يقول الكتاب في (تك 6: 1) "وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض ولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا فقال الرب لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة"
فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته: الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم".
أبناء الله هم الصديقون وغالبًا هم أولاد شيث وبنات الناس: بنات أشرار يغلب أنهم أبناء لقايين أول قاتل وعمومًا الله يدعو الصديقون أولاده وأبناءه ويدعو الأشرار أولاد الناس، حتى في العهد القديم: (تث 14: 1) (أنتم أولاد للرب إلهكم لا تخمشوا أجسامكم لميت..)
v في (مت 5: 9) "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" إذًا الصديقون دائمًا يعتبروا أولاد الله والأشرار أولاد الناس وآدم نفسه دعي إبن الله كما جاء في (لو 3: 38).
v في (خر 4: 22) لما أراد الله أن يخلص شعب إسرائيل من عبودية مصر قال لموسى النبي أدخل على فرعون وقل له أطلق ابني البكر، اعتبر أن شعب إسرائيل ابنه.
ربما المقصود أن أولاد الله انشغلوا بالجسديات فأحبوا بنات الناس وبذلك تحولوا إلى الجسد وأصبحوا غير روحانيين واختلط الزرع المقدس ولذلك يحذرنا بولس الرسول في (2 كو 6: 14، 15) "لا تكونوا تحن نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟" إذًا اختلاط الجنس البشري أو الزرع المقدس بأبناء الناس. الملائكة (أنجيلوس) تعبير يشير إلى خدام الله وكأن خدام الله انشغلوا بالزواج بالشريرات أبناء الله في الترجمة السبعينية اليونانية والترجمة الحرفية للعبرية أبناء الآلهة وفي التفاسير اليهودية بني أيلوهيم يعني الشرفاء وأرباب الرتب العالية.
v ولذلك يقول القديس أوغسطينوس (أنه قد ظهر في عهده خرافات عن اعتداء بعض الملائكة الأشرار على النساء بطريقة جسدية وهذا مرفوض فسقوط ملائكة لا يعني أنه قد حدث هذا).
v كما يقول بطرس الرسول في (2 بط 2: 4)"لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، وسلمهم محروسين للقضاء."
فالطوفان سببه خطية البشر وليس خطية الملائكة، فليس لأجل خطية الملائكة ربنا يهلك البشر
v شهود يهوه هم الذين يقولون هذا الفكر أن الملائكة اتخذت أجساد بشرية وارتكبوا هذا الأمر وهذا طبعًا مرفوض تمامًا لأن الملائكة لا يوجد عندهم جنس، الملائكة أرواح "الذي خلق ملائكته أرواحاُ (مز 104: 4) فكيف يكون قد اتخذوا نساءًا هذا أمر مرفوض.
v كل المعنى في هذا الجزء اختلاط الأبرار بالأشرار وهذا الجنس الذي باركه الله فقد هذه البركة بهذا الاختلاط الغير موافق لوصية الله، لذلك قال لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه.
v الكلمة العبرية التي تُتَرْجَم "يدين"، معناها يعمل أو يسود يعني لا يسود روحي أو لا يعود يعمل روحي في الإنسان إلى الأبد أو يسكن في الإنسان أو يدبر.
v ويكون المعنى روح الإنسان المعطي له من الله تعمل فيه طالما أنه يسود على طبيعته الجسدية.
روح الله يعمل فيه للتوبة والصلاح، وله دور كبير في العمل على تنشيط روح التبكيت داخل الإنسان لكن إذا غلظ قلب الإنسان وكثر شره لا يلبث ذلك الروح في الشرير زمنًا طويلًا لأنه بعمله الشر يحزن روح الله وما دام مصرًا على خطيته يسلمه الله إلى ذهن مرفوض (رو 1: 58).
v هو بشر وفي الترجمة السبعينية هو جسد معناها جسده بما فيه من شهوة.. إلخ.، انتصر على الروح، هو بشر.
· القديس يوحنا ذهبي الفم يقول (الذين لهم أجنحة الروح يجعلون الجسد روحانيًا).
· وكما يقول بولس الرسول في (رو 8: 6) إن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة.
v وتكون أيامه مائة وعشرون سنة: الـ120 سنة.
· هي مدة المهلة التي أمهل الله فيها البشر قبل أن ينزل الطوفان.
· وهي المدة التي أنذر فيها نوح أهل الشر ليتوبوا عن شرهم ولذلك سمي نوح كارزًا للبر.
كما جاء في (2 بط 3: 5) "ولم يشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحًا ثامنًا كارزًا للبر إذ جلب طوفانًا على عالم الفجار."
وفي (1 بط 3: 20) "إذ عصت قديمًا، حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح، إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء " طول أناة الله".
v ولماذا نقول أنها مدة الإمهال؟ لأن نوح عاش بعد الطوفان 350 سنة إذًا معنى ذلك أنه لم تكن هي مدة عمر الإنسان أن تكون عمره 120 سنة وكل الذين أتوا بعد ذلك عاشوا أكثر من 120 سنة حتى ابتدأت تتناقص الأعمار.
v لذلك حسب نوح أنه بإيمانه دان العالم الذي كان ينذره ولم يٌصِدّق كما جاء في (عب 11: 7) "بالإيمان نوح لما أوحي إليه عن أمور لم ترى بعد خاف فبنى فلكًا لخلاص بيته فيه دان العالم وصار وارثًا للبر الذي حسب الإيمان".
v إذا اعترض أحد بأنه في (تك 5: 23) نوح كان عمره 500 سنة "وكان نوح إبن خمس مئة سنة وولد نوح سامًا وحامًا ويافث" ثم حدث الطوفان وكان عمره 600 سنة.
والفرق هنا 100 سنة وليس 120 سنة، لا شك أن قول الرب وتكون أيامه 120 سنة كانت قبل أن يبلغ نوح 500 سنة وأن قيل في (تك 5: 32) كان عمره 500 سنة هنا عندما ابتدأ أن يلد بنيه ومن المحتمل جدًا أن الإنذار بالطوفان حصل قبل ذلك.
v فحزن الله أنه عمل الإنسان، تعبير بشري بلغة الإنسان لنعرف مشاعر الله تجاه الإنسان الخاطئ، ولو لم يُعبر عن مشاعر الله بلغة بشرية لما عرفنا مشاعر الله فعلًا، فنقول: حزن الله نقول عين الله رأت ونقول يد الله عملت نتعامل مع هذه المفردات لنعبر عنها.
v وكان نتيجة هذا التحول للجسد أنهم أنجبوا أولادًا طغاة يقول عنهم جبابرة الذين منذ الدهر ذو اسم، يحبون كرامتهم الذاتية يعني يعملوا لأنفسهم اسم.
v الرجل الوحيد الذي التقطته عين الله كان هو نوح الذي قال الكتاب أنه كان بارًا، لم يكن بارًا في كمال البر وإنما بالنسبة لما هم حوله كان بارًا أو حافظ على بره في وسط هذا العالم الشرير، دائمًا صفات نسبية بالنسبة لصفات الله المطلقة، عاشر الناس الأشرار ولم يتصرف مثلهم بالعكس كان ينذرهم وعندما بنى الفلك ربما كثيرين عاونوه في بناء الفلك ولم يخلصوا كان بارًا وكان كاملًا وسار مع الله وكان مطيعًا لله، وكان صاحب رسالة وكان رأسًا ثانيًا للجنس البشري.
v الرب عبر عن هذا الشر الذي انتشر في العالم في هذا الوقت بقوله الأرض امتلأت ظلمًا فها أنا مهلكهم اصنع لنفسك فلكًا (تك 6: 3) وأكثر من مرة يقول فسدت الأرض (تك 6: 11، 12).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/deluge.html
تقصير الرابط:
tak.la/rjcxg87