St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   trinity-and-unity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد - أ. حلمي القمص يعقوب

32- ما هيَ علاقة الأقانيم الثلاثة معًا؟

 

س 15: ما هيَ علاقة الأقانيم الثلاثة معًا؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: تتمثل علاقة الآب والابن والروح القدس في الآتي:

  1. وحدة الجوهر في علاقة الآب والابن والروح القدس

  2. الإرسال في علاقة الآب والابن والروح القدس

  3. الاتصال في علاقة الآب والابن والروح القدس

  4. التخاطب في علاقة الآب والابن والروح القدس

  5. وحدانية الثالوث في علاقة الآب والابن والروح القدس

 

 1ـ وحدة الجوهر:

فالجوهر الإلهي واحد لا أكثر... كل أقنوم من الأقانيم واجب الوجود، فيقول "القمص صليب حكيم": "واضح أن الأقانيم الثلاثة كل منها واجب الوجود في ذات الله، لأن كل وجود منها يكمل الوجودين الآخرين، ويكتمل قوامه بهما"(56).

 ويقول "أنسيمُس بطريرك أورشليم": "الآب شمس فائقة الجوهر، نبع صلاح، لُجَّة جوهر، وحكمة وقوة ونور لاهوت، وأنه ينبوع يلد ويبثق... يلد كلمة ويبثق روحًا... وأمَّا الابن أعرفه أنه حكمة وقوة الآب وإرادته... أعرفه أقنومًا تامًا من أقنوم تام... وأمَّا الروح القدس فهو يوضح خفايا اللاهوت... الآب هو ينبوع وعلة الابن والروح القدس، والابن هو ابن وكلمة وحكمة وقوة وشعاع وصورة ورسم ومثال الآب ومولود منه. وأمَّا الروح القدس ليس هو ابن الآب بل روحه، لأنه منبثق منه"(57).

 

 2ـ الإرسال:

يمكن لأحد الأقانيم أن يرسل الآخر دون أن ينتقص هذا من قدر ولا كرامة الأقنوم المُرسَل، فمثلًا الآب أرسل ابنه لخلاص العالم: "لأنهُ لم يُرسِل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالمُ "(يو 3: 17) والابن أرسل الروح القدس "ومتى جاء المعزِّي الذي سأرسلُهُ أنا إليكُم "(يو15: 26).

  ويقول "أحد الأشخاص غير الفاهمين": "نجد أن الأقنوم الواحد يرسل الآخر أو يخرج أحد الأقانيم من الأقنوم الآخر وينفصل عنه، فالآب مثلًا يرسل الابن... هذا التخاطب بين الأقانيم أو خروج أحدهما من الآخر، وإرسال أحدهما للآخر، يعني انفصالًا بين الأقانيم. انفصالًا يمنع الوحدة بينهما. بل يمنع المساواة بينهما. ففي موضوع الإرسال مثلًا لا شك أن المُرسِل أعلى درجة من المُرسَل إليه أو الرسول، فحين يُرسِل الآب الابن مثلًا، فلا شك أن الآب أعلى درجة من الابن، فهو كإرسال السيد خادمه. أو كإرسال الرئيس مرءوسه"، يقول "السيد المسيح": "الحقَّ الحقَّ أقول لكُم: أنهُ ليس عبدٌ أعظم من سيِّدهِ، ولا رسولٌ أعظم من مُرسلِهِ "(يو 13: 16) كذلك فإن المرء ليتساءل. كيف أمكن خروج الابن الذي هو في اعتقاد فلاسفة المسيحية السيد المسيح عليه السلام كيف خروجه وتجسده وانفصاله عن اللاهوت" (58).

 وقد أغفل الكاتب أنه لا يوجد انفصال قط بين الأقانيم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالإرسال هنا يشبه إرسال الفكر من العقل، فقد تخرج الفكرة من العقل وتُسجَل في كتب وتصل إلى أقاصي الأرض، ومع ذلك تظل الفكرة في العقل لا تفارقه، ولهذا لم يكف الابن عن تأكيد هذه الحقيقة أثناء تجسده أنه في الآب والآب فيه، وأكد الإنجيل نفس الحقيقة: "الابن الوحيدُ الذي هو في حضنِ الآب هو خبَّر"(يو1: 18) وقال "الرب يسوع": "ليس أحدٌ صعِدَ إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء"(يو 3: 13) وقول السيد المسيح: (يو13: 16) كان موجهًا لتلاميذه، وعلاقة التلاميذ بالسيد المسيح تختلف تمامًا عن علاقة الأقانيم معًا الذين لا يوجد بينهم انفصال قط، ومع هذا فإن السيد المسيح الذي استنكر أن يكون العبد أعظم من سيده قال يكفي أن يكون العبد كسيده والتلميذ كمُعلمه.

 

 3- الاتصال:

الأقانيم الثلاثة يتصلون معًا، وأكد الرب يسوع هذه الوحدانية مرارًا وتكرارًا "الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟ ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ... الآب الحال فيَّ هو يعمل الأعمال. صدقوني أني في الآب والآب فيَّ، وإلاَّ فصدقوني لسبب الأعمال نفسها"(يو14: 9-11) "أنا والآبُ واحدٌ "(يو10: 30) "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل، فإن لم تؤمنُوا بي فآمنُوا بالأعمال، لكي تعرفُوا وتؤمنُوا أنَّ الآب فيَّ وأنا فيهِ"(يو10: 37، 38) ويقول "القديس ديونسيوس": "الآب والابن والروح القدس هم الله، ولأن الله لا ينقسم ولا يتجزأ على الإطلاق لذلك لا ينفصل أقنوم عن الآخر بأي حال من الأحوال" (59).

 

 4- التخاطب:

كل أقنوم يتكلم مع الأقنوم الآخر أو يتكلم عنه، ففي المعمودية والتجلي شهد الآب للابن: "هذا هو ابني الحبيبُ "(مت 3: 17، لو 9: 35) والابن خاطب الآب بعد عودة الرسل السبعين ونجاحهم في الخدمة "أحمدُك أيها الآب، ربُّ السماء والأرض" (لو10: 21) وفي أحدى المرات جاء بعض اليونانيين إلى فيلبس يطلبون منه أن يروا يسوع، فخاطب الرب يسوع الآب قائلًا: "أيها الآب مجِّد اسمك"(يو 12: 28) فأجابـه الآب على الفور: "فجاء صوت من السماء: مجَّدتُ وامجِّدُ أيضًا"(يو 12: 28) وهذا التخاطب يفسر لنا الصلوات الكثيرة التي قدمها الابن أثناء تجسده للآب إذ كان يقضي الليل كله في الصلاة، ومنذ القديم خاطب الآب الابن قائلًا: "أنتَ ابني، أنا اليوم ولدتُك" (مز 2: 7، عب 1: 5)، "قال الربُّ لربِّي" (مز 110: 1).

 

 5- وحدانية الثالوث:

وتتمثل وحدانية الثالوث في أمور كثيرة سواء من جانب الله أو من جانبنا، ونذكر منها الآتي:

St-Takla.org         Image: Jesus Christ Pantocrator, Greek fresco صورة: السيد المسيح الضابط الكل (البانتوكراتور)، فريسكو يوناني

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator, Greek fresco

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح الضابط الكل (البانتوكراتور)، فريسكو يوناني

 أ- وحدانية المشيئة: وتتجلى هذه الوحدة في كلمات الرب يسوع: "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمِّم عملهُ "(يو 4: 34) "لأني قد نزلتُ من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلنِي "(يو 6: 38) "أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا... لأني لا أطلبُ مشيئتي بل مشيئة الآبِ الذِي أرسلَني "(يو 5: 30) وليس معنى: "لا أقدر" هنا العجز عن المقدرة، ولكنها تعني العجز عن مخالفة مشيئة الآب وإرادته.

 ب- وحدانية المعرفة: فليس أحد يعرف الابن إلاَّ الآب والعكس صحيح "ليس أحدٌ يعرفُ الابن إلاَّ الآب. ولا أحدٌ يعرفُ الآب إلاَّ الابن. ومَنْ أراد الابنُ أن يُعلن لهُ" (مت 11: 27) والذي يعرف الابن فإنه يعرف الآب "لو كنتُم قد عرفتمُوني لعرفتُم أبي أيضًا. ومن الآن تعرفُونهُ وقد رأيتمُوهُ "(يو14: 7) وكذلك لا أحد يعرف الله إلا الروح القدس "لأن الرُّوح يفحصُ كلَّ شيءٍ حتى أعماق الله. لأن مَنْ مِنَ الناس يعرفُ أمُور الإنسان إلاَّ رُوحُ الإنسان الذي فيه؟ هكذا أيضًا أمُور الله لا يعرفها أحدٌ إلاَّ روح الله"(1كو 2: 10، 11) وقال "الرب يسوع": "متى جاء ذاك، روحُ الحقِّ، فهو يرشِدكُم إلى جميع الحقِّ، لأنه لا يتكلَّم من نفسه، بل كلُّ ما يسمع يتكلم به"(يو 16: 13) وليس معنى عدم كلامه من ذاته أننا ننسب العجز له. حاشا ولكن معناه الوحدة الكاملة بين الأقانيم.

 جـ- وحدانية العمل: فمثلاُ الخلقة هيَ عمل الثالوث القدوس... فمن هو الخالق؟ هل هو الآب أم الابن أم الروح القدس؟ الآب هو الخالق " لكِن لنا إلهٌ واحدٌ: الآبُ الذي منه جميع الأشياء، ونحن له"(1 كو 8: 6) والابن هو الخالق "كلُّ شيءٍ به كان، وبغيرهِ لم يكُن شيءٌ مما كان"(يو1: 3) وأيضًا الروح القدس هو الخالق "روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني"(أي 33: 4) "ترسلُ رُوحك فتُخلَقُ. وتجدِّدُ وجه الأرض"(مز 104: 30)، وكيف يكون هذا؟

 الآب أراد أن يخلق، فخلق كل شيء بالابن، ولهذا نستطيع أن نقول أن الآب خالق كل شيء بابنه، أو نقول أن الابن عقل الله الناطق هو الخالق... إذًا الآب خلق كل شيء بابنه ووهبه الحياة بروحه القدوس، وهكذا نستطيع أن نقـول أن الآب هو الخالق بالإرادة، والابن هـو الخالـق بالفعل، والروح القدس هو واهب الحياة للخلقة، ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي عن الخلقة: "الآب بالكلمة وفي الروح القدس يخلق كل الأشياء ويجددها"(الرسائل إلى سرابيون1: 24) (60) وقال أيضًا: "لا يوجد شيء لم يُبدع ولم يُعمل بالابن في الروح القدس". هذا ما ترنم به المزمور {بكلمةِ الربِّ صُنعِت السمَوات، وبنسمة فيهِ كل جنُودِها} (مز 33: 6) (الرسائل إلى سرابيون1: 31).

 في عمل الفداء بذل الآب ابنه الحبيب "لأنه هكذا أحبَّ الله العالم حتى بذل ابنهُ الوحيد، لكي لا يهلِك كلُّ مَنْ يؤمنُ به"(يو 3: 16) والابن بذل نفسه على عود الصليب، والروح القدس ينقل لنا استحقاقات الفداء.

 وللتعبير عن وحدانية العمل بين الآب والابن قال "الرب يسوع": "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلاَّ ما ينظر الآب يعملُ. لأن مهما عَمِلَ ذاك فهذا يعملُهُ الابن كذلك"(يو 5: 19)، وقال أيضًا: "الآب الحالّ فيَّ هو يعملُ الأعمال "(يو14: 10) ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي": "الآب يعمل كل شيء بالكلمة في الروح القدس، وهكذا تُحفَظ الوحدة في الثالوث القدوس، وهكذا يُنادي بإله واحد في الكنيسة" {الذي على الكُل وبالكُل وفي كلكُم} (أف 4: 6) (الرسائل إلى سرابيون1: 28) (61).

  د- وحدانية الهيكل والعرش الإلهي: قال "يوحنا" في رؤياه لأورشليم السمائية: "ولم أرَ فيها هيكلًا، لأنَّ الرب الله القادر على كل شيءٍ، هو والخروفُ هيكلُها"(رؤ21: 22)، ورأى يوحنا عرشًا واحدًا للثالوث القدوس "عرش الله (الآب) والخروف (الابن) "(رؤ 22:1) ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي": " فإن الأقانيم الثلاثة ليسوا ثلاثة آلهة ولا ثلاثة عروش بل هم إله واحد مثلث بقوام عقله وكلمته وروحه"(1يو 5: 7)، له عرش واحد (رؤ 4: 2) وهيكل واحد (رؤ21: 22) وسلطان وأمر واحد (مز 148: 5) خالق واحد (ملا 2: 10) كائن منذ الأزل (حب 1: 12) وباق إلى الأبد (رؤ 1: 18)".

  هـ- وحدانية الإيمان بالثالوث القدوس: من يؤمن بالابن يؤمن بالآب ومن ينكر الابن ينكر الآب، ولذلك قال "الرب يسوع": "لا تضطرب قلوبكُم. أنتُم تؤمنُون بالله فآمنُوا بي "(يو 14: 1) "الذي يقبلني يقبل الذي أرسلني "(يو13: 20) "والذي يرذلُني يرذلُ الذي أرسلني "(لو 10: 16) وقال "يوحنا الحبيب": "كلُّ من ينكرُ الابن ليس لهُ الآبُ أيضًا، ومَنْ يعترفُ بالابن فلهُ الآب أيضًا"(1يو 2: 23) ولا يستطيع أحد أن يؤمن بألوهية الابن بدون عمل الروح القدس "وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلاَّ بالروح القدس" ولا يستطيع أحد أن يأتي إلى الآب إلاَّ بالابن، قال "الرب يسوع": "أنا هو الطريقُ والحقُّ والحياةُ. ليس أحد يأتي إلى الآب إلاَّ بي "(يو14: 6) ويقول "القديس إيريناؤس": "إننا بالروح القدس نرتفع إلى الابن، وبالابن نصعد إلى الآب"(62). ويقول "القديس غريغوريوس النيسي": "الإنسان يستحيل عليه أن يفهم المسيح كابن الله بدون الروح القدس" (63). ويقول "القديس باسيليوس: "أينما يأتي المسيح يسبقه الروح القدس أمامه" (64).

 وـ وحدة المعمودية بِاسم الثالوث القدوس: كقول مخلصنا الصالح: " فاذهبوا وتلمذُوا جميعَ الأُمم وعمِّدُوهُم باِسم الآب والابن والروح القدس"(مت 28: 19).

 ز- وحدانية المحبة والإكرام للثالوث القدوس: قال "الابن": "الذي يحبُّني يحبُّه أبي، وأنا أحبُّه، وأظهرُ لهُ ذاتي "(يو14: 21) " لكي يُكرم الجميعُ الابن كما يكرمُون الآب. مَنْ لا يُكْرم الابن لا يكرمُ الآب الذي أرسلهُ"(يو5: 23).

 حـ- وحدانية البركة من فم الثالوث القدوس: "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبَّةُ الله، وشركةُ الرُّوح القدس مع جميعكُمْ "(2 كو 13: 14).

 وقد يتساءل البعض أليس ترتيب الأقانيم بحسب ما ورد في (مت 28: 19) "الآب والابن والروح القدس" يدل على التدرج في الأهمية والعظمة والكرامة فالروح القدس عظيم والابن أعظم والآب هو الأعظم...

 والحقيقة أن المُطلع على الكتاب المقدس يعلم أنه في مواضع أخرى ورد اسم الابن أولًا (2 كو 13: 14) وفي مواضع أخرى ورد اسم الروح القدس قبل الآب والابن (لو 1: 35) وفي مواضع أخرى ورد اسم الآب ثم الروح القدس ثم الابن (1 بط 1: 2)، ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي: " أن الأقانيم الثلاثة معًا هم الله الواحد، لأن جوهرهم وهو اللاهوت واحد. ليس في الثالوث أول أو آخر، ولا أكبر ولا أصغر، فالآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله... ولا يوجد أدنى تمييز بين الأقانيم في الذات -لأن ذاتهم واحدةـ ولا في زمن الوجـود لأن كلًا منهـم أزلي أو هم جميعًا متساوون فـي القدرة والعظمة" (65) ويقول "أيضًا البابا أثناسيوس عن الأقانيم: " بأنها بلا سابق ولا لاحق، وليس فيها أكبر وأصغر، ولا أول ولا ثان، ومن ثم لا يوجد بين أقانيمه درجات تجعل إحداها أفضل مقامًا أو أقدم وجودًا"(66).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كلمات للتأمل:

 للقمص صليب حكيم:

 " ثم نأتي إلى الروح القدس فنجده أيضًا مرتبطًا بالآب ارتباطًا جوهريًا لأنه قائم به (بالآب) بالرغم أنه منبثق منه منذ الأزل ولكن بدون انفصال عنه... والروح مرتبط أيضًا بالكلمة لأنه يُبثق من الآب خلاله وهو محمول فيه، وبالكلمة يصير الروح ناطقًا فلا غنى للروح عن الكلمة... لأنه (الآب) ناطق بكلمته ويلده، وحي روحه وباثق له... الكلمة فيه هو القوة الخالقة، والروح فيه هو القوة المحيية أي المعطية للحياة... لذلك (الآب) هو المصدر والمنبع للوجود كله، والعلة الأولى لكل الموجودات، وبثالوثه هذا -أي ذاته وكلمته وروحه- غير محتاج إلى آخر يعقله أو يُعقَل منه، لأنه بهذا الثالوث يَعْقِل ذاته ويُعقَل من ذاته... إذًا فهو مكتف بذاته في قوته وفي حياته وفي إدراكه. إذًا الآب كامل في ذاته من جهة خاصيته ومن جهة تقومه بالأقنومين الآخرين.

 والكلمة كذلك كامل في ذاته، لأنه متقوم بالآب الذي وُلِد منه، وثابت فيه، ويحمل كل قوته في الحكمة والمشورة. كذلك له الحياة بالروح ويحمل قوته المحيية، وناطق بذاته. لذلك هو قدرة الله الفاعلة الخالقة والمتممـة لمشيئته، وبارتباطه هكذا بالآب والروح فهو كامل ومكتفٍ بذاته في ثالوث الذات الإلهية من جهة خاصيته ومن جهة تقومه بالأقنومين الآخرين. والروح القدس كامل في ذاته كذلك، لأنه متقوم بالآب أصل وجوده والذي انبثق منه، وحيث أنه انبثق منه من خلال الكلمة، لذلك فهو ناطق أيضًا بالكلمة. كما أنه حي بذاته ومعطي الحياة لكل وجود حي، وهكذا الروح بارتباطه بالآب وبالكلمة كما بخاصيته التي تميزه، فهو كامل ومكتفٍ بذاته في ثالوث الذات الإلهية من جهة خاصيته ومن جهة تقومه بالآب والكلمة. لذلك فالآب كامل لأنه قائم بذاته وناطق بكلمته وحي بروحه، والكلمة كامل لأنه قائم بالآب وحي بالروح وناطق بذاته، والروح كامل لأنه قائم بالعقل وناطق بالكلمة وحي بذاته.." (67).

 

الأقانيم الثلاثة لهم جميع الألقاب والصفات والكمالات الإلهية:

م

اللقب أو الصفة

الآب

الابن

الروح القدس

1

الله

(أف1: 3؛ 2 كو 14: 13)

(يو1: 1؛ 1يو 5:20)

(أع 5: 3، رو 3: 30)

2

يهوه

(حز 3: 3، 14؛ إش 43: 10)

(يو28: 24،58 رؤ1: 17، 18)

(2 كو 3: 17)

3

الرب

(تث 6: 4، إش 45: 5)

(يو20: 28؛ أع 10: 36)

(أع 5: 9؛ 2كو 3: 17)

4

رب الحياة

(تث 32: 39؛ يو 5: 21)

(لو 7: 14؛ يو 5: 21)

(حز 37: 14؛ رو 8: 11)

5

رب الأنبياء والرُّسل

(إر 7: 25؛ دا 9: 6)

(2 كو 1: 1؛ أف 4: 10، 11)

(2 صم 23: 2؛ 2 بط 1: 21)

6

الأزلي

(مز 25: 6، 93: 2؛ حب1: 12)

(مي 5: 2؛ كو 1: 17)

(عب 9: 14)

7

السرمدي

(مز 90: 2؛ إش 48: 12)

(رؤ2: 8، 22: 13)

(عب 9: 14)

8

غير المحدود

(1مل 8: 27؛ إر23: 24)

(مت 18: 20؛ يو 3: 13)

(مز 139: 7؛ 9، 1 كو 3: 16)

9

الخالق

(1 كو 8: 6)

(يو1: 3؛ كو1: 16)

(أي 33: 4؛ مز 104: 30)

10

القادر على كل شيء

(تك 17: 1؛ خر 6: 3)

(رؤ1: 8، 19:6)

(زك 4: 6؛ 2 تي 1: 7)

11

القدوس

(لا11: 44؛ يو 17: 11)

لو 1: 35؛ رؤ 3: 7)

(أف 4: 30؛ 1 تس 4: 8)

12

العالم بكل شيء

(مز 139: 1؛ 1 أخ 28: 9)

(رؤ 2: 23؛ مت 9: 4)

(1كو 2: 10، 11)

13

المعبود

(يش 54: 5؛ مز 100: 2)

(مت 2: 11؛ في 2: 10)

(يو 4: 24)

14

واضع الناموس

(رو 7: 25)

(غل 6: 2)

(رو 8: 2)

15

غافر الخطايا

(خر 34: 6، 7؛ مت 6: 14)

(مر2: 5؛ لو7: 48)

(1 كو 6: 11)

16

المُخلِّص

(إش 12: 2، 43: 11)

(لو 2: 13؛ أع 4: 12)

(يو3: 5، 6)

17

المعزي

(إش 51: 12، 66: 13)

(يو14: 16)

(يو 15: 26)

18

الشافي

(خر 15: 26؛ مز 103: 2، 3)

(مت 8: 16؛ لو 6: 11)

 

19

عمانوئيل

(إش 7: 14)

(مت 1: 23)

 

20

غير المتغير

(يع 1: 17)

(عب 13: 8)

 

21

الراعي

(مز 23: 1)

(عب 13: 20)

 

22

الديان

(تك 18: 25؛ مز 50: 6)

(مت 16: 27؛ رؤ 22: 12)

 

23

ملك الملوك ورب الأرباب

(تث 10: 17؛ 1تي 6: 15، 16)

(رؤ 17: 14، 19: 16)

 

24

رب الملائكة

(مز 103: 20؛ دا 6: 22)

(مت 13: 41، عب 1: 6)

 

25

رب السبت

(خر 16: 23)

(مت 12: 8)

 

26

رب الطبيعة

(مز 89: 9)

(مر 4: 39)

 

27

رب الكنيسة

(مز 74: 2؛ 1كو 1: 2)

(رو 16: 16؛ أع 20: 28)

 

28

رب الملكوت

(مت 6: 9، 10؛ مت 26: 29)

(رؤ 1: 9)

 

29

إرسال الروح القدس

(يؤ 2: 28)

(يو 15: 26)

 

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

تذكَّر:

 + ليس الأقانيم الثلاثة أجزاءً ولا أقسامًا في الجوهر الإلهي.

 + الأقانيم الثلاثة هم ثلاثة أشخاص، ولكن بدون انفصال.

 + الأقانيم الثلاثة لهم جوهر إلهي واحد، فهم واحد في الجوهر.

 + كل أقنوم يتمايز عن الأقنومين الآخرين.

 + يمكن لأحد الأقانيم أن يرسل الأقنوم الآخر، أو يتخاطب معه.

 + تتمثل وحدانية الثالوث القدوس من جانب الله في وحدانية المشيئة - وحدانية المعرفة - وحدانية العمل - وحدانية الهيكل والعرش... إلخ.

ومن جانبنا تتمثل في وحدانية الإيمان بالثالوث القدوس - وحدانية المعمودية بِاسمه - وحدانية المحبة والإكرام له - وحدانية البركة من فمه... إلخ.

 + للأقانيم الثلاثة جميع الألقاب والصفات والكمالات الإلهية مثل الله - يهوه - الرب - رب الحياة - رب الأنبياء والرُّسل - الأزلي - السرمدي - غير المحدود - الخالق - القادر على كل شيء - القدوس - العالم بكل شيء - المعبود - واضع الناموس - غافر الخطايا - المخلص - المعزي... إلخ.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(56) حتمية الثالوث في الله جـ 3 ثالوثي العاقل صورة لثالوث الله ص 60.

(57) الهداية ص 26.

(58) الله واحد أم ثالوث ص 33.

(59) أورده مفيد كامل في كتابه الثالوث الذي نؤمن به ص 58.

(60) القديس أثناسيوس الرسولي في مواجهة التراث الديني غير الأرثوذكسي ص149.

(61) المرجع السابق ص 149.

(62) الروح القدس وكمال استعلان الثالوث عن القديس أثناسيوس الرسولي ص 44.

(63) الباراقليط الروح القدس في حياة الناس ص 22.

(64) المرجع السابق ص 12.

(65) حقيقة الثالوث ـ القس صموئيل مشرقي ص 106.

(66) حقيقة الثالوث ـ القس صموئيل مشرقي ص 85.

(67) حتمية الثالوث في الله جـ 3 ثالوث العاقل صورة لثالوث الله ص 61، 62.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/three-hypostasis-together.html

تقصير الرابط:
tak.la/3q727n9