St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   trinity-and-unity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد - أ. حلمي القمص يعقوب

29- هل الأقانيم الثلاثة تعتبر أجزاءً أو أقسامًا في الجوهر الإلهي؟

 

س 13: هل الأقانيم الثلاثة تعتبر أجزاءً أو أقسامًا في الجوهر الإلهي؟

 فقد قال مؤلف كتاب "الله واحد أم ثالوث" المسيحي الذي تنكر لمسيحه، وترك مسيحيته، وطرح صليبه: "إن هذه العناصر الثلاثة التي تفضَّل دعاة الثالوث بمنحها لله وهيَ الكيان والنطق والروح قد منحوها له بشروط وأوضاع خاصة، فهم قد قسَّموا الله إلى ثلاثة أقسام منحوا كل قسم صفة من الصفات منعوها عن القسم الآخر، في حين أن تلك العناصر والصفات تجتمع كلها في الإنسان الواحد ولا تجتمع في الله" (43) وقال أيضًا: "ولكن مما يا ترى يتكون الله في نظر دعاة الثالوث؟ هل هو إله واحد مقسم إلى ثلاثة آلهة. أم هو ثلاثة آلهة مستقلة؟ أم هو إله واحد من جهة وثلاثة آلهة من جهة أخرى" (44).

 كما قال: "بعد أن قام أصحاب الثالوث بتقسيم الله إلى ثلاثة أقسام، وبعد أن قاموا بجعل الله الواحد ثلاثة آلهة، قاموا بتوزيع الأعمال والوظائف الإلهية بين هذه الآلهة الثلاثة، فأعطوا كل إله منها مجموعة من الأعمال والوظائف، ومنحوه بعض الخصائص والميزات التي يختص بها وحده ولا يشاركه فيها الإلهان الآخران... فمثلًا الله الآب جعلوه مصدر العدل، والله الابن جعلوه مصدر الرحمة، والله الروح القدس جعلوه مصدر النعمة. فمـن يريـد العدل فليتجه إلى الآب، ومن يرجو الرحمة فليتوسل إلى الابن، ومن يطلب النعمة فليبتهل إلى الروح القـدس، والله الآب يُنسب إليـه الخلق والتبني والدعوة. أمَّا الله الابن فيُنسب إليه فداء البشرية وغفران الخطايا والذنوب. أمَّا الله الروح القدس فيُنسب إليه منح الميلاد الثاني والحياة الطاهرة للبشر وتقديس النفوس... ومعنى ذلك أن الله الآب لا يستطيع غفران الخطايا، وأن الله الابن ليس من اختصاصه تقديس النفوس، وأن الله الروح القدس لا يملك الخلق" (45).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع الضابط الكل، البانطوكراتور - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع الضابط الكل، البانطوكراتور - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

 ج: الأقانيم ليسوا أجزاءً في الجوهر الإلهي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فلا نستطيع أن نقول عن الآب أنه جزء من الجوهر، والابن جزء ثان والروح القدس جزء ثالث... الآب هو كل الجوهر الإلهي مع صفة الأبوة، والابن هو نفس الجوهـر مع صفة البنوة، والروح القدس هو نفس الجوهر مع صفة الحياة.

 الجوهر الإلهي جوهر بسيط لا ينقسم ولا يتجزأ... في الجوهر الواحد نرى الوجود أو الكينونة (الآب) ونرى العقل (الابن) ونـرى الحياة (الروح القدس) دون أدنى انفصال بينهم...

 لو قلنا أن الآب مجرد كينونة مجردة من النطق والحياة لصح كلام المؤلف، ولو قلنا أن الابن مجرد من الوجود أو الكينونة ومن الحياة لصح أيضًا كلام المؤلف، ولو قلنا أن الروح القدس هو حياة مجردة عن الوجود أو الكينونة وعن النطق لصح كذلك كلام المؤلف، ولكننا لا نقول هذا قط، فأقنوم الابن كائن في الجوهر مثل قول الإنجيل: "الابن الوحيدُ الذي هو في حِضنِ الآب هو خبَّر "(يو1: 18) وفي صلوات القداس الإلهي يُصلي الأب الكاهن قائلًا: " أيها السيد الرب يسوع المسيح الكائن في الذات الإلهية وكلمة الله الطاهر مع الآب في الجوهر ومع الروح القدس". وأيضًا الروح القدس كائن في الجوهر الإلهي.

 

 تشبيه: هناك تشبيه يقرب المعنى، وهو أنه لو كان لدينا غرفة مُحكمة الإغلاق، ووضعنا فيها ثلاث قارورات بها عطور شديدة التطاير والانتشار، وفتحنا القارورات فبعد وقت نجد العطور قد تطايرت لتملأ فراغ الحجرة بالكامل، ولا يتميز كل عطر في جزء من الحجرة، والذي يدخل الحجرة يشم رائحة العطور الثلاثة المجتمعة، والتشبيه هنا مع الفارق لأن العطر الجديد ليس عطرًا بسيطًا إنما هو عطر مركب من ثلاثة أنواع من العطور، بينما الجوهر الإلهي بسيط بعيد عن التركيب (راجع حقيقة التجسد - ثروت سعيد ص 198).

 ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي": "الثالوث المبارك لا يتجزأ، وهو واحد في ذاته، لأنه حينما ذُكر الآب ذُكر الابن الكلمة والروح القدس الذي في الابن، وإذا ذُكر الابن فأن الآب في الابن، والروح القدس ليس خارج الكلمة لأن الآب نعمة واحدة تتم بالابن في الروح القدس، وهناك طبيعة إلهية واحدة" (الرسائل إلى سرابيون1: 14) (46).

 وقال "البابا أثناسيوس أيضًا": " أن الإيمان المسكوني هو أن نعبد إلهًا واحداُ في ثالوث، وثالوث في وحدانية غير مشوش الأقانيم، ولا مقسمي الجوهر، فإن أقنوم الآب آخر، وأقنوم الابن آخر، وأقنوم الروح القدس آخر، لكن للآب والابن والروح القدس لاهوتًا واحدًا، ومجدًا متساويًا، وعظمة متساوية في الأزلية" (47).

 وأيضًا يقول "البابا أثناسيوس الرسولي": " أن للأقانيم الثلاثة لاهوتًا واحدًا ومجدًا متساويًا وجلالًا أبديًا فليس في الثالوث أول وآخر، ولا أكبر وأصغر لأن اللاهوت واحد ووحيد، لا يتفكك ولا يتجزأ على الإطلاق" (48).

 ليفهم مؤلف كتاب " الله واحد أم ثالوث " الذي ظن أن المسيحيين يوزعون الاختصاصات والأعمال علـى الأقانيم الثلاثة، وأن ما يقوم به أحد الأقانيم يصعب على الأقنومين الآخرين القيام به. لمثل هذا نقول أن الأقانيم الثلاثة يشاركون في العمل، فمثلًا في الخلقة أراد الآب أن يخلق، فخلق كل شيء بكلمته (الابن) ووهب الحياة بروحه القدوس، فالآب خالق، والابن خالق، والروح القدس خالق، وهم في ذات الوقت خالق واحد لا أكثر.

 لقد قال "المؤلف": " الله الآب جعلوه مصدر العدل... فمن يريد العدل فليتجه إلى الآب" ونحن نقول له لقد ذكر الكتاب المقدس أن الابن هو الديان العادل: "الرب يسوع المسيح، العتِيدِ أن يدينَ الأحياء والأموات، عند ظُهُورهِ وملكُوتِهِ... وأخيرًا قد وُضعَ لي إكليلُ البِرِّ، الذي يهبُهُ لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل" (2تي 4: 1-8).

 وقال "الكاتب": "أن الله الابن جعلوه مصدر الرحمة... فمن يرجو الرحمة فليتوسل إلى الابن" ونحن نقول له كما أن الابن مصدر الرحمة هكذا الآب أيضًا " كما يترأفُ الآبُ على البنين يترأفُ الربُّ على خائِفيهِ" (مز 103: 13).

 وقال "الكاتب": "الله الروح القدس جعلوه مصدر النعمة... فمن يطلب النعمة فليبتهل إلى الروح القدس" ونحن نقول له كما أن الروح القدس مصدر النعمة هكذا الآب: " يُعْطِي نِعمَةً للْمُتوَاضِعِينَ "(أم 3: 34) "لا تخَافي يا مريمُ، لأنكِ قد وجدتِ نعمةً عند الله" (لو1: 30) وأيضًا الابن هو مصدر للنعمة: "نعمةُ ربنا يسُوع المسيح معكُم "(رو 16: 20) "ومن مِلئِه نحـنُ جميعًا أخذنا، ونعمةً فوق نعمةٍ "(يو1: 16) وقال "الكاتب": "الله الآب يُنسب لـه الخلق والتبني والدعوة... وإن الله الروح القدس لا يملك الخلق "، ونحن نقول له إن هذه مغالطة من مغالطات كثيرة لأن الكتاب المقدس قال: "تُرسلُ رُوحك فتُخلَقُ، وتجدِّدُ وجه الأرض" (مز 104: 30) "روح الله صنعَنِي" (أي 33: 4).

 وقال "الكاتب": "الله الابن يُنسب إليه فداء البشرية وغفران الخطايا والذنوب... ومعنى ذلك أن الله الآب لا يستطيع أن يغفر الخطايا "، ونحن نقول له أن كلام الرب يسوع على الصليب يكشف هذه المغالطة "فقال يسوعُ: يا أبتاهُ، اغفِر لهُم، لأنهُم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34).

 وقال "الكاتب": "الله الروح القدس يُنسب إليه منح الميلاد الثاني والحياة الطاهرة للبشر وتقديس النفوس... إن الله الابن ليس من اختصاصه تقديس النفوس" ويرد الإنجيل عليه موضحًا أن الابن يقدس نفوسنا "أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يُقدِّسها، مُطهِّرًا إياها"(أف 5: 25، 26) وأيضًا الآب يقدسنا "وإله السَّلام نفسه يقدِّسكم بالتَّمام" (1 تس 5: 23).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

 (43) الله واحد أم ثالوث ص 14، 15.

(44) المرجع السابق ص 22.

(45) الله واحد أم ثالوث ص 27، 28.

(46) أثناسيوس الرسولي في مواجهة التراث الديني غير الأرثوذكسي ص 146.

(47) سر الثالوث القدوس ص 15، 16.

(48) أورده القس صموئيل مشرقي - حقيقة الثالوث ص 89.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/no-parts.html

تقصير الرابط:
tak.la/7sthgb3