مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الأدفنتست... ظلمة الموت - أ. حلمي القمص يعقوب

30- تقسيم الناموس: الأدبي، الطقسي، المدني

 

أولًا: تقسيم الناموس

قَسَّم الأدفنتست الناموس إلى ثلاث أنواع: الناموس الأدبي، والطقسي، والمدني، ونادوا بأن الناموس الطقسي والمدني قد زالا أما الناموس الأدبي فما زال باقيًا (ص 24 - 26 اليوم المبارك بقلم القس شفيق سرور، ص 403، 433 الكتاب يتكلم ).

 

1 - الناموس الأدبي:

يرى الأدفنتست أن الناموس الأدبي يشمل الوصايا العشر، وهذا ناموس دائم إلى لا بُد لهذا قال عنه السيد المسيح " إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس" (مت 5: 18)، ويصفه يعقوب الرسول بأنه " ناموسا ملوكيا" (يع 2: 8).. هذا الناموس تكلم به الله (تث 4: 12، 13) وكتبه الله بأصبعه (خر 31: 18) ووضع في التابوت (خر 40: 20).. قال عنه المزمور أنه " كامل "(مز 19: 7)"، وثابت إلى لا بُد ولن يتغير" (مز111: 7، 8)، وقال عنه بولس الرسول انه "روحي" (رو 7: 14) و"مقدس وعادل وصالح "(رو 7: 12).

 

2 - الناموس الطقسي:

St-Takla.org Image: Jewish star, and the Law. صورة في موقع الأنبا تكلا: النجمة اليهودية والناموس.

يرى الأدفنتست أن الناموس الطقسي هو الخاص بالكهنوت والذبائح والفرائض وطقوس العبادة، وهذا الناموس قد زال بمجيء المسيا المنتظر كقول الكتاب " محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب "(كو 2: 14).. " مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض" (اف 2: 15).. هذا الناموس وضع على جانب التابوت (تث 31: 24 - 26) وقال عنه بولس الرسول انه "غير كامل" (عب 7: 19)، وطقس جسدي "(عب 7:16).

 

3 - الناموس المدني:

يرى الأدفنتست أن الناموس المدني هو الخاص بتنظيم الحكومة اليهودية وسياستها الداخلية والخارجية، وهذا الناموس زال أيضًا بزوال مملكة اليهود.

تعليق:

تقسيم الناموس الثلاثي الذي ينادى به الأدفنتست تقسيم غير صحيح وغير منطقي لأن الإنجيل صرح بأن من يحفظ الناموس كله (وليس ثلثه كما يدعون) واخطأ في وصية واحدة فقد صار مخطئا في الناموس ككل " لان من حفظ الناموس كله وعثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل" (يع 2: 10).

والسيد المسيح عندما قال "ما جئت لا نقض الناموس بل لاُكمَّل الناموس" (مت 5: 17) لم يقسم هذا الناموس إلى ثلاثة أجزاء كما قسمه الأدفنتست، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وعندما قال "إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس" (مت 5: 18) وهل أكمل ربنا يسوع قوله بأنه يقصد بهذا الناموس الأدبي فقط دون الناموس الطقسي والمدني؟!!

وإن كانت وصية السبت وردت في الناموس الأدبي (الوصايا العشر) فإنها وردت أيضًا ضمن الطقوس والفرائض (خر 31) وأيضًا وردت ضمن الأحكام (خر 23) وهذا يظهر لنا أن الناموس وحدة واحدة لا يتجزأ إلاَّ في أذهان الأدفنتست. كما أن قولهم بأن حفظ السبت من الوصايا العشر الأدبية التي لا تنتهي العمل به إلى أبد الآبدين نقول مردود عليه لان البهائم والأرض كانت تشارك الإنسان في راحة السبت فما هي القيمة الأدبية بالنسبة للحيوان؟!

 كان الناموس مؤدبنا للمسيح الذي جاء وأكمل الناموس بمحبته اللانهائية لنا "لان من أحب غيره فقد كمل الناموس... فالمحبة هي تكميل الناموس" (رو 13: 8 - 10). حقًا أن الناموس قد استكمل بظهور الله في الجسد وفي الموعظة على الجبل أمام الجموع كرر هذه العبارة عدة مرات " سمعتم في القديم... أما أنا فأقول لكم.."

لقد تم استكمال الناموس بنعمة ربنا يسوع... ففي القديم أعطى الله الناموس لبني إسرائيل ولكن الإنسان فشل في الوصول لله عن طريق الناموس. لهذا جاء مخلصنا الصالح ووهبَّ الإنسان النعمة التي تعينه وتقوده لله... كان الناموس يطالب الإنسان الفاقد الصلاح أن يكون صالحًا لكن النعمة الإلهية وهبت للإنسان الصلاح ومن ثم يمكنه أن يكون صالحًا "لان الناموس بموسى أعُطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارًا" (يو 1: 17). كان بالناموس معرفة الخطية إذ هو المرآة التي تبرز عيوب كل إنسان فيعرفها ولكنه لا يستطيع أن يتخلص منها لان الناموس لا يعطيه القوة للخلاص من هذه العيوب، أما نعمة ربنا يسوع فتخلص الإنسان من كل عيوبه وتقدسه إلى التمام.

حفظ السبت

الأدفنتست... ظلمة الموت كتب أ. حلمي القمص يعقوب

تقديس يوم السبت

---