St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   spirits-and-religion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأرواح بين الدين وعلماء الروح - البابا شنوده الثالث

7- الرحلة الأربعينية!

 

الأرواح:

الدين وعلماء الأرواح [5]

 

الرحلة الأربعينية!

لقد حدث تطور في فِكْر المشتغلين بعلم الأرواح الذين يريدون تطبيعه في المجال الديني، دون إثبات من الكتاب.

المعروف أن روح الإنسان تصعد إلى الله بعد انفصالها من الجسد، كما ورد في سفر الجامعة عن الموت "يرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جا 12: 7). وكما حدث مع اللص اليمين الذي قال له الرب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43).

ولكنهم قالوا -كما ذكرنا في المقال السابق هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- إنَّ الروح تحوم خلال الأيام الثلاثة لوفاتها حول المكان الذي ماتت فيه، أو الأماكن التي تحبها إلى أن يأتي الأب الكاهن في اليوم الثالث فيخرجها من المكان بصلاة طاردة!! وقد ناقشنا هذا الموضوع.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إلا أنهم بعد كلامهم عن بقاء الروح إلى اليوم الثالث، بدأوا يتحدثون عن (رحلة أربعينية) للروح تذهب بعدها إلى مستقرها في مكان الانتظار!!

وذكروا تفاصيل كثيرة عمّا يحدث للروح خلال مدة الأربعين يومًا التالية انفصالها عن الجسد، فقالوا:

1- إنها تكون مع الملائكة خلال اليومين التاليين للوفاة. ويذهبون بها إلى حيث تريد على الأرض... فإن كانت محبة للجسد، تذهب مرة إلى الموضع الذي فيه افترقت عن جسدها. ومرة تمضى إلى القبر الذي دُفِنَ فيه الجسد... وتكون كمثل الطير الذي يطلب وكره. أمَّا النفس الصالحة فتذهب إلى المواضع التي اعتادت أن تعمل فيها الخير...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- في اليوم الثالث يأمر السيد المسيح أن تُرْفَع النفس إلى السماء، فيقدمونها فتسجد أمام الله.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- وبعد أن تسجد لله، يأمر أن يذهبوا بها ويروها سائر المواضع المفرحة للقديسين التي الذين في الفردوس. وهذا بعينيه تشاهده النفس في ستة أيام من حين خروجها من الجسد. فتتعجب من ذلك، وتنسى الحزن الذي كان لها من مفارقة الجسد.

4- وبعد ستة أيام يقدمونها أيضًا لتسجد لله في اليوم السابع.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Creed icon (Russia, second half of the 17th century) - Symbol of faith, Wood (board the ark), tempera. صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة العقيدة - روسيا (النصف الثاني من القرن السابع عشر) - رمز الأيمان، زخرفة على خشب

St-Takla.org Image: Creed icon (Russia, second half of the 17th century) - Symbol of faith, Wood (board the ark), tempera

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة العقيدة - روسيا (النصف الثاني من القرن السابع عشر) - رمز الأيمان، زخرفة على خشب

5- ومن بعد السجدة الثانية يخرج الأمر من الرب الإله أن تنحدر النفس إلى الجحيم وتشاهد أصناف العذاب والظلمة التي فيها أنفس الخطاة المسجونة هناك.

وفي هذا المكان تدور النفس ثلاثين يومًا في فزع ورعدة خائفة من أن يُقْضَى عليها إلى مثل ذلك الموضِع الرهيب.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6- وفي تمام أربعين يومًا يُصْعِدونها لتسجد لله أيضًا. وحينئذ يخرج الأمر بأن يذهب بها إلى الموضع الذي تستحقه كأعمالها. وتثبت فيه إلى يوم البعْث وقيامة الأجساد.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كل هذه الأفكار التي حوَّلها المشتغلون بالأرواح -من رجال الدين- إلى عقيدة، اعتمدوا فيها على ميمر منسوب لشخص اسمه "أنبا مقارة" تلميذ القس الأنبا مقارة الإسكندراني, من إحدى المخطوطات.

لم يذكروا آية واحدة من الكتاب المقدس تثبت أو تشرح هذا البرنامج الزمني الذي تسلك فيه الروح حسب اعتقادهم خلال الأربعين يومًا بعد الوفاة.

ولم يذكروا أي اقتباس من أقوال الآباء القديسين مُعلّمي البيعة المعروفين يؤيد وجهة نظرهم... ولم يذكروا الوضع اللاهوتي لكل ما ذكروه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وهنا أحب أن اذكر حقيقة هامة وهي:

نحن لا نستطيع أن نعتمد على مثل هذه المخطوطات والميامر لإثبات عقيدة لاهوتية نقدمها للناس.

فما أكثر ما نُسِب إلى القديسين من أقوال لم يقولوها.

ويحتاج الأمر إلى تحقيق أمثال تلك المخطوطات ونسبتها إلى مَنْ انتسبت إليه من أسماء القديسين. وهذا ما لم يتم على الإطلاق.

وما أكثر الخرافات التي وجدناها في ميامر ومخطوطات، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

مثال ذلك ما يقولونه عن قداسات مشهورة وتوزيع القراءات فيها. بحيث يأتي بولس الرسول ويقرأ البولس! ويأتي يعقوب ويقرأ الكاثوليكون! ويأتي لوقا الرسول ويقرأ الإبركسيس! ويأتي داود النبي ويقرأ المزمور! ثم يأتي بطرس الرسول فيقرأ الإنجيل أو يلقي العظة! ثم يأتي المسيح ويتمدد عل المذبح!! فهل هذا كلام يمكن أن يصدقه عقل؟! مهما ورد في ميمر أو مخطوطة...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ومن أمثلة ذلك أيضًا ميمر عن القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، يذكر أنه حضر قداسا في السماء. واخذ تفاحة من ذهب، لما نزل سلَّمها لتلميذه ويصا!!

مَنْ يصدق أن السماء تُقام فيها قداسات! بينما القداسات "تعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا" كما يُقال في صلاة القداس الإلهي، والسماء لا يمكن أن تُقام فيها قداسات لمغفرة الخطايا. وبهذه المناسبة قال يوحنا الرائي عن أورشليم السمائية "ولم أرى فيها هيكلًا" (رؤ 21: 32). وبالمثل يُقال عن السماء حاليًا.

وما قيمة (تفاحة من ذهب) في السماء؟! لا التفاح ولا الذهب له استعمال هناك!!

نود أن نسجل في هذا المقال هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت تعليقنا على ما أسموه (الرحلة الأربعينية للروح بعد مفارقتها للجسد). لكي نثبت أن هذه الرحلة الوهمية لا تستند إطلاقًا على أي أساس عقيدي:

1- استندت على ميمر نسبه إلى تلميذ (أبو مقاره الإسكندراني). وما أكثر الخيالات التي تَرِد في أمثال هذه الميامر -كما شرحنا سابقًا- مما يدخلنا في موضوع الفلكلور وليس اللاهوت، مهما قيل عن وجود نسخ منها في بعض المكتبات.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2- ذكرت المخطوطة المذكورة أن القس مقاره تقابل في البرية مع ملاكين. ودار بينه وبينهما حوار طويل حول مصير الأرواح بعد خروجها من أجسادها، وقد نُشِر هذا الحوار في خمس صفحات!!

والمعروف أن الملائكة يأتون إلى البشر برسالات مختصرة جدا -كما في كل أسفار الكتاب المقدس- وتكون الرسالة في كلمات أو جمل قصيرة. ولا يدخلون في حوار خمس صفحات في 96 سطرا!! بأسلوب الحكايات...

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3- بدأ الحوار بأن القديس وجد أمامه حيوانًا ميتا منتنا. فغطى انفه بعبائته من رائحة نتن الحيوان، ففعل الملاكان مثله!! فسألهما "هل تشمان نتن هذا العالم مثلنا؟" فقال له: "لا". ولكن حينما رأيناك فعلت ذلك، صنعنا مثلك حتى لا ندينك!!

فهل الملائكة يقلدون البشر في شيء يستحق الإدانة حتى لا يقعوا في الإدانة؟! ثم ماذا يستوجب الإدانة إذا غطَّى القديس أنفه من رائحة نتنة؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4- سألهما القديس في المخطوطة: كيف تنزعوا أنفس الناس من الأجساد المؤمنة وغير المؤمنة بالرب؟!

فمَنْ قال أن الملائكة تنزع أنفس الناس؟!

هذا يذكرنا البعض عن ملاك الموت (عزرائيل)!! بينما لا تُذْكَر في الكتاب المقدس إطلاقًا أية إشارة إلى ملاك بهذا الاسم ولا بهذه المهمة!

قيل عن الناس "تخرج أرواحهم". وقيل "تعود الروح إلى الله" (جا 12: 7). ولم يذكر أن الملائكة تنزع أرواح الناس! بل قيل عن لعازر المسكين أنه -بعد موته- حملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. أما الغنى فمات وَدُفِن (لو 16: 22). ولم يذكر أن الملائكة نزعت روح أي منهما.

5- وَرَدَ أيضًا -على لسان الملاكين- عن النفس الخاطئة "إن نتن رائحة أعمالها تظهر وهي بعد في الجسد... والرسل الذين يأخذونها غير رحومين". وقالا عن النفس الصالحة إن الرسل الذين يأخذونها أخيار رحومون"!!

فمَنْ هؤلاء الرسل: هل هم ملائكة أم شياطين؟ إن كانوا ملائكة، فلا يسمح وصفهم بأنهم غير رحومين! وان كانوا شياطين، فلا يجوز نسميهم رسلًا!! الله لا يمكن أن يرسل شياطين!!

ثم أن عبارة اخذ الروح بعد موتها شيء، ونَزْع الروح من أجسادها شيء آخر...

6- تتحدث المخطوطة -على لسان الملاكين- عن حزن النفس بعد خروجها من الجسد. فيقولان أنها تكون مُتْعَبَة بالحزن والأسى على الخطايا التي صنعتها وهي في الجسد. فَيُعْلِمها الملاك أنه قدَّم عنها قربان وصلاة وصدقة في كنيسة الله (في اليوم الثالث) فتتعزى النفس، ويصير لها رجاء برحمة الله.

فكيف تكون النفس في تعب وحزن وأسى، إن كانت نفسا بارة أو على الأقل نفسًا تائبة، قد غفرت لها خطاياها بالتوبة؟ كما قال الكتاب في ذلك: طوبى للذي غُفِرَ إثمه وسُتِرَت خطيته. طوبى لإنسان لا يحسب له الرب خطية" (مز 32: 1، 2؛ رو 4: 7، 8). كيف تحزن تلك النفس وقد قال الرب عن التائبين: "لأني اصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد (إر 31: 34)، وقال الرسول عن الرب في المصالحة " غير حاسب لهم خطاياهم" (2 كو 5: 19). أما إن كانت نفسا غير تائبة وقد ماتت في خطاياها، فكيف يقول الملاكان عنها أنها "تتعزى"؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7- تقول المخطوطة -على لسان الملاكين- أن نفس الميت " تكون مع الملائكة أثناء اليومين، ويذهبون بها حيث تريد على الأرض... سواء كانت "مُحِبَّة للجسد، أو نفسا صالحة مُحِبَّة للفضيلة"!! فهل النفس حرة تذهب حيث تشاء؟ والملائكة يصحبونها حيث تشاء؟

8- يقول الملاكان أيضًا -في تلك المخطوطة- أنه في اليوم الثالث "يأمر الرب المسيح... أن تُرْفَع تلك النفس إلى السماء... فتسجد أمام الله".

"وبعد ستة أيام يقدمونها أيضًا لتسجد لله في اليوم السابع".

"وفي تمام أربعين يوما يُصْعِدونها لتسجد لله أيضًا. وحينئذ يخرج الأمر بأن يذهب بها إلى الموضع الذي تستحقه"..

فما معنى السجود في كل تلك المرات؟ وما سببه وما فائدته؟

فأن كانت نفسا شريرة، ما قيمة سجودها هذا، بينما يقول السيد الرب: "الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو 4: 23، 24).

فهل النفوس الخاطئة تسجد لله أيضًا بالروح والحق؟ كلا طبعًا. إذن ما قيمة سجودها. وإن كان الله لا يقبل سجودها، فلماذا يُصعدونها لكي تسجد أمام؟ أهو سجود بالأمر؟ أهو سجود خوف؟ أهو سجود عبادة؟ أي نوع هو؟

وما معنى سجودها يوم الأربعين -كما يقولون- الذي "تذهب بعده النفس إلى الموضِع الذي تستحقه كأعمالها".. فإن كانت ستذهب إلى الجحيم بعد هذا السجود، فما قيمة هذا السجود إذن، وما منفعته؟!

أما النفس البارة فهي تسجد لله باستمرار، وليس في أيام محدودة!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9- يقول الملاكان في المخطوطة إن النفس بعد سجودها لله في اليوم الثالث "يرونها سائر المواضِع الفَرِحة التي للقديسين. وهذا جميعه تشاهده النفس في ستة أيام من حين خروجها من الجسد... وتُسَبِّح الرب الإله الذي أنعَم عليها وأراها هذه المواضِع".

و"تنسى الحزن الذي كان لها من مفارقة الجسد، ويتجدد لها حزن آخر وندامة في ذاتها التي كانت منشغلة بأمور الدنيا حتى فاتتها مثل هذه المنازل الحسنة، وتخاف لئلا تنالها عقوبة بسبب خطاياها... حينئذ تبدأ تكتئب وتلوم ذاتها على خطاياها.

"وبعد ستة أيام يقدمونها أيضًا لتسجد لا في اليوم السابع".

فما معنى هذا الحزن والكآبة ولوم النفس، في العالم الآخر، حتى بعد أن ترى مواضع القديسين، بينما نقول في أوشية الراقدين "في الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في نور قديسيك.."! وهل تبقى النفس متشككة حتى اليوم السابع؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10- يقول الملاكان أيضًا في نفس المخطوطة: "ومن بعد السجدة الثانية، يخرج من الرب الإله أن تنحدر النفس إلى الجحيم وتشاهد أصناف العذاب، والظلمة التي فيها أنفس الخطاة المسجونة هناك، وما هم فيه من الحزن والنوح والتنهد والبكاء الشديد في موضع الندامة. وفي هذا المكان تدور النفس ثلاثين يومًا في فزع ورعدة، خائفة من أن يُقضى عليها بحكم القاضي العادل إلى مثل ذلك الموضع الرهيب".

وهنا نرى الحزن والفزع مرّة أخرى.

فهل هذا الكلام الذي قاله الملاكان (في المخطوطة) ينطبق على النفوس البارة أم النفوس الخاطئة؟ إن كان على النفوس البارة، فما ذنبها أن ترى الجحيم وتفزع من عذاباته؟! وإن كان الكلام عن النفوس الخاطئة، فما استحقاقها في الأيام الستة الأولى أن ترى مواضع الأبرار في الفردوس؟! (فالملاكان) في هذه المخطوطة لم يفرقا بين نوعية النفوس في تلك الأيام المذكورة!!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11- كما أن كلام (الملاكين) هنا عن (الجحيم) يُشْعِر السامع أو القارئ بأن الدينونة قد تمت، بينما أن الدينونة لا تكون إلا بعد القيامة واتحاد الأرواح بأجسادها. فكيف يتحدثان عن "أصناف العذاب والظلمة"؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12- ما لزوم كل تلك المدد؟ اليومان الأولان، النفس تذهب حيث تشاء. وستة أيام ترى فيها مواضع الأبرار في الفردوس. وثلاثون يوما ترى مواضع الجحيم والظُلمة!!

إن الله يستطيع في لحظات أو في ساعات أن يُري النفس مواضع النعيم أو الجحيم، ولا حاجة إلى تلك الأيام الطويلة!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13- وهل اللص اليمين، الذي قال له الرب: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) انطبقت عليه قاعدة هذه الرحلة الأربعينية المزعومة، بينما ذهب إلى الفردوس فور موته مباشرة؟!

وهل حدث هذا للأبرار أمثال بولس الرسول الذي قال: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا" (في 1: 23)؟!

أم هذه الرحلة الأربعينية لأنواع أخرى من الناس؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

14- يقول (الملاكان) في المخطوطة: "هذه الأشياء إنما تُصْنَع مع الأنفس التي أخذت المعمودية. وأما مَنْ ليس فيه رشم المعمودية، فالملائكة تأخذها إلى السماء الأولى، ويقولون لها: "أيتها النفس المُخالِفة... اعرفي الآن مَنْ هو سيدك الرب".. وهناك يرونها مِن بعيد تسبيح الملائكة ورؤساء الملائكة. ويقولون لها: "اسجدي لِمَنْ أغضبتيه بأعمالِك الردية.." فهل النفس غير المؤمنة تستحق أن تأخذها الملائكة إلى السماء؟! وما معنى توبيخ الملائكة لها في السماء؟

وما قيمة أن يُقال لها: "اسجدي لمن أغضبتيه بأعمالك الردية"؟! وما فائدة أو قيمة السجود هذا إن كانوا يلقونها في النار مع الشياطين كما تقول المخطوطة؟!

وهل الإلقاء في النار يتم بعد الموت مباشرة، أم بعد القيامة والدينونة كما يعلمنا الكتاب المقدس؟!

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

15- وهل يُعْقَل أن كل تلك التعاليم الخاطئة التي تذكرها تلك المخطوطة تُنْسَب إلى ملاكين، أو يقولها ملاكان لقديس مثل أنبا مقارة الإسكندراني؟!

هل يُعْقَل أن نأخذ تعليمًا عقائديًا ولاهوتيًا من مثل تلك الخيالات التي يذكرونها في الميامر، ولا توجد فيها آية واحدة من الكتاب، وتُنْسَب إلى ملائكة؟!

ليت الذين ينادون بهذه التعاليم يرجعون إلى تعليم الكتاب وإلى تعليم الآباء القديسين. ومَنْ له أذنان للسمع فليسمع (مت 13: 43).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spirits-and-religion/forty-days-journey.html

تقصير الرابط:
tak.la/9m4k843