St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

66- هل هناك شهادات قوية ثابتة من آباء القرن الرابع الميلادي لقانونية أسفار العهد الجديد بالتحديد؟ وهل هناك قوائم قديمة ضمت هذه الأسفار؟ وهل شهدت المجامع لهذه الأسفار؟

 

س 66 : هل هناك شهادات قوية ثابتة من آباء القرن الرابع الميلادي لقانونية أسفار العهد الجديد بالتحديد؟ وهل هناك قوائم قديمة ضمت هذه الأسفار؟ وهل شهدت المجامع لهذه الأسفار؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 ج: أولًا: شهادات الآباء في القرن الرابع:

ونذكر منها شهادات البابا أثناسيوس الرسولي، وغريغوريوس النيزينزي، وكيرلس الأورشليمي، وأمفيلوخيوس:

 

البابا أثناسيوس الرسولي (296 - 273م):

وهو البابا العشرون من بطاركة الكرازة المرقسية، والذي جاهد ضد البدعة الأريوسية، فدُعى بالرسولي، وحامي الإيمان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان من عادة بابا الإسكندرية أن يكتب رسالة فصحية كل عام لكنائس العالم بمناسبة عيد القيامة، وحيث أن البابا أثناسيوس ظل على كرسي مارمرقس 45 سنة، لذلك يقول "بروس ميتزجر" أنه كتب 45 رسالة فصحية، أهمها الرسالة رقم (39) سنة 367م، والتي ذكر فيها الأسفار القانونية للعهدين، وشملت أسفار العهد الجديد سبعة وعشرين سفرًا المعترف بهم في جميع الكنائس لليوم، ودعى البابا أثناسيوس هذه الأسفار "ينابيع الخلاص"، و "تعاليم التقوى المُعلَنة"، وجاء في هذه الرسالة: " وحيث أن البعض شرعوا من تلقاء أنفسهم في كتابة كتب مدعوة "خفية" وهيَ التي يسميها اليونانيون "أبو كريفا" وخلطوها بالكتب التي أملاها الروح القدس (أي التي أُوحي بها من الروح القدس)، وهيَ التي تعلّمناها من الآباء كما تسلَّموها، والتي أعطاها لنا أولئك الذين من البدء معاينين وخدامًا للكلمة، فقد رأيت أنا أيضًا، وأنا عارف بذلك منذ البداية، وبناءً على طلب الإخوة الذين يحبون الحق، أن أُحدد لكم بصورة قانونية الكتب الإلهيَّة التي تسلمتها الكنيسة بوصفها وديعة مقدَّسة، وهكذا يستطيع مَن انخدع أن يحكم على مَن خدعه، وأن يفرح في حفظ الإيمان نقيًا، عندما يأتي ذكر هذه الكتب، كتب العهد القديم... (ذكر أسماء أسفار العهد القديم).

وينبغي أن لا نهمل كتب العهد الجديد وهيَ: الأناجيل الأربعة متى - مرقس - لوقا - يوحنا. ثم أعمال الرسل، ثم الرسائل السبع، وهيَ واحدة ليعقوب واثنتان لبطرس، وثلاث ليوحنا، وبعدها واحدة ليهوذا. وتتبعها رسائل بولس الأربعة عشر، الموضوعة حسب الترتيب الآتي: الأولى إلى أهل رومية، ثم اثنتان إلى أهل كورنثوس، وواحدة إلى أهل غلاطية، وواحدة إلى أهل أفسس، وواحدة إلى أهل فيلبي، وواحدة إلى أهل كولوسي، واثنتان إلى أهل تسالونيكي، وواحدة إلى العبرانيين ثم اثنتان إلى تيموثاوس، وواحدة إلى تيطس، وواحدة إلى فليمون، وبعد هذا تأتي رؤيا يوحنا. هذا هو ينبوع الخلاص، فمن كان عطشانًا فليرتو من كلمات الحياة الكائنة فيه. وفي هذه الكتب فقط نجد علم التقوى، فلا يزيدن أحد عليها شيئًا، ولا ينقص منها شيئًا" (مجلة صديـق الكاهن. يونيه - سبتمبر 1973م، عدد خاص عن القديس أثناسيوس - مقالة تحت عنوان: "أثناسيوس خادم كلمة الوحي" الأب أنطوان نجيب)(480).

St-Takla.org         Image: Modern Coptic icon of Saint Athanasius of Alexandria صورة: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أثناسيوس الإسكندري

St-Takla.org Image: Modern Coptic icon of Saint Athanasius of Alexandria.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أثناسيوس الإسكندري.

ويُعلق "ميلتون فيشر" قائلًا: " في النصف الأخير من القرن الرابع تم الإعلان الكامل والنهائي عن قانونية العهد الجديد. في رسالته Festal Letter التي كتبها بمناسبة عيد القيامة سنة 367 ميلادية. أورد الأسقف أثناسيوس الإسكندري معلومات للقضاء مرة وإلى الأبد على استخدام بعض كتب الأبوكريفا. هذه الرسالة التي أطلقت التحذير الذي يقول: "دعونا لا نضيف شيئًا إلى هذه الأسفار ولا نستبعد منها شيئًا". هيَ أقدم وثيقة تحدد وجود 27 سفرًا بدون شروط"(481).

وقد وصلت اقتباسات البابا أثناسيوس من أسفار العهد الجديد نحـو 38000 اقتباسًا (راجع القمص عبد المسيح بسيط - الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدَّس ص 103).

وقد طعن "علي الريس" في شهادة البابا أثناسيوس الرسولي وكأنه يناطح الصخر، وهو لا يستطيع أن يخفي بغضته له، ويعتمد في شهادته هذه على أن أثناسيوس أحتسب الأسفار القانونية الثانية من ضمن الأسفار القانونية للعهد القديم باستثناء سفر باروخ ورسالة إرميا... فهل ينطبق عليه ما جاء في سفر الرؤيا: " وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ" (رؤ 22 : 19)؟، وهل عندما حرم مجمع ترنت سنة 1546م كل مَن لا يعترف بجميع الأسفار التي ضمتها الفولجاتا يعتبر أثناسيوس محرومًا؟ (راجع العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية - دار مجلة مرقس ص 89). ثم قال "علي الريس": " فإذا كان أثناسيوس محرومًا فمَن يبقى من الآباء غير مهرطق أو محروم؟!

لا أخال أحدًا منهم أرثوذكسي العقيدة بعد هذا الذي ذكرناه!!

لأنه لم يكن يؤمن بإلهامية طوبيا ويهوديت ومكابيين الأول والثاني، وبناء على هذا هل آن الأوان أن ننزع عن القديس أثناسيوس الرسولي لقب "قديس" فيصبح اسمه أثناسيوس الإسكندري فقط أو أثناسيوس الهرطوقي؟"(482).

 والحقيقة أن المجال لا يتسع هنا لمناقشة قانونية الأسفار القانونية الثانية والتي ضمتها الترجمة السبعينية، فإن بحثنا هنا يقتصر على أسفار العهد الجديد، ولأن "علي الريس" لم يفلح في العثور على أي إتهام ضد البابا أثناسيوس من جهة أسفار العهد الجديد، بل وجد ما لا يسعده إذ جاءت قائمة البابا أثناسيوس تحوي أسفار العهد الجديد السبعة والعشريـن بالكامل، بدون زيادة أو نقص سفرًا واحدًا، لذلك لجأ "علي الريس" إلى رأي البابا أثناسيوس في أسفار العهد القديم القانونية الثانية، حتى يحكم على ذاك البطل المصري القوي الذي نفتخر به كمصريين جميعًا بأنه محروم أو هرطوقي، بينما سيظل البابا أثناسيوس بطلًا فوق الشبهات، فهو حامي الإيمان، وهو ضد العالم، وهو بطل الأرثوذكسية وهو الرسولي.

 

غريغوريوس النيزينزي (329 ـ 389م):

وكتب قصيدة شعرية ذكر فيها أسماء الأسفار القانونية، وما زالت هذه القصيدة موجودة في لندن، فقال: " لا تخدعنَّ الكتب الأخرى مداركك فقد ظهرت كتب مزورة كثيرة، أما الكتب التاريخية في العهد القديم فهيَ... أما أسفار العهد الجديد فهيَ: "متى" الذي كتب عن عجائب المسيح للعبرانيين، و "مرقس" الذي كتب عنه لإيطالية (للرومان)، و "لوقا" وضعها لأهــل أخائيـة (اليونان)، و "يوحنا" الذي زار السماء كتب بشارته للجميع، ثم كتاب أعمال الرسل، فرسائل بولس الأربع عشرة، فالرسائل الجامعة السبع، فإذا عثرت على كتب غيرها فلا تُعد من الكتب القانونية" (483) وبالرغم من أنه لم يذكر سفر الرؤيا إلاَّ أنه أقتبس منه فــي كتاباتـه، فيقول "بروس متزجر": "وبالرغم من أن غريغوريوس يستبعد الرؤيا من القانون إلاَّ أنه يعترف بوجوده ويقتبس منه في مناسبات قليلة"(484).

 

3ـــ كيرلس الأورشليمي:

ألقى محاضرة سنة 350م ذكر فيها قائمة بأسفار العهدين القديم والجديد، وأودعت هذه القائمة بكنيسة القبر المقدَّس التي أنشأهـا الإمبراطور قسطنطين، وقد طعن "علي الريس" في شهادة كيرلس الأورشليمي قائلًا: "من يصدق أن كيرلس الأورشليمي وهو من آباء الكنيسة المعتبرين لا يؤمن برؤيا يوحنا اللاهوتي تعالوا بنا نقرأ كلامه: "بالنسبة للعهد الجديد يوجد أربعة أناجيل فقط أمَّا بالنسبة للآخرين لديهم كتابات مزيفة وضارة والهراطقة كتبوا أيضًا إنجيلًا بحسب توما... ونقبل أيضًا أعمال الرسل الاثنى عشر، وإضافة إلى ذلك سبعة رسائل كاثوليكية ليعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا، وفي آخر أعمال الرسل تأتي رسائل بولس الأربعة عشر"(485).. وقد سبق الرد على هذا الاتهام، فيُرجى الرجوع إلى إجابة (س61) ولا سيما قول "مايكل بارلو"، وقول "سام شاون" بأن قائمة القديس كيرلس قد خلت من سفر الرؤيا بسبب الاستخدام المفرط للمونتانيين لهذا السفر.

 

أمفيلوخيوس:

عاش في القرن الرابع الميلادي، ووضع قائمة بطريقة شعرية مثل غريغوريوس النيزينزي، فذكر الأسفار القانونية للعهدين القديم والجديد، جاء فيها: " يجب أن نعلم أن ليس كل كتاب دُعي كتابًا مقدَّسًا، يجب علينا قبوله واعتباره دليلًا أمينًا صادقًا... أما في العهد الجديد فلا نقبل إلاَّ الأناجيل الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وأعمال الرسل وهو السفر الثاني للوقا. أضف إليها رسائل الإناء المصطفى بولس وهيَ أربعة عشرة رسالة، واحدة إلى الرومانيين، واثنتان إلى الكورنثيين، وأخرى إلى الغلاطيين، ورسالة إلى الأفسسيين، وواحدة إلى الفيلبيين، وأخرى إلى الكولوسيين، ثم رسالتان إلى التسالونيكيين، ورسالة (والأصح رسالتان كما يظهر في عددها) إلى تيموثاوس، ورسالة إلى كل من تيطس وفليمون، عدا الرسالة التي قال عنها البعض خطأ أنها مزوَّرة وهيَ الرسالة إلى العبرانيين. ثم الرسائل الجامعة وقد قال البعض أنها ثلاث وآخرون قالوا أنها سبع رسائل. أما نحن فيجب أن نقبل رسالة يعقوب ورسالة بطرس ورسالة يوحنا، وإن قال البعض أن ليوحنا ثلاث رسائل ولبطرس رسالتين، عدا رسالة ليهوذا وهيَ في حسابهم السابعة. وأما كتاب الرؤيا ليوحنا فالبعض يقبلونه وعدد غفير يقول أنه مزوَّر. هذا هو القانون الأقرب إلى الحقيقة في الكتب المقدَّسة المُوحَى بها من الله"(486).

وقد بلغ عدد اقتباسات الآباء قبل مجمع نيقية سنة 325م 32000 اقتباسًا تكفي لكتابة العهد الجديد كله باستثناء (11) آية، وبلغ عدد اقتباسات الآباء حتى سنة 340م أكثر من 38 ألفًا، أمَّا مع نهاية القرن الرابع فقد بلغت أكثر من 150 ألف اقتباسًا، حتى أنه يمكن استعادة كتابة العهد الجديد بالكامل أكثر من مرة في أكثر من لغة (راجع رأفت شوقي - دراسات كتابية في المدخل إلى العهد الجديد - الكتاب الثالث ص 324، 325).

 

 ثانيًا: شهادات القوائم التي وُضِعت في أزمنة قديمة:

وورد فيها أسماء أسفار العهد الجديد القانونية، فنذكر منها قائمة موراتوري، وقائمة مخطوطة كلارمونيان، وقائمة القديس أثناسيوس:

1ــ قائمة موراتوري سنة 170 م.:

وقد عثر عليها العالِم "موراتوري" Muratore في المكتبة الأمبروسية Ambrasian في ميلانو نحو سنة 170م، وهيَ الآن في مكتبة أمبروز في ميلانو بإيطاليا، وقد كُتبت ضد ماركيون الهرطوقي، ويقول "ميلتون فيشر": " أيضًا هناك قائمة موراتوري تعود لسنة 170 ميلادية. اُكتشفت نسخة منها تعود للقرن الثامن ونشرها أمين المكتبة موراتوري Muratori L. A سنة 1740م. هذه المخطوطة مشوَّهة في كلا طرفيها، ولكن النص المتبقي منها يوضح أن إنجيلي متى ومرقس كانا ضمن الجزء المفقود. والجزء المتبقي يبدأ بلوقا ويوحنا. ويستشهد بأعمال الرسل، ويتضمن ثلاث عشرة رسالة من رسائل بولس ورسالة يهوذا. ورسالتي يوحنا الأولى والثانية، وسفر الرؤيا. ثم يلي البيان التالي: "نحن نقبل فقط برؤيا يوحنا وبطرس. على الرغم من أن البعض منا لا يريد أن يُتلى هذان السفران في الكنيسة... والقائمة تطول لترفض بِالاسم مختلف القادة الهراطقة وكتاباتهم"(487).

وقد كُتبت هذه القائمة باليونانية ثم تُرجمت للاتينية، وفقد الجزء الخاص بالحديث عن إنجيل متى، وكذلك ما يخص إنجيل مرقس باستثناء السطر الأخير، وجاء فيه: " الذي فيه كان حاضرًا وهكذا دوَّنه".. ثم تتابع الوثيقة حديثها: " كتاب الإنجيل الثالث الذي بحسب لوقا. هذا الطبيب لوقا بعد صعود المسيح، حيث أخذه بولس معــه كخبيـر في الطريق (التعليم)، دوَّنه بِاسمه حسب فكره، مع أنه لم يرى الرب في الجسد، ولأنه كان قادرًا على التحقق منه، فقد بدأ يروي القصة من ميلاد يوحنا.

رابع الأناجيل هو ليوحنا (واحد) من الرسل، عندما حثَّه تلاميذه وأساقفته قال: صوموا معي من اليوم ولمدة ثلاثة أيام وما يعلن لكل واحد فلنقوله بعضنا لبعض. وفي نفس الوقت كُشِف لأندراوس (أحد الرسل) أن ما ينجح (يفحص) الكل فيه، يجب أن يدوّن يوحنا كل شيء بِاسمه. ولذا على الرغم من وجود أفكار متنوعة تعلم في الإنجيل ككل (أي الأناجيل الأربعة) إلاَّ أن هذه الأمور لا تسبب اختلافًا لإيمان المؤمنين لأن كل ما في جميعها أُعلن بالروح الواحد. كل شيء مُعلَن في الكل: ما يختص بالميلاد وما يختص بالآلام وما يختص بالقيامة، وما يختص بالأحاديث مع التلاميذ، ما يختص بمجيئه الأول مُحتقَر في تواضع، الذي تم، والثاني ممجد في قوة ملوكية الذي سيأتي، فما العجب إذًا في أن يورد يوحنا نقاط خاصة في رسائله أيضًا، فهو دائمًا صادق مع نفسه، إذ يقول هو نفسه: "الذي رأيناه بعيوننا وسمعناه بأذاننا ولمسته أيدينا نكتبه لكم" فهو يعترف بنفسه هكذا أنه ليس شاهد عيان إذًا فحسب، بل كاتب أيضًا لكل عجائب الرب بالترتيب ولكل أعمال كل الرسل مكتوبة في كتاب واحد، فقد لخص لوقا للعزيز ثاؤفيلس الأمور العتيدة التي حدثت في حضوره. ثم تتحدث الوثيقة بعد ذلك عن رسائل بولس الرسول عدا الرسالة إلى العبرانيين، وتتكلم عن رؤيا يوحنا ورسالة يهوذا ورسالتين ليوحنا...

وعلى الرغم من أن المخطوطة لا تذكر الرسالة إلى العبرانيين وكذلك إحدى رسائل يوحنا ورسالتا بطرس ورسالة يعقوب، فهذا لا يدل على عدم الإيمان بقانونيتهم ووحيهم، لأن المخطوطة لم تذكرهم مطلقًا لا بين الكتب القانونية ولا بين الكتب الأبو كريفا... يقول العلامة  "وسكوت ": "عدم ذكر هذه الرسائل قد يرجع لوجود فجوة أو شق فــي المخطوطـة (وثيقة موراتوري) وعلى أية حال فهذه الرسائل مُستشهد بها جيدًا وبدرجة كافية من مصادر أخرى" (488). إذًا الاحتمال الأكبر أن رسائل العبرانيين، ويوحنا الثالثة، وبطرس، ويعقوب أن يكون قد جاء ذكرهم في نهاية قائمة موراتوري التي تعرضت للتلف والفقدان مثلما حدث مع بداية المخطوطة. مع ملاحظة أن "بنتينوس" ذكر رسالة العبرانيين، كما ذكر "ترتليان" رسالة يعقوب، و"بوليكاربوس" رسالة بطرس الأولى، و "أوريجانوس" رسالة بطرس الثانية، وجميعهم عاشوا في نحو الزمن الذي كتبت فيه وثيقـة موراتــوري (راجع أشرف جبره - الرد على مشكلات الكتاب المقدَّس التاريخية والقانونية ص 301، 302).  

فواضح من وثيقة موراتوري:

(1) الأسفار القانونية المعترف بها في الكنيسة الجامعة في نهاية القرن الثاني.

(2) الأناجيل المعترف بهم أربعة، مع رفض كل الأناجيل الأخرى الأبوكريفا.

(3) ذكرت الوثيقة سفر أعمال الرسل كما دوَّنه لوقا الإنجيلي.

(4) ذكرت الوثيقة رسائل بولس الرسول باستثناء الرسالة إلى العبرانيين التي كان معترفًا بها من الجميع، والخلاف حول كاتبها.

(5) ذكرت الوثيقة رسالتين للقديس يوحنا ولم تذكر الرسالة الثالثة ليوحنا، بالرغم من تصريحها برسائل يوحنا (رسائله) بصيغة الجمع وليس المثنى.

(6) لم تذكر الوثيقة رسالتي القديس بطرس، بالرغم من أن الكنيسة قبلت مبكرًا الرسالة الأولى لبطرس.

(7) ذكرت الوثيقة رسالة يهوذا.

(8) ذكرت الوثيقة سفر رؤيا يوحنا، وبالرغم من أنها ذكرت رؤيا بطرس إلاَّ أنها صرحت قائلة: "ومع ذلك البعض منا غير راغب في قراءة الأخير في الكنيسة".

(9) أكدت الوثيقة أن كتاب الراعي لهرماس كُتب في أيام كتابة الوثيقة في النصف الثاني من القرن الثاني.

(10) ميَّزت الوثيقة بين الأسفار المزيَّفة والأسفار القانونية قائلة: " أنه لا يليق أن يخلط المُر مع العسل".

2ــ قائمة مخطوطة كلارمونيان:

ويرجع تاريخها للقرن الرابع، ووجدت في مخطوطة للعهد الجديد بين رسالتي فليمون والعبرانيين (New Testament Apocrgpha, vol I p. 37) (راجع د. فريز صموئيل - إنجيل برنابا بين المؤيدين والرافضين ص 95).

3- قائمة القديس أثناسيوس:

سبق الحديث عنها في نفس السؤال.

 

 ثالثًا: شهادات المجامع:

ونذكر من هذه المجامع قوانين الرسل، ومجمع اللاذقية ومجمع قرطاجنة:

1- القانون (85) من قوانين الآباء الرسل:

وجاء فيه: " لتكن الكتب الآتية محترمة ومقدَّسة عند جميعكم (أسماء أسفار العهد القديم)، أما كتبنا أي كتب العهد الجديد، فهيَ الأناجيل الأربعة لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا، ورسائل بولس الأربع عشـر، ورسالتا بطرس، ورسائل يوحنا الثلاث، ورسالة يعقوب، ورسالة يهــوذا، ورسالتـان لأقليمس (أكليمندس) وأوامري (فرائضي) أنا أقليمس الموجهة إلى الأساقفة في ثمانية كتب، وهذه لا ينبغي إشهارها للجميع لما فيها من المواضيع السرية، وأعمالنا نحن الرسل"(489).

2ــ القانون (60) من مجمع اللاذقية سنة 365م:

واللاذقية ليست الكائنة في سوريا، إنما هيَ قيصرية الكبادوك في آسيا الصغرى، وجاء فيه: " وأما كتب العهد الجديد فهيَ الأناجيل الأربعة - متى ومرقس ولوقا ويوحنا - وأعمال الرسل والرسائل السبعة الجامعة - واحدة ليعقوب الرسول واثنتان لبطرس وثلاث ليوحنا وواحدة ليهوذا - ورسائل بولس الأربع عشرة (1) لأهل رومية، و (2) لأهل كورنثوس، و (1) لغلاطية، و (1) لأهل أفسس، و (1) لأهل فيلبي، و (1) لأهل كولوسي، و (2) لأهل تسالونيكي، و (1) للعبرانيين، و (2) لتيموثاوس، و (1) لتيطس، و (1) لفليمون" (490).

3ــ القانون (24) من مجمع قرطاجة سنة 418م:

اجتمع فيه 217 من الآباء القديسين بحضور القديس أُغسطينوس أسقف هيبو، وجاء فيه: " واستحسن المجمع أن يُمنع قراءة أي كتاب في الكنيسة بِاسم الكتب الإلهيَّة أي الكتب القانونية الآتية أسماؤها:

في العهد القديم: (أسماء أسفار العهد القديم).

في العهد الجديد: الأناجيل الأربعة (متى ومرقس ولوقا ويوحنا)، أعمال الرسل، ورسائل بولس (أربع عشر)، رسالتا بطرس، رسائل يوحنا الثلاث، رسالة يعقوب، رسالة يهوذا، رؤيا يوحنا اللاهوتي (أبوكالبسيس).. لأن هذا ما تسلمناه من الآباء (من الكتب المقدَّسة) التي يجب أن تُقرأ في الكنيسة.." (491). وهذا عين ما قرَّره مجمع قرطاجة، فيقول "ميلتون فيشر": "مع نهاية القرن (الرابع) أصدر مجمع قرطاج (397م) مرسومًا يقضي بأنه: "عدا الأسفار القانونية لا يمكن قراءة أي سفر آخر في الكنيسة تحت مسمى الأسفار المقدَّسة"، ويسرد قائمة بالأسفار السبعة والعشرين التي تشكل العهــد الجديد" (492).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(480) أورده د. فريز صموئيل - إنجيل برنابا بين المؤيدين والرافضين ص 97.

(481) ف. ف. بروس - قصة الكتاب المقدَّس ص 62، 63.

(482) تحريف مخطوطات الكتاب المقدَّس ص 40، 41.

(483) أورده الأرشمندريت حنانيا إلياس كساب - مجموعة الشرع الكنسي ص 905.

(484) أورده القمص عبد المسيح بسيط - قانونية أسفار العهد الجديد ص 204.

(485) تحريف مخطوطات الكتاب المقدَّس ص 41، 42.

(486) أورده الأرشمندريت حنانيا إلياس كساب - مجموعة الشرع الكنسي ص 906، 907.

 (487) ف. ف. بروس - قصة الكتاب المقدَّس ص 61، 62.

 (488) أورده القمص عبد المسيح بسيط - الإنجيل كيف كُتب وكيف وصل إلينا ص 153.

 (489) أورده الأرشمندريت حنانيا إلياس كساب - مجموعة الشرع الكنسي ص 869، 870.

 (490) أورده الأرشمندريت حنانيا إلياس كساب - مجموعة الشرع الكنسي ص 239.

(491) المرجع السابق ص 675.

(492) ف. ف. بروس - قصة الكتاب المقدَّس ص 63.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/66.html

تقصير الرابط:
tak.la/vdz7pmn