St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-dawood-lamey  >   james
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   fr-dawood-lamey  >   james

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص داود لمعي

يعقوب 5 - تفسير رسالة يعقوب

 

* تأملات في كتاب رسالة يعقوب الرسول:
تفسير رسالة يعقوب: مقدمة رسالة يعقوب | يعقوب 1 | يعقوب 2 | يعقوب 3 | يعقوب 4 | يعقوب 5 | مراجع البحث

نص رسالة يعقوب: يعقوب 1 | يعقوب 2 | يعقوب 3 | يعقوب 4 | يعقوب 5 | يعقوب كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

+ في المرة السابقة:

 

+ وصلنا في رسالة يعقوب إلى آخر آية في الأصحاح الرابع:

"فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ" (رسالة يعقوب 4: 17)

خطيئة: السلبية في عمل الخير:

وكده كأنه فتح لنا باب جديد لحساب النفس أن الواحد مش يحاسب نفسه بس على الخطايا الصريحة مثل: الكذب – الشتيمة – الكراهية – الغضب، لكن كمان على الخطايا اللى ممكن تبقى سلبية، مثل الخير اللى كان ممكن تعمله ومعملتوش تعتبر خطية.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأصحاح الخامس

خطيئة شائعة بين الأغنياء: محبة المال

هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ. غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ (العته). ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ. هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ، الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ. قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى الأَرْضِ، وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ الذَّبْحِ. حَكَمْتُمْ عَلَى الْبَارِّ. قَتَلْتُمُوهُ. لاَ يُقَاوِمُكُمْ! (رسالة يعقوب 5: 1-6).

 

تحامل معلمنا يعقوب على الأغنياء يظهر في رسالته بسبب سلوكياتهم الخاطئة:

 

+ نلاحظ هنا أيضًا أن معلمنا يعقوب متحامل على الأغنياء.

+ ظهر هذا التحامل أيضًا في الإصحاح الثاني عندما قال:

 "  أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ؟" أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى الاسْمِ الْحَسَنِ الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ" (رسالة يعقوب 2: 6، 7).

+ كانت تصرفات الأغنياء في المجتمع من هذا النوع فيها تسلط، فيها سخرية من إسم ربنا، كانوا يجرون الغلابة إلى المحاكم ويبهدلوهم.

+ فكان بيجى عليهم، لأن أحيانا الغنى عندما يدخل على مجتمع الكنيسة يتصور أنه يستطيع بمركزة او بأمواله أن يُخضع البرنامج في الكنيسة لنفسه، زي ما بيطلع بفلوسه في الدنيا يعمل كل حاجه، يتصور أحيانا من الشيطان إنه ممكن كمان داخل مجتمع الكنيسة يعمل كل حاجة.

+ فطبعًا المجتمع النقي يواجه كل غني بأنه لا يختلف عن الفقير امام ربنا في حاجة. إنه قدام ربنا هو ما يسواش أكتر من نفس غالية صحيح عند ربنا لكن كل فلوسه متقدموش قدام امام ربنا.

 

St-Takla.org Image: Unjust rich man, and oppressed poor people: "Come now, you rich, weep and howl for your miseries that are coming upon you! Your riches are corrupted, and your garments are moth-eaten. Your gold and silver are corroded, and their corrosion will be a witness against you and will eat your flesh like fire. You have heaped up treasure in the last days. Indeed the wages of the laborers who mowed your fields, which you kept back by fraud, cry out; and the cries of the reapers have reached the ears of the Lord of Sabaoth. You have lived on the earth in pleasure and luxury; you have fattened your hearts as in a day of slaughter. You have condemned, you have murdered the just; he does not resist you." (James 5: 1-6) - from: Christ's Object Lessons, by Ellen G. White, 1900. صورة في موقع الأنبا تكلا: غني ظالم وفقراء مظلومين: "هلم الآن أيها الأغنياء، ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة. غناكم قد تهرأ، وثيابكم قد أكلها العث. ذهبكم وفضتكم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادة عليكم، ويأكل لحومكم كنار! قد كنزتم في الأيام الأخيرة. هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم، المبخوسة منكم تصرخ، وصياح الحصادين قد دخل إلى أذني رب الجنود. قد ترفهتم على الأرض، وتنعمتم وربيتم قلوبكم، كما في يوم الذبح. حكمتم على البار. قتلتموه. لا يقاومكم!" (يعقوب 5: 1-6) - من كتاب دروس المسيح الموضوعية، إلين ج. وايت، 1900 م.

St-Takla.org Image: Unjust rich man, and oppressed poor people: "Come now, you rich, weep and howl for your miseries that are coming upon you! Your riches are corrupted, and your garments are moth-eaten. Your gold and silver are corroded, and their corrosion will be a witness against you and will eat your flesh like fire. You have heaped up treasure in the last days. Indeed the wages of the laborers who mowed your fields, which you kept back by fraud, cry out; and the cries of the reapers have reached the ears of the Lord of Sabaoth. You have lived on the earth in pleasure and luxury; you have fattened your hearts as in a day of slaughter. You have condemned, you have murdered the just; he does not resist you." (James 5: 1-6) - from: Christ's Object Lessons, by Ellen G. White, 1900.

صورة في موقع الأنبا تكلا: غني ظالم وفقراء مظلومين: "هلم الآن أيها الأغنياء، ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة. غناكم قد تهرأ، وثيابكم قد أكلها العث. ذهبكم وفضتكم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادة عليكم، ويأكل لحومكم كنار! قد كنزتم في الأيام الأخيرة. هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم، المبخوسة منكم تصرخ، وصياح الحصادين قد دخل إلى أذني رب الجنود. قد ترفهتم على الأرض، وتنعمتم وربيتم قلوبكم، كما في يوم الذبح. حكمتم على البار. قتلتموه. لا يقاومكم!" (يعقوب 5: 1-6) - من كتاب دروس المسيح الموضوعية، إلين ج. وايت، 1900 م.

معلمنا يعقوب يرفع شأن الفقير لأن معايير الأبدية تختلف كثيرًا عن معايير العالم:

+ في نفس الوقت في إصحاح 2 رفع شأن الفقراء وقالنا إن الفقراء دول أحيانًا بيكونوا اقرب لربنا أو بيكونوا أقرب للإيمان مننا.

+ الفقراء أغنياء في الإيمان وورثة الملكوت: "أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ؟" (رسالة يعقوب 2: 5)

 يعني يمكن الفقير اللى انت شايفه النهارده لو عدينا مئات السنين وبصينا للأبدية نلاقى الفقير اللى احنا كنا مش بنحترمه أغنى مننا كتير قوى في السما واحنا اللى واقفين جانبه مكسوفين من فقرنا.

+ الغنى الروحي هو الذي يحسب لنا رصيد في السماء:

 فالغنى والفقر مش هيدوم أبدا ولهم معيار تانى روحي: الغنى في الروحيات - وإحنا اتكلمنا في الموضوع ده لو تفتكروا - الغنى في العمل الصالح، الغنى في الصلاة، الغنى في كلمة ربنا، الغنى في المحبة، دى حاجات تسوى عند ربنا كتير قوى لكن مجرد غنى الفلوس ممكن يضيع الأنسان.

هل للغني طريق يخلص به؟

+ ما أعسر دخول الأغنياء ملكوت السموات: القضية دى شغلت الكنيسة زمان لأن المسيح له المجد قال: "مَا أَعْسَرَ دُخُولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ! مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ" (إنجيل مرقس 10: 24) طبعا الكلام ده يخوف.

+ لا يعسر على الرب شيء: فسأله التلاميذ: "إِذًا مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْلُصَ؟" (إنجيل متى 19: 25)، (إنجيل مرقس 10: 26)، (إنجيل لوقا 18: 26) اومال مين يدخل طيب أما كل الأغنياء كده دخولهم صعب. قالهم: "غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ".

+ حتى لو يبان ان دخول الغنى صعب في الملكوت مش صعب قصاد ربنا.

+ إذًا معنى الكلام اللي قاله ربنا يسوع المسيح إن دخول الغنى السما مش مستحيل.

 

معالم الطريق الصحيح لخلاص الأغنياء:

(الباب الضيق - الجهاد الروحي وحساب النفس والتوبة - نقاوة القلب):

لازم يعرف الغنى إن غناه ممكن يكون معطل له، وانه يحتاج إلى ثقب ابرة يعدى منه، يعني يحتاج إلى باب ضيق، ويحتاج إلى جهاد روحي، ويحتاج إلى حياة فيها توبة، ويحتاج الى حساب لنفسه، ونقاوة قلب عشان يقدر يعبر من وسط الفلوس الكتير ويدخل السما.

 

" مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (الرسالة الأولى لتيموثاوس 6: 10)!

+ الغنى كتير ما بيضيع الناس. لأن " مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (الرسالة الأولى لتيموثاوس 6: 10).

+ فلما الواحد يبقى عنده فلوس كتير بسهولة بيتكل على الفلوس وبينسى يتكل على ربنا.

+ لما الواحد يبقى عنده فلوس كتير ساعات يبقى مسار للكراهية بينه وبين الناس لأن الفلوس دى بتوقعه مع الناس وبتخلى الناس تبص له بصات مش تمام وهو ممكن يزداد طمع.

+ إذًا الفلوس دي بتجيب مشاكل كتير قوى.

 

هل معنى ذلك أن امتلاك المال خطيئة؟ أو الغنى خطيئة؟

+ الفلوس مش غلط بل عطية ربنا، والغنى في حد ذاته مش غلط. لكن لا بد للأغنياء أن يحذروا من ان فلوسهم تضيع ابديتهم.

 

خطورة الغِنى فيما يسببه من غرور وكبرياء:

+ يمكن واحد غنى الغنى بتاعه يديله نوع من الكبرياء لأنه شايف كل الناس بتعظمه بسبب فلوسه. فيحس إن هو أعلى من اللى حواليه، وكل اللى عمل فيه كده شوية الفلوس اللى عنده.

+ طب وهو صحيح أعلى من اللي حواليه؟ بالعكس، يمكن في نظر ربنا هو أقل من اللى حواليه.

 

تحذيرات للأغنياء

1- لا طريق للخلاص إلا بالتوبة وعمل الرحمة

 

"هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ" (رسالة يعقوب 5: 1)

+ هنا بيقول لأ الغني له طريقة يتوب بيها.

 

" هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ "

+ يعني لما يبقى واحد غنى عمال يضحك ويرفه نفسه، الكتاب يقوله ليه كده انت المفروض تبكي لأن الرفاهية الزيادة اللى انت فيها دي هتسبب لك شقاوة قادمة.

+ مثل الغني ولعازر: وربنا يسوع المسيح سبق إدانا مثل الغني ولعازر (إنجيل لوقا 16: 20-31) علشان يشرح لنا الفكرة دي.

 - الغنى لم يذكر عنه إلا أنه كان مشغول بفلوسه

 - وكان مرفه ولم يشعر بلعازر اللى على باب بيته اللى في منتهى الفقر والأحتياج.

 - في الآخر بقى يتعذب ولعازر يتعزى.

 - ولما اعترض على ربنا قاله: "انت بتعترض ليه انت استوفيت خيراتك على الارض ولعازر استوفى البلايا هو الآن يتعزى وانت الآن تتعذب كل واحد يأخد حقه".

+ فاللي حاسس إنه خذ من الدنيا كل الرفاهية وكل المتعة وكل الراحة لا بُد أن يبكي لئلا يكون اللي أخذه من الدنيا ضيع اللي هياخده من السما.

+ بينما حياتنا لما يكون فيها تجارب وضيقات ده المفروض نشكر لأن الحاجات دى هي اللى هتحرسنا وندخل بيها السما.

 

رسالة تبكيت عنيف للأغنياء: لا طريق للخلاص إلا بالتوبة وعمل الرحمة:

" ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ " المقصود بها:

+ انتوا لو هتفضلوا في غناكم ده خليكوا بس ابكوا بقى وولولوا لأنه ينتظركم شقاء.

+ لو فضلتوا في حالة البخل - والأنانية - والكبرياء - والمشغولية بالفلوس - والحاجات اللى كلها مرتبطة بالغنى. لو فضلتوا في الحالة دى يصح تبكوا لأن ينتظركم شقاء قادم. آدي معناها.

طبعًا دى رسالة فيها تبكيت عنيف ان الغنى له طريق للخلاص بالتوبة وبعمل الرحمة.

 

كتاب "هل يقدر الغني أن يخلص؟" للقديس أكليمندس السكندري:

+ الموضوع ده لأنه كان ملخبط ناس كتير زمان في كتاب نزله واحد من القرن الثالث مشهور جدا اسمه "أكليمندوس السكندري".

+ أكليمندوس السكندري: كان مدير مدرسة اسكندرية اللاهوتية، وأحد علماء الكنيسة الأوائل في القرن التانى والثالث، فكتب كتاب اسمه "هل يقدر الغنى ان يخلص؟!"

+ هدف الكتاب:

 كتاب كامل عشان يشرح ان المسيح لم يقل أن الغنى لا بد أن يهلك. لكنه قال أن الغِنى ممكن يعطله لكن ممكن يخلص لأن " غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ".

+ وكيف يخلص الغني؟ زي خلاص أي واحد:

 أولًا : بالتوبة

 بأن يتعلق بربنا وميتعلقش بالفلوس

 ثانيًا: إستخدام أمواله لحساب الملكوت

+ لأن الوزنة الأساسية اللى في ايده فلوسه، لازم يتاجر بيها لحساب الملكوت، لأن التوبة لابد لها من ثمار تليق بالتوبة "اصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ" (إنجيل متى 3: 8).

 

لا بد أن نحاسب أنفسنا، أين نستثمر أموالنا؟!

+ طب إنت عندك قرشين زيادة عن باقي الناس! كان ممكن ربنا يخليك أقل من كل الناس. القرشين الزيادة دول وسيلة في إيدك تشتري بيهم الملكوت.

+ إعمل بيهم خير، واخدم بيهم الغلابة، واقسم لقمتك مع الجعانين، كده يبقى قدمت الغِنى اللى أعطاه لك ربنا، ورجعتهوله تانى غني في الأعمال الصالحة. استثمرت الفلوس بتاعتك، استثمار كله سماوي. حوشت كله في السماء.

+ كده يبقى غِنى حقيقي ولو مرضتش تعمل كده وفضلت تكنز لنفسك على الارض يبقى يليق تسمع الكلمتين الصعبين دول " أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ".

+ يعني اللى هياخذ باله من صورة الغنى في جهنم هيولول على روحه. يقول إيه اللي أنا رايح فيه ده؟! إيه السكة اللى انا ماشى فيها دى؟!

 

لا بد أن نحاسب أنفسنا: أين نحن من الفقراء! ماذا نفعل لأجلهم؟!

+ فالنحذر يا أحبائي لأننا في مجتمع بالنسبة لكنائس أخرى، وبالنسبة لبلاد تانية، وبالنسبة لقرى تانية، نعتبر أغلبنا أغنياء.

+ طيب وده هيبأه حسابه إيه قدام ربنا الكلام ده؟ لو إحنا ماحسناش بالغلابة، لو إحنا ما انتبهناش للناس اللي مش لاقيه تاكل وإحنا بنرمي الأكل؟ طبعًا لا بد أن نساءل على الكلام ده. لأن مش بعيد عن عنينا الفقر، والجهل والمرض، في بلادنا أيضًا.

+ يعني لو كنا في مجتمعات مافيهاش فقرا هنقول طب هنوصلهم إزاي؟ لكن ده إحنا في مجتمعات الفقر حولنا في كل مكان. فلما يكون كل الواحد فينا مشغول بالسلمة اللي أعلى منه، وفي ناس تحت السلم لسه ما طلعتش أول سلمة! أكيد ربنا لازم يصعب عليه.

+ لأن إحنا ولاده وهم ولاده. يعني لما تروح كنيسة في منطقة عشوائية، تلاقي أرضها لسه تراب، ماعندهمش دكة يأعدوا عليها! ونكون إحنا بنفكر نعمل تكييف في الكنيسة. من حقنا نعمل تكييف علشان نعرف نصلي. إحنا يعني ما إحناش متزمتين. لكن اللي مش لاقيين مكان يصلوا؟ والناس الجعانين اللي مش لاقية تاكل؟! والناس الكثيرة اللي مش لاقية شغل؟!

+ إذا ما انتبهناش للناس دول، ناس بيشاركونا جسد المسيح الواحد. إزاي ممكن نقف قصاد ربنا؟! حتى في الصلاة عايزين نترفه شوية! حاجه تخوف.

" أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ".

 

2- الأموال ستضيع، والملابس الفاخرة ستبلى

" غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ" (رسالة يعقوب 5: 2)

+ يعني الفلوس دي عمرها ما هتقعد. وان كان اللبس اللى بنتشيك بيه ده، العتة هتأكلها في يوم من الأيام. بس عدى كام سنة هتلاقى كل مظاهر الافتخار بتاعتنا لا تدوم.

 

3- إحذر مما تدخره على حساب مساعدة الفقراء

"ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ" (رسالة يعقوب 5: 3)

 

كله للزوال: "ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا"

 يمكن الذهب مبيصديش لكن المقصود بها كل مادة الغناء لازم تزول أو لازم تتشوه.

ما نكنزه سيشهد علينا في اليوم الأخير! لماذا؟ " وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ"

+ لماذا يكون صدأ الذهب شهادة علينا؟ لأنه قعد متخزن عشرات السنين وفي ناس مش لاقية تأكل.

+ فكونه اتخزن عشرات السنين في الوقت اللى فيه ناس جعانه وفي ناس عريانة، الصدأ بتاعهم يبقى شهادة علينا.

+ شهادة علينا ليه؟ لأن كان في ناس محتاجاه وانت عمال تخزنه، وربنا اللى اعطاك سامح للناس دى بالفقر، وكان مستنيك انت اللى توزع.

 

كن سخيًا وكريمًا:

+ عشان كده الكتاب بيقول: "(كونوا) أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيع" (1تي 6: 18).

+ وانت بتوزع خليك كريم وأعطى من غير حساب. ربنا بيدينا من غير حساب!

+ لا تستهزئ بمن يطلب منك المساعدة ول تنهره!!

+ ده ساعات الواحد يمسك الشحات من دول يبهدله.

+ تلاقي واحد مسك واحد في السكة كده يبهدله ويقوله مش تروح تشتغل!

+ طب إنت عارف ظروفه؟!

+ الله أعطانا أكثر بكثير من أجرة تعبنا: ما هو يمكن فعلًا يكون كسول ومش عايز يشتغل. لكن طب ما إنت ربنا اداك من غير ما تشتغل في حاجات كتير! وربنا بيبارك في حياتك وفي بيتك بخيرات إنت ماكنتش تعبت فيها كتير! مستخصر فيه التعب ليه؟!

+ لا تدين الغلابة، ولا تحاول فحص نواياهم!

 مدام عندك إدى وسيبه منه لربنا بعد كده. يعني إحنا بدل ما نمشي ندين الغلابة ونأعد نقول دول ناس بطالين ومش عاوزين يشتغلوا. خلينا نعمل وندفع حاجه بسيطة حتى علشان ضميرنا يرتاح، علشان نتمم وصية كل من سألك فأعطيه. ومنه لربنا بعد كده، إذا كان هيسدد إحتياجه يبأه خير وبركة، إن كان هو بيعبد المال، مش هتبأه إنت المسئول عن دي، دي حاجه بينه وبين ربنا.

 لئلا يكون في واحد من ضمن 10 شحاتين فعلا محتاج، تقوم تظلمه مع العشرة. لأ ادى للعشرة وخلاص هتخسر ايه؟! ربع جنيه، خمسين قرش، جنيه؟! هتخسر إيه يعني. كلام كله مش هتحس بقيمته مع الأيام، لكن لئلا تكون ظلمت واحد محتاج.

 

"ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ!"

+ كلام صعب! معلمنا يعقوب ده كلامه شديد مع الأغنياء، وقبلها كان مع الزناه والزواني. لكن إحنا محتاجين نسمع الكلام ده.

+ يعني الكنوز اللى بنكنزها دون ان نستغلها في الخير تشهد علينا قدام ربنا ويمكن تأكل لحمنا كنار

 

ما نكنزه لأبنائنا كثيرًا ما يكون سبب النزاع والخصام بينهم!

+ صدقوني ساعات الفلوس اللى تقعد تتخزن، والناس فاكره شيلاها لأولادها! الفلوس دي تبقى سبب خصام الأولاد مع بعض، وسبب مشاكل، وسبب قضايا، وسبب كراهية، وسبب خسارة شديدة جدا.

+ لو كانت الناس وعت إن مكانها الطبيعي عمل الخير أولى، كانوا وفروا على نفسهم مشاكل وهموم ومن أن تأكل لحومهم كنار.

 

ما نكنزه في حياتنا هو ما يأكلنا كنار في الأبدية:

+ يمكن القرش اللى انت عمال تعيش عمرك كله تقول اسيبه لأولادي هو اللى يأكل لحمك كنار، يأكل ولادك كنار.

+ ليه؟ بدل ما تسيب له روحانية، بدل ما تسيب له اتكال على ربنا، بدل ما تسيب له حياة مقدسة، بدل ما تعلمه يفكر في الأبدية، بدل ما تعلمه وصايا المسيح وتغرسه في الإنجيل، كل اللي انشغلت به تسيب له قرشين. طب والقرشين دول عملوا فيه إيه؟ مسبتش معاهم ايمان؟ ما سبتش معاهم محبة؟ ما سبتش معاهم حياه مقدسة؟ " يَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ". الفلوس دي تلاقيها اذت ولادك اكتر ما فادتهم لأنك انت ماعلمتهومش الحياة الصح. إنشغلت تحوش لهم بدل ما تنشغل تكبرهم في ربنا.

 

إكنزوا لأولادكم مبادئ روحية لا تفنى:

+ كل الناس بتحوش لأولادها، بس كام واحد بيحوش لأولاده مبادئ روحية؟! كم واحد بيحوش لأولاده أعمال صالحة؟! كم واحد قدوة أمام أولاده في الصلاة، وفي عمل الخير، وفي حب الفقير، وفي حب الكنيسة؟!

+ ده أولى كتير أوي من إنك تسيب لهم آلافات، وكلنا عارفين إن الآلافات ممكن تطير في يوم وليلة بشكل محدش يتوقعه.

+ طب على إيه؟! الشيطان بيضحك علينا كلنا، وكلنا ماشيين في الساقية وبيضحك علينا. طب ما الحقيقة واضحة قصاد عنينا.

+ خلينا نورثهم أولًا مبادئ روحية، خلينا نثبتهم في ربنا الأول وهو هيعولهم 100%. بعد كده إن كان في قرش تسيبه ما تسيبه وماله خير.

+ لكن تبأه كل غرضك إنك تسيب فلوس بس، انت مش فاهم حاجة. " يَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ "

 

" قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ "، يعني انتوا مشغولين قوى تحوشوا.

 

وصية صريحة من ربنا يسوع رب المجد:

" لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ" (إنجيل متى 6: 19)

+ متنسوش إن دى وصية صريحة من ربنا يسوع المسيح له كل المجد قال:" لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ".

+ يمكن كلنا بضعف ايماننا مش قادرين ننفذها حرفيا، او قليلين قوى مننا اللى يقدروا ما يحوشوش ولا مليم في البنك.

+ لكن على الأقل حتى لو مقدرناش على تنفيذها الحرفي، طب تنفيذها الروحي؟! اللي يبان بعد كده لما يقول: "بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا" (إنجيل متى 6: 20، 21).

 

قلبك فين؟! سؤال هام سنسأل عنه في اليوم الأخير:

+ يعني السؤال الأساسى مش عندك كام في البنك؟ مش هي دى اللي هتدينك عند ربنا.

+ قلبك فين؟ في البنك ولا عند ربنا؟ قلبك فين؟ لو ماكنش في البنك خلاص، أيًا كان اللي في البنك مش دي المشكلة.

+ لكن لو كان في البنك، 10آلاف زي 100 ألف، زي 100 مليون، أهو كله غلط. ليه؟ لأن قلبك في البنك، قلبك على الأرض، قلبك مربوط بالدنيا، مش هو ده اللي ربنا مستنيه. "اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ".

+ كنوز السماء: لكن إنت لما يكون لك علاقات مع القديسين، وبتحب الصلاة، وبتحب تعمل الخير، وبتحب ربنا، ومشتاق للأبدية ساعتها يبقى لك كنز في السما صحيح.

+ للأسف نحن لا نهتم إلا بالكنوز الفانية! "قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ "

 صحيح في الأيام الأخيرة الناس كلها ماشية تكنز، كل واحد بيفكر هيجيب كام، وهيأخذ كام، وهيحط كام، وهيعمل كام وبقت حاجة صعبة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

أهم مظاهر حب المال

 1- من مظاهر محبة المال: الظلم

"هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ، الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ" (رسالة يعقوب 5: 4).

 

محبة المال تحولك إلى إنسان ظالم:

+ حب القنية او اللى بيكنزوا دول هيصدر منهم تجاوزات. لأن حب الفلوس هيخليك تظلم، وهيخليك تستغل الناس استغلال سئ، ومتديهومش حقهم، وهيخليك متدفعش أجرة الفعلة كما يجب، هيخليك تغالط في الحسابات عشان تطلع كسبان.

+ كام واحد فينا لما حد ييجى يعمل له حاجة، يبقى حريص جدًا انه يدي له حقه كامل؟ كام واحد فينا وهو بيبيع حاجة يبقى حريص جدا انه لا يظلم الشارى؟ هو يتظلم بس الشاري ما يتظلمش. ليه لأن قلبه مش في الفلوس. أهم حاجة انه ميخسرش ربنا وميخسرش مبادئه الروحية.

+ لكن هنا مثل من أمثلة حب المال (اللي بيحب الفلوس) وده غنى اصبح بيأكل حق الفعلة بتوعه.

 

صرخة المظلوم مسموعة بقوة لدى الرب:

 " أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ، الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ "

" وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ".

 

 + يعني الحقول التي يحصدها الفعلة بتوعكم، وفي الآخر لا يأخذون حقهم، صراخهم دخل أذني رب الجنود.

+ دائمًا صرخة المظلوم قوية عند ربنا، المظلوم صرخته قوية عند ربنا، أيًا كان، ماتنسوش كده.

+ فبيحس بالظلم لأنه جه وشاركنا الظلم، والظلم صعب " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ" (سفر إشعياء 53: 7).

+ فلما حد يتظلم، دعوته قدام ربنا قوية بتدخل ودان ربنا. فربنا ينجينا ويحرسنا كلنا من إن إحنا نكون ظلمنا حد.

 

التطبيق العملي لهذه الآية:

 إعطي كل من يخدمك حقه:

+ يمكن استخسرتي في شغالة عندك، ما تستخسريش. إديها حقها وزيادة شوية. وإدي البواب حقه وزيادة شوية، وإدي المكوجي، وإدي السايس. وإدي كل اللى تقابله حقه وزيادة شوية.

 

 كن كريمًا، نحن نخسر كثيرًا عندما نبخس أحد حقه:

+ خليك كريم أحسن. لئلا تكون بخست لواحد حقه ودى تقف قدام ربنا وحشة في حقك قوى.

+ في واحد يقول: "وهو يضحك عليا ليه؟". ياسيدى خليه يضحك عليك، إن جت في الفلوس يبأه بركه! هو يعني لو ضحك عليك في قرش إنت خسرت كتير؟ ماخسرتش حاجة. لكن لو إنت ضحكت عليه إنت خسرت كتير قوى.

+ فهنا بيقول: "وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ"

 

 إعطي كل واحد أكثر من أجره، وأنت الرابح!

+ ابونا عبد المسيح النخيلى - الله ينيح نفسه - كان بيحكى لنا زمان يقول: لما تروح تشترى فاكهه ولا خضار، لما الراجل يقولك 2 جنية ادى له 2.5 جنية. كنا نضحك على أبونا. أبونا بيقول إيه في الزمن ده؟ ده هو يقول 2 جنية واحنا نقول 1.5 جنية.

+ لكن هو يقول ببساطة ادى له 2.5 جنية. هيدعى لك وهيفرح بيك، ويحس ان المسيحي انسان كريم وحلو، وانت كسبت محبة الناس، اهم بكتير من كيلو الفاكهه اللى اشتريته.

+ لكن إحنا تلاقي الواحد مش عارف في جيبه كام وربنا مديله كتير، لكن برضو يفاصل، كل دي مظاهر من محبة المال.

 

2- من مظاهر محبة المال: الرفاهية والتنعم وعدم الشعور بمتاعب الفقراء

"قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى الأَرْضِ، وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ الذَّبْحِ" (رسالة يعقوب 5: 5)

كلام صعب!

 

لا تنخدعوا بملذات العالم فتكونوا كذبائح سُمِنَّت للذبح:

+ قال: "اديكوا انتوا عايشين في رفاهية وتنعم، زي اللى بيربى قلبه عشان يذبحه! يعني عارفين التشبيه زي إيه؟ زي ما تجيب خروف تأكله كويس قوى، يقوم هو يأكل بنفس وحماس لأنك حاطت له كل يوم أكل كتير، وهو مش دريان انك بتأكله الأكل ده كله عشان يتخن ويكبر عشان تذبحه!

 + إحنا بنعمل كده مع نفسنا نقعد نربى في أجسامنا وننعم في نفسنا وكأننا نجهز نفسنا لنار جهنم. ربنا يرحمنا.

" تَرَفَّهْتُمْ.. وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ الذَّبْحِ "

+ زي الخروف المغفل اللي عمال يأكل فرحان، وفاكر صاحبه بيحبه، وهو صاحبه مش بيحبه، بيأكله علشان يكبر علشان لما يذبح يلاقي ذبيحة كويسة.

 

كفانا تنعم، كفانا رفاهية، دعونا نشارك الفقراء أتعابهم:

+ إحنا داخلين على صيام - كل سنة وإنتم طيبين - والكلام ده مناسب. الصيام الكبير بالذات ده كلام مفيد فيه.

+ " قَدْ تَرَفَّهْتُمْ " إحنا ما نحبش في الصوم - بالذات في الصوم الكبير - الرفاهية. الناس اللي عماله تجيب جاتوه صيامي، ومش عارف إيه صيامي!

+ إحنا بنصوم عشان نتذلل عشان نرجع ننتبه إلى ارواحنا وننكر شوية مشغولية اجسادنا. " تَرَفَّهْتُمْ.. وَتَنَعَّمْتُمْ " دي هتضيعنا.

+ كفاية رفاهية وكفاية تنعم، في ناس مش لاقية حتة تنام عليها ومش لاقية اكلة تاكلها. خلينا نجوع بإرادتنا احسن، خلينا نعطش عشان نحس بالناس دول أكثر. خلينا نقاوم الترفه والتنعم لحساب الملكوت. لئلا نكون نربى أنفسنا كما ليوم الذبح.

+ اللي عمال ينعم في نفسه ويرفه في نفسه، هو يحكم على نفسه أنه " للذَّبْحِ " يُربي نفسه.

 

3- من مظاهر محبة المال: الحكم على البار وأيضًا القتل

"حَكَمْتُمْ عَلَى الْبَارِّ. قَتَلْتُمُوهُ. لاَ يُقَاوِمُكُمْ!" (رسالة يعقوب 5: 6)

 

مظاهر محبة المال:

+ كل دى مظاهر من محبة المال:

+ الظلم جزء من محبة الفلوس، التنعم، الترفه، وكمان حكمتم على البار.

+ الحكم على البار مظهر من مظاهر حب المال: "حَكَمْتُمْ عَلَى الْبَارِّ":

 يعني تجيب واحد تظلمه وتطلعه غلطان، علشان إنت بتحب الفلوس، عشان متدفعلوش.

+ حب المال قد يصل إلى القتل من أجل المال: "قَتَلْتُمُوهُ"

+ بتوصل لكده، محبة المال تصل حتى إلى القتل. وعندنا قصص كتير في الجرائد اللي بتطلع كل يوم بسبب محبة المال، الناس بتموت بعض.

+ عشان كده الكتاب قال: "مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (تي 6: 10). كل الشرور لها علاقة بالفلوس والماديات.

+ " لاَ يُقَاوِمُكُمْ ": يعني البار الغلبان ده مش قدكم. الأغنياء يقدروا على الفقراء والفقير هيروح لمين؟! - يبدو أن زمن يعقوب زي زماننا - هتروح لمين تشكي؟! مين اللي هينصفك في الدنيا؟! ما دام فيه كبير وفيه غني في الدنيا، لكن هتضطر تقول أنا ملياش غير ربنا، وربنا واخد باله وبيدخل ودانه صياح الحصادين المبخوسة أجرهم. " وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ".

+ حذار! محبة المال تقتل "المسيح له المجد" مرة أخرى!

 فبيقول حاسبوا لتقتلوا البار وانتوا بتحبوا الفلوس كده. كمان دى اشارة إن احنا كإننا بمحبتنا للفلوس بنحكم على المسيح البار له المجد وبنقتله مرة تانى. لأن متنسوش إن يهوذا باع سيده بثلاثين من الفضة! هو كمان الفلوس خلته يبيع ربنا له كل المجد ويقتله حبًا في الماديات.

 

ملخص إصحاح 5 من الآية 1 إلى الآية 6:

1- تبكيت شديد للأغنياء ان يصح يبكوا ويتوبوا بسرعة لئلا ينتظرهم شقاء قادم.

2- ذهبهم وفضتهم وكنوزهم هيشهدوا عليهم.

2- صياح الفعلة اللى عندهم اللى ظلموهم هيشهد عليهم.

3- خطاياهم وتنعمهم وترفهمهم هيشهد عليهم لأن هم وصلوا في محبتهم للفلوس إلى الظلم والقتل ولا يقف امامهم احد.

 

St-Takla.org Image: A vast field with crops: "Therefore be patient, brethren, until the coming of the Lord. See how the farmer waits for the precious fruit of the earth, waiting patiently for it until it receives the early and latter rain. You also be patient. Establish your hearts, for the coming of the Lord is at hand." (James 5: 7-8) - from: Christ's Object Lessons, by Ellen G. White, 1900. صورة في موقع الأنبا تكلا: حقل مثمر: "فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين، متأنيا عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر. فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم، لأن مجيء الرب قد اقترب" (يعقوب 5: 7-8) - من كتاب دروس المسيح الموضوعية، إلين ج. وايت، 1900 م.

St-Takla.org Image: A vast field with crops: "Therefore be patient, brethren, until the coming of the Lord. See how the farmer waits for the precious fruit of the earth, waiting patiently for it until it receives the early and latter rain. You also be patient. Establish your hearts, for the coming of the Lord is at hand." (James 5: 7-8) - from: Christ's Object Lessons, by Ellen G. White, 1900.

صورة في موقع الأنبا تكلا: حقل مثمر: "فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين، متأنيا عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر. فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم، لأن مجيء الرب قد اقترب" (يعقوب 5: 7-8) - من كتاب دروس المسيح الموضوعية، إلين ج. وايت، 1900 م.

"فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ. هُوَذَا الْفَّلاَحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ" (رسالة يعقوب 5: 7).

+ في الآخر الكلام للكل مش للأغنياء بس.

 

" لِتَتَشَدَّدْ وَلْتَتَشَجَّعْ قُلُوبُكُمْ، يَا جَمِيعَ الْمُنْتَظِرِينَ الرَّبَّ" (سفر المزامير 31: 24)

+ " فتَأَنَّوْا " تأنوا يعني خلوا عندكم طول أناه. اللى عنده مشكلة كبيرة او تجربة صعبة، الكتاب يقوله " تأنى إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ". إنت صحيح عندك ألم شديد وتجربة قاسية، طب وماله هتنتهي على الاقل بمجيء الرب، يوم ما هتقابل ربنا هتنتهي التجربة " تأنى إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ".

+ مظلوم في الدنيا دى معلش، محدش نصفك وماله " تأنى إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ "، هتلاقى ربنا اللى ينصفك.

+ حاسس ان الشر زيادة في الدنيا والشر بيغلب الخير قدام عنيك وانت الشكوك بتلعب بيك، " تأنى إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ "

+ يوم ما ييجى ربنا هتشوف يعني اية الخير يكسب، وهتشوف إن الشر ده كله إلى زوال مهما كسب في الأرض ومهما افترى في وقت.

"7فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ "

+ إنت فقير وعشت أيامك بصعوبة كلها، وماله هي كلها ايام أيضًا، " تأنى إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ".

 

" آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ" (رؤ 22: 20)

+ الإنسان المسيحي غني أو فقير، في ضيقات او في أيام سهلة، لازم تبقى عينه على مجيء الرب. لابد ان يتأنى إلى مجيء الرب. يعني ينتظره ويتأنى عشان لو اتاخر يقوله على مهلك يا رب اللى تحبه بس انا مستنى برده.

 

تعود معلمنا يعقوب أن يكلمنا بأمثلة:

+ طبعًا إنتم عارفين يعقوب دائمًا يدينا أمثلة، من أول إصحاح كان بيدينا أمثلة عن التجارب وعن كل شيء بيدي أمثلة. فهنا فكرة التأني دي عايز يشرحها لنا في مثل فيقول:

 

مثل الفلاح الذي يتأنى على الزرع:

+ "هُوَذَا الْفَّلاَحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ، حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ".

 

شرح المثل:

+ الفلاح الشاطر، ممكن يلاقي بعد ما حط البذور بشهر، ابتدت الدنيا تنبت وتزرع. لو هو مش شاطر يروح بسرعة يحصد ويؤش.

+ لكن الفلاح اللي عنده خبره يقول: لأ لأ، لسه فيه مطر الشهر ده، يقول المطر نزل كويس الزرع يكبر شوية، وبعدين يقول لأ ده كمان بعد شهرين في مطر متأخر، استنى كمان المطر المتأخر عشان الزرع يأخد كل وقته وكل كفايته ساعتها يبقى الحصاد تمام.

تطبيق المثل على حياتنا:

+ لا تقلق عندما تتأخر الإستجابة لصلواتك:

 فى حياتنا فيه مطر مبكر وفي مطر متأخر، في بركات تلاقيها سريعة، وتيجى لك مع أول صلوة تصليها، وفي بركات واستجابة صلاة تيجي لك متأخر قوى، وده مهم وده مهم، وده بيكبر الزرع وده بيكبر الزرع.

+ سلم حياتك تسليمًا كاملًا لله، لتكن مشئته الصالحة في حياتك:

 تأنى لأن ربنا وهو بيزرعنا وبيكبرنا روحيا هو فلاح عارف بيعمل أيه. هو الزارع الحقيقي اللي عارف البذرة بتكبر ازاى.

+ لا تتزمر من التجربة مهما طالت أو من الضيقات مهما كثرت:

 فبيقول: احنا كمان لازم نتأنى إلى مجيء الرب زى الفلاح مش مع أي مطر مبكر نقول كفاية كده، لأ لسه في مطر مبكر وفي مطر متأخر. في ضيقات النهارده ولسه في ضيقات بكره دى لها قيمتها وبركتها ودى ليها قيمتها وبركتها.

 

"فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ" (رسالة يعقوب 5: 8)

+ كن ثابتًا كالصخرة ولا تتزعزع:

 المشكلة في القلب الذي يتزعزع، القلب يتهز يقوله كفاية بقى يا رب تعبت من الدنيا دى، تعبت من المشاكل دى، تعبت من الخطايا دى، تعبت من الظلم ثبت قلبك. تأنى وثبت قلبك "لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ". "فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ".

+ تقوى، وليتشدد قلبك، وانتظر الرب:

 هفكركم بكلمة بنقولها في المزامير يقول المرنم: "انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ" (سفر المزامير 27: 14). اللي يقول " انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ" يبأه ربنا استجاب، يرجع يقول تاني: "وَانْتَظِرِ الرَّبَّ " يعني لسه ماجاش برضه. وأنا أيضًا لسه مستني. وهو يقولي: "أنا جاي". وأنا أقوله: "يا رب انا مستني".

+ خزف أنا بين يدي الفخاري الأعظم!

 مش هقوله: "إتأخرت ليه؟". إنت يا رب عارف امتى تيجي تاخدني في الوقت المناسب. امتى اكون استويت. امتى يكون عدى عليا المطر المبكر والمطر المتأخر. لئلا اتاخد في نصف ايامى زي ما بيقول الكتاب: "يَا إِلهِي، لاَ تَقْبِضْنِي فِي نِصْفِ أَيَّامِي" (سفر المزامير 102: 24). لا تأخذني في نصف أيامي يا رب، يعني قبل ما استوي علشان أدخل الملكوت صح. لكن أدخل كده وأنا لسه ما توبتش، وأنا لسه ما استعدتش، وأنا لسه ما انشغلتش بك كفايه. خسارة يا رب أنا ماعنديش غير فرصة واحدة على الارض.

"فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ "

 

سؤال يتكرر: عبارة " مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ " جاءت كثيرًا في الكتاب المقدس وهو لم يأتي حتى الآن! لماذا؟!

+ واحد يقول الكتاب كل شوية يقول: "مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ " وفات على الكلام ده 2000 سنة ولم يأتي بعد - ودي هنشوفها لما ندخل مع بعض في رسالة بطرس.

" مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ " بمعنى الإنتقال من العالم ولقاء الرب:

+ مجيء الرب قد اقترب، لها معنى انه فعلا ربنا قريب من كل واحد فينا، وفي أي لحظة أي واحد فينا ممكن يسيب الدنيا ويقابل ربنا، يبأه " مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ". يعني ساعة كل إنسان قريبة، لأنه لا يعلمها.

" مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ " بمعنى أنه واقف على الباب ينتظر توبتنا:

+ لكن كمان حتى لو اتكلمنا عن مجيئه بمعنى "مجيئه الثاني في مجده على السحاب" أيضًا قد اقترب، ودي معلمنا بطرس قالها لنا ببساطة، قال: "يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ  لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ" (2بط 3: 8،9).

هو يتأنى لأنه لا يشاء أن يهلك أحد:

 + أتارى اللى بيقوله تأنوا واستنونى هو كمان بيتأنى. بيقولنا انتوا طولوا بالكم أنا جاى وهو بيأخر مجيئه، لأنه لا يشاء ان يهلك أحد. عمال يأخر مجيئه لأنه شايفنا لسه مش مستعدين، لسه مش تايبين، شايفنا لسه ملهيين في الدنيا والفلوس فيتأنى. مش عاوز ييجى. ليه؟ مش عاوز ييجي ويخسرنا. مش عاوز ييجى ونقع كلنا في مصير آخر بعيد عنه. لأنه لا يشاء أن يهلك احد.

هو يتأني ويريدنا أن نتأنى وننتظر مجيئه:

+ فهو يتأنى وتعدي سنة و100 سنة و1000 سنة، ونقوله اتأخرت ليه يا رب؟ إنت قلت جاي بسرعة. يقول: "ما أنا كان نفسى آجى بسرعة، أنا نفسي آجي بسرعة، لأنى عاوز احتفل بيكم في الأبدية بس لا أشاء أن يهلك أحد. ما زال لي أولاد كتير قوى بعاد، لو جيت دلوقتى هيروحوا، هاستنى وأطول بالى يمكن يرجعوا. فهو يتأنى علينا ويدعونا للتأنى عشان كلنا ننشغل بمجيئه في الآخر".

"فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ ".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

"خطيئة الإدانة"

" 9لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ"

(رسالة يعقوب 5: 9)

+ "لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا"

+ " لاَ يَئِنَّ " يعني زي "لا يدين". لما الواحد يقعد يتحسر على واحد كده، يقول: "فلان كان كويس وضاع، دلوقتى بيكذب وبيغش...إلخ". هو بيعمل إيه؟ هو بيئن عليه لكن هذا الأنين نوع من الدينونة له. عمال بيقول فلان بيعمل وبيسوى. إنت كده بتدينه، هتدان بسبب دينونتك له.

+ فـ"لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " يعني لا يدين أحدكم الآخر ولو حتى على سبيل التحسر. " لِئَلاَّ تُدَانُوا" فلما تشوف حد بيغلط متجبش سيرته مع حد أبدًا. لكن بينك وبين ربنا ئن زي ما انت عايز. روح قدام ربنا واسجد وقوله: "يا رب ارحم فلان دا كان معاك في يوم من الايام وبعد". ئن قدام ربنا زي ما إنت عاوز. لكن مع الناس لأ. لأنك كده هتدينه هتقع تحت الدينونة. "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا.... وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ" (مت 7: 1، 2)

"لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ "

من أجمل الآيات التي تعالج خطيئة الإدانة:

+ " هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ" الآية دي من أجمل الآيات التي تعالج خطية الإدانة.

خطيئة الإدانة خطيئة شائعة:

+ كلنا تقريبًا نقع في خطيئة الإدانة، قليل قوى لما حد يعرف ينجو من الخطية دى. فهي من الخطايا الصعبة لأنها بتشيل بركة ربنا من حياتنا (وزعنا عليكم من إسبوعين كتاب "إدانة الآخرين" لسيدنا البابا)

خطورة خطيئة الإدانة:

الخطية دي خطية وحشه ليه؟

+ لأنك لما تدين حد، إنت حطيت نفسك مكان ربنا على طول. لأن هو اللى من حقه يدين الناس.

+ في نفس الوقت إنت لما بتدين حد، ربنا يرفع النعمة على طول منك. لأنك مش حاسس إنك محتاج للنعمة، ومش حاسس بالإنكسار والاتضاع، فعمال تفتش في خطايا الناس.

+ ماذا تفعل إذا فوجئت بمجيء الرب وأنت واقع في خطيئة الإدانة؟!

+ من الآيات المفيدة جدًا وعندما نضعها أمام أعيننا لا ندين أحد هي آية: "هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ "، يعني ربنا واقف على الباب.

+ إفرض وإنت بتدين واحد ربنا دخل من الباب تبقى وقعتنا سوداء. الواحد هيقول لربنا إيه؟ دخل من الباب يعني انتهت حياتى وأنا بدين إنسان، يقولى إيه ربنا ساعتها.

+ يقولى: "هو أنا مش موجود علشان إنت تدينه؟ يعني أنا مش عجبك أخذت مكانى؟! طب هو كذاب عايزنى احطه فين في جهنم؟!

 طب وانت يا اللى بتقع في الدينونة احطك فين؟!

+ " هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ " إذا كان المسيح واقف لنا على الباب، ادين الناس ازاى؟ّ! أخاف ادين حد لأن المسيح واقف على الباب، يدخل في أي لحظة يقولى: ازاى تتكلم على فلان؟! ده ابني، انت بتتكلم على خطاياه ازاى؟! طب ده أنا بحبه، أنا عاوز اخلصه.

+ الذي تدينه قد يسبقك للملكوت:

+ زي ما معلمنا بولس يقول: "هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ، لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ" (رو 14: 4) لأن مولاه عايز يثبته. يعني اللى بيغلط ده سيبه لربنا يثبته أو يقع، لكن بإذن الله هيثبته لأن الله لا يشاء أن يهلك احد.

+ فيبقى أنا وقعت في الإدانة وضيعت أبديتى واللى انا ادنته واستغلطته يمكن ربنا يتوبه ويأخذه الملكوت عشان كده خطيئة الإدانة وحشة.

 

تدريب:

كل ما تيجى تغلط في كلمة على حد، أو تجيب سيرة حد، افتكر الآية اللى بتقول " هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ".

 

+ افرض في اللحظة دى وقفت قدام الديان هتقوله إيه؟! أخذت مكانك؟! أعدت على كرسيك يا رب؟! إنت أصلك ما بتعرفش تدين الدنيا أنا كنت بدين بدالك؟! هتبأه شكلها وحش.

 

"خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالًا لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ" (رسالة يعقوب 5: 10).

الأنبياء والقديسين والرسل قدوة لنا في إحتمال المشقات وطول الأناة:

" خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالًا لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاة"

+ هيرجعنا تاني لفكرة التجربة بتاعة يعقوب إصحاح 1.

+ معلمنا يعقوب بيقول: تعالوا افكركم بمثل لاحتمال المشقات وطول الأناة.

" الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ "

 + كل الأنبياء اللى عدوا علينا في العهد القديم عاشوا في طول أناه وفي احتمال المشقات. مفيش نبي - لو تدرسوا العهد القديم، وحتى رسل العهد الجديد وقديسيه - معداش على احتمال المشقات وطول الأناه. مفيش حد متمررش في الدنيا شوية، بما فيهم أكبر الأنبياء وأعظمهم والرسل والقديسين.

+ فإذا كنت إنت فيه مرار في حياتك، طب وإيه اللى يزعلك؟ فرقت إية عن موسى النبي اللي اتمرر، يوسف الصديق اللي اتمرر، يعقوب أبو الآباء، أبونا إبراهيم. كل دول عاشوا في مرار في وقت واحتملوا مشقات كتير قوى، ودول أغلى ناس عند ربنا.

 

التجربة لا تعني أبدًا أنك مرفوض من الله:

+ إوعى تفتكر انك كده مش غالى عند ربنا، طب دول أغلى ناس عند ربنا، وعاشوا في مشقات وبعضهم عاش في سجون. طب إنت ما جربتش السجن. إية رأيك إن في أنبياء قديسين لم تستحق الأرض تراب رجليهم. ربنا سمح لهم يدخلوا السجن مرات ويضربوا ويتبهدلوا. طب إنت مادقتش ده كله.

 

"خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالًا لاحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ"

 

أولاد الله لا بد أن يعبروا الضيقات ويحتملوها في صبر بل ويفرحوا بها:

+ وده نفس الكلام اللى قاله ربنا يسوع في التطويبات فقال: "11 طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ.12 اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ" (مت 5: 11، 12).

+ يعني كما كان وهكذا يكون ومن جيل إلى جيل، كل بتوع ربنا لازم يعدوا على الحاجات دى. "بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أع 14: 22)

+ محدش هيدخل السما الا اما يعدى على ضيقات كثيرة.

 

الضيقات والمشقات هي علامات الطريق الصحيح:

 + كل أما تعدي على ضيقات ومشقات وتبأه مطالب بطول الأناه، إعرف إن سكتك ماشية صح، هي دي علامات الطريق (land marks) اللي تعرف بها إنك ماشي صح.

+ لكن لو ملقتش في حياتك وضيقات ومشقات وتجارب يبقى انت ماشى في سكة مش هتوصل للملكوت.

 

"هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ" (رسالة يعقوب 5: 11)

الصابرين مطوبين في كل جيل:

+ "َها نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ" في كل الأمثال يقولوا يا صبر أيوب. ويطوبون الصابرين.

+ فبيقول: "هديكوا مثل من أمثلة الأنبياء اللي احتملوا المشقات واتعلموا الأناه".

+ تلاحظوا كلمة التأنى وطول الأناه جاءت 5 مرات تقريبًا في هذا البراجراف بس.

"أيوب الصديق" مثال الإحتمال والصبر إنتهت تجربته بالفرح:

+ فبيقول: "قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ" أوضح مثل في طول الأناة هو "أيوب".

+ " وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ (جزاء) الرَّبِّ". في الآخر حصل إيه؟ أيوب ربنا كرمه جدًا، وانتهت كل تجاربه ومشاكله، وبقى اسم عظيم في كل الاجيال، وبقى انسان نتشفع به كلنا وله نصيب في الابدية، وكل الآلام نسيها، وهو وأولاده راحوا السما وبقوا فرحانين بالابدية، والنهاية سعيدة جدًا.

+ صحيح الأيام اللى ع الأرض كان فيها مرار لكن في الآخر نهاية جميلة قوى.

 

لا تشك في محبة ربنا ورحمته حتى لو كنت في "بطن الحوت" أو "وسط آتون النار":

" سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ "

+ دايما الإنسان وسط التجارب والمشقات يتتشكك في كون ربنا رحيم ولا لأ!

+ لما الواحد ييجى يطيب خاطر او يعزى واحد مجرب يقوله: "أصل ربنا رحيم ورؤوف"، يقوله: "لأ لأ مش ممكن يبقى رحيم ويعمل فيا كده! مش ممكن يبقى رؤوف ويعمل فيا كده.

+ طول بالك سيب الأيام تعلمك، علشان هتكتشف وانت بنفسك هتشهد وتقول: "حقيقي ربنا طويل الروح، كثير الرحمة، ورؤوف. إنت بنفسك هتقولها، مهما شدت عليك الأيام والتجارب هييجى الوقت اللى تقوله: "يا رب حقك عليا انا بشهد لك قبل أي حد إنك كثير الرحمة ورؤوف".

"يونان النبي" خرج من بطن الحوت مسبحًا برحمة الرب ورأفته:

+ يونان وهو في الحوت وفي ظروف قاسية جدًا، لكن أول ما يطلع من الحوت. يقوله: "عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ" (سفر يو 4: 2).

+ قاله: "يا رب أنا علمت انك طويل الروح كثير الرحمة ورؤوف ونادم على الشر، لأن كان المفروض اتدفن في بطن الحوت، كان المفروض الحوت يقطعنى حتة حتة لأنى استاهل، لكن انت مررتنى وجوعتنى 3 ايام وصومتنى غصب عني وخلتنى أصلى غصب عني عشان إنت رحمتك واسعة ولا تشاء ان يهلك أحد، عشان في الاخر اطلع للحرية وافرح بيك واشكرك واشوف خلاصك واعرف انك انت يا رب كثير الرحمة ورؤوف.

 

آية للحفظ:

"هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ"(رسالة يعقوب 5: 9)(1).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

+ في المرة السابقة:

+ إنتهينا في المرة السابقة بعدد 11 من الإصحاح الخامس:

 "هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ" (رسالة يعقوب 5: 11)

+ في هذه المحاضرة: الإصحاح الخامس من رسالة معلمنا يعقوب من الآية 12-20 (الآخر).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وصايا ونصائح يقدمها لنا معلمنا يعقوب

"وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ. أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ. أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا. كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (رسالة يعقوب 5: 12-20).

 

 نصائح ووصايا تتفق مع وصايا الرب يسوع في الموعظة على الجبل

"لكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ" (رسالة يعقوب 5: 12)

 

1- لا تحلفوا:

 "لكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا "

+ من ضمن الوصايا اللى بيقولها لنا معلمنا يعقوب، إن الواحد ميحلفش.

 

الرب يسوع أيضًا في الموعظة على الجبل أوصانا " لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ ":

+ في العهد القديم كان ممكن الواحد يحلف. لكن كان عليه يلتزم بالحلف اللى قاله. وعندما جاء ربنا يسوع المسيح له المجد قال لنا: "«أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ." (إنجيل متى 5: 33-37).

+ فمعلمنا يعقوب مش بيقول حاجة جديدة، بيقول نفس اللى قاله ربنا يسوع.

 

"لاَ تَحْنَثْ " في العهد القديم أكملت لتصبح في العهد الجديد " لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ ":

+ بس أنا بفكركم إن في العهد القديم كانت الوصية أكثر: "لاَ تَحْنَثْ " يعني حتى لو اقسمت لا تخلف.

+ لكن مع الأيام والأجيال ثبت ان الإنسان مش قد كلامه أبدًا. وإن الإنسان لا يملك ما يحلف به. لا يملك سماء، ولا يملك الارض، ولا يملك شعره واحدة من شعر رأسه، ولا يملك أورشليم، ولا يملك حاجة.

المسيحي الحقيقي لا يحلف أبدًا:

+ إاذا كان مفيش في ايديه حاجة ومفيش في سلطته حاجة، طب بيحلف بأي أساس عشان كده الإنسان المسيحي الحقيقي لا يحلف البتة.

 

لماذا نهانا معلمنا يعقوب عن "الحلفان" "قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ":

+ ونستغرب إن معلمنا يعقوب حاطتها باهتمام شديد عندما يقول: "لكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا". طب ممكن يكون في حاجات كتير قبل الحلفان يا معلمنا يعقوب!

+ الحلفان خطية مركبة لأن فيها الواحد عنده ثقة زيادة بنفسه.

+ الحلفان يحمل نوع من الكبرياء: إن الواحد يحلف فيها نوع من الكبرياء، كأنه يعني ضامن كل حاجة، وكأنه عارف كل حاجة.

+ المتواضعون ليس لديهم الثقة الكاملة إلا في الله وحده: بينما الإنسان المتواضع متأكد دايمًا إنه مش ضامن حاجة، ولا يعرف كل حاجة. فدائمًا يقول اعتقد، لكن ميقولش أبدا حلفان.

+ سبق أن تكلم في رسالته عن ضرورة اتضاع الأغنياء: لذلك إذا كان بيتكلم قبلها عن الاتضاع عامة، وخاصة اتضاع الأغنياء. فهنا بيقول: "قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ.. لاَ تَحْلِفُوا (الْبَتَّةَ)".

+ الله يسمح بظهور بطلان الحلفان حتى يدرك الإنسان ضعفه: الواحد دائمًا يفتكر ان اللى بيحلف ده، لازم ربنا يسمح إن كلامه يطلع غلط في مرة او مرات، عشان يبطل حلفان، عشان يبان إنه لايعرف، وإنه لا يملك لكي يحلف.

"لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ".

 

2- لا تكثر من الكلام وليكن كلامك صادقًا " لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ "

+ المسيح له المجد قال: "لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ" لما تقول نعم، ابقى نعم مفيهاش فصال، ولو قلت لأ تبقى لأ، مش هتبقى نعم ابدًا.

+ طبعًا لئلا واحد يقول نعم وميحلفش وتكون النعم بتاعته لا، فيقوله " لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ " فيوم ما تقول نعم تبقى نعم. يعني لما تقول لواحد صح الكلام ده، يبقى صح مينفغش تحتمل اى كلمة تانى. ولو قلت لأ، تبقى لأ.

+ خليك كإنسان بتخاف ربنا كلمتك دايمًا كلمة واحدة، ومفيهاش فصال، ومتسمحش لحد يخليك تحلف او يخليك تكذب.

 

3- كثرة الكلام توقعك تحت الدينونة

" لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ"

الرب يسوع أيضًا علمنا هذا في الموعظة على الجبل:

+ لو زودت في الكلام ربنا يسوع قال كلمة مهمة قوى قال: "وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ" (إنجيل متى 5: 37) الشرير هو الشيطان. يعني لو قلت اكتر من كلمة "نعم" احتمال يكون الشيطان هو اللى غذى الحتة دى، ولو قلت اكتر من كلمة "لأ" احتمال يكون الشيطان هو اللى اشتغل في الموضوع ده.

+ يعني "كل كلمة بطالة تعطون عنها حسابًا" " كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ" (إنجيل متى 12: 36).

+ لو الواحد بيقول "النعم" مرة واحدة وتطلع نعم، خلاص الناس هتتعود عليه، دى طريقته "النعم" بتاعته "نعم" و"اللأ" بتاعته "لأ".

+ اللى بيزود في الكلام كتير لازم الشيطان يلعب بلسانه.

+ كتر الكلام يوقعنا في دينونة وكلنا جربنا نقول: "ياريتنا ما اتكلمنا، ويارتنا ما زودنا في الكلام، ياريتنا ما استفضنا في الشرح".

+ وفي ناس الحقيقة غاوية توقع الواحد، يعني لما تقول كلمة تأعد تدور وراها كده، طب ما أنا قلت "لأ" خلاص! "لأ" هي "اللأ". ولازم الشخص يقبلها بالروح دي.

"لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأَرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ "

+ هذا يؤكد ان كلام معلمنا يعقوب ماشى مع الموعظة على الجبل زى ما ربنا يسوع له المجد قالها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنشغلوا دائمًا بالصلاة في وقت المشقة والترتيل في وقت الفرح

"أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ". (رسالة يعقوب 5: 13).

 

"َأَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ"

+ آية جميلة وصغيرة وياريت كلنا نحفظها.

الصلاة هي الحل الوحيد في وقت المشقة:

+ اللى عنده مشقات الحل الوحيد الأساسي إنه يصلي.

+ وطبعًا أنواع المشقات كتيرة. لما عرض علينا التجارب في أول إصحاح لقينا ملخص الكلام "صل"، أيًا كان نوع المشقة (اقتصادية – اجتماعية – روحية – تربوية – زوجية) كلها مشقات.

+ فاللي عليه مشقة يصلي. ده حل بسيط وحل في ايدين الكل، وحل مش محتاج فلوس، ومش محتاج ناس، ولا مكان.

"َأَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ"

+ ومين معلهوش مشقات؟! يبقى لازم كلنا نصلي.

+ ده ساعات الواحد لما ربنا يلاقيه مش بيصلي بزمة، يسمح له بمشقات عشان يصلي.

 + وساعات الواحد لما يلجأ إلى حلول كتيرة تتعقد الدنيا، وكل الامور تبوظ عشان يصلي.

 

الصلاة هي أهم عمل تقوم به على الأرض:

+ لأن مجرد الصلاة لوحدها هدف عند ربنا إن الواحد فينا ينشغل بالصلاة.

+ فوقفة الصلاة حسب كلام القديسين هي اهم عمل يعمله الإنسان طول حياته، أهم حاجه في حياة الواحد.

+ يعني لو صفوا عمرنا كده كله، هيلاقوا شوية الصلاة اللي فيه هم اللي هيوزنوا عند ربنا.

+ لكن ياما روحت وياما جيت وياما اشتغلت، وياما كسبت وياما خسرت،... كل ده كلام هواء! مش هيتحسب. "َأَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ"

 

أيضًا في أوقات الفرح صل ورتل: "أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ"

+ مسرور يعني معندوش مشقات بردو يرتل، يعني يصلي بطريقة مفرحة، ده مبدأ حلو ان الواحد لما يكون مبسوط يرتل يسبح ربنا.

+ لكن واحد يبقى مبسوط يفكر يضيع وقته بطريقه غير روحية! طب ليه؟! اذا كنت مبسوط ده خير ربنا عليك، رتل، رتل يعني صلي بفرح، أو سبح بفرح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

سر مسحة المرضى (صلاة القنديل) تسلمته الكنيسة من آبائنا الرسل

"أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ (الترجمة الصحيحة قسوس) الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّواعَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ" (رسالة يعقوب 5: 14).

 

 + كلمة "شيوخ" هنا في الأصل اليوناني (إبريسفيتيروس) precbuterwc أي "قسوس الكنيسة" وليس "شيوخ بمعنى كبار السن"، الترجمة الدقيقة القبطي السليمة "قسوس الكنيسة".

" فَلْيَدْعُ قسوس الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّواعَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ"

 + اللى هي "صلاة القنديل" أو "سر مسحة المرضى" ده الأساس بتاعها.

 

كنيستنا القبطية الأرثوذكسية حريصة على ما تسلمته من آبائنا الرسل:

+ إحنا مألفناش حاجه في الكنيسة القبطية، ده تعليم الكتاب اللي عشنا به 2000 سنة.

+ فلما نلاقى واحد مريض، نجيب قسوس الكنيسة يصلوا عليه.

 

سؤال: لماذا الكاهن هو الذي يصلي للمريض؟ ألا يقبل الله صلاة أي إنسان؟!

 ("طب ما كل الناس تصلي! إشمعنى القس؟!")

+ القس واخد موهبة خاصة، واخد درجة خاصة من ربنا، فهيبقى له نعمة خاصة عند ربنا.

 

آيات كتابية تؤكد صحة "سر مسحة المرضى" الذي تمارسه الكنيسة القبطية حتى الآن:

" وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ "

+ هذه الآية تؤكد إن اللى احنا عايشين عليه حتى الآن هو اللى كانوا عايشين عليه الآباء في المائة سنة الأولى (القرن الأول). " وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ "

+ في آية تاني - علشان للي بيحب يستدل بآيات على صدق الأسرار عندنا:

 إنجيل مرقس إصحاح 6، السيد المسيح عندما أرسل تلاميذه لكي يصنعوا معجزات، وينشرون الكلمة، يقول:

 "وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ" (إنجيل مرقس 6: 13).

+ إذًا حكاية إن القس أو الرسول يمسك زيت في ايده ويكون متصلي عليه ويدهن، عشان الشفاء ده، تقليد آبائى كتابى عايشين عليه بقى لنا 2000 سنة.

+ في ناس ما بيعجبهاش الكلام ده، وتيجي تقول إيه القنديل اللي إنتم بتخترعوه ده؟! إحنا ما اخترعناش حاجه، إحنا اللي استلمناه من المسيح مسلمينه من الآباء الرسل جيل بعد جيل لغاية النهاردة.

 

لماذا "صلاة القنديل" أو "القنديل العام" مرتبط بالصوم الكبير؟

+ تلاحظوا إن الموسم ده (الصوم الكبير) كل الناس تعمل قناديل، ونيجي في آخر الصوم الكبير نعمل صلاة القنديل العام في الكنيسة.

+ طب إية العلاقة؟ هو لازم كل بيت يكون فيه مريض؟!

+ الكنيسة دائمًا كأم تعلم أولادها إن في نوعين من الأمراض: في مرض ظاهرى مرض جسدي، وفي مرض خفى أخطر وأهم هو المرض الروحي.

+ وإن كان مفيش مرض ظاهرى واضح بالتأكيد في مرض روحي موجود.

+ فإذا كان الواحد حاسس بخطورة المرض الروحي، هيطلب له شفاء، وهيحتاج إلى نعمة الشفاء.

+ ومن هنا لأن ده موسم التوبة، الكنيسة تسميه كمان "موسم الشفاء".

+ ففي الصوم الكبير كل الشعب يخف! كل الشعب بالصلاة والصوم يعمل أو يصلي قنديل لكي يبرأ من أمراضه.

 

قراءات الصوم الكبير تركز على معجزات الشفاء الروحي (بالتوبة وصلاة الإيمان)

+ وتلاحظوا إن حتى قراءات الصوم الكبير، فيها تركيز على الأمراض: المولود أعمى، مريض 38 سنة، وقصص شفاء كثيرة وكلها تأخد المعنى الروحي.

 اللي بآله خطية 38 سنة، واللي اتعمى عن رؤية المسيح من كتر خطاياه، كل ده محتاج شفاء.

+ والشفاء المقصود به هنا التوبة وصلاة الإيمان.

+ وهيبان في الكلام علاقة الشفاء الروحي بالجسد.

"أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ قسوس الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّواعَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ".

 

الصلاة لابد أن تكون بإيمان حتى تنال الشفاء الروحي والجسدي

"وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ" (رسالة يعقوب 5: 15)

علاقة الشفاء الروحي بشفاء الجسد:

+ طب إيه العلاقة؟! الواحد يمكن يهمه شفاء الجسد فقط.

+ لأ "وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ"، هذا يؤكد أن الطلب كان طلب روحي، زى ما هو طلب جسدي، طلب مغفرة الخطايا وأيضا طلب الشفاء الجسدي.

+ معجزة شفاء المفلوج (مت 9: 2-8)، (مر 2: 3-12)، (لو 5: 18-26)

 تبين أن الشفاء الروحي أصعب وأهم من الشفاء الجسدي

+ في معجزة شفاء المفلوج المسيح له المجد فرضوا عليه المفلوج، نزلوه كده دلوه من السقف قدام المسيح له المجد.

+ يقول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ" - الإيمان هنا مهم خالص - لم يقل له قم وامشى ولكنه قال له: "يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ". أعطى له الحاجة الأهم أولًا. الحاجة الغالية الأول.

+ بينما الناس تزمروا وهمهموا من يقدر أن يغفر خطايا؟ إيه اللي بيقوله الراجل ده؟ هو مين بيديه الغفران غير ربنا؟! وبعدين واحد تاني يقول: "ماهو كلام. هو حد شاف حاجه؟! أهو مغفورة لك خطاياك دي ماحدش عارف اتصرفت ولا لأ".

+ فالسيد المسيح قالهم: "انتوا فاكرين ان الكلام سهل" " أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟". انتم شايفين إنه أسهل لما أقول مغفور لك خطاياك؟! لأ دا انتم مش فاهمين حاجة! مغفورة لك خطاياك دى الأصعب، ودى الأهم، "وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا" "يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ".

+ فبدأ بالغفران وانتهى بالشفاء. وأوضح في كلامه أن الغفران أصعب من الشفاء وأهم من الشفاء.

 

الشفاء الجسدي بدون التوبة وغفران الخطايا يؤدي إلى الهلاك:

+ لأن ممكن الواحد يبأه عيان في جسده ويخف. وبعدين؟! إن كانت خطاياه متشالتش يبقى في الآخر هيروح جهنم.

+ إن كان ماعرفش سكة التوبة، يبقى إيه يعني خف من مرضه. لكن الأهم جدًا يخف من المرض الروحي، حتى لو مرضه الجسدي أعد. بدليل إن المسيح قاله " مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ" واستمر مريض شوية.

+ لكن عشان يثبت المسيح له المجد إن اللى بيقوله ده مش كلام كده، قاله كمان " قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ".

 

+ في صلاة القنديل: يصلي الكاهن أولًا من أجل غفران الخطايا:

 إحنا نعمل زى ربنا يسوع المسيح، نطلب أولًا الغفران. في كل بيت ندخله نصلي قنديل يبقى الطلب الأساسى هو التوبة والغفران.

+ في التقليد القديم صلاة القنديل كانت احتفال توبة يسبقه الإعتراف بالخطيئة:

 وعشان كده التقليد القديم اللي يا ريت نرجعه، إن صلاة القنديل هي احتفال توبة للبيت كله. يعني كل واحد يأخذ أبونا الأول يعترف - مفروض كده - وبعدين كلهم يقدموا صلوات وصلاة القنديل، وفي الآخر يترشموا بالزيت. وكل اللي يهمهم مغفرة الخطايا. فرحانين بغفران الخطايا.

+ وان كان واحد عيان نطلب له كمان الشفاء.

+ ما يهم الكنيسة كأم أن يصل أبنائها إلى الملكوت بنوال نعمة غفران الخطايا:

+ لازم تعرفوا إن حتى في صلاة القنديل نحن لا نفرض على الله طلب الشفاء. فاحنا نلح جدًا في طلب الغفران، وعند الشفاء الجسدي نصلي سرًا قائلين: - نقولها سرا عشان الناس متزعلش - "يا رب لو مش عاوز تخففه سهل طريقه للملكوت لكن لا يضيع الملكوت منه". لأن الكنيسة كأم يهمها أن أولادها يوصلوا السماء. ودي حاجه بتاعة ربنا، يخف أو ما يخفش، دي نعمته.

+ لكن الحاجه اللي مش عاوزينه أبدًا يقولنا لأ: "يا رب سامحه، يا رب شيل خطاياه اللي فاتت كلها" ده ما يعنينا بالأكثر. ليه؟ لأن المصير الأبدي أهم من الكام يوم اللى هيقعدهم على الأرض. وخطاياه وأمراضه الروحية أخطر جدًا من أمراضه الجسدية. ثم إنه عيان النهارده، وهيخف بكره وهيرجع يعيا بعدها بفترة، ماهي حياة الدنيا كده مش دى المشكلة الكبيرة.

+ فتلاحظوا إن كلامنا ده، يتفق جدًا مع تعليم الكتاب.

 

أي عمل طقسى في الكنيسة لا بد أن يكون باسم الرب (الثالوث الاقدس)

"أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ قسوس الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّواعَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ".

 

الدهان بالزيت يكون بإسم الرب: "وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ "

+ إحنا لما ندهن زيت دائمًا نقول الآتي: "باسم الآب أو مبارك الآب ضابط الكل، مبارك ابنه الوحيد يسوع المسيح، مبارك الروح القدس المعزى" يعني دائمًا باسم الرب. أي دهن ندهنه لازم يكون باسم الرب، أي عمل طقسى في الكنيسة لازم يكون باسم الثالوث الاقدس.

+ ساعات بنقول باختصار "باسم الآب والابن والروح القدس" وساعات نعطي البركة لكل الثالوث: مبارك الآب ضابط الكل، مبارك ابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا، مبارك الروح القدس المعزي.

+ ساعات الكاهن يقولها قبطي لكن في كل الحالات، ندهن باسم الرب.

 

أشكال الزيوت المقدسة واستخداماتها:

+ بردو واحد يقول طب ده الزيت له اشكال واستخدامات كتير.

+ أيوه طبيعي لأن ده هنا "زيت مسحه المرضى"

+ لكن في عندنا "زيت الميرون (زيت الروح القدس)" اللى بيدشن الإنسان وبيختنه وبيعمله مسيحي بعد المعمودية.

+ وفي أنواع من الزيوت الأخرى:

 في زيت العظة في المعمودية

 وفى زيت الفرح في صلوات المعمودية

 وفى زيت البركة للعروسين اللي بنستخدمه في الإكليل.

+ كل دى زيوت مقدسة.

+ هي الفكرة ببساطة إن المادة (الزيت) لما نصلي عليه، نستودع المادة قوة روحية، وحسب صلواتنا:

 إذا كانت الصلوات دى بتقول لربنا خلى في الزيت قوة الشفاء يبقى فيه قوة الشفاء، ربنا يقول حاضر.

 اذا كانت الصلوات بتقول يا رب خلى فيه قوة البركة وسلام للبيت، خلاص يبقى الزيت فيه بركة وسلام للبيت.

+ إحنا كنيسة عندها إيمان بسيط تتعلم من المسيح وتنفذ على طول وتصلي والصلاة تعمل كل حاجة. " فَيُصَلُّواعَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ".

 

الإيمان ضروري جدًا لنوال الشفاء

"وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ"

إيمان الكاهن أم المريض أم أقاربه؟

+ بردو واحد يقول، الإيمان؟ إيمان مين؟

 إيمان كل اللى بيصلوا، إيمان الكاهن، إيمان المريض، إيمان اللى حواليه. الإيمان قوة في الصلاة دائمًا.

بالإيمان نال المفلوج الشفاء:

+ لذلك الكتاب المقدس عندما ذكر لنا "معجزة المفلوج" قصد يقول: "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ" (إنجيل متى 9: 2).

+ وبان إيمانهم إن إيمانهم كان إيمان عملي، مش مجرد جايبين الراجل تعبان وخلاص، كان عندهم إصرار إن يوصلوا المفلوج أمام المسيح متأكدين انه طالما وصل للمسيح هيخف.

+ وهذا الاصرار خلاهم يتشعبطوا على السقف ويفكوا السقف الخشب، وينزلوا السرير امام المسيح، وعملوا شغلانة كبيرة بإصرار.

+ كان ممكن المسيح له المجد لو شخص عادي يتضايق إن هم فرضوا عليه واحد من السقف كده وهو بيوعظ، لكن عجب المسيح تصرفهم لأنه وجد فيه إيمان. "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: "يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ".

 

بالإيمان نالت المرأة نازفة الدم الشفاء:

(مت 9: 20-22)، (مر 5: 25-34)، (لو 8: 48)

+ نازفة الدم جاءت في وسط كل الناس الزحمة، وعندها إيمان بسيط في قلبها، اعتقاد قوي "إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ " بس هلمس طرف جلبيته هخف.

+ لا حد قالها إعملي كده ولا حد قبلها عمل كده. اهو ناس كتير بتلمس المسيح وما كنش حد عارف إن فيه معجزات. لكن دي إيمانها البسيط وثقتها، تعلقت وأخذت اللي عاوزاه.

 

بالإيمان نالت المرأة الكنعانية الشفاء لإبنتها: (إنجيل متى 15: 22-28)

+ المرأة الكنعانية ست مش يهودية خالص، سمعت عن المسيح ومعجزاته، فآمنت، وتعلق قلبها بشفاء ابنتها التي لها سنين في صرع، في حالة مش كويسة، بئيت تزن على المسيح منين ما يمشي قائلة: "ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا". وآعده تزن طول السكة ومش راضية تبطل.

+ وكان لديها إيمان وإصرار أنه إذا تكلم معها كلمة هتخف.

+ والمسيح حاول يزجرها، وحاول ينفرها بكلام صعب في الأول: "لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب "، ولكنها ردت قائلة: "نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!". قال لها: "يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ".

+ إيمانها بان فيه إيه؟ إصرار. إصرار. هتأخذ من المسيح اللي هي عايزاه، متأكده إنه يقدر! متأكده إنه هيعمل.

 

بالإيمان نال قائد المئة الشفاء لغلامه: (مت 8: 5-13)، (لو7: 6-10)

+ قائد المئة يبعت للمسيح له المجد يقوله: "ابني بيموت".

+ المسيح يقول أروح أشوفه،

+ يبعتله تاني يقوله: "لأ ماتجيش. تيجي ليه؟ّ ! تكلف نفسك ليه؟! أنا رجل يعرف معنى السلطان" "لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ". أنت رجل لك سلطان "يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي". "قول كلمة بس، أنا مش طالب أكتر من كلمة". فالمسيح يقف مكانه ويقول: "لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا!".

+ من مكاني هقول كلمة: "هو عرف كده؟! خلاص، اللي هو عاوزه لازم يخده. "اذْهَبْ، وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ".

+ ربنا بيفرح لما بيلاقي عندنا إيمان، ثقة فيه.

"وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ"

 

الرب هو الذي يقيم كل مريض وحاشا أن يكون بأحد غيره الشفاء:

+ أيضًا عبارة " وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ "، دي مهمه ليه؟ لئلا واحد يقول إن القسيس اللى صلى هو اللى اقامه. قسيس مين؟! إحنا مش لسه بنقول: "وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ "، ويصلوا بإيمان، " وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ". كل إقامة، كل شفاء ينسب لله وحده. حاشا أن ينسب لآخر.

 

بصلاة الإيمان ننال غفرانًا لخطايانا:

"وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ".

+ يعني بالمره، بما إننا بنصلي للغفران، ومن أجل الشفاء فتبقى بركة الغفران وبركة الشفاء.

 

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "The effective, fervent prayer of a righteous man avails much." (James 5: 16) - Arabic calligraphy, by Adib. صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية "طلبة البار تقتدر كثيرا في فعله." (يعقوب 5: 16) - فن بالخط العربي، الخطاط: أديب.

St-Takla.org Image: Arabic Bible verse: "The effective, fervent prayer of a righteous man avails much." (James 5: 16) - Arabic calligraphy, by Adib.

صورة في موقع الأنبا تكلا: نص آية "طلبة البار تقتدر كثيرا في فعله." (يعقوب 5: 16) - فن بالخط العربي، الخطاط: أديب.

بالإعتراف والصلاة لأجل بعضنا البعض ننال الشفاء

(نصيحة آبائية تؤكد إيمان كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بسر الإعتراف وبالشفاعة) 

" اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا" (رسالة يعقوب 5: 16).

 

في الكنيسة الأولى كان أهل البيت يعترفون قبل "صلاة القنديل":

+ " اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ" ده يؤكد إنه الإعتراف كان موجود في الآعده دي. بتاعة استدعاء قسوس الكنيسة.

 

هل المقصود بالآية "اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ"

الإعتراف لمن أخطأنا إليهم بالخطأ، وليس للكاهن؟!

+ ممكن واحد يقول يمكن المقصود بالآية " اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ ": الإعتراف لمن أخطأنا إليهم بالخطأ.

+ الكلام ده مظبوط في حالة إن كل الخطايا هي مجرد خطايا في بعض، لكن افرض فكرة شريرة جت في بال الواحد، هيقولها للناس ليه؟! افرض خد حاجة من حق ربنا، هيقولها للناس ليه؟!

+ ليست كل الخطايا موجهة للناس: في خطايا كتير مش موجهه للناس، في خطايا تبقى في العلاقة بين الانسان وبين ربنا طب دى هيعترفها للناس ليه؟! إلا لو كان في سر اعتراف. إلا لو كان "الِبَعْضٍ" ده المقصود به قسوس الكنيسة اللى هيقعدوا، والناس هتيجى تعترف بالزلات قصادهم عشان ترفع الخطايا.

 

لماذا لم يحدد معلمنا يعقوب أن الإعتراف يكون للقساوسة؟

+ واحد يقول: طب ليه ما قالش "اعترفوا للقساوسة" فقط؟

+ لأن سر الإعتراف في الكنيسة الأولى، كان علني.

+ إحنا دلوقتي الكنيسة بترحمنا وتستر علينا وتأخذ الواحد في جنب ونسمع اعترافاته. لكن القصة ما كنتش كده.

+ كان يقف الواحد قدام الناس كلها ويقول: "يا جماعة، أنا أخطيت، أنا كذبت". طب مين يقدر يقف قدام الناس كلها يقول الكلام ده؟!

+ كانوا زمان يعملوا كده. ليه؟ لأن دائمًا في قلبهم: "إن كنت غلطت قدام ربنا! يفرق إيه إن كان الناس تعرف؟!

+ المرأة الخاطئة بكت معترفه بخطاياها أمام الجميع (إنجيل لوقا 7: 36-50)

+ المرأة الخاطئه دخلت أمام كل الجمع المزدحم في بيت سمعان الفريسي، وجاءت عند قدمي يسوع وظلت تبكي. وقالت بدموعها كل اعترافاتها وخطاياها، فمعنى بكائها أن ما يقال عنها صحيح.

+ ولا اتكسفت من ناس ولا دورت على المسيح في حتة هادئة. هي قاعدة تعترف بصمت، بمشاعر بس.

+ وطبعًا كل الناس همهمت وكل الناس اتكلمت، وسمعان قال: "لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ" - خاطئة أي زانية - وهي مش هاممها الكلام، هي كل اللى هاممها ان المسيح يقبل توبتها، ويقبل صلاتها، ويقبل دموعها، فالمسيح قبل.

 

الإعتراف نظام وضعه السيد المسيح، وأعطى سلطة "الحل والربط" للكهنة:

+ الاعتراف ببساطة سر من البداية، نظام وضعه ربنا يسوع المسيح، وعلى أساسه اعطى السلطان للرسل ومن بعدهم الكهنة: "كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ" (إنجيل متى 18: 18)

+ الخطية تقيد الإنسان وتربطه: اللى تحلوه ليه؟ لأن الكاهن وهو بيصلي في سر الإعتراف يقول: إقطع يا رب كل رباطات خطايانا.

 يعني الواحد بيبأه زي مربوط كده بخطية. مين يفك الرباط ده إلا سلطان المسيح له المجد؟ السلطان ده سايبه في الكنيسة، سايبه لأولاده. وهيسألهم عن السلطان ده: تاجروا به صح أم تاجروا به بطريقة خاطئة؟ فاد الناس به أم تعب الناس به؟

+ لكن تلاحظوا أن جلسة زيارة المريض تجمع الآتي:

 1- طلب الغفران.

 2- صلاة الأيمان.

 3- الاعتراف بالزلات.

 4- الدهن بالزيت.

 كل ده في جلسة القنديل. يا ريت بأه القنديل السنة دي اللي منكم يعمل قنديل، يبأه حريص على الكلام ده.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

صلوا بعضكم لأجل بعض

 

" اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا "

+ " صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا " يعني إيه؟

+ يعني إحنا ككنيسة عائلة واحدة، أعضاء بعضنا البعض، لما نتوب نشجع بعض، ولما حد يمرض كلنا نصلي له، ولما يبقى فيه مشكلة كلنا نشيلها، وإن كان عضو يتألم جميع الأعضاء تتألم معه.

+ هو ده الإحساس اللي يفرح ربنا. هي دي الكنيسة الحقيقية قدام ربنا. لكن واحد عنده مشكلة، إحنا مالناش دعوة بي، لأ كده ما نبآش كنيسة.

 

طلب شفاعة الأبرار والقديسين

" طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا".

+ ممكن واحد يقول: "تفرق إيه صلاة فلان عن صلاتي أنا"؟ يفرق إيه صلاة القديسين عن صلاتي أنا؟ ما أنا قديس أيضًا! نقوله بالراحة شوية!

+ الأبرار والقديسين جاهدوا طويلًا حتى يصلوا إلى هذه الدرجة:

 إحنا صحيح تقدسنا بالنعمة، كلنا مدعوين قديسين إكرامية من ربنا، فضل من ربنا إنه دعانا كلنا وقال: انتم " مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ". لأن ربنا داعينا للقداسة، لكن كون ربنا داعينا للقداسة، فهل كلنا واخدين شكل القداسة كما يليق؟! الحقيقة لأ. في ناس التزمت وعاشت بحهاد فأخذت الشكل ده، وفي ناس تهاونت جدا ولم تسلك كما يليق للدعوة التي دعيت إليها.

+ عشان كده منقدرش ننكر أن " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا".

 

أمثلة كتابية تؤكد أن طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا

الرب يقبل شفاعة موسى في الشعب:

+ يعني صحيح كلنا ولاد ربنا، وصلواتنا حلوة قدام ربنا.

+ لكن صلوات واحد زي موسى النبي، كلمته غالية، تهز السما، يحط الشعب كله في كفة وهو في كفة، ويقوله: "يا رب بص لو ماكنتش هتسامحهم امحينى من كتابك اللى انت كتبته"، " وَالآنَ إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ، وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ" (سفر الخروج 32: 32).

 ربنا يقوله: "يا موسى ما ينفعش"! إنت بالذات مش ممكن تهلك بعد اللي أنا عملته معاك واللي إنت عملته معايا.

 قاله: خلاص، يبأه الشعب كله ده أنا أفديه. أنا أشفع فيه.

 وعشان خاطر موسى والكلمتين بتوع موسى، ربنا غفر لشعب أكثر من نصف مليون نسمة.

 

أبونا إبراهيم يشفع في شعب سدوم وعمورة:

+ أبونا ابراهيم غالى جدا عند ربنا، يشفع في شعب آخر، شعب سدوم وعمورة.

+ يبأه ربنا بيحكم عليهم بالإعدام، ويقوله: "لأ يا رب معلش، إفرض في وسطهم 50 بار، طب إفرض 40، طب إفرض 30". معقول الكلام ده؟!

+ وأبونا إبراهيم بشفاعته وصلاته، ربنا يرحم شعب سدوم وعمورة لغاية لما ربنا ما يلاقيش حتى 10 اللي اتفق فيهم مع إبراهيم! ويهلك كل الشعب ما عدا لوط.

 

شفاعة السيدة العذراء:

+ أمنا العدرا اللى بتشفع فينا شفاعتها غالية جدا عند ربنا، احنا بنتشفع بصلواتها لأن طلبتها غالية، قوية جدًا. نقولها: "قوية ومقبولة عند مخلصنا هي طلباتك".

+ خلينا بأتضاع نعرف ونقبل، إن صحيح كل صلواتنا حلوة عند ربنا، وربنا بيسمع صلاة المسكين، لكن بإيمان بسيط نعلم أن البار له دالة عند الله، والقديسين الكبار لهم دالة. وهيدينا مثل هنا:

 

معلمنا يعقوب تكلم عن صلاة إيليا ليؤكد " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا ":

"كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ" (رسالة يعقوب 5: 17)

+ " كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا"، إيليا كان انسان عادي جدا، مثلنا، "تحت الآلام" يعني عادي، ولسه بيتوجع. وعلى فكرة بعد الحادثة دي، حصل له حالة إكتئاب وأعد فيها شوية، وعانى من مشاكل كثيرة. فهو إنسان في الظاهر: "تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا". لم يفرق كثيرًا عنا.

 

صلاة إيليا غيرت الطبيعة ثلاثة سنوات ونصف:

+ " وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ "، هو قاله يا رب ما تخليهاش تمطر، قفلت السماء ثلاثة سنين ونصف.

+ وايليا بمنتهى الجبروت والجسارة قال لآخاب: "لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي"، "إلا بكلمة مني!" مني! مش من ربنا حتى! ليه؟ ما انا هاقول لربنا هيفتح! إيه الجسارة دي؟! إيه الجرأة دي؟! إيه الثقة دي كلها؟! " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا".

 

ليس الكل على نفس الدرجة من البِر والقداسة:

+ طب ما حدش عرف يفتح السما ليه إذا كان كل الناس زي بعض؟! لأ طبعًا مش كل الناس زي بعض، إيليا غير باقي الناس. أكيد كان فيه ناس صالحين آخرين في الزمن ده، لكن ماحدش فيهم فيه بر إيليا.

+ فإيليا اللي حدد إن السما تتقفل، طبعًا بوحي من الروح القدس، وبعد كده ربنا قال: "افتح كفاية" ففتح، بعد 3 سنين ونصف.

+ شوف بأه لما تكون طلبة إنسان تغير نظام الطبيعة! يعني البلاد دي، بينزل المطر سنويًا في مواسم محددة. ده 3 سنين المواسم اتغيرت خالص! اتقلب نظام الجغرافيا، والطبيعة، عشان يسمع كلام ايليا. لأن " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا".

 

طلبة يشوع غيرت نظام الكون كله:

+ يشوع اتزنق في حرب، فقاله يا رب خلي الشمس واقفه شوية علشان نلحق نخلص، حاضر يا شوع ويوقف الشمس، ويمد النهار، ويلخبط نظام الكون كله، علشان بس يشوع يخلص المأمورية اللي كانت في إيده. كل دي اسمها " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا".

نحن نطلب شفاعة الأبرار لأن طلبتهم تقتدر كثيرًا في فعلها:

+ إحنا لما بنلجأ للأبرار، بنلجأ بإيمان واتضاع. إنما ندرك أن كلنا نصلي، وكل طلباتنا حلوة عند ربنا. ولكن الأبرار لهم قدرة. طلبتهم تقتدر في فعلها، علشان كده نلجأ دائمًا للقديسين.

 

" ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا" (يع 5: 18).

 

جميع صلواتنا مسموعة من الرب ولكنه يستجيب في الوقت المناسب:

+ لما ربنا سمح رجع فك السما. ولكن يوم ما فك السماء، وهو ايليا النارى صاحب الصلوات الحارة جدًا، صلى اول مرة السما لم تستجيب، وتانى مرة ومستجبتش، وثالث مرة ولم تستجيب، وقعد سبع مرات يسجد ويقوم، يبص على السما إنها تنزل مطر مش راضية تنزل مطر!

+ حتى الأبرار في طلبتهم أحيانًا الاستجابة متجيش بسرعة، لأن ربنا هو اللى عارف يعمل كل حاجة في وقتها. لأن ربنا لكل شيء عنده تحت السماء وقت.

صل وأطلب شفاعة القديسين وثق أن الله سيفعل الصالح في الوقت المناسب:

+ مش معنى انك اتشفعت بالعدرا في موضوع يبقى لازم اللى انت عاوزة يحصل. لأ تأكد إن العدرا وصلت طلبك للمسيح. تأكد، وان ربنا يسوع المسيح نظر في الطلب، ان مكانش عشان خاطرك، يبقى عشان خاطر العدرا بالأولى، لكن لازم يحصل اللى انت عاوزه؟ لا دي بأه سيبها للأيام تقولك وتشرحلك المصلحة فين.

+ لكن تأكد طالما صليت طلبك دخل عند ربنا، ومن قبل حتى ما تتشفع بالقديسين طلبك بردو حلو. وحبذا لما تتشفع بالأبرار دول، ويدخلوا بالطلب معاك لربنا.

+ لما نقول للعذراء "إصعدي صلواتنا". شوفوا التعبير الحلو! فو احنا بنصلي صلواتنا بتطلع "يا أم النور شديها وأدخلي بها عند ربنا" "اصعدى صلواتنا إلى ابنك الحبيب". " طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا".

 

الكهنة أيضًا على درجة من البر والقداسة لذلك نطلبهم للصلاة:

+ أيضًا هنا يفترض إنه، قسوس الكنيسة على درجة من البر، لأن الكلام هنا مرتبط بزيارة المريض، واستدعاء قسوس الكنيسة، واستخدام صلوات القسوس على اعتبار إن في هنا بر وقدرة وصلوات حارة أكثر.

+ ملخص الآيات من 12 - 19:

 فى الأول قالنا اللى عنده مشقة يصلي، اللى فرحان يرتل، واللى عنده مريض يروح يجيب ابونا ويعمل صلاة مسحة المرضى ويدهن بإسم الرب، ويصلي بإيمان، وصلاة الإيمان تشفي المريض و" طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا "، ويقدم توبة، لأنه قد يكون هذا المرض فرصة له لكي يتوب.

 ثم في الآية 19 يوجه الكلام للكل.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الخدمة مسئولية كل من في الكنيسة، الخدمة تعبير حب للسيد المسيح

"أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" (يع 5: 19، 20).

 

لا تنسوا دوركم في رد النفوس الخاطئة إلى الله:

+ في الآخر يقول: "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا "

+ أحيانا واحد يضل عن الحق، يعني يبعد عن ربنا او يتوه منه الحقيقة (الحق هو الحقيقة)، يعني واحد كان مؤمن بالمسيح كإله ضل عن الحقيقة وبقى ينكر أن المسيح إله، ضل عن الحقيقة ولم يعد يعتقد فيما تقوله الكنيسة، أو ضل عن الحقيقة ويعترف بوجود الله ولكنه يعيش حياه بعيدة عن الحقيقة (سلوك غير مسيحي وخطايا كثيرة).

" إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ "

+ رد الإنسان عن ضلال طريقه، ده لنا دور فيه كبشر. طبيعي إن ربنا هو الذي يرد الخاطئين إليه، وهو الذي يشدنا نرجع له، ولكن ربنا يعطي للكنيسة ولنا كشعب فرصة أن نشارك ربنا في رد الخاطئين. لأن دى كبيرة قوى عند ربنا.

يقول إيه: "فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ "

+ حاجة كبيرة قوى، إنك تجيب واحد كان ماشى في سكة غلط وترده لربنا، صدقوني لو أدركنا قيمة هذه الخدمة سنترك كل ما يشغلنا ولا نفعل شيء إلا الخدمة.

كم هو كبير في عيني الرب أن ترد خاطئ وتعيده لطريق الملكوت:

+ لو عرفنا يعني إيه تجيب واحد بس لربنا كان ماشي في سكة جهنم، وهيتنقل سكة الملكوت بسعيك، وبطول بالك، وبجهادك، وبسؤالك. دي لو عرفناها دي هنسيب كل حاجه تشغلنا ونركز في هذا فقط.

+ لأنه إذا واحد مثلًا ينقذ واحد بيغرق، يفضل الغريق بعد كده يقوله أنا مديونلك بعمري. أنا كل يوم أقضيه على الأرض بعد الآن ملكك. أنا حياتي دي كانت راحت مني وأنت اللي جبتهالي. كم بالأولى إذا كنت فتحت ابواب الأبدية أمام إنسان كان هالك. دي تمنها إيه دي؟! د إنت فتحت له سكة ابدية، مش كام سنة على الأرض وهيرجع يغرق ويموت تاني! لأ ده سكة السما كلها اتفتحت، لأنك رديته عن ضلال طريقه.

نحن نخسر الأكاليل بسلبيتنا تجاه الذين يبعدون عن حضن الكنيسة:

+ إحنا حوالينا ناس كتير ضالين، شباب كثيرة بيضيعوا وناس كتير بتنشغل عن ربنا، وناس بتغير كلامها وبترتد عن الحق، وناس بتسيب السلوك المسيحي وتسلك سلوك رديء. وإحنا بنأعد نتفرج؟! واغلب الناس تقول ملناش دعوة، ملناش دعوة ازاي؟! ماهو ملناش دعوة معناها، انتوا كمان خسرتوا اجر ومكافئة غالية جدًا، لأن هيبقى كبير قوى عند ربنا انك تنقذ واحد من ولاده.

+ صحيح ربنا مش محتاج حد يعمل خدمة، ربنا يقدر يعمل الخدمة كلها لوحده، لكن مدينا فرصة نخدم معاه علشان ناخذ أكاليل، مدينا فرصة نشترك في عملية "رد الخاطئين" دي، علشان يجازينا عن كل تعب هنعمله في خلاص أولاده.

+ تصور معايا أن لك ابن وكان بيموت وواحد أنقذه، تعمل إيه للي أنقذه ده؟! تقوله أنا كل اللي عندي اديهوك وأبأه مش عارف أشكرك كمان! ماهو ربنا هيعمل معانا كده. لما ترجع لربنا واحد من ولاده، يقولك: "يا حبيبى انت السما كلها قليلة عليك، دا انت جبت لي واحد من ولادى كان يهلك". تقوله: "يا رب انا فاهم كويس إن إنت اللى رجعته". يقولك: "بس إنت تعبت وروحت وحاولت، وقفل الباب في وشك مرة واثنين وثلاثة، ومايئستش، وفضلت وراه، ده إنت رجعتهولي. ودى كبيرة قوى لأن كل انسان شارد عن ربنا ابن لربنا، وربنا حزين عليه، فلما ترجعهوله " يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ(كلها) بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ".

+ لو أدركنا معنى الخدمة، إنك لما تجيب واحد من ضلال طريقه وترده لربنا، هتفرح ربنا أد إيه؟!هيجازيك عن الحكاية دي أد إيه؟!

 

رد الخاطئ عن طريقه يستر خطاياه وخطاياك أيضًا:

" وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا"

+ بعد كده تقوله: "يا رب أنا وحش أوي، أنا مقصر"

+ يقولك: "وحش اية بقى، خلاص،أنا مش شايفك وحش ولا حاجة.

+ " وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا" مش بس خطايا الشخص اللى رجعته عن ضلال طريقه، ده حتى خطايانا نحن أيضًا نسترها حين نخدم الله ونرد الضالين.

+ طبعًا إحنا مافيش حاجه تستر خطايانا إلا دم المسيح، هو الكفارة، لكن معنى التأمل هنا أن الإنسان لما يجيب واحد لربنا كان بعيد خالص، يقوله: "يا رب انا جايبه بس يستر على تقصيراتى وعيوبى"، وربنا يقولك: "أنا واخد بالى أنا راضى وفرحان إنك إنت بخدمتك دى، عوضت تقصيرات كتير قوى في حياتك، وعوضت خطايا كتيرة، كفاية انك رجعت لي واحد من ولادى.

" مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا "

 

في الكنيسة الأولى كان الكل خدام في الكنيسة لأنه هكذا علمنا المسيح:

+ كان زمان مفيش حاجة اسمها خادم ومخدوم في الكنيسة، النظام ده جديد في الكنيسة، لكن لما نرجع للكنيسة الأولى، كان مفيش حاجه اسمها خادم. ليه؟ لأن المسيح نفسه خادم، فأي مسيحي خادم، فماكنش في نظام طبقات في الكنيسة، طبقة الخدام وغيره، كان كل واحد في الكنيسة خادم. بس في متخصص في خدمة الشباب، وواحد في خدمة الكنيسة نفسها، وواحد في خدمةالفقراء، وواحد في خذمة المرضى، لكن كل الشعب خدام.

+ يعني إيه مش بتخدم! ده دي حاجه خطيرة! ده إنت بالظبط كإنك بتقول أنا مش مسيحي. إزاي مش بتخدم إذا كان المسيح نفسه بيخدم! لازم تدور على حاجه تعملها. لازم تدور على شخص ترده لربنا، لأن هم مش قليلين، ياريت الكنيسة كلها فرحانة بولادها، ومافيش حد بره. لكن ده اللي بره أكثر من اللي جوه. يعني عندنا فرص نخدم لربنا ونرجع لربنا ولاده ونفرحه كل يوم!

+ صدقوني الآية دي لو الواحد عاش بيها، ممكن يقدم لربنا كل شوية نفس غالية، يرجع له نفس غالية، ويفرح به ربنا جدا "وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا".

 

إن كنت تحبني (يا بطرس) " ارْعَ خِرَافِي " " ارْعَ غَنَمِي" (يو21: 15، 16، 17).

 

+ بطرس في آخر لقاء له مع المسيح له المجد كان بيقوله: "يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟"

 قاله: "نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ".

 يقوله: "ارْعَ خِرَافِي " " ارْعَ غَنَمِي " طب خلى بالك من ولادى

+ ويسأله تانى: بتحبنى صحيح يا سمعان؟

 يقوله: "طبعًا"

 يقوله: "ارعى غنمى"

+ يساله ثالت مرة: "أتحبني يا سمعان"؟

 يقوله: أيوه

 يقوله: طب خلى بالك من ولادى

+ وكأن الرعاية أو الخدمة أو افتقاد النفوس او السعى وراء الضالين هو تعبير حب للمسيح.

+ لما تيجي تقوله: "بحبك" يا رب. بتحبه إزاي وإنت شايفه حزين على أولاده وإنت شايف أولاده بيضيعوا ومش فارق معاك! واضح إنك مش بتحبه ولا حاجه، لو بتحبه صحيح روح اجرى وراء ولاده ورجع له اولاده اللى اتسرقوا منه.

 

الخدمة لا تحتاج إلى معلومات بل تحتاج إلى محبة للخاطئين:

+ في واحد يقول أصل أنا ما اعرفش! هي الحكاية مش محتاجه معرفة. أغلب الخدمات مش محتاجه معلومات، محتاجه حب، ومحتاجه إصرار، ومحتاجه مشغولية، واحد ينشغل بالموضوع، واحد يحب الشخص اللي بيبعد ويدور عليه ويسعى وراه، ولو عنده سؤال مش عارفه يقوله تعال ندور على الإجابة معًا، تعال نفكر في الموضوع معًا، ويشجعه يقوله: "طب أنا ما اعرفش، تعال نروح الكنيسة نسأل". يقوله: أنا ما بعرفش أصلي". يقوله: "وأنا كمان ما بعرفش أصلي زيك، تعال نشجع بعض".

+ الخدمة مش محتاجه واحد مخلص سنوات من إعداد خدام، ومن الدراسات، الكلام ده للي هيقوموا بدور الوعظ، والتعليم، لكن الخدمة كخدمة؟ كل واحد في الكنيسة لازم يخدم. وكل واحد لازم يبقى له نصيب في الآية دي، علشان كده يقول " أَيُّهَا الإِخْوَةُ" الكلام لك الشعب، "إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ،
 فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا".

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

بنعمة ربنا خلصنا رسالة يعقوب، ورسالة يعقوب رسالة غنية، إحنا عاملينها في مسابقة الحفظ، الناس تحفظها لو تقدر، اللي ما يقدرش يحفظ ياريت يقرا الرسالة، على بعضها، هي رسالة مليئة بالتداريب والسلوكيات الجميلة، ومليانة معاني ممكن تغير في حياة الواحد كثير.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) انتهت هنا المحاضرة الأولى، وتبدأ بعدها المحاضرة 2 عن نفس الأصحاح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات يعقوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-dawood-lamey/james/chapter-05.html

تقصير الرابط:
tak.la/bnfbh5w