16
رعايتك لقطيع الأفكار | من أقوال مارأوغريس الراهب:-
يعهد الرب للإنسان بأفكار هذا الزمان، كما يعهد الغنم إلى الراعي الصالح، معطيًا إياه "الغيرة والغضب" ليساعداه في الرعاية.
فالغضب يبدد أفكار الذئاب (الشياطين)، وبالغيرة (الشوق) من كل القلب يحب الغنم (أي الأفكار الصالحة)، ويقوتها محتملًا من أجلها الأمطار الكثيرة والرياح الشديدة.
علاوة على هذا، يعطيه الرب وسيلة الرعاية للغنم (الأفكار الصالحة) ويهبه المراعى الخضراء وماء الراحة (مز 12:23)، والتسبيح بالمزامير، والقيثارة، والعصا، والعكاز حتى يستطيع الإنسان أن يجد (برعايته) للقطيع طعامًا وثيابًا ويجمع عشب الجبل (أم 25:27)، إذ مكتوب "من يرعى رعية ومن لبن الرعية لا يأكل؟!" (1 كو 7:9).
لهذا يجب على المتوحد أن يحرس قطيعه (أفكاره الصالحة) ليلًا ونهارًا؛ حتى لا تفترس الوحوش خروفًا واحدًا، ولا يقع أحدها في أيدي اللصوص، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وإذا حدث هذا في مكان مقفر، يجب عليه أن يُخَّلص الحمل في الحال من فم الأسد أو الدب (1 مل 34:17، 35).
ووحوش البرية هي مثل:
فكر عن أخ يولد فينا الكراهية من جهته؛
أو عن امرأة يدفع بنا إلى الشهوة من جهتها،
أو فكر من جهة الفضة والذهب متى سكن فينا مقترنًا بالجشع والطمع،
بل أحيانًا أفكار المواهب المقدسة إذا رسخت في العقل قد تدفع بنا إلى المجد الباطل.
وهكذا بالنسبة لسائر الأفكار متى سُلبت بالشهوات.
لهذا يلزمنا أن نحرس قطيعنا، ليس فقط في النهار بل وبيقظة في الليل أيضًا. فإنه قد يحدث أن إنسانًا يحلم أحلامًا مخجلة وخادعة، عن طريقها يفقد كل ما يملكه (من أفكار صالحة). وهذا ما تعنيه كلمات يعقوب "فريسة لم أحضر إليك... من يدي كنت تطلبها، مسروقة النهار أو مسروقة الليل، كنت في النهار يأكلني الحر وفي الليل الجليد، وطار نومي من عيني" (تك 39:31، 40).
وإذا ما أنهكنا العمل (في حفظ الأفكار الصالحة) نسقط في اليأس، لهذا ليتنا نسرع إلى صخرة المعرفة ونتلو المزامير ونعرف الفضائل على أوتار القيثارة المعرفة.
لنحفظ غنمنا سالمًا في جبل سيناء، حتى ينادينا إله آبائنا من وسط العليقة المتقدة بالنار (خر 1:3-4) ويمنحنا قوة لصنع الآيات والمعجزات.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z9cykaj