحد عنده تسليم لا هيفرح زيادة بالدنيا، ولا هيزعل زيادة على الدنيا لكن هيفضل فرحه ثابت بربنا، كفاية أنه ماسك ايد ربنا. لكن لو ربنا كلام بس "ان شاء الله" هيزعل جدًا لمَّا خطته تقف وهيفرح جدًا لو خطته ماشية وكأنه عايش منه للدنيا بس.
تدريب: في كل أمورك اخضع لمشيئة الرب الصالحة، وقبل أن تخطط لحياتك قل:
" إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ "
+ الواحد يفكر ويقوله: "يارب أنا ما اعرفش بعد ساعة هبأه فين؟! " إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ".
+ ياريت نتعلمها حتى بحرفها كده، لأنها وصية. " عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: «إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ»"، أي: "ينبغي أن تقولوا": "إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا".
+ فلتكن هذه العبارة على ألسنتنا باستمرار، لعل عقلنا وقلبنا يفهمها ويحبها ويحسها " إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا".
+ هذه الكلمة مع بساطتها تجعل الواحد دائمًا يشعر أنه سيذهب للسماء قريبًا. وهذا الإحساس ممكن يخليه يمشى صح في كل حاجة.
"إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ». وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ".
"وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ" (يع 4: 16).
+ يا معلمنا يعقوب، ما علاقة الافتخار بالآيات السابقة 13، 14، 15؟!
كل افتخار بالماديات والأرضيات، أي افتخار بعيدًا عن إرادة الله، افتخار ردئ:
+ كل من يخطط لحياته دون أن يضع ربنا في حساباته عنده كبرياء، عنده افتخار ردئ؛ مع أنه لم يقل: "أنا كويس"؛ لكن لأنه يضع حساباته وكأن الدنيا ملكه، وكأن الأيام ملكه، فهذا نوع من الكبرياء.
" كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ "
+ بالرغم من أنه لم يفتخر بالشكل الصريح، لكنه يفتخر بقدرته أن يعمل ويُدبر العمل! يفتخر بأن الأيام لابد ستعطيه! ويفتخر بأن المال ينتظره! ويفتخر بأن خطته محكمة.
" كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ".
+ أي افتخار من النوع الأرضي رديء عند ربنا. أي إنسان يفتخر بقوته، بسلطته، بأولاده، بمركزه، بفلوسه، بأنجازاته، بعلمه، كل افتخار مثل هذا ردئ.
" مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ" (كو 1: 31).
+ يعني يقول اشكر ربنا ان ربنا معايا، ربنا بيباركنى، ربنا بيسندنى، كل افتخار مثل هذا حسن.
أما بولس الرسول فقد افتخر بالضيقات والشتائم والضرورات!!!
+ هناك افتخار آخر يتكلم عنه بولس الرسول عندما يقول: "لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ" (2كو12: 10).
+ بولس الرسول يفتخر بالضعفات وبالضرورات وبالضيقات!
+ يعني لمَّا تقف وسط مجموعة من الناس يقولون: "نحن نملك كذا وكذا... "، تقول: "وأنا كمان الحمد لله عندي شوية مشاكل، وعندي شوية أمراض، وعندي شوية ضعفات، وعندي شوية هموم....!".
يا عم الناس بتقول عندها فلوس، وعندها مراكز، وعندها عربيات،.....إلخ.
لا، لا، لأ، " كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا رَدِيءٌ".
إنت خليك شاطر زي بولس وقول: "أسر وأفتخر بالضعفات. لأنه حينما أنا ضعيف، حينئذ أنا قوى.
+ لما ربنا يلاقينى فرحان وبفتخر قصاده وبقوله: "يارب اشكرك على التجربة اللى أنا فيها، وأشكرك على المشاكل اللى عندى، وأنا بفتخر ان إنت مشيلنى صليب ثقيل، وأنا بفتخر ان عندى هموم وامراض مش عند حد، وأنا بفتخر ان ظروفى قاسية، أنا بفتخر بيها يا رب، لأنى عارف دى هترفعنى قصادك".
" كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هذَا جيد". كده بالظبط كأنك بتفتخر بالرب لأن الحاجات دى عند الناس ملهاش ثمن.
خطيئة عدم عمل الخير الذي هو في طاقة يدك
"فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ" (يع 4: 17)
كلمة منفعة:
+ خلاصة الكلام: "فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ".
+ احنا ساعات نفتكر ان الخطية هي كسر وصايا واضحة زي لا تسرق، لا تكذب، لكن في العهد الجديد واحنا مدعويين للكمال وللتشبه بالمسيح في كل شيء، ده في خطايا محدش فينا بيأخد باله منها:
كل مرة تجيلك فرصة حاجة تعملها كويسة ومتعملهاش إنت غلطت ودى خطية عليك
فرص الخير التي تضيعها، خطيئة لك:
+ في ناس في اعترافتها مشغولة بهذه الآية، "جاءتني يا أبونا فرصة خدمة، وللأسف كنت تعبان ما قدرتش أنزلها، أخطيت سامحني"، دول شاطرين وفاهمين يعني إيه: "َمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ".
+ جاتلك فرصة تصالح واحد وراحت منك خسارة، خطية.
+ جاتلك فرصة قابلت واحد غلبان واستكترت تديله حاجه، خطية.
+ جاءتك الفرصة لتصلي مع الناس، وكسلت على الصلاة دى خطية.
طبعًا الخطايا أصبحت كثيرة! لكن التوبة بتشيل كل حاجة.
فالنزداد في كل عمل صالح:
+ دعونا نُفكر بهذة الطريقة المثالية، أننا عايشين لكي نعمل الخير، فمش عايزين فرصة خير تضيع مننا.
+ لذلك تلاحظوا أننا في القداس نصلي صلوة جميلة جدًا في ختام الأواشي أو الصلوات نقول: "ادينا يارب الكفاف في كل شيء، كل حين، لكي نزداد في كل عمل صالح".
+ عايزين لا ننشغل بأي حاجة غير ان احنا نستفيد بكل فرصة لعمل الخير. كل شخص محتاج، استفيد، خد بركته مش هو اللى ياخد منك، أنت الذي تأخذ بركته، إنت لو خدمته كمحتاج كفقير كمريض خد بركته لأن دى هتقف قدام ربنا حلوة، ده عمل صالح أهم كتير من إنجازات كتيرة أوي.
+ في ناس كل ما تدعوها لصلاة أو لإنجيل أو لترانيم أو لخدمة، تُقبل بفرح، " فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: «إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ». "، حتى كل يوم؟! كل يوم وماله. ليه؟! لأنهم شاعرين بقيمة " كل مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ". ينتهز أي فرصة لعمل الخير، ويأتي مسرعًا في فرح، لأنه يعلم أنه سيستفاد، ويخشى ألا يستفيد من هذه الفرصة لئلا يكون قد أخطأ في حق الله ونفسه.
خلاصة الإصحاح الرابع:
إصحاح 4 إصحاح شديد شوية عاتب فيه معلمنا يعقوب بشدة الذين أحبوا العالم، وقال لهم:
+".. مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ.." (يع 4: 4)
+ قال لهم أن كل المشاكل والحروب والخصومات من داخلكم، بسبب شهواتكم.
" مِنْ أَيْنَ الْحُرُوبُ وَالْخُصُومَاتُ بَيْنَكُمْ؟ أَلَيْسَتْ مِنْ هُنَا: مِنْ لَذَّاتِكُمُ الْمُحَارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟" (يع 4: 1)
+ وساعات تطلبون ولا تأخذون لأنكم تطلبون رديًا لكي تنفقوا في شهواتكم.
" تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ" (يع 4: 3)
+ وقال لهم اعرفوا إن الروح القدس الساكن فيكم يعطيكم نعمة أعظم، فامشوا مع الروح القدس الساكن فيكم، مش مع الجسد وطلباته.
"...الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ؟ وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ." (رسالة يعقوب 4: 5، 6)
+ اهربوا من إبليس، قاوموا إبليس يهرب منكم.
".... قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ" (يع 4: 7)
+ وبعدين قال: قربوا من ربنا يقرب منكم.
" اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ" (يع 4: 8)
+ نوحوا واكتئبوا وابكوا ليتحول ضحككم إلى نوح وفرحكم إلى غم.
" اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضَحِكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ، وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ." (يع 4: 9)
يعني دوروا ع التوبة في كل وقت وفي أي وقت، أهم كتير أوي ما تدوروا على الضحك الفاضي.
+ وفي النهاية: اتضعوا قدام الرب فيرفعكم. خليكم صغيرين قدام ربنا علشان يرفعكم لفوق.
" اتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ" (يع 4: 10).
+ وقال لنا كمان ما حدش يذم أخوه لأن اللي بيذم أخوه، بيذم الناموس واللي حط الناموس. وبالتالي ربنا مش ممكن هيفوتله الغلطه الصعبة دي.
" لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ" (يع4: 11).
+ وقال لنا كمان اللي بيقولوا هنسافر وهنربح وهنتاجر أحسن تقول إن شاء الرب وعشنا نعمل دي أو دي. لأن إحنا ما نعرفش حاجه "ما هي حياتنا إلا بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل". واللي يفتخر بالشكل ده: بإنجازاته، بعلمه،.... إلخ، افتخاره رديء. وشوفنا أنواع الإفتخار الجيد.
" عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: «إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ»." (رسالة يعقوب 4: 15).
+ وفي الآخر يقول: "من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فذلك خطية له"
" فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ" (يع 4: 17).
آية للحفظ: "مَنْ يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فذلك خطيئة له".
_____
(1) انتهت هنا المحاضرة الأولى، وتبدأ بعدها المحاضرة 2 عن نفس الأصحاح.
← تفاسير أصحاحات يعقوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-dawood-lamey/james/chapter-04.html
تقصير الرابط:
tak.la/68v7zvd