الاختصار: سي = Si.
حفظ الناموس، المنهج لذلك.
الحكمة هي من الرب.
كاتب هذا الكتاب يشوع بن سيراخ، أحد يهود فلسطين، عاش في أورشليم قبل ثورة المكابيين، واكتسب الحكمة بسبب أسفاره واختباراته ودراسة الكتب المقدسة، والتلمود يدعوه ابن سيرًا.
كرس حياته لدراسة الناموس والأنبياء وغيرها من أسفار الحكماء.
كان من طائفة الكتبة الفريسيين، من الجيل القديم وليس من الطراز الفريسي المتأخر.
كان مشهودًا له بالتقوى والتدين العميق، ملمًا إلماما كاملا بالطبيعة البشرية، وأقواله تنطبق على عصره.
عاش يشوع بن سيراخ في أورشليم وفي القرن الثالث ق. م، وكان كاتبًا ومعلمًا صاحب ثقافة عالية وخبرة، فكان ذا روح منفتحة لكنه رفض تأثير العالم اليوناني وثقافته، التي سيطرت في الشرق بعد الإسكندر الكبير؛ لأن هذا التأثير كاد يزعزع أسس العالم اليهودي. لذا كان هدف ابن سيراخ الدفاع عن الإرث اليهودي الثقافي والديني الذي توارثه الشعب عن الأجيال السابقة. وإذ أراد أن يساعد معاصريه على المحافظة على هويتهم اليهودية في عالم متقلب، حاول إقناعهم أن ما عندهم يفوق ثقافة العالم اليوناني وعاداته وديانته.
سافر إلى بلاد كثيرة في إرساليات سياسية.
في أيامه الأخيرة أنشأ مدرسة يقدم فيها عشقه للكتب المقدسة وحبه للحكمة والمعرفة.
كتب هذا السفر باللغة العبرانية ما بين سنة 190-180 ق.م.، في أورشليم، وترجم إلى اليونانية بواسطة حفيد الكاتب الذي تسمى باسمه في مصر وكان ذلك بين سنة 132، 116 ق.م. في زمن بطليموس السابع.
ويسمى هذا السفر "حكمة يشوع بن سيراخ " أو "سيراخ" كما ECCLESIASTICS أي كتاب الكنيسة.
اكتشف مخطوط لثلثي السفر بالعبرية في مجمع بالقاهرة عام 1896م.
إذ كانت أورشليم قد حملت طابعا هيلينيا أراد يشوع أن يكشف عن الحكمة وكنوزها خلال التقليد العبري حتى لا ينهل أخوته من مصادر يونانية غريبة وليؤكد لهم كما للوثنيين أن اليهودية تحمل كنز الحكمة الحقيقية.
أن كان اليهود قد رفضوا هذا السفر لأن الفريسيين رأوا فيه اتجاها صدوقيًا وأن كان ابن سيراخ ليس صدوقيًا فان آباء الكنيسة الأولى تأثروا جدًا بهذا السفر اقتطفوا منه الكثير في كتاباتهم ربما أكثر بكثير من الأسفار الأخرى.
تعاليمه عن الحكمة تساير إلى حد كبير ما جاء في سفر الأمثال لسليمان الحكيم، فهو ينظر إلى الحكمة نظرة واسعة وهي تشمل النشاط العقلي من كل ناحية من نواحي الحياة مثل الدقة والحرص في القول والفعل، والكفاية في العمل، والذكاء وقوة التمييز، وضبط النفس، والفطنة، والعلم، وحسن التصرف، وهذه كلها تبلغ ذروتها في مخافة الرب، كما أنه يتضمن مباحث وصلوات وتسابيح مع مدح للآباء الأولين.
يجمع يشوع الأقوال الحكمية التي تدور حول موضوع واحد معًا... لذا يحوي السفر مقالات صغيرة مثل الحث على الصبر في الضيقات (سي 2: 1 - 16).. السخاء في العطاء (سي 9 :1 - 7).. الصمت (سي 19: 4-12).. تربية الأولاد (سي 30: 1 -13).
يبرز السفر الوحدة بين الدين والحياة اليومية، إذ يصف الحكمة الأرضية بأنها نوع من الحكمة الإلهية، تنقص عنها مرتبة فقط، فكل نوع من أنواع الحكمة هو موهبة من الله وفضل منه، فليس ثمة طريق إلا السير وفق الوصايا الإلهية (اقرأ بموقع الأنبا تكلا نص السفر كاملًا).
الطب والطبيب: (سي 38: 1-15)، فالله هو الذي يمنح الحكمة للطبيب، ومن دواعي السرور أن يجعل الطبيب تشخيصه للداء موضع صلاة، أما إذا أساء التصرف فهو يخطئ ضد الله ذاته.
ذكر السفر آراء عن حرية الإرادة في الإنسان (سي 14: 16: 18، 22، 26)، وعن الخلود في (سي 38: 22، 23)، وآراء بشأن الحياة. وإن كان لم يذكر شيئًا عن الملائكة.
يوضع هذا السفر بعد سفر الحكمة أي قبل سفر أشعياء.
ينقسم السفر إلى ثلاثة أقسام:
أولًا وصف الحكمة (سي 1):
أ - الآداب والحكم والنصائح التي تناسب كل فرد من الناس (سي 1).
- الحكمة في عيني سيراخ مرتبطة بالله نفسه، ينبوعها كلمة الله.
- يربط بين الحكمة الحقة ومحبة الله، بل يراهما أمرًا واحدًا فأن محبة الرب هي الحكمة المجيدة (سي 1: 14).
- يربط أيضًا بين الحكمة ومخافة الرب... وبينها وبين العبادة الحقيقية والتقوى العملية فيراها مولدة للفرح والسلام.
- المسيح هو الحكمة الذي بالحق يهبنا سماته عاملة فينا، فننعم بفرحه وسلامه وبره.
ب - سلوكنا العملي سي 2 - 43:
- إذ ألهب قلبنا بحب الحكمة العاملة في القلب والملتحمة بعبادتنا وسلوكنا، قدم سيراخ أقوال حكمية تسندنا في كل معاملاتنا، منها المقالات السابق الإشارة إليها، كما ويلاحظ في كلماته:
- بدأ حديثه عن الحكمة بخدمة الرب بصبر وتقوى وتوبة... فلا يمكن لنا أن نسلك بحكمة مع الناس ما لم تكن لنا الحياة التقوية مع الله نفسه.
- تحدث عن الطاعة للوالدين، فالحكمة تلتحم بالاتضاع والطاعة ونوال بركة الوالدين.
- في التعامل مع الآخرين، يبدأ بالحديث عن المساكين والمعوزين (سي 3) لئلا نتجاهلهم وننس احتياجاتهم.
- بعد الحديث عن المساكين يحثنا سيراخ على الاهتمام بكسب كل إنسان كصديق قدر المستطاع... والهروب من جو المخاصمات... والحذر من العثرة بالنسبة للنساء.
يمزج ابن سيراخ الأقوال الحكمية بالصلاة "أيها الرب الأب، يا سيد حياتي لا تتركني ومشورة شفتي ولا تدعني اسقط بهما" (سي 23: 1) ، ينادي (سي 24: 29).
ثانيًا: تراجم الآباء الأولين (سي 44- 50):
يمتدح عمل الله في الآباء الأولين "لنمدح الرجال النجباء آباءنا الذين ولدنا منهم، فيهم أنشأ الرب مجدًا كثيرًا وأبدي عظمته منذ الدهر" (سي 44: 1، 2)، هكذا مدح آباء وملوك وأنبياء وكهنة وأشراف:
- الآباء الأولون (أخنوخ، نوح، إبراهيم، اسحاق ، سي 44).
- موسى النبي (سي 45).
- يشوع بن نون (سي 46).
- كالب، القضاة، صموئيل النبي (سي 46).
- ناثان النبي وداود الملك سليمان (سي 47).
- إيليا النبي وأليشع (سي 48).
- حزقيا الملك وأشعياء النبي (سي 48).
- يوشيا وحزقيال النبي (سي 49).
- زربابل ويشوع بن يوصاداق ونحميا (سي 49).
- سمعان بن أونيا (سي 50).
ختم الكاتب هذا القسم بذكر اسمه بقوله "قَدْ رَسَمَ تَأْدِيبَ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ فِي هذَا الْكِتَابِ يَشُوعُ بْنُ سِيرَاخُ الأُورُشَلِيمِيُّ، الَّذِي أَفَاضَ الْحِكْمَةَ مِنْ قَلْبِهِ" (سي 29:50).
ختم الكاتب سفره بحمد الله.
ختم السفر بصلاة أو تسبحة "أعطاني الرب اللسان جزاء فبه أسبحه" (سي 51: 30)، قدمها لله مخلصه على عنايته بخليقته ووجوده الأبدي ... فالحكمة تمس خلاصه وليس مجرد تصرفات بينه وبين الغير.
أن كان الله يهبه الحكمة فانه يرد الحب بالحب فيقدم لله تسبيحًا [إِنَّ الَّذِي أَتَانِي حِكْمَةً، آتِيه تَمْجِيدًا] (سي 51: 23).
← تفاسير أصحاحات سيراخ: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51
السفر السابق سفر الحكمة |
فهرس قسم ملخص
أسفار الكتاب المقدس العهد القديم القس أنطونيوس فهمي |
السفر
التالي سفر إشعياء |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7ymzfa3