* تأملات في كتاب
رسالة يعقوب الرسول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
"يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ" (رسالة يعقوب 1: 1).
- طبعًا كعادة كل الآباء، يبدأون بذكر إسم كاتب الرسالة، فهذا هو منهج القرون الأولى في الكتابة. وحتى الآن في أغلب الأحيان، تبدأ الكتابات بذكر إسم الراسل.
- ويوجد في هذه الآية سؤالين:
السؤال الأول: هل نحن عبيد لله أم أبناء لله؟
لماذا يصف القديس يعقوب نفسه بكلمة "عبد" قائلًا "يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ"، بعد أن نلنا نعمة البنوة في العهد الجديد؟ أحيانًا بعض الناس يستكبرون هذا القول قائلين: (لا، نحن أولاد الله ولسنا عبيده!) مستشهدين بالآية: "لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا.... لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ" (إنجيل يوحنا 15: 15).
ولكن ها معلمنا يعقوب يقول عن نفسه " عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ".
الإجابة:
- كون السيد المسيح له المجد أنعم علينا بنعمة البنوة، إلا أننا نظل نشعر أننا غير مستحقين أن نحسب حتى عبيد. الابن الضال مثلًا: هل هو ابن أم عبد؟ بالطبع إبن، ولكنه عندما فكر في الرجوع لأبيه قال: "أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ" (إنجيل لوقا 15: 19) أي إقبلني كعبد.
- فالإنسان منا بالاتضاع والإنسحاق يقول لربنا: (يارب أنا ما استهلش أكون عبدك)
وربنا يقوله: (لا يا حبيبي ده إنت إبني).
فأنا أقول لربنا له المجد: (أنا عبدك)
وهو يقول لي: (إنت إبني).
إذا قلت لربنا: (أنا إبنك غصب عنك يعني!)
يقول لي: (لأ عيب ده إنت أساسًا عبد).
- لذلك في كل مرة نقول فيها "أبانا الذي...." في الكنيسة، نقول قبلها: "إجعلنا مستحقين " لأن كلمة "أبانا" كلمة كبيرة. نعمة كبيرة جدًا أن نخاطب الله قائلين "أبانا". لذلك كل مرة نقول "أبانا الذي..." نُذكر أنفسنا أننا غير مستحقين لهذه الكلمة. غير مستحقين أن ندعى أولاد الله. ولكن هذه نعمة أعطاها لنا، ونحن فرحين أن ندعى أبنائه ولكننا نقول له (برضو إحنا عبيدك يا رب).
- كلمة "عبد" ذُكرت كثيرًا. على سبيل المثال عندما شرح معلمنا بولس التجسد في رسالة فيلبي قال عن ربنا يسوع المسيح ذاته: "6الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ.7 لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ (يقصد إنسان)، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 6، 7). فالإنسان بطبعه عبد، عبد لله. والإنسان الروحي يقول له دائمًا "يارب أنا عبدك" ولا يوجد أي خطأ في ذلك بل أن هذه العبارة تعبر عن مدى الخضوع لله. حتى أن داود يقول له:"... كَمَا أَنَّ عَيْنَيِ الْجَارِيَةِ نَحْوَ يَدِ سَيِّدَتِهَا، هكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلهِنَا حَتَّى يَتَرَأَفَ عَلَيْنَا" (سفر المزامير 123: 2)، أي أعيننا تتطلع ليديك يا رب المملوءة بالكرم مثل عيني الخادمة المنتظرة الخير من يدي سيدتها. (فإحنا عنينا على إيديك، إحنا عبيدك).
- شعورنا بأننا عبيد لله لا يلغي نعمة البنوة. هذه نقطة هامة. نحن بالحقيقة أولاد الله ومتمسكين بعطيته لنا كبنين، ولكننا نشعر أننا غير مستحقين، (فلما الواحد يقدم نفسه يقول إيه؟ " عبد الله"، يعني أنا خدام ربنا، أنا عبد ربنا. طب إنت ابن ربنا! إبن ربنا بنعمته أيضًا، أنت ابن ربنا وعبد ربنا).
- يظهر هذا المعنى أيضًا في سفر ملاخي، في قول الرب: "إِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟" (سفر ملاخي 1: 6). أي أنا أوافق أن تتعاملوا معي كأب ولكن عليكم أن تحفظوا كرامتي كأب، كما أني أوافق أن تتعاملوا معي كسيد وأنتم عبيد ولكن عليكم أن تحفظوا هيبتي كسيد. ولكنكم لم تحفظوا كرامتي كأب، كما أنكم لم تحفظوا هيبتي كسيد! لم تستطيعوا أن تعيشوا معي كأبناء حقيقيين، أو حتى كعبيد حقيقيين، شيء محزن!
- إذًا ليس من الخطأ أن يقول الإنسان عن نفسه أنه "عبد الله". هذا التعبير ليس خطأ. ولكنه تعبير عن شعورنا بعدم استحقاق البنوة، وهذا لا يلغي عطية البنوة.
- "يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" بالطبع يظهر في هذه العبارة إيمانه وإيمان الكنيسة كلها بأن يسوع المسيح له المجد هو رب، وإلهنا الحقيقي، ونعحن عبيده، لأننا عبيد الآب والابن والروح القدس. إله واحد.
السؤال الثاني: ما المقصود بعبارة: "الإثنى عشر سبطًا الذين في الشتات"؟
ماذا يقصد القديس يعقوب بعبارة "يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ"، هل أرسل القديس يعقوب رسالته لليهود؟! هل المفترض - كأسقف مسيحي وأسقف أورشليم - أن يكتب لليهود أم للمسيحيين؟!
الإجابة:
كلمة "الشتات" مقصود بها "خارج أورشليم" أو "خارج اليهودية" أو "المشتتين". كان هناك دائمًا يهود يقيمون داخل أورشليم ويهود آخرين خارج أورشليم يطلق عليهم اسم "يهود الشتات". فعندما آمن جزء كبير من اليهود بالمسيحية، أصبح هناك مسيحيين داخل أورشليم، وهناك أيضًا مسيحيين من أصل يهودي في الشتات. ولأن يعقوب كان مسئول أورشليم أو أسقف أورشليم فجميع المسيحيين الذين كانوا عنده في أورشليم كانوا من أصل يهودي لأن أورشليم كانت في الأصل كلها يهود. نادرًا ما تجد مسيحي في أورشليم من أصل أممي. المسيحيين من أصل أممي كانوا في أوروبا حيث بشر بولس الرسول. فكانوا ما زالوا يتعاملون معهم بنفس التعبيرات القديمة بحكم أن كلهم كانوا أصلًا يهود. فاليهود دائمًا مقسمين 12 سبط، فهنا عبارة "يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ" لا يقصد بها اليهود الذين لم يؤمنوا، بل يقصد اليهود الذين آمنوا بالمسيح. لكنه ما زال يتعامل باللغة القديمة " الاثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا "، لا يقصد الذين في أورشليم لأنه يراهم ويقابلهم، بل الذين في الشتات الذين لا يقابلهم. واضحة الفكرة؟
- أيضًا يظهر هذا المعنى في رسالة غلاطية، عندما كان بطرس ويعقوب مسئولين عن الكرازة لليهود وأعطوا يمين الشركة لبولس أن يكون مسئول الكرازة للأمم. " فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ، وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 2: 9). فأصبحت خدمة يعقوب أو إيبارشيته أو كرازته أو مسئوليته الرعوية مخصصة أساسًا للمسيحيين من أصل يهودي. بينما بولس خدمته الأساسية أصبحت للمسيحيين من أصل أممي. تم توزيع الكرازة بهذا الشكل بينهم. وبالتالي عندما يرسل يعقوب رسالة للذين في الشتات من اليهود، يقصد اليهود المؤمنين. لأن بالطبع ما قاله القديس يعقوب في رسالته فيما بعد لا يقبله اليهودي العادي، يقبله المسيحي لكن من أصل يهودي.
- ثم نجد معلمنا يعقوب يدخل في الموضوع مباشرة:
وصية: الفرح وسط التجارب!
"اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ" (رسالة يعقوب 1: 2).
- هذه البداية جعلت أغلب المفسرين يعتقدون - وهذا يتمشى مع التاريخ - أن هذه الرسالة أرسلت أساسًا تشجيعًا للمسيحيين الجدد على إحتمال الإضطهاد اليهودي. لأن أول من إضطهد المسيحية في العالم هم اليهود، في كل مكان من الدنيا. بمعنى أن اليهودي الذي في إنطاكية عندما يصبح مسيحيًا، يقوم من حوله من اليهود بتعذيبه. ففي كل مكان في الشتات عندما يصبح اليهودي مسيحي، يكون اليهود أول من يضطهده وليس الرومان. اليهود من خبثهم كانوا يهيجون الرومان على المسيحيين، فقد كان اليهود دائمًا هم أول من يبدأ باضطهاد المسيحيين لأنهم يكرهون المسيح والمسيحيين جدًا.
- من هنا كانت هذه الرسالة كلها عبارة عن رسالة تشجيع للذين آمنوا بالمسيح من أصل يهودي.
- وهذه الرسالة تسير مع رسالة العبرانيين في نفس الإتجاه، لأن غرضها هو نفس غرض رسالة العبرانيين أو أحد أغراضها.
"اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ"
- كلمة "تجارب متنوعة" غالبًا يقصد بها الإضطهاد. أي تعرضتم للكثير من الآلام منذ آمنتم بالمسيح، ولكن إفرحوا، إحسبوه فرح.
- لكن كلمة "تجارب متنوعة" كلمة عامة، بمعنى أن أي تجربة أيًا كان نوعها يسري عليها هذا التعليم. إذا كانت التجربة مرض، إحسبوه كل فرح. وإذا كانت التجربة خسارة، إحسبوه كل فرح. إذا كانت التجربة مشكلة ليس لها حل، إحسبوه كل فرح. إذا كانت التجربة أيام صعبة أيًا كان سببها إحسبوه كل فرح. إذا كانت التجربة إيذاء من المقربين أو البعيدين، إحسبوه كل فرح. كل هذه تجارب متنوعة معلمنا يعقوب يوصينا قائلًا: إحسبوه فرح.
الفرح بالتجربة يتوقف على نظرتنا للأمور:
- كلمة "إحسبوه" يوجد فيها عمق. لأن الطبيعي أن الإنسان لا يفرح وهو في مثل هذه الظروف. بمعنى أنه إذا ترك الإنسان نفسه على طبيعتها في مثل هذه المواقف، لا بد أن يشعر بالضيق. لكن إذا نظر إلى هذه الظروف بإيمان، سيحسبها فرح. يعني إيه؟ هذا يعني أن هذه الظروف تكون في الظاهر حزن، في الظاهر تدعوا للكآبة، من الطبيعي أن تسبب للإنسان التعب والشعور بالإختناق، لكن الفكرة في كيف يحسبها؟ الإنسان الطبيعي يحسبها خسارة، يحسبها كآبة، يحسبها حزن. بينما الإنسان الروحي، الإنسان المتمع بالإيمان بربنا، ينظر إليها قائلًا (لأ فرح، أنا فرحان). وسيعرفنا معلمنا يعقوب فيما بعد سبب الفرح.
- إذًا كلمة "إحسبوه" مبنية على إيمان. لأن إذا نظر الإنسان للتجربة على أنها خسارة، ستكون خسارة. لكن الإنسان الروحي ينظر للتجربة على أنها مكسب.
- وهذا ما قاله بولس الرسول عن نفسه في الرسالة إلى فيلبي، قال: "مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 7). أي نفس المعنى ولكن الكلام بالعكس.
فهو يقول: "أنا كان عندي ربح كتير أوي، وكنت ابن عز (أبوه كان غني) وكنت يهودي متعصب، وده ربح كبير أوي في زمنه، وكنت فيلسوف زماني دارس يوناني ودارس فلسفة" هذا بالنسبة لأي إنسان في زمن القديس بولس ربح، رأس مال، ثروة، ولكن "هذا من أجل المسيح حسبته خسارة، قلت الحاجات دي مخسراني، كونك عندك فلسفة دي خسارة؟! أيوه خسارة. كونك عندك فلوس دي خسارة؟! ايوه دي خسارة. كونك يهودي دارس ومتعصب دي خسارة). إذًا ما هو المكسب؟! قال: "خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 8). إذًا المسيح هو الربح الحقيقي.
كلمة "إحسبوه":
كلمة "يحسب" تعني نظرتك للأمور. كيف تنظر للأمور؟
"كلنا نواجه المشاكل والضيقات والهموم. لكن ليه مش الكل بيفرح؟ لأنه مش الكل بيحسبها فرح. مش بينظر لها النظرة اللي كلها إيمان وإيجابية إن ده خير، ده من إيد ربنا، ومفيش حاجه من إيد ربنا وحشة، اللي من إيد ربنا حلو. لأن ربنا بيحبنا. دي حسبة يحسبها. لو عرف يحسبها، يبأه سمع كلام معلمنا يعقوب: "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ".
كلمة "كل فرح":
- و"كل فرح" أيضاَ كلمة تبدو فيها مبالغة. أي ليس فرح عادي بل " اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ". كلمة مفتوحة، "كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ". مش مجرد تفرح. ده كل الفرح عندك، عندما تأتيك التجربة. كأن الهدية الواضحة عندما تأتيك تكون أقل عندك من التجربة. التجربة بالنسبة لك هدية أوضح، وتفرحك أكثر (إذا كنت عارف ربنا بيشتغل إزاي).
- (أنا هقول وهنرجع نسمع القديس يعقوب بيقول إيه).
لماذا نفرح بالتجربة؟
- (ببساطة كده التجربة هي اللي هتدخلك السماء، التجربة في الآخر هي اللي هتجملك قدام ربنا، التجربة هي اللي هتخلي عندك إكليل في السماء، التجربة إستثمار سماوي، مش إستثمار أرضي. أنا خسرت في الدنيا كتير: صحة، فلوس، علاقات أيًا كان. الخسارة دي إحسبها مكسب في السماء لو عرفت تحسبها. يعني عندك إيمان وعندك النظرة الإيمانية هتحط عينك ع السماء وتقوله: يا رب التجربة دي إكليل، أنا فرحان إنك سمحتلي بالإكليل، إنك بتديني إكليل زي الشهداء وزي القديسين وزي المجربين، فأنا فرحان بعطيتك).
- طبعًا أعلى تجربة ممكن يواجهها الإنسان أو أقيم تجربة هي الإضطهاد من أجل المسيح. "اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَات" (إنجيل متى 5: 12)، (إنجيل لوقا 6: 23). (أكتر حاجه توزن عند ربنا إن الواحد يتألم من أجل المسيح)، لكن كل التجارب لها أجر سماوي ولها إكليل، لكن أكبر إكليل هو إكليل الإستشهاد أو إكليل الألم من أجل المسيح.
- (هنحسبها إزاي يا معلمنا يعقوب؟) كيف نفرح في التجربة؟ هذا سؤال صعب!
"عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا" (رسالة يعقوب 1: 3)
التجربة هي إمتحان إيمان:
- "عالمين" حطوا ده في دماغكم، "أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبرًا" إذًا الإسم الثاني للتجربة هو "إمتحان إيمان". وإمتحان الإيمان ليس معناه إن ربنا لا يعرف النتيجة. (يعني إحنا بنمتحن لغرضين، أولًا: علشان نتقيم. لكن الإمتحان له غرض آخر هو أن نتقدم. يعني اللي في ثانية بيمتحن علشان يطلع سنة ثالثة، إذا لم يدخل إمتحان سنة ثانية لن يذهب سنة ثالثة. بالنسبة لنا الإمتحان يقيمنا. لكن بالنسبة لربنا، ربنا عارف كل حاجه، عارف مستوانا).
- فالتجربة تقيمنا أمام أنفسنا، وتقدمنا أمام الله (تطلعنا خطوة لقدام) تكسبنا خطوة في الطريق الروحي، تضيف لنا بركة لم تكن عندنا. هذا هو إمتحان الإيمان. ممكن تقول عن نفسك أنا إنسان روحي ماسك في ربنا جدًا! لكن لما ييجي الإمتحان، هيبان إذا كنت ماسك في ربنا ولا لأ. إذا جاء الإمتحان صعب، هل ستقع في الشك أم لا؟! هل ستضعف أم لا؟! هل ستهتز أم لا؟! هل فكرت في الحل عند الناس أم عند ربنا؟! الإمتحان سيظهر النتيجة. إذا كنت ماسك في ربنا بإيدك وسنانك يبأه نجحت. لكن إذا وقعت وتزمرت وقلت ليه ربنا بيعمل كده؟ ولخبطت، ولجأت للناس، وركنت ربنا، واتخانقت مع ربنا، لأ ده إنت كده عايز شوية مذاكرة تاني.
- إذًا إمتحان الإيمان يقيمنا، وإمتحان الإيمان كده كده هيرقينا. هيطلعنا درجة لقدام.
1- الصبر أول بركات التجربة:
يقول: "إحسبوه كل فرح...عالمين أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبرًا"
- أول بركة ستأخذها، أول درس ستتعلمه، أول جوهرة في تاج التجارب الذي سترتديه في السماء: جوهرة الصبر. وسوف يكلمنا معلمنا يعقوب عن الصبر في آخر الرسالة وسيقول عنه أنه سيدخلنا السماء، حيث يقول: "هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ" (رسالة يعقوب 5: 11). يعني شوفتم جزاء ربنا لأيوب كان حلو إزاي؟ أصبروا، لأنه بيكلم ناس مضطهده.
- أول درس في التجارب درس الصبر. والصبر فضيلة جميلة أمام الله لها كرامتها، ولها أجرها السماوي.
- فمثلًا لعازر في قصة الغني ولعازر لم يكن له فضيلة أخرى سوى الصبر. لم يذكر لنا الإنجيل أي فضيلة أخرى للعازر سوى الصبر. لم يقال عنه أنه كان مثلًا كثير الصلاة أو أنه كان يقوم بأعمال صالحه. كان مطروحًا على باب الغني، والقروح تملأ جسمه، وكانت الكلاب تلحس قروحه، ولم يكن لديه ما يأكله أو يشربه. ولكنه كان صابرًا. هذا الصبر هو الذي أدخله إلى حضن أبونا إبراهيم وأصبح مستمتعًا بالأبدية والفرح، بينما الغني لم يأخذ نفس النصيب.
- إذًا درس الصبر لا نتعلمه من الظروف العادية، إنما التجارب هي التي تعلمنا الصبر. هذا هو أول درس نتعلمه في كل التجارب. الصبر درس مشترك في كل التجارب، حيث لا توجد تجربة لا تعلمنا الصبر. إما على مستوى التجربة نفسها، أو على مستوى أطول. كل تجربة لها شكلها.
2- من بركات التجربة العمل التام وعدم السلبية:
"وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ" (رسالة يعقوب 1: 4).
- لئلا نخلط بين الصبر والسلبية. أحيانًا نفهم الصبر بمعنى (خلينا آعدين نستنى حل من ربنا، إذا كان ربنا سمح بتجربة خلاص، خلينا آعدين ساكتين مستنيين ربنا يعمل حاجه). بالطبع ليس هذا هو المقصود. فالصبر غير السلبية. " وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ "، يعني وإنت صابر مستني ربنا يرفع التجربة أو يحلها أو يسندك، إعمل كل اللي عليك مظبوط.
سأعطيكم أمثلة لتوضيح المعنى:
- في حالة المرض مثلًا، أولًا إحسبه فرح، إقبله من ربنا هدية، لا تقبله بتزمر. أصبر على الألم وفي نفس الوقت، إذهب للأطباء، وقم بعمل التحاليل اللازمة، وقم بعمل كل الأشعات اللازمة، (إعمل كل اللي عليك)، إعمل كل العمل التام الذي عليك.
- (صحيح إن الحكاية من أولها لآخرها في إيد ربنا أيًا كانت التجربة ولكن عليك أن تعمل العمل التام الذي عليك).
- الخسارة المادية (فلوس راحت) أو أيًا كانت التجربة - إحسبه فرح، أصبر، وفي نفس الوقت اجتهد أن تحل المشكلة، إعمل كل العمل الكامل المفروض تعمله، دور على حل بالطريقة المعتادة والطبيعية التي ليس بها خطأ. إعمل عملك التام. حتى إذا لم يكن هذا سيحل كل المشكلة. لا تظل ساكنًا.
- "وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ" علشان مايبقاش في حاجه ماعملتهاش.تبقى عملت كل اللي عليك. في التجارب ربنا يستنى نعمل كل اللي علينا قبل ما يمد إيده هو. دايمًا كده. فيقولك إعمل اللي عليك الأول. تقوله (يا رب مفيش ولا حاجه تتعمل). يقولك (طب صلي - ما ده عمل تام - طب صوم، طب سامح عدوك اللي إنت مش راضي تسامحه بآلك سنين). إعمل العمل التام وخليك غير ناقص في شيء. يعني قدام ربنا تبأه عملت كل اللي كان مطلوب منك.
- واحد هيقوله: يارب طيب، فرح: بحاول أحسبه فرح، وصبر غصب عني بتعلمه، لكن أنا مش عارف العمل التام اللي أعمله. هعمل إيه بالظبط؟ تجربة ثقيلة مش عارف أعمل كده ولا كده ولا كده. هنا محتاج إيه؟ حكمة بأه. فيقول:
"وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ" (رسالة يعقوب 1: 5)
- دايمًا في التجارب الإنسان يحس بالحوسه، باللخبطه، بالعجز، بيبأه محتاج جدًا الحكمة. يارب اتصرف إزاي؟ طب أنا مطلوب مني أعمل حاجه، مش عارف أعمل إيه؟ أعمل كده ولا كده؟ هنا هتصلي مش بس تطلب إن التجربة تترفع - لأ مش بالضرورة - ممكن الواحد يصلي يقوله: يا رب إديني حكمة أعرف أعمل إيه؟ أو اديني حكمة أفهم التجربة دي جاية ليه؟ برضو دي مطلوبة في الحكمة. لأن أحيانًا الإنسان يتعبه السؤال ده. ليه بيحصل كده؟ بالرغم إن مش دايمًا من حقنا نسأل وأحيانًا ربنا يتأخر أوي في إجابة السؤال. لكن أطلب حكمة. "إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ... فَسَيُعْطَى لَهُ" هنا معلمنا يعقوب بيقول بمنتهى الثقة "فسيعطى له". يعني مفيش إحتمالين في الحتة دي. وكأن طلب الحكمة بالذات طلب مضمون الإستجابة. جربوا بأه الكلام ده. دي حاجه للتجربة. ليه؟ جرب تقوله يا رب إديني حكمة وشوف هيقولك إيه؟ لازم هيديلك حكمة، لازم لأن ده طلب على حسب مشيئة الله. وأول واحد كان مثلنا الأعلى في الموضوع ده كان مين؟ سليمان الحكيم. لما ربنا قاله أطلب طلب فقاله: يارب أنا صغير والشعب كبير، إديني حكمة علشان أعرف أسوق الشعب ده كله. ربنا فرح جدًا بالطلب وقاله كان ممكن تطلب نفوس أعدائك. وكان ممكن تطلب غنى، وكان ممكن تطلب حاجات كتير، إنت طلبت أحلى حاجه، وأنا علشان كده هديك الحكمة وهديك كل اللي ماطلبتوش. زي "اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (إنجيل متى 6: 33). اللي ماطلبتوش ده هيجيلك، بس إنت طلبت المهم، طلبت المفيد. طلب الحكمة ده كلنا محتاجينه صدقوني. في التعامل مع الناس محتاجين حكمة، في تربية أولادنا محتاجين حكمة، في حل المشاكل محتاجين حكمة، في فهم الأمور محتاجين حكمة، في قيادة الآخرين وخلاصهم محتاجين حكمة. "إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ" هيجيبها منين، من الكتب؟ لا لا مش لازم، يمكن مالكش في القراية كتير، في حل تاني "فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ" "الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ " يعني هنا ربنا ما بيتأخرش بيدي بالكوم، و"فَسَيُعْطَى لَهُ" لازم هياخذ.
- لكن تبقى قضية، اللي بيطلب ده ساعات، يطلب وهو شاكك ربنا بيسمع ولا لأ، ربنا هيستجيب ولا لأ. شوفوا كل حاجه بتوصل للتانية إزاي؟ التجربة، إمتحان إيمان، يجيب صبر، الصبر يجيب عمل تام، العمل التام يستدعي يكون عندنا حكمة، الحكمة تخلينا نصلي علشان ناخذ الحكمة، اللي يصلي مطلوب يصلي بإيمان. فيقول:
الثبات في الإيمان أحد بركات التجربة:
"وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ" (رسالة يعقوب 1: 6)
- فبيقول اللي يطلب من ربنا لازم يكون عنده ثقة، إن ربنا بيسمعه وهيستجيب. لما تقوله: يا رب إديني حكمة تبأه متأكد إن ربنا هيديك حكمة. إوعى تتردد، ما دام طلبت من ربنا لازم هتاخذ، لإنك طلبت حاجه على مشيئته، على مزاجه، فلازث هيديهالك، فاطلب بإيمان ولا تتردد. ما تترددش. لأنك لو إتردت هتبأه زي الموجة اللي تطلع وتنزل. مرة شايفها فوق ومرة شايفها تحت. " لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ "، المرتاب هو الشكاك أو اللي معندوش إيمان. " يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ" والموجه دي إيه اللي بيحركها؟ "تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ". إنت لو شكاك، هتبأه أفكارك والهواجس اللي جواك والقلق اللي جواك هو اللي بيمطوحك يمين وشمال. لكن لو عندك إيمان، الأفكار مش هتلعب بيك. فأطلب بإيمان، يعني قوله: "يا رب إنت سامعني؟ أنا محتاج حكمة، وإنت وعدت تديني حكمة فأنا هتحرك كأني حكيم زماني، لأني طلبت "أطلبوا تأخذوا"".
"فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ" (رسالة يعقوب 1: 7).
يعني إيه؟ اللي بيطلع وينزل ده، اللي الريح بتخبطه، مش هياخذ حاجه في الآخر. لأنه ما عندوش إيمان. كل شيء تطلبونه في الصلاة مؤمنين، تنالونه. طب غير مؤمنين، ما تخودش حاجه. "لا يظن أنه ينال شيئًا من عند الرب".
"رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ" (رسالة يعقوب 1: 8).
"ذو رأيين" يقصد بها الشكاك أيضًا. أي ساعة يقول ربنا معايا، وساعة يقول ربنا تركني. ربنا معاك كل ساعة، معاك صدقني. "رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ" يعني الشكاك ده غلبان، ليه؟ مش عارف يثبت على رأي. وكأن التجربة مش بس تدي صبر، وتخلينا نعمل عمل تام، وتدينا حكمة، وتعلمنا الصلاة بإيمان، ده كمان التجربة مدرسة للإيمان. في التجارب وإمتحان الإيمان (علشان كده يسمى "إمتحان الإيمان") يعلى مستوى الإيمان. ربنا بيسمحلنا بتجربة، يبأه الواحد بعيد عن ربنا، التجربة تقربه. يبأه عنده شك كتير، الشكوك بعد التجربة تنهار، ويمكن في التجربة تزيد، لكن في الآخر يطلع من التجربة تعب مرهق، لكن الإيمان أقوى.
فهنا بيقوله خلي بالك طول ما إنت متقلقل ذو رأيين هتبأه متقلقل في جميع طرقك، مش عارف تعمل كده ولا تعمل كده، متردد، التردد أحيانًا يكون عدم إيمان، ويكون ضعف إيمان. يفكرنا الكلام ده بموج البحر، لأن يعقوب كان في سفينه، وشايف بطرس عمال يطلع وينزل ع الميه، فاكرين الموقف ده؟ لما يسوع جالهم في ليله ع الميه وكانوا بيغرقوا، كان يعقوب معاهم. فبطرس قاله إن كنت أنت هو أأمرني أن آتي إليك، فنزل بطرس يمشي، وهو مش مركز غير في المسيح، فكان ماشي فوق الموج، لما بص للبحر ابتدى يغطس، لأنه ذو رأيين. يعني إيه؟ هو أنا مع ربنا ولا هغرق؟ ابتدى يتردد، ابتدى يضعف. فقاله: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت"، ومسك إيده ودخله، وخلصت التجربة على كده، وقف البحر، لكن كان إمتحان إيمان، وكان درس إيمان. طلع منها يقول: "انا مشيت فوق البحر، ياااااه، يبأه لازم ربنا يقدر على كل حاجه"، مش هشك فيك تاني يا رب، مش هزعل منك تاني.
الإفتخار بالرب أحد بركات التجربة:
"وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ،" (رسالة يعقوب 1: 9).
التجارب تخلي الواحد يتكسر. وساعات التجربة تجيب صغر نفس، تجيب إحساس بالدونية، إنه يعني الإنسان مش نافع في حاجه، والدنيا كلها ضلمت في وشه، وضاعت. المتضع هنا مش المتواضع بمعناها الفضيلة، ولكن ترجمتها "الأخ المكسور أو المسحوق" أو "الأخ اللي حاسس إنه فاشل خالص". الأخ الصغير ده، إن كان في فقره أو في مرضه، أو في ضعفه الشديد، يعقوب يقوله في لحظة الضعف الجامده دي، افتخر بارتفاعك، إرفع راسك لأن المسيح لازم هيرفعك.
- إذًا حتى لو التجربة وصلت الإنسان إلى مشاعر الذل أحيانًا، أو الإنكسار الشديد، الوصية بتقول: "فليفتخر الأخ المتضع بارتفاعه"، يعني إرفع راسك وقول "لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: «بَطَلٌ أَنَا!»" (سفر يوئيل 3: 10)، "لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 10)، قوي بمين؟ بربنا. التجربة تكشف للإنسان إنه أد كده صغير، وأد كده ضعيف، وأي موجه تطيره، لكن وهو مكتشف الإكتشاف ده، إنه صغير جدًا، وإنه شعره في مهب الريح، يقوله: "يارب بس بيك أنا قوي". "فليفتخر الأخ المتضع بارتفاعه".
الاتضاع وتذكر النهاية أحد بركات التجربة:
"وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ" (رسالة يعقوب 1: 10)
- "وأما الغني فاليفتخر باتضاعه"، يعني اللي كان فاهم نفسه حاجه كبيرة، فيفتخر أنه صغير أمام الله.
- يعني التجربة تطلع اللي تحت لفوق، وتنزل اللي فوق لتحت. تعدل المسارات.
- ممكن يبأه إنسان عنده كبرياء، وشايف نفسه أحسن من كل اللي حواليه، ومش راضي يتصلح، يمين شمال مش راضي يتظبط، يقوم ربنا يبعت له تجربة تكسره، فيبتدي يتضع لأنه كان يشعر بغناه. فالتجربة دي تهده وتخليه حنين ع الناس، ومقدر الناس، وحاسس إنه زي الناس وأقل.
- وساعات المكسور أوي التجربة ترفعه. لأن ربنا لما يعدي التجربة يحس إنه ياااااه أنا اللي ماليش لازمة، ربنا بيحبني كل الحب ده؟! ربنا إستجاب لي في وسط التجربة دي؟! فيرفعه.
- إذًا التجربة بتصلح حاجات جوانا، كأن الله طبيب ماهر شايف عيوبنا، شايف العالي مش راضي ينزل، فينزله بتجربة. وشايف الواطي ده مش راضي يطلع، يقوم يرفعه بتجربة أحيانًا.
- وده اللي اتقال على ربنا يسوع المسيح كنبوه "كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَيَصِيرُ الْمُعْوَجُّ مُسْتَقِيمًا، وَالْعَرَاقِيبُ سَهْلًا" (سفر إشعياء 40: 4) يعني الدنيا كلها تتظبط قدام ربنا. يعني المكسور ربنا يرفعه ويشجعه، والعال المتكبر ربنا يخبطه لغاية ما يتضع، كل دي بركات في التجربة.
- "وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ" لأن التجربة بتفوق إلى النهاية. خلو بالكم دايمًا التجارب تقرب لنا فكرة النهايات. ساعات الواحد طول ما هو ماشي وبيعمل إنجازات، وبيتحرك، وبيروح وبييجي، ناسي إنه سيزول في لحظة. لما تجيله تجربة شديدة، تفوقه. إنت كزهر العشب تزول. أيوه ورده جميلة ومنورة ولها ريحة حلوة ده دلوقتي ده النهاردة، طب بكره؟ هتقع، هتدبل، ده الطبيعي. فساعات التجربة هي اللي تدي الدرس ده. إنها توقف الإنسان للحظة قدام مصيره، قدام نهايته. إنت عمال تروح وتيجي وتعمل وتفتري وتزعأ، بالراحة إنت بكره مش موجود، إنت بكره تزول، كزهر العشب. الزهر في لحظة بيبأه جميل أوي، لكن لما تبص له بعدها بيومين تلاته، خلاص.
"لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ" (رسالة يعقوب 1: 11)
" لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ "، دي التجربة. يعني إيه؟ الزهر جميل، تطلع الشمس تشرق عليه بالحر، تقصر عمر الورد.
- " فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ " هي دي فكرة التجربة. فاهمينها؟ التجربة زي الشمس اللي تطلع سخنه أوي، فتضعف العشب اللي كان بيفتخر بمجده ده. "فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ" فالتجربة تخلي الواحد يتهد شوية يعني إذا كان متعالي.
- " هكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ " طبعًا لما تدخلوا في يعقوب أكتر من كده هتلاحظوا إن يعقوب متعاطف جدًا مع الفقراء. رسالة يعقوب أكتر رسالة يظهر فيها حب الفقراء. وكان شديد جدًا مع الأغنياء. لأن في هذا الوقت كان هناك طبقية واضحة وكانت قد بدأت تدخل على الكنيسة. وهذا يفهمنا أن الكنيسة في كل جيل كانت لديها مشاكل، حتى في داخل الكنيسة.
- فكان هناك طبقية بين الأغنياء المؤمنين بالمسيح له المجد، والفقراء البسطاء المؤمنين بالمسيح له المجد. فهتلاقوا لا يخلو إصحاح من تلميح كده، لأنه حاسب يا غني، إوعى تتكبر على اللي حواليك لأنك إنت كزهر العشب تزول.
- " لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ " ده مصير الغني.
- طب إيه علاقة ده بالتجربة؟ التجربة بتنبهنا للكلام ده. التجربة بتفوقنا لكده. إن الحكاية كلها لها نهاية، مفيش داعي نفتخر بعضنا على بعض، ونعمل فيها أغنياء وفقراء ونتمنظر. في الآخر الشمس بتطلع بتدبل الكل وبتيبس الكل، ففي الآخر كلنا أسوياء زي بعض.
إكليل الحياة أهم بركات التجربة:
- آخر الفقرة الـparagraph.
" طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (رسالة يعقوب 1: 12).
- يبأه بدأ وقال " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ " وانهى الفقرة بـ"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ " أي يا بخت الرجل اللي يحتم التجربة. طبعًا الرجل هنا بمعنى الإنسان سواء رجل أو إمرأة.
- " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ " يعني يا بخت اللي يمشي في كل التجربة وياخذ كل البركات. ياخذ منها إيه؟ يحسبها فرح، يعتبرها إمتحان إيمان علشان يستفيد، يتعلم منها الصبر، يعمل فيها العمل التام المطلوب منه، يطلب حكمة علشان ربنا يرشده فيها، يطلب بإيمان علشان ياخذ، في الآخر لو تحت أوي يقوله أنا كبير بيك يا رب. ولو كبير يتضع قدام ربنا علشان التجربة تعدي. وفي الآخر لو عدت، يا بخت الرجل الذي يحتمل التجربة.
- " لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» " آدي علاقة التجربة بالإكليل.
- " يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ " يعني ده لو نجح في تجربة، كده داخل السما حدف. يا بخته لو نجح في التجربة دي. ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب، ربنا واعد أولاده بالأخص اللي يستحملوا التجربة. اللي ياخذو التجربة بصبر، ياخذوها بشكر، ياخذوها بفرح، يخذوها بإيمان، ياخذوها ويعملوا عمل تام، يخذوها ويطلبوا فيها الحكمة، يخذوها ويتعلموا منها الاتضاع، يخذوها ويركزوا على متى يسقط الزهر، ويأتي الميعاد؟ يا بخت اللي يتعلم من التجربة.
" طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ "
- التجربة لما تيجي، أول حاجه الشيطان ييجي معاها يقول إيه؟ ربنا مش بيحبك. أول حرب تيجي مع التجربة، فكرة إن ربنا نسيك. ربنا سابك، ربنا بينتقم منك. إنت إنسان بطال، ففي الآخر ينبهنا إن كل القصة دي معمولة للذين يحبونه، وللي بيحبهم. " فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 7). التجارب هي مدرسة التجارب اللي بيربينا فيها ربنا، بيربي أولاده فيها. إن ماكناش عاوزين نتربى على إيدين ربنا هنطلع مش كويسين. لكن ربنا بيربينا ولازم نقبل لأن هو المعلم الصالح، يربينا بالطريقة اللي تعجبه. بأه حد فيكم بيقبل إن ابنه يختار له الطريقة اللي يتربى بيها؟! ساعات كده. تصور إنت إبنك الصغير يقولك: أنا مش عجبني منهجك في التربية، أنا عاوزك من هنا ورايح يا بابا تعمل كده، وماتعملش كده. حد فيكم هيقبل الكلام ده؟ طيب إذا كنا ما بنقبلش من ولادنا - وإحنا طبعًا محدودين - يوجهونا نربيهم إزاي. طب لما ربنا يربينا؟ نقوله: "حاضر يا رب، اللي تشوفه". التجربة دائمًا هي تربية الله لأولاده. فيها الشدة، فيها تأديب، فيها وجع، لكن فيها بركات كثيرة. فيها ينصلح حال الواحد، وفيها أبدية مستنيانا.
نراجع تاني:
- كل فرح يا إخوتي في تجارب متنوعة بس نحسبه.
- نعلم أن إمتحان الإيمان ينشئ الصبر.
- الصبر ما يكون بسلبية بل يكون بالعمل التام.
- في نفس الوقت اللي عاوز يطلب من ربنا يديله حكمة.
- لكن يطلب بإيمان علشان ياخذ، وما يبآش شكاك زي موج البحر
- وهو بيطلب بإيمان، إوعى يفتخر إنه حاجه كبيرة.خليه متواضع
- وإذا كان مكسور وواقع خالص، يفتخر إن ربنا هيرفعه.
- ما ينساش في التجربة إن في الآخر يسقط الزهر.
" وطُوبَى للَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ "
نعمة الله الآب تحل على روحنا. آمين(1).
ملخص ما سبق:
"اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ. وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ. لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (رسالة يعقوب 1: 2 + 12).
+ ما زلنا في رسالة يعقوب، الإصحاح الأول، المرة الماضية أخذنا موضوع "التجربة"، وقول معلمنا يعقوب "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عالمين أن إمتحان إيمانكم ينشئ صبرًا"، وبعدين الصبر يبقاله عمل تام، لكي تكونوا تامين غير ناقصين في شيء، اللي عايز حكمة يطلب من ربنا، واللي يطلب يطلب بإيمان غير مرتاب البته، ويفتخر الغني باتضاعه، ويفتكر نهايته لأنه كزهر العشب يزول، وفي الآخر طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لأن إذا تذكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه.
+ فلسفة التجربة وكيفية التعامل معها والإستفادة منها:
ويمكن ده أكبر جزء في الكتاب يتكلم عن التجربة وفلسفتها، وإزاي الواحد فينا يتعامل معاها. يتعامل معاها بفرح، يتعامل معاها بصلى، يطلب حكمة علشان يعرف يتعامل معاها. يتعلم التواضع، يبص للنهاية، يفتخر باتضاعه، وينتظر مكافأة التجربة. كل دي دروس مهمة أو فضائل مهمة الواحد بيتعلمها في التجربة.
المحاضرة الحالية (الثانية):
+ هندخل على تجربة من نوع آخرغير التجارب المتنوعة اللي اتكلم عنها. ودي بتلخبط ناس كتير الفرق بين التجربة التي قصدها المرة اللي فاتت، واللي هيقوله دلوقتي.
"لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ ِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ" (رسالة يعقوب 1: 13+18)
نوعين من التجارب في الكتاب المقدس:
1- التجارب بمعنى ضيقات
2- التجارب بمعنى خطايا أو شرور.
هل نقول "لا تدخلنا في تجربة" أم "إحسبوه كل فرح حين تقعون في تجربة"؟
+ سؤال هام: (إزاي بنقول: "لا تدخلنا في تجربة" (إنجيل متى 6: 13)، (إنجيل لوقا 11: 4)، إذا كان هو بيقول "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ" (رسالة يعقوب 1: 2)؟
+ "لا تدخلنا في تجربة" مرجعها البراجراف (الفقرة) الثانية مش النوع الأولاني. النوع اللي هنتكلم عنه دلوقتي.
+ التجارب بمعنى الضيقات والأزمات اللي ربنا بيبعتها دي نشكر عليها، ونفرح بيها، ونطلب حكمة، ونصلي، ونحتمل، و"طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ" (رسالة يعقوب 1: 12).
+ لكن التجربة بمعنى "الوقوع في الخطأ" هو ده النوع الذي يتكلم عنه في هذا الجزء. لأنه هنا يقول: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، "، طب ما إنت لسه قايلنا: إفرحوا بالتجارب لأنها من إيد ربنا. لأ ده نوع تاني.
+ علشان أبسطهلكم، في الإنجيليزي الجديد في ترجمة (الإنجليزي الحديث) النوع الأول من التجارب يُسمى: “Test”. النوع الثاني يُسمى: “Temptation” وترجمتها "الإغراء". بينما الإثنين يمكن أن يترجموا في العربية لكلمة "تجربة".
هل نقول: "لا تدخلنا في تجربة" أم نقول مع داود "جربني يا رب وامتحني"؟
+ إحنا لما نقوله يا رب "لا تدخلنا في تجربة" في الحقيقة لا نقصد "ما تسمحلناش بالتعب" لكن نقصد بالأخص "ما تسمحش نغلط، ما تسمحلناش بالشر". خلي بالكم من المعنى. لأن فيه آية يقولها داود في أحد مزاميره: إبليني يا رب وجربني. " جَرِّبْنِي يَا رَبُّ وَامْتَحِنِّي. صَفِّ كُلْيَتَيَّ وَقَلْبِي" (سفر المزامير 26: 2). طب بأه داود يقول: "جربني" ويسوع يعلمنا "لا تدخلنا في تجربة"؟! لأ فيه حاجه غلط.
+ "إبليني يا رب وجربني" ونص الآية: "جَرِّبْنِي يَا رَبُّ وَامْتَحِنِّي" تمشي مع "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ". لكن "لا تدخلنا في تجربة" تمشي مع الكلام الجديد ده: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا (بالشرور)".
التجربة من النوع الأول (بمعنى ضيقة أو اختبار إيمان)؟
+ مثال: لما واحد يجيله مرض دي تجربة من ربنا، ينطبق عليها الكلام بتاع المرة اللي فاتت.
إفرح.
التجربة دي وراها خير.
أصبر.
إعمل كل اللي وراك بأمانة.
صلي.
أطلب حكمة.
تمسك باتضاعك.
إنتظر نهاية التجربة لأن فيها إكليل.
فاكرين الكلام؟
التجربة من النوع الثاني (بمعنى خطية أو شر)؟
+ مثال: واحد قدامه إغراء إنه يسرق، وهتعدي، ما يقولش ربنا حط الإغراء قصادي فجربني، لأ حاسبوا بأه. هنا ما ننسبش التجربة لربنا. "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا (بالشرور)".
+ يعني إيه؟ يعني الشيطان ما يقدرش يجرب ربنا بالشر، لأن ربنا ما عندوش أي ميل شر. فمينفعش يغرى بالشر، والله بالتالي لا يقدم الشر لأحد لكي يغريه ويسقطه فيه. لأنه مابيستعملش الموضوع ده خالص. ربنا ما بيستعملش أدوات الشر، ما يقدمش الشر لحد علشان يوقعه، لأ دي مش من عند ربنا، لكن لما تكون ألم أو تعب لأ دي من عند رنبا وماله؟! ووراها خير.
+ لكن إذا غلطت ما تقولش الغلط ده ربنا جربني. لأ. " لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ"، هنا جرب بمعنى إيه؟ بمعنى أخطأ، بمعنى وقع في خطية. ودي هيفسرها لسه هيوضحها. "«إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ"، لأن طبيعة الله خيرة دائمًا، " وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا (بالشرور)"، يبأه هنا مقصود بالشر إيه؟ الخطية.
يوجد معنيين لكلمة "الشر" في الكتاب المقدس:
+ كلمة "الشر" أصلها في الكتاب تطلق أحيانًا على:
1- الألم أو التعب أو المشاكل أو البلاوي.
2- وتطلق أحيانًا على الشر بمعنى الخطية والإثم.
+ يعني مثلًا أيوب لما اتجرب تقع تجربته في أنهي نوع؟ الأولانية، تجارب متنوعة، إقبلها على رجليه وبشكر واستحمل وصلى وصبر وكان عنده حكمة وتمسك باتضاعه، وربنا رفعه في آخر التجربة. يقول عنها: "أَالْخَيْرَ(هل الخير) نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟" (سفر أيوب 2: 10).
طب الكتاب بيقول عليها شر ليه؟ في عرف الناس الألم شر. في لغة الناس الوجع شر. لكن هل هو شر بمعنى خطية؟ لأ حاشا. الله ما يبعتش شر لحد، ما يبعتش خطية لحد، يبعت ألم؟ آه يبعت ألم. واضح الفرق؟
+ فهنا يعقوب بعد ما علمنا إزاي نحتمل الأزمات، والتجارب بمعنى الآلام، قالنا: "ما حدش يقع في خطية ويرجعها لربنا". ده مش التجربة اللي يقصدها في البراجراف الأولاني.
" لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا (بالشرور)".
+ يعني إيه؟ أصل واحد ممكن بأه يقول الشيطان هو أساس التجربة من النوع التاني، صحيح الشيطان وراء كل خطية، لكن علشان يبعتها للإنسان لازم يعدي على ربنا يستأذن من ربنا، مفيش حاجه بتجيلنا من غير ما تعدي على ربنا، فـ"اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ " يعني ربنا مش بيضعف قدام الشر، ومش ممكن يقدم الشر لإنسان علشان يسقطه.
+ فلما واحد ييجي يقول ربنا حط في سكتي واحد علشان يستفزني، نقوله لأ إنت بتقولها غلط، هو في واحد استفزك وإنت غضبت، بس دي مش منسوبة لربنا في حاجه. " لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»". " اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا (بالشرور)". ما دام إنت غضبت يبأه هينطبق عليك الكلام ده.
علاقة الشهوات بالتجارب (بمعنى خطايا):
" وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ" (رسالة يعقوب 1: 14)
+ المشكلة جواك، الإغراء أو التجربة لما جاتلك لقيت شهوة جواك تمشي معاها.
مثال:
شهوة حب المال تؤدي للسرقة:
واحد لقى الخزنة مفتوحة وما حدش آعد طب ما يأعد ساكت، لكن مد إيده ليه؟ في شهوة حب مال جواه، فعلى طول بص حواليه ماشفش حد قام خذ الفلوس. ما يرجعش يقول ربنا ساب الخزنة مفتوحة قصادي، لأ مش ربنا. إنت وقعت، لأنك إنجذبت وانخدعت من شهوتك، ما تنسبش الخطية لربنا أبدًا.
لأنه ظهر ناس في زمن، يحاولوا ينسبوا الشر لربنا، يقولوا ما الإنسان مسير وكل أعماله الشريرة في الآخر، ربنا هو اللي زاقه عليها، حاشا. هنا نرد عليهم مع معلمنا يعقوب: "اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا (بالشرور)". كل واحد يجرب، إذا انجذب وانخدع من شهوته. يبأه لما الواحد يغلط، لازم يبحث في داخله عن شهوة داخليه، هي اللي خلته يقع. ويورينا بأه يعقوب الأب الروحي، تسلسل الخطية بيمشي ازاي فيقول:
" ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" (رسالة يعقوب 1: 15)
1- الشهوة تؤدي إلى الخطية "ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً":
أنواع من الشهوات: يعني إذًا جوه الواحد شهوة ممكن تكون مكتومة، مابيغلطش. فيبأه مثلًا جوانا حب المادة، وحب المقتنيات، وحب الفلوس، تكون مكتومة، وبعدين يتعرض عليك إغراء معين، فهنا الشهوة تحبل فتبأه خطية.
مثال: حب المال قد يؤدي للعديد من الخطايا
يعني واحد خذ جزء من فلوسك فالشهوة اللي جواك هاجت فغضبت، ثورت، اتخانقت، خاصمت، زعلت، كل ده نتيجة إيه؟ إن فيه شهوة حب المال، فلما حصل إغراء تجربة في الحتة دي، " الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً".
2- الخطيئة تؤدي إلى الموت " وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا ":
+ وبعدين؟ إوعوا تفتكروا الشيطان يقف عند المستوى ده، لأ لأ، الشيطان عاوز هلاكنا، مش عاوزنا نغلط بس! عاوز هلاكنا! فيقول:
" وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا "
+ يعني غضب في غضب في غضب، هتروح فين في الآخر؟ حيث الغضب. يعني هتضيع الأبدية كلها. وتبأه الحكاية كلها شهوة مقتنيات، مخلية الواحد عصبي دايمًا، ومخاصم الناس كلها، والشيطان عمال يجرجره، والشهوة تجيب خطية، والخطية تكمل تكمل، لغاية ما تضيع أبديتنا. فاهمين التسلسل بيمشي إزاي؟
+ هل الإنسان اللي بيغضب لأنه بيحب المادة يقدر يقول ربنا جربني؟ لأ، مش من حقه. يقدر يلوم ربنا ويقوله يا رب حطيت قدامي فلوس ليه؟ يقوله: "لأ، ما تلومنيش أنا، ده إنت الشهوة اللي جواك هي اللي وقعتك".
+ لكن الإنسان اللي دخل في ألم أو في تعب يقدر يقوله: "يا رب من يدك التعب؟". آه يقدر، "هقبله يا رب علشان من إيدك وإنت بتعمل خير ورا كله؟" صح الكلام ده.
ملخص لأنواع التجارب وكيفية مواجهتها
كلمة "التجربة" لها إستخدامين:
+ يبأه كلمة "التجربة" لها إستخدامين:
1 إما يقصد بها الآلام ودي نقبلها بتفاؤل، برجاء، نقبلها بإيجابية، بصلاة حكمة وتواضع وانتظار للأجر السماوي.
2 أما التجربة بمعنى الخطية فلا نقبلها، ونرفضها، ونرفض نسبها لله، ونبأه عارفين إن الخطية لو جاءت، ملهاش مكان فينا لو ما فيناش شهوة.
من يستطيع القول: "رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ (الشيطان)...َلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ"؟!
+ علشان كده ربنا يسوع يقول عن نفسه إيه؟ "رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ (الشيطان)...َلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ" (إنجيل يوحنا 14: 30)، فاكرين التعبير ده اللي قاله ربنا يسوع عن نفسه؟
+ مين فينا يقدر يقول كده عن نفسه؟ يقول أن: "الشيطان...لَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ".
يعني يغروك بالفلوس، تبص جواك متلاقيسش شهوة فلوس، خلاص فزي قلتها.
يغروك بالجسديات، " لَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ "، ده ربنا يسوع له المجد، اللي إحنا المفروض نتشبه به.
لكن لو وقعت في خطية، تبأه الشهوة حبلت فولدت خطية.
+ " وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" يبأه أنت لازم تخاف، لو غلطت دور بسرعة على الشهوة اللي جواك. وما تسيبش الخطية لأنها مش هتقف عند خطية، دي هتكمل، هتكبر، وهتزيد لغاية ما تخنقك. لأن الإتجاه ده إتجاه للهلاك، للموت.
+ نقولها تاني: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.15 ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا".
+ عدم الوقوع في الخطية لا يعني بالضرورة عدم وجود شهوة:
ده برضو يخلينا نعرف، إن مش معنى إنك إنت مش بتغضب، إن مش جواك شهوات. ده إنت يمكن ما بتتجربش بالغضب لسه. ساعات الواحد يقول: "أنا كويس، أنا ما بغلطش". إنت ممكن يكون الغلط جواك، والشهوة جواك بس إنت لم تمتحن فيها، استنى كده لما تمتحن في الموضوع ده، تبان إن كان جواك شهوة ولا لأ.
+ لا تظن أنك قديس! أنت فقط لم تمتحن أو تجرب بعد:
زي في مرة واحد من الرهبان الشيطان ضحك على عقله وقاله: "إنت كده بئيت عظيم، بار، قديس، مافيكش غلط خالص، فراح لأبوه الروحي يقوله الكلام ده. فأبوه الروحي كان حكيم، وخاف عليه طبعًا من الكبرياء، فقاله: "يا أبونا فلان، إذا مشيت في الصحراء لقيت دهب منطور ع الرمله، تميزه عن الرملة؟ قاله: طبعًا يا أبي، حد مش هيعرف الذهب من الرمله؟! طبعًا، لكن يا أبونا مش هيجيلي شهوة حب المال. قاله: إنت لسه بدري عليك. طول ما إنت لسه عارف تميز بين الذهب والرملة يبأه لسه بدري عليك. علشان يحسسه إن إوعى تفتكر إنك إنت ما عندكش حب مال، لأ، ده جواك مستخبي بس إنت لم تمتحن فيه، لم تجرب فيه.
+ "لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (سفر الأمثال 7: 26)
بدليل إن في ناس كانت فاكرة نفسها عاليه أوي، ولما دخلت في تجارب من النوع ده (إغراءات) وقعت وما كنتش تتوقع إنها تقع. ليه؟ هي ما كنتش أمتحنت بعد.
+ موسى مثلًا كان حليم جدًا (قال عنه الكتاب: "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ" (سفر العدد 12: 3))، هل معنى كده ما كنش عنده أي بقايا من الغضب؟! لأ كان فيه شوية. بانت إمتى بقى؟ يوم ما كان نازل من الجبل وماسك لوحي العهد، وفرحان إنه هيسلم الناس كلام ربنا اللي كتبه بصباعه، يفاجأ إن الشعب إنحرف وعمالين يغنوا للشياطين، وعملوا العجل الذهبي، وبيسجدوا له. مملكش نفسه، واتغاظ، ورزع لوحي العهد، وكسر كلام ربنا. وبان إنه أكتر واحد حليم في بني البشر، لسه فيه شوية غضب صغيرين جواه. بس ما كنوش باينين، يمكن أعد عشرات السنين قبلها مش بيغضب. لكن جه امتحان كشف إن لسه.
" الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا".
" لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ" (رسالة يعقوب 1: 16).
+ لأن بعض الضالين يقولوا، إن الخطية مرجعها ربنا كمان. فقال لهم: لأ. الأولانية تنسبوها لربنا إنه سمح لنا بضيقات، تمشي، لكن سمح لنا بخطايا! لأ ما تمشيش. لأنه مش بيحب النوع ده خالص. لا بيتجرب بالشر، ولا يجرب الناس بالشر. مايحبش الناس تغلط، يقوم يغريهم علشان يغلطو ليه؟! يشمت فيهم؟! ده أبوهم!
+ فـ"لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ". ما حدش يغلط ويقول ربنا.
+ آدم ممن أخطأوا وضلوا ونسبوا الشر لله:
عارفين مين غلط وقال ربنا؟ أبونا آدم الأولاني. لما غلط وعمل العملة بتاعته، جاء ربنا يعاتبه، قاله: المرأة التي أعطيتني. يعني أنا اللي غلطان يا آدم؟! بأه أنا علشان إديتك حواء وصعبت عليَّ، وقلت: "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ" (سفر التكوين 2: 18). بئيت أنا سبب الخطية بتاعتك؟! بئيت أنا سبب العملة بتاعتك؟! ربنا ما قبلش هذا العذر، ما قبلوش. ليه؟ لأنه: "لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»". مش أنا يا آدم اللي وقعتك في الشر، مش أنا اللي حبيت إنك تقع في الشر، لأ، ده " الشَّهْوَةُ (اللي جواك) إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا". "لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ".
+ حقيقة هامة: الإنسان هو المسئول عن خطاياه:
إذًا هنا الإنسان مسئول عن خطاياه. دي حقيقة مهمة. وعلشان كده في حساب، فيه دينونية، لو كان ربنا اللي مسئول عن خطايانا، طب كان هيدينناعلى إيه؟ هيحاسبنا على إيه؟
لكن لأني أنا وإنت مسئولين عن تصرفاتنا، وجوانا شهوات إما نتجاوب معاها، أو نقاومها بالروح القدس. إذًا ربنا ممكن يسألنا، عملتوا إيه؟ لكن لو ما كنش الإنسان له إرادة في الموضوع أو ليه دور، ما كنش ربنا هيدينه.
بعض صفات إلهنا الطيب الذي نعبده
" كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ" (رسالة يعقوب 1: 17).
+ الله هو مصدر "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ": هو بيقول لا تضلوا يا إخوتي الأحباء ليه؟ ما حدش ينسب لربنا حاجه وحشه، لكن كل حاجه حلوة من عنده. آدي علاقة الكلام ببعضه. فبيقول: "لا تضلوا يا إخوتي الأحباء" وماحدش يقول إن التجربة اللي هي الشر يعني، سببه ربنا، لكن كل حاجه حلوه مصدرها ربنا.
" كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ "
+ الله هو"أَبِي الأَنْوَارِ": أبي الأنوار دي ممكن تفهموها على إنها صانع الخيرات، أبي الأفراح، أبو البركات، أبو العطايا، الأنوار يعني كل نور في الدنيا دي، إن كان نور روحي أو نور في الخليقة، مصدره ربنا، لأنه أبو الأنوار، أحد أسماء ربنا الحلوة "أبو الأنوار".
فكل استنارة روحية، كل معرفة روحية، كل فضيلة في حياتك، كل جهاد بتجاهده، كل نجاح، كل توفيق، كل نعمة، أهو كل ده من إيد ربنا.
وكل خطية؟ لأ ما لوش دعوة بدي، دي من إيدينا إحنا. الخطية من عندنا إحنا، والباقي؟ كل حاجه حلوه من عنده.
" كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ "
+ كلمة " مِنْ فَوْقُ ": تفكرنا بتعاليم ربنا يسوع له المجد لما يقولنا إيه؟ "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ...." (إنجيل يوحنا 3: 3)، يعني من عنده، من عند أبي الأنوار. علشان يبأه منور لازم يتولد من فوق لأن كل العطايا الصالحة والمواهب التامة هي نازلة من فوق.
+ الله ثابت لا يتغير:
- " الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ "يعني ربنا الوحيد اللي ما يتغيرش في طبعه أبدًا. هيفضل صانع الخيرات إلى الأبد. ما ينفعش يبأه صانع الشرور، هو صانع الخيرات. ما ينفعش يبأه أبو الظلمة أو الظلمات، هو أبو الأنوار. فليس عنده تغيير.
- يعني لو كنت تقلق من ربنا إنه في مرة يعمل خير وفي مرة يعمل شر، لو عنده تغيير، بس هو ما عندوش تغيير. الله لا يتغير في طبعه، "هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 8).
- فـ"لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ" (رسالة يعقوب 1: 16)، لأن في الوقت ده كانت بتطلع بدع، ويقولوا إله الشر، وممكن ربنا يعمل كذا! لأ ربنا ما بيتغيرش في طبعه، هو صانع الخيرات، ده طبع ثابت عنده " لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ". يعني ما فيش دورة تتغير فيقوم يختلف من يوم عن التاني أو سنة عن التانية.
الدليل على أن الله لا يصنع إلا خيرًا:
"شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ" (رسالة يعقوب 1: 18)
+ دليل إن هو بيعمل خير بس ما بيعملش شر أبدًا، إنه ولدنا بكلمة الحق (كلمته هو) علشان نكون باكورة من خلائقة.
+ الكلام ده "ولدنا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ"ممكن يتفهم على مستويين:
المستوى الأول: هو الخلق الأول
+ ربنا من محبته لينا، من قبل ما نتوجد، ولدنا بكلمة الحق، يعني خلق آدم وخلق من خلال آدم الطبيعة البشرية بكلمته. كلمة ربنا اللي خلقته، مشيئته كده يعمل الإنسان حاجه حلوه، علشان نبأه باكورة في خلائقه، يعني نبأه أحلى حاجه في خليقته.
+ لما ربنا بص لآدم وحواء لقى اللي عامله حسن جدًا أحلى من كل اللي عمله قبل كده. فاحنا في عنين ربنا أحلى حاجه في الدنيا. أحلى من الشمس والقمر والحيوانات والشجر والطيور والورد، والكلام ده. إحنا في عنين ربنا أحلى حاجه، ودي مشيئته، لأنه صانع الخيرات أنعم علينا بالوجود، أنعم علينا بالحياة بكلمته.
+ "لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ" يعني الأطفه الإولى في كل الخليقة اللي عملها. أحلى حاجه في كل اللي عمله.
+ لكن الكلام في العهد الجديد يأخذ بعد تاني وأجمل:
المستوى الثاني: الخليقة الجديدة (الولادة من الماء والروح)
+ إن لأننا بعد ما ربنا خلقنا سقطنا في الخطية واتشوهت طبيعتنا وبأه محكوم علينا بالأعدام، بالموت، جه المسيح له المجد فولدنا مرة أخرى، قالنا تتولدوا مرة تاني من فوق، تتولدوا من الماء والروح، تتولدوا بكلمة الحق.
+ " كَلِمَةِ الْحَقِّ " هي ربنا يسوع المسيح ذاته:
هنا كلمة الحق اللي هي ربنا يسوع المسيح. علشان كده المعمودية بإسم ربنا يسوع المسيح، باسم الثالوث الحق. وبكلمة الحق لازم يتقري قرايات من الكتاب وقت المعمودية. حتى تكون الولادة الجديدة بكلمة الحق، بمشيئة الله.
+ فالله يشاء أن يلدنا مرة أخرى بكلمة الحق، بكلمته حتى نكون باكورة من خلائقه. نبقى أحنا الخليقة الجديدة اللي كان عاوزها.
+ إذًا الآية دي ممكن نفهمها تمثل الخليقة الأولى، لكن الأحلى كمان إننا نفهمها إنها بتكلمنا عن الخليقة الجديدة أو الولادة الجديدة، اللي هي نعمة كبيرة أوي من ربنا.
+ هو بيأكد إن ربنا كل حاجه من إيده حلوة وأظهر عطاياه الحلوة إنه شاء فولدنا بكلمة الحق، حتى نكون باكوره من خلائقه. علشان نورث السما ونبقى أبكار، كنيسة أبكار يسميها، لأن يسوع له المجد هو البكر بين إخوة كثيرين، ولأن الأبكار في العهد القديم كان محكوم عليهم بالموت، فاتفدوا، كان كل بكر من شعب الله يفدى، ولو ما كنش يتفدي تتقطع معاه رقبته إذا كان بكر حيوان؟؟؟؟.
+ فإحنا كلنا كنيسة أبكار، يعني كنيسة مفديين أو كنيسة مكرسين لله. جماعة كده مخصوصين بتوع ربنا، فصرنا باكورة من خلائقه. كل ده مش بفضل مننا، ده بفضل منه، دي عطية صالحة من عنده.
+ فالله الذي يصنع كل العطايا الصالحة ويعطينا كل المواهب التامة، كيف يجربنا بالشرور؟ ده اللي عايز يقوله معلمنا يعقوب.
الخلاصة:
كلمنا معلمنا يعقوب عن:
1) نوعين من التجارب:
- فبعد ما كلمنا في النص الأولاني من إصحاح واحد، عن التجربة اللي نقبلها بفرح، "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ" (رسالة يعقوب 1: 2)، رجع يكلمنا ويقولنا اللي يغلط، ما يقولش تجربة من ربنا، يقول أخطيت يا رب. أنا اللي مسئول عن الغلط مش إنت يا رب.
كده واضح الفرق بين النوعين؟
2) الشهوة أساس الخطية:
لأن كل إنسان يُجرب إذا إنجذب وانخدع من شهوته.
3) تسلسل الوقوع في الخطية:
والشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتًا.
+ المقصود بالتجربة في عبارة "لا تدخلنا في تجربة":
- علشان كده لما نصلي ونقول "لا تدخلنا في تجربة" نقصد بالأخص النوع الثاني. علشان كده نكملها ونقول: "لكن نجنا من الشرير"، يعني لا تدخلنا في تجربة يعني يا رب ما تسمحش نغلط، ونجينا من الشرير اللي عاوز يغلطنا.
- لكن هل تعني: لا تدخلنا في ألم؟ طب ما يمكن الألم ده يدخلنا السما.
- لكن إن كنا كضعاف الإيمان نقوله يا رب حتى التجارب الأولانية بلاش منها، تعدي، يعني على إعتبار إننا بنخاف من المشاكل والهموم. فإذا قلناها بانكسار كده ونقوله يا رب "إحنا مش أد التجارب بنخاف منها"، يعني ممكن تتقبل.
- لكن هي بالأخص حتى في الترجمة بتاعة أبانا الذي اللي بيقولوها الأمريكان يقولوا: “Lead us not into temptation” يعني: "مشينا بس مش في الإغراءات وفي الخطايا" هي دي الترجمة البسيطة بتاعتهم، ما تخليناش نتزحلق في الغلط.
- فإذًا إحنا هنا لما نقول لا تدخلنا في تجربة، نقصد بالأخص، يا رب ما تخليناش نغلط في حقك أبدًا، ما تخليناش نعمل الشر. يبأه الواحد وهو بيصلي الصبح يقول "أبانا الذي..." عارف إن الشيطان واقف له ع الباب، واقف له جنب السرير، واقف له في كل حته، عاوز يغلطه، فيصلي يقوله يا رب لا تدخلنا في تجربة. مش عاوز أنجذب وانخدع، مش عاوز الشهوة تحبل وتلد خطية لحسن الخطية تكمل وتبأه موت. نجينا من الشرير، آدي معناها.
- لكن إن سمحت بتجربة، إديني بأه الحكمة وإديني التواضع، وإديني الصبر، واديني العمل التام، واديني التواضع، إديني كل البركات الأولانية.
- الخلاصة بأه بعد ما فهمنا النوعين من التجارب:
"إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ" (رسالة يعقوب 1: 19).
+ خطيئة الغضب خطيئة خطيرة:
يبدو أن خطية الغضب مشهورة في كل جيل. فمثال للنوع التاني من التجارب (الشرور) "خطية الغضب"، في كل جيل مشهورة وكثيرة. وبعض الناس يعتبرون أن خطية الغضب دي حاجه عادية يعني، ما يعتبروهاش خطية ساعات، ما يقولوهاش في اعترافاتهم يعني، بينما دي خطية كبيرة.
تعاليم القديس يعقوب لمحاربة الغضب:
+ فيدينا معلمنا يعقوب مثال: إزاي بأه تحارب التجارب التانية دي، إزاي لا تنجذب وتنخدع. فيقول شوفوا بأه:
1- الإنصات والإستماع أكثر من التكلم: "لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ"
+ يعني إسمع بحماس، إسمع كتير، إسمع واتكلم قليل. كانوا دائمًا يعلمونا واحنا أطفال "ربنا عمل ودنين ولسان واحد، علشان تسمع ضعف ما تتكلم". تلاقوا طبعًا شعبنا المصري كإنه عنده لسانين وودن واحدة.
+ لكن " لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ" إسمع كتير قبل ما تتكلم، وعادة كلنا جربنا لما تسمع اللي قدامك لآخره، وما تقاطعش، غالبًا اللي إنت هتقوله يطلع أحسن. بينما لو ما سمعتش كويس، اللي إنت هتقوله غالبًا هيطلع أقل، أو هيطلع مش في مكانه.
2- التروي في الكلام وضبط اللسان: "مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ".
+ مش معناها إن الواحد يتهته في الكلام، لأ. مقصود بيها اتكلم بحساب، طلع الكلمة بحساب، طلع الكلمة بطيئة علشان تبأه في مكانها، طلعها بطيئة علشان تبأه بتابعها وإنت بتقولها.
+ لأن في واحد يقول يقول يقول، وبعدين يقول يا ريتني ما قلت. طب هو الكلام سبقك؟ أيوه سبقني. طب خليك بطيء في الكلام علشان ما يسبقكش. علشان يبأه عقلك بيتابع لسانك، يبأه عارف الكلمة طالعة مظبوطه ولا يفرملها.
+ لأن الكلمة المقولة في مكانها دي زي تفاحة دهب في مصوغ من فضة، يقول كده سليمان الحكيم، "تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا" (سفر الأمثال 25: 11). الكلمة اللي تطلع في مكانها دي حاجه جميلة كإنك جايب تفاحة دهب وحاطتها في صينية فضة كده جميلة، حاجه في مكانها.
+ والتدريب ده كلنا محتاجينه على فكرة. يعني تيجي تتكلم وبعدين تحسبها مرة وإتنين وتلاقي إنه كده كده الكلام مش هيفيد، خليك ساكت، يبأه استفدت حكمة. ويمكن تحسبها كويس يطلع الكلام قليل خالص، بس في مكانه، يأدي الغرض. ولما تقول كلمة في مكانها صعب ترجع تندم عليها. لكن ممكن تقول عشرات الكلام وما تعرفش تلمها تاني.
+ الكلمة اللي تطلع زي القنبلة، وزي الرصاص ما تعرفش ترجعها تاني، هي طلعت خلاص، تأعد تعالج فيها وتداوي فيها. طب ما كان الأحسن تطلع الكلمة بحساب. ياما كلام الناس بتندم عليه، ويكون تأثيره صعب، بس طلع. مش كان الأحسن نكون "مبطئين في الكلام".
3- الابتعاد عن الغضب: "مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ"
+ خطايا اللسان مرتبطة بخطيئة الغضب: الغضب واللسان أقارب. ومعلمنا يعقوب عامل دكتوراه في موضوع اللسان. هتشوفوه في يعقوب 3 يتكلم عن اللسان بالتفصيل.
+ وهذا يدل على إن هذا الشخص، كان شخص روحاني تقي بيراقب نفسه. فالتداريب اللي بيقولها لنا دي أكيد عايشها. وأكيد مجربها. فأكيد كان بيتكلم بحساب. عارفين تبان فين؟ تبان في أعمال 15.
معلمنا يعقوب كان عاملًا بالكلمة قبل أن يُعَلِّمها:
+ في سفر أعمال 15 اجتمع الآباء الرسل علشان يحلو مشكلة في تاريخ الكنيسة، في الكنيسة الأولى "مشكلة التهود"
+ مشكلة التهود: إن في شوية مسيحيين بقوا يقولوا لازم المسيحي يبأه يهودي الأول. وجه بولس وطلع يقابل الآباء الرسل، وبدأوا يحكوا مع بعض، فضل يعقوب ساكت ساكت ساكت مع إنه كان أسقف أورشليم، يعني يعتبر أكبرهم. ولما سكتوا كلهم، وقف يعقوب وقال خلاصة الكلام وحط القرار فطلع إنه مسرعًا في الإستماع، سمع بطرس وسمع بولس وسمع باقي التلاميذ، مبطئًا في التكلم مبطئًا في الغضب. طلع كلامه حكم، وطلع كلامه هو قانون الكنيسة الأول.
+ طلع قانون للكنيسة كلها بإجماع كل الموجودين، لأنه شخص حكيم، يتكلم بحساب، يسمع كتير، بطيء في كلامه، بطيء في غضبه. لازم نتمرن على التدريب ده. إحنا كلنا ممكن نقع في الغضب.
4- عدم الإستهانة بخطيئة الغضب: "لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ":
+ لئلا واحد فينا يظن إن الغضب خطيئة بسيطة، يقوم معلمنا يعقوب يكمل قائلًا:
"لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ" (رسالة يعقوب 1: 20).
+ الغضوب لا يمكن أن يرضي الله: يعني لا يمكن لإنسان غضوب أن يرضي الله. في واحد من القديسين الأوائل النساك قال كلمة تخوف. قال: "لو أقام الغضوب ميتًا، لا يمكنه أن يرضي الله"، مش هيرضي ربنا أيضًا. لو الغضوب وقف ميت على حيله، أيضًا لن يرضي الله. يعني أد كده الغضب يزعل ربنا. شوفو إحنا بنغضب كتير. لكن الغضب خطية وحشه عند ربنا.
+ الغضب لا يتماشى مع بر الله: "غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ" يعني ما يمشيش مع البر بتاع ربنا خالص. إنت عاوز تبأه بار قدام ربنا ما تبقاش غضوب أبدًا. كل ما تقف قدام ربنا فيك شوية غضب، إنت كده مش بترضي ربنا. إنت كده مزعل ربنا. إنت كده حاطت حاجز بينك وبين ربنا.
+ الغضب يقف حاجزًا بينك وبين الله: وكلكم جربتم لما الواحد يبأه عنده شوية غضب ما يعرفش يصلي، ما يعرفش، يمكن ما يعرفش يتكلم كمان، يمكن ما يعرفش ينام. " غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ" إذًا الحكاية تحتاج تداريب.
تداريب لمحاربة الغضب:
من التداريب المهمة لمحاربة الغضب:
التدريب الأول:
"لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ"
التدريب
الثاني:
افتكر دائمًا أن "غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ"
أيًا كان سبب الغضب. هتقول استفزوني هتقول المرور هتقول الحر هتقول الصحة، بص هي قاعدة ثابتة مش هنعرف نفاصل فيها "غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ". جاهد وحاول وماتدورش ع الحجه. إحنا عاوزين نصنع بر الله.
"لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ" (رسالة يعقوب 1: 21).
1- طرح (ترك) كل خطيئة وكل شر: "لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ
كيف؟
2- بقبول كلمة الرب بوداعة: "فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ"
+ هنا اتدانا عينة من عينات الخطايا. فبيقول بصوا بأه على هذا المنوال بالطريقة دي، بالتداريب الروحية، بالجهاد، " اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ" معنى كده إن الغضب نوع من أنواع النجاسة. " وَكَثْرَةَ شَرّ " والشر الكتير اللي حواليكم.
+ يعني بدل ما تقع في تجارب شريرة وشهوات بطالة وغيرة وحسد وكذب ولسان بطال وغضب إطرح ده كله ع الجنب، بكثرة الشرور دي كلها، وانشغل في حاجه تاني. إيه اللي أنشغل فيه؟ "َاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ".
+ إذًا العلاج الروحي لكل أنواع الخطايا - في روشتة ثابته كده. منها إيه؟ - كلمة ربنا. عندك أي نوع من أنواع الخطايا عاوز تعالجه، علشان تطرح كثرة الشر. إقبل بوداعة كلمة ربنا.
1- إقرأ في الكتاب المقدس
+ يعني أعد مع الكتاب المقدس وإقراه.
2- إقبل كلام الرب بوداعة: "اقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ "
+ وإقبل كلام ربنا خذوا لنفسك. لأن في واحد يقرا كلام ربنا معلومات، لكن إقبل غير إقرأ.
+ مش بيقول إقرأ بيقول إقبل بوداعة. بوداعة ليه؟ في واحد يقرا كلام ربنا يقول: "إيه الكلام ده؟"، عمال يعترض عليه، وعمال يمكن يتهكم على كلام ربنا، وعمال يمكن يدور على غلط. يا حبيبي إقبل بوداعة، ده دواء. زي واحد إدوله دواء، وحالته خطيرة، يقول: "مر". مر إيه هو ده وقته؟! ده إنت في حالة خطيرة. خذ الدواء وإنت ساكت، إقبل بوداعة، ما تأعدش تقول لأ أنا لازم أقرا البنفلت بتاعه، وبعدين لا يكون مش عارف إيه... إلخ. إنت على بال ما هتعمل ده كله، يمكن يكون المرض غلبك.
+ "اقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ " حلو أوي لما واحد يمسك الإنجيل ويقول: "تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ" (سفر صموئيل الأول 3: 9) وكل كلمة م الإنجيل يأخذها لنفسه، كأن ربنا بيقولها له شخصيًا. فيقوم يأخذ كل كلمة يطلع منها بحاجه.
+ لكن اللي بيقرأ الإنجيل على سبيل المعلومات بس، أو اللي بيقراه بحثًا عن أخطاء - هو ما فيهوش أخطاء بس أهو الشيطان بيضحك ع الناس- كده مش هيأخذ حاجه.
3- إثبت في كلمة ربنا (رددها وإغرسها في داخلك)"اقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ "
+ " الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ " بردو ده تعبير جميل. كلمة ربنا لما تقبلها تتغرس جواك. لأن كلمة ربنا يشبهوها دائمًا بالزرع. وكان صاحب المثل ربنا يسوع المسيح له المجد لما قال مثل الزارع (إنجيل متى 13: 3+9)، (إنجيل مرقس 4: 2+9)، (إنجيل لوقا 8: 5+8). وكان يقصد "بالبذور" اللي عماله تقع ع الأراضي دي "كلمة ربنا". وفي أرض تستقبلها وأرض ما تستقبلهاش، وأرض تستقبلها وتتخنق بالشوك، وأرض تستقبلها وتروح مع الصخور اللي في الأرض.
+ لكن "َاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ "، الكلمة مش سمعها، ده حفظها. يبأه اتغرست. فيه فرق بين الكلمة تكون اتغرست جوه، وبين إن الواحد يقول: "أيوه أنا سمعت الآية دي قبل كده"ّ! لأن في فرق بين سمعت وبين حفظت. حفظت أحلى كتير. حفظت تثمر أكتر.
كلمات الكتاب المقدس علاج سحري لجميع الأمراض الروحية:
+ "فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ"
+ الأفكار الشريرة: إنت تعبان من أفكار شريرة؟ إقبل بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفسك.
+ الشك: عندك شك؟ إقبل بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفسك.
+ الكبرياء: عندك كبرياء؟ نفس الكلام. عندك غضب؟ هو نفس الحل.
+ أي مرض روحي: عندك أي مرض روحي؟ إقبل بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفسك.
كلمات الكتاب المقدس تساعدك على الوصول للنقاء:
+ أعد مع ربنا وخذ من كلامه هيغسل، هينظف.
" اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ،" (إنجيل يوحنا 6: 63).
" أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ" (إنجيل يوحنا 15: 3). إذًا الكتاب ده بيعمل علاج سحري. فالإنسان اللي بيأعد مع كلمة ربنا كتير بينظف جواه حاجات كتير أوي.
الخلاصة:
+ فـ"اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ" إزاي؟ "اقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ".
" وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ" (رسالة يعقوب 1: 22)
+ ييجي تحفظ آخر! ممكن الواحد يقرأ ويتمعن وبس، يقف عند المعلومات وعند الفهم. لأ خلي بالك، إقرأ، إفهم، ردد، وحاجه مهمة جدًا: طبق، عيش، علشان كده يقول إيه؟
4- إعمل وطبق كلمة ربنا " كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ "
+ واحد يقول طب مش كفاية أسمع؟ حاشا. تسمع بس ممكن تعمل مصيبة! إنك تخدع نفسك ويتهيألك إنك بئيت شخص روحاني. ليه؟ أصلك سمعت عظات بعدد شعر رأسك. حضرت دروس كتاب كذا سنة. قريت الإنجيل عشرين مرة. على فكرة كل ده ما يخلكش قديس، لو ما كنتش بتعمل. لو ما كنتش بتجاهد إن الكلمة تطبق في حياتك. فهنا بيقول: "كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ". حاسب تسمع بس.
ربنا يسوع له المجد علمنا أن نسمع ونعمل:
+ بردو ربنا يسوع المسيح علمنا الكلام ده: في آخر الموعظة على الجبل إدانا المثل المشهور بتاع إيه؟ البيت المبني ع الصخر، والبيت المبني ع الرمل، فقال اللي يسمع وما يعملش زي واحد بَنَى بيت ع الرمل، زي البيوت اللي بيعملوها العيال ع البحر دي، شوية موج هتطيرها على طول، هو ده بيت؟! لكن اللي بيسمع ويعمل، بيبني بيته ع الصخر.
" 24 فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. 25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ" (إنجيل متى 7: 24، 25)
الخضوع للكلمة هو طريق القداسة والخلاص:
+ الخلاص مش بكثرة الوعظ، والقداسة مش بكثرة القراية. الخلاص والقداسة مرتبطين بكم تخضع لكلمة الله. كلمة ربنا عايشها ولا مش عايشها؟
+ ما كلنا عارفين " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ" (إنجيل متى 5: 44)، (إنجيل لوقا 6: 27)، لكن كام واحد فينا بيحاول يعملها؟!
+ كلنا عارفين: "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا" (إنجيل متى 7: 1)، لكن كام واحد فينا بيعملها؟!
+ كلنا عارفين: "اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 18)، لكن كام واحد بيشكر في كل شيء وفي كل حين؟
إذًا في كلام كتير إحنا عارفينه بس مش بنعمله!
+ فـ"كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ"
+ الفريسيين كانوا كده. كانوا عارفين الكلمة تمام بس ما كنوش بيعملوها. فكانوا خادعين نفوسهم. يظنوا في نفوسهم أنهم أبرار.
+ علشان كده ربنا يسوع قال: "إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ" (إنجيل متى 5: 20). ليه يا رب؟ لأن الكتبة والفريسيين عارفين وسامعين ولكن ليسوا عاملين. إنتم بس اعملوا نص اللي إنتم عارفينه، تبأه بركم أكثر من الكتبة والفريسيين.
لا تكن كمن نظر وجهه في المرآة ثم مضى ونسي كل شيء:
"لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلًا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ" (رسالة يعقوب 1: 23، 24).
+ هنا معلمنا يعقوب يحط لنا مثل آخر غير اللي حطه ربنا يسوع. ربنا يسوع حط لنا مثل البيت اللي ع الصخر، والبيت اللي ع الرمل. هنا معلمنا يعقوب - لأن الأمثال دائمًا تبسط المعنى - يقول تشبيه لطيف خالص.
+ مثل المرآه: يقول: "عارفين لما رجل يصحى من النوم كده ويبص في المراية، فيلاقي شكله ملخبط" - الناس بتبص في المراية علشان تظبط شكلها - فبيقول: "يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ "، مفروض يعمل إيه؟ يبتدي يسرح، يبتدي يظبط، هو ما عملش حاجه، هو عرف شاف نفسه، وبعدين اتدور ونسي ما هو، طب إنت خذت إيه من المراية؟! ولا حاجه! فاهمين المثل؟
+ الكتاب المقدس كالمرآة: أهو اللي يأعد مع الإنجيل، كإن الإنجيل ده مراية للإنسان، على طول تلاقي نفسك منعكش، بالنسبة لكلام ربنا هتلاقي حاجات كتيرة أوي لازم تتظبط، لسه فيه خطايا كتير وفي ضعفات كتير، كل ده لازم يتظبط.
+ عليك أن تتمثل بصورة السيد المسيح الكاملة الموجودة بالكتاب:
المراية دي اللي هي صورة المسيح الكاملة (الإنجيل) الواحد يظبط نفسه عليها. فلو أنا بصيت في الإنجيل واكتشفت إن فيه حاجات كتيرة مشوهه في حياتي، مفروض أعمل إيه؟ ابتدي أصلح نفسي بناءً على الإستاندرد ده، على الصورة دي. لكن لو أنا مشيت وما عملتش ولا حاجه، بالظبط زي واحد ملخبط خالص بص في مراية، واتدور وما عملش حاجه.
+ إحنا إن كنا هنضحك عليه، يبأه اللي في السما هيضحكوا علينا إن إحنا نقرا الإنجيل وما نعملش حاجه. يعني لو شوفنا واحد يبص في المراية وبعدين ما يستفدش منها في حاجه، هنقول عليه إيه؟! طب نقوله على نفسنا، بنقرا الإنجيل أحيانًا وما بنخدش منه حاجه. ما بنخدش منه حياه. ما بنعملش اللي فيه.
+ الكتاب المقدس يريك ذاتك:
+ " لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلًا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ "
+ يبأه من الفوائد الأولى لقراءة الكتاب، إن الواحد ينظر ذاته، يعني إذًا الإنجيل الآعده معاه تكشف لك نفسك، لما تأعد مع كلام ربنا يطلعك، فيك غضب، وفيك أنانية، وفيك ذات، وفيك شهوات، وفيك ضعفات ما كنتش شايفها. المراية دي بتكشف " نَظَرَ ذَاتَهُ "، دي أول فائدة. اللي يأعد مع الإنجيل ويقبل الكلمة المغروسة بوداعة، لازم ينظر ذاته. الواحد فينا مش ممكن يفهم نفسه وضعفاته إذا ما كنش يأعد مع ربنا.
+ بعد كده، إوعى بأه تعمل اللي عمله الراجل ده، " وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ". عرف نفسه وخلاص، أنا وحش وخلاص. وحش وخلاص؟! طب ما تظبط نفسك! ما الحكاية سهلة!
+ "وَلكِنْ" الشكل الحلو للكلام ده إيه؟
" وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلًا بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ" (رسالة يعقوب 1: 25)
+ "ناموس المسيح" "الناموس الكامل": "وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ" إذًا كتاب العهد الجديد وناموس المسيحية إسمه إيه؟ "النَّامُوسِ الْكَامِلِ"، من الأسماء الجميلة للناموس. مرة يسميها بولس "ناموس المسيح"، وهنا يسميها "الناموس الكامل". كإن ناموس العهد القديم ما كنش كامل، علشان كده يسوع له المجد لما جه قال: "مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ" (إنجيل متى 5: 17).
+ دلوقتي في حد ينفع ييجي بعد المسيح يكمل؟ ما كمل خلاص! أمال الحاجات اللي بتيجي بعد المسيح؟ لأ دي حاجات ناقصة طبعًا، وحاجات كلها مغشوشة، وأنبياء كذبة كثيرون، لكن خلاص الناموس الكامل جه، هنحتاج إيه تاني بعد الناموس الكامل؟
+ "ناموس الحرية": فبيقول: "مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ"، ده كلمه غريبة خالص، ده الحرية في نظر الناس مالهاش ناموس! لأن الواحد لما يقولك أنا حر، أنا حر يعني ما لوش كبير، يعني مافيش حاجه تحكمه. لأ، مين قال كده؟!
+ معنى "الحرية" في المسيحية: نحن في المسيحية نتمتع بالحرية. اللي حضر منكم غلاطية -فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 1) مش كده فاكرين؟- لكن الحرية دي لها ناموس، لها نظام.
مش معنى إن إحنا أولاد الله أحرار - " حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 21) - إن ما فيش نظام في الموضوع ده! أو ما فيش ناموس! لأ ده إحنا لينا ناموس، وناموس يمكن يكون أصعب من الناموس اليهودي. ليه؟ لأنه ناموس المحبة.
+ ناموس المحبة: لأن الناموس كله يتلخص في كلمة واحدة هي: "تحب قريبك كنفسك. "لأَنَّ كُلَّ النَّامُوسِ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ يُكْمَلُ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ»" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 14). والمحبة دي شغلانه كبيرة أوي، شغلانة كبيرة خالص، هييجي يقول أهوه.
" مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ " و" وَثَبَتَ".
+ الثبوت في كلمة الله؟ يبأه أولًا تطلع، يعني إيه؟ إقرأ. وبعد كده إيه؟ إثبت في الكلام. "إن... ثبت كلامي فيكم" ربنا يسوع يقول كده في (إنجيل يوحنا 15: 7)، لازم الكلمة تثبت. تثبت يعني تقراها مرة واتنين وتحفظها وتفكر فيها وتقلبها في دماغك وتحاول تطبقها، وتقع مرة وتنجح مرة.
+ يبأه اللي ما بيقراش ده ما ابتداش خالص. إقرأ بأه، إطلع، وبعدين؟ "وثبت" علشان تبأه الكلمة مغروسة. "اقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ".
+ فبيقول: "مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلًا بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ "
+ ماذا تعني كلمة: "مَغْبُوطًا "؟ مغبوطًا يعني إيه؟
يعني يجيله المسيح يقول له: "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ!" (إنجيل متى 25: 21).
متى نصل للفرح بكلمة الله؟ 4 كلمات (إقرأ، إقبل، إثبت، إعمل):
+ " مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ " يعني له غبطه، له فرح فيما يعمله. يشعر ببهجة الحياة مع ربنا. إمتى؟ لما يكون بيطلع على كلمة الله وبيثبت فيها، بينشغل بيها، وبيعملها. يطلع، ويقبل، ويثبت (تصبح الكلمة مغروسة فيه)، ويعمل. 4 كلمات. يبأه الواحد يقرأ، ويقبل الكلام بوداعة، وبعدين يثبت فيه (يعني يأعد يلح فيه، يهز في كلام الله، يكرره وينشغل به)، وفي الآخر لازم يعيشه ويطبقه. ده ساعتها يكون مغبوطًا في عمله.
+ علشان كده تلاقوا أولاد الله القديسين اللي عايشين كلام ربنا فرحانين. لأن فيه فرح بكلمة الله.
+ يقول: "وُجِدَ كَلاَمُكَ (كالشهد) فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي" (سفر إرميا 15: 16).
+ طب إشمعنى اللي بيقول كده حاسس بفرح، وإحنا بنقرا كلام ربنا مش بناخذ نفس الفرح؟! لأ، ده اطلع، وثبت، وصار ليس سامعًا ناسيًا، بل عاملًا بالكلمة، هذا يكون مغبوطًا في عمله. ده يفرح لازم. لأن كلمة ربنا عايشها وبيذوقها وبيفكر فيها وبيعملها ففرحان، لقى كنز.
1- عفة اللسان:
"إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ" (رسالة يعقوب 1: 26)
+ من الواضح إن في الزمن ده كان فيه ناس شايفه نفسها إنها متدينة، لكن مش حريصة على لسانها أو مش أمينة في سلوكيتها. فهنا معلمنا يعقوب حطها كده بشكل صريح. قالهم بصوا: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ" - دين يعني متدين - "وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ " ومش عارف يمسك لسانه! " يَخْدَعُ قَلْبَهُ " و" دِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ " يبأه إيه؟ بيضحك على نفسه.
+ معنى كده إن اللسان ممكن يكون مقياس للتدين. إذًا تعرف التدين الحقيقي إزاي؟ إن لسانه عفيف. لسانه كل كلامه حلو.
+ أنواع من خطايا اللسان:
اللسان الغلاط: طب اللسان الغلاط، لأ ده فيه حاجه غلط. ديانة هذا باطلة. إذا كان له علاقة بربنا، ليه لسانه لسه معووج؟!
النميمة والإدانة: ليه لسانه بيجيب سيرة الناس كتير؟!
الكذب: ليه بيكذب من غير ما يفرق معاه؟!
الشتيمة: ليه بيشتم كتير؟!
لأ مش متدين، ديانة هذا باطلة، بل يخدع قلبه.
+ يعني إيه؟ يعني ممكن يبأه في الكنيسة طول النهار، آه بس يخدع قلبه. لأن لسانه ما فيهوش لجام. وهيتكلم عن اللجام في إصحاح 3 وهيحطلنا سلوك آخر يدل على التدين السليم.
+ يبأه أول سلوك يقيم التدين السليم اللسان.
باقي السلوكيات التي تدل على التدين:
+ ثاني سلوك يكشف عن التدين السليم يقول إيه؟
"اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ" (رسالة يعقوب 1: 27).
+ " اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ ": يعني اللي مقبول عند ربنا صحيح كمتدين حقيقي اللي هيقول عليه.
2- الحب وعمل الخير للمحتاجين: "افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ".
+ كل اللي بيخدموا عشوائيات هنا يفرحوا، كده محسوبين متدينين أمام الله. "اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ".
+ يبأه في سلوك تاني يخلي الواحد متدين قدام ربنا، أو ربنا يشوفه حلو، يبأه في نظر ربنا حلو، لو مشغول بافتقاد اليتامى والأرامل.
+ ده نفس اللي قاله المسيح له المجد في متى 25 لما قال:
" جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ" (إنجيل متى 25: 35، 36).
" تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ "(إنجيل متى 25: 34).
+ إذًا كانت حياتهم أساسها إيه؟ حب للغلابة، حب للفقراء، لليتامى، للأرامل، للمحتاجين. طبعًا اليتامى والأرامل دول فئات في زيهم كثير.
+ إذًا عمل الخير مع المحتاجين علامة تدين.
+ يعني واحد بيصلي، ولسانه مش مظبوط، وما بيعملش خير، لأ مش متدين. ديانة هذا باطلة. مش كفاية. ده الديانة الطاهرة النقية هي هذه " افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ".
+ النهارده الكنيسة بتوضب خدمات زي كده. لكن ده ممكن واحد من غير ما يتعامل مع الكنيسة، أقصد يعني من غير ما يبأه خادم رسمي، لجيرانه، لأصحابه، يبأه حاسس بمسئولية عن اليتامى، عن المرضى، عن الأرامل، عن المحتاجين. الروح دي لوحدها تدل على التدين السليم.
+ يعني حتى اللي فيكم مش داخل في الخدمة كشخص خادم يعني، مقيد عندنا في الكشوف، لو تحلى بالروح دي وبأه مشغول بخدمة اليتامى والأرامل وكل الفئات اللي زي كده، تبأه ديانة هذا مقبولة أمام الله الآب، ديانة طاهرة نقية.
+ طب هل ده يكفي؟ فاضل بند كمان.
3- الطهارة: "وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ".
يعني ما تتوسخش في الدنيا. الناس بتغش إنت ما تغشش، الناس بتكذب إنت ما تكذبش، الناس بتغلط إنت ما لكش في الغلط، حافظ على نفسك.
ملخص سمات المتدين الحقيقي:
+ ثلاثة علامات للتدين:
1- يلجم لسانه.
2- يفتقد اليتامى والأرامل.
3- حفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم.
يعني تلجم لسانك مهم، وتخدم الغلابة مهم، وتحفظ نفسك بلا دنس في العالم.
+ يبأه الخدمة تمشى متوازية مع الروحانية أو التقوى الداخلية. ما ينفعش الواحد يكون بيخدم ومهمل في حياته الروحية. لأ، أمال هتحفظ نفسك بلا دنس إزاي؟ وكمان اللي بيحافظ على نفسه بلا دنس، لازم كمان يفتقد اليتامى والأرامل.
+ كده دي تكمل دي علشان تبأه الديانة طاهرة نقية. تبأه شكلنا حلو قدام ربنا.
ملخص الإصحاح الأول:
إذًا معلمنا يعقوب كلامه بسيط، وكلامه عملي جدًا، يركز أوي ع اللسان، يفهمنا معنى التجارب، يقولنا ما حدش يغلط ويقول ربنا هو السبب، ربنا كل اللي بيجيبه حلو، اهربوا من الغضب، اطرحوا الخطيئة بحفظ كلمة ربنا، لما تقرا، إقرأ وإثبت وإعمل، علشان ما تضحكش على نفسك.
لإلهنا كل مجد وكرامة.
_____
(1) انتهت هنا المحاضرة الأولى، وتبدأ بعدها المحاضرة 2 عن نفس الأصحاح.
← تفاسير أصحاحات يعقوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير يعقوب 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص داود لمعي |
مقدمة رسالة يعقوب |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-dawood-lamey/james/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/3vp2sxg