St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   dialogue-with-god
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حوار مع الله، ومقالات منتقاه - البابا شنوده الثالث

43- في الرب: الطاعة، الزواج، الفرح، العلاقات

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

طاعةً في الرب
الزواج
فرح في الرب
قوة في الرب
الثبات في الرب

في الرب

يهمنا أن تكون كل حياتنا في الرب، وكل فضيلة نمارسها تكون في الرب أيضًا. وهنا أتذكر قول الرسول:

 

طاعةً في الرب:

"أيها الأبناء أطيعوا والديكم في الرب، لأن هذا حق" (أف 6: 1)

المفروض أن تكرم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد (أف 6: 2) (خر 20: 12) وفي إكرامهما تطيعهما. ولكن يشترط أن تكون طاعة (في الرب)، أي في حدود طاعته ووصاياه.

وليس هذا فقط مع الوالدين، وإنما كل طاعة أخرى لأي إنسان، أيًا كان مركزه الروحي أو الاجتماعي أو الأدبي، ينبغي أن تكون طاعة في الرب، داخل طاعتك للرب. وإن أمرك أي إنسان بما يخالف وصايا الله، فإنك تجيبه بقول القديس بطرس الرسول لرئيس الكهنة:

"ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 19).

حقًا إن علاقتنا الأولى هي مع الله. والتزامنا الأول هو لوصايا الله. أما كل علاقة أخرى مع الناس، فيجب أن تكون "في الرب" أي داخل التزامنا بوصايا الله... لا خارجها. فإن أمرك أبوك بما يخالف وصية الله، فلك أن تقول: لا...

وهذه القاعدة الروحية تحمل قاعدة أخرى موجهة إلى الآباء ألا يأمروا أولادهم أي أمر يصطدم بضمائرهم من جهة طاعتهم لله...

لهذا نجد أن القديسة دميانة، لما أنكر أبوها الإيمان خوفًا، وبّخته بشدة ووقفت ضده وتبرأت من أبوته، إلى أن عاد واعترف بالمسيح واستشهد. وأنقذت نفسه من الجحيم.

ويلاحظ أيضًا أن يوناثان بن شاول الملك، وقف ضد أبيه شاول لما أراد قتل داود، ووبخ أباه حتى تعرض إلى غضبه وانتهاره. ولم يطعه في التآمر ضد داود، لأنه لا يمكن له أن يطاوعه في خطية. وفضّل أن يكون مخلصًا لداود كل الأيام. وكان يبلغه بمؤامرات أبيه شاول، لكي ينقذه منه (1 صم 20).

حقًا كما قال الكتاب "أطيعوا آباءكم في الرب"...

المسيحيون كانوا يطيعون الحكام حسب وصية الرب. ولكن لما كان الحكام يأمرونهم بالتبخير للأصنام كانوا يرفضون.

وبهذا السبب استشهد القديس موريتيوس قائد الكتيبة الطيبية. والقديس مار جرجس لما قرأ منشور الإمبراطور دقلديانوس بعدم العبادة المسيحية، أمسك المنشور ومزقه. وتعرض لعذابات كثيرة وصمد، ثم استشهد...

ذلك لأنه حتى طاعة الحاكم، ينبغي أن تكون "في الرب".

طاعة في حدود وصية الله، وفي نطاق محبة الله وإرضائه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus Christ - (details 1) Icon of Jesus Christ in the house of Mary and Martha, private collection, Egypt, 1735 A.M. (2018-2019 - which corresponds with the year 6260 according to the ancient Egyptian calendar), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer). صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح - (تفاصيل 1) أيقونة السيد المسيح في بيت مريم ومرثا، مقتنيات خاصة، مصر، 1735 ش. (2018-2019 م. - والذي يوافق سنة 6260 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: Jesus Christ - (details 1) Icon of Jesus Christ in the house of Mary and Martha, private collection, Egypt, 1735 A.M. (2018-2019 - which corresponds with the year 6260 according to the ancient Egyptian calendar), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer).

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح - (تفاصيل 1) أيقونة السيد المسيح في بيت مريم ومرثا، مقتنيات خاصة، مصر، 1735 ش. (2018-2019 م. - والذي يوافق سنة 6260 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

الزواج:

ينبغي أن يكون زواجًا في الرب. الرب هو الذي يباركه ويقدسه. وهو الذي يجمع الاثنين ويجعلهما واحدًا. هذا هو الزواج الذي تنطبق عليه عبارة "ما جمعه الله" (مت 19: 6).

زواج في الرب، لأن الله يكون طرفًا في الزواج.

لذلك عندما ينجب الزوجان ابنًا، يكون هذا المولود ابنًا للزوج، وابنًا للزوجة، وابنًا لله (بالإيمان والمعمودية)...

حقًا ما أجمل أن الرجل يأخذ زوجته من بيت الله، من أمام الهيكل، بعد صلوات وقراءات يتقدس بها هذا الزواج، من فم وكيل لله ولسرائره الإلهية...

وهكذا نحن لا نقبل إطلاقًا الزواج المدني، ولا الزواج العرفي، ولا أي زواج لا يجمعه الله. لأن كل زواج من هذه الأنواع، ليس زواجًا في الرب...

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

فرح في الرب:

ينبغي أن يكون فرحنا في الرب، حسب قول الرسول:

"افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضًا افرحوا" (في 4: 4).

إن الله عمومًا قد دعانا إلى حياة الفرح. وقال الرسول "ثمر الروح: محبة فرح سلام..." (غل 5: 22). ولكن يجب أن يكون فرحنا في الرب، لكي يكون فرحًا مقدسًا. ليس مثل فرح الابن الضال، الذي بدد أمواله بعيش مسرف. ولا كفرح سليمان الملك بالجنات والفراديس، والمغنيين والمغنيات، والفضة والذهب "وَتَنَعُّمَاتِ بَنِي الْبَشَرِ، سَيِّدَةً وَسَيِّدَاتٍ"، حتى انتهى به الفرح الباطل إلى قوله:

"ومهما اشتهته عيناي، لم أمسكه عنهما" (جا 2: 10).

وأخيرًا وجد أن كل هذا باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس (جا 2: 11).

كذلك من أمثلة الفرح الباطل، فرح ذلك الغني الغبي الذي قال "أهدم مخازني وأبني أعظم منها، وأجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. وأقول لنفسي: يا نفسي لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة. استريحى وكلي واشربي وافرحي، فقال له الله: يا غبي في هذه الليلة تُطلب نفسك منك. فهذه التي أعددتها لمن تكون؟!" (لو 12: 18-20).

إنه فرح باطل، لأنه فرح بماديات فانية. وليس فرحًا بالرب.

مثال آخر: الأفراح التي يقيمها البعض بمناسبة الزواج في لهو غير لائق وغناء عالمي بسهر طول الليل، وفي ألوان من العبث والتهريج التي لا تليق.

ومثال آخر الذي يفرح بالخمر والسكر، ويقول إنه "مبسوط شوية"!

كل هذا فرح عالمي وليس فرحًا في الرب.

الفرح بالرب وفي الرب، له أمثلة كثيرة:

مثل فرح الإنسان بالتوبة ومغفرة خطاياه، وفرحه بالتناول من جسد الرب ودمه، وفرحه بأنه اصطلح مع الله.

وفرحه بأنه تسبب في توبة الآخرين وإرجاعهم إلى الله. مثل فرح الراعي الذي لما وجد خروفه الضال "حمله على منكبيه فرحًا" (لو 15: 5). ودعا الأصدقاء والجيران قائلًا لهم: "افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال" (لو 15: 6). ولهذا يقول الرب:

"إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب..." (لو 15: 7).

ولماذا هذا الفرح؟ يقول القديس يعقوب الرسول "مَن رد خاطئًا عن ضلال طريقه، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع 5: 20).

إنه فرح في الرب، وفرح مع الرب الذي يفرح بعودة ابنه الضال إليه. وهكذا في قصة الابن الضال، فرح أبوه بعودته، وأقام فرحًا لكل أهل البيت. وقال للأخ الأكبر "كان ينبغي أن نفرح ونُسرَ، لأن أخاك هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوُجد" (لو 15: 32).

هناك أسباب أخرى للفرح في الرب:

أنت تفرح في الرب، لِسُكْنَى الله فيك.

تفرح لأنك صرت هيكلًا لله، وروح الله يسكن فيك (1 كو 3: 16).

تفرح لأنك وجدت الله. مثل فرح نثنائيل لأنه وجد الذي كتب عنه موسى في الناموس (يو 1: 45).

تفرح لأن الله سهل لك طريق التوبة.

تفرح لأن الرب قد أعطاك قوة، تنضم بها إلى صفوف الغالبين.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قوة في الرب:

كثيرون أقوياء، وقوتهم ليست من الرب، لذلك فشلوا وسقطوا. وقيل عن الخطية إنها "طرحت كثيرين جرحَى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26).

أما مثال القوة التي في الرب، فهي قول الرسول:

"أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13).

"في المسيح" "في الرب". طالما هو في المسيح، فهو حينئذ قوي.

إذن القوة الحقيقية هي قوة في الرب. تأخذها من الرب، وتستخدمها من أجل الرب الذي يقويك. وهكذا تهتف مع المرنم في المزمور وتقول:

"قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز 117).

ولكن حذار أن تأخذ قوتك من ذاتك، أو في الاستناد على ذراع بشري...! وفي كل مرة تشعر فيها أنك قوي، اسأل نفسك: هل هي قوة في الرب؟ أم هي بعيدة عن الرب. وتذكر قوة الآباء الرسل، وأن مصدرها كان قول الرب لهم "ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا" (أع 1: 8). إذن هي قوة مصدرها الرب، وتستخدم في الشهادة للرب.

هناك مَن يستخدم قوته ضد الآخرين، لإذلالهم!

أما الإنسان الروحي، الذي قوته في الرب، فإنه يستخدمها للثبات في الرب الذي هو مصدر قوته، ولا يستخدمها لإرضاء ذاته! بل يمجد بها الله لا ذاته...

القوة التي في الرب، مصدرها الإيمان بالرب معطي القوة. لذلك وعدنا الرب بقوله:

"كل شيء مستطاع للمؤمن" (مر 9: 23).

لهذا عليك أن تطلب من الله وتقول: أعطني يا رب هذا الإيمان الذي به أستطيع كل شيء. فتكون قوتي فيك. أنت الذي تعطيني هذه القوة التي أعيش بها لك.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الثبات في الرب:

يقول السيد المسيح "اثبتوا فيّ، وأنا فيكم... أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت فيّ، وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير" (يو 15: 4-5). حياة الغصن، هي في ثباته في الكرمة. كذلك حياتك هي في الله، تتوقف على مدى ثباتك فيه.

الرب هو الحياة (يو 14: 6) (يو 11: 5). طالما أنت فيه، تكون في الحياة، والحياة فيك. لهذا يقول القديس بولس الرسول:

"لي الحياة هي المسيح..." (في 1: 21).

هذه هي الحياة الحقيقية. أما إن لم تكن في المسيح، ولا كان المسيح فيك، حينئذ ينطبق عليك ما قيل عن راعي كنيسة ساردس "إن لك اسمًا أنك حي، وأنت ميت" (رؤ 3: 1).

يقول الكتاب: أنتم هياكل الله، وروح الله يسكن فيكم (1 كو 3: 16). لذلك احتفظ بسكنى الله فيك، لتكون في الرب...

إن كنت في الرب، والرب فيك، هنا على الأرض، فسيكون هذا وضعك في الأبدية أيضًا حسبما قال القديس بولس الرسول "وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1 تس 4: 17).

اسأل نفسك باستمرار: هل كل علاقتك بغيرك، هي علاقات في الرب؟

تكون في الرب، إن كانت في القداسة، لأن الرب قدوس.

وتكون في الرب. إن كانت حسب الحق، لأن الرب هو الحق كما قال (يو 14: 6). لذلك عش في الحق، لكي تعيش في الرب.

يقينًا حينما أكل آدم وحواء من الثمرة المحرمة، لم يكونا في الرب، بل خارجه. تكون في الرب، إذا اشترك الرب معك في عملك.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/dialogue-with-god/in-the-lord.html

تقصير الرابط:
tak.la/m5dfh5h