ثانيا: حفظ السبت:
ساق الأدفنتست الحجج الآتية لحفظ يوم السبت:
1 - " الله وضع نظام السبت في بدء الخليقة " فأكملت السموات والأرض وكل جندها وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا (تك2:1 -3) "(62)
" يتميز يوم السبت عن باقي الأيام بأربعة أشياء (1) فرغ الله من عمله في اليوم السابع (2) استراح في اليوم السابع (3) بارك اليوم السابع (4) وقدس اليوم السابع. واليوم السابع هو السبت إذن الراحة والبركة والقداسة جميعها مختصة باليوم السابع دون سواه "(63)
2 - حفظ السبت عهد أبدى كقول الكتاب " فيحفظ بنو إسرائيل السبت. ليصنعوا السبت في أجيالهم عهدا أبديا هو بيني وبين بنى إسرائيل علامة إلى لا بُد "(خر 31: 16، 17).
3 - السيد المسيح قدَّس السبت " وجاء إلى الناصرة حيث تربى...
ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ" (يو 4: 16) " فكان من عادة يسوع إذن أن يحفظ يوم السبت عندما كان على الأرض ولو نزل من السماء اليوم لحفظ السبت أيضًا لان الرسول بولس كتب عنه في عبرانيين (13: 8) " بيسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم إلى لا بُد "(64) والسيد المسيح عند حديثه عن خراب أورشليم قال:
" وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت "(مت 24: 20). إن من صنع السبت لا يبطله ولا سمره بصليبه. إن السبت لم يبطل ولا أُلغي بموت المسيح وإلا لما وجب تقديسه بعد الصلب بأربعين سنه. إذ كان على التلاميذ أن يواظبوا على الصلاة لمدة أربعين سنة حتى لا يكون هربهم يوم السبت "(65)
4 - حفظ المريمات السبت " فرجعن واعدَّدن حنوطات وأطيابًا وفي السبت استرحن حسب الوصية" (لو 23: 56). " إن هؤلاء النسوة اعتبرن بين اتباع السيد المسيح الأمناء... ومع ذلك نجدهَّن يقدسَّن اليوم السابع حتى الصليب إذ اعتبرنه أقدس من ان يحل فيه حتى تحنيط جسد ربهَّن "(66)
5 - بولس الرسول ومن معه كانوا يواظبون على الاجتماع يوم السبت " ودخلوا المجمع يوم السبت" (اع 13: 14) " جعل الأمم يطلبون إليهما أن يكلماهم بهذا الكلام في السبت القادم" (اع 13: 42). " وفي السبت التالي اجتمعت كل المدينة" (اع 13: 43)، وكان يحاجهم ثلاثة سبوت من الكتب" (اع 17: 2).
6 - وتقول النبية الملهمة عن الذين يحفظون السبت:
" السماء بأسرها ظهرت لي كأنما هي تعاين وتراقب في السبت الذين يسلمون بمطاليب الوصية الرابعة ويحفظون السبت والملائكة أظهروا اهتمامهم بهذه الفريضة الإلهية وسامي اعتبارهم لها والذين قدسوا الرب الإله في قلوبهم بذهن من التعبد المدقق... هؤلاء كان الملائكة بنوع خاص يباركونهم بالصحة والإنارة وقد زودوا بقوة خاصة "(67)
ولهذا يوصى الأدفنتست بحفظ يوم السبت من غروب يوم الجمعة:
"وبما أن الأدفنتستي السبتي يؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله ويقبله كإعلان من السماء... ذلك يعنى أن يحفظه (السبت) من غروب شمس الجمعة إلى غروب شمس السبت كما جاء في إرشاد الوحي من المساء إلى المساء تسبتون سبوتكم"(68)
تعليق:
1 - حقًا إن الله استراح في اليوم السابع ولكن فات على الأدفنتست أن أيام الخليقة ليست هي أيام عادية بل أن اليوم الواحد من الخليقة قد يساوي آلاف أو ملايين السنين، والشمس والقمر اللذان يحكمان النهار والليل لم يوجدا إلاَّ في اليوم الرابع من أيام الخليقة.(تك 1: 14 - 19)، والكتاب لم يذكر عن اليوم السابع انه كان صباح وكان مساء يوما سابقا وهذا يعنى أننا مازلنا للآن في اليوم السابع.
وان قال الكتاب أن الله استراح من عمله في اليوم السابع لكن ليس معنى هذا أنه توقف عن العمل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فالله لا يكف عن العمل حتى يوم السبت. وأن كان عمل الخلقة انتهى إلاَّ أن أعمال العناية والحفظ والمحبة والعدالة الإلهية لا تنتهي أبدًا، كما أن وصية السبت لم تعط للإنسان خلال الفترة من بدء خلقته إلى عصر الناموس.
2 - كما ذكر الكتاب عن حفظ السبت كعهد أبدي (خروج 31: 16، 17)
هكذا ذكر عن الكهنوت اللاوي (الذي نادى الأدفنتست بزواله) انه أبدي:
"وتمسحهم كما مسحت أباهم ليكهنوا لي. ويكون ذلك لتصير لهم مسحتهم كهنوتا أبديًا في أجيالهم "(خر 40: 15).
أيضًا ذكر الكتاب عن الذبائح الحيوانية إنها فريضة دهرية:
" كل ذكر من بنى هرون يأكل منها فريضة دهرية في أجيالكم من وقائد الرب "(لا 6: 18).. " والكاهن الممسوح عوضا عنه من بنيه يعملها فريضة دهرية للرب "(لا 6: 22).
وقد ناقش معلمنا بولس الرسول هذا التغير من الكهنوت اللاوي إلى الكهنوت المسيحي "لأنه إن تغيَّر الكهنوت فبالضرورة يصير تغير للناموس أيضًا... فانه يصير أبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها إذ الناموس لم يكمل شيئًا... لان أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة وأما هذا فبقسم من القائل له اقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى لا بُد على رتبة ملكي صادق "(عب 7).
3 - السيد المسيح تمَّم كل مطاليب الناموس فمثلا خُتن في اليوم الثامن ومع هذا فإن الختان قد ألغى في العهد الجديد... كان الختان في العهد القديم يمثل عهدًا أبديا مع الله " فيكون عهدي في لحمكم عهدًا أبديًا"(تك 17: 13) والنفس التي لا تخُتن تقطع من شعب الله ومع هذا عندما "قام أُناس من الذين كانوا قد أمنوا من مذهب الفريسيين وقالوا انه ينبغي أن يختنوا ويوصوا أن يحفظوا ناموس موسى" (اع 15: 5). اجتمع الرسل في أورشليم وصدر القرار الآتي:
"لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع ثقلًا أكثر غير هذه الأشياء الواجبة. أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا" (اع 15: 28، 29).
والسيد المسيح صنع معجزات شفاء كثيرة في السبوت، وعندما شفى المخلع يوم السبت أوصاه بأن يحمل سريره ويذهب " فقال اليهود للذي شفى أنه سبت. لا يحل لك أن تحمل سريرك" (يو 5:10).. وعندما قطف التلاميذ السنابل يوم السبت ليأكلوا وتذمر عليهم الفريسيون دافع المعلم الصالح عنهم وقال لليهود "السبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت. إذا ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا "(مر 2: 27، 28).. ولم يكف الفريسيين عن التذمر " فقال قوم من الفريسيين هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت" (لو 9: 16). أما ربنا يسوع فلم يكف عن العمل يوم السبت قائلًا لهم " أي إنسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في حفرة أفما يمسكه ويقيمه" (مت 12: 11).. لقد كان ربنا يسوع يعُلم ويدُبر لتحويل السبت إلى الأحد. وكلمة "سبت" كلمة عبرية معناها راحة ولهذا فعندما حذَّر ربنا يسوع التلاميذ حتى يصلوا لكي لا يكون هربهم في شتاء أو في سبت عند خراب أورشليم فانه كان يقصد بالسبت هنا الراحة. أي ليصل التلاميذ حتى إذا جاءت الضيقة يكونوا مستعدين روحيًا.
4 - المريمات حفظَّن السبت لان السيد المسيح كان مازال في القبر لم يقم بعد، وبالتالي لم يكن السبت كان قد استبدل بالأحد، بل أن الكنيسة المسيحية لم تكن قد ولدت بعد لأنها ولدت يوم الخمسين.
5 - بولس الرسول كان يدخل المجامع أيام السبوت حيث يجتمع اليهود لكي يجد فرصة أفضل للكرازة وسط الجمع... ومعلمنا بولس الرسول يوصينا بأنه لا داعي لحفظ السبت لأنه كان ظلًا للأمور العتيدة " فلا يحكم احد في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت. التي هي ظل الأمور العتيدة" (كو 2: 16، 17).
6- حفظ السبت لم يكن من مبادئ الأدفنتست لان لفظة الأدفنتست تعنى "المجيئيين" أي الذين ينتظرون مجيء السيد المسيح الذي ملك من وجهة نظرهم سنة 1844 م... لكن فكرة حفظ السبت ابتدعتها سيدة تدعى " راشيل واكس " من طائفة المعمدانيين "معمداني اليوم السابع" بعد أن تركت طائفتها وانضمت إلى الأدفنتست ثم نادت بحفظ يوم السبت، ورغم اعتراض وليم ميلر على هذه الفكرة إلاَّ إنه كالعادة انحازت النبية المُلهَّمة ايلين هوايت للسيدة راشيل واكس وخضع لهما وليم، وترتب على هذا تغيير اسم الجماعة إلى الأدفنتست السبتيون"، وركز الأدفنتست على حفظ السبت وكأنه هو هدفهم الأوحد ولم يصغوا لقول الإنجيل " أتحفظون أيامًا... أخاف أن أكون قد تعبت فيكم عبثا" (غل4: 10، 11).
7- هل يوجد نص واحد في العهد الجديد بحفظ السبت؟
إن عدو الخير الذي أنكر وانفضح أمره بقيامة ربنا يسوع من الأموات يبغض القيامة ويحاول دائمًا وأبدًا أن يطمس معالم هذه القيامة المقدسة. لذلك في القديم أغوى رؤساء الكهنة لكي يقدموا رشوة لحراس القبر حتى ينكروا القيامة، وعن طريق بدعة راشيل يحاول أن يجذب الأنظار عن قيامة الرب.
_____
(62) ص30 اليوم المبارك.
(63) ص34,33 اليوم المبارك.
(64) ص28 اليوم المبارك .
(65) ص 606 مشتهى الأجيال.
(66) ص 42 أصدقاؤك الأدفنتست.
(67) ص 88 اليوم المبارك.
(68) ص 44 أصدقاؤك الأدفنتست.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/sabbath-day.html
تقصير الرابط:
tak.la/xrfgp4h