يظن بعض الشباب أن القوة تعني القوة الجسدية، التي يظهر بها أبطال الملاكمة والمصارعة والكاراتيه. قوة من نوع قوة شمشون الجبار (قض 13: 16).
· ولكن ليست القوة الجسدية هي كل شيء.
بل أن كثيرين من الأقوياء بالجسد، كانوا ضُعَفَاء.
إن شمشون الجبار الذي أنتصر بالجسد على كثيرين، كان ضعيفًا أمام إغراء دليلة وحبه لها. وقد ضعف أمام إلحاحها، فكشف لها سره، فحلقت شعره، وسلمته لأيدي أعدائه، ففقأوا عينيه، وأوثقوه بسلاسل، وجعلوه يطحن في بيت السجن (قض 16: 19-21).
وداود الذي هزم جليات الجبار (1صم 17) وكان منذ صباه (جبار بأس ورجل حرب) (1صم 16: 18) هذا الجبار كان ضعيفًا أمام جمال بثشبع، فسقط وأخطأ واستحق أن يعاقبه الرب، وقد جعل أعداء الرب يشمتون ( 2صم 12: 7-14).
هنا نقرأ ما قال القديس يوحنا الحبيب للشباب في رسالته الأولى:
"كتبت إليكم أيها الشباب (الأحداث) لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم. وقد غلبتم الشرير" (1يو 2: 14).
هنا نوع آخر من القوة وهو أن تغلب الشرير (أي الشيطان).
· إذن القوي هو الذي يغلب الخطية.
ويغلبها لأن كلمة الله ثابتة فيه. لأن وصية الله ثابتة في قلبه (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما الإنسان المغلوب من الخطية، فلا نستطيع أن نقول عنه إنه قوي. توجد نقطة ضعف فيه، يستطيع الشيطان أن يدخل منها ويهزمه...
مهما تعرضت لحروب روحية قوية، تقاوم حتى الدم (عب 12: 14) وتجاهد وتطلب معونة من الله، ولا تستلم مطلقًا، حتى تنتصر، كما فعل يوسف الصديق (تك 39).
الروح القوية لا تسمح لنفسها أن تستعبد لعادة من العادات. ولا تقبل أن تنهزم مهما كانت الحرب عنيفة... ومهما كانت كان خداع الشيطان، ومهما كانت حيله... إنها أقوَى من إغرائه ومن كل خدعه وحيله.
كذلك المغلوب من إحدى العادات، هو إنسان ضعيف...
المغلوب مثلًا من عادة التدخين، أو من المُسْكِرات، أو الواقِع تحت سلطان إدمان المخدرات، ليس هو قويًا، لأنه ضعيف أمام كل هذه العادات. وهو أمامها لا يمكن أن يملك السلطان على إرادته. بل العادة أو الإدمان لهما السلطان على إرادته وتصرفاته، وقد يقودانه إلى الجريمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7wa3a4c