الله يعمل لأجلك، يسعى لخلاصك، فعليك أن تستجيب.
تشترك في العمل معه. لا تقاوم عمل الروح كما فعل اليهود وآباؤهم (أع 7: 51). ولا تفعل أيضًا مثلمًا فعلت عذراء النشيد، التي رفضت أن تفتح لحبيبها. فكانت النتيجة أنه -بعد طول انتظار- "تحول وعبر". فقال العروس "نفسي خرجت عندما أدبر. طلبته فما وجدته. دعوته فما أجابني" (نش 5: 6).
شعب موسى، كان عاجزًا عن أن يخلص نفسه من عبوديته فرعون. والله هو الذي سعي إلى خلاصه وخلصه. وكما قال موسى: "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر 14: 14).
ولكن المهم هو أن هذا الشعب استجاب لعمل الله وسار وراءه، ودخل في البحر الأحمر حينما شقة الله أمامه.
واحترس أن تفعل كما فعل أغريباس وفيلكس والشاب الغني.
أغريباس أتته دعوة الله للخلاص. زارته النعمة وتأثر. وقال لبولس الرسول "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا" (أع 26: 28). ومع ذلك لم يخط خطوة إيجابية من جهته، وانصرف، ولم يصِر مسيحيًا.
وفيلكس الوالي زارته النعمة حينما تكلم القديس عن البر والتعفف والدينونة، فارتعد فيلكس. ولكنه أجل الموضوع وقال لبولس: "اذهب الآن. ومتى حصل لي وقت أستدعيك" (أع 24: 25). وهكذا لم يشترك مع عمل الروح، وجعل الفرصة تفلت من يده!
وكذلك الشاب الغني، كانت له الفرصة أن يسمع كلمة الخلاص من فم المسيح ولكنه سمح لشهوة المال أن تقهره "ومضي حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة" (متى 19: 22).
إذن الله يسعى لخلاصك. يبدأ العمل لأجلك. ولكن عليك أنت أن تستجيب أو تشترك معه أو تخضع لعمله. ولقد صدق القديس أوغسطينوس حينما قال:
[الله الذي خلقك بدونك، لا يشاء أن يخلصك بدونك]..
إذن لا بُد أن تشترك في العمل معه: الروح القدس يعمل فيك، وأنت تستجيب لعمل الروح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لا تطفئ الروح (1 تس 5: 19) ولا تحزن الروح (أف 4: 30). ولا تقاوم الروح (أع 7: 51). وإنما تدخل في شركة الروح، بأن تعمل معه. لأن الله لا يريد أن يرغمك على محبته. واعرف أن طول أناة الله، إنما لكي تقتادك إلى التوبة (رو 2: 4). فلا تعتمد على طول أناته وعلى محبته وصبره وسعيه إليك، لكي لا تصل إلى اللامبالاة والتهاون. وهوذا الكتاب يقول: "إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3: 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/hope/company.html
تقصير الرابط:
tak.la/varq9pz