محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
المكابيين الأول: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50 - 51 - 52 - 53 - 54 - 55 - 56 - 57 - 58 - 59 - 60 - 61 - 62 - 63
الآيات (1-13): "وَفِيمَا كَانَ أَنْطِيُوكُسُ الْمَلِكُ يَجُولُ فِي الأَقَالِيمِ الْعُلْيَا؛ سَمِعَ بِذِكْرِ أَلِمَايِسَ وَهِيَ مَدِينَةٌ بِفَارِسَ مَشْهُورَةٌ بِأَمْوَالِهَا مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، وَأَنَّ بِهَا هَيْكَلًا فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ الأَمْوَالِ، وَفِيهِ سُجُوفُ الذَّهَبِ وَالدُّرُوعُ وَالأَسْلِحَةُ الَّتِي تَرَكَهَا ثَمَّ الإِسْكَنْدَرُ بْنُ فِيلُبُّسَ الْمَلِكُ المَكْدُونِيُّ الَّذِي كَانَ أَوَّلَ مَلِكٍ فِي الْيُونَانِ. فَأَتَى وَحَاوَلَ أَنْ يَأْخُذَ الْمَدِينَةَ وَيَنْهَبَهَا فَلَمْ يَسْتَطِعْ، لأَنَّ الأَمْرَ كَانَ قَدْ عُرِفَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَثَارُوا إِلَيْهِ وَقَاتَلُوهُ فَهَرَبَ، وَمَضَى مِنْ هُنَاكَ بِغَمٍّ شَدِيدٍ رَاجِعًا إِلَى بَابِلَ. وَجَاءَهُ فِي فَارِسَ مُخْبِرٌ بِأَنَّ الْجُيُوشَ الَّتِي وُجِّهَتْ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا قَدِ انْكَسَرَتْ، وَأَنَّ لِيسِيَاسَ قَدِ انْهَزَمَ مِنْ وَجْهِهِمْ، وَكَانَ قَدْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي جَيْشٍ فِي غَايَةِ الْقُوَّةِ؛ فَتَعَزَّزُوا بِالسِّلاَحِ وَالذَّخَائِرِ وَالْغَنَائِمِ الْكثِيرَةِ الَّتِي أَخَذُوهَا مِمَّنْ دَمَّرُوهُمْ مِنَ الْجُيُوشِ، وَهَدَمُوا الرَّجَاسَةَ الَّتِي كَانَ قَدْ بَنَاهَا عَلَى الْمَذْبَحِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَحَوَّطُوا الْمَقْدِسَ بِالأَسْوَارِ الرَّفِيعَةِ كَمَا كَانَ مِنْ قَبْلُ، وَحَصَّنُوا بَيْتَ صُورَ مَدِينَتَهُمْ. فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ هذَا الْكَلاَمَ بُهِتَ وَاضْطَرَبَ جِدًّا وَانْطَرَحَ عَلَى الْفِرَاشِ، وَقَدْ أَوْقَعَهُ الْغَمُّ فِي السَّقَمِ، لأَنَّ الأَمْرَ وَقَعَ عَلَى خِلاَفِ مُشْتَهَاهُ، فَلَبِثَ هُنَاكَ أَيَّامًا كَثِيرَةً لأَنَّهُ تَجَدَّدَ فِيهِ غَمٌّ شَدِيدٌ وَأَيْقَنَ بِالْمَوْتِ. فَدَعَا جَمِيعَ أَصْحَابِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «لَقَدْ شَرَدَ النَّوْمُ عَنْ عَيْنَيْ، وَسَقَطَ قَلْبِي مِنَ الْكَرْبِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: «إِلَى أَيِّ بَلاَءٍ صِرْتُ؟ وَمَا أَعْظَمَ اللُّجَّةَ الَّتِي أَنَا فِيهَا بَعْدَ إِنْ كُنْتُ مَسْرُورًا وَمَحْبُوبًا فِي سُلْطَانِي. إِنِّي لأَتَذَكَّرُ الْمَسَاوِئَ الَّتِي صَنَعْتُهَا فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَيْفَ أَخَذْتَ كُلَّ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا، وَأَرْسَلْتُ لإِبَادَةِ سُكَّانِ يَهُوذَا بِغَيْرِ سَبَبٍ. فَأَنَا أَعْلَمُ بَأَنِّي لأَجْلِ ذلِكَ أَصَابَتْنِي هذِهِ الْبَلاَيَا، وَهَا أَنَا أَهْلِكُ بِكَمَدٍ شَدِيدٍ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ»."
أنطيوخس أبيفانيوس ورث عن أبيه عبئًا ثقيلًا من الديون نتيجة هزيمة أبيه أمام الرومان واضطراره لدفع جزية كبيرة للرومان. فأراد جمع أموال، فبدأ بفارس. ألمايس= صيغة يونانية لعيلام التي هي فارس. ويرجح العلماء أيضًا أنها برسابوليس (2مك2:9). وفي هذه المدينة هيكل لأحد الآلهة السوريين ويسمى هيكل النناية (2مك13:1)، حاول أنطيوخس نهبه وهو هيكل الآلهة الأكادية القديمة "إنانا" إلهة الجنس والحرب والمقابلة للإلهة اليونانية إفروديت، وهي الإلهة التي يحتفلون في هياكلها بحفلات الجنس الصاخبة.
(الآية2):- ... والأسلحة التي تركها ثم الاسكندر = تركها هناك الإسكندر (ترجمة أخرى). أول ملك في اليونان = مؤسس الإمبراطورية اليونانية.
ولقد قرر أنطيوخس غزو هذه البلاد:
[1] للحصول على أموال،
[2] إخضاع البلاد إذ شعر أن قادتها بدأوا يتمردون عليها،
[3] العودة بأموال كافية ليقود حملة أخرى لإخضاع اليهود المتمردين.
وكانت الهدايا الذهبية للملوك توضع في هياكل الآلهة وهكذا فعل الإسكندر ووضع ذهبًا كثيرًا في هيكل برسابوليس، وهذه الهياكل كانت تمتلئ ذهبًا من العطايا والنذور أيضًا بل والودائع التي يشعر أصحابها بأن الآلهة تحميها. ولكن كهنة النناية دافعوا بشدة عن هيكلهم (2مك2:9) ودافع العيلاميون عن بلدهم فانسحب أنطيوخس وفي طريقه سمع عن هزيمة جيشه أمام المكابيين مما كسر قلبه فإستسلم للمرض وساءت حالته إلى أن مات. وهذا ما تنبَّأ عنه دانيال النبي (دا 25:8؛ 44:11-45) ونرى كيف فهم أنطيوخس أن ما حدث له كان بسبب ظلمه لليهود وإهانته لهيكل الله وأن هذا كان انتقامًا من الله الذي أهان هيكله.
الآيات (14-17): "ثُمَّ دَعَا فِيلُبُّسَ أَحَدَ أَصْحَابِهِ وَأَقَامَهُ عَلَى جَمِيعِ مَمْلَكَتِهِ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ تَاجَهُ وَحُلَّتَهُ وَخَاتَمَهُ، وَأَوْصَاهُ بِتَدْبِيرِ أَنْطِيُوكُسَ ابْنِهِ وَتَرْشِيحِهِ لِلْمُلْكِ. وَمَاتَ هُنَاكَ أَنْطِيُوكُسُ الْمَلِكُ فِي السَّنَةِ الْمِئَةِ وَالتَّاسِعَةِ وَالأَرْبَعِينَ. وَعَلِمَ لِيسِيَاسُ أَنَّ الْمَلِكَ قَدْ تُوِفِّيَ، وَمَلَّكَ مَوْضِعَهُ أَنْطِيُوكُسَ ابْنَهُ الَّذِي رَبَّاهُ هُوَ فِي حَدَاثَتِهِ، وَسَمَّاهُ بِاسْمِ أُوْبَاطُورَ."
كان أنطيوخس أبيفانيوس قد اغتصب الملك من أخيه ديمتريوس الأول الذي كان هو الوريث الشرعي للعرش. والآن صار ديمتريوس في سن تسمح له بأن يملك. ولأن أنطيوخس أبيفانيوس كان يعلم أنه مغتصبًا للعرش فكان يسعى لأن يثبت العرش لابنه، فعهد بذلك إلى ليسياس (1 مك 33:3) وكان عمر الصبي حينئذ (9-12 سنة). ثم عاد أبيفانيوس وعهد بابنه إلى فيلبس (2مك29:9) إذ علم بإخفاق ليسياس أمام المكابيين. لذلك نشأ صراع بين فيلبس وليسياس أفاد منه اليهود إذ تراجع ليسياس عن تدمير أورشليم عاقدًا الصلح معهم.
ليسياس إذًا كان يحارب اليهود لكنه إذ سمع أن فيلبس قد رجع من فارس ومعه جيوش إلى إنطاكية فترك أورشليم وذهب ليهزم فيلبس ويأخذ منه المدينة (1مك55:6-63). ولكن جاء ديمتريوس بعد ذلك وقتل ليسياس وانطيوخس ابن إنطيوخس أبيفانيوس (1مك1:7-4). وهذا الملك الصغير الذي قتل أسموه أنطيوخس أوباطور.
الآيات (18-27): "وَكَانَ أَهْلُ الْقَلْعَةِ يَصُدُّونَ إِسْرَائِيلَ عَنْ دُخُولِ الْمَقَادِسِ، وَيُحَاوِلُونَ الإِضْرَارَ بِهِمْ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَتَوْطِيدَ الأُمَمِ بَيْنَهُمْ فَعَزَمَ يَهُوذَا عَلَى الإِيقَاعِ بِهِمْ، وَحَشَدَ جَمِيعَ الشَّعْبِ لِمُحَاصَرَتِهِمْ، فَاجْتَمَعُوا مَعًا وَحَاصَرُوهُمْ سَنَةَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ، وَنَصَبَ عَلَيْهِمِ الْقَذَّافَاتِ وَالْمَجَانِيقَ. فَخَرَجَ بَعْضٌ مِنْهُمْ مِنَ الْحِصَارِ؛ فَانْضَمَّ إِلَيْهِمْ نَفَرٌ مُنَافِقُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَانْطَلَقُوا إِلَى الْمَلِكِ وَقَالُوا: «إِلَى مَتَى لاَ تُجْرِي الْقَضَاءَ وَلاَ تَنْتَقِمُ لإِخْوَتِنَا. إِنَّا ارْتَضَيْنَا بِخِدْمَةِ أَبِيكَ وَالْعَمَلِ بِأَوَامِرِهِ وَاتِّبَاعِ رُسُومِهِ، وَلِذلِكَ أَبْنَاءُ شَعْبَنَا يُحَاصِرُونَ الْقَلْعَةَ بُغْضًا لَنَا، وَكُلُّ مَنْ صَادَفُوهُ مِنَّا قَتَلُوهُ وَنَهَبُوا أَمْلاَكَنَا. وَلَمْ يَكْتَفُوا بِمَدِّ أيْدِيهِمْ عَلَيْنَا، وَلكِنَّهُمْ تَجَاوَزُوا إِلَى جَمِيعِ تُخُومِنَا، وَهَا إِنَّهُمْ قَدْ زَحَفُوا إِلَى قَلْعَةِ أُورُشَلِيمَ لِيَسْتَحْوِذُوا عَلَيْهَا وَعَلَى الْمَقْدِسِ، وَحَصَّنُوا بَيْتَ صُورَ. فَالآنَ إِنْ لَمْ تُسْرِعْ وَتُبَادِرْهُمْ فَسَيَصْنَعُونَ شَرًّا مِنْ ذلِكَ فَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَكُفَّهُمْ»."
القلعة هي قلعة عكرة التي أقامها السلوكيين وكانت تطل على الهيكل، وكان جنود اليونان يضايقون منها كل من في الهيكل، فأراد يهوذا أن يزيل هذه القلعة، وهنا نرى خيانة الحزب اليهودي اليوناني = نفر منافقون من إسرائيل الذين ذهبوا يستعدون الملك ضد إخوتهم المكابيين. والملك هنا هو أنطيوخس الخامس ابن أنطيوخس أبيفانيوس وكان ليسياس وصيًا عليه. وأتى الحزب اليوناني يشتكون لهم أن المكابيين واليهود إخوتهم يضطهدونهم لأنهم يناصرون اليونان وثقافة اليونان. وقالوا إن تركتم هؤلاء يسقطون القلعة فلن تقدروا أن تقاوموهم بعد ذلك. بيت صور= كانت مركزًا لملك اليونان وأخذه اليهود وحصنوه (1مك61:4).
وتوطيد الأمم بينهم = يشجعون الأمم الغريبة عليهم (ترجمة أخرى).
الآيات (28-47): "فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ غَضِبَ، وَجَمَعَ جَمِيعَ أَصْحَابِهِ وَقُوَّادَ جَيْشِهِ وَرُؤَسَاءَ الْفُرْسَانِ، وَجَاءَتْهُ مِنْ مَمَالِكَ أُخْرَى وَمِنْ جَزَائِرِ الْبِحَارِ جُنُودٌ مُسْتَأْجَرَةٌ. وَكَانَ عَدَدُ جُيُوشِهِ مِئَةَ أَلْفِ رَاجِلٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ فَارِسٍ وَاثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ فِيلًا مُضَرَّاةً عَلَى الْحَرْبِ. فَزَحَفُوا مُجْتَازِينَ فِي أَدُومَ، وَنَزَلُوا عِنْدَ بَيْتَ صُورَ وَحَارَبُوا أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَصَنَعُوا الْمَجَانِيقَ فَخَرَجُوا وَأَحْرَقُوهَا بِالنَّارِ وَقَاتِلُوا بِبَأْسٍ. فَسَارَ يَهُوذَا عَنِ الْقَلْعَةِ، وَنَزَلَ ِبَيْتَ زَكَرِيَّا تُجَاهَ مَحَلَّةِ الْمَلِكِ، فَبَكَّرَ الْمَلِكُ، وَوَجَّهَ بَأْسَ جَيْشِهِ إِلَى طَرِيقِ بَيْتَ زَكَرِيَّا؛ فَتَأَهَّبَتِ الْجُيُوشُ لِلْقِتَالِ وَنَفَخُوا فِي الأَبْوَاقِ، وَأَرَوُا الْفِيَلَةَ عَصِيرَ الْعِنَبِ وَالتُّوتِ حَتَّى يُهَيِّجُوهَا لِلْقِتَالِ، ثُمَّ وَزَّعُوهَا عَلَى الْفِرَقِ؛ فَجَعَلُوا عِنْدَ كُلِّ فِيلٍ أَلْفَ رَجُلٍ لاَبِسِينَ الدُّرُوعَ الْمَسْرُودَةَ وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ خُوَذُ النُّحَاسِ، وَأَقَامُوا لِكُلِّ فِيلٍ خَمْسَ مِئَةِ فَارِسٍ مُنْتَخَبِينَ. فَكَانَ أُولئِكَ حَيْثُمَا وُجِدَ الْفِيلُ سَبَقُوا إِلَيْهِ، وَحَيْثُمَا ذَهَبَ ذَهَبُوا مَعَهُ لاَ يُفَارِقُونَهُ. وَكَانَ عَلَى كُلِّ فِيلٍ بُرْجٌ حَصِينٌ مِنَ الْخَشَبِ يَحْمِيهِ مُطَوَّقٌ بِالْمَجَانِيقِ، وَعَلَى الْبُرْجِ اثْنَانِ وَثَلاَثُونَ رَجُلًا مِنْ ذَوِي الْبَأْسِ يُقَاتِلُونَ مِنْهُ وَالْهِنْدِيُّ يُدِيرُ الْفِيلُ. وَجَعَلُوا سَائِرَ الْفُرْسَانِ مِنْ هُنَا وَهُنَاكَ عَلَى جَانِبَيِ الْجَيْشِ يَحُثُّونَهُ وَيَكْتَنِفُونَهُ فِي الشِّعَابِ. فَلَمَّا لَمَعَتِ الشَّمْسُ عَلَى تُرُوسِ الذَّهَبِ وَالنُّحَاسِ لَمَعَتْ بِهَا الْجِبَالُ وَتَأَجَّجَتْ كَسُرُجٍ مِنْ نَارٍ. وَانْتَشَرَ جَيْشُ الْمَلِكِ، قِسْمٌ عَلَى الْجِبَالِ الْعَالِيَةِ، وَقِسْمٌ فِي الْبَطَاحِ وَمَشَوْا بِتَحَفُّظٍ وَانْتِظَامٍ. فَارْتَعَدَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ جَلْبَتَهُمْ وَدَرَجَانَ جُمْهُورِهِمْ وَقَعْقَعَةِ سِلاَحِهِمْ؛ فَإِنَّ الْجَيْشَ كَانَ عَظِيمًا وَقَوِيًّا جِدًّا فَتَقَدَّمَ يَهُوذَا وَجَيْشُهُ لِلْمُبَارَزَةِ؛ فَسَقَطَ مِنْ جَيْشِ الْمَلِكِ سِتُّ مِئَةِ رَجُلٍ. وَرَأَى أَلِعَازَارُ بْنُ سَوْأَرَانَ وَاحِدًا مِنَ الْفِيَلَةِ عَلَيْهِ الدِّرْعُ الْمَلَكِيَّةُ يَفُوقُ جَمِيعَ الْفِيَلَةَ؛ فَظَنَّ أَنَّ عَلَيْهِ الْمَلِكَ، فَبَذَلَ نَفْسَهُ لِيُخَلِّصَ شَعْبَهُ وَيُقِيمَ لِنَفْسِهِ اسْمًا مُخَلَّدًا، وَعَدَا إِلَيْهِ مُقْتَحِمًا فِي وَسَطِ الْفِرْقَةِ يَقْتُلُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً؛ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، وَدَخَلَ بَيْنَ قَوَائِمِ الْفِيلِ حَتَّى صَارَ تَحْتَهُ وَقَتَلَهُ؛ فَسَقَطَ عَلَيْهِ إِلَى الأَرْضِ فَمَاتَ مَكَانَهُ. وَإِنَّ الْيَهُودَ لَمَّا رَأَوُا سَطْوَةَ الْمُلِكِ وَبَطَشَ الْجُيُوشِ ارْتَدُّوا عَنْهُمْ،"
هذه الحملة كادت تذهب كل انتصارات المكابيين سُدى لولا تدخل الله.
مضرّاة على الحرب= مدربة على الحرب درجان جمهورهم (41) جلبة زحف الجمهور. ولما سمع يهوذا المكابي بأخبار هذه الحملة ترك قلعة عكرا مؤقتًاُ ليجابه هذا الجيش. بيت زكريا= قرية على مسافة 16كم جنوب غرب أورشليم وعلى بعد 10كم من بيت صور إلى الشمال الشرقي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). الْفِيَلَةَ = الأفيال كان يثبت فوقها قلعة خشبية بها 32 جندي يستخدمون السهام بشكل جيد وبحرية، بالإضافة لأن رائحة الفيل تنفر الخيول فتهرب من المعركة. وكان عصير العنب يثير الأفيال فتندفع بشجاعة وسط الأعداء. ونرى شجاعة جنود يهوذا من دخول العازار تحت الفيل وقتله.
كان مع كل فيل 1000 رجل لابسًا دروع + 500 فارس + برج حصين مثبت فوق الفيل به 32 رجلًا مسلحًا + هندى يقود الفيل. ويسقون الفيل شراب ليهتاج ويهاجم.
(آية31):- أهل بيت صور قوات الملك اليوناني حاصروا اليهود الذين في بيت صور. فخرجوا بشجاعة وأحرقوا ألات الحصار اليونانية وحاربوا بشجاعة.
الآيات (48-54): "فَصَعِدَ الْمَلِكُ بِجَيْشِهِ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ لِمُلاَقَاتِهِمْ، وَزَحَفَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ وَجَبَلِ صِهْيُوْنَ وَعَقَدَ صُلْحًا مَعَ أَهْلِ بَيْتِ صُورَ؛ فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لِنَفَادِ الطَّعَامِ مِنْ عِنْدِهِمْ مُدَّةَ حَصْرِهِمْ فِيهَا، إِذْ كَانَ سَبْتٌ لِلأَرْضِ. فَاسْتَوْلَى الْمَلِكُ عَلَى بَيْتِ صُورَ، وَأَقَامَ هُنَاكَ حَرَسًا يُحَافِظُونَ عَلَيْهَا، وَنَزَلَ عِنْدَ الْمَقْدِسِ أَيَّامًا كَثِيرَةً، وَنَصَبَ هُنَاكَ الْقَذَّافَاتِ وَالْمَجَانِيقَ وَآلاَتٍ لِرَشْقِ النَّارِ وَالْحِجَارَةِ وَأَدَوَاتٍ لِرَمْيِ السِّهَامِ وَمَقَالِيعَ. وَصَنَعَ الْيَهُودُ مَجَانِيقَ قُبَالَةَ مَجَانِيقِهِمْ، وَحَارَبُوا أَيَّامًا كَثِيرَةً. وَلَمْ يَكُنْ فِي أَوْعِيَتِهِمْ طَعَامٌ، لأَنَّهَا كَانَتِ السَّنَةُ السَّابِعَةُ، وَكَانَ الَّذِينَ لَجَأُوا إِلَى الْيَهُودِيَّةِ مِنَ الأُمَمِ قَدِ أَكَلُوا مَا فَضَلَ مِنَ الذَّخِيرَةِ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَقَادِسِ إِلاَّ نَفَرٌ يَسِيرٌ، لأَنَّ الْجُوعَ غَلَبَ عَلَيْهِمْ؛ فَتَفَرَّقُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَوْضِعِهِ."
استسلم أهالي بيت صور لنفاد طعامهم وعقدوا صلحًا مع اليونانيين. كَانَ سَبْتٌ لِلأَرْضِ.. كَانَتِ السَّنَةُ السَّابِعَةُ = السنة كانت سنة سبت، حيث كانوا بحسب الشريعة يتركون الأرض بلا زراعة في هذه السنة. وهم التزموا بهذا فكافأهم الله بأن أبعد عنهم هذا الجيش الرهيب بطريقة معجزية. فلقد اقترب الجيش اليوناني من أورشليم لمحاصرتها بعد أن أسقطوا بيت صور في طريقهم ومرورهم ببيت زكريا. ولكن المكابيين كانوا هناك يدافعون عن المقدس فلم تسقط أورشليم سريعًا. ولكن الجوع الذي كان فيه اليهود كان سلاحًا قويًا ضدهم، فهذا جعل الجنود يتفرقون لتدبير طعام لأسرهم.
الآيات (55-63): "وَبَلَغَ لِيسِيَّاسَ أَنَّ فِيلُبُّسَ الَّذِي أَقَامَهُ أَنْطِيُوكُسُ فِي حَيَاتِهِ لِيُرَشِّحَ أَنْطِيُوكُسَ ابْنَهُ لِلْمُلْكِ، قَدْ رَجَعَ مِنْ فَارِسَ وَمَادَايَ وَمَعَهُ جُيُوشُ الْمَلِكِ الَّتِي سَارَتْ فِي صُحْبَتِهِ، وَأنَّهُ يُحَاوِلُ أَنْ يَتَوَلَّى الأُمُورَ، فَبَادَرَ وَسَعَى إِلَى الْمَلِكِ وَالْقُوَّادِ وَالْجَيْشِ، وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّا لَنَضْعُفُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ وَقَدْ قَلَّ طَعَامُنَا وَالْمَكَانُ الَّذِي نُحَاصِرُهُ حَصِينٌ وَأُمُورُ الْمَمْلَكَةِ تَسْتَحِثُّنَا. وَالآنَ فَلْنُعَاقِدْ هؤُلاَءِ النَّاسَ، وَلِنُبْرِمْ صُلْحًا مَعَهُمْ وَمَعَ جَمِيعِ أُمَّتِهِمْ، وَلْنُقَرِّرْ لَهُمْ أَنْ يَسْلُكُوا فِي سُنَنِهِمْ كَمَا كَانُوا مِنْ قَبْلُ؛ فَإِنَّهُمْ لأَجْلِ سُنَنِهِمْ الَّتِي نَقَضْنَاهَا غَضِبُوا وَفَعَلُوا كُلَّ ذلِكَ». فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عُيُونِ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ؛ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فِي الْمُصَالَحَةِ؛ فَأَجَابُوا، فَحَلَفَ لَهُمُ الْمَلِكُ وَالرُّؤَسَاءُ، وَعَلَى ذلِكَ خَرَجُوا مِنَ الْحِصْنِ. فَدَخَلَ الْمَلِكُ إِلَى جَبَلِ صِهْيُوْنَ، وَرَأَى الْمَوْضِعَ حَصِينًا؛ فَنَقَضَ الْحَلِفَ الَّذِي حَلَفَهُ، وَأَمَرَ بِهَدْمِ السُّورِ الَّذِي حَوْلَهُ. ثُمَّ انْصَرَفَ مُسْرِعًا، وَرَجَعَ إِلَى إِنْطَاكِيَةَ فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَاتَلَهُ وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ عَنْوَةً."
هنا نرى تدخل الله وكيف أبعد ليسياس عن أورشليم، إذ سمع خبر عن فيلبس وأنه يحاول أن يتولى الأمور في إنطاكية فترك أورشليم ليطرد فيلبس من إنطاكية. وقبل أن ينصرف طلب عقد صلح مع اليهود فصدقوه ودخل أورشليم لكنه غدر بهم وهدم أسوارهم تحسبًا لحرب ثانية بينهم. وسبب ثانٍ للصلح بين ليسياس واليهود كان هو نفاذ مؤن ليسياس وجيشه.
← تفاسير أصحاحات مكابيين أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
تفسير مكابيين أول 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير مكابيين أول 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/8ddm672