هناك أشخاص لم يكن لهم حل سوى الله. مثال ذلك: الثلاثة فتية، حينما ألقوا في أتون النار. ويونان النبي حينما كان في جوف الحوت. ودانيال النبي حينما ألقوه في جب الأسود. حقًا من كان ينقذ كل هؤلاء سوى الله وحده؟! الذي أرسل ملاكه فسد أفواه الأسود (دا 6: 22)، وأمر الحوت فقذف يونان إلى البر (يون 2: 10). ولم يسمح للنار أن تؤذي الفتية.
كذلك تدخلت يد الله في المشكلة الأريوسية...
لقد قامت الكنيسة كلها على أريوس الهرطوقي. حرمه المجمع المسكوني، ورد عليه القديس أثناسيوس. ولكنه استمر يشكك الناس في الإيمان، ويلجأ إلى سلطة الإمبراطور لحمايته فأمر بإرجاعه. والتفت الرب إلى الكنيسة قائلًا: "تعالوا إليَّ وأنا أريحكم". وأقيمت الصلوات، فانسكبت أحشاء أريوس، ومات...
كذلك فعل الله مع جيش سنحاريب، ومع فرسان فرعون.
حزقيا الملك مزق ثيابه وتغطي بمسح، ودخل بيت الرب، ملقيًا همه عليه فخرج ملاك الرب وضرب من جيش أشور 185 ألفًا (2 مل 19: 1، 35). وأغرق الرب فرعون وفرسانه في البحر الأحمر. ذلك لأن موسى النبي قال للشعب "قفوا وانظروا خلاص الرب... الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر 14: 13، 14).
حقًا: حينما تفشل جميع الحلول، يبدو حل الله واضحًا. والرب يُقَاتِل عنكم وأنتم تصمتون.
إنه أمين في قوله "أنا أريحكم". ما أجمل الترتيلة التي تقول "لما أكون تعبان أروح لمين غيرك".. بنفس الوضع أراح الرب الكنيسة من ديوقلديانوس الذي سفك دماء آلاف الشهداء بل دماء مدن بأسرها، كشهداء أخميم وشهداء إسنا. وأرواحنا الله من دقلديانوس، وجاء قسطنطين بمرسوم ميلان للتسامح الديني... وأرواح الله الكنيسة من اضطهاد شاول الطرسوسي لها. وحوله بنعمته إلى أقوى كارِز بالمسيحية فصار بولس.
ولا ننسى أيضًا كيف أراح الله داود النبي من شاول الملك الذي كان يطارده من برية إلى أخرى...
إن حلول الله هي أقوى الحلول وانجح الحلول. فعلينا أن نلجأ إليها ونتمسك بها.
يعقوب أبو الآباء، كان خائفًا من أخيه عيسو، وعاجزًا عن ملاقاته، ولكنه عندما تمسك بالرب وقال له "لا أتركك حتى تباركني" (تك 32: 26)، "نجني من يد أخي، من يد عيسو، لأني خائف منه أن يأتي ويضربني، الأم مع البنين (تك 32: 11)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... حينئذ ركض عيسو للقائه وعانقه وقبله باكيًا (تك 33: 4).
وأنت إن استطعت أن تغلب في صراعك مع الله -كيعقوب- لابد سيريحك من كل متاعبك.
لقد تعب سمعان بطرس الليل كله ولم يصطد شيئًا. ولكنه لما تلاقي مع الرب وعلى كلمته ألقي الشبكة، حينئذ اصطاد سمكًا كثيرًا حتى كادت الشبكة تتخرق (لو 5: 4-6). والمرأة الخاطئة حينما أمسكت بقدمي المسيح وبللتهما بدموعها، أمكنها أن تتخلص من خطاياها، وتنال المغفرة. وما كان ممكنًا، لولا ذهابها إليه.
المهم أن تأتي إلى الله ولكن كيف تأتي؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/hope/problems.html
تقصير الرابط:
tak.la/x26q246