قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

ساميون | ساميين

 

← اللغة الإنجليزية: Semitic people / Semites - اللغة العبرية: שֵׁמִיִים / עמים שמיים / תרבויות שמיות - اللغة اليونانية: Σημίτες - اللغة اللاتينية: Semitae.

 

يطلق هذا الاسم أساسًا على الشعوب التي تسلسلت من سام بن نوح، كما وردت في جدول الأمم المذكور في الإصحاح العاشر من سفر التكوين (تك 10: 21-31). وأول مَنْ استخدم هذا الوصف هو" أ. ل. شلوزر" August Ludwig von Schlözer في 1781 م. ولكن العلماء في العصر الحاضر لا يحصرون هذا الاسم في نسل سام كما جاءوا في هذا الإصحاح، ولكنهم يتوسعون في استخدامه، على أسس لغوية. فمثلًا نجد "عيلام" بين أولاد سام في سفر التكوين، ولكنه الآن لا يُعْتَبَر -على أسس لغوية- من الساميين. وفي نفس الوقت فإن الكنعانيين -وهم أصلًا من نسل حام، ولكنهم كانوا يستخدمون لغة سامية- يعتبرون من الساميين.

وكانت الشعوب السامية تقطن أصلًا في غربي أسيا وشرقي أفريقيا، وكانت بلادهم تمتد من شواطئ البحر المتوسط غربًا إلى فارس (إيران الحالية) شرقًا، ومن أرمينية شمالًا إلى بحر العرب جنوبًا.

 

وتتلخص النظريات الرئيسية بخصوص أصل موطنهم في الآتي:

(1) بابل: كما يرى كريمر وجويدي وهرمل.

(2) بلاد العرب: كما يرى سبرنجر وسايك وشرادر ورايت.

(3) أفريقية وبلاد العرب: في أسيا كما يرى جاسترو وريلاي وبارتون وبلجريف.

(4) كانت بلاد العرب هي الموطن الأصلي، وقد نشأ المصريون من امتزاج أقوام ساميين مهاجرين والسكان الأصليين من أصول شبه زنجية، كما يرى ويدمان وبرستيد (مجرد رأي).

(5) أمورو (وهي "أورور" في اللغة المسمارية) وكانت تقع بين سورية وبلاد النهرين. ولكن غالبية العلماء اليوم يرجحون الرأي الثاني.

 

وكان للشعوب السامية أثر بارز في التاريخ القديم ، فلعب الأكاديون (من بابليين وأشورين) دورًا بارزًا في تاريخ الهلال الخصيب فيما بين 2350 ق. م. إلى 538. ق.م وظلت لغتهم -على مدى أكثر من ألف عام- هي اللغة العالمية السائدة، وبرز من بينهم حكام كان من أشهرهم سرجون الأول، وحمورابي، وتغلث فلاسر الأول، وشلمنأسر الثالث، وسنحاريب، ونبوخذنصر. وقامت حضارات رفيعة في أور ونينوى بابل. وقد اشتهرت الحضارات الأكادية بقوانين حمورابي والمؤلفات المتنوعة التي وجدت في مكتبة أشور بانيبال.

ومن الشعوب السامية، الأراميون الذين كانوا سادة التجارة، التي نقلوا معها حضارات الأمم الأخرى، وكان موطنهم الأصلي في سورية، كما كانت عاصمتهم دمشق في أيام الملك سليمان. وقد بلغوا أوج قوتهم في القرن التاسع قبل الميلاد. وقد استخدم اليهود اللغة الأرامية بعد السبي، وبها كتبت بعض أجزاء من سفري دانيال وعزرا، وكذلك التلمود اليهودي.

وبعد عودة يعقوب من حاران في فدان أرام فيما بين النهرين (تك 24: 10)، أصبح يوصف بأنه كان " أراميا تائها" (تث 26: 5). وهكذا كان الإسرائيليون الذين كانوا يتكلمون العبرية -وهي لغة سامية شمالية غربية- ساميين أصلًا ولغة وموطنًا بكل ما تعنيه كلمة ساميين.

ومن الشعوب السامية القديمة، الكنعانيون ( الذين اكتشفت حضارتهم في أوغاريت) والعرب والأثيوبيون. وقد اشتهر الفينيقيون - من الكنعانيين - بارتياد البحار.

وأهم ما ساهم به الساميون في حضارة العالم، لغاتهم وديانتهم. وأبرز اللغات السامية هي العربية والأكادية والأرامية والسريانية والعبرية والأمهرية، وتشترك جميعها في أن الكلمات فيها تشتق من أصل يتكون من ثلاثة أحرف ساكنة، كما أن جميعها -باستثناء الأمهرية والأكادية- تكتب من اليمين إلى الشمال، كما تشترك جميعها في الكثير من قواعد النحو، ويوجد بينهما الكثير من الكلمات المشتركة.

وبينما اعتقد الكثير من الشعوب السامية بتعدد الآلهة، فإن مما يستلفت النظر أن ديانات التوحيد الأساسية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) ظهرت أصلًا بين الشعوب السامية.

---