St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   08-Resalet-Corenthis-2
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

كورنثوس الثانية 7 - تفسير رسالة كورنثوس الثانية

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس:
تفسير رسالة كورنثوس الثانية: مقدمة رسالة كورنثوس الثانية | كورنثوس الثانية 1 | كورنثوس الثانية 2 | كورنثوس الثانية 3 | كورنثوس الثانية 4 | كورنثوس الثانية 5 | كورنثوس الثانية 6 | كورنثوس الثانية 7 | كورنثوس الثانية 8 | كورنثوس الثانية 9 | كورنثوس الثانية 10 | كورنثوس الثانية 11 | كورنثوس الثانية 12 | كورنثوس الثانية 13

نص رسالة كورنثوس الثانية: كورنثوس الثانية 1 | كورنثوس الثانية 2 | كورنثوس الثانية 3 | كورنثوس الثانية 4 | كورنثوس الثانية 5 | كورنثوس الثانية 6 | كورنثوس الثانية 7 | كورنثوس الثانية 8 | كورنثوس الثانية 9 | كورنثوس الثانية 10 | كورنثوس الثانية 11 | كورنثوس الثانية 12 | كورنثوس الثانية 13 | كورنثوس الثانية كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آية 1:- "فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ."

الْمَوَاعِيدُ = (2كو 6: 16 – 18) أن الله يكون لنا إلهًا وأبًا ويسكن فينا لو إعتزلنا النجاسة لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا = ليسكن الله فينا ونكون أبناء لهُ. مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ = المسيح حينما إفتدانا، فلقد إفتدى أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. لذلك علينا أن نطهر أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا. وهناك خطايا تنسب للجسد أي التي يشترك فيها أعضاء الجسد كالزنا والقتل والشره والسكر. وهناك خطايا تنسب للنفس كالحزن على ماديات والقلق والخوف من الغد والمحبة الخاطئة. وهناك خطايا تنسب للروح كالكبرياء وعدم الإيمان والحسد ونقص المحبة لله.

مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ = معنى أن الله قدوس = السماوي والمرتفع عن الأرضيات وحينما يقول الكتاب على شيء أنه قدسٌ للرب فهو يعني أن هذا الشيء مكرس ومخصص لله. والله بصفته قدوس يتطلب القداسة في شعبه (لا 11: 44) (أي أن يحيوا غرباء عن هذا العالم، وأن يحيوا في السماويات مكرسين كل ما لهم له). والله لا يقبل سوى القديسين التائبين، وإن أهملنا قداستنا تتخلى عنا نعمة الله، بل الشركة مع الله وتحقيق كل مواعيده. والقداسة صفة إيجابية تعني تكريس وتخصيص النفس لله، والحياة والاهتمام بالسماويات (كو 3: 1). وعدم الانشغال بالملذات الأرضية.

فِي خَوْفِ اللهِ = فالخوف هنا هو الوسيلة التي بها تتكامل قداستنا، لذلك يقول "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (في 2: 12) . فسبب كل الخطايا التي في العالم هو عدم الخوف من الله.

وبالمفهوم العالمي هناك نوعين من الخوف:-

  1. خوف صحي:- يدفع الطالب ليذاكر حتى لا يرسب، ويدفع المريض لتناول الدواء حتى لا يموت، ويجعلني أحترس عند المرور وسط السيارات حتى لا أموت. مثل هذا النوع من الخوف يدفع للنجاح ويحافظ على الحياة.

  2. خوف مرضى:- وهذا يتسبب في أن الطالب ينسى كل ما ذاكره في الامتحان.

وروحيًا فهناك أنواع من الخوف:-

  1. خوف مقدس:- يجعل الإنسان يخاف أن يعمل الخطية، لئلا يعاقبه الله سواء على الأرض أو في السماء. ومع النمو الروحي يزداد الرجاء في الداخل وتزداد المحبة لله ومع المحبة يزداد الفرح الداخلي. هنا يكون الخوف من الخطأ حتى لا أحزن قلب الله الذي أحببته، ولئلا أفقد حالة الفرح التي أنا فيها.

  2. خوف مرضى:- من يتصور أن الله منتقم فيتصور أن الله ينتقم منه بأمراض مرعبة، أو بفشل في حياته، وأن الله لن يقبل توبته مهما فعل، وهذا النوع من الخوف يساعد عليه الشيطان لنتشكك في أبوة الله الحانية. ويؤدي لأن الإنسان يفقد محبته لله.

  3. ولكن لنلاحظ أن الإنسان لو كان يحيا في الخطية وبدأ يخاف من العقاب الأبدي وبدأ يقدم توبة فتبدأ عيناه تتنقى ويعرف محبة الله وهنا يخاف أن يغضب الله الذي أحبه كل هذا الحب وغفر له بدم صليبه.

وهذه الآية تعتبر متممة للإصحاح السادس.

 

آية 2:- "اِقْبَلُونَا. لَمْ نَظْلِمْ أَحَدًا. لَمْ نُفْسِدْ أَحَدًا. لَمْ نَطْمَعْ فِي أَحَدٍ."

إقبلونا = صدقوني وصدقوا تعاليمي. الرسول هنا يرد على من اتهمه بِخِداع الكورنثيين، وأنه انتحل السلطة الرسولية وَحوَّلها لمصلحته الشخصية، وبشرهم بعقائد زائفة، وأنه أُثْرِيَ على حسابهم = لم نطمع في أحد. والرسول ينفي عن نفسه كل هذا = لم أظلم أحد. لم نفسد أحدًا = فتعاليمنا بحسب مشيئة الله.

 

آية 3:- "لاَ أَقُولُ هذَا لأَجْلِ دَيْنُونَةٍ، لأَنِّي قَدْ قُلْتُ سَابِقًا إِنَّكُمْ فِي قُلُوبِنَا، لِنَمُوتَ مَعَكُمْ وَنَعِيشَ مَعَكُمْ."

لأَجْلِ دَيْنُونَةٍ = لا أقول هذا لأدينكم وأشير لنقائصكم، فأنا أحبكم لدرجة أني أتمنى أن أعيش العمر كله معكم = نَعِيشَ مَعَكُمْ. وإن حل عليكم خطر فأنا مستعد أن أموت معكم = نَمُوتَ مَعَكُمْ. وهل المعلمين الكذبة لهم نفس المشاعر؟!

 

آية 4:- "لِي ثِقَةٌ كَثِيرَةٌ بِكُمْ. لِي افْتِخَارٌ كَثِيرٌ مِنْ جِهَتِكُمْ. قَدِ امْتَلأْتُ تَعْزِيَةً وَازْدَدْتُ فَرَحًا جِدًّا فِي جَمِيعِ ضِيقَاتِنَا."

لي ثقة كثيرة بكم = بسبب ما سمعته عن محاولاتكم في إصلاح أنفسكم، (وهذا ما سمعه من تيطس الذي أتى إليه من كورنثوس). وهذا سبب لي فرحًا غطى على ضيقاتي ومتاعبي. لي افتخار = أنا أفتخر بكم في كل مكان.

 

آية 5، 6، 7:- "لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل مَخَاوِفُ. لكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا بِمَجِيءِ تِيطُسَ. وَلَيْسَ بِمَجِيئِهِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي تَعَزَّى بِهَا بِسَبَبِكُمْ، وَهُوَ يُخْبِرُنَا بِشَوْقِكُمْ وَنَوْحِكُمْ وَغَيْرَتِكُمْ لأَجْلِي، حَتَّى إِنِّي فَرِحْتُ أَكْثَرَ."

الرسول وجد ضيقات شديدة في مكدونية. من خارج خصومات = معارك غير المؤمنين والاضطهادات. من داخل مخاوف = خوفًا من ارتداد ضعاف الإيمان. ولكن سماعنا بأخباركم المفرحة من تيطس ملأ قلبي تعزية وسط الضيقات التي كنت فيها، وتيطس سبق وتعزى هو أيضًا بسببكم إذ لمس مقدار شوقكم من نحونا ومقدار الأسى الذي كنتم تشعرون به بسببنا، هذا فضلًا عن غيرتكم الشديدة التي أظهرتموها من نحونا ضد هؤلاء الذين قاومونا. ونلاحظ هنا أن هناك ضيقات كثيرة تواجه خدام الله، لكن الله يعطي لهم تعزيات ليحتملوا. ولذلك نسمع هنا أن الرسول ينسب التعزيات لله ثم لتيطس = الله الذي يعزي... عزانا بمجيء تيطس. الله هو الذي يعزي وله وسائله في ذلك كتيطس مثلًا.

 

آية 8:- "لأَنِّي وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِالرِّسَالَةِ لَسْتُ أَنْدَمُ، مَعَ أَنِّي نَدِمْتُ. فَإِنِّي أَرَى أَنَّ تِلْكَ الرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ وَلَوْ إِلَى سَاعَةٍ."

نلاحظ هنا الحب الممتزج بالحزم. فنجد في داخل الرسول نوعين من المشاعر فالروح ألهمه بكتابة الرسالة الأولى (الرسالة الأولى إلى كورنثوس والتي كانت عنيفة) وهذه أحزنتهم. وهذا هو الشعور الأول أنه فعل ما أملاه الروح عليه، هو عمل ما هو واجب عليه. لكن مشاعره البشرية شيء آخر، فهو ندم لأنه أحزنهم، وخاف أن تأتي الرسالة بأثر عكسي، أي بسبب حزنهم من الرسالة يرتدوا عن المسيحية. فهو لا يندم لأنه نفذ ما قاله الروح، ولكن بسبب شعوره الإنساني نادم أنه أحزنهم. ونلاحظ أن الروح لا يحول الإنسان إلى آلات جامدة، حين يوجه الروح الإنسان. فالرسول استمر في هذه الحالة من القلق (وهل الرسالة كانت للفائدة أم لا) حتى جاء تيطس وشرح له نتائجها الإيجابية ففرح وعلم أنها إرادة الله التي أرشدته لكتابة الرسالة. وهم حزنوا بسبب تلك الرسالة لفترة قصيرة ثم تحول حزنهم إلى النفع والخير. وراجع تفسير الآية (2كو1 : 23).

 

آية 9:- "اَلآنَ أَنَا أَفْرَحُ، لاَ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ، بَلْ لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ لِلتَّوْبَةِ. لأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ لِكَيْ لاَ تَتَخَسَّرُوا مِنَّا فِي شَيْءٍ."

هو غير نادم على حزنهم إذ أن حزنهم أنشأ توبة = نرى هنا... حب + حزم الرسول.

حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ = هو حزن الندم الذي يدفع للتوبة. ولكن هناك حزن ليس بحسب مشيئة الله، وهو الحزن على خسائر مادية. وكما أن هناك نوعين للحزن فهناك نوعين من الفرح. فبولس فرح هنا بسبب توبتهم = اَلآنَ أَنَا أَفْرَحُ = هذا فرح مقدس بحسب مشيئة الله. وهناك فرح ليس بحسب مشيئة الله، وهو الفرح بأشياء مادية، وهذا ما يُفرِح المبتدئون. وهذا مثل فرح يونان باليقطينة فهذه اليقطينة أفرحته جدًا، كما لم يفرح بنجاة أهل نينوى. وكلما ينضج الإنسان روحيًا يتشبه بالسمائيين الذين يفرحون بخاطئ واحد يتوب. وليس معنى هذا أن الناضجين لا يفرحون ويحزنون للمكاسب والخسائر المادية، ولكنهم يفرحون ويحزنون بصورة معتدلة، فهم يعرفون أن العالم كله سيفنى، أو أنهم هم سيتركون هذا العالم، فالإنسان بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل.

لِكَيْ لاَ تَتَخَسَّرُوا مِنَّا فِي شَيْءٍ = حزنكم بسبب الرسالة أنشأ توبة فلم تخسروا روحيًا بسبب هذا الحزن بل كان فيه نفعكم.

 

آية 10:- "لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا."

الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ = هذا ناشئ عن محبة الله والشعور بأننا أخطأنا في حقه. وهذا النوع من الحزن ينشئ توبة وخلاص وبالتالي فرح وحياة أبدية.

حُزْنُ الْعَالَمِ = هذا ناشئ عن خسران الأمور الدنيوية كالمال. وهذا ينشئ تذمرًا على الله ويأس وبالتالي موت.

تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ = التوبة هي طريق الخلاص على أن تكون بلا ندامة على ما تركه الإنسان من ملذات الخطية، أي لا يجب أن يعود الإنسان مرة أخرى إلى ما كان عليه. أمّا الحزن الذي ينشأ نتيجة لتعلق الإنسان بأمور العالم فهو يسبب موتًا نفسيًا روحيًا، وربما موتًا جسديًا. فهناك من أصيبوا بصدمة وماتوا بسبب خسارة مادية لحقتهم. ومثل هذا الحزن يسبب موتًا أبديًا، لأن الحزن بحسب العالم ينشئ عناد وقساوة وخصام مع الله وابتعاد عنه وإتهام لله أنه المتسبب في هذه الخسارة المادية وإذا كان الحزن الذي بحسب مشيئة الله ناشئًا عن محبة الله، فإن حزن العالم ناشئ عن محبة العالم التي هي عداوة لله (يع 4: 4).

 

آية 11:- "فَإِنَّهُ هُوَذَا حُزْنُكُمْ هذَا عَيْنُهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، كَمْ أَنْشَأَ فِيكُمْ: مِنَ الاجْتِهَادِ، بَلْ مِنَ الاحْتِجَاجِ، بَلْ مِنَ الْغَيْظِ، بَلْ مِنَ الْخَوْفِ، بَلْ مِنَ الشَّوْقِ، بَلْ مِنَ الْغَيْرَةِ، بَلْ مِنَ الانْتِقَامِ. فِي كُلِّ شَيْءٍ أَظْهَرْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أَنَّكُمْ أَبْرِيَاءُ فِي هذَا الأَمْرِ."

مشاعر الحزن المقدس التي نشأت فيكم بسبب رسالتي أنشأت فيكم:-

مِنَ الاجْتِهَادِ = الجهاد الأخلاقي لإصلاح أنفسكم من الفساد الذي كان فيكم لترضوا الله واهتمامكم بالوعظ وعقاب المخطئين كالزاني لإرضاء الله وأيضًا دموع التوبة والندم.

من الاحْتِجَاجِ = الإعتذار في خجل ومحاولة إلتماس المعاذير ربما أمام تيطس عن تقصيرهم مع الزاني. ولكنهم شعروا بخطإهم.

مِنَ الْغَيْظِ = ضد أنفسهم وهو شعور ممتزج من دينونة النفس والإشمئزاز منها. والغيظ من هذا الزاني الذي سبب لهم غضب الله وغضب الرسول، عمومًا فإن كل تائب حقيقي يرجع إلى الله يمقت نفسه من أجل خطيته، وهذا ما جعل داود النبي يقول "خطيتي أمامي في كل حين" + (حز 6: 9 + 20: 43 + 36: 31). فكون أن الإنسان يكره ماضيه ونفسه لأجل خطاياه السابقة فهذا دليل التوبة الصحيحة.

مِنَ الْخَوْفِ = من غضب الله وعقابه.

مِنَ الشَّوْقِ = هي مشاعر طيبة نحو بولس الرسول، إذ شعروا بأمانته تجاههم، وشوقهم أن يرونه ليظهروا له توبتهم ليفرحوه.

مِنَ الْغَيْرَةِ = لأن أسرعوا بمحاكمة المسيء، هي غيرة على مجد الله.

مِنَ الانْتِقَامِ = من الشخص الخاطئ إذ عزلوه وعاقبوه.

أَظْهَرْتُمْ أَنْفُسَكُمْ أَنَّكُمْ أَبْرِيَاءُ = أظهرتم أنفسكم بما فعلتموه أنكم غير راضين عما فعله هذا الزاني، وإن كنتم قد تغاضيتم عن عقابه أولًا. وهذا لا يعني أنهم أبرياء تمامًا بلا سلوك خاطئ، ولكن ظهر أنكم أناس صالحين تسعون لإزالة الخطأ والفساد وأنكم جادون في الإصلاح.

 

آية 12:- "إِذًا وَإِنْ كُنْتُ قَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ، فَلَيْسَ لأَجْلِ الْمُذْنِبِ وَلاَ لأَجْلِ الْمُذْنَبِ إِلَيْهِ، بَلْ لِكَيْ يَظْهَرَ لَكُمْ أَمَامَ اللهِ اجْتِهَادُنَا لأَجْلِكُمْ."

لأجل المُذنِبْ = الزاني. المُذنَبْ إليه = والده. من هنا نفهم أن والد هذا الزاني كان ما زال حيًا، وهذا مما ضاعف من خطية الزاني. ويقصد الرسول أنه ما كتب رسالته لعقاب الزاني أو إرضاء والده فقط، فهو لا يقصد أن يعالج حالة فردية، بل هو مهتم أن يعيش كل الكورنثيين في قداسة ترضي الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وحتى يتبرر الرسول أمام الله أنه لم يسكت أمام هذه الخطية. فهو كراعٍ صالح لا يسكت على خطية قد تسبب هلاكًا لشعبه ورعيته (فعاخان سبب هلاكًا لكل شعبه بسبب خطيته في يوم عاي).

 

آية 13:- "مِنْ أَجْلِ هذَا قَدْ تَعَزَّيْنَا بِتَعْزِيَتِكُمْ. وَلكِنْ فَرِحْنَا أَكْثَرَ جِدًّا بِسَبَبِ فَرَحِ تِيطُسَ، لأَنَّ رُوحَهُ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكُمْ جَمِيعًا."

فرح الرسول بالأخبار التي نقلها له تيطس. ولاحظ الشركة بينه كأب وبينهم كأولاد له. فإن تعزوا تعزى هو، وإن حزنوا حزن هو.

 

آية 14:- "فَإِنِّي إِنْ كُنْتُ افْتَخَرْتُ شَيْئًا لَدَيْهِ مِنْ جِهَتِكُمْ لَمْ أُخْجَلْ، بَلْ كَمَا كَلَّمْنَاكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ بِالصِّدْقِ، كَذلِكَ افْتِخَارُنَا أَيْضًا لَدَى تِيطُسَ صَارَ صَادِقًا."

الرسول يفتخر بأولاده، وهو افتخر بشعب كورنثوس أمام تيطس، وقد ظهر بتوبتهم أمام تيطس صدق افتخار بولس بهم وأنهم يستحقون المديح.

 

آية 15:- "وَأَحْشَاؤُهُ هِيَ نَحْوَكُمْ بِالزِّيَادَةِ، مُتَذَكِّرًا طَاعَةَ جَمِيعِكُمْ، كَيْفَ قَبِلْتُمُوهُ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ."

إن قلب تيطس الآن أكثر من أي وقت آخر يشعر بالسرور لأنه يتذكر طاعتكم جميعًا. وصار يحبكم ليس بسبب كلامي عنكم فقط بل بسبب موقفكم منه. ويتذكر أيضًا كيف قبلتموه وأنتم حريصين على إرضائه وأنتم تخشون أن تتصرفوا نحوه تصرفًا لا يليق فأغضب أنا بولس.

 

آية 16:- "أَنَا أَفْرَحُ إِذًا أَنِّي أَثِقُ بِكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ."

لقد صرت مطمئنًا عليكم ولي ثقة بكم. قال هذا كأب فخور بأولاده إذ عرف سلوكهم تجاه رسالته الأولى. وهذه الآية تعتبر مدخلًا للإصحاحات 8، 9 التي فيها يطلب مساعدتهم في موضوع فقراء أورشليم. والمعنى أنه له الثقة أنهم سيفعلون ويجمعون تبرعات لفقراء أورشليم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات كورنتوس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/08-Resalet-Corenthis-2/Tafseer-Resalat-Koronthians-2__01-Chapter-07.html

تقصير الرابط:
tak.la/b67gsj2