* تأملات في كتاب
رسالة يعقوب الرسول: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26
من الآية 1 حتى الآية 18
يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ. فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضًا فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ، فَنَظَرْتُمْ إِلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ: «اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَنًا». وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ» فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟ اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ: أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ؟ أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى الاسْمِ الْحَسَنِ الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ؟ فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ حَسَبَ الْكِتَابِ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَنًا تَفْعَلُونَ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ، تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً، مُوَبَّخِينَ مِنَ النَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ. لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ. لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ»، قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ. هكَذَا تَكَلَّمُوا وَهكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ. لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ. مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. (رسالة يعقوب 2: 1-18).
"يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ" (رسالة يعقوب 2: 1).
المحاباه هي تمييز أو مجاملة على حساب الحق:
+ الإصحاح الثاني يبدأ بالكلام عن خطية مشهورة هي "خطية المحاباة"، والمحاباة تعني أن واحد يحابي واحد، أي يجامله على حساب الحق.
+ والمحاباة والرياء تقريبًا واحد، لكن المحاباة فيها يمكن تمييز واحد على واحد.
تعارض المحاباه مع الإيمان النقي: "لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،.. فِي الْمُحَابَاةِ "
+ فهنا بيقول: "اللي عنده إيمان ربنا يسوع المسيح، ما يبئاش الإيمان ده مخلوط بالمحاباة، لازم يبأه إيمان نقي مافيهوش محاباة".
تمييز الغني على الفقير خطيئة محاباه تستحق محاسبة النفس
"فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضًا فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ، فَنَظَرْتُمْ إِلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ: «اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَنًا». وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ» فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟" (رسالة يعقوب 2: 2-4).
+ أعطانا معلمنا يعقوب مثال للمحاباه من واقع الكنيسة. وهذا المثل من واقع الكنيسة زمان، ومن واقع الكنيسة في كل زمان. وبالتالي الخطيئة دي دائمًا موجودة وتحارب التدين، وتحارب الإيمان المستقيم.
+ " فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ" - علامات الغنى في زمن معلمنا يعقوب.
+ " وَدَخَلَ أَيْضًا فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ، فَنَظَرْتُمْ إِلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ " يعني عنيكم اتشدت للرجل اللي لابس كويس (الغني).
+ "وَقُلْتُمْ لَهُ: «اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَنًا»" معناها اتفضل قدام، ونعمل الإهتمام الزيادة والترحيب الزيادة.
+ " وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ» " يعني أقف بعيد، أو أعد تحت ع الأرض، تحت رجلين الغني أو تحت رجلين عامة الشعب.
+ معلمنا يعقوب شايف التصرف ده اسمه "محاباه".
المحاباه خطيئة كبيرة جدًا: "فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟"
+ لأن الله اشترانا بدمه الثمين بلا تمييز:
لأن إحنا قاعدين في محضر ربنا في الكنيسة، كلنا كرامة واحدة قدام ربنا. كلنا قيمة واحدة قدام ربنا، كلنا ربنا اشترانا بدمه ومفيش فضل لواحد على التاني، والغنى ده موضوع ما لوش قيمة أوي عند ربنا.
+ " فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ". فهنا بيقول: إزاي تعملوا الموقف ده ولا ترتابوا في أنفسكم يعني إزاي عديتوا التصرف ده، وماارتابتوش في اللي عملتوه يعني مارجعتوش نفسكم في اللي عملتوه.
+ " وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟ " يعني إزاي عملتم التصرف ده، والفكرة الشريرة دي ما حكمتوهاش.
+ فكرة الجهاد الروحي بمراجعة التصرفات والأفكار:
+ يعني هو بيطالبنا إن إحنا نرتاب في أنفسنا، نرتاب يعني إيه؟ يعني يأعد الواحد بعد كل تصرف، يراجع نفسه، اللي أنا عملته ده صح ولا لأ؟ بالذات لما يكون التصرف واضح إن فيه خلل. فهو مستغرب. بيقول تعملوا الحكاية دي ولا ترتابوا في أنفسكم؟! ما تتشككش للحظة كده إنك عملت حاجه غلط؟ّ! ولا تصير قاضي لأفكارك الشريرة؟! مش تأعد كده وتجيب الفكرة دي وتفحصها؟! إنت ميزت واحد عن واحد، وعاملت واحد باحتقار، وعاملت واحد باهتمام زيادة، طب والفكرة دي مشيت كده من غير ما تقاضيها، من غير ما تحاكمها؟!
+ طبعًا يبان من وسط الكلام فكرة الجهاد الروحي، إن الواحد فينا بيراجع على أفكاره، وبيراجع على تصرفاته.
+ تدريب روحي: يعني هو بيعلمنا ضمنيًا إن الواحد فينا، ييجي آخر كل يوم مثلًا ويراجع على تصرفاته، عمل إيه؟ ممكن يكون الواحد اتصرف غلط وما خدش باله. ممكن الواحد جه في دماغه فكرة غلط ومارصدهاش. لكن على الأقل المفروض في آخر اليوم الواحد ييجي يراجع: أنا اتصرفت كده ليه؟! أنا الفكرة دي عدت على دماغي إزاي؟! وما حكمتهاش؟! وماحسبتش نفسي عليها إزاي؟!
+ فهنا هو مستغرب إن هم يعملوا العملة دي ومايحسوش بذنب. يعني هو مش بس بيلومهم عليها، ده بيلومهم إزاي مش حاسين بالجرم في تصرف زي كده.
+ دخول المحاباة في الكنيسة الأولى رغم قوتها:
+ ده يورينا إنه بالرغم من أن كنيسة القرن الأول كانت كنيسة قوية، كنيسة كلها معجزات، وكلها كرازة، لكن مع عظمة الكنيسة في ذلك الوقت، دخلها مرض المحاباه، مرض تمييز واحد عن الآخر.
+ أما معلمنا يعقوب الإنسان النقي، والمعلم الأول في الكنيسة في ساعتها لأنه كان أسقف، يقول: إزاي تعدي الفكرة دي؟! إزاي تعدوا التصرف ده؟!
+ نحن لا نحاسب أنفسنا:
+ طبعًا الكلام ده يخلينا النهاردة نحاكم أفكار كتيره أوي. ده في تصرفات كتيرة بأه غلط! نحن لا نرتاب في أنفسنا. الواحد ممكن يعمل حاجات كتيرة غلط وما يرجعش نفسه عليها.
+ أحيانًا إحنا نعامل الناس باحتقار أو بعدم اهتمام، حسب منظرهم من بره. لو جالك رجل غلبان بجلبية، التعامل غير راجل لابس بدله. أو إنسانة غلبانه كده لابسه لبس بسيط، غير لما تكون واحده شيك باين عليها غنيه.
+ معلمنا يعقوب يقول إزاي؟ إزاي تتصرفوا وماتحكموش أفكاركم، وتصرفاتكم بعد كده.
+ ملخص من الآية 1 إلى آية 4:
يبأه هو في الأول شرح المشكلة اللي مضايقاه (المحاباه)، أو المرض الروحي، وإدانا مثل علشان الناس تبأه فاهمه إيه المقصود بكلمة المحاباه في الإيمان؟ هم كلهم مؤمنين، كلهم مسيحيين، كلهم جوه الكنيسة. لكن فيهم محاباه.
لماذا علينا أن نرتاب في أنفسنا ونحاسبها عند الوقوع في المحاباه؟
لماذا يجب أن تختفي المحاباه من الكنيسة؟
1- فقراء العالم مختارين من الله - أغنياء في الإيمان - ورثة للملكوت
"اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ: أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟" (رسالة يعقوب 2: 5).
+ "اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ" نلاحظ من هذه العبارة أن القديس يعقوب (أسقف أورشليم) في تواضع يدعو أبنائه في الإيمان بكلمة "يا إخوتي الأحباء"
+ سنرى في هذا الإصحاح كيف سيعالج معلمنا يعقوب وجود المحاباه للأغنياء داخل الكنيسة. لكي يعالج: الأول هيرفع شأن الفقير جدًا:
1- الفقراء مختارين من الله وأغنياء في الإيمان "أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ...؟"
2- الفقراء أول من يرث الملكوت: "وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ"
يعني إنتم ناسيين إن ربنا إختار الفقرا اللي في الزمن ده في العالم أغنياء عنده في الإيمان، وأول ناس تورث الملكوت؟!
+ جاب الفكرة دي منين؟ الحقيقة اللي يمشي مع تاريخ اختيارات الله دائمًا يلاقي أغلب المختارين من الله كانوا فقراء. طبعًا كان فيه منهم أغنياء، ربنا مش ضد الغنى.
+ اختار الرب أغلب تلاميذه من الصيادين البسطاء:
لما نبص ع التلاميذ الـ12 نجد أن أغلبهم صيادين، وكلهم من قرى فقيرة كلها. درجة تعليم متواضعة، وفلوس قليله أوي، وحياة بسيطة جدًا. لدرجة لما كانوا يقضوا النهار ما يبئوش عارفين هيكلوا إمتى، وهيكلوا فين، ناس بسطا ما بتحسبش وما بتحوش، وهم دول الـ12 كاهن اللي في السما اللي حوالين العرش إلى الأبد. 12 رسول بنتشفع بيهم في كل زمن.
+ السيد المسيح أخبرنا بمكانة لعازر العالية في مثل "الغني ولعازر":
(إنجيل لوقا 16: 20-31)، (إنجيل يوحنا 11: 1)
+ " أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ" لما نفتكر المثل اللي قاله ربنا يسوع عن الغني ولعازر،. الغني أعد مشغول بالفلوس والغنى، ولعازر رجل غلبان كل اللي عنده يشكر ربنا ع الهم اللي هو فيه وخلاص، قابل التجربة وبيشكر، بأه لعازر غني في الملكوت والغني مطروح في جهنم.
+ فبيقول لهم: إزاي تيجو ع الفقير اللي بالنسبة لربنا أو عند ربنا، يختار الفقير ده أغنى في الملكوت ويورث قبل الغني الملكوت.
+ المشكلة ليست في غنى المال بل في محبة المال والإتكال عليه:
بردو علشان ما حدش ياخذها بشكل مطلق، مش معنى كده كل فقير غني في الإيمان وكل فقير هيسبق الغني.
أبونا إبراهيم: أبو الإيمان كله، كان أغنى واحد في زمنه.
أيوب الصديق: كان أغنى واحد في زمنه وكان كله إيمان.
+ الفقير يكون رجاءه واتكاله في وعلى الرب: لكن كتير أوي من الفقراء يبأه إيمانهم أكثر من الأغنياء. لأن أحيانًا الفلوس تعطل الإيمان، لأنه اللي ما عندوش حاجه بيضطر يبص لربنا ويتكل عليه. لكن اللي عنده حاجات بيبص فيها وينشغل بيها ويتكل عليها وفين لما تروح كلها يبتدي يفكر يتكل على ربنا.
+ غنى المال قد يعطل الإيمان: فكتير ما يكون الغنى معطل في الإيمان. مش الفلوس غلط ولا الغنى، لكن محبة الحاجات دي، والإتكال على الحاجات دي.
+ ما أبعد أفكار ومعايير الرب عن أفكارنا ومعاييرنا!!
+ فمعلمنا يعقوب بيقول: إنتم بتظلموا الفقير. مين قالكم إن الغلبان اللي إنتم قلتوا له أقف ورا ده، ولا إجلس تحت رجلينا، يمكن في نظر الله إيمانه أكتر مننا كلنا.
+ ما يمكن في الملكوت هيبأه في مكان أعلى مننا كلنا. هنقول إيه لربنا لو طلعنا السما ولقينا الفقير اللي إحنا احتقرناه ده أقرب للمسيح وللقديسين مننا كلنا؟!
+ هنقابله إزاي الفقير الغلبان ده لما نروح السماء ونلاقيه آعد منور كده في حضرة ربنا وإيمانه تفوق علينا كلنا، وجهاده تفوق علينا كلنا ونبأه نقوله يعني إحنا متأسفين جدًا عاملناك بقلة إحترام، ما كناش نعرف مجدك ده كله. هتبأه كسفه.
+ الإيمان هو معيار الغنى والفقر عند الرب:
+ فهنا معلمنا يعقوب اللي إيمانه بسيط - ويعقوب على فكرة كان يعتبر من النساك. يعني كان ناسك، هيبان في باقي الرسالة - بيقول إوعوا تنسوا إن ربنا بيختار الفقراء أحيانًا أغنياء في الإيمان، لأن الفقر والغنى بالنسبة لنا لبس وفلوس، لكن بالنسبة لربنا أولًا "إيمان". الفقر والغنى عند ربنا أولًا في الإيمان. واحد ممكن ما يبقاش عنده حاجه خالص، لكن يبأه قدام ربنا غني جدًا.
+ تبان مثلًا في قصة المرأة ذات الفلسين:
أمثلة كتابية لفقراء من العالم كانوا أغنياء في الإيمان أغنياء في عيني الرب
1- المرأة ذات الفلسين التي امتدحها الرب يسوع ذاته (إنجيل مرقس 12: 41-44):
+ كان الرب يسوع له المجد واقفًا في الهيكل وكذلك التلاميذ. وكان يوجد في الهيكل اليهودي زمان مكان يسمى "الخزانة"، يوضع به التبرعات والعشور... إلخ. فكان الأغنياء يدخلون إلى هذا المكان، وبعضهم كان يدخل (يجلجل) أي يمشي بأجراس لكي يلفت الأنظار إليه أثناء قيامه بوضع النقود. ثم دخلت أرملة لا تملك شيئًا سوى فلسين، أي حوالي 2 مليم (حاجه مالهاش قيمة خالص)، ولم يكن لديها سوى هذين الفلسين. وكان السيد المسيح له المجد جالسًا في الهيكل والتلاميذ يبدو أنهم انشغلوا داخل الهيكل كل في مكان. وعندما ألقت هذه الأرملة الفلسين خرجت من الباب في صمت دون أن يشعر بها أحد. لم ينظر إليها أحد بل لم يتوقع منها أحد أن تضع شيئًا في الخزانة! مثل هذه يجب أن تأخذ لا تعطي! بمجرد أن رآها السيد المسيح استدعى التلاميذ وقال لهم: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا" (إنجيل مرقس 12: 43، 44). أعطت الفلسين اللي يمكن هتاكل بيهم وما تعرفش هتاكل ولا لأ. فقال لهم دي، كل الأغنياء اللي فاتوا دول ما يجوش حاجه جنبها. وكانت كبيرة في عيني الرب، وكانت كبيرة في عيني التلاميذ. بالرغم من أنها إمرأة في نظر الكل معدمه، وماحدش باصص لها. لكن اللي عملته يدل على إيمان، وغنى في الإيمان، أنها أعطت كل معيشتها.
+ إحنا يوم ما بندي، بندي فائض، يوم ما ندي العشور يمكن يعني، الشيطان ييجي يقولنا، لحسن تحتاجوا العشور، لكن مين بيدي الـ10 من 10 ويقول عشايا على الله! دي عاوزه إيمان جامد أوي دي، أن تعطي كل معيشتها، من أعوازها أعطت. ده إيمان.
2- أرملة صرفة صيدا (سفر الملوك الأول 17: 8-24):
+ الأرملة اللي في تاريخ حياة إيليا النبي، كان فيه أرملة في بلد اسمها "صرفة صيدا" في فلسطين، كان فيه مجاعة شديدة جدًا في البلد. فربنا قال لإيليا تعالى هعولك عند واحدة أرملة. طب يا رب ما البيوت كتيرة وفي غنى كتير! ما تعولني في بيت محترم! خذه في كوخ كده فقير جدًا، وست أرملة عندها عيل ولوحدهم عايشين. دخل عندها وقالها إعمليلي أكل. قالتله اللي عندي حتة دقيق أد كده، وشوية زيت أد كده، يا دوب هعمل كحكه آكلها أنا والولد، ونموت، يعني مافيش بعد كده، أعملك إنت الأول إزاي؟! لكن ما دمت أنت رجل الله، وقلت كده حاضر. مع إنها ما كنتش يهودية، شوفوا إيمانها البسيط؟! ماكنتش يهودية بس كانت عارفه إيليا. كانت تسمع عنه، فقالها شوفي، قيدار الزيت مش هيخلص أبدًا، وكوار الدقيق لن يفرغ أبدًا.
+ اللي محتاجه اللي يعولها عالت نبي الله إيليا، طوال سنين المجاعة بإيمان، لأن الله إختارها كغنية في الإيمان. إختارها تاخذ بركة إن إيليا النبي يعيش في بيتها، وإختارها بفقرها إنها تكون غنية، وإيليا في يوم من الأيام لما ابنها يموت يقومه لها من الموت. كل ده ليه؟ " اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ".
الحكيم يصنع له أصدقاء من المدعوين "فقراء" في هذا العالم!
+ صدقوني وإحنا ماشيين في الشوارع، لما تشوف واحد فقير، فكر يمكن ده يكون مكانه في السما أعلى من مكاننا كلنا، يمكن ده يكون في نظر ربنا، أغنى مننا كلنا، فبدل ما تعامله معاملة إحتقار، عامله باحترام يمكن يشفع فينا. يمكن ده اللي يقول لربنا، الراجل ده خذ باله مني.
+ ويمكن ده اللي قصده ربنا يسوع في مثل وكيل الظلم (إنجيل لوقا 16: 1-9) لما قال كلمة بتلخبطنا ساعات، لما قال " وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ" (إنجيل لوقا 16: 9). يعني الشاطر، يشتري لنفسه أصحاب بمال الدنيا.
+ معنى "مال الظلم":
مال الظلم يعني إيه؟ فلوس الدنيا دي بتلف ع الحرامية وبتلف ع الإختلاس وبتروح في أماكن لا تليق. مادة الحياة دي فيها ظلم. الفلوس اللي في إيدينا كلها خطايا وظلم، طب هذه المادة اللي بتضيع الملكوت من ملايين البشر، ما تعالوا إحنا نبأه نصحين ونشتري بيها ناس يشفعوا فينا في السما.
" اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ (لما نمشي ونسيب الدنيا دي) يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ "، يقولوا لا يا رب ده راجل كان كريم. ده كان مشغول علينا، ده كان بيهتم بأحوالنا، لأن الفقراء دول يمكن يكونوا عن يمين الله قريبين جدًا، بسبب إيمانهم مش بسبب فقرهم.
ويقولوا يا رب الجماعة دول بالرغم من تقصيراتهم وإهمالهم وتهاونهم وتقصيراتهم في حاجات كتير، بس إشترونا كأصحاب ليهم عاملونا بمحبة، اهتموا بحالنا، فعلشان خاطرنا يا رب سامحهم.
حذار! ما تفعله بالفقير هكذا تفعل برب المجد!
+ المعنى الذي قصده الرب يسوع في مثل "وكيل الظلم" هو نفس المعنى الذي قصده عندما تكلم عن الفقراء قائلًا: "أَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ" (إنجيل متى 25: 35، 36)، " بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ" (إنجيل متى 25: 40). اللي عملتوه مع واحد غلبان زي كده يبأه عملتوه معايا. أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ" فماحدش فينا يحتقر الفقير لأنه ممكن يكون في عنين ربنا كبير.
إختار الله أن يأتي فقيرًا إلى العالم ويشارك الفقراء أتعابهم:
+ اللي أكتر من ده كله، إن ربنا لما جه عالمنا كان ممكن ييجي بأي شكل هو يحبه، كان ممكن ييجي أغنى واحد، لكن المسيح له المجد اختار أن يعيش فقيرًا. يولد فقير ويعيش فقير، ويموت فقير. بالرغم إن ده ربنا، ربنا نفسه. لكن لما جه العالم كان تابع لفئة الفقراء مش فئة الأغنياء.
+ اتولد في حته مافيش فقير في الدنيا يقدر يتولد فيها. اتولد في زريبه، وسط البهائم، يمكن مافيش فقير اتولد في الظروف الصعبة دي.
+ لم يكن له أين يسند رأسه، لم يكن معه قرش في جلبيته، لما طلبوا منه الجزية مرة قال لبطرس: "اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلًا خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ" (إنجيل متى 17: 27). يا رب حتى الضريبة الصغيرة، دي حاجه بسيطة يعني! لأ لأ ممعهوش حاجه.
2- الملكوت هو وعد الرب للذين يحبونه، وأولهم الفقراء
" أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟"
+ أيضًا من وسط كلام يعقوب نطلع بفكرة حلوه، إن الملكوت وعده ربنا لمين؟ للي بيحبوه. اللي بيحبوا ربنا هياخذوا الملكوت. كل اللي مستنيين ربنا ومشغولين على الملكوت يخذوا الملكوت. الحكاية مش صعبة. إنت بتحب ربنا ونفسك تروح السماء ويبقالك نصيب مع ربنا في الملكوت، خلاص هو وعد الذين يحبونه. طب اللي مش بيحبوه؟! مالهومش ملكوت، اللي مش مشغولين ع الملكوت، هياخذوه ليه؟! "اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (إنجيل متى 6: 33).
+ أول ناس هينشغلوا ع الملكوت قد يكونوا الفقراء، لأن ما شافوش ملكوت على الأرض، فبيحطوا رجاءهم في السماء. يمكن علشان كان على الأرض كانت حياتهم كلها قسوة وآلام، كان منتظرهم ورجاءهم يرتاحوا في السماء. فيبأه ربنا لازم يجازيهم ويريحهم في السماء.
3- ليس هناك أي مبرر لمحاباة الأغنياء وإهانة الفقيرلأن:
الغني قد يكون متسلط ومثير للمشاكل بينما الفقراء عكس هذا
"وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ؟" (رسالة يعقوب 2: 6)
+ " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ" يعني قصاد إن ربنا يختار الفقير ويعتبره غني في الإيمان ويورث الملكوت، إنتم قصاد كده عملتم إيه في الفقير؟! أهنتم الفقير.
+ " أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ "هو بيكلم مجتمع الكنيسة. فبيقولهم الفقير عمل فيكم إيه، والغني عمل فيكم إيه. أهو الغني اللي إنتم عمالين تحابوه ده وتكرموه زياده، ده هو ده اللي بيطلع عنيكم، " أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ". هو حد بيعمل مشاكل أد الأغنياء؟!
+ " أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ؟" يعني بأي دافع إنت بتحابي الغني، مع إن يمكن الغني هو اللي يحب يتسلط ع الناس وهو اللي يمكن يطالب بحقه، ويعمل مشاكل في المحاكم، بينما الغلبان غلبان. غلبان في فلوسه وغلبان في حاله وغلبان في مشاكله.
+ " وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ؟"
4- ليس هناك أي مبرر لمحاباة الأغنياء وإهانة الفقير لأن:
الغني من السهل أن يقع في خطية التجديف، بينما الفقير يخاف من هذه الخطية!
" أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى الاسْمِ الْحَسَنِ الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ؟" (رسالة يعقوب 2: 7).
+ خطيئة التجديف قد تسهل على الغني، بينما يرهبها الفقير: تلاحظوا إن خطيئة التجديف ممكن تطلع من الغني أكتر من الفقير.
+ ما المقصود بالتجديف؟ التجديف أي الإستهانة بربنا، أو التريقة على ربنا، أو إهانة إسم ربنا.
+ لأن الغني يتصور أنه لا يحتاج لله، فممكن يتريق على ربنا وعلى التدين وعلى المتدينين. كتير أوي في مجالس المستهزئين اللي يبأه فيها فلوس، يسخروا بالمتدينين، ويعتبروا أي نوع من التدين دروشه. طب إنت بتعمل كده ليه؟ أصل هو مستغني، هو فاكر نفسه إنه مش محتاج ربنا.
الغلبان ما يقدرش يعمل كده، الغلبان يستحرم، يخاف، عنده خوف طبيعي من ربنا، لإنه عايش بربنا غصب عنه، أكلة يومه دي محتاجه ربنا.
+ فبيقول إيه الأغنياء اللي إنتم عمالين تحابوهم دول، وتكرموهم زيادة، وهم اللي مدخلينكم محاكم، وهم اللي بيتسلطوا عليكم، وكمان هم اللي بيجدفوا على الإسم الحسن. إسم الله الذي دعي علينا، " الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ". إحنا منسوبين لله دلوقتي، علينا اسم ربنا إسمنا مسيحيين، فإسم المسيح ممكن يهان من الأغنياء قبل الفقراء.
5- المحاباه كسر لوصية عظمى في كلا العهدين القديم والجديد: "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ "
" فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ حَسَبَ الْكِتَابِ: « ». فَحَسَنًا تَفْعَلُونَ" (رسالة يعقوب 2: 8)
+ أسماء لشريعة العهد الجديد:(الناموس الكامل - ناموس الحرية - الناموس الملوكي)
+ في الإصحاح الأول من رسالة يعقوب لو تفتكروا، سمى شريعة العهد الجديد إيه؟ قال عليها كلمتين - اللي فاكر- قال عليها "الناموس الكامل"، وقال عليها "ناموس الحرية". إحنا عندنا ناموس؟ طبعًا عندنا، الموعظة على الجبل تمثل شريعة العهد الجديد أي المطلوب مني كإنسان مسيحي.
+ لماذا سميت شريعة العهد الجديد "الناموس الكامل"؟
شريعة العهد الجديد ناموس كامل مقارنة بناموس العهد القديم، لأن العهد القديم المسيح جاء وأكمله: "مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ" (إنجيل متى 5: 17).
+ لماذا سميت شريعة العهد الجديد "ناموس الحرية"؟
ناموس الحرية لأن ناموس العهد الجديد غير مبني على نواهي وأوامر أد ماهو مبني على حريتي في المسيح كإبن. أنا ابن لله دلوقتي، يصح إن أنا آخذ بالي من كذا وكذا وكذا.... فإسمه ناموس الحرية.
+ لماذا سميت شريعة العهد الجديد " النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ "؟
- الإسم الثالث الذي أعطاه معلمنا يعقوب لشريعة العهد الجديد "الناموس الملوكي".
- يعني إحنا بنتكلم عن ملكوت الله وملكوت الله له ناموس. ملك الله على أولاده له شريعته.
مدى أهمية وصية: "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ"
1- هذا الناموس الملوكي من البنود المهمة جدًا فيه وصية: "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ".
2- لأن السيد المسيح له المجد أكد عليها في حواراته كثاني أعظم وصيتين في: (إنجيل متى 22: 39)، (إنجيل مرقس 12: 31).
3- ودافع عنها مع أنها وصية عهد قديم (سفر اللاويين 19: 18).
4- وشرحها في مثل السامري الصالح عندما عرفنا أن القريب هو أي واحد، مش القريب مقصود ابن الخال وابن العم (إنجيل لوقا 10: 27). لأ، ده القريب كل واحد ممكن تقابله.
+ "فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ حَسَبَ الْكِتَابِ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَنًا تَفْعَلُونَ".
فبيقولهم شوفوا، لو إنتم عايزين تكملوا الناموس الملوكي حسب المكتوب، يعني إنتم لو عايزين تتمموا وصايا المسيح ومن أهمها وأولها: "تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ "، كويس " فَحَسَنًا تَفْعَلُونَ".
6- خطيئة "المحاباه للغني" تعدي على الناموس:
" وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ، تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً، مُوَبَّخِينَ مِنَ النَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ" (رسالة يعقوب 2: 9)
+ " وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ، تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً " يعني مش ممكن هتنفذ وصية " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ " بأمانة وفي حياتك محاباه. فاهمين هوعايز يقول إيه؟ يعني هذه المحاباه تتعارض تعارض واضح مع وصية زي " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ".
+ طب إنت ميزت ليه القريب الغني على القريب الفقير؟ طب إنت اتعاملت مع الغني باحترام كنفسك - ما انت تحب الناس يعاملوك باحترام - وعاملت الفقير بإهانة ليه؟ يبأه إنت مش بتحبه كنفسك ولا حاجه.
+ فبيقول لو " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ " دي شغلاكم، كويس أوي. لكن لو كنتم بتحابوا يبأه بالتالي بتكسروا الوصية دي و" تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً".
+ " مُوَبَّخِينَ مِنَ النَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ" ده عاوز يقولهم - لأن أغلبهم كان من أصل يهودي إحنا قلنا - إنتم بتكسرو وصية قديمة جدًا، مش بس وصية عهد جديد، " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ " دي، دي وصية عهد قديم. فإنتم بتكسروا النظام الناموس القديم والجديد لما بتحابوا. لأن اللي هيهين الفقير أو مش هيحترمه، معناه مش بيحبه كنفسه طبعا.
7- كسر أي وصية يعتبر تعدي على الناموس كله
" لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ" (رسالة يعقوب 2: 10)
+ خطيئة "المحاباه" تخفي وراءها "كبرياء":
+ اللي بيقع في المحاباه غالبًا عنده شوية كبرياء، إحساسه بعظمته أو ذاته تخليه يأخذ باله من الغني، ويهمل الفقير.
+ فاللي يميز بين الفقير والغني وحاسس إنه كويس وبيتمم الناموس، ده معلمنا يعقوب داخل فيه شمال. قال: "بص بأه ما هو إنت كمان لو جيت ع الغلبان أو الفقير وعملت كل الناموس، الغلطة دي تخليك كأنك ما عملتش حاجه. فاهمين المعنى؟
+ " وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ " يعني إن غلطت في واحدة، " فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ"، فقد صرت مجرمًا في الكل.
+ كسر وصية " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ " يعتبر تعدى على الناموس كله:
" لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ "
+ إن كنت فاكر نفسك بتعمل كل المطلوب منك لأنك شخص متدين، وجيت على الغلبان، غلطتك دي كسرت وصية " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ "، واللي يكسر وصية كأنه كسر كل حاجه. واضحة الفكرة؟
+ ليه دخل فيهم شمال كده؟ لأنه صعبان عليه الغلبان، لأنه ده مرض خطير لو دخل الكنيسة تبوظ الكنيسة.
+ لا تشاكلوا هذا الدهر في المحاباه:
+ في العالم المحاباه منتشرة جدًا، طبيعي، روح أي مكان يفرقوا بين واحد وواحد بمظهره، وبفلوسه، أي حته في الدنيا كده.
+ لكن في الكنيسة لأ. مفروض لأ. ليه؟
+ في الكنيسة كلنا ولاد ربنا. يدخل أقل غلبان في الدنيا يأكل جسد الرب ودمه. أقل غلبان في الدنيا يدخل يتعمد ويأخذ روح الله جواه. ودي الحاجات القيمة اللي عندنا (الأسرار). فبالتالي إحنا في الآخر متساويين في الكرامة والقيمة. لكن إن كنا هنميز يبأه بئينا نسخة من العالم ما بئتش كنيسة.
فعلشان كده معلمنا يعقوب تلاقوه شديد في الحته دي.
+ قالهم اللي هيغلط في واحده يبأه كإنه غلطان في الكل - ده بنظام اليهود القدام، لأن أغلبهم نفسياتهم يهودية.
"لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ»، قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ" (رسالة يعقوب 2: 11).
+ بيديهم مثال لفكرة إن اللي يكسر واحدة كإنه كسر كله، فبيقول اللي قال لا تزن قال لا تقتل. لو إنت لم تزن ولكن قتلت، إنت في الآخر هيتقال عليك متعدي على الناموس. مش هيقولوا كسر وصية واحدة، هيقولوا كسر الناموس، يعني يستحق العقاب، أيًا كان.
+ فلو إنت عامل كل حاجه و" تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ " دي مش ملتزم بيها، صرت متعديًا للناموس، ما تقدرش تقف برئ قدام ربنا. "يا رب ده أنا باجي الكنيسة كل يوم، وبصلي كتير وباخذ بالي، مجرد إن أنا أهنت الفقير؟!". صرت متعديًا الكل!
+ شوفوا دفاع معلمنا يعقوب عن الفقراء! وشوفوا عاوز ينقي الكنيسة من الخطية دي إزاي؟! طبعًا إحنا لازم النهاردة نراجع نفسنا ع الحتة دي، كلنا ممكن نغلط فيها، ونعامل الناس زي ما العالم بيعلمنا بمنظرهم وفلوسهم، بس دي ما يصحش. دي حاجه لا تليق بأولاد الله.
" لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ»، قَالَ أَيْضًا: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ".
8- أنت مطالب في "ناموس الحرية" بمستويات أعلى من القداسة:
" هكَذَا تَكَلَّمُوا وَهكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ" (رسالة يعقوب 2: 12).
+ لئلا واحد يقوله: إنت بتكلمنا ليه كإننا يهود؟! مش إحنا بطلنا الناموس القديم ده؟! فبيقوله معلش مش معنى إن إحنا ما بقناش يهود، إن إحنا بنكسر ناموس وكلام ربنا، ده إحنا بنكمل عليه.
+ ردد الوصية: "هكَذَا تَكَلَّمُوا" يعني فكروا بعضكم بالكلام ده.
+ نفذ الوصية: "وَهكَذَا افْعَلُوا " الكلام ده لازم يتعاش، لازم يتنفذ.
أنت مطالب بمستوى أعلى من القداسة: "كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ".
+ يعني اليهودي هيقف قدام ربنا ويسأل عن: "لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ.... "
(سفر الخروج 20: 14)، (سفر التثنية 5: 18).
+ لكن إحنا هنقف قدام ربنا نسأل عن: "لا تغضب" " وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ" (إنجيل متى 5: 22).
وعن "لا تنظر"، "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ" (إنجيل متى 5: 28).
ماهو ده ناموس العهد الجديد. ناموس الحرية.
ملخص الآيات من 1-12 :
فبيقول ده إحنا بالأولى كأولاد عهد جديد، مطالبين بمستوى أعلى من النقاوة ومن القداسة ومن السلوك. فإذا كانت إهانة الفقير خطيئة في العهد القديم، فبالأولى جدًا تكون خطيئة كبيرة جدًا في العهد الجديد، لأنها تكسر خطيئة " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ"، وبتكسر إحترام ربنا للفقير، لأن ربنا إختار يعيش فقير، ويحب الفقراء، وبيختارهم أغنياء في الإيمان، وورثة الملكوت اللي ربنا وعد به الذين يحبونه.
" لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ" (رسالة يعقوب 2: 13)
+ هنا القديس يعقوب يقولنا كلمة شديدة شوية علشان يخلي إيه؟ الناس المتكبرين يكشوا.
+ "طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ" (إنجيل متى 5: 7)، وكمان من الناحية الثانية " لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً". لو ما رحمتش الغلبان، ما تطلبش رحمة ربنا.
+ مثل العبد الذي لا يغفر (إنجيل متى 18: 23-35):
طبعًا ربنا يسوع له المجد أعطانا نفس هذا المعنى في مثل بسيط - لأنه كان كل حاجه بيوصلهالنا بأمثال علشان نفتكرها - لما حكى لنا قصة عبدين مديونين الأول مديون لسيده بمبلغ كبير جدًا. وعندما طالبه سيده بالمبلغ أجاب العبد بأنه لا يمتلك هذا المبلغ. فقال له السيد: خلاص هسجنك. ولكن العبد بكى وتوسل إليه أن يسامحه. فما كان من السيد إلا أن سامحه في هذا المبلغ الكبير. أما هذا العبد فذهب ليطالب عبد آخر بمبلغ صغير جدًا كان مديون له به. فطلب منه العبد الآخر مهله حتى يستطيع أن يرد له هذا الدين. فما كان من هذا العبد (الذي سامحه سيده في مبلغ كبير جدًا) إلا الرفض وأدخل العبد زميله السجن. فذهب باقي العبيد لسيدهم قائلين: "سمعت؟ هذا العبد الذي سامحته في مبلغ ضخم، رفض أن يسامح أخوه في مبلغ صغير جدًا". فقال لهم السيد: "هاتوه لي بأه، هاتوه لي".
+ لأن: "الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً". أكدها السيد المسيح في هذا المثل قائلًا: "هكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ" (إنجيل متى 18: 35). ونفس المعنى في الآية "وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ" (إنجيل متى 6: 15).
+ فإذا أنا ما رحمتش الغلبان أطلب رحمة ربنا؟! هيقولي: "ما لكش. إنت اللي حكمت على نفسك. الغلبان إنت افتريت عليه ليه؟! ما كنت لازم تفكر إن إنت موقفك وحش قصادي. لو كنت رحمته كان يبقالك عين تطلب رحمة". ولكن: "الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً".
محبة وخدمة الفقراء والمساكين تسترنا أمام الله:
+ كتير من الناس اللي فاهمين الكلام ده يحبوا جدًا يخدموا الفقراء. باتضاع حقيقي يقولو: "بس علشان نعرف نقف قصاد ربنا". علشان شوية العطاء والرحمة اللي بنعملهم دول هم يمكن اللي يسترونا قصاد ربنا. إحنا مش هنلاقي حاجه عدله نقف بيها قصاد ربنا.
+ شعور كويس، شعور حلو. إن الواحد يحب يخدم الغلابه، ويجتهد جدًا علشان بس يقف قصاد ربنا. لأن حياتنا مليانه أخطاء ومليانه تقصيرات ومليانه ضعفات، هنعمل إيه علشان نغطي ده كله؟! هو ربنا صحيح حملها عنا بدمه، ولكن فين إيماننا وفين الوصايا المطلوبة منا؟ بأي وجه هنقف أمام الله؟!
+ لكن لما يكون الواحد عايش بيرحم الناس، يبأه ربنا بيستقبله بفرح، لأنه عاش يرحم هو كمان يستاهل يترحم.
إهانة الفقير عمل خالي من الرحمة:" الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً "
+ وكأنه إعتبر أن إهانة الفقير عمل خالي من الرحمة. هو ما قلش ظلمتم الفقير، هو قال: أهنتم. إهانة الفقير معناها الإنسان ده ماعندوش رحمة.
نحن نطلب من الرب أن يحاسبنا حسب رحمته "كرحمتك يارب وليس كخطايانا"!!
" الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً " " وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ "
+ " الرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ " يعني إيه؟ يعني لو اتكلمنا بالحق هنروح كلنا ضايعين. لكن "الرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ " يعني إيه؟ ربنا لما يرحم العبد ده في مبلغ كبير أوي حاجه جميلة، لكن لو حاسبه بالملي، مفيش خلاص لحد. "لو كنت للآثام راصدًا يا رب، يارب من يثبت لأن من عندك الرحمة" "إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ" (سفر المزامير 130: 4، 5). يعني لو حاسبتنا بالحكم بالعدل مفيش فايده. إحنا طالبين رحمتك أكتر من عدلك. "كرحمتك يا رب وليس كخطايانا"
+ " الرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ " الحكم أي العدل. يعني إيه؟ يعني رحمة ربنا أحلى وأجمل في نظرنا جدًا كناس محتاجين الرحمة من كونه يحكم بالعدل لأن العدل دي هتضيعنا كلنا، لأننا لا نستحق إلا الهلاك. من مراحم الرب أننا لم نفنى للآن. فبيقول: "الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً".
+ " الرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ " يعني إيه؟ يعني تيجي بتحاسب واحد من حقك تسجنه، ده حكم. لكن عارف لو رحمته، الرحمة تفتخر على الحكم. هو حقك تسجنه ماشي، طب ما حق ربنا عليك يحطك في جهنم! إذا كنت طالب رحمة ربنا، إنت كمان إرحمه وخلاص، لأن لما هترحمه رحمتك دي تفتخر أمام الله، أمام عدلك. تقوله يا رب أنا كان في إيدي وحقي أعمله كذا، لكن أنا سامحته. يا بختك لو عملت كده.
+ فلان أخطأ في حقك، كويس. من حقك تتخانق وتثور وتقول، ولو سامحت؟! هنا الرحمة تفتخر على الحكم. تفتخر على حقك، تقف قدام ربنا كده يقولك أيوه إنت كده عجبتني. لأنك إنت بئيت شبهي، ماشي بالرحمة، مش ماشي بالحكم. " الرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ".
+ " الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً " وهنا قالها في موقف التعامل مع الفقير بالذات.
ملخص الإصحاح من آية 1- 13 (النصف الأول من الإصحاح الثاني):
+ إذًا النصف الأول من الإصحاح الثاني يتكلم في قضية المحاباه، ده مرض روحي قد يدخل الكنيسة. الطبقية الموجودة في العالم قد تدخل الكنيسة، ونبأه بنعامل الناس بالمظهر. بينما المسيح علمنا أن نحترم الفقير، ونحبه ونشوفه مصدر غنى روحي. نشوف الفقير مصدر غنى روحي.
+ صدقوني ساعات نمشي في الشوارع نتعكنن لما يقابلنا واحد شحات، مش كده؟! يعني يفور دمنا. بينما يمكن الشحات ده، لو كان صادق ومحتاج، يمكن ده يدينا إحنا نعمة قدام ربنا. يمكن لو طلعت له جنيه وكان فعلًا محتاجه، يبأه إداك فرصة عمل خير هتشهدلك قدام ربنا.
تحول "القديس بطرس العابد" عندما أدرك قيمة عمل الرحمة:
+ يحكى قصة في التاريخ عجيبة جدًا، عن واحد اسمه: "القديس بطرس العابد" الراجل ده كان بخيل جدًا، وكان غني جدًا - طبعًا البخيل بيبأه غني - كان بخيل لدرجة صعبة.
+ فكان آعد في بيته ويبدو أن الشحاتين عملوا قصة إنه، اللي يعرف يطلع حاجه من بطرس، هيكسب جايزة، لأنه عارفين إن الراجل ده بخيل جدًا مش ممكن يدي لحد حاجه.
+ ففضل شحات يخبط على بابه، ويقفل الباب في وشه، مرة وإثنين وثلاثه، فلما استفزه جدًا كان بيتعشى وكان قصاده لقمة خبز ناشفه - لأنه حتى العيش كان بيخزنه بطريقة معينه علشان يوفر - فقام راح بطحه بالخبزه الناشفة، رماها في وشه علشان يطرده!
+ ليلتها ربنا من رحمته الواسعة بعتله حلم غريب أوي:
بعتله حلم إنه ساب الدنيا وراح يقف قصاد ربنا، ولقى ملاك شايل بلاوي (ذنوب وخطايا وتاريخ History فظيع عن حياته) من محبة العالم ومحبة الماده، وهيحطها في ميزان، في كفه، والكفه التانية فاضية خالص، وربنا آعد مستني: "مفيش حاجه في الكفه التانيه؟" لقى ملاك جاي يجري من بعيد وقاله: "استنى يا رب لقيت حاجه تتحط في الكفه التانيه". "إيه يا ملاك؟". "الخبزه الناشفه اللي رماها في وش الراجل".
+ فأول ما صحي بطرس العابد ده اترعب. بأه الخبزه الناشفه اللي إداها بدون قصد رصدها ربنا كعمل خير، واتحسبله قصاد ربنا! أمال بأه اللي بيعمل خير بقلبه، ربنا هيشوفه شكله إيه؟! في اللحظة دي تحول 180 درجه.
+ تاني يوم وزع كل فلوسه، ومن حبه للعطاء باع نفسه كعبد - في الزمن ده كان فيه حاجه اسمها كده - وتدور الأيام والسنين وأصبح قديس عظيم وهو عبد بأه بيعمل معجزات واتعرفت شخصيته وكانت قصة كبيرة أوي بعد كده. لكن كانت بداية غريبة جدًا: إن ربنا أشار له إنه حتى عمل الخير اللي ع الماشي محسوب (recorded) عند ربنا.
الإستثمار الحقيقي هو عمل الخير: اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاسًا لاَ تَفْنَى (إنجيل لوقا 12: 33).
+ فإحنا بالأولى بدل ما نتغاظ لما نقابل فقير، أو محتاج هيضيع وقتنا، ولا صاحب مشكلة بيخبط على بابنا، فإحنا نقول دي فرصة "حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ" (غلاطية 6: 10). دي فرصة، لو استغلناها يبأه فاهمين الكتاب صح، ده الإستثمار الحقيقي، إن الواحد يستثمر وقته وعمره في عمل الخير.
+ لكن تستثمر في فلوس؟! طب وبعدين ما إنت هتسيبها وتمشي. وفي لحظة الفلوس دي بتتبخر واليومين دول الحكاية بئيت سهلة أوي. لكن عمل الخير؟! عمره ما يتبخر! عمره ما يروح، ولا الخبزه الناشفه هتروح.
- فهنا بيقول: "الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ "
" الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ" (رومية 12: 8)
+ إحنا عندنا فرصة إن بلادنا فقيرة، يعني عندنا مجال لعمل الخير كل يوم، كل لحظة. خلينا شبه ربنا أن نعطي بسخاء.
+ ظاهرة الفصال مع البائعين:
مشهور أوي في المصريين حكاية الفصال: تلاقي واحد غني يروح يشتري خضار، البائع لو قال له 20جم ممكن يدفع 100 جم. لكن لو قاله 20 جم يقوله: لأ 18جم. يا سيدي إنت مش محتاج الـ2 جم!!! مش على بالك! بس هو الفصال. طبعًا ده كلام بتاع الدنيا مش كلام بتاع الكتاب. ويقولك علشان ما يستغلنيش، ما يمكن إذا قلنا 80 % مستغلين، ما يمكن في 20% مش مستغلين، إنت مش محتاج القرش ده.
بركه إن ربنا مش مخليك محتاج الجنيه والـ2 جنيه زيادة، طيب خلاص سيبهم. إدي بسخاء، ربنا عمره ما بيعملنا بالواحده، ده لو عملنا بالوحده ماكنش ده بأه حالنا. ربنا بيدي بسخاء، فإحنا كمان لازم نبأه شبه ربنا، "نعطي بسخاء".
سيب ما يهمكش، وإنت لما هتسيب هتلاقي الخير بيزيد. دي حكمة الحياة الروحية كده. فسيب ما تأعدش تحسب. ماتفكرش.
وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا (إنجيل متى 5: 40).
+ صدقوني حتى لو سيبنا الناس تستغلنا في بعض الأوقات بتبأه بركه.
+ يعني لما المسيح يقول: "وَمَنْ أَرَادَ أَنْ..َيَأْخُذَ ثَوْبَكَ " على طول ييجي في بالك: "لا وأنا اسيبه؟! ده أنا آخذ ثوبه، وآخذ رداءه لو هو عاوز ياخذ توبي".
لكن تلاقي المسيح يقول غير كده، يقول: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا" هياخذ إيه من التوب ومن الرداء؟! ماهي كلها حاجات بسيطة. ربنا يقولك: "ده أنا أجيبلك لبس الدنيا كله".
+ إنت ليه صعبان عليك يعني من الإستغلال؟! هم بيستغلوك إيه؟ في شوية تراب؟! ما في الآخر ده كله شوية تراب. بأه إنت لو لقيت إتنين عيال بيتخانقوا مين يجمع تراب أكتر، بزمتك هتبص عليهم وتقول إيه؟ تقول أصلهم شوية عيال، فإحنا ساعات بنبأه كده. عمالين نتخانق على شوية تراب مين يجمعه أكتر؟! وهي الحكاية مش كده خالص.
+ إعمل خير خليك تحوش حاجه عليها القيمة، "لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ... بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ" (إنجيل متى 6: 19) (أصل أنا عايزكم النهارده كلكم تبئوا خدام عشوائيات).
+ ثم يدخل معلمنا يعقوب في قضية أخرى هي:
القديس يعقوب يعالج خطيئة أخرى هي:
"مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟" (رسالة يعقوب 2: 14).
القديس يعقوب يعالج مشكلة أخرى في الكنيسة الأولى هي "مظهرية الإيمان":
+ هنا دخل معلمنا يعقوب في قضية أخرى لكنها مرتبطة بقضية المحاباه.
+ لأنه يبدو إن في كنيسة أورشليم الأولى، أول ظاهرة وحشه هي المحاباه. وهناك ظاهرة أخرى سلبية هي: الإيمان بالكلام فقط (المظهرية). يعني في ناس كتير عندها إيمان بس أعمالها وسلوكيتها ما اتغيرتش، فابتدى بأه كمان يعالج المشكلة دي.
لا يوجد خلاص بالإيمان بدون أعمال صالحة
+ فبيقول: "مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟"
+ يعني لو واحد قال إن عنده إيمان، لكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟ يقصد: لا يقدر الإيمان أن يخلصه.
+ يعني لو واحد قال: أنا عندي إيمان بربنا أو أنا عندي إيمان بالمسيح وعندي إيمان بالصليب، وعندي إيمان بالأبديه، طب تمام، حاجه حلوه أوي. وبعدين؟ بس خلاص يعيش بأه براحته ويلخبط براحته، ويإذي الناس، ويكره، وينشغل بالماديات. هل يقدر هذا الإيمان أن يخلصه؟!
أنت لن تخلص بمجرد إيمانك "أن الله يعول الفقراء" دون أن تساعدهم:
" إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ" (رسالة يعقوب 2: 15).
+ يعني لو الراجل ده اللي بيقول عنده إيمان شاف أخ أو أخت جعانين وعريانين محتاجين القوت اليومي، محتاجين لقمة يومهم.
" فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟" (رسالة يعقوب 2: 16).
+ يعني لو واحد شافهم وقالهم: "امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا " يعني "على الله!"، معناها بالظبط كده. روحوا اشبعوا! يشبعوا إزاي ما هم ما عندهمش؟! " اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا " حتى لو كان هذا الكلام عن إيمان أن الله سيعولهم. هذا الإيمان ليس له وزن عند ربنا. ليه؟ لأنه لم يعطيهما حاجات الجسد. إذا كان يستطيع مساعدتهم، لماذا لم يساعدهم؟!
قضية هامة: الإيمان بدون أعمال ميت
" هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ" (رسالة يعقوب 2: 17)
+ أنا هقف في دي بأه ونتكلم شوية، لأن دي قضية مهمة أوي.
+ الكل لديه إيمان ولكن بنسب متفاوته:
إحنا كلنا عندنا إيمان، حتى لو بنسب مختلفة، صحيح كلنا بنضعف ونشك في وقت، لكن كلنا كمان في قلبنا فيه شوية إيمان، إيمان بربنا وإيمان بالحياه الأخرى، وإيمان بالعمل الصالح، لكن اللي بيفرق واحد عن التاني، الأعمال اللي بتطلع من إيمانه.
+ الأعمال هي التي تميز شخص عن الآخر:
يعني إيه اللي بيخلي واحد يغلط براحته وواحد لما يغلط ضميره يتعبه، اللي بيغلط براحته بيقول إن عنده إيمان بربنا بس عمره ما خذ باله إن ربنا ده آعد قصاده، وحاضر في كل مكان، فماشي يلخبط ويغلط وكأن ربنا مش موجود، مع إنك لو سألته وقلت له ربنا موجود ولا لأ، يقولك طبعًا موجود. طب إذا كان موجود بتغلط إزاي؟ إذا كان ربنا موجود وفي كل مكان، وشايف كل حاجه، إنت بتغلط كده براحتك إزاي؟ ماهو ده الإيمان والأعمال.
+ الإيمان بدون أعمال، إيمان ميت في ذاته، إيمان مزيف:
+ إيمان إزاي بدون أعمال! يبأه ميت في ذاته، ميت في ذاته يعني ميت في أصله، يعني مش ممكن يكون إيمان حقيقي ده، ده إيمان مزيف، وهكذا...
+ عدم التسامح إيمان ميت:
إذا كنت إنت مؤمن بكل اللي قاله ربنا يسوع المسيح، إذا كنت مؤمن بآية بسيطة زي "اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ" (إنجيل لوقا 6: 37)، مش عاوز تسامح الناس ليه؟ ده ربنا حط شرط إن ربنا يسامحك إذا سامحت الناس. إنت عندك إيمان بكلام ربنا؟ طب ما بتعملوش ليه؟!
+ الحضور للكنيسة والصلاة بدون أعمال صالحة إيمان ميت:
لو كان عندك إيمان بدون أعمال ده الإيمان ده يبأه ميت في ذاته، مالوش قيمة بالرغم إن إنت بتقول أنا مسيحي وبروح وباجي وبصلي وبقف في الكنيسة بس ده إيمان ميت، لأنه لم يثمر أعمال.
+ إهانة الفقير إيمان ميت:
إن كنت عرفت إن ربنا مش بيميز واحد على واحد إلا بإيمانه، بحياته، بتقواه، طب أمال إنت بتهين الفقير ليه؟ ما لو عندك إيمان مستقيم هتحب الفقير زي الغني، هتحترم ده وهتحترم ده. لكن إذا كان أعمالك فيها محاباه معنى كده إن إيمانك ميت في ذاته.
+ كل سلوك روحي يكون نابع عن إيمان حقيقي، وكل إيمان لا ينتج عنه سلوك روحي ميت:
كل حياتنا بتتقاس ع الحته دي، كل سلوك يخرج من إيمان.
+ "الإيمان بالأبدية" دون "الإنشغال بالأبدية" إيمان ميت:
+ يعني اللي بينشغل بالفلوس جدًا بينسى الأبدية مع إن لو سألته: إنت مؤمن إن فيه حياه أخرى بعد الحياه دي؟ هيقولك آه. طب مش بتحضرلها ليه؟ إشمعنى بتحضر لبكره لأولادك لراحتك. طب مش فيه بعد بكره؟ وإنت عندك إيمان إن بعد بكره ده حياه أخرى مش في الزمن ده، طب مش بتحضرلها ليه؟ يبأه الإيمان بتاعك ميت في ذاته.
+ لأن لو فيه حياه أخرى عنوانها ومدخلها الصلاة والإنجيل وحب الناس، والحياة المقدسة. هتمشي في السكه دي كإنك بتحوش لبكره. لكن لو إنت عندك إيمان كلام، بتقول أنا عندي إيمان بالحياة الأخرى وما عملتش أي حاجه روحية، يبأه إيمانك ميت في ذاته.
+ كل سلوك روحي له أساس في الإيمان، وكل إيمان لا يخرج عنه سلوك روحي أو عمل صالح، يبأه إيمان ميت في ذاته.
+ من هنا لما ربنا ييجي يقيسنا، مش هيتغش في كلامنا.
+ قليلين هم من لهم الإيمان الحقيقي النقي:
علشان كده في آية خطيرة تقول إيه؟ "وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟" (إنجيل لوقا 18: 8) يعني يوم ما ييجي المسيح في الآخر، يا ترى هيلاقي إيمان؟!
أد كده يا رب شحيح؟! أيوه الإيمان الحي مش الميت في ذاته شحيح. كل الناس بتقول ربنا موجود! بس 90% من الناس مش عاملين خاطر لوجوده، إيمانهم ميت في ذاته. كل الناس عارفه إن فيه حياه أخرى، ده أديان كتيرة بتقول كده، لكن مين بيحوش للحياة الأخرى بلغة الحياة الأخرى، قليلين أوي. " هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ".
لا يمكن أن تُظهر إيمانك بدون أعمال، ولكن أعمالك الصالحة تُظهر إيمانك المستقيم:
"لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي" (رسالة يعقوب 2: 18).
+ يعني لو إثنين وقفوا قصاد بعض، واحد بيقول: أنا عندي إيمان بربنا، والثاني بيقول أنا عندي أعمال صالحة، يا ترى مين اللي معاه حق أكتر؟! يسألوا بعض، اللي عنده أعمال يقوله: وريني إيمانك بدون أعمال، وأنا هوريك بالأعمال إيماني. فاهمينها؟! طبعًا الأخير هو اللي هيطلع معاه حق.
+ لأن اللي عنده إيمان كلام بس، بدون أعمال مش هيعرف يثبت إيمانه أبدًا. مش هيعرف يثبت إيمانه. لكن اللي بيعمل صالح بسبب إيمانه، إيمانه مستقيم أمام الله.
+ اللي بيستحمل اضطهاد بإسم المسيح، ما هو ده عمل يدل على إيمانه بربنا يسوع المسيح. اللي بيفرح في التجارب، ما هو ده عمل رد فعل للتجربة بيحتملها بشكر.
+ طب بيعمل كده ليه؟ الإيمان اللي جواه بيخليه يحتمل ويشكر. لكن العادي؟ يتزمر.
+ فإذا كان واحد عنده إيمان نظري، بيقول أنا عندي إيمان جامد أوي إن: "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رومية 8: 28)، ويتزمر على كل الأشياء!! نقوله لأ إيمانك ميت، ده كلام بس. " أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي".
ملخص الآيات من 14 إلى 18:
+ علشان كده مفيش حاجه اسمها إيمان حقيق بدون أعمال، الإيمان بدون أعمال صالحة يبأه مزيف، ما ينفعش نبأه مسيحيين بالإسم، مانبآش مسيحيين أساسًا. إن ماكنتش حياتنا فيها قداسة، فيها تقوى، فيها عمل صالح، فيها التزام بوصية ربنا، يبأه الإيمان اللي بندعيه، إيمان ميت، ومش هيوزن عند ربنا في حاجه.
+ لكن الإيمان بيبان في حياتنا العملية، في سلوكياتنا، في طاعتنا للوصية، في انشغالنا برضا الله، هو ده الإيمان اللي هيوزن قدام ربنا.
نكتفي بالجزء ده، وناخذ آية نحفظها:
آية للحفظ:
"الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً" (رسالة يعقوب 2: 13)(1).
ملخص ما سبق:
وصلنا في المحاضرة السابقة إلى إصحاح 2 العدد 18. أفكركم تاني برسالة يعقوب.
الإصحاح الأول من رسالة يعقوب
يركز معلمنا يعقوب في الإصحاح الأول على "التجارب"، وكلمنا عن نوعين من التجارب:
النوع الأول من التجارب: (يع 1: 1-12) الذي يأتينا من يد الله، وقال لنا أن علينا أن نقبل هذا النوع من التجارب:
+ بفرح
+ ونتعامل مع التجربة بإيمان
+ ونصلي
+ ونعمل كل ما علينا وقت التجربة
+ ونتواضع أمام الله
+ ونصبر إلى أن نتزكى
+ وطوبى للإنسان الذي يتزكى في التجربة لأنه ينال إكليل الحياة.
النوع الثاني من التجارب: (يع 1: 13-18) التجربة بمعنى الوقوع في الخطيئة، أو الإغراء.
قال لنا معلمنا يعقوب عن هذا النوع من التجارب:
+ عندما يقع أحد في خطيئة يجب ألا يقول: "ربنا جربني"، لأن الله غير مجرب بالشرور، ولا يجرب أحد بالشرور.
+ لكن الشر ينبع من داخل الإنسان، عندما ينجذب وينخدع الإنسان من شهوته.
+ وكل عطية أونعمة صالحة تكون من عند الرب. وأي شر أو خطيئة لا يمكن أن يكون من عند الرب.
والفقرة الأخيرة من إصحاح 1: (يع 1: 19- 27)
+ كلمنا عن السلوك المسيحي الخالي من الغضب، المتمسك بكلمة ربنا.
+ وعلمنا كيف نقرأ الإنجيل:
نقرأ - ونتأمل - ونحفظ - ونعمل.
+ ثم ذكر لنا تشبيه المرايا.
+ وختم كلامه بأن الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه:
1- افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم.
2- وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم.
+ كلمنا معلمنا يعقوب عن خطيئة المحاباه. وأن المحاباه تتعارض مع الإيمان الحقيقي. (يع 2: 1).
+ وأعطانا مثل عن المحاباه في كيف يتعامل البعض مع الرجل الغني بمحاباه على حساب الرجل الفقير. (يع 2: 2-12).
واشتد في الكلام على: أننا أحيانًا نهين الفقراء، بينما هؤلاء الفقراء قد يكونوا أغنياء في الإيمان، وورثة الملكوت الذي وعد به الله الذين يحبونه.
+ وقال لنا: "الحكم بلا رحمة لمن يعمل رحمة". " والرحمة تفتخر على الحكم" (يع 2: 13).
ثم تساءل:
+ ما الفائدة عندما يقول أحدهم عن نفسه أن له إيمان، ولكن هذا الإيمان بدون أعمال صالحة؟! هل إيمانه يكفيه؟! (يع 2: 14).
+ إذا قال أحدكم لإثنين غلابه بيشتحوا: "روحوا استدفئوا واشبعوا"، دون أن يساعدهم في شيء! فأين عمله الصالح؟! (يع 2: 15، 16).
+ مثل هذا الإنسان إيمانه ميت! لأن الإيمان بدون أعمال ميت.
"هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ" (يع 2: 17).
وتساءل أيضًا: إذا قال أحدكم: "أنا عندي إيمان"، فهل يستطيع أن يُرينا إيمانه بدون أعمال؟! أكيد لأ. لأن الأعمال الصالحة هي التي تُظهر الإيمان. "أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي" (يع 2: 18).
المحاضرة الرابعة:
تابع/ القديس يعقوب يعالج خطيئة أخرى هي: مظهرية الإيمان (الإيمان بدون أعمال)
أنت لن تتبرر بالإيمان فقط لا بد أن يكون لك أعمال صالحة تثبت صحة إيمانك
الأعمال الصالحة هي الصورة المرئية للإيمان السليم (يع 2: 18):
في عدد 18 يقول:
"لكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي" (يع 2: 18).
+ طبعًا عبارة "أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ" المقصود بها: إذا كنت تستطيع أن تريني إيمانك بدون أعمال، إفعل.
وطبعًا ده شيء لا يمكن حدوثه أبدًا! فالإيمان لا يُرى بدون أعمال، لأن الأعمال هي التي تظهر الإيمان؟! بينما يمكن أن أريك بالأعمال الإيمان.
أمثلة إيمانية تؤكد أن التبرير لن يكون بالإيمان فقط بل بالأعمال أيضًا
مثال 1: إيمان الشياطين
أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! (رسالة يعقوب 2: 19)
إذا كنت تعتقد أنك ستتبرر بالإيمان فقط، فالشيطان أحق منك بالتبرير، لأن إيمانه بلا ريب!!!
+ " أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ " يعني إنت بتقول إنك عندك إيمان إن الله واحد، فهذا حسن.
+ " حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!" فأي فضل لك عن الشياطين؟!
ما رأيك في أن الشيطان بالذات لا يشك لحظة في: أن الله واحد؟!
والشيطان لا يشك لحظة في أن المسيح صُلب!
والشيطان لا يشك لحظة في أن الله واحد في ثالوث.
والشيطان لا يشك لحظة في أن الله رحيم.
والشيطان لا يشك لحظة في أن كل الأشياء تعمل معًا لخير البشر.
كل ما قد يقع الإنسان في الشك بسببه، الشيطان لا يشك فيه ولو للحظة!!
هل يُرضي الشيطان الله بهذا الإيمان القوي؟!
+ هل معنى ذلك أن الشيطان يُرضي ربنا بإيمانه؟!
الإجابة: لأ. لماذا؟ لأن الشيطان ليس له أعمال صالحة.
إيمان الشيطان بلا قيمة أمام الله لأنه لم يثمر عن أي عمل صالح:
+ الشيطان متأكد من كل هذه القضايا الإيمانية، لكن ليس له علاقة بربنا، ولا يُحب الله.
هذا الإيمان لم يثمر في حياة الشيطان بأي عمل صالح.
الشيطان لم يخضع لله، بالرغم من أن الله واحد وينبغي له الخضوع.
الشيطان لا يحب أحد، بالرغم من أن الله مُحب لكل البشر (الله محبة)
+ إذًا " الشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!". "َيقْشَعِرُّونَ" أي يؤمنون لدرجة الرعب من الله.
لكن هل أثمر هذا الإيمان عن عمل صالح؟! الإجابة: لا!
+ هل هذا الإيمان له قيمة أمام الله؟! الإجابة: لا. ليس له قيمة. لماذا؟ لأنه كلام، لأنه إيمان فقط، عبارة عن معلومات الشيطان متأكد منها، لكنها لم تتحول في حياته إلى سلوك، إلى عهد، إلى حب، إلى علاقة.
إذا لم يثمر إيمانك بالأعمال الصالحة فأنت تسير على نهج الشيطان
+ فالذي يقول أنا عندي إيمان ولا يعمل أعمال صالحة، يسير في منهج الشيطان؛ الشيطان الذي يؤمن أكثر من كل البشر، ولا يشك لحظة في الله. ولكنه لا يعمل أي عمل صالح!
+ معلمنا يعقوب كان حادًا في هذا الموضوع وقال: "أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!". أي هل تظن أن الشيطان أقل منك إيمانًا؟! الشيطان يؤمن ويقشعر، أي يخاف جدًا من ربنا.
مَنْ يؤمن ولا يأتي بأعمال صالحة فهو "إنسان باطل" و"إيمانه ميت"
" وَلكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ؟" (يع 2: 20).
+ من هو "الإنسان الباطل"؟
أي إنسان يقول عندي إيمان بربنا، وحياته تقول غير كده فهو "إنسان باطل".
أي إنسان يقول عندي إيمان بوعود ربنا، ويتذمر، فهو "إنسان باطل".
أي إنسان يقول عندي إيمان إن ربنا موجود في كل حين، ويخطئ كما يشاء، فهو إنسان باطل.
" وَلكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ؟"
"أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟" (يع 2: 21).
ماذا عن إيمان أبونا إبراهيم؟
+ أبونا إبراهيم كان إيمانه جبار، فهو "أبو الإيمان"، وهو "رجل الإيمان الأول"، كانت حياته عبارة عن مدرسة للإيمان.
+ فهل كانت حياة أبونا إبراهيم عبارة عن إيمان فقط، أم إيمان ومعه أعمال؟
ألم يكن تقديم إسحق على المذبح إيمانًا عاملًا؟!
+ أبونا إبراهيم أطاع عندما قال له الرب "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ... وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً" (سفر التكوين 22: 2).
وعندما تكلم معلمنا بولس عن ذلك قال: "ابنه الوحيد الذي قبل بسببه المواعيد"، ونص الآية: "بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ" (عب 11: 17) أي قدم ابنه الذي قال الرب له عنه: "بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ (أجعل لك) نَسْلٌ" (تك 21: 12).
بينما كان من الطبيعي أن يفكر أبونا إبراهيم بهذا المنطق: (إذا قدمت لك يا رب إسحق ذبيحة وهو ابن 14 سنة، كيف سيكون لي به نسلًا؟! ستنتهي حياته! يا رب هذا الطلب غير الوعد الذي وعدتني به! أنت تقول: "قدمه لي محرقة"، وسبق أن قلت لي: "بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ (أجعل لك) نَسْلٌ". كلام مُربك!
+ لكن إبراهيم أطاع الرب وأخذ اسحق للمكان الذي كان سيذبحه فيه وربطه، ورفع السكين، وعمل كل ما طلبه الرب. إلى أن قال له الرب:
(إرفع يدك عن إسحق، إنت نجحت في الإمتحان. إنت يا أبونا إبراهيم إيمانك كله أعمال. أنت ثقتك في كلامي وطاعتك لكلامي لا تعرف حدود. أعمالك تؤكد عظم إيمانك، لذلك أقسمت بذاتي - أول مرة ربنا يقول هذه الكلمة - "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ... أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، أبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا" (تك 22: 16، 17).
لمن يخطئون فهم رومية 4: بولس الرسول بتركيزه على "بر الإيمان" لم يقصد إلغاء "أهمية الأعمال":
+ البعض يخطئ تفسير كلام معلمنا بولس الرسول عن أبونا إبراهيم في رسالته إلى أهل رومية، الإصحاح الرابع (رو 4: 1-25)، حيث أنه ركز في كلامه على "إيمان أبونا إبراهيم"، وكأنه لغى الأعمال خالص. بينما الحقيقة أن معلمنا بولس عندما ركز على "الإيمان" في كلامه كان يهدف توضيح: "أن الخلاص يكون بالإيمان بالمسيح له المجد وليس بالختان كما جاء في الناموس اليهودي".
فكان يهاجم التمسك "بالختان" و"الناموس اليهودي"، لكي يؤكد "بر الإيمان"، ووضع أبونا إبراهيم كمثل فقال: "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا" (رو 4: 3).
بمعنى أن أبونا إبراهيم "حُسبَ بارًا بالإيمان" قبل أن يوضع "ناموس الختان".
حياة أبونا إبراهيم كانت عبارة عن سلسلة من الأعمال الإيمانية المليئة بالحب والطاعة للرب:
1- بالإيمان العامل أطاع أبونا إبراهيم دعوة الرب، فخرج وراء الرب وهو لا يعلم إلى أين يذهب!
+ لقد دعى الرب أبونا إبراهيم قائلًا: "اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً" (تك 12: 1). فترك كل شيء وتبعه، تبعه وهو لا يعلم إلى أين يمضي!
+ هذه الطاعة مُكلِّفة، وهذا العمل صعب، لكن عمله دليل إيمانه.
2- بالإيمان العامل احتمل أبونا إبراهيم سنين طويلة في انتظار ابن الموعد
+ عندما قال له الرب سأعطيك نسلًا، احتمل طول السنين في انتظار مجيء "اسحق" ابن الوعد.
+ وعندما تزوج من هاجر حسب رغبة إمرأته سارة التي ضعف إيمانها بسبب طول الإنتظار، جدد الرب الوعد قائلًا: "إِنِّي أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ" (تك 18: 10)، وظل إبراهيم منتظرًا. وهذ الإنتظار كان عمل إيمان.
3- بالإيمان العامل عاش أبونا إبراهيم سنين غربته في خيام، منتظرًا الوصول لمسكنه الأبدي:
+ أيضًا ظهر الإيمان في سلوك أبونا إبراهيم، الذي ظل يسكن في خيام كالفقراء، بالرغم من أنه كان رجلًا غنيًا جدًا، وبالرغم من صعوبة الحياة داخل خيام.
+ كان يستطيع أبونا إبراهيم أن يستقر ويبني المدن إذا أراد، لكن معلمنا بولس يقول: أنه ظل يسكن الخيام، وأوصى أولاده بذلك "لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ" (عب 11: 10).
+ أي أن إيمانه جعله يعيش في غربه، وفي فقر اختياري، بالرغم من غناه لأن عينه على السماء وليست على الأرض.
4- وبهذا الإيمان العامل أيضًا قدم ابنه اسحق ذبيحة
إذًا من يقولوا أن أبونا إبراهيم قد تبرر بالإيمان لم يجيدوا قراءة قصة إبراهيم:
+ فالإيمان في حياة أبونا إبراهيم، ظهر في أعماله وفي سلوكه
+ لم يكن إيمانه إيمانًا نظريًا بل أن حياته مليئة بالأعمال التي تؤكد إيمانه.
لذلك وضع لنا معلمنا يعقوب حياة أبونا إبراهيم كمثل قائلًا:
"أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟"
هل يتعارض قول معلمنا يعقوب: "تَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ" مع ما جاء بسفر التكوين؟
+ قد يقول أحدكم: (يا معلمنا يعقوب أنت تغالط ما جاء بسفر التكوين، فسفر التكوين يقول: "فَآمَنَ (إبراهيم) بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرًّا" (تك 15: 6) أي أنه تبرر بالإيمان، بينما أنت تقول: "تَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ" أي أنه تبرر بالأعمال).
+ معلمنا يعقوب يريد أن يُفهمنا أن:
الإيمان لا يمكن فصله عن الأعمال. إذا كان عنده إيمان حقيقي، سيكون عنده أعمال حقيقية. وتبرر بالإيمان العامل، لأنه إذا كان إيمانه نظري، لما حُسب له برًا.
فهنا يقول، " أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟
الإيمان والأعمال كلاهما يكمل الآخر ولا يمكن الفصل بينهما
فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ (يع 2: 22)
+ أي أن ثقة أبونا إبراهيم بوعد ربنا، مع الذبيحة التي يرفعها، وطاعته للوصية، كل هذا أعطاه البر.
"الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ" أي الإيمان أعطاه كرامة أمام ربنا، وطاعته وعمله اعطوا له كرامة أمام ربنا، وهذا ما حسبه الرب له بر.
حياتك وأعمالك تشهدان على إيمانك لأنهما التطبيق العملي للإيمان:
فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ (وأحيانًا تُقال أَكمَلَ الإيمان).
+ أي لا يوجد إيمان بدون عمل. نضحك على أنفسنا إن قلنا أن عندنا إيمان بربنا يسوع المسيح، وفي نفس الوقت نحيا كما يفعل الناس. أين الأعمال التي تفرقنا عن الناس؟!
+ إن كان لنا إيمان بالصليب، لماذا نهرب من الآلام، والمتاعب، والتجارب؟! لماذا لا نريد أن نتعب مع الناس؟!
إن كان لنا إيمان بالأبدية، لماذا نتمسك بما على الأرض؟!
+ الإيمان لا بد أن يكون له تطبيق عملي. وإلا فهو ليس إيمان.
إن كان لنا إيمان بكلام ربنا يسوع المسيح، لماذا لا نسمعه؟! لماذا لا نعمله؟!
إن كان لنا إيمان بقول السيد المسيح: "هذا هو جسدي وهذا هو دمي"، لماذا لا نأتي للتناول؟!
إن كان لنا إيمان أنه "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ" (يو 3: 3)، لماذا لا نريد أن نأتي بكل الناس ليعتمدوا.
+ الإيمان لا يظهر إلا بالأعمال.
بالإيمان والأعمال معًا تبرر أبونا إبراهيم، واستحق أن يُدعى "خليل الله"
" وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللهِ" (يع 2: 23)
+ إذًا معلمنا يعقوب وهو يشرح هذه الآية، وضع الإيمان والأعمال معًا، حيث قال: عندما قال الرب: "فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا" كان يقصد إيمان مع أعمال. إيمان مصحوب بالأعمال، إيمان لا يكتمل إلا بالأعمال، لأن الإيمان بدون أعمال ميت.
+ فبيقول: "آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا، وَدُعِيَ خَلِيلَ اللهِ"، صديق الله. تسمية راقية جدًا استحقها أبونا إبراهيم، إنه بالإيمان أصبح صديق الله.
قصة سدوم وعمورة تكشف درجة الصداقة بين الله وإبراهيم: (" (تك 18: 16-33)
+ أكثر موقف يوضح أن إبراهيم "خليل الله"، قصة سدوم وعمورة، عندما قال الرب له كل المجد، " هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ" (تك 18: 17).
(يا سلم يا رب؟! هو لازم تستأذن ولا إيه؟! ما تخبي! أنت لك كل العظمة والسلطة والحكمة، أنت كاشف كل الأمور، لكن هل نستطيع نحن أن نكشف كل أسرارك؟!)
لكن لأن الله اتخذ إبراهيم صديقًا، أراد أن يطلعه على ما ينوي عمله، حتى لا يحزن إبراهيم إذا حُرقت سدوم وعمورة دون أن يكون لدى إبراهيم سابق علم بذلك. إيه ده؟! إيه العظمة دي؟! إيه الدرجة دي من العلاقة؟!
+ " هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ".
فيرد إبراهيم، خليل الله، قائلًا: "لا يا رب، لا أنا مش مرتاح للكلام ده" "أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلًا؟". ده إنت الديان! ده إنت الحاكم العادل! "عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ". أتهلك البلد كلها؟!"
فيقول الرب: صحيح يا أبونا إبراهيم "إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ، فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ" (تك 18: 26).
ويسير الحوار بينهما بهذا الشكل كصديق لصديقه.
+ كيف وصل أبونا إبراهيم إلى هذه العظمة في العلاقة مع الرب؟! كيف وصل إلى هذا المركز؟!
+ وصل بالإيمان مع الأعمال، كان إيمانه عامل، كان إيمانه من النوع اللي يعجب ربنا، إيمان حقيقي بأعمال حقيقية.
ثم لخص معلمنا يعقوب ما أراد أن يقوله عن الإيمان والأعمال في الآية التالية:
تَرَوْنَ إِذًا أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَبِالإِيمَانِ وَحْدَهُ (يع 2: 24)
ما علاقة الكلام عن الإيمان والأعمال (يع 2: 14-26) بمشكلة "المحاباة" (يع 2: 1-13)؟
+ المحاباه التي تكلم عنها معلمنا يعقوب تؤكد أن الإيمان غير حقيقي.
+ عندما أميز وأحابي الوجوه واحد عن واحد، إذًا أنا لا أخاف من الله بل من الناس.
أنا أرى الناس ولا أرى ربنا، أنا أعمل حساب الناس أكثر من ربنا.
+ لكن إذا كانت نظرتي لجميع الناس أنهم خليقة الله، وأولاد الله، وكل الذي يشغلني رضا الله، أعمالي ستؤكد إيماني. أعمالي ستكشف إن كنت أضع الله أمام عيني، أم أضع الناس أمام عيني.
+ لذلك عالج معلمنا يعقوب "مشكلة المحاباه" بالإيمان المستقيم الذي لا يظهر إلا في الأعمال الصالحة والسلوك الصالح.
أهمية الأعمال في المسيحية:
+ كل مسيحي سلوكه غير مسيحي لا يحسب مؤمنًا. حسب تعليم الكتاب.
+ كل إنسان مسيحي حياته لا تشهد بأعمال صالحة عن مسيحه، يكون إيمانه بالمسيح باطل. حتى إذا قال "أنا مسيحي".
لأن الكتاب يقول: "الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ" (يع 2: 20)، (يع 2: 26).
+ لذلك ليس كل من يقول: "يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟" (مت 7: 22)، سيدخل السماء.
بالعكس هؤلاء سيقول لهم يسوع: "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!" (مت 7: 23).
بالرغم من أنهم يقولون "يا رب"! أي عندهم إيمان! بالرغم من أنهم عملوا بعض المواهب الروحية والمعجزات! بالرغم من كل هذا سيقول لهم رب المجد: لأ!
لماذا؟! لأن لم يكن إيمانهم حقيقي. لماذا يا رب؟! لأن حياتهم لم تكن مقدسة.
+ و"الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ"، "بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَبِالإِيمَانِ وَحْدَه".
+ كل إنسان عنده إيمان، لا بد أن يظهر إيمانه في حياته، في سلوكه في تصرفاته، في كلامه على الأقل.
الإيمان المثمر بالأعمال ليس صعبًا، فقد يسلك فيه حتى المزدرين والمرذولين وينالون الخلاص!
+ معلمنا يعقوب في رسالته (يع 2: 21-24) ذكر لنا مثلًا عالي جدًا للإيمان العامل هو: "إيمان أبونا إبراهيم" الذي قد يكون قامة عالية جدًا في الإيمان والأعمال، لا نستطيع الوصول إليها. فمن يستطيع أن يقدم ابنه ذبيحة؟! نحن لا نزال صغار جدًا أمام أبونا إبراهيم!
+ لكن معملنا يعقوب يريد أن يقول لنا في رسالته: لأ، الإيمان ليس صعبًا، وسأعطيكم مثل آخر في الإيمان سهل جدًا هو "إيمان راحاب الزانية".
إن كان إيمان أبونا إبراهيم صعب جدًا عليكم لأنه رجل عظيم جدًا وعشرته مع ربنا جعلته يثق في الله ثقة عمياء ويطيع كلامه، حتى لو طلب منه أن يقدم ابنه ذبيحة. سأعطيكم مثل آخر مريح جدًا فيقول:
" كَذلِكَ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ أَيْضًا، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيق آخَرَ؟ " (رسالة يعقوب 2: 25)
"كَذلِكَ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ أَيْضًا"
+ معلمنا يعقوب بعد أن أعطانا مستوى عالي جدًا من الإيمان، قمة في الإيمان، وهو "إيمان أبونا إبراهيم"، أعطانا مثل آخر في الإيمان لإنسانة على نقيض أبونا إبراهيم في المستوى الأخلاقي والاجتماعي وكل شيء، إنسانة بعيدة جدًا عن القداسة، لا تصلح بتعبير الكتاب حتى لمزبلة! هي راحاب الزانية.
موجز لقصة راحاب الزانية وكيف خَلصت هي وأهل بيتها (يش 2: 1- 24)
+ عندما أراد يشوع أن يدخل باليهود منطقة كنعان ليقيموا فيها كوعد الرب لهم، أرسل جاسوسين إلى مدينة حصينة هي "أريحا"، فدخل الجاسوسين المدينة ليتكشفوا المنطقة.
+ وكانت هذه البلاد قد سمعت أن ربنا تمجد جدًا مع موسى الذي أخرج شعب اليهود من أرض مصر، ومع يشوع تلميذه، وأن هذا الشعب الخارج من مصر وسيدخل بلادهم هو شعب الله ومسنود بقوة إلهيه.
+ فالشعوب التي صدقت هذا الكلام ذاب قلبهم خوفًا من شعب اليهود، لكن أغلب الشعوب بملوكهم لم يصدقوا هذه القصص، وعندوا.
+ كانت راحاب الزانية - إمرأة يقع بيتها على أسوار أريحا وسميت ذلك لأن هذا هو عملها - ممن آمنوا بأن شعب اليهود القادم لأريحا شعب تسنده قوة إلهية. فعندما أراد الجنود القبض على الجاسوسين، احتميا ببيتها فأخفتهما عن عيون العساكر، وقبل أن تساعدهما على الهرب طلبت منهما أن يحفظا حياتها وحياة أهل بيتها عندما يحتل الشعب اليهودي أريحا.
ما معنى سلوك راحاب تجاه الجاسوسين؟
+ معناه أن راحاب كانت متأكده ومؤمنة أن إله اليهود سينصرهم. كانت تؤمن أن إله العبرانيين الذي أخرجهم من أرض مصر وشق البحر أمامهم ونصرهم على شعب عماليق وغيره من الشعوب، لا بد أنه سيعطيهم هذه البلد الحصينة "أريحا".
+ فتعهد لها الجاسوسين بخلاصها هي وأهل بيتها.
لم يكن إيمان راحاب مجرد إيمان، بل إيمان مع أعمال
+ إذًا راحاب الزانية انقذت نفسها وبيتها. بماذا؟ بالإيمان العامل.
+ لم يكن إيمانها مجرد إيمان، لم تمكث في بيتها معتمده على إله اليهود الذي سيخلصهم وقد يُخلصها أيضًا. بل قدمت عملًا يتناسب مع إيمانها وساعدت الجاسوسين على الهرب وطلبت منهما الإبقاء على حياتها وحياة أهل بيتها.
أيضًا بالإيمان العامل اختطف اللص اليمين الملكوت! (إنجيل لوقا 23: 33- 42)
+ اللص اليمين في بداية الصلب كان يعير المسيح كغيره، يقول أحد الأناجيل: "كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ" (الإثنين يمين وشمال).
+ وعندما رأى جماعة اليهود وكذلك رؤساء الكهنة تمادوا في إهانة السيد المسيح له المجد، والمسيح له المجد صامت، وعندما تحركت الطبيعة لتعلن أن المصلوب ليس إنسان عادي، تحرك الإيمان في قلب اللص اليمين، فنطق قائلًا: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" (لو 23: 42).
وقبلها دافع عن المسيح وقال للص الآخر: "أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْل، لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ" (لو 23: 41).
+ هذا الإيمان الذي جعله ينطق ليقول هذا الكلام ويشهد للسيد المسيح له المجد أصبح إيمان عامل.
+ اللص اليمين لم يكن في استطاعته في ذلك الوقت أن يفعل أي شيء، فهو مصلوب لا يستطيع القيام بأي عمل خير، لا يستطيع أن يسير خلف السيد المسيح له المجد، ولا يستطيع أي شيء لأنه مصلوب وينتظر الموت.
+ لكن هذه الشهادة التي شهد بها، كانت إيمان عامل. فللوقت قال له السيد المسيح: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو 23: 43). يعني: (خلاص كده، إنت أثبت بأعمالك إيمانك. وباعترافك قدام الناس وقلت عليَّ "يا رب"، أنا قبلتك).
+ أي أن مجرد الإعتراف، كان عمل ناتج عن الإيمان.
سؤال هام: كيف نُفرق بين الإيمان الحقيقي والإيمان الزائف؟
لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ (يع 2: 26)
+ كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان بدون أعمال ميت.
+ وبمعنى آخر: الفرق بين الإنسان الميت والإنسان الحي هو الروح، كذلك الفرق بين من لديه إيمان حقيقي ومن لديه إيمان مزيف هو الأعمال.
+ إن كنت تستطيع أن تُفرق بين الإنسان الميت والإنسان الحي، بالروح الموجودة في الإنسان الحي. كذلك تستطيع أن تُفرق بين المؤمن الحقيقي والمؤمن الزائف، بالأعمال الصالحة والسلوك الحسن اللذان يظهران في حياة المؤمن الحقيقي وسلوكه.
+ بالرغم من أننا جميعنا مسيحيين، لكن الإيمان الحقيقي غير موجود في الكل. ليس الجميع في نظر الله مؤمنين. لن يتبرر الجميع بالإيمان مثلما تبرر أبونا إبراهيم. لماذا؟ لأن الله يسأل: إذا كنت مؤمنًا فأين أعمالك التي تدل على إيمانك؟ أين حياتك التي يظهر فيها الإيمان في سلوكك وأفعالك؟ هذا هو المحك.
_____
(1) انتهت هنا المحاضرة الأولى، وتبدأ بعدها المحاضرة 2 عن نفس الأصحاح.
← تفاسير أصحاحات يعقوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-dawood-lamey/james/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/ad8q85y