قلنا أن أهم شيء هو أن يحارب الرب فيك، ويحارب عنك. لذلك اسكب نفسك أمامه ليعطيك القوة والنصرة.
على أنه مع معونة الله، ينبغي لك الحرص الكامل الذي من وسائله...
1- البُعْد عن أسباب الخطية... والهروب منها على قدر استطاعتك.
قال الملاك للوط " أهرب لحياتك، ولا تقف في كل الدائرة" (تك19: 17).
وبولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس "أما الشهوات الشبابية، فاهرب منها" (2تي 2: 22). وقد رأينا مثالًا عمليًا في يوسف الصديق الذي هرب لحياته لكيلا يسقط. وقد قال أحد الآباء:
الذي يكون قريبًا من مادة الخطية، تكون له حربان: إحداهما من الخارج والأخرى من الداخل. أما البعيد فإن حصلت له حرب تكون داخلية فقط.
فابحث من أين يأتيك السقوط، وابعد عن الأسباب. وتذكر قول الكتاب "فصل الله بين النور والظلمة" (تك1: 4). وقوله "إن كانت يدك اليمني تعثرك، فاقطعها والقها عنك" (متى5: 30).
2- كن مدققًا في حياتك، واحترس حتى من الأشياء إلى تبدو صغيرة.
وذلك كما يقول الوحي الإلهي "خذوا لنا الثعالب الصغار المفسدة للكروم" (نش2: 15) "ولا تأخذ وتعطي مع إنسان يُقَاتِلَك به العدو" كما قال أحد الآباء:
3- كذلك لكي تنتصر، جاهد بكل قوتك ولا تستسلم في الحروب.
قاوم الأفكار، ولا تعطها مجالًا، ولا تتركها تنمو في داخلك. وقاوم الشهوات والرغبات الخاطئة، ولا تدخل في مجال تنفيذها مهما ألحت عليك. هوذا بولس الرسول يوبخ العبرانيين قائلًا: "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4).
إن هروبك من الخطية، وجهادك ضدها، وتدقيقك... كل ذلك دليل على أنك تعلن أنك متمسك بالله، وأن إرادتك صالحة. وهذا يشجع النعمة أن تعمل فيك.
4- ولكي تنتصر عليك بتقوية محبة الله في قلبك بالمواظبة على وسائط النعمة.
فالغالبية الذين يسقطون، يكونون بعيدين عن وسائط النعمة من صلاة وتأمل وقراءة وصوم واجتماعات روحية واعتراف وتناول. فتمسك بكل هذه الوسائط الروحية، بأن تجعل فكرك مع الله باستمرار، وتدخل في قلبك المشاعر الروحية التي تبعدك عن الخطية.
5- لتكن مبادؤك الروحية سليمة: وليكن هدفك هو الله وملكوته.
واعلم أنه كلما كانت لك أهداف أخرى، فإنها تسيطر على عواطفك وتبعدها عن الله. وحينئذ لا تستطيع أن تعبد ربين: الله، وأهدافك العالمية...
حاول باستمرار أن تجعل العمق لله وحده. وكلما تزحف إلى أعماقك أهداف غريبة، كن متيقظًا لها، ولا تعطها مجالًا...
6- وإذا أرادت أن تنتصر، احتفظ بتواضع قلبك باستمرار.
فالتواضع يجعلك تستشير، ولا تعتمد على فهمك الخاص، والتواضع يجعلك تعترف بخطاياك، ويهبك انسحاق القلب، فيقترب الله منك بنعمه ومعوناته. والتواضع يجعلك تصلي طالبًا تَدَخُّل الله في حياتك، بدلًا من الالتجاء إلى ذكائك ومقدرتك.
7- واشعر باستمرار أنك مبتدئ فإن ذلك يدفعك إلى قدام لكي تنمو فإن الذين وقف نموهم، وقفت حرارتهم، وفتروا وضعفوا، وتعرضوا للسقوط...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ch5tmn8