اليأس حرب يلجأ إليها الشيطان بعد مقدمات طويلة تمهيدية..
وربما تكون هذه المقدمات سقطات متتالية يوضع فيها ضحيته، بلا هوادة، حتى يصرخ أخيرًا ويقول لا فائدة في. من المستحيل أن أخلص طالما أنا هكذا...!
· وقد تكون هذه المقدمات إيحاءات يغرسها في نفسه باستمرار، باسم التواضع! يقول فيها لنفسه كل يوم "أنا ضعيف وعاجز، وكلي خطية".... ولكن بدلًا من أم يوصله إلى الاتضاع، يقوده إلى صغر النفس، والشعور بأنه لن يقوم ثانية...
· وربما تكون مقدمة حرب اليأس، هي سقطة كبيرة (مثل سقطة يهوذا) يشعره الشيطان بعدها بأنه لا مغفرة! أو وقد تكون السقطة بهذه الدرجة، ولكن...
· من عادة بأنه لا مغفرة! أو قد لا تكون السقطة بهذه الدرجة، ولكن من عادة الشيطان أن يضخم في الأخطاء ليوقع صاحبها في اليأس.
والشيطان ماكر جدًا في هذه الناحية. فهو قبل السقوط يسهل موضوع الخطية جدًا، حتى لتبدو شيئًا عاديًا، ويضع لها مبررات... أما بعد الخطية، إما أن يستمر في سياسة التهوين لكي تتكرر، وإما أن يدخل في أسلوب التهويل ليقع صاحبها في اليأس. ويقول له: هل من المعقول أن يغفر الله خطية مثل هذه؟
وربما يشعر الخاطئ أنه وقع في التجديف على الروح القدس!
وهكذا لا تكون له مغفرة إلى الأبد (مر 3: 29). وطبعًا لا تكون لتلك الخطية أية علاقة بالتجديف على الروح القدس. فالتجديف على الروح هو طرد الروح القدس من القلب، طردًا كاملًا دائمًا مدى الحياة. وهكذا لا تكون لإنسان توبة، وبالتالي لا مغفرة. لأن المغفرة مرتبطة بالتوبة، والتوبة مرتبطة بعمل الروح في القلب.
وقد يجره إلى اليأس، بإشعاره انه لن يتوب..!
يقول له: "هل من المعقول أنك ستترك الخطية؟! مستحيل. لقد صارت تجري في دمك. عزيمتك انتهت، وإرادتك انحلت. بل حتى الرغبة في التوبة أصبحت غير موجودة عندك... كم مرة حاولت أن تتوب، وفشلت؟! كم مرة اعترفت بخطاياك، ورجعت إليها وربما بدرجة أسوأ؟..، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. "وهكذا يحطم معنوياته إلى أن يستسلم له، ويتوقف عن المقاومة...
يقول له: إنك قد صرت بكليتك في يدي. أنقلك من هذه اليد إلى الأخرى، بكل سهولة، كما أشاء. فلا داعي إذن لصراع فاشل لا تكسب منه شيئًا.
وطبعًا كل هذه تخاويف لا أساس لها، وتهديدات زائفة..
فإن الله قادر أن يمنح الإنسان التوبة، مهما كانت حالته سيئة. والتاريخ يحكى لنا الحالات السيئة جدًا التي كانت فيها مريم القبطية، وبيلاجية، وأغسطينوس، وموسى الأسود. مع ذلك فقط بل صاروا قديسين...
ومع ذلك فكلما سقط الإنسان، يحاول الشيطان إلقاءه في اليأس.
ويقنعه بأن هذا سقوط دائم أبدي! وليس سقوطًا طارئًا.
فما أجمل كلمة العزاء في سفر ميخا النبي "لا تشمتي بي يا عدوتي. (فإني) إذا سقطت أقوم" (مي 7: 8). والكتاب يقول إن "الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم24: 16). ومع هذا السقوط الكثير، سماه الكتاب صديقًا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hgs4w35