← اللغة الإنجليزية: Book of Isaiah - اللغة العبرية: ספר ישעיהו - اللغة الأمهرية: ትንቢተ ኢሳይያስ - اللغة الجعزية: - اللغة الأرامية: ܣܦܪܐ ܕܐܫܥܝܐ.
يمكن تقسيم سفر أشعياء إلى سبعة أقسام رئيسية وهي كما يأتي:
(1) من الإصحاح الأول إلى الإصحاح الثاني عشر (إش 1-12). ويشمل هذا القسم نبوات عن مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل ويشمل نبوات نطق بها في مناسبات متنوعة من سنة 740 ق.م. تقريبًا إلى سنة 701.
وفي هذا القسم نجد:
أ : مقدمة (إش 1)
ب: نبوة على أورشليم (ص 2- 4) ونبوات أخرى عن آثار القضاء الذي يحل بها ومجد عصر المسيا. ويرجَّح أن النبي نطق بهذه النبوات في زمن عزيا الملك وكان زمن نجاح وتقدم وازدهار لشعب يهوذا (إش 5).
جـ: رؤيا مجد الرب التي رآها في الهيكل (إش 6) وهي تتصل بالقسم الخاص بعمانوئيل (إش 7- 12).
(2) من إصحاح (إش 13- 23) ويشمل عشر نبوات عن الأمم ويقمها إصحاح 20 الذي يتكلم عن العلاقات الدولية ذات الأهمية العظمى في ذلك الحين، إلى قسمين: يشمل القسم الأول منها خمس نبوات ويشمل القسم الثاني خمس نبوات أخرى.
(3) من إصحاح (إش 24- 27) نرى في هذا القسم صورة حيّة ناطقة للقضاء الذي يقع على أمم العالم جمعاء (إش 24) ويعقبه انتصار يهوذا والبركة التي تحلُّ عليه (إش 25- 27).
(4) من إصحاح (إش 28- 33) وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل معظمها يختص بالعلاقة بيهوذا وآشور. الجزء الأول منها يوبخ قصر النظر في التحول عن آشور والاتكال على مصر لأجل المعونة، والجزء الأخير ينبىء بالشقاء الذي يحل على أورشليم ويهوذا بسبب إهمالهما لتحذيرات أشعياء وإنذاراته. ثم ينبىء بالخلاص الذي يعقب هذا الشقاء.
(5) إصحاح (إش 34؛ 35) وترى في هذين الإصحاحين مقارنة بين مستقبل آدوم ومستقبل إسرائيل.
(6) من إصحاح (إش 36- 39). هذا قسم تاريخي يتشابه إلى حد كبير مع (2 ملو 18: 13 - 20: 19). وفي هذا القسم نجد قصة حوادث على أعظم ما يكون من الأهمية وترتبط بحياة أشعياء أشد الارتباط وهي:
أ : طلب سنحاريب أن تسلم أورشليم وتنبؤ أشعياء بأنها لا بد وأن تنقذ، وتحقيق هذه النبوة (إش 36؛ 37).
ب : مرض حزقيا وصلاته وشفاؤه وأغنية الحمد التي نطق بها (إش 38).
جـ: بعثة من قبل مرودخ بلادان وتوبيخ أشعياء لحزقيا وانباؤه بأن الخراب آت على يد بابل.
(7) كتاب العزاء (إش 40- 66) وفي هذا القسم نبوات عن رجوع إسرائيل من السبي من بابل، والشخصية البارزة في هذه الإصحاحات هي شخصية "عبد الرب". وقد رأى بعض النقاد تشابهًا بين (أش 1- 35) وسفر حزقيال، وسفر أرميا، كما ورد في الترجمة السبعينية، في أن هذه الإصحاحات تنقسم إلى ثلاثة أقسام.
1 : تهديدات بالقضاء ضد شعب النبي نفسه.
2 : تهديدات بالقضاء ضد الشعوب الأخرى.
3 : وعود بالخلاص لشعبه.
ويمكن أن نرى في هذه الاتجاهات الثلاثة في هذا القسم من أشعياء في (إش 1-12) تهديدات ضد أورشليم ويهوذا، وفي (إش 13- 23) تهديدات ضد الشعوب الأجنبية وفي (إش 24- 35) وعود للشعب. والرأي الذي ساد طوال الأجيال هو أن أشعياء النبي الذي عاش في القرن الثامن وأوائل القرن السابع قبل الميلاد هو كاتب هذه النبوات. إلا أن النقاد في العصور الحديثة قالوا أن أشعياء كتب القسم الأول من (إش 1-39) وأن كاتبًا آخرًا اصطلحوا على تسميته "أشعياء الثاني" كتب القسم الذي يشمل من (إش 40-55)، وأن كاتبًا ثالثًا اصطلحوا على تسميته "أشعياء الثالث" كتب القسم الذي شمل من (إش 56-66). ولكن وحدة السفر ووحدة كاتبه يمكن رؤيتها بوضوح فيما يأتي:
(1) لا توجد في السفر كلمة واحدة ترجع إلى عصر متأخر عن العصر الذي عاش فيه أشعياء النبي. ولا يوجد أي مؤثر أجنبي واحد أو عنصر غريب من أورشليم ويهوذا كما كان في عصر أشعياء النبي. فكل كلمة وكل عبارة وكل صيغة جاءت من ذلك العصر أو وجدت في العصور السابقة لعصر النبي. أما من ناحية التغيير في أسلوب الكتابة فإنه من المسلم به أن الأسلوب يتابع الموضوع والظروف والأزمنة المعينة في حياة الكاتب الواحد. فهناك مثلًا اختلاف كبير بين كتابات شكسبير في حقبة ما في حياته وكتاباته في حقبة أخرى، مع أن نشاطه الأدبي ومدة إنتاجه لم تتجاوز خمسة وعشرين عامًا. وقد تمكن النقاد أن يتبينوا أربع مراحل متفاوتة في رواياته تظهر واضحة في اختلاف أسلوبه في مرحلة ما عن الأخرى. أما مدة نشاط أشعياء ورمن إنتاجه فقد زاد كثيرًا على الأربعين عامًا ، وربما امتد إلى الستين عامًا أو يزيد. ومع ذلك فلا يمكن أن نتبين تفاوتًا كبيرًا في الأسلوب بل بالحري يثبت الأسلوب وتقاربه وحدة السفر ووحدة المؤلف.
(2) وقد قال بعض النقاد أن هناك إشارات في أشعياء إلى الأمم الأجنبية تظهر أحوال ما بعد السبي لا الأحوال والظروف التي كانت سائدة في عصره، وللرد على هذا يكفي أن نذكر ما يأتي:
أ : من طبيعة النبوة ومن عبقرية الوحي أن ينتقل النبي برؤيا صافية وحس مرهف وبقوة معجزية إلى المستقبل. وإلا فإننا ننكر قوة الوحي ومكانة المعجزة. وإننا نرى في أشعياء نبوات لم تتم في عصره بل تمت بعد عصره بأزمنة بعيدة، فمثلًا يقول عن زبلون ونفتالي وكانا في عصره، قد أخذا في السبي وأخربت أرضهما وبلادهما، يقول عنهما: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا، الساكنون في أرض ظلال الموت، أشرق عليهم نور" (أش 9: 2). ولكن ما فاق كل شيء من حيث قوة الوحي وقوة المعجزة هو تنبؤاته عن المسيح كولادته من عذراء ولاهوته وآلامه وموته ودفنه وقيامته مما يظهر بوضوح لكل ذي عينين مبصرتين وقلب مؤمن.
ب : أما نبؤاته عن بابل والسبي والرجوع منه فليست بالكثيرة إلى الحد الذي ينقلهما من ميدان النبوة إلى ميدان التاريخ.
ج : ينبغي أن لا يفوتنا أن أشعياء والأنبياء الذين عاصروه كانوا يعيشون في حالة ترقب لكثير من الحوادث التي وقعت فيما بعد. فكانوا يتوقعون مثلًا انكماش قوة آشور وقيام قوة بابل ونهوضها. وقد تنبأ الأنبياء الذين عاصروا إشعياء بخراب أورشليم والهيكل (عا 2: 5؛ ميخا 3: 12؛ وقارنهما مع أش 3: 8؛ 6: 11) وتنبأوا بالقضاء على أرض يهوذا كما في (هو 8: 14؛ عاموس 9: 11، 14؛ وقارنه مع أش 3: 25؛ 26؛ 6: 11، 12؛ 32: 13) وبسبي يهوذا (ميخا 1: 14- 16؛ وقارنه مع أش 11: 12) وبأن الشعب سيسبى في هذه المرة إلى بابل (ميخا 4: 10؛ وقارنه مع أش 39: 6، 8) وكذلك تنبأوا بالرجوع من السبي (يوئيل 3: 1؛ وقارنه مع أش 11: 11) وبإعادة بناء أورشليم والهيكل (ميخا 4: 2) مع أنهم قد سبقوا وأنبأوا بخراب أورشليم (ميخا 3: 12؛ وقارنه مع يوئيل 3: 16- 20) وقد تنبأوا أن شعوبًا كثيرين سيأتون ليعبدوا في أورشليم (أش 2: 2-4؛ 11: 10؛ 18: 7؛ مع ميخا 4: 1- 3).
د : حالة الشعب الروحية التي تظهر لنا في سفر أشعياء هي انعكاس صادق لما كانت عليه حالة الشعب في ذلك الحين، كما يظهر ذلك في كتابات الأنبياء والمؤرخين الذين عاشوا في ذلك العصر، كانغماس الشعب في العبادة الوثنية تحت كل شجرة خضراء مثلًا (أش 1: 29؛ 57: 5؛ وقارنه مع 2 ملو 16: 4) وبين أشجار البطم (أش 1: 29؛ 57: 5؛ وقارنه مع هو 4: 13) وبالذبح في الجنات (أش 65: 3؛ 66: 17) وذبح الأطفال في الوديان (أش 57: 5؛ 2 أخبار 28: 3؛ 33: 6؛ 2 ملو 23: 10) والارتفاع فوق الجبال العالية لتقديم الذبائح (أش 57: 7؛ 2 أخبار 28: 4؛ هو 4: 3؛ قارنه مع حز 6: 13) وغير هذا الكثير ، مما يصف حالة العصر الروحية وصفًا دقيقًا مثل تفشي الرياء وكسر السبت وسفك الدم والظلم والجور والخداع وإهمال العبادة في الهيكل والتبخير على الآجر وتقديم لحم الخنزير وأكله، مما صوره أشعياء كما صوره غيره من الأنبياء المعاصرين له.
بقي أمر آخر لا بد من ذكره في دراسة سفر أشعياء وهو ورود اسم كورش صراحة. وقد ارتأى الكثيرون ان الوحي ذكر اسم كورش حتى يعلم العبرانيون المسبيون أنه حالما يأتي كورش فقد أتى خلاصهم. ويقول المصلح كلفن أن الوحي قصد أنه عندما يأتي كورش ويعرف أنه هو المعين من قبل الله ليحمل الخلاص للمسبيين فإنه سيتجاوب مع هذا القصد السماوي ويتممه بأن يردّ المسبيين إلى فلسطين. إلا أننا نقول أنه لو كان هناك إيمان بوحي وبالمعجزة وبالنبوة وبالحوادث قبل وقوعها، وأن أبناء الله القديسين نطقوا بهذه النبوات تحت قيادة وإرشاد روح الله القدوس لزالت كل صعوبة في ذكر أشعياء لكورش باسمه صراحة.
* انظر أيضًا: سفر صعود إشعياء، معلومات عن أسفار الكتاب المقدس، تفاسير ودراسات سفر اشعياء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/x8gxj2w