محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
آية 1: - "هذِهِ الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ آتِي إِلَيْكُمْ. «عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ وَثَلاَثَةٍ تَقُومُ كُلُّ كَلِمَةٍ»."
هذه لها عدة تفسيرات. وفي (تث 19: 15) يلزم وجود أكثر من شاهد عند القضاء.
1- سآتي إليكم هذه المرة الثالثة لتتأكد الكلمة وتثبت. وتكون زياراتي الثلاث لكم كشهود ثلاث ضدكم.
2- قد يكون الشاهدين هم رسالتيه الأولى والثانية. والشاهد الثالث هو زيارته القادمة لهم. والرأي الثالث هو الأقرب للصحة.
3- حين يذهب الرسول في زيارته الثالثة فهو سيذهب لمحاكمتهم، والمحاكمة تحتاج لشهود. وبولس سيعاقب الخطاة بشهادة شاهدين أو ثلاثة بحسب الشريعة ولن يحكم عليهم وحده دون شهود. وربما الشاهدان هما تيموثاوس وسوستانيس.
آية 2: - "قَدْ سَبَقْتُ فَقُلْتُ، وَأَسْبِقُ فَأَقُولُ كَمَا وَأَنَا حَاضِرٌ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ، وَأَنَا غَائِبٌ الآنَ، أَكْتُبُ لِلَّذِينَ أَخْطَأُوا مِنْ قَبْلُ، وَلِجَمِيعِ الْبَاقِينَ: أَنِّي إِذَا جِئْتُ أَيْضًا لاَ أُشْفِقُ."
و لقد سبقت في رحلتي الثانية أني قلت ما أقوله الآن قبل رحلتي الثالثة إليكم، فأوجه كلامي للذين قد أدينوا كخطاة في رحلتي السابقة، وكذلك أوجه كلامي للباقين الذين يخطئون وأقول أنني عندما أجيء إليكم للمرة الثالثة أني سوف أتكلم وأعاملكم بشدة لكل من يخطئ ولن أشفق. هنا نرى أهمية وجود عقوبات كَنَسِيَّة للخطاة.
آية 3: - "إِذْ أَنْتُمْ تَطْلُبُونَ بُرْهَانَ الْمَسِيحِ الْمُتَكَلِّمِ فِيَّ، الَّذِي لَيْسَ ضَعِيفًا لَكُمْ بَلْ قَوِيٌّ فِيكُمْ."
هم يقولون له بأي صفة وبأي سلطان تحاكمنا؟ وكان رد بولس أنه:-
1- من المسيح المتكلم فيَّ= فمن يقاوم بولس يقاوم المسيح الذي فيه.
2- الذي ليس ضعيفًا لكم = لقد سبقوا ورأوا عقوبته للزاني، هم رأوا قوته في كرازته وأعماله والمعجزات التي صنعها وسطهم وأيضًا في عقوبته للخطاة، كل هذا أظهر قوة المسيح الذي في بولس.
3- بل قوي فيكم = القوة لم تظهر في بولس فقط، بل ظهرت فيهم، فلقد تغيروا تغييرًا كاملًا وصاروا قديسين لهم مواهب بعد إيمانهم وذلك بتعاليم بولس. فهل بعد كل ذلك يكون بولس ضعيف وبلا سلطان.
آية 4: - "لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضَعْفٍ، لكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاءُ فِيهِ، لكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ."
ولو أن المسيح اتخذ صورة بشرية وصُلِبَ ومات في صورة ضعف، إلاّ أنه كان في منتهى القوة. كان حي بقوة لاهوته، بل حتى عندما كان في القبر كان لاهوته متحدًا بناسوته. هو حي بطبيعته فهو الله نفسه الظاهر في الجسد، بل هو مصدر الحياة. بل صار الصليب علامة قوة مرعبة للشياطين. إذن لا تحكموا حسب المظاهر، فنحن في صورة ضعف كمسيحنا = ضعفاء فيه = ما حدث للمسيح يحدث لنا فنحن نظهر في ضعف وسط العالم الذي يضطهدنا ونحيا كغرباء في هذا العالم، لكننا بالمسيح الذي فينا أقوياء بفضل قوة الله العاملة فينا. نحن مصلوبين مع مسيحنا لا نستعمل قوة جسدية، مضطهدين من العالم، العالم يرفضنا لأنه يرفض المسيح. لكن ما جرى على المسيح سيجري علينا، وكما تمجد المسيح سنتمجد نحن أيضًا. من جهتكم = أنتم ترونني في مظهر ضعف وجسمي ضعيف، لكن قوة المسيح التي فيَّ ستظهر ضدكم وأعاقبكم، سأستعمل سلطاني الرسولي من نحوكم.
آية 5: - "جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟"
جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ
= هذا السؤال لا بُد أن يشغل بال كل منا. هل المسيح فينا أم لا. وهذا يدل عليه أننا ثابتين في الإيمان واثقين في مسيحنا، بلا خوف. وقبل أن نضع الناس في الميزان فلنضع أنفسنا نحن في الميزان ومن يجد نفسه ذو إيمان مهتز فليطلب مثل الرجل الذي قال للمسيح "أعن عدم إيماني". والرسول يريد أن يقول لهم.. بدلًا من أن تمتحنوننا وتُجربوننا إمتحنوا أنفسكم وجربوا ذواتكم، هل أنتم في الإيمان، وإذا كنتم تسلكون في الإيمان، فإن المسيح يوجد فيكم إن لم تكونوا مرفوضين، فإذا لم يكن المسيح يسكن فيكم فأنتم لستم في الإيمان بل خارجًا عنه مرفوضين من المسيح تبعًا لذلك كمن هدده المسيح أنه مزمع أن يتقيأه (رؤ3: 16). والرسول يقصد هنا الإيمان العملي، فالمؤمن لا يخاف "لا أخاف شرًا لأنك معي" والمؤمن لا يشك، والمؤمن يضع ثقته في الله مفضلًا المر الذي يختاره الله عن الشهد الذي يختاره لنفسه، أي يحيا حياة التسليم الكامل. وهو يحيا شجاعًا مثل الشهداء. وهناك علامات أخرى:1- شهادة الروح في داخلنا أننا
2- ثمار الروح في الخارج التي يراها ويلمسها الناس.
ومعنى كلام بولس أنه إذا كان المسيح فيكم ولكم ثمار ومواهب، فمن الذي عرفكم المسيح؟ ألست أنا. أليس هذا إثباتًا لصدق رسوليتي. إن صدق رسوليتي تجدوه داخلكم. وإن كان المسيح فيكم، فكم بالأكثر يكون في معلمكم.
آية 6:- "لكِنَّنِي أَرْجُو أَنَّكُمْ سَتَعْرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ لَسْنَا مَرْفُوضِينَ."
حينما سأستعمل سلطاني الرسولي ستتأكدون أنني لست مرفوضًا. أيضًا حينما ستجدون المسيح فيكم ستتأكدون أنني لست مرفوضًا.
آية 7:- "وَأُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّكُمْ لاَ تَعْمَلُونَ شَيْئًا رَدِيًّا، لَيْسَ لِكَيْ نَظْهَرَ نَحْنُ مُزَكَّيْنَ، بَلْ لِكَيْ تَصْنَعُوا أَنْتُمْ حَسَنًا، وَنَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنَا مَرْفُوضُونَ."
هنا نرى قلب الرسول المملوء محبة لأبنائه فهو غير مهتم بإظهار سلطانه الرسولي في العقاب = لِكَيْ نَظْهَرَ نَحْنُ مُزَكَّيْنَ = إذ لنا سلطان. بل أن يكونوا هم قديسين لاَ تَعْمَلُونَ شَيْئًا رَدِيًّا بَلْ لِكَيْ تَصْنَعُوا أَنْتُمْ حَسَنًا = فلا يحتاجوا لتأديب يظهر فيه سلطان بولس. بل يود بولس أن يظهر كمرفوض وبلا سلطان ويكونوا هم قديسين. هنا يظهر أن بولس لا يهتم بأن تسلب حقوقه كرسول بقدر ما يطمئن على نفوس رعيته.
آية 8:- "لأَنَّنَا لاَ نَسْتَطِيعُ شَيْئًا ضِدَّ الْحَقِّ، بَلْ لأَجْلِ الْحَقِّ."
أي أنه لو سلكتم بالحق فلن أستطيع أن أعمل شيئًا ضدكم. فسلطاني الرسولي هو لعقاب من هو ضد الحق. بل لأجل الحق = ما نعمله المهم فيه هو إظهار الحق.
آية 9:- "لأَنَّنَا نَفْرَحُ حِينَمَا نَكُونُ نَحْنُ ضُعَفَاءَ وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ أَقْوِيَاءَ. وَهذَا أَيْضًا نَطْلُبُهُ كَمَالَكُمْ."
نفرح حينما نكون نحن ضعفاء = نظهر كضعفاء بدون سلطان واضح بالإضافة لاحتمال آلام الكرازة = إن هذا يفرحني أن لا تكون هناك فرصة لإظهار سلطاني بسبب قداستكم. أنتم تكونون أقوياء = فالقوة الروحية تصاحب حياة التائب والخادم الحقيقي يطلب كمال أولاده = هذا نطلبه كمالكم
آية 10:- "لِذلِكَ أَكْتُبُ بِهذَا وَأَنَا غَائِبٌ، لِكَيْ لاَ أَسْتَعْمِلَ جَزْمًا وَأَنَا حَاضِرٌ، حَسَبَ السُّلْطَانِ الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهُ الرَّبُّ لِلْبُنْيَانِ لاَ لِلْهَدْمِ."
ومن أجل هذا فأني أكتفي بهذه الأمور إليكم وأنا غائب عنكم حتى تتعظوا بها، وحتى لا أكون مضطرًا عندما أجيء إليكم أن أستعمل سلطاني الرسولي في معاقبتكم، وهذا السلطان الذي أخذناه من الله لم نأخذه من أجل الهدم وإظهار القوة بل من أجل بنيانكم الروحي وتكميلكم في حياة الإيمان.
آية 11:- "أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اِكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اِهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا. عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ."
افرحوا = الفرح الروحي المقدس سمة لحياة الإيمان. ولاحظ أن الانتصار في التجربة ليس هو الخروج منها، بل في أن نستمر في حاله فرح أثناءها. لذلك فلنفرح حتى لو كنا في مرض أو سجن، فنحن في يد الله أينما كنا. لذلك نسمع بولس الرسول يدعو للفرح حتى وهو في السجن (في 4: 4).
إكملوا = الرسول يطلب منهم ومنا أن نسعى ونعمل للنمو في طريق الكمال الروحي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالحياة الروحية هي حياة تقدم ونمو وتدرج من مرتبة إلى مرتبة أعلى منها وهكذا إلى مالا نهاية... "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل".
تعزوا = نحن في عالم ضيقات، والضيقات تحاصرنا من كل جانب لكن علينا أن نطلب الامتلاء من الروح القدس المعزي ليعزينا وسط ضيقاتنا.
اهتموا اهتمامًا واحدًا = الرسول يهتم بأن يكون للكنيسة الفكر الواحد (في 2: 2) فنكون كأسرة واحدة متحابة بلا انشقاق ولا انقسام ولا تحزب ولا خصام. وهذا لن يكون إلّا لو كُنّا مملوئين من الروح؛ إذ لنا هدف واحد هو مجد المسيح.
عيشوا بالسلام = كرسوا حياتكم لأجل سلام الكل. ومن يعيش بالسلام يكون الله معه = سيكون معكم. ومن يعيشوا في انشقاقات وخصام لن يكون الله معهم.
آية 12:- "سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ."
الرسول يحثهم على أن يكون بينهم ود ومحبة وسلام بلا رياء. ومن هنا فإن الكنيسة وضعت في بداية القداس " قبلوا بعضكم بعضًا " فلا عبادة مقبولة دون أن نكون في سلام ومحبة. قبلة مقدسة = بلا خداع ولا فساد.
آية 13:- "يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ."
جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ
= أي مؤمني مكدونية (فيلبي وتسالونيكي).
آية 14:- "نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ."
هنا نرى البركة الرسولية الختامية والتي صارت هي البركة التي يبارك الكاهن الشعب بها بعد اختتام كل قداس أو اجتماع. ونلاحظ أن نعمة المسيح التي ظهرت في صليبه جعلتنا نتعرف على محبة الله الآب وبالتالي نكون في شركة مع باقي المؤمنين، هذه الشركة يعطيها الروح القدس.
نحن بدون المسيح ما كنا قادرين على أن نحظى بمحبة الآب، وبإتحادنا بالمسيح الابن صرنا أبناء بالتبعية تنسكب فينا محبة الآب التي كانت تنسكب في الابن المحبوب (أف 1: 6). والروح القدس هو روح المحبة الذي يسكب هذه المحبة في قلوب كل المؤمنين (رو 5: 5). وبالتالي يشترك كل المؤمنين في محبة واحدة لله ولبعضهم البعض. وهناك أيضًا شركة بين المؤمنين وبين الروح القدس في المواهب والعطايا، بل الروح القدس صار يشترك مع المؤمنين في كل عمل صالح (أوشية المسافرين).. "اشترك يا رب مع عبيدك في كل عمل صالح". الله الثالوث هو مصدر كل نعمة وحب وشركة لنا.
← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير كورنثوس الثانية 12 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nkk9j5z