3- قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني الخاصة بعقيدة خلاص غير المؤمنين والرد عليها:
أقرَّت وثائق المجمع الفاتيكاني عقيدة خلاص غير المؤمنين في عدَّة مواضع، فأعتبر المجمع أن غير المؤمنين يدخلون في تعداد شعب الله سواء اليهود أو المسلمين أو الوثنيين وأن الخلاص في متناول أيديهم فيقول " ووحدة شعب الله الجامعة هذه يسعى إليها بطرق شتى المؤمنون الكاثوليك أو سائر المؤمنين بالمسيح أو جميع الناس بوجه عام المدعوين بنعمة الله إلى الخلاص. بهذا شاء المجمع أن يعلن ما تعلمه الكنيسة بصريح العبارة أن الخلاص هو في متناول جميع من هم من ذوى الإرادة الحسنة، ومن ينتمون بشكل أو بآخر إلى مجموعة شعب الله وبهذا أراد أن يلفت الانتباه إلى أن الأخوة المنفصلين عن الشركة التامة مع كرسي روما، وأولئك الذين ينتمون إلى الديانات غير المسيحية، هم أيضًا يملكون حقائق وعندهم كنوز... وهناك أناس يتجهون صوب الله من نواحي شتى من بينهم ذلك الشعب (اليهودي) الذي قبل المواعيد وأُعطى العهود والذي ظهر المسيح منه بحسب الجسد، وأيضًا أولئك (المسلمون) الذين يعترفون بالخالق، ويؤمنون إيمان إبراهيم، ويعبدون الإله الواحد الذي سيدين البشر في اليوم الأخير، وأخيرًا يقول المجمع أن الكنيسة ليست بعيدة عن أولئك (الوثنيين) الذين يفتشون عن الله من وراء الصور والظلال ويجهلون بدون قصد إنجيل المسيح وكنيسته. فهؤلاء ليس الخلاص ببعيد عنهم، وهم يحاولون أن يتمّموا مشيئة الله التي وضعها في ضمائرهم. وما هو حسن عندهم تعتبره الكنيسة تهيئه لقبول النعمة والدخول في حوار معها والتجاوب مع ندائها " (597)
وفي البند (16) من نفس الدستور العقائدي الصادر في 21 نوفمبر سنة 1964م ورد الآتي:
" 16- روابط الكنيسة مع غير المسيحيين: أما الذين لم يقبلوا الإنجيل بعد، فإنهم متجهون نحو شعب الله بطرق مختلفة (راجع القديس توما المجموعة اللاهوتية الجزء الثالث السؤال الثامن البند الثالث الإجابة على السؤل الأول)، وأولهم ذلك الشعب (اليهودي) الذي أُعطى العهود والمواعيد وكان منه المسيح بحسب الجسد (رو9: 4، 5) ذلك الشعب المختار المحبوب من أجل الآباء لأن مواهب الله ودعوته هي بلا ندامة (رو11: 28، 29) وتدبير الخلاص يشمل أيضًا الذين يعترفون بالخالق وفي طليعتهم المسلمون الذين يعلنون تمسكهم بإيمان إبراهيم، ويعبدون معنا الإله الأوحد الرحيم الذي سيدين البشر في اليوم الأخير، أما الذين يتلمسون الإله المجهول من خلال الظلال والصور (أي الوثنيين)، فالله عينه ليس ببعيد عنهم لأنه يعطى الجميع حياة ونفسًا وكل شيء (أع17: 25-28) وبوصفه المخلص يريد أن جميع البشر يخلصون (1تي2: 4) فالذين يجهلون بلا ذنب منهم إنجيل المسيح وكنيسته، ويبحثون عن الله بقلب مخلص، ويسعون بأعمالهم تحت تأثير النعمة إلى إتمام مشيئته الظاهرة لهم فيما يمليه عليهم ضميرهم، يستطيعون أن يصلوا إلى الخلاص الأبدي (تعليمات مجمع التفتيش المقدس إلى رئيس أساقفة بوسطن، راجع دانزنجر 3869-3872) والعناية الإلهيَّة لا تحرم من العون الضروري للخلاص الذين لم يبلغوا بعد، بلا ذنب منهم إلى معرفة الله معرفة واضحة ويسعون بنعمة إلهية إلى حياة قويمة. فكل ما كان عندهم من خير وحق تعتبره الكنيسة بمثابة تمهيد للإنجيل (راجع أوسابيوس القيصري الإعداد الإنجيلي، آباء الكنيسة اليونانية 21، 28، أ-ب) وهبة من لدن من ينير كل إنسان حتى ينال الحياة أخيرًا لكن البشر وقد خدعهم إبليس كثيرًا ما سفَّهوا في أفكارهم وابلوا حقيقة الله بالباطل، إذ عاشوا أو ماتوا في هذا العالم بدون الله ولذلك فالكنيسة إذ تهتم بمجد الله وخلاص كل البشر وتتذكر وصية الرب " اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16:16)- تعمل بهمة في سبيل تشجيع الإرساليات ومساندتها" (598)
وفي تصريح عن علاقة الكنيسة مع الديانات غير المسيحية الصادر في 28 أكتوبر سنة 1965م جاء فيه:
" 1- تمهيد: في عصرنا الذي يتزايد فيه يومًا بعد يوم، إتحاد الجنس البشرى، وتتوثق باطراد علاقات الشعوب، تمعن الكنيسة النظر فيما ينبغي أن تكون عليه علاقتها بالأديان غير المسيحية... فالشعوب كلها جماعة واحدة، أصلها واحد، أسكنها الله وجه الأرض كلها (اع17: 26) تتجه نحو غاية واحدة قصوى هي الله، الذي يشمل الكل بعنايته وبآيات لطفه وتدابير الخلاص (حكمة8: 1-أع14: 17-رو2: 6، 7-1تي2: 4) حتى يجتمع المختارون في المدينة المقدسة التي يضيئها مجد الله، وفي نوره تسلك الشعوب جميعًا (رؤ21: 23)..
2- الديانات غير المسيحية: منذ أقدم العصور حتى يومنا، وعند كل الشعوب وُجد بعض من أدراك حول القوة الخفية التي تتصل بأحداث الحياة الإنسانية، وقد يصل الإدراك أحيانا إلى معرفة الكائن الأعظم - أو الآب- ومن ثمَ بدت الروح الدينية خلال السعي لهذا الإدراك وهذه المعرفة وتمت في شيء من التعمق... ففي الهنوكية (الهندوسية) يجتهد الناس لسبر أغوار السر الإلهي معبّرين عن ذلك بفيض من الخيال والرموز والأفكار الفلسفية فالناس تتوق إلى التحرر من واقع الحياة حيث الخوف والقلق حينًا بالاعتزال في أنماط الزهد والتجرد، وحينًا بالغوص في التأمل العميق، أو باستسلام لله في حب وثقة. والبوذيَّة في صيغها المتعَّددة تعترف بنقص جوهري يشوب كيان عالمنا المتغير، وترسم طريقًا ليسير عليه الناس بقلب ملؤه التقى والثقة للوصول إلى تحرر كامل أو بلوغ ذروة الإشراق السامي بجهد شخصي أو بعون من فوق...
والكنيسة الكاثوليكية لا تنبذ شيئا مما هو حق ومقدس في هذه الديانات، وباحترام صادق تقدر مبادئ العمل والحياة والتعاليم، تلك التي تحمل قبسًا من شعاع الحقيقة التي تنير لجميع الناس وإن اختلفت في أمور كثيرة مع ما تقول به وتعلمه هذه الديانات، غير أنها تبشر وينبغي أن تبشر بلا انقطاع بالمسيح... من أجل ذلك تحرّض الكنيسة أبناءها على قبول القيم الروحيَّة والأدبيَّة والاجتماعية والثقافية التي توجد لدى إتباع الديانات الأخرى والمحافظة عليها وإنمائها وذلك بالحوار والتعاون بكل فطنة ومحبة مع الشهادة للإيمان والحياة المسيحية.
3-الدين الإسلامي: تنظر الكنيسة بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحمن القدير فاطر السموات والأرض (البابا اغريغوريوس السابع، الرسالة 21 إلى الناصر ملك موريتانيا: راجع " الآباء اللاتين 148 عامود 450... إلخ.) الذي كلم الناس.
أنهم يجتهدون في التسليم بكل نفوسهم لأحكام الله وإن خفيت مقاصده، كما سلم الله إبراهيم الذي يفخر الدين الإسلامي بالانتساب إليه، ورغم أنهم لا يعترفون بيسوع إلهًا فإنهم يكرّمونه نبيًا ويكرّمون أمه العذراء مريم ويذكرونها في خشوع...
4-الدين اليهودي: والمجمع إذ يعلن الفكر في سر الكنيسة تتراءى له الأوامر الروحيَّة التي تصل شعب العهد الجديد بذرية إبراهيم، فكنيسة المسيح تعترف بأن باكورة إيمانها ودعوتها لسر الخلاص الإلهي تمتد إلى الآباء وإلى موسي والأنبياء، وبأن جميع أتباع المسيح هم أبناء إبراهيم بحسب الإيمان (غل3: 7) قد شملتهم دعوته.." (599)
وفي أخر الدستور الرعوي عن الكنيسة في العالم المعاصر الذي صدر سنة 1965م أن سر الفصح والاتحاد بالمسيح لا يقتصر على المؤمنين بالمسيح فقط بل يشمل جميع الذين لهم إرادة صالحة مهما كانت دياناتهم فيقول "أنه من المؤكد على المسيحي بحكم الضرورة والواجب أن يحارب الشر على حساب متاعب عديدة وتذوق الموت، ولكنه بوصفه مشتركًا في سر الفصح ومتحدًا بالمسيح في الموت ومُنتشعًا (مُزوَدًا) بالرجاء يسير قُدمًا نحو القيامة (راجع في 3: 10، رو8: 17) وهذا الأمر لا يقتصر فقط على المؤمنين بالمسيح، بل يشمل أيضًا جميع ذوى الإرادة الصالحة الذي تعمل النعمة في خفاء قلوبهم (راجع مجمع الفاتيكاني الثاني) الدستور العقائدي "نور الأمم"، الفصل الثاني رقم (16): أعمال الرسل الكرسي الرسولي 57 (1965، ص20) فيما أنَّ المسيح قد مات للجميع (رو8: 32) وبما أن الدعوة الأخيرة للإنسان وحيدة بل وإلهيَّة في الواقع، فعلينا أن نعى أن الروح القدس يقدم للجميع بطريقة يعلمها الله وسيلة الاشتراك في سر الفصح " (600)
توضيح:
دعونا نعيد قراءة بعض العبارات لندرك قصد المجمع الفاتيكاني الواضح في عقيدة خلاص غير المؤمنين:
* " الخلاص هو في متناول جميع من هم من ذوى الإرادة الحسنة".
* " أولئك الذين ينتمون إلى الديانات غير المسيحية هم أيضًا يملكون حقائق وعندهم كنوز".
* " تدبير الخلاص يشمل أيضًا الذين يعترفون بالخالق وفي طليعتهم المسلمون".
* " الذين يتلمسون الإله المجهول من خلال الظلال والصور (الوثنيين) فالله عينه ليس ببعيد عنهم".
* " فالذين يجهلون بلا ذنب منهم إنجيل المسيح وكنيسته ويبحثون عن الله بقلب مخلص... يستطيعون أن يصلوا إلى الخلاص الأبدي".
* " وقد يصل الإدراك أحيانًا (بدون المسيح) إلى معرفة الكائن الأعظم... ففي الهندوسية يجتهد الناس لسبر أغوار السر الإلهي... أو البوذية... نرسم طريقًا ليسير عليه الناس بقلب ملؤه التقى والثقة للوصول إلى تحرر كامل أو بلوغ ذروة الإشراق السامي".
* " والكنيسة الكاثوليكية لا تنبذ شيئا مما هو حق ومقدس في هذه الديانات".
* سر الفصح والاتحاد بالمسيح " لا يقتصر فقط على المؤمنين بالمسيح بل يشمل أيضًا جميع ذوى الإرادة الصالحة... أن الروح القدس يقدم للجميع بطريقة يعلمها الله وسيلة الاشتراك في سر الفصح ".
ودعونا بعد قراءة هذه العبارات أن نتساءل:
- كيف نوفق بين العبارات السابقة وبين الآيات الصريحة التي تشترط ضرورة الإيمان للخلاص "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 36)؟
- وكيف نوفق بين العبارات السابقة وبين إعلانات الرب يسوع انه بدون المعمودية لا يقدر أحد أن يعاين أحد ملكوت الله (يو3:3، 5) ؟
- كيف نوفق بين العبارات السابقة وبين إعلانات الرب يسوع بأن من لا يأكل جسده ويشرب دمه فلن يرى حياة أبدية (يو6: 53)؟
- ومادام الجميع سيخلصون فما الداعي للكرازة بالإنجيل؟ ولماذا تحمَّل الآباء الرسل الأسفار والأتعاب وسفك الدماء؟ وما الداعي للآلام التي تعرض لها بولس كاروز الأمم من ضرب وجلد ورجم ومخاطر الطريق والبحر... إلخ. (2كو11: 23-28)؟ وما معنى قوله " الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنب لكن كلمة الله لا تقيد. لأجل ذلك أن أصبر على كل شيء لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح يسوع" (2تي8-10)؟
- وكيف نوفق بين العبارات السابقة وبين الآيات العديدة التي تدين عبادة الأصنام المرذولة:
* على جبل الشريعة في الوقت الذي أعلن فيه الرب عن نفسه أنه إله رحيم ورؤوف بطئ الغضب وكثير الإحسان، جاءت وصيته لموسى حازمة قاطعة "احترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض التي أنت آتٍ إليها لئلا يصيروا فخًا في وسطك... إحترز أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لآلهتهم فتدعى وتأكل من ذبيحتهم. وتأخذ من بناتهم لبنيك. فتزني بناتهم وراء آلهتهنَّ ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهنَّ" (خر34: 6-16).
* " يخزى كل عابدي تمثال منحوت المفتخرين بالأصنام" (مز97: 7).
* " اختلطوا بالأمم وتعلّموا أعمالهم. وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركًا... وتنجسوا بأعمالهم وزنوا بأفعالهم فحمى غضب الرب على شعبه وكره ميراثه" (مز106: 19-21، 35: 39).
* " لا تضلوا لا زناة ولا عبَّدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون... يرثون ملكوت الله" (1كو6: 9، 10).
* "وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان... لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجسا فأقبلكم" (2كو6: 16).
* " وأعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر... أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت السموات" (غل 5: 21).
* " أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام" (1يو5: 21).
* " وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبَّدة الأوثان وجميع الكَذَبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني" (رؤ21: 8).
وبهذا منع مجمع أورشليم ليس عبادة الأصنام بل الأكل مما ذُبح للأصنام " فقد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع ثقلا أكثر غير هذه الأشياء الواجبة أن تمتنعوا عما ذُبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنى.." (أع15: 28، 29) ومن أجل رفض عبادة الأصنام ضحى ملايين الشهداء بدمائهم ليحفظوا لنا الإيمان المستقيم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فهل يصل الانفتاح بالكنيسة الكاثوليكية إلى هذه الدرجة التي تعتبر فيها أن الوثنيين سيخلصون؟!
وما مفهوم الإرادة الصالحة عند الوثنيين؟ وما هي الكنوز التي لديهم؟ وهل عبادتهم للأصنام الشيطانيَّة تدخل ضمن الإرادة الصالحة؟ ولو أن الروح القدس يعمل فيهم للاشتراك في موت المسيح فلماذا لا يقودهم للإيمان بالمسيح ليخلصوا وينالوا مغفرة الخطايا؟!
ولا أدرى كيف نقدر أن نقبل قول المجمع الفاتيكاني بأن الإنسان يُمكّنه الإدراك أن يصل إلى معرفة الكائن الأعظم، وبالهندوسيَّة يسبر الإنسان أغوار السرّ الإلهي، وعن طريق البوذيَّة يبلغ ذروة الإشراق... بينما كلام السيد المسيح واضح وقاطع وصريح أن الإنسان يستحيل عليه معرفة الآب إلاَّ بالابن "قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة. وليس أحد يأتي إلى الآب إلاَّ بي" (يو14: 6).
وما أعجب العبادات الهندوسيَّة التي تؤمن بتعدد الآلهة وتناسلها وأن هناك آلهة للخير وأخرى للشر لا تكف عن الصراع معا وبعض هذه الآلهة نصفها ثعابين ونصفها إنسان، فيؤمنون بالإله براهما ذو الأربعة وجوه وامرأته، والإله جبشنا وامرأته، والإله شيفا إله القحط والدمار وغيرهم ممن تدور حولهم روايات خيالية، فمثلا يعتقدون أن الزمن قد دار للآن عشر دورات، وفي كل مرة تعود أرواح الكائنات التي ماتت وتتجسد مرة أخرى (تناسخ الأرواح) وبناء على حصيلة الأعمال التي قامت بها الروح في الدورة السابقة تُنقَل إلى حالة أفضل أو أدني، فقد ترتقي الروح من روح كلب إلى روح حصان، وقد تتدنى من روح إنسان إلى روح حمار أو صرصار... ومن قصص عائلة الآلهة الهندوسيَّة أن الإلهة يرفانا أحبت شيفا إله القحط والدمار، فأرسلت إليه إله الحب لكي يضربه بسهم الحب لكي يسقط في حب يرفانا، فاغتاظ شيفا من إله الحب وأحرقه، فغضبت يرفانا لأن محاولتها لحب شيفا قد باءت بالفشل وحزنت، وأخذت تبكى، ثم ارتدت ثياب راهبة ناسكة وعاشت في الجبل المجاور لشيفا الذي رآها في ثياب الرهبنة فسقط في حبها، وتزوجها، وأنجب منها جنيشا وأخيه ثم أوصت يرفانا ابنها جنيشا أن يقف على باب حجرتها ولا يسمح لأي رجل بالدخول إليها، فعندما جاء أبوه شيفا وأراد الدخول إلى يرفانا منعه ابنه جنيشا فغضب عليه أبوه وأحرق رأسه فمات، فحزنت يرفانا وخاصمته، ولكيما يصالحها شيفا أرسل خدامه وأوصاهم أن يحضروا له رأس أي كائن حي متجه للشمال، فوجد الخدام فيل إندرا متجها للشمال فقطعوا رأسه وأحضروها للإله شيفا الذي أخذها ووضعها على جسد ابنه جنيشا وأعاده الحياة ثم قام بتعيّينه إله الحظ والحكمة.
ولكيما يثبت البابا يوحنا بولس الثاني قبوله وإيمانه بأقوال المجمع الفاتيكاني الثاني الخاصة بخلاص غير المؤمنين يقول نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس ورئيس دير القديسة دميانة " أن بابا روما يوحنا بولس الثاني وضع تمثال "بوذا" على المذبح في روما في الفاتيكان، والكهنة البوذيون كانوا يصلون على مذبح الكنيسة الكاثوليكية في روما... في الهند أخذ بابا روما علامة شيفا بواسطة كاهنة من كهنة شيفا، وهو في طريقة إلى صلاة القداس ومعه الكهنة والشمامسة وحوالي 300 ألف يصلون في القداس في الهواء الطلق. لقد أخذ بركة الإله شيفا على جبهته بعد أن أخذ مسحة الميرون المقدس وهو طفل في فنلندا!!!" (601)
_____
(597) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - دستور عقائدي (2) ص310، 311.
(598) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - دستور عقائدي " نور الأمم" (16) ص336، 337.
(599) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - تصريح عن علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية ص471، 473.
(600) وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني - الدستور الرعوي رقم (22) ص58.
(601) محاضرة الكلية الإكليريكية الإسكندرية في 19/3/1998 لنيافة الأنبا بيشوي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/non-believers-salvation-council.html
تقصير الرابط:
tak.la/68kcv8z