إذا وضعت أمامك أن الانتصار في حروب الشيطان أمر صعب أو مستحيل، ستخور قواك وتضعف وتستسلم، وبالتالي ستسقط. أما أنت فإن حاربك الشيطان، تأكد تمامًا أنه في إمكانك أن تنتصر وإلا ما كان الله يسمح بحرب غير متكافئة...
تأمل باستمرار في سير القديسين الذين انتصروا.
ضع أمامك قصة يوسف الصديق الذي انتصر على الرغم صعوبة التجربة التي تعرض لها. أما داود وشمشون في سقوطهما، فخذ درسًا من قصة كل واحد منهما. اعرف ما هي أسباب سقوطه وتحاشاها. إن كل قصة سقوط أعطيت لنا، إنما لفائدتها، لكي نحترس ونتعلم...
الكتاب والتاريخ قدما لنا العديد من قصص الانتصار.
نعرف أن التوبة ممكنة جدًا، مهما كانت الحالة سيئة، وذلك من قصة توبة مريم القبطية، وبيلاجية، وبائيسة، وأوغسطينوس، موسى الأسود. وكذلك توبة سليمان الحكيم، وشمشون. لذلك إن حاربنا الشيطان باليأس من سؤ ما وصلنا إليه نتذكر كل هذا فنتعزى ونتشجع. ونعرف من قصة القديس الأنبا أنطونيوس، كيف يمكن الانتصار على الرغم من شدة الحروب وتنوعها وكثرتها. وكذلك من سير باقي القديسين.
كذلك علينا أن نتذكر باستمرار كيف أن الله بارك طبيعتنا.
إنه لما تجسد وأخذ هذه الطبيعة، باركها. ولذلك نقول له في القداس الغريغوري "وباركت طبيعتي فيك". وأصبحت هذه الطبيعة قادرة جدًا على قهر الشيطان. يكفى أننا صرنا هياكل للروح القدس، وروح الله يسكن فينا (1كو3: 16). كما صرنا أبناء لله، بطبيعة مولودة من فوق، من الماء والروح (يو3: 3، 5).
وكما نتذكر القوة التي أعطيت لنا، نتذكر القوة الروحية المحيطة بنا.
نتذكر أننا لسنا وحدنا في حرب الشيطان. فروع الله القدوس يعيننا، ويبكتنا على خطية (يو16: 8)، ويعلمنا كل شيء (1يو2: 27)، ويرشدنا إلى كل الحق (16: 13). فكيف يمكن أن ينتصر الشيطان علينا، ونحن لنا شركة الروح القدس (2كو13: 14). وكذلك نعمة ربنا يسوع المسيح معنا (116: 23). ولذلك نحيا، لا نحن، بل المسيح الذي يحيا فينا (غل 2: 20)... يضاف إلى هذا ملائكة كثيرون محيطون بنا، أرسلوا لخدمتنا لنرث الخلاص (عب 1: 14). كما أن سحابة من الشهود الذين انتصروا (من القديسين) محيطة بنا أيضًا "لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة" (عب 12: 1).
ولنتذكر أيضًا وعود الله لنا، لكي نتشجع...
إنه يقول "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20). "وإن كان الله معنا فمن علينا" (رو8: 31). إنه يقول لكل منا "لا أهملك ولا أتركك... تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش1: 5، 9)، "أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 10).
ولنتذكر وعود الله للغالبين، لكي تحمسنا في جهادنا.
لذلك اقرأ وعود الله مثلًا لرعاة الكنائس السبع التي في آسيا "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضًا وجلست مع أبى في عرشه"، "وسيلبس ثيابًا بيضًا... وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته" (رؤ3: 21، 5)، "سأعطيه أن يأكل من المن المُخْفَى"، "وأعطيه كوكب الصبح"، "وأعطية إكليل الحياة" (رؤ 2: 17، 28، 10)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. حقا من أذنان للسمع فليسمع هذه الوعود التي تملأ اقلب القلب حماسًا وقوة..
كذلك فلنثق تمامًا أن الله هو الذي يحارب عنا.
فهما كان الشيطان قويا، من هو أمام قوة الله التي لا تحد؟ وإن كان الشيطان كأسد يزأر، فإن الله يرسل ملاكه ليسد أفواه الأسود (دا 6: 22). حقًا "إن الحرب للرب" (1صم 17: 47). هو "يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر 14: 14). مادام الرب هو الذي يقاتل عنكم، إذن لا تخافوا مطلقا من الشيطان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vvsjp7v