* تأملات في كتاب حبقوق: |
1. معنى اسمه المحتضن أو المعانق.
2. يتضح من (حب19:3) أنه كان من سبط لاوي كأحد المغنين في الهيكل.
3. ما ورد في (حب 5:1، 6) فهأنذا مقيم الكلدانيين يجعلنا نتصور أن هذه النبوة قد كتبت قبل أن تظهر بابل كأمة لها شأن. وما جعل بابل قوة عظيمة ذات شأن هو انتصارها على أشور، وكان ذلك سنة 612 ق.م. ثم انتصارهم على مصر في معركة كركميش سنة 605 ق.م. لذلك فهذه النبوة قد كتبت قبل سنة 612 ق.م.
4. أيضًا واضح أن الهيكل كان ما زال قائمًا فهناك فرق للتسبيح (حب19:3) وقد دمر البابليون الهيكل، ودمروا أورشليم سنة 586 ق. م.
5. الكلدانيون اسم يطلق على بعض الفئات الكهنوتية في بابل كالسحرة والمنجمين. ولكن الأجانب عن بابل أطلقوا اسم الكلدانيين على البابليين عامة. كما يطلق على المصريين الفراعنة، مع أن الفرعون هو لقب ملك مصر.
6. بدأ النبي السفر بصلاة لحبقوق يشتكي فيها من الفساد الذي يراه في شعبه. ويجيبه الله على صراخه بأنه سيؤدبهم بواسطة الكلدانيين. ويعود النبي بعد أن رأى شراسة هؤلاء الكلدانيين يصرخ لله.. لماذا يظلم هؤلاء الأشرار شعبه بينما أن هؤلاء الكلدانيين هم أشر من شعبه. وفي الإصحاح الثاني نجد النبي على مرصده وعلى حصنه منتظرًا أن يجيبه الله على شكواه التي اشتكى منها في الإصحاح الأول. ويجيبه هنا الله بأنه يستخدم هؤلاء الكلدانيين كعصا تأديب لشعبه، ولكن لكبريائهم سينقلبون بعد أن يؤدوا دورهم. وفي الإصحاح الثالث نجد النبي متهللًا مرنمًا. وفي صلاته يرى عهد الخلاص المستقبل فينتظر البركة. وهو يحث اليهود أن يصلوا بهذه الصلاة، ويكون لهم رجاء في أثناء ضيقتهم في سبيهم المنتظر في بابل. فهي ترنيمة لتشجيع وتعزية الشعب.
7. نجد النبي هنا في تساؤل مستمر وفي صراع مستمر مع الله في الصلاة، ولذلك أطلق عليه اسم النبي المتسائل، وسماه جيروم المصارع مع الله مثل يعقوب الذي صارع مع الله حتى الفجر. ومن هنا نفهم أن المرصد الذي يقف عليه كان في غرفته أو مخدعه حيث يطرح هناك شكواه لله، وينتظر مصارعًا حتى يحصل على إجابة لتساؤلاته. ومن هنا نفهم علاقة اسمه بسفره. فهو محب لله وله تساؤلات عن أحكام الله، فلم يذهب بتساؤلاته بعيدًا عن الله، بل التجأ لله يتمسك به كأنه يعانقه طالبًا منه بدالة الحب أن يجيبه على تساؤلاته، يعانقه ويحتضنه كأنه يتصارع معه، ويظل معانقا الله وفي لجاجة يصلي منتظرا رد الله عليه، ينتظر بدون يأس ثقة منه أن الله لا بُد وسيجيبه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهذا معنى المرصد (حب 2: 1). وهو يسأل الله عن هذه الأوضاع التي تبدو وكأنها مقلوبة في العالم، فهو يرى البريء والبار مظلومين. وهناك من يرى أوضاعًا لا يفهمها عقله البشري فيتذمر على الله، أما أولاد الله الواثقين فيه فهم دائمًا في حب يحتضنون الله ويصارعون معه ويسألونه، وهذا معنى مصارعة يعقوب المرعوب -من عيسو أخوه- مع الله، حتى يحصل على رد يعطي له اطمئنان. والله دائمًا يجيب ويعطي راحة لأولاده فيسلمون أن حكمة الله دائمًا أعلى من حكمة البشر. لذلك نرى في هذا السفر أنه حوار حب مشترك بين الله والإنسان. الله يتكلم والإنسان يسمع. والإنسان يتكلم والله بالحب ينصت.
8. السؤال الذي يسأله النبي هنا: لماذا يسمح الله بأن تَظْلِم بابل القوة المدمرة الشريرة شعبه، هو سؤال كل الأجيال [راجع مز73 + أر1:12 + سفر أيوب]. وهنا نفهم أن من يحبه الرب يؤدبه. وهذا السؤال تم توجيهه للسيد المسيح، فأجاب بسؤال آخر ولم يرد على السؤال (لو1:13-5). والمعنى أننا غير قادرين على استيعاب حكمة الله.
9. نجد هنا صفات الخادم الحقيقي:
أ. قلب مفتوح أمام الله، حاملًا همومه وهموم مخدوميه داخلًا بها مخدعه طارحًا إياها أمام الله، ثم يخرج وفي قلبه عزاء وثقة.
ب. قلب مفتوح نحو المخدومين. فهو لم يحتمل آلام شعبه بالرغم من أنهم يستحقونها.
ت. قلب مملوء فرحًا وتسبيحًا، ورؤية للمستقبل الذي فيه يتمجد الله.
10. نجد في هذا السفر صورة لحياة الإنسان الصالح ممثلًا في شعب الله الذي يعاني من فساد طبيعته الداخلية (فساد الشعب وخطاياه)، ويعاني من الحروب الخارجية (هجوم جيش بابل). ولكنه لا يكف عن العبادة والتسبيح (إصحاح 3).
11. يرى معظم الدارسين أن محور السفر هو الآية "البار بإيمانه يحيا" (حب 2: 4)، ونجد أن بولس الرسول قد اقتبسها في (رو 1: 17؛ غل 3: 11؛ عب 10: 38).
12. أشهر أعداء شعب الله كانوا أدوم وأشور وبابل، وقد تنبأ عوبديا ضد أدوم وناحوم ضد أشور وحبقوق ضد بابل.
13. نجد أن دانيال حين وضع في جب الأسود، أن ملاكًا نقل حبقوق إلى بابل مع الطعام الذي كان يعده ليعول دانيال في جب الأسود. وقد يكون حبقوق هذا هو النبي الذي نتحدث عنه (هذه الرواية من الأسفار القانونية الثانية).
14. تبدأ نبوة حبقوق بكلمة الوحي وهي تعني ثقل. فالله يختار الأنبياء من وسط الخدام الأمناء. ويكون النبي المختار هذا متفاعلًا مع أحداث عصره بكل صدق. فيبدأ الروح القدس ينقل مشكلات هذا الجيل لقلب هذا الخادم فتطحنه وتثقله. فيبدأ هذا الإنسان يطرح شكواه في الصلاة أمام الله فيفتح الله عينيه ليرى الحقائق. الروح القدس ينقل ثقل المشكلة إلى قلب النبي فتتحول في قلبه إلى صلاة، وفي ذهنه إلى رؤيا فيصير رائي. ويشعر أنه صار مسئولًا عن جيله فيصلي ويتشفع عنهم. إذًا فالروح القدس يفتح البصيرة الروحية فيرى الأمور كما هي في السماء أي كما تراها السماء. وبعد ذلك يعطيه الروح القدس الحل فيتنبأ كيف ستسير الأمور وبهذا يصير نبي. فهو أصبح رائي حينما رأى الأمور كما تراها السماء وأصبح نبيًا حينما أخبر بالمستقبل.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ra4gbgw