وهي كثيرة منها شهوة الجسد، وشهوة المعرفة، وشهوة الرئاسة والمناصب، وشهوة الانتقام، وشهوة السيطرة، وسيطرة المال، وشهوة الامتلاك، شهوة العظمة والشهرة.
وهنا تكون ملكية القلب قد انتقلت من الله إلى غيره. وتفشل في الاستجابة لقول الرب: "يا ابني أعطني قلبك" (أم23: 26).
1 – فإن وصلت إلى الشهوة لا تكملها، بل حاول أن تتخلص منها. وتذكر تلك العبارة الجميلة
" افرحوا لا لشهوة نلتموها: بل لشهوة أذللتموها".
إن أكثر شيء يفرح الإنسان هو أن ينتصر على نفسه. حقًا إن لذة الانتصار على النفس هي أعمق من اللذة بأية شهوة أخرى.
2 وإن تعبت من شهواتك، لا تيأس. ولا تظن أنه لا فائدة.
انظر إلى ما يستطيع المسيح أن يعمله لأجلك، وليس إلى ما تعجز أنت عن عمله.
إن المسيح قادر أن يحول السامرية إلى مبشرة، والمجدلية إلى قديسة.
لا تظن مطلقًا أنك تحارب وحدك، فاله بكل نعمته يعمل معك كما عمل مع غيرك.
3 – لذلك تذكر الذين انتصروا. ولا تضع أمامك انهزاماتك السابقة وضعف طبيعتك.
إن الله يحبك كما أحب هؤلاء، وسيعمل فيك كما عمل فيهم. ولكما تزداد الحرب تزداد النعمة جدًا. فالتصق بالله واطلب معونته.
4 في شهواتك، جاهد مع اله كثيرًا، حتى ترجع السحابة فوق الخيمة.
لا تخجل من الصلاة وأنت في عمق الخطية. ولا تفعل مثل أبينا آدم الذي حينما أخطأ، هرب من الله واختبأ خلف الشجر! وكلما سقطت، تمسك بالله أكثر، لكي ينجيك وينقيك ويقودك إلى التوبة.
قل له: [حارب يا رب فيَّ، وانتصر على أعدائي وأعدائك، ولا تتركني وحدي].
قل له: [أنا إن انهزمت يا رب أمام الخطية، فأنا لا أزال ابنك، محسوب عليك، ومنسوب إليك، أنا من قطيعك وإن كنت قد ضللت. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأنا ابنك وإن سكنت في كورة بعيدة. أنا مازلت درهمك وإن لم أكن موجودًا في كيسك..
أنت لا تتخلَّى عني، وأنا لا أتخلي عنك، مهما حاول العدو أن يوجد انفصالًا بيني وبينك. إن كان قد تركتك بالفعل، فأنا لم أتركك بالقلب ولن أتركك. مازلت أحبك، وإن كنت قد أخطأت إليك].
افعل مثل القديس بطرس، الذي بعد أن أنكر المسيح، وجدف ولعن وقال لا أعرف الرجل، جرؤ أن يقول للمسيح في ذلة العارف بمشاعره: "أن تعلم يا رب كل شيء. أنت تعرف أني أحبك" (يو21: 17).
5 – لا تجعل الخطية تفصلك عن محبة الله، بل افتح له قلبك وقل له:
تأكد يا رب إنها خطية ضعف، وليست خطية بغضة، ولا خطية خيانة.
6 – وأنت نفسك، تأكد أن الله يعرف ضعفك، وإنه لا يزال يحبك.
ثِق إنك وأنت في الخطية، هو يعمل على إنقاذك، واجتذابك إليه، وردك إلى رتبتك الأولى. إنه الله الذي سعي وراء آدم ليخلصه، دون أن يسعى آدم إلى التوبة.
7 – شهواتك الخاطئة، أضف إليها ما تستطيعه من عمل روحي، لكي تقلل من حدتها وخطورتها، ولكي تقيم توزانًا داخل قلبك.
وثق أن الجانب الخير سينمو داخل في قلبك شيئًا فشيئًا حتى تتخلص من شهوات الخطية. وإن شعرت بعمل الروح القدس في قلبك، فلا تهمله وتستمر في شهواتك، بل اعمل معه...
8 – وإن عرفت ضعفك فلا تُعَرِّض نفسك للحروب مرة أخرى.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4vzthr7