St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   trinity-and-unity
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد - أ. حلمي القمص يعقوب

50- هل الروح القدس له الأعمال الإلهية والإكرام الإلهي؟

 

س 29: هل الروح القدس له الأعمال الإلهية والإكرام الإلهي؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

  1. عمل الروح القدس في الخلقة

  2. عمل الروح القدس في الأنبياء

  3. عمل الروح القدس في التجسد الإلهي والفداء

  4. عمل الروح القدس في تكوين الكنيسة

  5. عمل الروح القدس في الخدام

  6. عمل الروح القدس في الشهادة للمسيح

  7. الروح القدس له الإكرام الإلهي

 

 1ـ عمل الروح القدس في الخلقة:

الآب خلق كل شيء بكلمته (يو 1: 3) وبعث الحياة بروحه القدوس " بكلمة الرب (الابن) صُنعِت السمَوات وبنسمة فيه (روحه القدوس) كل جنودها"(مز 33: 6) ويقول "الكتاب المقدس": "إنه ما دامت نسمتي فيَّ، ونفخة الله في أنفي" (أي 27: 3) ويقول "المرنم": "تحجب وجهك فترتاع. تنزع أرواحها فتموت، وإلى ترابها تعود. ترسل روحك فتُخلَق، وتجدّد وجه الأرض "(مز104: 29، 30) ويرد "القديس أثناسيوس" على جماعة المتقلبين الذين أنكروا ألوهية الابن ثم عادوا واعترفوا بالابن وأنكروا ألوهية الروح القدس فيقول: "وإن كان الآب بالكلمة وفي الروح القدس يخلق كل الأشياء ويجدّدها، فأي شبه أو قرابة بين الخالق والمخلوق؟ كيف يكون مخلوقًا ذاك الذي فيه تُخلَق كل الأشياء؟ إن مثل هذه الأقوال الشريرة تؤدي إلى التجديف على الابن، حتى إن من يقولون أن الروح القدس مخلوق يقولون أيضًا أن الكلمة مخلوق. ذاك الذي به تُخلَق كل الأشياء "(111).

 

 2ـ عمل الروح القدس في الأنبياء:

الروح القدس هو الذي أعطى النبوة للأنبياء، ولذلك يقول "موسى النبي": "يا ليت كلَّ شعب الرب كانوا أنبياء إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد 11: 29) ويقول "داود النبي": "روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني" (2 صم 23: 2) وفي يوم الخمسين تحققت نبوة يوئيل النبي (يؤ 2: 28) فقال "بطرس الرسول": "بل هذا ما قيل بيوئيل النبي. يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة إني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلامًا. وعلى عبيدي أيضًا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون"(أع 2: 14 ـ 18). وزكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان امتلأ من الروح القدس وتنبأ قائلًا: (لو1: 67) وسمعان الشيخ: " كان قد أوحى إليه بالروح القدس... فآتى بالروح إلى الهيكل "(لو 2: 26،27) والروح القدس هو الناطق بكل نبوة " لأنه لم تأتِ نبوة قطٌ بمشيئة إنسان، بل تكلَّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس "(2 بط 1: 21) والكنيسة تعلمنا أن الروح القدس هو الناطق في الأنبياء " نعم نؤمن بالروح القدس... الناطق في الأنبياء" (قانون الإيمان).

St-Takla.org Image: Saint Cyril the Great of Alexandria, Coptic pope صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

St-Takla.org Image: Saint Cyril the Great of Alexandria, Coptic pope

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

 وأيضًا عمل الروح القدس في العهد القديم في القضاة، فمنحهم القوة لتخليص شعب الله "فكان عليه (على عثنيئيل) روح الرب "(قض 3: 10) "فكان روح الرب على يفتاح" (قض11: 29) وشمشون حلَّ عليه روح الرب" (قض14: 5)، وكذلك عمل الروح القدس في الملوك منذ مسحهم، "فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحهُ في وسط إخوته. وحلَّ روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدًا"(1صم 16: 13)، ولكن حلول الروح القدس في العهد القديم كان حلولًا مؤقتًا، أمَّا في العهد الجديد فانه يسكن فينا، فيقول "القديس كيرلس الكبير": " ولذلك لم يكن الآباء والأنبياء في العهد القديم قد قبلوا الروح القدس كما قبلناه نحن. لقد كانوا يتنبأون بفعل الروح ولكنه لم يكن يسكن فيهم بمثل ما يسكن فينا" (112).

 

 3ـ عمل الروح القدس في التجسد الإلهي والفداء:

الروح القدس هو الذي هيأ الجسد المقدس للسيد المسيح من أحشاء العذراء مريم، ولذلك عندما تساءلت العذراء قائلة: "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحلُّ عليك، وقوة العلي تظللك"(لو1: 34، 35).

 والروح القدس هو الذي مسح الرب يسوع للخدمة "روح السيد الرب علىَّ، لأن الرب مسحني" (إش61: 1)، وبعد المعمودية يقول: "أمَّا يسوع فرجع من الأردن ممتلئًا من الروح القدس" (لو 4: 1)، فمن الذي يملأ الرب يسوع المالئ كل مكان وزمان بلاهوته إلاَّ الـروح القدس الواحد معه في الجوهر الإلهي؟!!.. لقد مسح الآب الابن بالروح القدس "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحهُ الله (الآب) بالروح القدس والقوة "(أع 10: 38)، ويقول "القديس كيرلس الكبير": "لقد كان الكلمة المتجسد قدوسًا بطبعه، بحق جوهره الإلهي، ولكنه بصفته إنسانًا قدَّس ذاته من أجلنا كمن يكتسب القداسة... وهكذا نال الروح القدس ليس من أجل ذاته هو إذ أنه هو معطي الروح بل من أجلنا نحن لكي يمنحه لطبيعتنا البشرية الكائنة فيه، ويجعل النعمة التي فارقتها تتأصل من جديد فيها"(113).

 والروح القدس هو الذي قاد الرب يسوع للبرية، ويقول "القديس جيروم": "لم يُصعَد (إلى البرية) كمن هو مُلزم أو من هو أسير إنما اُقتيد باشتياق إلى المعركة" (114) والروح القدس هو روح الفداء " فكم بالحرى يكون دم المسيح، الذي بروحٍ أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيبٍ "(عب 9: 14) والروح القدس هو روح القيامة (رو 8: 11)، ويعلق "القديس يوحنا فم الذهب" قائلًا: "مرة أخرى يمس نقطة القيامة بكونها أكثر الأمور التي تبعث الرجاء في السامع وتهبه ضمانًا لما يحدث له في المسيح، فلا تخف إذًا لأنك مثقل بجسد مائت. ليكن لك الروح فستقوم ثانية لا محالة... حقًا سيقوم الكـل، لكن لا يقوم الكل للحياة إنما يقوم البعض للعقاب والآخر للحياة... إنه لا يعاقبك إن رأى روحه يشرق فيك "(115).

 

 4ـ عمل الروح القدس في تكوين الكنيسة:

بحلول الروح القدس على المجتمعين في العلية وُلِدت كنيسة العهد الجديد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وبعمل الروح القدس في الكنيسة والأسرار تنمو الكنيسة وتمتد " الحق الحـق أقول لك: إن كـان أحدٌ لا يُولَد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5)، فيقول "القديس كيرلس الكبير": "فالابن يقوتنا ويغذينا بطريقة كاملة بواسطة الروح القدس... فالمسيح يقوم بدور الكرمة ونحن ننتمي إليه كالأغصان ونغتني بنعمته ونستقي منه بالروح القدس قوة روحية لإنتاج الثمر" (116).

 والروح القدس هو روح الشركة مع الكنيسة "وشركة الروح القدس مع جميعكُم" (2كو 13: 14)، ويقول "القديس أثناسيوس الرسولي": "أننا بالروح نصير في الله... وبالتالي نصير متحدين بعضنا مع بعض في الله" (117).

 ويقول "القديس كيرلس الكبير": " لم يكن ممكنًا أن يصل أحد إلى الاتحاد بالله إلاَّ بواسطة المشاركة في الروح القدس الذي يغرس فينا قداسته الخاصة، ويعيد تشكيل طبيعتنا الساقطة تحت الفساد إلى شكل حياته الخاصة "(118).

 والروح القدس هو الذي يقود الكنيسة للأبدية فيقول "الأب ساروفيم ساروفسكي": "إن غاية الحياة الروحية كلها هيَ اقتناء الروح القدس" (119) ويقول "القديس أمبروسيوس": "أن الروح القدس هـو ينبوع الحياة الأبدية... حيث يوجد الروح القدس توجد الحياة الأبدية أو حيث تكون الحياة الأبدية فهناك الروح القدس" (120) وباختصار يقول "القديس إيريناؤس": "حيثما وُجِدت الكنيسة وُجِد الروح القدس، وحينما وُجِد الروح القدس وُجِدت الكنيسة" (121).

 

 5ـ عمل الروح القدس في الخدام:

ارتبط العمل الكرازي بحلول الروح القدس، فلم يسمح الرب يسوع لتلاميذه بالكرازة إلاَّ بعد حلول الروح القدس عليهم (أع 1: 8) والروح القدس كان يحرك الخدام للخدمة "أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه"(أع 13: 2)، وكان يوجه الخدام "وبعد ما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس أن يتكلَّموا بالكلمة في أسيا. فلما أتوا إلى ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بثينية، فلم يدعهم الروح" (أع 16: 6، 7) "فقال الروح لفيلبُّس: تقدم ورافقة هذه المركبة"(أع 8: 29) وبعد عماد الخصى "خطف روح الرب فيلبُّس، فلم يبصره الخصىُّ" (أع 8: 39) وفي بشارة الأمم وقبولهم "وبينما بطرس مُتفكر في الرؤيا، قال له الروح: هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. لكن قم وانزل واذهب معهم غير مرتاب في شيء، لأني أنا قد أرسلتهم"(أع 10: 19ـ 20). ويقول "البابا أثناسيوس الرسولي": " الروح القدس يقتحم الخدمة، ويتجلى هنا كمدبر للخدمة والداعي للخدام والمُرسَل للخدام بصورة شخصية واضحة منقطعة النظير، إنما في إطار من الصوم والصلاة والاجتهاد في الخدمة. وهكذا يتضح أن الروح القدس صار هو قائد الخدمة، أي البشارة بالمسيح ومدبرها والمتولي شئونها في الكنيسة" (122).

 

 6ـ عمل الروح القدس في الشهادة للمسيح:

"حينئذ امتلأ بطرس من الروح القدس وقال لهم: يا رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل... يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله من الأموات... وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أُعطى بين الناس، به ينبغي أن نخلص"(أع 4: 8 ـ 12) واستفانوس في محاكمته "لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به"(أع 6: 10)، وهكذا كانت الكنيسة الأولى "ولما صلُّوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة "(أع 4: 31)، والروح القدس ما زال يشهد في الكنيسة من خلال القوات والمعجزات "شاهدًا الله معهم بآيات وعجائب وقواتٍ متنوعةٍ ومواهب الروح القدس، حسب إرادته"(عب 2: 4).

  ويقول "القديس أمبروسيوس": "فأجسادنا التي من طين إذا التهبت بحرارة ونعمة الروح القدس، تشهد لآلام الرب يسوع وتعترف جهرًا بالإيمان به... هذا بلا شك هو الروح القدس الذي يدعى نارًا كما يدعى نورًا" (123).

 

 7ـ الروح القدس له الإكرام الإلهي:

ويتمثل هذا الإكرام في:

 أ ـ المعمودية بِاسمه (مت 28: 19).

 ب ـ الشركة معه (2 كو 13: 14).

 جـ ـ قيادته لنا (رو 8: 14 ـ أف 4: 30) ونحن نستجيب له، فهو الذي يبكتنا على خطايانا، ويحرك قلوبنا للتوبة ويشفع فينا، وعدم الاستجابة له تعتبر خطية بلا مغفرة (مر 3: 29).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(111) رسائل أثناسيوس الرسول عن الروح القدس ـ تعريب القمص مرقس داود ص 71، 72.

(112) كيف يتم تقديس النفس بالروح القدس في لاهوت كيرلس الكبير ـ لأحد آباء دير أنبا مقار ص 12.

(113) المرجع السابق ص 9، 10.

(114) تفسير الإنجيل بحسب متى للقمص تادرس يعقوب ص 79.

(115) تفسير رسالة رومية للقمص تادرس يعقوب ص 157.

(116) المرجع السابق ص 28.

(117) الروح القدس هو روح الوحدة في التقليد الكنسي لأحد آباء دير أنبا مقار ص 50.

(118) المرجع السابق ص 41.

(119) المرجع السابق ص 41.

(120) المرجع السابق ص 23.

(121) المرجع السابق ص 21.

(122) الروح القدس وكمال استعلان الثالوث عند القديس أثناسيوس ص 22.

(123) يوم الخمسين في التقليد الآبائي ص 22.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/holy-spirit-divine.html

تقصير الرابط:
tak.la/b82yf9g