قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

قافلة | قوافل

القافلة: الرُّفقة الكثيرة الراجعة من السفر أو المبتدئة به، تفاؤلًا بقفولها أي عودتها بسلام، ويكون معها دوابها وأمتعتها وزادها، ففي بلاد الشرق الأوسط قديمًا كانت المتاجر تنقل بمعرفة تجار أو حَمَّالين محترفين، يسافرون في جماعات بغية الحماية من اللصوص وقطاع الطريق وسائر المخاطر، وكانوا يحملون بضائعهم على ظهور الحمير، إلى أن أصبح استخدام الجمال أكثر شيوعًا في حوالي 1100 ق.م.

St-Takla.org Image: The company of Ishmaelites (Genesis 37:25) صورة في موقع الأنبا تكلا: قافلة التجار الإسماعيليين (تكوين 37: 25)

وكانت هذه القوافل تمر بانتظام في أرض كنعان على الطرق الرئيسية، إذ كانت أرض كنعان قنطرة تربط مصر وشبة الجزيرة العربية جنوبًا، بسورية وبلاد بين النهرين وما وراءها شرقًا، وناضول شمالًا. وكانت هذه القوافل تجد لها محطات للراحة أو مخابئ من عواصف الصحراء في الواحات المختلفة التي كان يمر بها الطريق وكانت تُقَام على طول الطريق "منازل" (أشبه بالفنادق) بالقرب من المدن عادة ومن آبار المياه، لنزول القوافل (انظر إش 21:13) وكثيرًا ما كانت هذه المنازل تصبح نواة لإقامة مراكز تجارية ثابتة كما حدث في "ماري" (على نهر الفرات) والبتراء ودمشق وكركميش فكان مرور القوافل بأرض فلسطين أمرًا مألوفًا.

ولما كان بنو يعقوب في دوثان يتآمرون للتخلص من يوسف أخيهم، رفعوا عيونهم وإذ قافلة إسماعيليين مُقبلة من جلعاد (في شرقي الأردن) وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانًا ولاذنا، ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر" فباعوا لهم يوسف بعشرين من الفضة، فحملوه معهم إلى مصر حيث باعوه لفوطيفار رئيس شرطة فرعون (تك 37:25-34).

وكان حجم القافلة يتوقف على كمية المتاجر التي يحملونها ومخاطر الطريق وعدد الجمال المتاحة، فقد تتكون القافلة من بضعة جمال أو من بضع عشرات منها، وكانت بعض هذه القوافل تتكون من جماعة من الغُزَاة يحلون بالأرض وينهبونها (قض 6:3-5؛ 1 صم 3: 1-20).

وقد جاءت ملكة سبأ إلى أورشليم" بموكب عظيم جدًا بجمال حاملة أطيابًا وذهبًا كثيرًا جدًا وحجارة كريمة" (1 مل 10:2).

ويقول أيوب في وصفه للسراب في الصحراء "يُعَرِّجُ السَّفْرُ (القوافل) عَنْ طَرِيقِهِمْ، يَدْخُلُونَ التِّيهَ فَيَهْلِكُونَ. نَظَرَتْ قَوَافِلُ تَيْمَاءَ. سَيَّارَةُ سَبَاءٍ رَجَوْهَا. خَزُوا فِي مَا كَانُوا مُطْمَئِنِّينَ. جَاءُوا إِلَيْهَا فَخَجِلُوا." (أي 6: 18-20).

ويقول حزقيال النبي عن صور (سيدة البحار في زمانها): "سفن ترشيش قوافلك لتجارتك" (حز 27:25) أي أن سفن ترشيش كانت في خدمة تجارة صور حتى امتلأت و"تمجدت جدًا في قلب البحار".