St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

308- ثانيًا: تاريخ عقيدة المطهر الكاثوليكية

 

ظهرت عقيدة المطهر في الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث عشر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ثم بدأت محاولة البحث عن أساس لها في الكتاب المقدس وأقوال الآباء، فيقول جراسيموس مسرة اللاذقي " وفي أثناء هذه المخابرة بين الروم واللاتين (نحو سنة 1235م) ظهر أول مرة تعليم جديد في كنيسة البابا وهو اعتقادهم بالنار المُطهّرة أو المطهر - وفي الحاشية ذكر جراسيموس مسرَّة: لا يخفى أن البطريرك فوتيوس قد دقَّق تدقيقًا كثيرًا في بدع كنيسة رومية وكتب ضدها كلها وذكرها ولم يكتف بالبدع المهمة فقط بل ذكر العوائد أيضًا ومع ذلك لم يرد في كتاباته شيء عن الفطير وعن المطهر وهذا دليل واضح على أن كنيسة الغرب ما كانت تُعلِم في أيامه (القرن التاسع) لا بالفطير ولا بالمطهر" (316)

ويقول الأب لويس برسوم عن عقيدة المطهر أن " هذه العقيدة حدَّدها كل من مجمع لاتيران المسكوني سنة 1215م، ومجمع ليون المسكوني سنة 1274م، ومجمع فلورنسا المسكوني سنة 1439م، ومجمع تريدنت المسكوني سنة 1545-1563م، وأيدها تأييدًا كاملًا آخر مجمع مسكوني ألا وهو مجمع فاتيكان الثاني " (317)

ويقول الأب أوغسطين دُوبرِه " لم توضح الكنيسة تعليمها في هذا الموضوع إلاَّ في وقت متأخر:

في مجمع ليون الثاني (1274م) حيث أعلنت شهادة إيمان ميخائيل باليولوغس إمبراطور القسطنطينية {إن مات المؤمنين التائبون حقًا في المحبة قبل أن يكفّروا بثمار لائقة بالتوبة عمَّا ارتكبوه أو أهملوه، فستطهّر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مُطهّرة. هذا وإن تشفعات المؤمنين الأحياء ستفيدهم للتخفيف عن هذه العقوبات..}.

في المجمع الفلورنتيني (1439م) تم التكرار شبه الحرفي للنص الذي وضعه مجمع ليون، وربط أيضًا بين "عقوبات الأموات المطهَّرة" و"تشفع المؤمنين الأحياء".. وفي المجمع التريدنتيني أخيرًا وبالنسبة إلى التعليم البروتستانتي نجد عدَّة مرات التعليم نفسه (بالمطهر)..

ومن جهة أخرى في القرار عن المطهر "هناك مطهر والنفوس التي فيها تساعدها تشفُّعات المؤمنين، ولا سيما ذبيحة المذبح التكفيرية " (318)

ففي مجمع تريدنت " قرَّر هذا المجمع أنه يوجد مطهر، والنفوس المحجوزة فيه تجد معونتها في شفاعات المؤمنين، وخاصة ذبيحة الأفخارستيا المقبولة... وهذا المجمع يأمر جميع الأساقفة بأن يبذلوا جهد استطاعتهم في هذا السبيل حتى يصبح هذا التعليم الخاص بالمطهر والذي تسلَّم إلينا بواسطة الآباء المحترمين والمجامع المقدسة عقيدة راسخة في النفوس يؤمن ويتمسك بها الجميع ويعظ ويعلم بها أمناء المسيح في كل مكان... ففي نيران المطهر تتنقى نفوس الأبرار بواسطة العقاب الوقتي حتى بذلك يتسنى قبولهم في موطنهم الأبدي حيث لا يمكن أن يدخل شيء دنس.." (319)

وفي الجلسة الخامسة في 4 يونيو سنة 1438 بمجمع فلورنسا شرح يوليانوس المطهر قائلًا "أن الكنيسة الرومانية تسلمت منذ القديم وتعتقد من بدء انتشار الدين المسيحي بأن نفوس المؤمنين بعد خروجها من هذا العالم تذهب حالًا إلى التمتع بالخيرات إذ كانت نقية ومجردة من كل شائبة كما هي نفوس القديسين، وأما نفوس الذين سقطوا بعد المعمودية في الخطايا ثم ندموا عليها ندامة خالصة واعترفوا بها ولكنهم لم يملكوا وقتًا ليتمّموا القانون الذي فُرض عليهم من رئيس اعترافهم ولا أن يأتوا بأثمار للتوبة كافية لمحو خطاياهم الشخصية فهذه النفوس تطهر بالنار المطهرة أزمانًا متفاوتة... " (320)

وقال مجمع فلورنسا سنة 1439م أن المطهر هو مكان للتعذيب ويزيد على ذلك بالقول "ولكن هل هو نار أو زوبعة أو أي شيء آخر فهذا مالا نستطيع البت فيه" (321)

وجاء في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) في الدستور العقائدي الفصل السابع تحت الأرقام الآتية:

" 49- الشركة بين كنيسة السماء وكنيسة الأرض: فإلى أن يأتي الرب في مجده... فإن بعض تلاميذه (بعض المسيحيين) لا يزالون مغتربين على هذه الأرض (الأحياء) وبعضهم وقد انتقلوا من هذه الحياة يُطهَّرون (في المطهر).. أما البعض الآخر فيحظون بالمجد...

St-Takla.org Image: The Purgatory at the Catholic Church - purification or temporary punishment - begging the intercession of Saint Mary صورة في موقع الأنبا تكلا: المهطر في الكنيسة الكاثوليكية - الأعراف - مرحلة التطهير بالعقاب المؤقت - وهم يطلبون شفاعة مريم العذراء

St-Takla.org Image: The Purgatory at the Catholic Church - purification or temporary punishment - begging the intercession of Saint Mary

صورة في موقع الأنبا تكلا: المطهر في الكنيسة الكاثوليكية - الأعراف - مرحلة التطهير بالعقاب المؤقت - وهم يطلبون شفاعة مريم العذراء

50- علاقة كنيسة الأرض مع كنيسة السماء: وكنيسة المتغربين على الأرض إقرارًا منها بهذه الشركة القائمة في جسد المسيح السري كله، قد حافظت منذ الأجيال الأولى للمسيحية على ذكر الراقدين بكثير من التقوى، وقامت الكنيسة بتقديم المساعدات الروحية من أجلهم لأن إقامة الصلوات من أجل الموتى ليعتقوا من خطاياهم أمر مقدس وخلاصي (2مكابيين12: 46)..

51- توجيهات رعوية: أن هذا المجمع المقدس يتقبل بعميق التقوى إيمان أجدادنا المبجل بالشركة الحيوية مع إخوتنا الذين وصلوا إلى المجد السماوي أو لا يزال يُطهّرون بعد موتهم.." (322)

أما عن أقوال الآباء التي حاول الأخوة الكاثوليك أن يجدوا فيها سندًا لفكرة المطهر فنذكر منها الآتي:

1- جاء في الدسقولية "في التذكارات اجتمعوا واقرأوا الكتب المقدسة... وأما الخبز الطاهر(سر الأفخارستيا) الذي طهَّرته النار (نار الروح القدس) والذي يقدسه الدعاء، فقدّموه في الصلاة من أجل الأموات " (323)

2- قال ترتليانوس في كتابه إكليل الجندية "أننا نقدم كل عام الذبائح عن الموتى يوم تذكار وفاتهم السنوي "(324)

3- قال يوحنا فم الذهب "لو مات أحد وعليه خطايا لم يكفر عنها وجب أن نسعفه بكل ما في وسعنا بالصلوات والصدقات والقرابين... ومثل هذه الأعمال ليست من باب الوهم أو المخيلة... وأن ما نصنعه من ذكر للموتى خلال الأسرار الإلهية ليس بمثابة مسرحية بل من الأمور التي يأمرنا بها الروح القدس. فلنساعدنَّ إذن الراقدين" (المطهر للأب لويس برسوم).

كما قال في عظته على رسالة فيلبي "أن الرسل أمروا بأن يجرى ذكر المتنيحين في تلاوة الأسرار الرهيبة لأنهم يعرفون خير معرفة أنهم ينتفعون بهذا الذكر نفعًا كبيرًا " (325)

وقال أيضًا فم الذهب في شرحه لرسالة كورنثوس الأولى "لو مات أحد وعليه خطية يكفر عنها ينبغي أن نسعفه على قدر ما يُستطاع بالصلوات والتضرعات، بالصدقات والقرابين، فإن هذه الأمور بأسرها ليست من باب المخيلة والوهم، وليس الغرض من ذِكْر الموتى خلال الأسرار الإلهية إلاَّ لكي ينالوا منها التعزية... وما نصنعه لا يعتبر معاذ الله بمثابة فصول رواية مسرحية ولكن يتم بأمر الروح القدس، فلنساعد إذن المؤمنين " (326)

4- قال القديس كيرلس الأورشليمي في التعاليم المستاغوجيَّة "نثق بأننا نقدم عونًا كبيرًا لنفوس الأموات بالصلاة من أجلها، حين تكون الضحية المقدسة الرهيبة على المذبح... نقدم لله من أجل الأموات صلواتنا، ونقدم بوجه خاص المسيح المذبوح بسبب خطايانا، وبذلك نستعطف الله المحب البشر من أجلهم " (327)

كما قال أيضًا القديس كيرلس الأورشليمي "أننا نصلى لأجل الذين انتقلوا لأننا نؤمن أن نفوسهم تنال من الذبيحة المقدسة الرهيبة، ومن الصلوات التي تصحبها فائدة عظيمة" (المطهر للأب لويس برسوم).

5- قال القديس أوغسطينوس "قد يستطيع بعض المؤمنين بفضل نار مُطهّرة وبحسب قدرة تعلقهم بالخيرات الزائلة أن ينالوا الخلاص في زمن طويل أو قصير" (328)

وقال أيضًا " لا مفر لمن أجل أعمال ثمار التوبة من أن يُطهَّر بالنار قبل دخوله السماء، على أن تلك النار، وإن كانت غير أبدية إلاَّ أنها شر عظيم جدًا لأنها أشد عذابًا من كل أوجاع هذا العالم مجموعة" (المطهر للأب لويس برسوم) وقال في كتابه الاهتمام بالموتى "الكنيسة لم تبخل في تقديم الصلوات لجميع الذين توفوا في شركتها ولكن بما أنها أم حنونة تقوم بسد احتياجات من ليس لهم أقرباء ولا أصدقاء يهتمون بأمرهم " (329)

6- جاء في الباب السادس من كتاب نزهة النفوس " أما نفوس المؤمنين التائبين بالاعتراف والصلاة والصوم النقي، فإذا خرجت من الجسد فليس لسلاطين الظلمة لهم عليها حساب، وأن الملاك يمضى بها إلى بحر النار تعدى فيه لحظة واحدة وتصعد لأجل تطهيرها، وهذا يسمى المطهر الذي يطهر النفس من أوساخها " (330)

وأخيرًا يقول الأب مكسيموس كابس بأن عقيدة المطهر ليست عقيدة مستحدثة " أن هناك فرق بين وجود العقيدة وممارستها وبين تحديدها بصفة رسمية. فمثلًا لقد تحدَّدت عقيدة أمومة العذراء لابن الله في المجمع المسكوني في أفسس سنة 431م فهل معنى ذلك أن الكنيسة منذ البدء لم تكن تؤمن بأمومة العذراء لابن الله؟ وهل يمكن القول بأن الكنيسة ابتدعت هذه العقيدة في الجيل الخامس..؟ وكون الطوائف الخارجة عن الكنيسة الكاثوليكية ترفض التسمية هذا لا يغير جوهر الموضوع لأن كل هذه الكنائس تصلى من أجل الأموات ولهم في ذلك طقوس وصلوات " (331)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

توضيح:

رَفضِنا للمطهر لا يتعارض مع الكتاب المقدس ولا مع إيماننا الأقدس وهذا ما

سنطرقه في النقطة الرابعة من موضوع المطهر، ونكتفي هنا بالقول أن عقيدة المطهر وليدة الكنيسة الغربية ومجامعها بينما رفضت هذه العقيدة ليست الكنائس الأرثوذكسية فقط بل وجميع كنائس الروم الأرثوذكس أيضًا، وأقوال الآباء المذكورة تحتاج إلى مراجعة ومعرفة المناسبة التي قيلت فيها، وهل تعتقد أيها الأخ الكاثوليكي أن يوحنا فم الذهب أو كيرلس الأورشليمي أو غيره كان يعتقد بالمطهر؟! ولو كان يعتقد أحدهم بالمطهر فلماذا لم يتحدث عنه بالتفصيل؟! ولماذا رُفِض المطهر من كنيسة القسطنطينية كنيسة يوحنا فم الذهب؟! ولماذا رُفِض من كنيسة أورشليم كنيسة كيرلس الأورشليمي وهكذا؟!

وبينما يقول البعض أن المطهر هو بحر من النار تمر فيه النفس لحظة واحدة لتطهيرها قبل صعودها إلى السماء، فإنك تجد عشرات الأقوال للمجامع والعلماء الكاثوليك يؤكدون أن مدة إقامة النفس في المطهر تتفاوت حسب مقدار ذنوبها، ولأن هذه المدة تصل إلى سنين طويلة لذلك تحدَّدت الغفرانات وصدرت صكوك الغفران بالأيام والسنين كما سنرى فيما بعد.

أما مقارنة المطهر بعقيدة الثيؤطوكوس فهي مقارنة غير مجدية لأن عقيدة الثيؤطوكوس كانت معروفة ومقبولة من الجميع قبل المجمع الأفسسي، والذي حدث في هذا المجمع هو محاكمة نسطور الذي أنكر هذه العقيدة، ولو لم تكن هذه العقيدة معروفة ومقبولة من قبل ما كانت الكنيسة تحاكم نسطور الذي أنكرها.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(316) تاريخ الانشقاق ح2 ص255.

(317) المطهر للأب لويس برسوم ص39.

(318) دراسة في الاسكاتولوجيا الموت والقيامة والسماء والمطهر وجهنم ص115-116.

(319) مجمع ترنت لمؤلفه بول ص70- أورده اندرو ملر في مختصر تاريخ الكنيسةح1 ص555، 556.

(320) تاريخ الانشقاق ج2 ص199، 200.

(321) مختصر تاريخ الكنيسة ج1 ص557.

(322) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني ص371-374.

(323) دراسة في الاسكاتولوجيا ص117.

(324) إيماننا القويم ج2 لماذا نؤمن بالمطهر؟ ص74.

(325) المرجع السابق ص74.

(326) المرجع السابق ص74.

(327) دراسة في الاسكاتولوجيا ص118.

(328) المرجع السابق ص115.

(329) إيماننا القويم ج1 لماذا نؤمن بالمطهر ص74.

(330) المرجع السابق ص75.

(331) المرجع السابق ص81-83.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/purgatory-history.html

تقصير الرابط:
tak.la/9r8ztmz