St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   27-Sefr-El-Ro2ya
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

الرؤيا 16 - تفسير سفر الرؤيا

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب سفر رويا يوحنا الإنجيلي:
تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: مقدمة سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي | الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | تعليق على رسائل الكنائس السبع | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | تسلسل الأحداث في سفر الرؤيا

نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | الرؤيا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هنا نسمع عن ما هي هذه الضربات التي ستنصب من الجامات التي أشير إليها في الإصحاح السابق. وإذا كانت الختوم السبعة هي إعلان عما سيقابل الكنيسة في مسيرتها وإذا كانت الأبواق السبعة هي إنذارات الله للناس حتى يتوبوا.

فإن الجامات السبعة هي أحكام الله ضد الأشرار في مملكة الوحش آخر الأيام بعد أن فاض الكيل، وتصلف الإنسان وازداد شره وتحدى الله نفسه.

والجامات تختلف عن الأبواق في الآتي:-

1. الأبواق تشير لضربات تصيب 1/3 الناس ليعطي الباقين فرصة للتوبة. أما الجامات فهي ضد الكل لأنها عقوبات غضب الله.

2. ضربات الأبواق أصابت الناس ابتداء من البوق الخامس، أما الجامات فأصابت الناس ابتداء من الجام الأول.

3. الجامات هي ضربات موجِعَة ضد الوحش وتابعيه.

إذًا فضربات الجامات شاملة وأكثر عنفًا، ولأنها شاملة إذًا فهي للدينونة أكثر منها للإنذار. ومكانها بين البوق السادس والبوق السابع. وغالبًا فأحداثها هي ما وردت في السفر الصغير (رؤ10:10).

 

آية 1 "وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ الْهَيْكَلِ قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ: «امْضُوا وَاسْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ اللهِ عَلَى الأَرْضِ»."

صوتا عظيما = فهو أمر صادر من الله. إسكبوا جامات غضب الله = الجامات هي أحكام إدانة ضد مملكة الشر في العالم.

 

آية 2 "فَمَضَى الأَوَّلُ وَسَكَبَ جَامَهُ عَلَى الأَرْضِ، فَحَدَثَتْ دَمَامِلُ خَبِيثَةٌ وَرَدِيَّةٌ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ بِهِمْ سِمَةُ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِصُورَتِهِ."

 الجام الأول:- سكب جامه على الأرض = هذه الضربة موجهة للأجساد التي هي مأخوذة من الأرض (وقد تعني الأرض المكان الذي يملك فيه الوحش) وهذه الضربة هي ضربة أوبئة وأمراض تحل بالأجساد التي استخدمت في الخطية. أمراض تجعل الحياة مرة. هم ظنوا أن الخطية سوف تعطيهم لذة لكنها أعطتهم مرارة. وها نحن نرى عواقب الخطية الآن في أمراض كالزهري والإيدز. والزهري يبدأ بقرحة صغيرة ثم طفح جلدي ثم شلل مع جنون. فما بالك بالأمراض التي ستنسكب مع الجام الأول. هي بالتأكيد أبشع مما نعرفه الآن. والله سيسمح بهذه الضربة المؤلمة لتابعي ضد المسيح حتى يظهر للناس فساد دعوته.

وقد تكون هذه الضربة أو قُل هي لعنة تصيب الأرض فتثمر مأكولات تتسبب في هذه الأمراض. ولاحظ قول الله لآدم بسبب الخطية "ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها" (تك3: 17). فالأرض حين لعنها الله صارت تعطي ثمرها بصعوبة. وهذه كانت لعنة بسيطة فيها يأكل الإنسان بالتعب. ولكن الضربة المذكورة هنا هي أكثر إيلاما بكثير، فثمر الأرض يسبب أمراضًا صعبة لتابعي ضد المسيح.

والضربات واللعنات لن تصيب الأرض فقط بل البحار والأنهار والشمس والهواء، بل كل شيء كما سنرى في الجامات القادمة، فهي ضربات متلاحقة، ومن كل جهة، يوجهها الله لمملكة ضد المسيح بينما أولاد الله الرافضين لعلامته واسمه يعولهم الله في مكان منعزل قيل عنه البرية (رؤ12: 6) وهم في سلام وفرح.

 

آية 3 "ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّانِي جَامَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فَصَارَ دَمًا كَدَمِ مَيِّتٍ. وَكُلُّ نَفْسٍ حَيَّةٍ مَاتَتْ فِي الْبَحْرِ."

الجام الثانى:- سَكَبَ جَامَهُ عَلَى الْبَحْرِ، فصار دمًا = البحر يشير للعالم المضطرب كما قلنا والذي يحيا في ملذاته الحسية هذه التي يشرب منها يعطش. وهذه الضربة موجهة لمن إنغمس في حياة الشر في العالم، وبالتحديد لتابعى الوحش. وهذا الجام له وجهتيّ نظر:-

1) من الناحية الروحية فإن تابعي الوحش هم أموات روحيًّا أي منفصلين عن الله. هؤلاء يمنع الله عنهم سلامه وتعزياته فيصيروا كأموات.

2) قد تعني حروب تسيل فيها دماء كثيرة ويصير الدم يملأ كل مكان ورائحة الدم، دم القتلى، منتشرة تزكم الأنوف.

3) وربما تفهم الآية حرفيا ويعني هذا أنه ستحدث حرب تسيل فيها دماء كثيرة في البحر من ركاب السفن، أو تنفجر هذه السفن ويسيل البترول منها محدثا تلوث بيئى تموت معه الكائنات البحرية. أو ربما نتيجة الأسلحة المدمرة الحديثة يحدث هذا التلوث. وقد رأينا مثل هذا في حرب الخليج، فما بالك بما سيحدث مع الجام الثاني.

 

آيات 4-7 "ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الثَّالِثُ جَامَهُ عَلَى الأَنْهَارِ وَعَلَى يَنَابِيعِ الْمِيَاهِ، فَصَارَتْ دَمًا. وَسَمِعْتُ مَلاَكَ الْمِيَاهِ يَقُولُ: «عَادِلٌ أَنْتَ أَيُّهَا الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَكُونُ، لأَنَّكَ حَكَمْتَ هكَذَا. لأَنَّهُمْ سَفَكُوا دَمَ قِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَاءَ، فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا. لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ!» وَسَمِعْتُ آخَرَ مِنَ الْمَذْبَحِ قَائِلًا: «نَعَمْ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! حَقٌ وَعَادِلَةٌ هِيَ أَحْكَامُكَ»."

 

الجام الثالث:- سكب جامه على الأنهار وينابيع المياه = الأنهار وينابيع المياه إشارة لمصادر الدخل والأموال والخيرات المادية عمومًا. وهذه قد يتصارع عليها الأشرار لدرجة الموت = الدم. ونرى الآن ملامح هذا في الصراع على مصادر المياه كالأنهار والينابيع. فأعطيتهم دما ليشربوا = صار سفك الدم يروي غليلهم. هذه صورة نرى فيها الصراع الرهيب على الماديات. وقد يشير هذا لمعارك رهيبة دموية تلوث مصادر المياه، كما حدث في معارك رواندا وبوروندي سنة 1994 م. حيث قتل حوالي المليون نسمة وألقوا جثثهم في البحيرة التي تغذي نهر النيل، وشرب الناس من الماء الملوث بدم ضحايا الحرب.

وهناك رأي آخر أن الأنهار تشير للمصادر الروحية للتعليم الروحي وهذا قد شوهه الهراطقة. وتكون هذه الضربة موجهه للهراطقة الذين صارت تعاليمهم المزيفة مصدر موت (دم) لا حياة. لم تعد مصدر تعزية وسلام بل هلاك. وربما تكون هذه الضربة موجهة لتابعي الوحش الذين سلمهم الوحش مراكز قيادية وصاروا يبشرون به، وهؤلاء أيضًا ستصير تعاليمهم مصدر موت أي دم. وكون المياه تتحول لدم فهذا إشارة للعطش المميت سواء إلى الماء أو كلمة الله الصحيحة.

1. وإذا كان شرب المياه المالحة يشير للتمتع بملذات العالم الخاطئة، وهذه من يشرب منها يعطش ويموت. وشرب الخمر رمز للفرح. وإذا كان شرب المياه العذبة رمز للحياة. إذًا نفهم أن القول فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا يشير لأن الله قرر أن يعاقبهم بالموت. فشرب الدم هو رمز للموت.

2. الحياة بدون ماء عذب تعني الموت.

3. وجاء على شبكة جوجل أن شرب الدماء قاتل وسام.

4. شرب الدم من العبادات الوثنية، لذلك منعه الله في العهد القديم (لا17: 11-14 + لا7: 26-27). "والنفس التي تأكل شيئًا من الدم تقطع تلك النفس من شعبها". ومنعه أيضًا الآباء الرسل (أع15: 29) حتى لا يشترك المسيحيين مع الوثنيين. وكان الوثنيين يقدمون ذبائحهم في الصحراء للشياطين وكانوا يعتقدون أن الدم هو غذاء آلهتهم الوثنية. وكان يصاحب طقوسهم الوثنية شرب دم الذبائح وممارسات تهتكية. والله أراد منع كل هذه الممارسات الشيطانية عن شعبه، ليمنع الله أن يصبوا الدم تحت تماثيل الأوثان لإسترضائها، ثم يشربون جزء منها كبركة من الوثن إذ إشتركوا معه في شرب الدم. وراجع قول بولس الرسول "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس شياطين ..." (1كو10: 15-22). الله منع عن البشر الشركة في دم الحيوانات أي حياتها لأنه كان يريد للبشر أن يشتركوا في حياة إبنه. لذلك من يتناول جسد ودم المسيح يشترك مع المسيح في حياته الأبدية (يو54،53:6).

5. إذًا شرب الدم يعني الموت: لا عدم شرب الماء وهذا يعني الموت فلا حياة بدون ماء. ب) شرب الدم سام ومميت. ج) هو إشارة للشركة مع الأوثان فهذه طقوسهم، وبالتالي هو هلاك أبدي لهم. ومن يشرب الدم يكون قد إشترك مع الوثنيين في عبادتهم الوثنية والمعنى أن الله يحكم عليهم بالموت. د) هم ضللوا أبرياء فإنجذب هؤلاء الأبرياء إلى الوحش، وكأن هؤلاء الأبرياء المخدوعين صاروا ذبائح سُفِك دمهم عند صنم الوحش الشيطانى، وصار هؤلاء الذين خدعوهم شركاء الشيطان في دمهم. هم سفكوا دم أبرياء وكأنهم قدموهم ذبائح لهذا الوحش الشيطانى، إذًا دعهم يشربون دماء ذبائحهم البشرية هذه (أي يتحملوا نتيجة هلاك هؤلاء الأبرياء) ويشتركوا بهذا مع الشيطان "ذاك كان قتالا للناس من البدء" (يو8: 44) ويكون مصيرهم مع مصيره أي الموت والهلاك الأبدي. هـ) لاحظ أنه توجد الآن عبادات شيطانية يمارسون فيها شرب الدم، وهؤلاء حكموا على أنفسهم بنفس مصير الشيطان. و) ربما لن يعبد هؤلاء أوثانا محددة في تلك الأيام ولكنهم آمنوا بالوحش وإتبعوا تعاليمه وهرطقاته، وهذا الوحش قد سكنه الشيطان.

6. ويصير معنى فَأَعْطَيْتَهُمْ دَمًا لِيَشْرَبُوا أن الله تركهم ليمارسوا ما أرادوه من شركة مع الوحش الشيطانى. وهذا حُكْم الله عليهم أن يهلكوا أبديًا مع الشيطان (رؤ19: 20 + رؤ20: 10).

7. وهؤلاء الذين أعطاهم الله أن يشربوا الدم أي يموتوا كان هذا لإستحقاقهم ولإضطهادهم لشعبه، ولتبعيتهم للوحش تاركين المسيح فاديهم.

ملاك المياه = يظهر من هذا أن الله وضع ملاكا حارسا على عناصر الخليقة حتى لا يكون للشيطان مطلق التصرف، فيسيء إساءات بالغة للبشرية. بهذا نرى أن حركة الشيطان مقيدة. وإذا سمح له الله أن يؤذي أحدًا فيكون هذا كضربة تأديب لهذا الشخص. ونرى هنا أن الملاك يقول لله أنه عادل... إذًا هي أحكام صادرة من الله، والملائكة شهود على عدل الله في أحكامه.

 

في الآيات (5-7): نجد أن الملائكة يتفقون مع الله في كل أحكامه ويسبحونه على عدله في إصدار هذه الأحكام. أما نحن البشر، ونحن مازلنا في أجسادنا البشرية، تجدنا نختلف مع الله في بعض أحكامه، لأن إدراكنا ناقص وفهمنا محدود. أما في السماء سنتفق مع الله في كل أحكامه ونسبحه عليها كما يفعل الملائكة، بل قد ندرك حكمة الله في أحكامه التي سمح بها أثناء حياتنا على الأرض ونحن ما زلنا في الجسد، مثل ضربات تأديب سمح بها الله ضد أحبائنا ولم نفهم سببًا لها فإعترضنا عليها. وقد يكون هذا تفسيرًا لقول القديس بولس الرسول "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ ٱلْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ ٱلْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ، أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِمِ ٱلصُّغْرَى" (1كو6: 2). ودينونتنا للعالم ستكون بأننا نتفق تماما مع حكم الله عليهم. وهذا بالإضافة إلى أن سلوكنا في النور خلال حياتنا على الأرض سيكون دينونة لهم.

 

آيات 9،8 "ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الرَّابعُ جَامَهُ عَلَى الشَّمْسِ، فَأُعْطِيَتْ أَنْ تُحْرِقَ النَّاسَ بِنَارٍ، فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقًا عَظِيمًا، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هذِهِ الضَّرَبَاتِ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْدًا."

 

 الجام الرابع:- سكب جامه على الشمس = تفهم هذه الضربة بأن حرارة الشمس ستزداد، ومن المعروف الآن أن بعض المناطق في العالم يؤثر فيها ثقب الأوزون ozone hole مما يسبب الإصابة بسرطان الجلد. فماذا سيحدث لو اتسع هذا الثقب وماذا سيحدث في هذا الوقت حينما يسكب الجام الرابع؟! من المؤكد أنها ستكون ضربة رهيبة وستكون حرارة الشمس رهيبة.

ولم يتوبوا ليعطوه مجدا... بل جدفوا على اسم الله = إذًا نفهم أن الهدف من الضربات أن يتوب الناس ولكن قسوة قلوبهم جعلتهم بدلا من أن يتوبوا، يجدفون على الله. لذلك سمعنا أن خطية هذه الأيام تسمى خطية مصر بسبب العناد مع ازدياد الضربات، كما ازداد فرعون عنادا مع ضربات موسى العشر وقيل أن الشمس قد تشير للوحش الذي سَيَدَّعي الألوهية ولكن حكمه سيكون حارقًا ومؤذيًا لتابعيه.

 

آيات 11،10 "ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ الخَامِسُ جَامَهُ عَلَى عَرْشِ الْوَحْشِ، فَصَارَتْ مَمْلَكَتُهُ مُظْلِمَةً. وَكَانُوا يَعَضُّونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ مِنَ الْوَجَعِ. وَجَدَّفُوا عَلَى إِلهِ السَّمَاءِ مِنْ أَوْجَاعِهِمْ وَمِنْ قُرُوحِهِمْ، وَلَمْ يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِهِمْ."

 

 الجام الخامس:- سكب جامه على عرش الوحش = هنا الجام منصب على عرش الوحش، فتصير مملكته مظلمة روحيًا وأدبيا وسياسيا وماديا بسبب عنف الضربات الموجهة ضدها. ويسود المملكة الفساد والذبول والتخبط، فالضربة ضد عرشه فيتحير الناس من هو. كما قال عبيد فرعون لفرعون بعد ضربات موسى ألم تعلم أن أرض مصر خربت (خر7:10). وكانوا يعضون ألسنتهم = لأن أمالهم قد خابت وذبلت مملكتهم. وعض الألسنة إشارة للغيظ من ذبول المملكة التي ظنوها مصدر ملذاتهم، ومع هذا لم يتوبوا. ولاحظ أن الضربة موجهة لمملكة الوحش فقط كما كان يحدث مع فرعون إذ يسود الظلام مملكته دون أرض شعب الله (خر6:9) + (خر23،22:10).

 

آيات 12-16 "ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ جَامَهُ عَلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ الْفُرَاتِ، فَنَشِفَ مَاؤُهُ لِكَيْ يُعَدَّ طَرِيقُ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ. وَرَأَيْتُ مِنْ فَمِ التِّنِّينِ، وَمِنْ فَمِ الْوَحْشِ، وَمِنْ فَمِ النَّبِيِّ الْكَذَّابِ، ثَلاَثَةَ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ شِبْهَ ضَفَادِعَ، فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ، لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. «هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ! طُوبَى لِمَنْ يَسْهَرُ وَيَحْفَظُ ثِيَابَهُ لِئَلاَ يَمْشِيَ عُرْيَانًا فَيَرَوْا عُرْيَتَهُ». فَجَمَعَهُمْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى بِالْعِبْرَانِيَّةِ «هَرْمَجَدُّونَ»."

 

St-Takla.org Image: Babylonian art صورة في موقع الأنبا تكلا: فن بابلي

St-Takla.org Image: Babylonian art

صورة في موقع الأنبا تكلا: فن بابلي

الجام السادس:- سكب جامه على النهر الكبير الفرات = نهر الفرات هو الذي يغذي مملكة بابل، التي هي مملكة الشر في العالم (صار اسم بابل لوثنيتها ونجاستها وتحديها لله واستعبادها وسبيها لشعب الله رمزًا للشر في الكتاب المقدس).

ونشف ماؤه =

1. حدث هذا فعلا أيام كورش ملك فارس، إذ حوَّل مجرى النهر لتدخل جيوشه إلى بابل عبر أرض النهر التي جفت، بعد أن حوَّل كورش المياه إلى مسار آخر. وذلك لأن ملك بابل كان قد أغلق أبواب المدينة، وبهذا أسقط كورش مملكة بابل.

2. إذا فهمنا أن بابل تشير لمملكة الشر في العالم، فكون أن النهر يجف يفهم على أن كل خيرات مملكة الشر ستجف ينابيعها لتنهار مملكة الشر. فالأنهار هي إشارة لمصادر الخير والحياة للشعوب. إذًا ً يكون المعنى توقف الخيرات المادية عن مملكة الوحش، وتوقف الامتيازات التي يقدمها الوحش لتابعيه.

3. قد يتكرر ما حدث أيام كورش ثانية ويجف لسبب أو لآخر النهر فعلا، ويكون هذا بداية لتدخل ملوك آتين من الشرق للحرب. وربما يأتي هؤلاء الملوك ليحاربوا الوحش أو يأتوا ليعاونوه ثم ينقلبوا عليه. وهم سيأتون عبر نهر الفرات الذي جفت مياهه.

4. لاحظ أنه في البوق السادس سمعنا عن فك الأربعة الملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات لكي يقتلوا ثلث الناس (رؤ13:9-15). وهنا نسمع عن حرب رهيبة. ويبدو أن نهر الفرات هو بداية سلسلة من الحروب الدموية.

من فم التنين (الشيطان) ومن فم الوحش (القائد المدني) ومن فم النبي الكذاب (السلطة الدينية اليهودية). وتكرار كلمة من فم يشير لأنها أقوال وتعاليم أو أنها دعوة للحرب وإثارة وتهييج للشعوب والحكام لقيام حرب دموية رهيبة.

 لتجمعهم لقتال = هم بأقوالهم وأفكارهم النجسة سيجمعون جيوش للحرب في معركة رهيبة أسماها هنا هرمجدون.

 

تصور لترتيب الأحداث

1. تبدأ حرب عالمية من عند نهر الفرات هي حرب البوق السادس (إصحاح9).

2. مع نهاية هذه الحرب يظهر ضد المسيح. ويتبعه العالم ومعه النبي الكذاب.

3. تكون أيامه 5,3 سنة وهي أيام فساد مصحوبة بآلام رهيبة (ضربات الجامات).

4. تنتهي أيامه بحرب رهيبة تبدأ من نهر الفرات أيضًا. وأخبار هذه الحرب مذكورة في (حزقيال38 ، 39 + زكريا14 + رؤ14: 20 + رؤ19: 17-18 + هذه الحرب المذكورة هنا).

5. بنهاية هذه الحرب ينتهي العالم لتبدأ الدينونة.

 

شبه ضفادع.. ثلثة أرواح = الضفادع تعتبر نجسة عند اليهود. والمعنى أن أرواح شياطين نجسة ستعمل في أشخاص مندوبين عن الوحش والنبي الكذاب وعن الشيطان. وسيكونوا كأفواه لهم ويدعون الدول للدخول في حرب رهيبة يسيل فيها كثير من الدماء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وتشبيههم بالضفادع فهو لأنهم لا يطيقون النور بل يخرجون في الظلام، فالذي يحركهم أرواح نجسة خاضعة للشيطان سلطان الظلمة. وهم كالضفادع يملأون الدنيا ضجيجا في قفزهم من مكان إلى مكان، يدعون الجميع للقتال ليشتبك هذا مع ذاك ويأتي الدمار على الجميع في موقعة هرمجدون.

هرمجدون = الموضع الذي ستدور فيه المعارك. ولاحظ قوله الموضع الذي يدعى بالعبرانية = فهذا يشير إلى أن هذه المعركة ستكون على أرض فلسطين التي تحتلها إسرائيل الدولة العبرية الآن. وتفسير الاسم :- هر = كلمة عبرية معناها جبل.

مجدو = هي مكان في فلسطين، كان في إسرائيل أيام دولة داود وسليمان وما بعدها. وتسمى الآن برج ابن عامر، دارت فيها أكثر من 200 معركة وفيها قتل يوشيا الملك القديس على يد نخو ملك مصر. فهي بقعة سالت فيه دماء كثيرة تاريخيا ودارت فيها معارك كثيرة. وعبر التاريخ امتلأت هذه البقعة بجثث كثيرة نتيجة الحروب الكثيرة.

مجدون = للجمع وهذا فيه إشارة لتجمع جيوش عديدة للحرب، يدور بينها معارك مأساوية. وهي معركة بتدبير من الله ليضرب بها أعداؤه وبها ينتهي كل شيء.

هرمجدون = جبل مجدو (بالجمع).

ها أنا آتي كلص = والله يقول هذا حتى لا يهتم أحد بالبحث عن أوقات ومواعيد لتحديد يوم الله. وهذا تحذير لكل العصور. فما الفائدة من تحديد يوم القيامة أو تحديد موعد معركة هرمجدون إذا كنت أنا سأموت بعد دقائق.

يحفظ ثيابه = نحن حصلنا على ثياب البر والخلاص يوم المعمودية. وهي ثياب فضائل. فعلينا أن نحفظها فلا نوجد عريانين كآدم وحواء. كان الرومان لو وجدوا أحد الجنود نائما وقت عمله (نوبة حراسته)، يخلعون ملابسه ليسير عاريًا ليفضحونه.

يروا عورته = يفضح في يوم الرب، أي لا شيء يستره أمام الرب.

وكيف نحفظ ثيابنا فلا نفضح يوم الدينونة وتظهر خطايانا = يَرَوْا عُورتَهُ فندان ونهلك؟ الإجابة على فم القديس بولس الرسول "بَلِ ٱلْبَسُوا ٱلرَّبَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ، وَلَا تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لِأَجْلِ ٱلشَّهَوَاتِ" (رو13: 14). وهذا ما دعانا إليه رب المجد حين قال "إثبتوا في وأنا فيكم" (يو15: 4). فمن هو في المسيح سيراه الله مستترًا في إبنه، إذًا سيرى الله إبنه، ولن تظهر خطاياه أمام الله فلا يفضح، وبالتالي لا يدان (رو8: 1 - وهذا هو معنى الكفارة أن المسيح يسترنا ويغطينا بدمه – كفارة تعني غطاء).

 

تَصَوُّر للحرب الأخيرة: وهناك تصور في موضوع ملوك الشرق الذين يأتون للحرب عبر نهر الفرات، وأنهم كانوا متضامنين مع النبي الكذاب الذي في أورشليم ثم ينقلبون عليه ويأتون ليحاربوه في أورشليم.

 

آيات 17-21 "ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّابعُ جَامَهُ عَلَى الْهَوَاءِ، فَخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلًا: «قَدْ تَمَّ!» فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ النَّاسُ عَلَى الأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هكَذَا. وَصَارَتِ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ، وَمُدُنُ الأُمَمِ سَقَطَتْ، وَبَابِلُ الْعَظِيمَةُ ذُكِرَتْ أَمَامَ اللهِ لِيُعْطِيَهَا كَأْسَ خَمْرِ سَخَطِ غَضَبِهِ. وَكُلُّ جَزِيرَةٍ هَرَبَتْ، وَجِبَالٌ لَمْ تُوجَدْ. وَبَرَدٌ عَظِيمٌ، نَحْوُ ثِقَلِ وَزْنَةٍ، نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى النَّاسِ. فَجَدَّفَ النَّاسُ عَلَى اللهِ مِنْ ضَرْبَةِ الْبَرَدِ، لأَنَّ ضَرْبَتَهُ عَظِيمَةٌ جِدًّا."

 

 الجام السابع:- سكب جامه على الهواء = الشيطان هو رئيس سلطان الهواء (أف 2:2). والملاك هنا نجده يسكب جامه على الهواء، إذا فهي ضربة موجهة لإبليس أي التنين. وهذا إيذان بانتهاء كل شيء وانحلال الأرض وما عليها لذلك نسمع هنا قوله قد تم.

أصوات = هي أصوات تسابيح أولاد الله لانتصار الكنيسة. وهذه التسابيح هي مرعبة لمملكة إبليس وتابعيه وقال عنها أنها رعود، فهي إعلان فرح للغالبين بالمجد المُعَّدْ، وإعلان دينونة مرعبة لتابعى الشيطان.

رعود = أصوات مرعبة للأشرار بدينونتهم.

بروق = هذه لأولاد الله وتعني وعود بأمجاد اقتربت.

زلزلة = هي للأشرار تعلن لهم اهتزاز كل ما تمسكوا به في هذا العالم ووضعوا فيه ثقتهم. والتفسير المكمل أن زلزالًا رهيبًا يدمر كل شيء سوف يحدث.

صارت المدينة العظيمة ثلاثة أقسام = ربما لتصارع ثلاث قوى عليها. وربما انقسمت المدينة العظيمة أي أورشليم بين أتباع الوحش وبين المؤمنين بالمسيح الحقيقي وغيرهم. وراجع (زك 14) تجد أن جبل الزيتون سينشق نتيجة لزلزال رهيب إلى جزئين فعلا، وهذا ليُعِّد مكانا منعزلا لأولاد الله ليهربوا إليه من وجه الحرب المرعبة الدائرة حول وفي أورشليم. هذه الحرب الدائرة بين ملوك الشرق والنبي الكذاب، وحش الأرض.

ومدن الأمم = تسقط مدن عالمية وتُدَمَّر نتيجة الحروب. والأمم هي التي تعيش في تيار شرور هذا العالم.

بابل العظيمة = مملكة الشر في العالم.

كل جزيرة = البحر يشير للعالم والجزيرة جزء متميز وظاهر وسط البحر، لذلك فالجزر تشير للأشخاص العظماء المتميزين.. الكل سينتهي ويزول. وربما تشير لمن عاشوا وسط العالم وابتلعهم العالم. وهذا قد بدأ يحدث الآن، أن بعض الجزر غمرتها مياه المحيطات وإختفت نتيجة إرتفاع مستوى المياه في المحيطات، وذلك بسبب إرتفاع درجة الحرارة في العالم Global warming مما أدى لذوبان الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي.

جبال = تشير للدول العظيمة القوية (رؤ10،9:17) الكل سينتهي ويزول.

بردٌ عظيم = إشارة لقسوة التأديبات وغضب الله (فالوزنة = 45 كجم) وبهذا فالبرد سيسحق كثيرين ومع هذا لم يتوبوا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات السفر: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/27-Sefr-El-Ro2ya/Tafseer-Sefr-Roia-Youhanna-El-Lahouty__01-Chapter-16.html

تقصير الرابط:
tak.la/r42yjhf