ثالثا: تغيير السبت إلى الأحد بالقوة:
يدعى الأدفنتست بأن سبب تغيير السبت بالأحد هو دخول عبَّاد الشمس الذين يقدسون يوم الأحد إلى المسيحية لان معنى الأحد (Sunday) يوم الشمس فيقولون:
1- "تلك الحقبة من تاريخ الكنيسة المسيحية التي تبتدئ بتبوء قسطنطين العرش في سنه 313 حين انقلبت الحالة تمامًا إذ صارت الحكومة التي كانت تقتل المسيحيين تحميهم وتعزز مراكزهم حتى تراكض الناس لاعتناق المسيحية بالألوف جالبين وإياهم شتى أنواع الطقوس الوثنية التي تبنتها الكنيسة بما فيها حفظ يوم الأحد الذي كان يقدسه عبَّاد الشمس ومن ذلك العصر أبدلت الكنيسة حفظ الوصية الرابعة بالسبت الوثني" (69)
2- لقد أصدر الملك قسطنطين قرارا في 7 مارس سنة 321 م بحفظ الأحد "على كل القضاة وسكان المدن وأصحاب المهن والأعمال أن يعطلوا في يوم الشمس المحترم ولكن أولئك الذين يسكنون المزارع فلهم مطلق الحرية أن يمارسوا أعمالهم الزراعية إذ قد لا يكون لهم يوم آخر مناسبا لزرع القمح أو غرس الكرمة ولئلا تفوتهم الفرصة السانحة للقيام بهذه الأعمال وجب إعفائهم "(70)
3- في سنة 425م أصدر الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير قانونا بحفظ الأحد بسبب إلحاح الأساقفة:
"صدر أمر يمنع الملاهي والمباريات في أيام الآحاد وأيام الأعياد الرئيسية المسيحية لئلا يحدث أي تشويش يحول دون تعبد المؤمنين "(71)
4- في سنة 800 م أصدر شارلمان قانونا بحفظ الأحد ":
"لقد صدر منا الأمر... بأن لا يعمل عمل ما في يوم الرب... فلا يسمح للرجال بان يشتغلوا في الحقول كفلاحة الكروم أو زرع الأراضي أو صد الحشيش أو صنع السياج أو شذب الأشجار أو قطع الأغصان.."(72) ويتباهى الأدفنتست بأنهم هم الذين أحيوا وصية حفظ السبت.
تعليق:
معنى السبت بالنسبة لله هو الراحة (تك 2: 2).. والراحة الحقيقية صارت عندما تمَّم الله الفداء وقام من الأموات في فجر الأحد " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر" (مت 28: 10).
وأظهر ربنا يسوع أهمية الأحد بظهوراته المختلفة ففيه ظهر لمريم المجدلية "وبعدما قام باكرًا في أول الأسبوع ظهر أولًا لمريم المجدلية" (مر 16: 9).. وفي يوم الأحد أيضًا أعلن قيامته لتلاميذه الأطهار " ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع... جاء يسوع ووقف في الوسط" (يو 20: 19).. وفي نفس اليوم أيضًا ظهر لتلميذى عمواس (لو 24: 31) أن يوم الأحد هو يوم قيامة الرب " هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنبتهج ونفرح فيه" (مز 118: 22) أما يوم السبت فهو يوم الحزن والبكاء والدموع حيث كان السيد المسيح موجودًا في القبر.
وفي الأحد التالي للقيامة ظهر للتلاميذ ومعهم توما ليؤكد حقيقة القيامة لتوما الذي شك (يو 21: 26) وأيضا ليؤكد أهمية يوم الأحد... فقد ترك توما في شكه عدة أيام حتى جاء يوم الأحد فظهر له ورفع عنه الشك.
وفي يوم الأحد حل الروح القدس على التلاميذ القديسين والرسل الأطهار في يوم الخمسين... واعتاد التلاميذ على عقد اجتماعاتهم يوم الأحد حتى أن بولس الرسول رغم انه كان يسعى للسفر هو ومرافقيه للوصول إلى أورشليم قبل يوم الخمسين إلا أنه ظل في ترواس ستة أيام حتى اقبل يوم الأحد ليجتمع مع المؤمنين " وفي أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا خاطبهم بولس وهو مزمع أن يمضى في الغد" (أع 20: 7).
ويوم الأحد كان يوم العطاء الجماعي " في كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده. خازنا ما تيسر حتى إذا جئت لا يكون جمع حينئذ" (1 كو 16: 2)... ويوحنا الحبيب عاين رؤياه في يوم الأحد " كنت في الروح في يوم الرب" (رؤ 1: 10).
وأن كان حِفظ السبت قد أعطاه الله لبني إسرائيل تذكار لخروجهم من أرض مصر " واذكر أنك كنت عبدًا في أرض مصر فأخرجك الرب إلهك من هناك بيد شديدة وذراع ممدودة لأجل ذلك أوصاك الرب إلهك أن تحفظ يوم السبت" (تث 5: 15) فنحن نحفظ يوم الأحد تذكار لخروجنا من العبودية إلى الحرية ومن الموت إلى الحياة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.
أما الملك قسطنطين البار فهو أول إمبراطور مسيحي... لقد رفع الاضطهاد والظلم الواقع على المسيحيين وفتح أبواب الكنائس وأفرج عن المساجين، وجعل الأحد إجازة رسمية في الدولة ولهذا أصدر منشور بهذا. ولكن ليس معنى هذا أن الأحد لم يكن مقدسًا قبل هذا بل السبت وفجأة استبدله قسطنطين بالأحد... ترى لو حدث مثل هذا الانقلاب أما كان يتصدى له آباء وأبناء الكنيسة الباسلة كما تصدوا لمن قبله؟ ولو حدث هذا الانقلاب ترى هل كان التاريخ يصمت عن ذكر هذا؟
منشور قسطنطين لم يفعل شيئا غير التأكيد على قدسية الأحد وهذا ما قصده أيضًا الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير والملك شارلمان. ولو عدنا للتاريخ فإننا نجد الشهيد الفيلسوف يوستين في القرن الثاني الميلادي يقول:
"وفي اليوم الذي يسمى "الأحد" يجتمع كل الذين في المدن والقرى في مكان واحد وتقرأ مذكرات الرسل أو كتابات الأنبياء بقدر ما يسمح الوقت... وبعدها نقف جميعًا ونرفع صلواتنا... بعدما ننتهي من الصلاة يحضر الخبز والخمر والماء ويرفع الرئيس الصلوات والشكر (الافخارستيا).. ونحن نقيم هذا الاجتماع كل يوم أحد لأنه اليوم الأول الذي فيه خلق العالم بعد أن غير الله الظلمة والمادة. خلق العالم لان فيه قام مخلصنا يسوع المسيح من الأموات "(73)
ويشرح الشهيد يوستين معنى حفظ السبت أن الله أراد به أن يحفظ بنو إسرائيل الله في ذهنهم ويبقوه في معرفتهم... والآباء منذ ادم إلى موسى لم يحفظوا السبت ومع هذا ارضوا الرب (ص 62، 63 القديس يوستين والآباء المدافعون). وقد تنبأ هوشع النبي عن بطلان تقديس السبت فقال "وأبطل كل أفراحها أعيادها ورؤوس شهورها وسبوتها وجميع مواسمها" (هو 2: 11).
_____
(69) ص 302 الكتاب يتكلم.
(70) ص 553 ,552 الكتاب يتكلم.
(71) ص 353 الكتاب يتكلم.
(72) ص 353 الكتاب يتكلم.
(73) ص 50,49 القديس يوستين والآباء المدافعون.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/seventh-day-adventist/sabbath-sunday.html
تقصير الرابط:
tak.la/qtcsjd5