طبعًا المصدر الرئيسي هو الله وحده. وهكذا قال الرب لتلاميذه (ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم) (أع 1: 8) وقال بولس الرسول (أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني) (في 4: 13).
كل الأسباب التي يذكرها البعض: من جهة قوة الشخصية، وقوة الفكر، وقوة النفس، وقوة الإرادة، وقوة الروح... كلها من غير الله لا تأتي بنتيجة. لأن السيد الرب قد قال:
(بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا) (يو 15: 5).
ولكن إذا دخلت قوة الله في حياتك، ستظهر إذن في كل تلك الأمور... أطلب إذن القوة من الله، لكي تغني بتلك التسبحة الجميلة:
(قوتي وتسبحتي هو الرب. وقد صار لي خلاصًا) (مز 118).
لهذا قد يستغرب البعض عندما يسمعون الرب يسوع يقول لتلاميذه (من يؤمن بي فلأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو، ويعمل أعظم منها) (يو 14: 13)!! ولكن هناك فارق هام جوهري وهو:
السيد المسيح يعمل المعجزات بقوته الذاتية.
أما المؤمنون فيعملون المعجزات بقوته هو.
وقد تكون المعجزة عظيمة جدًا ولكنها ليست بقوتهم هم، إنما بقوة الرب العامل فيهم، هذا الذي قال لهم (بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا) (يو 15: 5).
المفروض أن يكون أولاد الله الأقوياء، ولكن على شرط أن يكون مصدر قوتهم هو الله نفسه. ولا يكونون أقوياء يعتمدون على قوتهم الخاصة أو يفتخرون بها...
انظروا إلى داود: كان بلا شك أضعف من جليات الجبار المفتخر بقوته (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). كما كان ينسب كل القوة لله، إذ قال لذلك الجبار (أنت تأتي إلى بسيف ورمح وبترس، وأنا آتي إليك باسم رب الجنود... اليوم يحسبك الرب في يدي... لأن الحرب للرب، وهو يدفعكم ليدنا) (1صم 17: 45 - 47).
وهكذا انتصر داود على جليات. لأن جليات كان يحارب بقوته البشرية. أما داود فكان يحارب بقوة الله.
إن القديس بطرس ويوحنا، لما أقاما الأعرج عند باب الجميل، التف الناس حولهم مذهولين من المعجزة، قال القديسان للشعب (ما بالكم تتعجبون من هذا؟! ولماذا تشخصون إلينا كأننا أو بتقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟!) (أع 3: 12) ثم وجها أنظار الناس إلى السيد المسيح الذي صلبوه (وبالإيمان باسمه، شدد اسمه هذا الذي تنظرونه... وأعطاه الصحة أمام جميعكم) (أع 3: 16).
وهناك فصل من رسالة القديس بولس الرسول نتلوه سيامة الرهبان، نقول لهم فيه (أخيرًا يا أخوتي، تقووا في الرب، وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس) (أف 6: 10، 11) وكأننا نقول لهم أنكم مقدمين على حرب مع الشيطان وجنوده تحتاج إلى قوة. وهذه القوة لابد أن تكون القوة الإلهية التي تقويكم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/twyc7px