الشهوة هي حركة النفس ونزوعها إلى ما تريد. فإن اشتهت النفس ما ليس لها الحق فيه فإن الشهوة، شهوة غير شرعية (1 كو 10: 6؛ 1 بط 2: 11؛ 4: 2؛ 2 بط 2: 10). ورغم أن الكلمة في أصلها تعني الرغبة الملحة القوية، وكان يمكن أن تستخدم للحسن والسيئ، ولكنها وردت في الغالب للاستعمال السيئ. واستخدمها الكتاب المقدس للتعبير عن النوازع الحسيَّة التي تلد الخطيئة (يع 1: 14، 15).
الشهوة هي الرغبة الشديدة في شيء ما، وقد تكون رغبة صالحة أو شريرة حسب القرينة أو الصفة التي تلحق بها. فقد قال الرب يسوع نفسه: "شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم" (لو 22: 15). كما قال: "إن أنبياءً وأبرارًا اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون.." (مت 13: 17).
وكتب الرسول بولس إلي الكنيسة في فيلبي: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا" (في 1: 23). ويقول للقديسين في تسالونيكي تعبيرًا عن شوقه لرؤياهم: و"أما نحن أيها الإخوة فإذ قد فقدناكم زمان ساعة بالوجه لا بالقلب، اجتهدنا أكثر باشتهاء كثير أن نري وجوهكم" (1 تس 2: 17).
ويحرض الرسول بطرس المؤمنين بالقول: "كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به" (1 بط 2: 2). كما يقول عن الإعلانات التي أعطاها الله بالروح القدس للمؤمنين في العهد الجديد: "الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس ..التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها" (1 بط 1: 12).
ويقول كاتب الرسالة إلي العبرانيين: "نشتهي أن كل واحد منكم يُظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلي النهاية" (عب 6: 11).
وتقول عروس النشيد في شوقها لعريسها: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3). ويقول إشعياء النبي: "ففي طريق أحكامك يا رب انتظرناك. إلي اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس. بنفسي اشتهيتك" (إش 26: 8، 9؛ انظر أيضًا مز 119: 40).
ويقول المرنم عن جبل باشان: "الجبل الذي اشتهاه الله لسكنه" (مز 68: 16)، و"لأن الرب قد اختار صهيون اشتهاها مسكنًا له" (مز 132: 13).
ويقول الحكيم: "شهوة الصديقين تمنح" (أم 10: 24) لأن "شهوة الأبرار خير فقط" (أم 11: 23).
وما سبق فيه الدليل علي استخدام الكلمة للتعبير عن الرغبة الصالحة المحمودة.
وقد تستخدم الكلمة أيضا للتعبير عن حاجات الجسد الطبيعية المشروعة مثل الشهوة للطعام (انظر تث 12: 15، 20؛ 14: 26؛ 23: 24). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). ولكن من الخطأ أيضا الإفراط في هذه الرغبات المشروعة (انظر عد 11 : 4، 34؛ مز 78: 18، 29، 30؛ 106: 14؛ رو 16: 18؛ في 3 : 19؛ 1 تس 4: 4، 5).
ولكن أكثر ما تستخدم الكلمة فيالكتاب المقدس إنما للدلالة علي الرغبة الشريرة (انظر خر 20 : 17؛ تث 5: 21.. إلخ.). ويقول الرب يسوع توضيحًا لهذه الوصية: "إن كل من ينظر إلي امرأة ليشتهيها فقد زني بها في قلبه" (مت 5: 28). و"نفس الشرير تشتهي الشر" (أم 21: 10).
ويقول الرسول يوحنا إن "كل ما في العلم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم" (1 يو 2: 16؛ انظر أيضا غل 5: 16، 17). ويضع الرسول بطرس "الشهوات" بين أشر أنواع الرذائل (1 بط 4: 3).
كما نقرأ عن "الشهوة الرديئة" (كو 3: 5)، و"أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلوبهم إلي النجاسة" (رو 1: 24؛ انظر أيضا رو 1: 27؛ 6: 12؛ 13: 14)، و"شهوات الغرور" (أف 4: 22)، و"الشهوات الشبابية" (2 تي 2: 22)، والفجور والشهوات العالمية" (تي 2: 12؛ انظر أيضا 1 تي 6: 9؛ 2 تي 3: 3؛ يهوذا 16، 18.. إلخ.).
ويقول الرسول يعقوب إن "كل واحد يُجّرب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتا" (يع 1: 14، 15).
* انظر أيضًا: الطمع، فصل عن لا تشته.. ما لقريبك (من كتاب الوصايا العشر (الكتاب الرابع): الوصايا الأربع الأخيرة - البابا شنوده الثالث).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/syfxfw7