Tyrannius Rufinus / Rufinus of Aquileia
وُلد تيرانوس روفينوس Tyrannius Rufinus نحو عام 344 أو 345 م. في مدينة كونكورديا Concordia بالقرب من أكويلا Aquileia من أسرة مسيحية، وتتضح لنا معرفته المبكرة بجيروم من انه عندما ذهب جيروم مع بونوسوس Bonosus إلى الغال (فرنسا) طلب روفينوس منه أن يرسل له نسخة من أعمال القديس هيلارى أسقف بواتييه عن المزامير وعن المجامع.
ونار روفينوس صبغة المعمودية المقدسة وهو في عامه الثامن والعشرين (وقد كتب وصفًا لمعموديته في دفاعه)، وكان يحيا في ذلك الوقت في أكويلا، وكان عضوًا في شركة رهبانية تضم بين أعضائها جيروم.
وعندما تفرقت هذه الجماعة النسكية، صاحب روفينوس السيدة الرومانية الثرية ميلانيا في رحلتها للشرق، وزار أديرة مصر وكان له اشتياق أن يبقى في براري مصر، إلا انه حدث أن شن أسقف الإسكندرية الآريوسى لوسيوس اضطهادًا ضد مستقيمي الإيمان بتأييد من الحاكم، فسُجن روفينوس لفترة من الوقت ثم طرد بعد ذلك من مصر.
ويذكر في دفاعه أنه أقام في مصر لمدة ست سنوات، وأنه عاد إليها ثانية بعد فترة وقضى فيها عامين وانه كان تلميذًا للقديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الاسكندرية اللاهوتية الذي كتب له مقالًا عن موت الأطفال، كما يذكر أنه تتلمذ للقديس ثيوفيلس الذي صار بطريركًا للإسكندرية فيما بعد، كما يخبرنا أن رأى العديد من المشاهير النساك الأقباط مثر سرابيون ومكاريوس.
وبحسب جيروم، استقرت ميلانيا في جبل الزيتون عام 377 م. وفي الغالب سافر روفينوس معها عام 379 م. واستقر هناك لمدة 18 عامًا أي حتى عام 397 م.
وفي أورشليم، سيم روفينوس شماسًا وكان ذلك في الوقت الذي صار فيه يوحنا -الذي كان على صلة وثيقة بروفينوس- أسقفًا لأورشليم خلفًا للقديس كيرلس الأورشليمى، وساعدت ميلانيا روفينوس بما لها من أموال فبنى ديرًا على جبل الزيتون وجعل العمل الأساسي لرهبانه هو الدراسة والأعمال الفكرية ونسخ المخطوطات.
ومن جيروم نعرف أن روفينوس كان يقرأ لآباء الكنيسة اليونانية بمهارة ويحاضر عنهم، ومن المحتمل انه كان يحاضر باليونانية لأنه يقول عام 397 م. أن لغته اللاتينية قد ضعُفت بسبب عدم الممارسة.
ويروي روفينوس أنه ذهب إلى أديسا وأنه رأى هناك جماعات من الرهبان شبيهة بهؤلاء الذين رآهم قبلًا في مصر، إلا أن تاريخ هذه الرحلة غير معروف، وربما قام بها لكي يزور بعض أماكن النفي من مصر والتي كان ينفى إليها مستقيمو الإيمان المقاومين للآريوسية، قبل أن يؤسس دير جبل الزيتون.
وبعد حدوث الجدال الخاص بتعاليم أوريجانوس، والذي كان لجيروم فيه دورًا أساسيًا، عاد روفينوس إلى ايطاليا بصحبة ميلانيا في بدايات ربيع عام 397 م، وذهبت ميلانيا إلى روما أما هو فمكث في دير Pinetum بالقرب من Terracina.
وفي سنة 398 م. انتقل روفينوس إلى روما حيث عاش مع ميلانيا وأسرتها، وإذ حدث جدال شديد بين روفينوس وجيروم بسبب صدور ترجمة روفينوس لكتاب أوريجانوس "المبادئ" مسبوقة بمقدمة من وضع روفينوس، غادر الأخير روما نحو عام 398 م.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. بعد أن أخذ رسالة اعتماد من البابا سيريسيوس Siricius تقدمه إلى الكنائس الأخرى.
وبعد ذلك عاد روفينوس إلى روما، ثم رافق ميلانيا في رحلتها إلى فلسطين كما يخبرنا في ترجمته لتفسير أوريجين لسفر العدد، وتنيح بعد ذلك بقليل.
ورغم جداله وخلافه مع جيروم إلا أنه كان ذا مكانة وتقدير عال عند آباء الكنيسة المشهورين، مثل أغسطينوس الذي يتحدث عنه بكل حب وتوقير وبالاديوس الذي يصفه بكل إجلال واحترام.
وإن كانت ترجمة روفينوس المنقحة والمزيدة لكتاب "التاريخ الكنسي" ليوسابيوس القيصرى تُعد من إسهاماته في التاريخ المسيحي، إلا أن العمل العظيم الذي يُنسب إليه هو الهستوريا موناخورم أو تاريخ الرهبنة في مصر.
Historia Monachorum in Aegypto
وهو يروي قصة زيارة سبعة من الأخوة -من بينهم كاتب هذا العمل- لبراري مصر أثناء شتاء عام 394، 395 م.، ويصف الكثير من النساك والمتوحدين من أقصى الصعيد إلى أقصى الشمال.
وأختلف العلماء والدارسون في تحديد شخصية كاتب هذا العمل الهام، فنهم من رأى أنه روفينوس، ومنهم من قال أنه تيموثاوس بطريرك الإسكندرية كما قال سقراط في تاريخه، وفريق ثالث قال أن سقراط قد أخطأ بينما المقصود ثيموثاوس الشماس، وآخرون يعتقدون انه الراهب بترونيوس الذي صار أسقفًا على بولونيا.
ويستعرض هذا الكتاب أحاديث عن آباء صعيد مصر وآباء نتريا والقلالى وشيهيت، مع وصف لأقاليم اكسيرنيكوس (البهنسا) ونتريا ومنف والرهبان المقيمين بها، ومجموع الآباء المذكورين في هذا العمل هم 25 أبًا.
ولهذا الكتاب مكانة هامة متميزة، وكان له أكبر الأثر في التعريف برهبان مصر في الشرق والغرب، فلعب دورًا مثيلًا لذلك الذي قام به كتاب التاريخ اللوزياكى لبالاديوس، والذي غالبًا ما يُكتب معه في المخطوطات.
ونص هذا العمل موجود في نسختين يونانية ولاتينية، وكان يُظن قبلًا أن النسخة اللاتينية والتي وضعها روفينوس هي الأصل وأن النسخة اللاتينية والتي وضعها روفينوس هي الأصل وأن النسخة اليونانية هي ترجمة لها (ولهذا كان يُعتقد أن روفينوس هو كاتب هذا العمل)، لكن ثبت حديثًا أن النسخة اليونانية هي الأصل وأن النسخة اللاتينية ليست إلا ترجمة قام بها روفينوس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p45msnj