اعتقادهم هذا هو تحدى لمشاعر الناس لأن معناها إن أقرباءهم وأحباءهم الذين ماتوا لا يشعرون بهم ولا يوجد شيء يربطهم بهم. طبعًا هذا شيء يتعب الناس.
ندخل في موضوع الموت أولًا.
ربنا قال لآدم وحواء "يوم تأكلان من الشجرة موتًا تموتًا" لكن آدم لم يمت إلا بعد 930 سنة فما معنى الموت؟ هنا وينبغي أن نعرف أن الموت على أنواع:
توجد أربعة أنوع من الموت:
1 - الموت الجسدي: وهو انفصال الروح عن الجسد.
2- الموت الروحي: انفصال الروح عن الله كما قال القديس أوغسطينوس لأن إذا كان الله هو الحياة "أنا هو الطريق والحق والحياة"، "أنا هو القيامة والحياة" لما ينفصل الإنسان عن الله بالخطية يكون قد مات موتًا روحيًا بالخطية. لذلك يقول "كنا أمواتًا بالذنوب والخطايا" (أف2).
3 - الموت الأدبي: الإنسان في حالة الخطية يفقد الصورة الإلهية التي خلق بها، على صورة الله ومثاله ونجد في الخطية يقول "ابني هذا كان ميتًا فعاش" ليس موت جسدي إنما بالخطية الموت الروحي والأدبى.
4 - الموت الأبدي: أي الهلاك الأبدي الذي أنقذنا منه السيد المسيح بواسطة الصليب والفداء عندما قال الرب" "موتًا تموتا" يقول ذلك عن الموت الأدبي والروحي وطردوا من الجنة، لكن الموت الجسدي جاء بعد 930 سنة، والموت الأبدي أنقذنا منه السيد المسيح لكن الأشرار يقعون فيه.
يقولون للأسف الشديد إن الإنسان كالحيوان تمامًا، وهذا تحدي لمشاعر الناس. وكيف كالحيوان؟
يقولوا إن سليمان الحكيم في سفر الجامعة "لأن ما يحدث لبنى البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل يذهب كلاهما إلى مكان واحد كان كلاهما من التراب وإلى التراب يعودكلاهما" طبعًا سليمان يتكلم في الموت وليس بعد الموت.
في حالة الموت شيء واحد يحدث للإثنين موت هذا كموت ذاك، ولكن بعد الموت لم يتكلم عنه. تكلم عنه في سفر الجامعة أيضًا (جا12: 7) "فيرجع التراب إلى الأرض كما كان وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها"... يتشابهوا في حالة الموت ولا يتشابهوا في حالة ما بعد الموت. عيب الهراطقة أنهم يأخذون آية ويتركون باقي الآيات.
1 - إن الإنسان خُلق على صورة الله ومثاله ولا يمكن أن يكون الحيوان كذلك وإن كان الإنسان قد خُلق على صورة الله في البر والقداسة والحق فإنه قد خلق على مثاله أيضًا في الحياة والخلود.
2 - إن الحيوان لا يقوم بعد الموت.
3 - الإنسان فيه عنصر الروح وليس مجرد النفس (تس 5)... الإنسان جسد ونفس وروح ونحن في القداس نقول "طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا".
الحيوان له نفس فقط. ليس له روح ونفس الإنسان في دمه كما ورد في (لا 17) ولما يسفك الدم أو يتجمد يموت. لكن الإنسان له روح.
هم يقولون الآتي: "إن المواد الأولية التي اختارها الله ليصنع منها الإنسان ليست بأي شكل أسمى من المواد التي صنع منها سائر الخلائق الأرضية فهي أيضًا خلقت من تراب الأرض".
كل هذا عن الجسد وليس عن الروح. صحيح إن الإنسان جسده خُلق من تراب الأرض كالحيوان ولكن الروح كانت من نفخة إلهية نفخها في هذا التراب.
في سفر التكوين "لِتَفِض المياه زحافات ذات نفس حية" ولكن لم ينفخ فيها نفخة، هذه النفخة الإلهية هي الروح التي على صورة الله ومثاله.
يقولون: "إن هذه النسمة قد منحت للحيوان كما مُنحت للإنسان سواء بسواء ولذلك قيل عن الحيوانات إنها ذات أنفس حية".
نقول لا ليست سواء بسواء لأنه لم يقل في خلق الحيوان إنه نفخ فيها الله من فمه نسمة حياة... أنفس حية ولكن ليست لها أرواح. حتى القدماء المصريين كانوا يقولون الكا 𓂓 والبا 𓅽 أي الروح والنفس.
لذلك يقولون المعنى الذي درج الناس على فهمه من كلمة "نفس" كجوهر روحي يمكنه أن يعيش بمعزل عن الجسد، شيء لا يستند إلى تصريحات الوحي".
لا، الوحي قال: نفس وجسد وروح فيه (1 تس 5: 23)(1).
يقولون الخلود منحة للأبرار فقط أما الإنسان فيقول عنه الوحي الإلهي إنه "كالعشب أيامه وكالبخار يظهر قليلًا ويضمحل".
هذا عن الحياة الأرضية فقط. فلا ينبغي أن تُقال عن الكل.
هم كالصدوقيين كانوا أيضًا لا يؤمنون بالأرواح ولا قيامة الأموات تكلم عنهم السيد المسيح وقال لهم كيف قال الله "أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب إله أحياء وليس إله أموات" مع أن إبراهيم وإسحق ويعقوب كانوا أمواتًا... هم أيضًا على الرغم من أنهم ماتوا.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
يقولون أيضًا عن موت النفس الكتاب يقول في (حز 18: 20) "النفس التي تخطئ هي تموت".
هنا وأحب أن أقول إن كلمة النفس لها أكثر من معنى:
أحيانًا كلمة النفس تعني عنصر حياة الجسد "نفس الحيوان في دمه". وأحينًا تطلق على الإنسان كله مثلما قال الكتاب في (تك 46) "جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفسا"...
وأيضًا كما ورد في (تك 14) بعد حرب كدر لعومر وتخليص ملك سدوم إنه قابل يعقوب وقال خذ الأموال وأعطنى النفوس أي الناس "قال ملك سدوم لإبرام أعطنى النفوس وأما الأملاك فخذها لنفسك"...
وكما ورد في (1بط 3) "في أيام نوح إذ كان الفُلْك يبنى الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس "بالماء وهنا أيضًا النفس معناها الإنسان كله.
لذلك فالآية "النفس التي تخطئ هي تموت" تعني الإنسان الذي يخطئ هو يموت.
النفس هي عنصر الحياة بالنسبة للجسد.
الروح هو عنصر الحياة لعلاقة الإنسان مع الله.
هل عندما نفخ الله في آدم فصار نفسًا حية هل هذه النفخة هي النفس أم الروح؟
هي الروح.
هل ينكرون خلود النفس حتى بعد الدينونة العامة؟
لا. تكلمت عن الحياة بعد الموت يعني الفترة ما بين الموت إلى القيامة. لا يكون هناك حياة أما بعد الدينونة فالخلود منحة للأبرار فقط ولكن الأشرار يدركهم الفناء أي أيضًا لا حياة. يقول سليمان الحكيم ترجع" الروح إلى الله" فهل ترجع الأرواح الشريرة أيضًا إلى الله وهل كانت الأرواح قبل السيد المسيح في العهد القديم ترجع إلى الله؟
المفروض ترجع إلى الله ويقول لها خليكي في أرجاء الأرض السفلي في الجحيم إلى أن أقول لك أيضًا، اسمها وديعة في يد الله سواء ربنا وضعها في الفردوس أو في الجحيم.
الموت الروحي يعني انفصال الإنسان تمامًا عن الله.
الموت الأدبي: يعني فقد الصورة الإلهية... الطهارة والقداسة والبر لكن لم يمت موت كامل روحيًا.
ما معنى تكملة سليمان الحكيم في سفر الجامعة "من يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل الأرض؟"
سليمان الحكيم كان يتكلم عن خبرات في الحياة يتدرج بها واحدة واحدة فكان أحيانًا يقول إن الخير أن يأكل ويشرب ثم يقول وعلمت أن هذا أيضًا باطل، ويقول الإنسان
العادی ميت ميت وهنا رجع في إصحاح 12 (جا 12) وقال ترجع الروح إلى الله".
يموت لكي ينتقل إلى حياة أفضل ولكي يترك الحياة المادية ويحيا حياة روحية ولكي يترك الحياة التي فيها مرض وتعب وموت إلى الحياة التي ليس فيها لا مرض ولا تعب ولا موت.
في موضوع الإنسان واللاوعي في حالة الموت نرد عليها بالآتي في قصة لعازر:
الغني كان يحس أن لعازر في حضن إبراهيم وإبراهيم كان يدرك إنه الغني الذي كان يتمتع والآن يُعذب والغنى أيضًا كان يطلب من لعازر أن يهدى أقاربه فلا يمكن أن نقول إنه لا إحساس ولا إدراك. لو لا إحساس ولا إدراك يبقى لا إبراهيم شايف الغني ولا الغني شايف لعازر ولا حاجة أبدًا.
أيضًا في قصة اللص التائب قال له السيد المسيح "اليوم تكون معي في الفردوس" إذا كان لا يحس ولا يدرك ماذا سيستفيد من الفردوس.
أيضًا نفوس الذين هم تحت المذبح كما ورد في (رؤ 6) "صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض فاعطوا كل واحد ثيابًا بيضًا وقيل لهم أن يستريحوا زمانًا يسيرًا أيضًا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم أيضًا العتيدون أن يقتلوا مثلهم" إذًا هما يتكلمون ويسمعون الرد. كيف يكون لا وعى ولا إدراك.
وأيضًا في كلام ربنا "أنا إله إبراهيم وإسحق ويعقوب ليس إله أموات بل إله أحياء"، یعني معناها هم أحياء.
على جبل التجلي كيف يتكلمون ويتفهمون مع بعض على الرغم من أن موسى كان قد مات ولكنه إيليا لم يكن قد مات.
أيضًا بولس الرسول يقول في (فی 1:23) "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا" هل حالة اللاوعى هي الأفضل جدًا وكيف يكون مع المسيح وهو في اللاوعي؟ كلام ليس له معنى.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
أيضًا يقولون إن الإنسان في حالة الموت يكون في حالة رقاد ونوم يعني في حالة لا وعى ويستشهدوا باسطفانوس "لما قال هذا رقد".
ولكن الآية كلها "قال أيها الرب يسوع أقبل روحي" وقال أيضًا لا تقم لهم هذه الخطية" إذا هناك نوع من التفاهم.
ويستشهدون بحكاية النوم في قول السيد المسيح "لعازر حبيبنا قد نام" يقصد أنه مات وعندما لم يفهموا قال إنه مات، والآية "ليس في الموت من يذكرك ولا في الجحيم من يمجدك" (مز 6).
كلمة ليس في الموت من يذكرك أي ليس هناك مجال للتوبة بعد الموت وليس معناها لا يوجد إحساس يعني لن يرجع الإنسان يتوب ويذكر ربنا ويمجده.
نحن لا ننكر إن الموت رقاد ونقول أوشية الراقدين ولكن ليس معنى هذا إن الإنسان لا يحس ولا يشعر مثل الأمثلة التي سبق وذكرناها. أيضًا إن مسألة النوم التي يقولونها من قال إن الإنسان في النوم يكون في لا وعى؟! صحيح إن الجسد راقد وليس له إحساس، لكن العقل الباطن يطوف ويحلم ويروح بلاد وبيحكى حكايات وبيقابل حاجات كثيرة جدًا ولكن ليس حالة لا وعى بطريقة مطلقة.
هذا الجسد مثل ما يكون في حالة إغماء لكن العقل أثناء النوم بيشتغل، فالإنسان في حالة النوم يكون بيشتغل أيضًا، وليس فقط العقل ولكن كل أجهزة الجسم تعمل لأنها لو بطلت شغل فإن الإنسان يكون قد مات، فالدم يعمل، والمخ يعمل الكل بيشتغل.
إذن التشبيه بحالة النوم غير منطبق.
_____
(1) توضيح من الموقع: الشاهد للآية بالكتاب ص. 77 كان مكتوبًا خطأ: (1 تس 5: 5)، فتم تصحيحه من قِبَل الموقع.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/by2m4bg