ثانيًا - ليأْتِ ملكوتك
إنه يعلمنا بأن يوم الدينونة آت في الوقت الذي فيه يبشر بالإنجيل بين الأمم (مت14:24)، هذا الذي فيه يتقدس اسم الله. على أن القول "ليأت ملكوتك" لا يعني عدم امتلاكه الآن.
قد يحسب البعض أن القول "ليأت" يقصد به أنه يأتي على الأرض كما لو لم يملك على الأرض منذ تأسيس العالم إلى الآن، غير أن المعنى الصحيح له هو أنه ليعلن ملكوتك للبشر، مثال ذلك النور الذي يبدو للأعمى والذي يغمض عينيه كما لو كان غير موجود. هكذا يبدو هذا الملكوت غير واضح لمن يجهلونه رغم عدم انفصال ملكوت السماوات قط من على الأرض؛ أما المجيء الثاني للابن الوحيد من السماء، فإنه لن يسمح لأحد أن يجهل ملكوت الله، فعند مجيئه لا يدرك البشر ملكوت الله بالطريقة التي يدركها الفاهمون الآن، لأنهم سينظرونه يدين الأحياء والأموات، فيحدث تمييزًا وانفصالًا بين الأبرار والأشرار ويسكن الله في الأبرار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). عندئذ لا يحتاجون بعد إلى من يعلمهم، بل كما هو مكتوب. إن الجميع يكونون "متعلمين من الله" فكما أن أعظم الملائكة السمائيين القديسين المباركين هم حكماء ومطوبون الآن لأن الله وحده نورهم، هكذا في الأبدية تكمل حياة القديسين المطوبة من جميع نواحيها، إذ وعد الرب قائلًا "لأنهم في القيامة.. يكونون كملائكة الله في السماء" (مت30:22).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vdaztj9