St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   05-Sefr-A3mal-El-Rosol
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي
سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

أعمال الرسل 5 - تفسير سفر أعمال الرسل

حنانيا وسفيرة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب الأعمال:
تفسير سفر أعمال الرسل: مقدمة سفر أعمال الرسل | أعمال الرسل 1 | أعمال الرسل 2 | أعمال الرسل 3 | أعمال الرسل 4 | أعمال الرسل 5 | أعمال الرسل 6 | أعمال الرسل 7 | أعمال الرسل 8 | أعمال الرسل 9 | أعمال الرسل 10 | أعمال الرسل 11 | أعمال الرسل 12 | أعمال الرسل 13 | أعمال الرسل 14 | أعمال الرسل 15 | أعمال الرسل 16 | أعمال الرسل 17 | أعمال الرسل 18 | أعمال الرسل 19 | أعمال الرسل 20 | أعمال الرسل 21 | أعمال الرسل 22 | أعمال الرسل 23 | أعمال الرسل 24 | أعمال الرسل 25 | أعمال الرسل 26 | أعمال الرسل 27 | أعمال الرسل 28 | مراجع البحث

نص سفر أعمال الرسل: أعمال الرسل 1 | أعمال الرسل 2 | أعمال الرسل 3 | أعمال الرسل 4 | أعمال الرسل 5 | أعمال الرسل 6 | أعمال الرسل 7 | أعمال الرسل 8 | أعمال الرسل 9 | أعمال الرسل 10 | أعمال الرسل 11 | أعمال الرسل 12 | أعمال الرسل 13 | أعمال الرسل 14 | أعمال الرسل 15 | أعمال الرسل 16 | أعمال الرسل 17 | أعمال الرسل 18 | أعمال الرسل 19 | أعمال الرسل 20 | أعمال الرسل 21 | أعمال الرسل 22 | أعمال الرسل 23 | أعمال الرسل 24 | أعمال الرسل 25 | أعمال الرسل 26 | أعمال الرسل 27 | أعمال الرسل 28 | أعمال الرسل كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قدم لنا الإنجيلي لوقا صورة مفرحة للكنيسة ذات القلب الواحد والنفس الواحدة مع شركة حية في العبادة والعطاء بسخاء. الآن يقدم لنا صورة مؤلمة لأسرة تطلب مجد ذاتها بروح الكذب، وإذ كان هذا الأمر هو أول حدث مؤلم داخل الكنيسة، كان رد الفعل حازمًا للغاية، ليقدم الروح القدس درسًا قاسيًا لمن تسول نفسه لاستغلال الحب الأخوي. وقد انتهى الأصحاح بصورة مفرحة حيث يغلب التهليل على حياة الكنيسة المضطهدة.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن ما حدث مع حنانيا وسفيرة معجزة أعظم من معجزة شفاء الأعرج، لأنها تكشف عن معرفة الروح القدس ما في القلب الخفي، ولأن ما حدث سبب خوفًا لدى كل السامعين(239).

نستطيع القول بأن المعجزتين متكاملتان، الأولى تكشف عن حب الله الفائق وحنوه نحو الإنسان، وأن الله لم يطلب منه حتى أن يؤمن قبل تلامسه مع الحب الإلهي، والثانية تكشف عن ضرورة الالتزام والأمانة في مخافة للرب، خاصة لمن قبلوا الإيمان وتمتعوا ببركات إلهية، فالحب الإلهي مرتبط بالمخافة، ومخافة الرب لا تنفصل عن الحب الإلهي.

 

1. حنانيا وسفيرة

   

1 - 11.

2. نمو الكنيسة المستمر

   

12 - 16.

3. إلقاء الأيدي على الرسل

   

17 - 23.

4. تهمة الاسم

   

24 - 32.

5. موقف غمالائيل

   

33 - 40.

6. كلمة الله لا تُقيد

   

41 - 42.

لماذا لا يزال يُهان الرسل؟

لماذا فرح الرسل؟

من وحي أعمال الرسل 5

 

 

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Many of the early Christians sold their possessions and gave all the money raised to help others in need. Ananias and Sapphira sold a piece of property they owned. However when they were paid they decided to keep some of the money but deceive others into thinking they had given it all to God. (Acts 5: 1-2) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ورجل اسمه حنانيا، وامرأته سفيرة، باع ملكا واختلس من الثمن، وامرأته لها خبر ذلك، وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل" (أعمال الرسل 5: 1-2) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Many of the early Christians sold their possessions and gave all the money raised to help others in need. Ananias and Sapphira sold a piece of property they owned. However when they were paid they decided to keep some of the money but deceive others into thinking they had given it all to God. (Acts 5: 1-2) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ورجل اسمه حنانيا، وامرأته سفيرة، باع ملكا واختلس من الثمن، وامرأته لها خبر ذلك، وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل" (أعمال الرسل 5: 1-2) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

1. حنانيا وسفيرة

1 وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ، بَاعَ مُلْكًا 2 وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ، وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذلِكَ، وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3 فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4 أَلَيْسَ وَهُوَ بَاق كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ، أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ». 5 فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ. 6 فَنَهَضَ الأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجًا وَدَفَنُوهُ. 7 ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ، أَنَّ امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ، وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. 8 فأَجَابَهَا بُطْرُسُ: «قُولِي لِي: أَبِهذَا الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟» فَقَالَتْ: «نَعَمْ، بِهذَا الْمِقْدَارِ». 9 فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا أَرْجُلُ الَّذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى الْبَابِ، وَسَيَحْمِلُونَكِ خَارِجًا». 10 فَوَقَعَتْ فِي الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَمَاتَتْ. فَدَخَلَ الشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً، فَحَمَلُوهَا خَارِجًا وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. 11 فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ.

 

في  الأصحاح السابق تحدث الإنجيلي لوقا عن الكنيسة ككل وقد التهبت بروح الحب الحقيقي، ووُجد بينهم من هو مثل يوسف برناباس القبرصي الجنس، باع حقله وقدم كل ثمنه عند أرجل الرسل. غالبًا ما كان غنيًا جدًا، وكان ثمن الحقل فائقًا حتى ذكره القديس لوقا كمثلٍ حيٍ لما فعله المؤمنون في ذلك الحين. لكن في نفس الوقت وُجد بين الحنطة زوان، وبين المخلصين في حبهم لله والناس مراءون مثل حنانيا وسفيرة، يقدمون صورة جميلة في الظاهر، ويحملون قلبًا مخادعًا مملوء كذبًا، محبًا للكرامة والمال والعالم. هذه الصورة كان لا بُد للقديس لوقا أن ينقلها لنا حتى لا نضطرب حينما نجد في كل عصر عينات رائعة في الحب، وأيضًا أمثلة مرة في الرياء.

"ورجل اسمه حنانيا وامرأته سفيرة،

باع مُلْكًا". [1]

اقتضت أمانة القديس لوقا أنه كما سجل الوجه المشرق المجيد للكنيسة في بدء انطلاقها، أن يسجل أيضًا موقف الكنيسة ممن قبلوا العضوية فيها لكن بقلوب غير نقية ولا مخلصة. لقد سجل لنا ما فعله برنابا القبرصي الذي قدم ثمن كل أرضه المتسعة عند أقدام الرسل حتى لا يستكثر أحد على الكنيسة أن يقدم كل ماله كما يقدم حياته مبذولة. وها هو يسجل لنا تصرف حنانيا وسفيرة اللذين حملا صورة التقوى في شكليات ظاهرة دون حب حقيقي داخلي.

في كل عصر يوجد أمناء باذلون حتى الحياة، ويوجد داخل الكنيسة من يلتصق بالشكل دون الروح، ذلك من أجل محبتهم للعالم وارتباطهم بالمادة.

في بدء انطلاق الشعب إلى أرض الموعد وُجد عخان بن كرمي الذي اختلس وأخفي ما اختلسه وكذب، فصار في وسط إسرائيل حرام مما سبب هزيمة الشعب (يش 7)، فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة هو وأهل بيته. وها هنا في أرض الموعد الجديدة، في بدء كنيسة العهد الجديد وُجد حنانيا ومعه زوجته سفيره يكذبان على الروح القدس، ويختلسان من ثمن الحقل الذي كان في وسعهما -إن أرادا- ألا يقدما ثمنه.

* الخداع هو عبادة أوثان، فيكونوا قد تمثلوا باللذين ذُكرا في أعمال الرسل، اللذين باعا ميراثهما، وإذ احتفظا بجزء منه هلكا بموتٍ سريعٍ فوريٍ.

تأمل يا أخي، فإنه ليس شيء هو لك كي تحفظه يقول الرب: "من منكم لا يترك كل ماله لا يقدر أن يكون لي تلميذًا". لماذا تحمل قلبًا مسيحيًا متذبذبًا؟(241)

القديس جيروم

St-Takla.org Image: Peter saw through their deceit and confronted Ananias. ‘How is it that Satan has got you to lie to the Holy Spirit and keep some of the money for yourselves?’ he asked. (Acts 5: 3) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (2) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال بطرس: يا حنانيا، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل؟" (أعمال الرسل 5: 3) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (2) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Peter saw through their deceit and confronted Ananias. ‘How is it that Satan has got you to lie to the Holy Spirit and keep some of the money for yourselves?’ he asked. (Acts 5: 3) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (2) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال بطرس: يا حنانيا، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل؟" (أعمال الرسل 5: 3) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (2) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

"فقال بطرس:

يا حنانيا، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس،

وتختلس من ثمن الحقل؟" [3]

توقّع حنانيا أن يسمع مديحًا من الرسل ومن المجتمعين حولهم، إن لم يكن علانية فخلال نظراتهم وحركاتهم، لكنه فوجئ باتهامٍ موجه ضده، مع صدور حكم من الروح القدس يُنفذ فورًا! لم يُطلب منه دفاع وإثبات سواء لخطيته أو لتبرئته، لأن الحكم لم يصدره إنسان، بل الروح القدس فاحص القلوب.

كان يمكن للقديس بطرس أن يتحدث معه على انفراد، ويسأله أن يعترف هو وزوجته بما ارتكباه من كذب، وأن يحزم حنانيا وسفيرة الأمر بتوبتهما بغض النظر إن كانا يأخذا هذا المال ثانية أو يقدما كل المبلغ أو يعترفا أمام الجميع أنه ليس بكامل الثمن، لكن الروح القدس يعلم أن قلبيهما امتلأ شرًا، ولعل هذا الحدث جاء لملء كأس شر عاشا فيه زمانًا، ولم تعد هناك فرصة للتوبة.

لم يقل له: "قد جربك الشيطان" أو "أوحى إليك بالشر"، إنما يقول: "قد ملأ قلبك"، مما يشير إلى أن حنانيا قد فتح القلب لعدو الخير ولأفكاره مرة ومرات، وتركه يدخل ويملك تمامًا، فملأ القلب، ولم يعد للروح القدس موضع فيه.

القديس أنبا أنطونيوس الكبير

لما كان عدو الخير لا يهدأ من الجولان في الأرض ليحطم النفوس، فإن الله في محبته يبحث عن هذه النفوس حتى لا تهلك، إذ "أعين الرب الجائلة في الأرض كلها" (زك 4: 10)، وجاء رب المجد "يجول يصنع خيرًا". (أع 10: 38)

* خطط إبليس لا أن يسحبنا من البركات التي لدينا، إنما يحاول أن يسحبنا إلى جرف صخري أكثر اندفاعًا. لكن الله في محبته لم يفشل في الاهتمام بالبشرية.

لقد أظهر لإبليس كيف أنه غبي في محاولاته. لقد أظهر للإنسان عظم العناية التي يظهرها الله له، فإنه بالموت وهب الإنسان الحياة الأبدية. لقد سحب إبليس الإنسان من الفردوس، قاده الله إلى السماء. فإن النفع أكثر بكثير من الخسارة(244).

القديس يوحنا الذهبي الفم

بعدما تمتع حنانيا بالروح القدس فتح باب قلبه للشيطان حتى يملأه ويملك عليه، فانحاز للشيطان ضد الروح القدس.

* يوجد فرق بين الأنبياء القدامى والأنبياء الحديثين هكذا: تنبأ القدامى عن خلاص إسرائيل، ودعوة الأمم، وتجسّد المسيح، بينما يتنبّأ الأنبياء المحدثون عن أمور معيّنة أو شعب معيّن كما تنبّأ بطرس عن حنانيا كمثالٍ(245).

سفيريان أسقف جبالة

St-Takla.org Image: ‘It was your money to do with as you wanted but why did you lie and say you had given it all? You have not only lied to us but also to God.’ (Acts 5: 4) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (3) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس لحنانيا: "أليس وهو باق كان يبقى لك؟ ولما بيع، ألم يكن في سلطانك؟ فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر؟ أنت لم تكذب على الناس بل على الله" (أعمال الرسل 5: 4) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (3) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: ‘It was your money to do with as you wanted but why did you lie and say you had given it all? You have not only lied to us but also to God.’ (Acts 5: 4) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (3) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس لحنانيا: "أليس وهو باق كان يبقى لك؟ ولما بيع، ألم يكن في سلطانك؟ فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر؟ أنت لم تكذب على الناس بل على الله" (أعمال الرسل 5: 4) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (3) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

"أليس وهو باقٍ كان يبقى لك،

ولمّا بيع ألم يكن في سلطانك،

فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر؟

أنت لم تكذب على الناس، بل على اللَّه". [4]

كان يليق بحنانيا أن يتّعظ بجيحزي الذي ظنّ أّنّه قادر أن يخدع معلّمه إليشع النبي فانطلق إلى نعمان السرياني يطلب فضّة وثيابًا، وعاد يكذب على النبي. لقد فقد جيحزي تلمذته، وإمكانيّة العمل النبوي، وسمع توبيخ معلّمه: "ألم يذهب قلبي (معك)؟" (2 مل 15). هذا وعلى مستوى الشعب يقول الرب على لسان إرميا النبي: "لأنّه خيانة خانني بيت إسرائيل وبيت يهوذا يقول الرب، جحدوا الرب وقالوا: "ليس هو، ولا يأتي علينا شرّ، ولا نرى سيفًا ولا جوعًا" (إر 5: 11-12).

لم يكن على حنانيا التزام مادي كرهنٍ للأرض، ولا معه أولاد لينفق عليهم، وكان يمكنه إن أراد أن يترك ما يشاء حتى المبلغ كله، فليس من ضرورة تُلزمه بهذا التصرف. لأن المعطي بسرور يحبه الله (2 كو 9: 7). وحينما طلب القديس بولس من فليمون أن يقدم عفوًا عن عبده أنسيموس الهارب لم يرد أن يكون ذلك قسرًا بل بكامل حرية إرادته (فل 14)، فإن الله لا يطلب العطية بل القلب. إنه لا يقبل أن يسكن في القلب المنقسم بين ملكية الله عليه وملكية إبليس، إذ لا يُسر باعوجاج الطرق، وأنصاف الحلول. وكما قال إيليا النبي: "إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه" (1 مل 18: 21).

أوضح الرسول بولس أن كل خطية موجهة في الواقع ضد القدوس الذي بلا خطية، وكما يقول المرتل: "لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت" (مز 51: 4).

* هل غضب بطرس، طالبًا موت حنانيا وسفيرة؟ قطعًا لا، إنما أراد الله ألا يهلك الآخرون باقتدائهم بهما(246).

* لقد هلك لأنه خدع، وكان يمكنه ألا يقدم شيئًا بالمرة دون ممارسة الخداع. لكنه إذ دخل بالخداع إلى العمل لم ينتفع بحريته بل دفع ثمن خداعه(247).

القديس أمبروسيوس

لم تكن خطية حنانيا في احتفاظه بجزء من المبلغ، بل في كذبه وريائه حيث أراد أن يظهر كمن كرس حياته وممتلكاته بالكامل لله، بينما يحتفظ في قلبه بمحبة المال وملكية عدو الخير عليه. إنها خطية التكريس الصوري المزيف، إذ كذب على الله فاحص القلوب.

لقد قيل عن شاول الملك أنه فارقه روح الرب وبغتهُ روح شرير رديء من قبل الرب أو بسماحٍ منه (1 صم 16: 14). هكذا إذ نال حنانيا الروح القدس لم يتجاوب معه، بل أصر على دخول الشر إلى قلبه ليملك فيه، فسقط تحت الحكم.

يرى البعض أن صدور هذا الحكم الذي يبدو لنا أنه سريع كان بسبب مركز حنانيا، إذ يرى لايتفوت Lightfoot أنه كان من المائة والعشرين الذين حضروا يوم الخمسين، وكان له دور فعّال للشهادة، لكن قلبه لم يكن مستقيمًا، ولا تجاوب مع الروح القدس. هنا تظهر خطورة القائد في الكنيسة، متى نال موهبة الخدمة بالروح القدس، لكنه لم يسلك بروح الله.

حينما يخطيء الإنسان، أيا كانت خطيته، فإن أبواب الرجاء مفتوحة أمامه، يقوده إليها الروح القدس بالتوبة. أما من يكذب على الروح القدس في تصميم وتنفيذ عملي، فإنه يعطي ظهره للروح القدس الذي يبكت على خطية، فلا تجد التوبة لها موضعًا فيه. خطية الكذب تفسد الإنسان، وتنقله من البنوة لله إلى البنوة لإبليس الكذاب وأب الكذابين (يو 8: 44).

* كان حنانيا فقيرًا عندما باع أرضه وقدم المال للرسل، إذ لم يكن قادرًا أن يفي بالدين بل شغل نفسه بالأكثر (بالمال). وكانت الأرملة غنية، هذه التي قدمت فلسين في الخزانة، التي قال عنها المسيح: "هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع" (لو21: 3). فإن الله لا يطلب مالًا بل إيمانًا(248).

القديس أمبروسيوس

* يجب على كل أحدٍ أن يعطي اهتمامًا عظيمًا لئلا يسلبه "الكذب"، لأن الكذاب لا يتحد مع اللّه.

الكذاب غريب عن اللّه. ويقول الكتاب المقدس بأن الكذاب هو من الشيطان إذ هو "كذاب وأبو الكذاب" (يو 44:8).

هكذا ُدعي الشيطان أبو الكذاب، أما الحق فهو اللّه، إذ يقول بنفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 6:14).

أما ترون إذن كيف أننا نصير غرباء عن اللّه بالكذب وبمن نتحد (عن طريقه)؟! لذلك إن أردنا بحق أن نخلص، يلزمنا أن نحب الحق بكل قوتنا وكل غيرتنا، ونحرس أنفسنا من كل كذب، حتى لا يفصلنا عن الحق والحياة.

الأب دوروثيؤس

* وعد حنانيا الله أن يعطيه كل أمواله مترجيًا أن ينال مجدًا من الناس. لكن بحجزه جزءٍ من ثمن بيعه لممتلكاته لم يجنِ سوى غضب الله، من خلال كذبه على بطرس الرسول، ولم يكن في قلبه مكان للتوبة(249).

القديس باسيليوس الكبير

لم تشغل قلوب الرسل كميات الأموال التي تقدم عند أرجلهم، لكن ما كان يشغلهم الحب الذي في قلوب المؤمنين. لهذا فبروح القوة أراد الرسول أن ينتزع قناع الرياء الذي ارتداه حنانيا ليخفي محبة العالم التي سيطرت على قلبه. لم يشغله المال، بل النفوس لئلا تهلك حتى ولو قدمت أموالًا كثيرة للخدمة الكنسية في أية صورة من صورها.

مجيء سفيرة بعد حوالي ثلاث ساعات، ربما لكي تنال شركة مجد زمني مع رجلها الذي قدم المال، يدل على أنها غالبًا ما كانت خارج أورشليم في بلدٍ بعيدٍ، لهذا جاءت مباشرة إلى الاجتماع ولم تكن تدري بما حل برجلها.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنه لم يجسر أحد من الحاضرين أن يذهب ليخبر زوجته بما حدث، ولا عند دخولها أن يخبرها أحد، لأن الخوف حلّ بهم.

"فأجابها بطرس:

قولي لي: أبهذا المقدار بعتما الحقل؟

فقالت: نعم بهذا المقدار". [8]

St-Takla.org Image: Sapphira's punishment with death at the feet of Saint Peter (the wife of Ananias) (Acts 5), by Nicolas Poussin - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عقاب سفيرة زوجة حنانيا بالموت عند قدمي القديس بطرس الرسول (أعمال الرسل 5) - رسم الفنان نيكولاس بوسين - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909.

"فقال لها بطرس:

ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب،

 هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب،

وسيحملونك خارجًا". [9]

ما حدث لم يكن فكرة طارئة خطرت على حنانيا فنفذها، لكنها خطة تكشف عما في قلبي حنانيا وسفيرة معًا، فالاثنان مشتركان في جريمة الكذب، فكرًا وخطةً وتنفيذا.

"تجربة روح الرب": أرادا خداع الرب، كمن لا يكتشف ما في قلبيهما من خداع ورياء وحب للكرامة ومحبة المال. فعلا هذا محاولين أن ينظرا إن كان للروح القدس القدرة على إدراك جريمتهما.

إذ دخلت سفيرة إلى الرسل كان الأحداث قد قاموا بتكفين رجلها، وحملوا الجثمان إلى القبر خارج الأسوار، وفي طريق عودتهم اقتربوا جدًا إلى الوصول؛ كانوا لا يزالوا خارجًا عند الأبواب.

ما أجمل أن يتفق الزوجان معًا، لكن في الرب، لا في الشر. فقد اتفق آدم وحواء في عصيانهما للرب فدمرا حياتهما.

"فوقعت في الحال عند رجليه وماتت،

فدخل الشباب،

ووجدوها ميِّتة،

فحملوها خارجًا،

St-Takla.org Image: Peter asked, ’Is the money you gave the full amount you got for the land you sold?’ ‘Yes,’ she lied. ‘That is the price.’ (Acts 5: 8) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (6) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأجابها بطرس: «قولي لي: أبهذا المقدار بعتما الحقل؟» فقالت: «نعم، بهذا المقدار»" (أعمال الرسل 5: 8) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (6) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Peter asked, ’Is the money you gave the full amount you got for the land you sold?’ ‘Yes,’ she lied. ‘That is the price.’ (Acts 5: 8) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (6) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأجابها بطرس: «قولي لي: أبهذا المقدار بعتما الحقل؟» فقالت: «نعم، بهذا المقدار»" (أعمال الرسل 5: 8) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (6) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ودفنوها بجانب رجلها". [10]

ربما يتساءل البعض لماذا تمت العقوبة بالنسبة لحنانيا وسفيرة بهذه السرعة؟

1. إذ كانت الكنيسة في بدء انطلاقها، وكأول حدث في العهد الجديد فيه خيانة لروح الله وعدم أمانة ممن نالوا الروح القدس كان لا بُد من عقوبة رادعة تبرز خطورة مقاومة الحق، والانحياز للشيطان، وفتح الباب له، لكي يملك عوضًا عن الله. لقد قدم الرسل أعمالًا كثيرة تكشف عن حبهم كظلٍ لحب الله المطلق، وكان يجب أيضًا أن توجد مواقف حازمة حتى لا يفقد المؤمنون مخافتهم للرب. فالحب بلا مخافة صادقة يمكن أن يتحول إلى تسيب واستهتار، كما أن الخوف بلا حب يتحول إلى يأسٍ ودمارٍ.

2. كان يلزم أن يعلن الروح عن تنقية هذه الجماعة لتكون "كنيسة مقدسة بلا لوم"، فإنه لا يليق بكنيسة المسيح أن يوجد فيها مثل هذا الإثم. مع بغض الله للخطية أيا كانت، إلاَّ أن الرياء هو أخطر الخطايا، إذ يتسلل إلى الكنيسة، خاصة العاملين فيها. لهذا لم نسمع السيد المسيح يوبخ الزناة والعشارين وينتهرهم، بل مع رفضه لخطاياهم كان يجتذبهم بالحنو. أما المراءون فوبخهم بكل حزمٍ، في أكثر من موقف (مت 23: 1 - 38؛ مر 12: 15؛ لو 12: 1؛ 1 تي 4: 2؛ أي 8: 13؛ 13: 16؛ 15: 34؛ 20: 5؛ مت 7: 5؛ لو 11: 44). ما أراد الله أن يؤكده هو ألاَّ تحمل كنيسة العهد الجديد ما تسلل إلى كنيسة العهد القديم في ذلك الحين، وهو اتسام كثير من القادة بروح الكبرياء والزهو والرياء. كان الرب مهتمًا بالنقاوة الداخلية للكنيسة، فمن لا يبالي بهذا يتعرض للتأديب. كما يقول الرسول: "من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، كثيرون يرقدون" (1 كو 11: 30).

3. مع ما اتسم به الرسل من بساطة في المظهر وفي الحديث، أكد الروح القدس السلطان المُقدم لهم في المسيح يسوع لكي يقودوا الكنيسة بروحه القدوس في طريق البرّ، في حنو وترفق بالنفوس التائبة مع حزمٍ بسلطان ضد كل فسادٍ يمس الداخل. هذا واضح من موقف الرسول بولس من الشاب الذي أراد أن تكون له امرأة أبيه (1 كو 5: 1-8) مطالبًا أن يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع. استخدم الرسول بولس هذا السلطان في التأديب السريع لعليم الساحر الذي كان يقاوم كلمة الله (أع 13: 8: 11).

4. في العهد القديم توجد مواقف كثيرة حلّ فيها التأديب الفوري لأجل بنيان الجماعة الداخلي، كما حدث مع عاخان بن كرمي (يش 7: 1-24)، والذي كان يجمع حطبًا في يوم السبت كاسرًا وصية تقديس يوم الرب (عد 15: 32 إلخ). وكما فعل فينحاس الكاهن مع الرجل الإسرائيلي والمديانية حين ارتبط الإسرائيليون بالوثنيات، واشتركوا معهن في تقديم ذبائح لآلهتهن (عد 25).

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن حنانيا وسفيرة حين اختارا بإرادتهما أن يبيعا ما لديهما ويسلما الثمن عند أرجل الرسل، إنما قدما مالهما للتكريس، صار من نصيب الرب، مقدسًا لخدمته. وحين اختلسا من الثمن، إنما اعتديا على مقدسات الرب، إذ أخذا ما هو مقدس للرب لاستخدامهما الشخصي، وكأن خطيتهما هنا هي تعدي على مقدسات الرب.

St-Takla.org Image: ‘How could you both agree to deceive the Lord?’ Peter demanded. ‘The men who have just buried Ananias are at the door and they will carry you out as well.’ (Acts 5: 9) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (7) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال لها بطرس: «ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب؟ هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب، وسيحملونك خارجا»" (أعمال الرسل 5: 9) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (7) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: ‘How could you both agree to deceive the Lord?’ Peter demanded. ‘The men who have just buried Ananias are at the door and they will carry you out as well.’ (Acts 5: 9) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (7) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقال لها بطرس: «ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب؟ هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على الباب، وسيحملونك خارجا»" (أعمال الرسل 5: 9) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (7) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

يرى القديس أن ما فعله حنانيا وسفيرة يشبه ما حدث قديمًا حين جمع رجل حطبًا في يوم السبت، فاعتدى على يوم الرب المقدس له، وحُسب منتهكا للمقدسات، فاستحق الرجم.

* إن كان من أجل جمع الحطب رُجم الرجل (لأنه دنَّس يوم السبت)، كم بالأكثر يستحق ذلك الذي يدنس المقدسات، لأن هذا المال قد صار مقدسًا. ذاك الذي اختار أن يبيع ماله ويوزعه وبعد ذلك سحب منه جزءً، فإنه قد دنس المقدسات... تدنيس المقدسات أيها المحبوبون هو أخطر جريمة، تحمل إهانة واستخفافًا(253).

القديس يوحنا الذهبي الفم

* ليكن مدحك صادرًا من معدة الجائعين، وليس من ولائم المتخمين الفاخرة. نقرأ في أعمال الرسل كيف بينما كان دم الرب لا يزال دافئًا وكان المؤمنون في حماس إيمانهم الأول باعوا ممتلكاتهم ووضعوها عند أقدام الرسل (ليظهروا أنه يجب أن نطأ على المال بأقدامنا)، وكان يوزع على كل واحدٍ كما يكون له احتياج (أع 4: 35). لكن حنانيا وسفيرة كانا وكيلين مملوءين جبنًا، وما هو أكثر أنهما مخادعان، فجلبا لنفسيهما الدينونة (أع 5: 1-11). فإذ نذرا أن يقدما مالهما لله كما لو كان هذا المال ملكهما وليس ملك الله الذي نذرا إليه ذلك، احتفظا بجزء من ذاك الذي لا يخصهما، خشية حدوث مجاعة، الأمر الذي لن يخافه الإيمان الحقيقي. جلبا لنفسيهما ضربة ناقمة مفاجئة التي لم يُقصد بها القسوة ضدهما، وإنما لتحذير الآخرين. في الواقع لم يستدعِ الرسول بطرس الموت بأية وسيلة عليهما كما يدعى برفوري Prophery في غباوة. إنما أعلن حكم الله بروح النبوة، إن مصير الاثنين هو مثال للكثيرين.

منذ وقت تكريسكِ للبتولية الدائمة، لم تعد بعد ممتلكاتكِ ملكًا لكِ، أو بالأحرى أنها بالحق قد صارت للمسيح. ما دامت جدتكِ ووالدتكِ عائشتين يلزمكِ أن تفعلي بالمال كما تشاءان. لكن عند موتهما وراحتهما في رقاد القديسين (وأنا أعلم أنهما ترغبان في إحياء ذكراهما)، عندما تنضج سنينك وتصيري أكثر ثباتًا، ويصير تصميمك أقوى، تفعلين بمالكِ ما يبدو لك أنه الأفضل، أو بالأحرى ما يأمر به الرب، وتعلمين أنك لا تدخرين إلا ما تنفقينه على الأعمال الصالحة.

قد يبني آخرون كنائس ويزينون حوائطها بعد بنائها بالرخام والأعمدة الضخمة، ويطلون تيجانها بالذهب والزينة الثمينة، ويغطون أبواب الكنيسة بالفضة، ويزينون المذابح بالذهب والحجارة الثمينة. لست ألوم من يفعلون ذلك، لست أجحدهم. ليفعل كل واحدٍ حسب حكمه، ومن الأفضل أن ينفق الإنسان ماله هكذا من أن يخزنه أو يرقد عليه.

على أي الأحوال واجبكِ مختلف عنهم. رسالتك أن تكسي المسيح في الفقراء، وتزوريه في المرضى، وتطعيمه في الجائعين، وتحميه في الذين بلا بيوت، خاصة الذين هم من أهل الإيمان، وأن تعيني جماعات العذارى، وأن تهتمي بخدام إله المساكين بالروح؛ الذين يخدمون الرب نفسه ليلًا ونهارًا، الذين يعيشون على الأرض الحياة الملائكية، ولا ينطقون إلا بتسابيح الله. إذ لهم طعام وكسوة يفرحون حاسبين أنفسهم أغنياء. لا يطلبون أكثر من هذا، مقتنعون بما يحفظهم في تدبير حياتهم. فإنهم إذ يبدأون يطلبون ما هو أكثر يظهرون أنهم ليسوا أهلا حتى للضروريات(254).

القديس جيروم

St-Takla.org Image: Immediately she fell to the floor and died. Her body was taken out and buried by the same men who had buried her husband. The whole church was shocked and afraid when they heard how severely God had deal with Ananias and Sapphira. (Acts 5: 10-11) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (8) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فوقعت في الحال عند رجليه وماتت. فدخل الشباب ووجدوها ميتة، فحملوها خارجا ودفنوها بجانب رجلها. فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك" (أعمال الرسل 5: 10-11) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (8) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Immediately she fell to the floor and died. Her body was taken out and buried by the same men who had buried her husband. The whole church was shocked and afraid when they heard how severely God had deal with Ananias and Sapphira. (Acts 5: 10-11) - "Ananias and Sapphira" images set (Acts 5:1-11): image (8) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فوقعت في الحال عند رجليه وماتت. فدخل الشباب ووجدوها ميتة، فحملوها خارجا ودفنوها بجانب رجلها. فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك" (أعمال الرسل 5: 10-11) - مجموعة "سفيرة وحنانيا" (أعمال الرسل 5: 1-11) - صورة (8) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

"فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة،

وعلى جميع الذين سمعوا بذلك". [11]

يقدم لنا القديس لوقا آثار ما حدث لحنانيا وسفيرة على الكنيسة في ذلك الحين:

* اتسمت الكنيسة بالمخافة للرب، فصار الحب لله ممتزجًا بمخافة صادقة [11].

* إتمام عجائب كثيرة لكي يدرك الشعب أن الله يعمل بالأكثر في حياة الكنيسة حين تكون جادة في حرصها على الحياة المقدسة مُغتسلة من كل فسادٍ ظاهر وخفي.

* التصاق الكل معًا بروح العبادة الكنسية، فحيث القداسة والتقوى توجد الوحدة الصادقة [12].

* خشي البعض [الآخرون] من الالتصاق بهم [13]، لعله يقصد هنا بالآخرين الذين أرادوا الخدمة مع الرسل لكنهم لم يكونوا مخلصين في تكريس حياتهم.

* اكتشف الشعب بهاء مجد الله في الرسل [13].

* عقوبة حنانيا وسفيرة لم تسبب نفورًا من الكنيسة، بل جاذبية عجيبة، فانضم جمهور من الرجال والنساء إلى الكنيسة المقدسة [14].

* اهتزت مدينة أورشليم بروح الرجاء، فصاروا يحملون المرضى في الشوارع، لعل ظل بطرس يخيم عليهم [15]. واهتزت البلاد المحيطة، فجاءوا بالمرضى إلى المدينة، ونال جميعهم الشفاء [16].

هذه هي المرة الأولى التي فيها يستخدم العهد الجديد كلمة "الكنيسة"، وهي تشير إلى جماعة المؤمنين.

لماذا حلّ الخوف على جميع الكنيسة، وعلى جميع الذين سمعوا؟ كان يليق بالمؤمنين ألا يخافوا، فالله نار آكله تأكل المقاومين، المصرين على المقاومة، أما المخلصون في إيمانهم فتلهبهم نار إلهية مقدسة ومنيرة. لهذا يرى البعض أن الخوف حلّ على الكنيسة، لأن ما فعله حنانيا وسفيرة يبدو أنه بدأ يتسلل في وسط الجماعة. لهذا يحذر الرسول بولس: "لأن محبة المال أصل كل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" (1 تي 6: 10).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. نمو الكنيسة المستمر

12 وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13 وَأَمَّا الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ، لكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ. 14 وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ، جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَال وَنِسَاءٍ، 15 حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. 16 وَاجْتَمَعَ جُمْهُورُ الْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ، وَكَانُوا يُبْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ.

 

"وجرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب،

وكان الجميع بنفسٍ واحدةٍ في رواق سليمان". [12]

بعد أن حلّ على حنانيا وزوجته ثمر كذبهما على الكنيسة بكونه كذبًا وخداعًا لروح اللَّه القدّوس قائد موكب الكنيسة المقدّسة، قدّم الروح سندًا لكنيسته بإجراء آيات وعجائب كثيرة على أيدي الرسل في الشعب، ليس من أجل المؤمنين، وإنّما لأجل غير المؤمنين. هكذا إذ تتنقّى الكنيسة من الفساد، يعمل روح اللَّه بقوّة، لكي يتجلّى المسيح القدّوس فيها، وتصير شاهدة بالحق المقدّس أمام العالم. هذا وأمّا ثمره الرائع فهو وحدة الكنيسة التي كان لها النفس الواحدة بالرغم من التزايد المستمرّ لعدد المؤمنين، فكانوا يجتمعون في مكان متّسع "رواق سليمان".

* لم يعودوا إلى بيوتهم، بل بقوا في ذات الهيكل يقضون هناك وقتهم. لم يحسبوا أنفسهم كمن لمسوا دنسًا؛ لا بل بدون تردد حملوا الميت(255).

* لم يتنهد أحد، ولا بكى أحد عليهما، بل كان الكل في خوفٍ. وإذ نما إيمانهم تضاعفت الآيات(256).

القديس يوحنا الذهبي الفم

St-Takla.org Image: God’s power was seen in many miracles the Apostles did among the people. More and more believed in Jesus. People brought the sick out into the streets and crowds gathered from the surrounding towns. All of them were healed. (Acts 5: 12-16) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وجرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب. وكان الجميع بنفس واحدة في رواق سليمان. وأما الآخرون فلم يكن أحد منهم يجسر أن يلتصق بهم، لكن كان الشعب يعظمهم. وكان مؤمنون ينضمون للرب أكثر، جماهير من رجال ونساء، حتى إنهم كانوا يحملون المرضى خارجا في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة، حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على أحد منهم. واجتمع جمهور المدن المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة، وكانوا يبرأون جميعهم" (أعمال الرسل 5: 12-16) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: God’s power was seen in many miracles the Apostles did among the people. More and more believed in Jesus. People brought the sick out into the streets and crowds gathered from the surrounding towns. All of them were healed. (Acts 5: 12-16) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (1) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وجرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب. وكان الجميع بنفس واحدة في رواق سليمان. وأما الآخرون فلم يكن أحد منهم يجسر أن يلتصق بهم، لكن كان الشعب يعظمهم. وكان مؤمنون ينضمون للرب أكثر، جماهير من رجال ونساء، حتى إنهم كانوا يحملون المرضى خارجا في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة، حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله على أحد منهم. واجتمع جمهور المدن المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة، وكانوا يبرأون جميعهم" (أعمال الرسل 5: 12-16) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (1) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

"وأمّا الآخرون فلم يكن أحد منهم يجسر أن يلتصق بهم،

لكن كان الشعب يعظمهم". [13]

يرى لايتفوت Lightfoot أن "الآخرين" هنا تشير إلى بقية المائة والعشرين، إذ كان حنانيا أحدهم. وإن كان كثير من الدارسين لم يقبلوا هذا التفسير. يرى البعض أن الآخرين هنا هم مجموعة من المسيحيين واليهود التصقوا بالرسل على مستوى الصداقة أو حب الاستطلاع أو مجرد الدهشة لما يحدث، فخشوا أن تنكشف نياتهم الداخلية كما كشف الروح القدس ما يحمله حنانيا وسفيرة من غشٍ خفيٍ في القلب (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ويرى آخرون أن تعبير الآخرين يشير إلى بقية الأغنياء وأصحاب السلطة الذين كان من بينهم حنانيا، فما حدث لحنانيا يُعتبر درسًا رادعًا لمن تسوله نفسه أن يخدع الرسل البسطاء. ويبرر أصحاب الرأي الأخير ذلك بأن القديس لوقا يميز بين هؤلاء الآخرين وبين الشعب في نفس الآية. فالآخرون هم الأغنياء والعظماء، بينما البقية هم عامة الشعب الذين في بساطة القلب لم يخشوا ما حدث، بل كانوا يعظمون الرسل. فما حدث لحنانيا هو مرعب للأغنياء العظماء وحدهم.

St-Takla.org Image: The High Priest and his associates became very jealous of the popularity of the Apostles. So they had them arrested and put in prison. (Acts 5: 17-18) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (2) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقام رئيس الكهنة وجميع الذين معه، الذين هم شيعة الصدوقيين، وامتلأوا غيرة فألقوا أيديهم على الرسل ووضعوهم في حبس العامة" (أعمال الرسل 5: 17-18) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (2) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: The High Priest and his associates became very jealous of the popularity of the Apostles. So they had them arrested and put in prison. (Acts 5: 17-18) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (2) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقام رئيس الكهنة وجميع الذين معه، الذين هم شيعة الصدوقيين، وامتلأوا غيرة فألقوا أيديهم على الرسل ووضعوهم في حبس العامة" (أعمال الرسل 5: 17-18) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (2) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

3. إلقاء الأيدي على الرسل

17 فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ، الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ، وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18 فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19 وَلكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20 «اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هذِهِ الْحَيَاةِ». 21 فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ، وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ. 22 وَلكِنَّ الْخُدَّامَ لَمَّا جَاءُوا لَمْ يَجِدُوهُمْ فِي السِّجْنِ، فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوا 23 قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا الْحَبْسَ مُغْلَقًا بِكُلِّ حِرْصٍ، وَالْحُرَّاسَ وَاقِفِينَ خَارِجًا أَمَامَ الأَبْوَابِ، وَلكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا لَمْ نَجِدْ فِي الدَّاخِلِ أَحَدًا».

 

"فقام رئيس الكهنة وجميع الذين معه الذين هم شيعة الصدوقيين،

وامتلأوا غيرة". [17]

بينما كانت الكنيسة، خاصة الرسل، تمتلئ من الروح القدس (أع 4: 8) للشهادة للسيّد المسيح واهب الخلاص للعالم، إذا بالعدو يقف بالمرصاد. وجد في أحد الخدّام المرائيّين، حنانيا، فرصة فملأ قلبه [3] ليكذب على الروح القدس واهب التوبة، وقائد موكب الكنيسة. الآن يعمل خلال رئيس الكهنة ومن معه (شيعة الصدّوقيّين) الذين ملأ الحسد (الغيرة) قلوبهم. لقد أعلنوا عداوتهم للسيّد المسيح ولإنجيله وكنيسته، فخطّطوا للقبض على الرسل، ولم يدركوا إنّما بهذا يقتلون أنفسهم. يُقال "الحسد يذبح السخفاء". لقد تصرّفوا في سخافة لا تليق بهم كقادة روحيّين.

4. تهمة الاسم

24 فَلَمَّا سَمِعَ الْكَاهِنُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ هذِهِ الأَقْوَالَ، ارْتَابُوا مِنْ جِهَتِهِمْ: مَا عَسَى أَنْ يَصِيرَ هذَا؟ 25 ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ وَأَخْبَرَهُمْ قَائِلًا: «هُوَذَا الرِّجَالُ الَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُمْ فِي السِّجْنِ هُمْ فِي الْهَيْكَلِ وَاقِفِينَ يُعَلِّمُونَ الشَّعْبَ!» 26 حِينَئِذٍ مَضَى قَائِدُ الْجُنْدِ مَعَ الْخُدَّامِ، فَأَحْضَرَهُمْ لاَ بِعُنْفٍ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ الشَّعْبَ لِئَلاَّ يُرْجَمُوا. 27 فَلَمَّا أَحْضَرُوهُمْ أَوْقَفُوهُمْ فِي الْمَجْمَعِ. فَسَأَلَهُمْ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ 28 قِائِلًا: «أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ تُعَلِّمُوا بِهذَا الاسْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هذَا الإِنْسَانِ». 29 فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ وَقَالُوا: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ. 30 إِلهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. 31 هذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. 32 وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا، الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».

 

"فلما سمع الكاهن وقائد جند الهيكل ورؤساء الكهنة هذه الأقوال،

ارتابوا من جهتهم ما عسى أن يصير هذا". [24]

رجع الخدام أو جند الهيكل في عارٍ وخزيٍ، لأن الساكن في السماوات الرب يستهزئ بهم (مز 2: 4). يمكن أن نتصور رئيس الكهنة كرئيس لمجمع السنهدرين وقد اجتمع بالأعضاء باكرًا في جدية، في استخفافٍ عن الجليليين الأميين البسطاء، وحسبهم أنهم في خزيٍ وعارٍ لأنهم في السجن العام، وأن هذه الحركة لن تدوم! لكن سرعان ما عاد الجند في خيبة أملٍ، فأبواب السجن مغلقة والمتاريس سليمة والحراس في يقظة يحرسون السجن، وكل المساجين في أماكنهم أما الرسل فغير موجودين!

حتمًا حدث ارتباك عظيم، كل يقدم ظنونه وأفكاره: ألعلهم سحرة استطاعوا الخروج من السجن والأبواب مغلقة؟ أو لعلهم رشوا حارس السجن وهربوا؟ وإلى أين يهربون؟ هل انطلقوا خارج أورشليم ليكرزوا من وراء أعيننا؟ ألعلهم رجال الله وما نفعله هو مقاوم للحق؟

"ثم جاء واحد وأخبرهم قائلًا:

هوذا الرجال الذين وضعتموهم في السجن هم في الهيكل،

واقفين يعلِّمون الشعب". [25]

"هذا رفعه اللَّه بيمينه رئيسًا ومخلصًا،

ليُعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا". [31]

رفعه الله الآب بيمينه، فإذ احتل مركزنا قدم أعماله الخلاصية باسمنا ولحسابنا، حتى متى صعد يصعدنا معه، وإذ يرفعه الآب إلى المجد الذي له أزليًا، والذي أخفاه لحسابنا، حتى متى ناله نناله نحن فيه. رفعه أيضًا يشير إلى قبول الآب لشفاعته الكفارية أو لذبيحته من أجلنا، ومصالحتنا مع الآب. وأيضًا برفعه وهب رسله روحه القدوس (يو 16: 7-11؛15: 26) للعمل باسمه لخلاص العالم، وتمتعْ المؤمنين بغفران الخطايا وشركة المجد الأبدي.

هنا يكشف الرسول عن لاهوت السيد المسيح بكونه عن يمين الآب الرئيس والمخلص واهب التوبة وغافر الخطايا، كما يكشف عن مفهوم التوبة أنها عطية إلهية يهبها السيد المسيح لإسرائيل الجديد، وأنه لا خلاص لإنسانٍ ما لم يعترف في تواضع بخطاياه لينال المغفرة. وأخيرًا فإنه ليست خطية مهما بدا جرمها يمكن أن تقف عائقًا أمام نوال المغفرة، لأن المخلص قدير في عمله الخلاصي.

St-Takla.org Image: Apostles Arrested: The apostles are arrested for preaching Christ resurrected: (Acts 5: 17-42) - from the book: The Holy Apostles Story and Epistles (Der Heyligen Apostel Geschichte und Episteln), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: القبض على الرسل بسبب تبشيرهم باسم يسوع القائم: (أعمال الرسل 5: 17-42) - من كتاب: قصة الآباء الرسل والرسائل، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

St-Takla.org Image: Apostles Arrested: The apostles are arrested for preaching Christ resurrected: (Acts 5: 17-42) - from the book: The Holy Apostles Story and Epistles (Der Heyligen Apostel Geschichte und Episteln), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القبض على الرسل بسبب تبشيرهم باسم يسوع القائم: (أعمال الرسل 5: 17-42) - من كتاب: قصة الآباء الرسل والرسائل، يوهان كريستوف فيجيل، 1965 م.

في اختصار شديد قدّم الرسل صورة حيّة لشخص يسوع المسيح الذي يكرزون به وهي أنّه:

أولًا: الرئيس، تسلّم الرئاسة، لا من الناس، بل من اللَّه أبيه، فإن كان بحبّه تواضع، أخلى ذاته، إنّما ليملك على القلوب، وتكون له الرئاسة على حياة محبّيه الداخليَّة.

ثانيًا: المخلّص، لا يمكن لإنسان أن يختبر عذوبة خلاصه، ولا أن يكتشف سرّ صليبه كقوّة اللَّه للخلاص ما لم يقبله أولًا "رئيسًا". فمن يفتح قلبه له يكتشف رئاسته التي تقوم على حبّه الإلهي الفائق، وعمل الخلاص المجّاني، لذلك جاء لقب رئيس قبل مخلص.

ثالثًا: معطي التوبة، بدونه لا يقدر الإنسان أن يدرك خطاياه ليعترف عنها، محوّلًا وجهه للمصالحة مع اللَّه ببهجة قلبٍ. وإن أدرك خطاياه بالناموس الطبيعي أو الموسوي يعجز أن يحوّل قلبه عنها، لأنّه أسير لذّتها. فالسيّد المسيح وحده قادر بروحه القدّوس أن يغيّر قلب الإنسان وفكره، ويوجّه أعماقه إلى اللَّه أبيه عوض الخطية المسيطرة عليه.

رابعًا: غافر الخطايا، إذ يمزّق بالصليب الصك الذي كان علينا ليصير لنا حق التمتّع ببرّه فينا.

"ونحن شهود له بهذه الأمور،

والروح القدس أيضًا الذي أعطاه اللَّه للذين يطيعونه". [32]

يعلن الرسل استعدادهم للشهادة عن شخص السيّد المسيح القائم من الأموات، كرئيسٍ ومخلّصٍ وواهب للتوبة وغافر للخطايا. فقد اختبروا قوّة نعمته الفائقة، يسندهم في ذلك الروح القدس الإلهي، الذي هو روح المسيح الموهوب لأبناء الطاعة للَّه.

جاء ختام حديثهم يؤكّد أنّهم لن يصمتوا لئلا يُحسبوا خونة للحق وجاحدين للنعمة الإلهيَّة العاملة فيهم.

هكذا ركّز الرسل على شخص المسيح وعمله فيهم الذي لا ينفصل عن أقنوم الروح القدس الذي يهبه الآب للذين يطيعون الحق.

لم يكن ممكنًا لمجمع السنهدرين أن يحتملوا هذا الحديث، الذي ينسب ليسوع المصلوب هذه الألقاب الأربعة [الرئيس والمخلّص ومعطي التوبة وواهب غفران الخطايا] الخاصة بالمسيّا المنتظر. فقد عرف المجمع تمامًا خلال النبوّات أنها ألقاب خاصة بالمسيّا الذي اشتهى الآباء والأنبياء أن يروه.

1.جاء الاتهام أنهم ملأوا أورشليم بتعليمهم، وها هم الرسل يقدمون التعليم لمجمع السنهدرين. كأنهم يقولون: إننا لم نكمل بعد الكرازة في كل أورشليم، إذ تشتهي أن تذوقوا أنتم أيضًا الحق الإنجيلي.

2.وجه الاتهام ضدهم أنهم يجلبون دم هذا الإنسان على مجمع السنهدرين، وها هم الرسول يصححون لهم الرؤية. إنه ليس بالإنسان المجهول لكنه الرئيس والمخلص الذي يترقبه إسرائيل منذ بدء نشأته. كشف الرسل للمجمع عن شخصية المصلوب الذي يريدون الخلاص منه وتبرير صلبهم إياه. أقامه الآب "مخلصًا"، فهو الذي يهب الخلاص. وكأن الرسل يحاجون رؤساء المجمع قائلين: هوذا الشعب في رواق سليمان كما في الشوارع قد تمتع بالخلاص، فشُفيت أمراضهم، وتحرروا من الأرواح النجسة؛ كما أرسل لنا ملاكه وخلصنا من القيود، وأخرجنا من السجن. إنه مخلص إسرائيل والمدافع عنا، هو وحده يقدر أن يخلصنا من أياديكم، فليس لكم سلطان علينا إلا بسماح منه وفي الحدود التي يُسمح لكم بها.

St-Takla.org Image: When the Jewish leaders heard this they were so furious they wanted to put the Apostles to death. (Acts 5: 33) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (8) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فلما سمعوا حنقوا، وجعلوا يتشاورون أن يقتلوهم" (أعمال الرسل 5: 33) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (8) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: When the Jewish leaders heard this they were so furious they wanted to put the Apostles to death. (Acts 5: 33) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (8) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فلما سمعوا حنقوا، وجعلوا يتشاورون أن يقتلوهم" (أعمال الرسل 5: 33) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (8) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

5. موقف غمالائيل

33 فَلَمَّا سَمِعُوا حَنِقُوا، وَجَعَلُوا يَتَشَاوَرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ. 34 فَقَامَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ فَرِّيسِيٌّ اسْمُهُ غَمَالاَئِيلُ، مُعَلِّمٌ لِلنَّامُوسِ، مُكَرَّمٌ عِنْدَ جَمِيعِ الشَّعْبِ، وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ الرُّسُلُ قَلِيلًا. 35 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: « أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، احْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هؤُلاَءِ النَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا. 36 لأَنَّهُ قَبْلَ هذِهِ الأَيَّامِ قَامَ ثُودَاسُ قَائِلًا عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ، الَّذِي الْتَصَقَ بِهِ عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ، الَّذِي قُتِلَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَيْءَ. 37 بَعْدَ هذَا قَامَ يَهُوذَا الْجَلِيلِيُّ فِي أَيَّامِ الاكْتِتَابِ، وَأَزَاغَ وَرَاءَهُ شَعْبًا غَفِيرًا. فَذَاكَ أَيْضًا هَلَكَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَشَتَّتُوا. 38 وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ هؤُلاَءِ النَّاسِ وَاتْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هذَا الرَّأْيُ أَوْ هذَا الْعَمَلُ مِنَ النَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ، 39 وَإِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ، لِئَلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ للهِ أَيْضًا». 40 فَانْقَادُوا إِلَيْهِ. وَدَعُوا الرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ، وَأَوْصَوْهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوعَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ.

 

"فلما سمعوا حنقوا،

وجعلوا يتشاورون أن يقتلوهم". [33]

St-Takla.org Image: Gamaliel's counsel. - Acts 5. BX.53 - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909

صورة في موقع الأنبا تكلا: مجمع غمالائيل (أع 5: 34-39) - من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

لقد أثارهم الخطاب في النقاط التالية:

1. اتهام مجمع السنهدرين أن ما يصدره ضد إرادة الله، وأن الرسل ملتزمون بالطاعة لله لا الناس.

2. اتهام أعضاء المجمع أنهم قتلة، وسافكو دم بريء.

3. أن المصلوب هو الرئيس والمخلص، المسيا الذي ترقبته الأجيال.

4. أنه واهب التوبة لإسرائيل المحتاج إلى التوبة، وأنه غافر الخطية.

5. أن الرسل شهود لأعمال الله الخلاصية.

6. أن الروح القدس يشهد ويعمل في المؤمنين الطائعين.

7. أخيرًا فإن الصدوقيين صاروا في خطرٍ، حيث تأكد الكل من القيامة من الأموات، التعليم الذي ينكروه تمامًا.

 فمع قصر الخطاب جدًا لكنه أشبه بسهمٍ قاتلٍ، ملقى بمهارة فائقة في قلب مجمع السنهدرين، لم يكن أمام المجمع سوى قبول الإيمان بالسيد المسيح أو الخلاص من رسله بقتلهم.

"فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل معلم للناموس،

 مُكرّم عند جميع الشعب،

وأمر أن يخرج الرسل قليلًا". [34]

كان جناح الصدوقيين في ثورة عارمة ضد الرسل، ففي أذهانهم لا يمكن حسم الأمر إلا بقتل الرسل. لكن مع أنهم يمثلون الأغلبية في مجمع السنهدرين إلا أنهم كانوا في حاجة إلى كسب الفريسيين في صفهم. يقول يوسيفوس إن فريق الفريسيين في المجمع كان قليلًا من جهة العدد، لكن لهم شعبيتهم وتأثيرهم القوي على الشعب. لهذا لم يكن ممكنًا للصدوقيين أن يأخذوا قرارًا ولو بأغلبية المجمع ما لم يوافق عليه غالبية الفريسيين.

الأب يوحنا الدمشقي

St-Takla.org Image: However, a respected Pharisee, Gamaliel, asked that the Apostles were taken outside. ‘Some in the past have claimed to be the Messiah and gathered followers but none of them have succeeded,’ Gamaliel pointed out. ‘If these men are using human power they will fail, but if God is behind them you will not be able to stop them.’ (Acts 5: 34-39) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (9) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل، معلم للناموس، مكرم عند جميع الشعب، وأمر أن يخرج الرسل قليلا. ثم قال لهم: « أيها الرجال الإسرائيليون، احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا. لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلا عن نفسه إنه شيء، الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمئة، الذي قتل، وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء. بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب، وأزاغ وراءه شعبا غفيرا. فذاك أيضًا هلك، وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا. والآن أقول لكم: تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم! لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض، وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضا»" (أعمال الرسل 5: 34-39) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (9) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: However, a respected Pharisee, Gamaliel, asked that the Apostles were taken outside. ‘Some in the past have claimed to be the Messiah and gathered followers but none of them have succeeded,’ Gamaliel pointed out. ‘If these men are using human power they will fail, but if God is behind them you will not be able to stop them.’ (Acts 5: 34-39) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (9) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل، معلم للناموس، مكرم عند جميع الشعب، وأمر أن يخرج الرسل قليلا. ثم قال لهم: « أيها الرجال الإسرائيليون، احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا. لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلا عن نفسه إنه شيء، الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربعمئة، الذي قتل، وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء. بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب، وأزاغ وراءه شعبا غفيرا. فذاك أيضًا هلك، وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا. والآن أقول لكم: تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم! لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض، وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضا»" (أعمال الرسل 5: 34-39) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (9) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

"ثم قال لهم:

أيها الرجال الإسرائيليون،

احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس،

في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا". [35]

"لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلًا عن نفسه أنه شيء،

الذي التصق به عدد من الرجال نحو أربع مائة،

الذي قُتل،

وجميع الذين انقادوا إليه تبدّدوا،

وصاروا لا شيء". [36]

لم نعرف شيئًا عن ثوداس سوى ما ورد هنا، وهو حتمًا غير ثوداس الوارد في يوسيفوس(266) الذي قام في أيام فادوس Fadus الوكيل على اليهودية في عهد الإمبراطور كلاديوس (45 أو 46 م.) Claudius، الذي اجتذب كثيرين وذهب معهم إلى نهر الأردن، مدعيًا النبوة، وأنه يشق النهر ليعبروا فيه. انقض عليهم فادوس وقتل كثيرين، ثم أخذ ثوداس إلى أورشليم حيث قطع رقبته. هذا تم بعد عشرة أو خمسة عشر عامًا بعد حديث غمالائيل الوارد هنا. يرى لايتفوت أن يوسيفوس أخطأ في تأريخ ثيوداس، وأن ما ورد فيه هو ذات الرجل الذي تحدث عنه غمالائيل.

يرى البعض أن كلًا من لوقا البشير ويوسيفوس صادقان، لأنهما مؤرخان مدققان، وأن اسم ثوداس كان شائعًا في ذلك الحين، وليس بمستبعدٍ ظهور شخصين بذات الاسم قاما بالثورة أحدهما يلي الآخر بعد هذا الزمن. وأن شخصية مثل غمالائيل لا يمكن أن تشير إلى حدث كهذا في مجمع السنهدرين لو لم يكن الأمر أكيدًا ومعروفًا لدى أعضاء المجمع.

هذا ويبدو أن الثورات كانت كثيرة للغاية في منطقة اليهودية كما أشار يوسيفوس(267). أما قوله: "قائلًا عن نفسه شيئًا"، فيعني أنه ادعى بأنه بارز أو المسيا المنتظر.

 "بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام الاكتتاب،

وأزاغ وراءه شعبًا غفيرًا،

فذاك أيضًا هلك،

وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا". [37]

"وإن كان من اللَّه،

فلا تقدرون أن تنقضوه،

لئلاّ تُوجدوا محاربين للَّه أيضًا". [39]

، وفي موضع آخر دعاه أنه من مدينة جمالا (269) Gamala.

ذكر يوسيفوس أن الحاكم الروماني هو Cyrenius سناتور(عضو مجلس للشيوخ) روماني، جاء إلى سوريا ليحكم تلك الأمة، ويهتم بشأنها. يقول يوسيفوس أنه جاء إلى اليهودية التي أضيفت إليه مع سوريا ليدبر أمورها، وأنه وضع أموال أرخيلاوس تحت تصرفه. فأخذ يهوذا صادوق Saddoak وهو فريسي غيور، ونادى الاثنان بأن دفع الجزية ليس إلا مدخلًا للعبودية، وطالب الأمة بأن تدافع عن حريتها. وأن هذه الثورة فتحت بابًا للثورات متعددة لم تنقطع حتى تم تدمير المدينة والهيكل والأمة نفسها.

6. كلمة الله لا تُقيد

41 وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. 42 وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ وَفِي الْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.

 

"وأمّا هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع،

لأنهم حُسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه". [41]

القديس يوحنا ذهبيذهبي

لماذا لا يزال يُهان الرسل؟

1.لأن يسوع المسيح موضوع كرازتهم هو نفسه مُحتقر ومرذول.

2.وصاياه تُقاوِم الملذّات العالميّة والرجاسات.

3.يظن البعض أن دعوة ربّنا يسوع المسيح السماوي ترفع القلب والفكر إلى السماء، فيعيش الإنسان كغريبٍ على الأرض، لا يمارس الحياة العمليّة الواقعيّة، ممّا يسبب له فشلًا.

4.روح الإيمان من حب وتواضع ووداعة وبذل وعطاء يناقض روح العالم من اعتداد بالذات وحب السلطة والانتقام.

5.  الإيمان المسيحي دعوة للحياة الجادّة، خاصة في العبادة من حِملٍ للصليب وأصوامٍ ومطانيات metanoia وأسهار.

لماذا فرح الرسل؟

1.صاروا على شبه ربنا يسوع الذي جُلد وأُهين من أجل المحبة (في3:10؛ كو 1: 24؛ 1 بط 4: 13). إنهم شركاء السيد المسيح في آلامه.

2.حسبوا الآلام شهادة حيَّة أنهم صاروا تلاميذ المسيح وأتباعه ومحبيه الأعزاء لديه، يشاركونه أتعابه.

3.تحقق فيهم ما سبق فوعدهم به السيد نفسه.

4.إنها آلام خفيفة، لا تقارن بالمجد العتيد أن يُستعلن (مر 10: 30).

5.إنه ليس من أمرٍ يخجل الإنسان ويجعله في عار سوى الخطية.

"وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت،

St-Takla.org Image: The Apostles left, not feeling sorry for themselves, but happy they had been worthy to suffer for Jesus. Every day they continued to tell others that Jesus was the Saviour, the Messiah. (Acts 5: 41-42) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (11) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه. وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح" (أعمال الرسل 5: 41-42) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (11) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: The Apostles left, not feeling sorry for themselves, but happy they had been worthy to suffer for Jesus. Every day they continued to tell others that Jesus was the Saviour, the Messiah. (Acts 5: 41-42) - "The apostles are persecuted" images set (Acts 5:12-42): image (11) - Acts, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه. وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح" (أعمال الرسل 5: 41-42) - مجموعة "اضطهاد الرسل" (أعمال الرسل 5: 12-42) - صورة (11) - صور سفر أعمال الرسل، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

معلِّمين ومبشرين بيسوع المسيح". [42]

من وحي أعمال الرسل 5

لتكرس قلبي كله لك!

 

* ترتعب نفسي في داخلي، لئلا أحمل روح حنانيا وسفيرة.

باعا ملكًا لهما، لكي يُقدما كل الثمن لك.

لم تكن محتاجًا إلى مالهما،

لكنك حسبت ما قدماه قدسًا لك.

اعتديا على المال، فاعتديا على المقدسات.

فجأة ماتا جسديًا، إعلانًا عن موتهما داخليًا!

* ها أنا أكرس حياتي كلها لك!

نفسي وجسدي بكل طاقاتهما!

مواهبي ووقتي وكل ما لي هو لك.

هب لي أن أكون أمينًا،

فلا أعتدي على مقدساتك!

ليكن حتى أكلي وشربي ونومي لمجدك!

لأحمل رائحتك الزكية،

فلا يكون للدنس موضع فيّ!

قدسني بالتمام، وكرِّس قلبي كله لك، يا أيها القدوس.

* ليمت حنانيا وسفيرة اللذان في قلبي!

ولتسمر خوفك المقدس في أعماقي،

فأصير شاهدًا لك أمام الجميع!

* هب لي روحك القدوس يحول كياني إلى عجبٍ!

فيتقدس كياني كله،

وأصير آلة برّ لحساب ملكوتك.

* ليهج الأشرار العاملون لحساب مملكة الظلمة.

فالفساد يتبدد أمام عدم الفساد،

والظلمة لا وجود لها في ظهور النور!

* ترسل لي ملائكتك لحراستي،

وتفجر متاريس السجن والهاوية.

تقيمني في كل يومٍ كما من القبر.

تهبني روح القوة، فأتمم إرادتك.

تحول ضيقاتي إلى مصدر فرح وبهجة.

وتتحول حياتي كلها إلى شهادة لعملك الإلهي!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(239) Homilies on Acts, hom. 12.

(240) Letter 4 to Julian, a wealthy nobleman, 4. (His wife and two daughters had recently died)

(241) Letter 14 to Heliodorius the monk, 5.

(242) الرسالة السادسة.

(243) الرسالة السادسة.

(244) Baptismal Instructions, 2:7.

(245) Severian pf Gabala: Pouline Comm. From the Greek Church, on 1 Cor. 11:4.

(246)Duties of the Clergy, 1:30.

(247)Duties of the Clergy, 3:11 {74}..

(248)Concerning Repentance, 2:9 {82}.

(249)Oliver Davies: Gateway to Paradise, 3.

(250) Letter 53 to Polinus of Nola, 11.

(251) Homilies on Acts, hom. 12.

(252) Homilies on Acts, hom. 12.

(253) Homilies on Acts, hom. 12.

(254) Letter 80 to Demetrias, 14.

(255) Homilies on Acts, hom. 12.

(256) Homilies on Acts, hom. 12.

(257) Homilies on Acts, hom. 12.

(258) Homilies on Acts, hom. 13.

(259) Homilies on Acts, hom. 13.

(260) Homilies on Acts, hom. 13.

(261) Homilies on Acts, hom. 13.

(262) The Homilies of St. Jerome, hom., 65.

(263) Commentary on Titus. PL 26:626 CD.

(264) Homilies on Acts, hom. 13.

(265) On Heresies, 15.

(266) Antiq. 20:5.

(267) Antiq. XVII:10:4, 8.

(268) Antiq. 17:10:5.

(269) Antiq. 18:1:1.

(270) Homilies on Acts, hom. 14.

(271) On Lazarus and the Rich Man, 3.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/05-Sefr-A3mal-El-Rosol/Tafseer-Sefr-Aamal-Al-Rosul__01-Chapter-05.html

تقصير الرابط:
tak.la/x57gjnv