St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

67- هل أُنزل الإنجيل الحقيقي على عيسى بشهادة القرآن "وآتيناه الإنجيل" وشهادة الإنجيل "إنجيل المسيح"؟ وهل هذا الإنجيل فُقد أو أُخفي بقصد التزيد والحذف والتبديل، حتى ضاعت معالم المسيحية كديانة سماوية؟

 

س 67 : هل أُنزل الإنجيل الحقيقي على عيسى بشهادة القرآن "وآتيناه الإنجيل" (المائدة 46)، وشهادة الإنجيل " إنجيل المسيح" (رو 15 : 29)؟ وهل هذا الإنجيل فُقد أو أُخفي بقصد التزيد والحذف والتبديل، حتى ضاعت معالم المسيحية كديانة سماوية؟

 تُعلق "سارة بنت حامد" على قول الإنجيل: " وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ" (مت 4 : 23) فتقول: " فإذًا كان المسيح عليه السلام يكرز أي يذيع البشارة علانية، وأن البشارة هيَ الأخبار السارة، فمعنى ذلك أنه يبشر ويتلو كتابًا، ولا يُخفى أن الكتاب المنزَّل عليه هو الإنجيل، إذًا فهذه إشارة قد تكون خفية على وجود إنجيل أصلي كان يُبشر به عيسى عليه السلام... وهذه الأناجيل المعتمدة رسميًا ليست – بدون شك – ذلك الإنجيل الأصلي المنزَّل على عيسى عليه السلام وهذا باعترافهم" (493).

 ويقول "ع. م جمال الدين شرقاوي" تعليقًا على قول السيد المسيح: " اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا" (مت 26 : 13): " فمن قوله: (عليه السلام) في كل إنجيل متى (26 : 13) وإنجيل مرقس (14 : 9).. نفهم أن الإنجيل كان شيئًا موجودًا مع المسيح (عليه السلام) مشارًا إليه بِاسم الإشارة المُذكَّر هذا... وهناك نصوص أخرى منسوبة إلى المسيح (عليه السلام) بيَّن فيها أن الله قد أعطاه كلامًا ليبلغه لقومه من بني إسرائيل، فبلَّغ (عليه السلام) ذلك الكلام، فقال مناجيًا ربه حسب الذي جاء في إنجيل يوحنا (17 : 8، 14) "الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم" و "أنا قد أعطيتهم كلامك". فهذا الكلام هو كلام الله الذي أعطاه الله للمسيح ليبلغه لقومه بني إسرائيل. وهذا الكلام هو الإنجيل الذي أعطاه الله للمسيح"(494).

 ويقول "الدكتور علي عبد الواحد وافي" عن الأناجيل التي بين أيدينا: " فالقرآن يحدثنا عن كتاب سماوي أنزله الله على عيسى. وهذه أسفار كتبها أناس من البشر بأقلامهم بعد رفع المسيح بنحو ثلاثين سنة، بل أن آخر إنجيل منها وهو إنجيل يوحنا قد كتبه صاحبه بعد رفع المسيح بنحو خمس وخمسين سنة، وهيَ أسفار غيـر متفقة كل الاتفاق في محتوياتها، حتى فيما ترويه عن قصة المسيح نفسه" (495).

 ويقول "الإمام محمد أبو زهرة": "وهذه ترجمة ما قاله "نارتن" في كتاب له: "قال أكهارون في كتابه: أنه كان في ابتداء الملة المسيحية في بيان أحوال المسيح رسالة مختصرة يجوز أن يُقال أنها الإنجيل الأصلي، والغالب أن هذا الإنجيل كان للمريدين الذين كانوا لم يسمعوا أقوال المسيح بأذانهم، ولم يروا أحواله بأعينهم. وكان هذا الإنجيل بمنزلة القلب، وما كانت الأحوال المسيحية مكتوبة فيه على الترتيب" (496).

 

 ويقول "الدكتور أحمد شلبي": "يعتقد المسلمون أن اختفاء إنجيل عيسى كان عملًا مقصودًا لأن إنجيل عيسى قريب الصلة بالقرآن، كما يعتقدون أن اختفاء هذا الإنجيل مهد للتزيد والحذف والتحريف في تعاليم الديانة المسيحية، فانهارت أسسها وضاعت معالمها كديانة سماوية"(497).

 ويقول "علاء أبو بكر": "س200: لماذا تدعون أن الرب حفظ كلام متى ولوقا ومرقس ويوحنا ولم يحفظ إنجيله هو نفسه (تسالونيكي الثانية 1 : 8)؟"(498).

 " س201: فأين إنجيل نبيه عيسى عليه السلام؟ فإن كنتم تقولون أنه هو الرب فكيف لم يتمكن من الحفاظ على إنجيله وكلمته؟ أهو إله ضعيف إلى هذا الحد؟ ألا يتمكن من الحفاظ على حياته، ولا كلامه، فكيف أصدق أن هذا الإله الذي بجب أن أستأمنه على نفسي وحياتي؟" (499).

 " س30: ابحث وتدبر: بأي لغة كان يتكلم عيسى عليه السلام؟ فقد كان يتكلم الآرامية، فهل إنجيله الآرامي المُسمَّى إنجيل عيسى موجود؟. وما معنى أنه فُقد؟ هل معنى ذلك أن الرب قد تعهد بحفظه وضاع، أم أن الرب لم يتعهد بحفظه، لأنه أنبأ عن مجيء كتاب آخر ونبي آخر وهو الذي ستظل شريعته للأبد، وهو الذي سيحفظه الله من التحريف" (500).

 ويقول "نبيل نيقولا جورج": " أن هذه الكتب الأربعة (الأناجيل) لم تنزل على المسيح (عليه السلام) ولم يكتب شيء منها في حياته، كما لم يصدر عنه إقرار لها أو يبدي ملاحظاته عليها، كما هيَ لا تحمل اسمه" (501)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Al Imran, chapter, first 9 verses, with the mention of the Holy Bible (verse 3) - from the bordered Holy Quran book (Koran) - (image 50). صورة في موقع الأنبا تكلا: 3. سورة آل عمران، وبأولها ذكر التوراة والإنجيل (الكتاب المقدس - آية 3) - من كتاب مصحف القرآن الكريم المبروز - (صورة 50).

St-Takla.org Image: Al Imran, chapter, first 9 verses, with the mention of the Holy Bible (verse 3) - from the bordered Holy Quran book (Koran) - (image 50).

صورة في موقع الأنبا تكلا: 3. سورة آل عمران، وبأولها ذكر التوراة والإنجيل (الكتاب المقدس - آية 3) - من كتاب مصحف القرآن الكريم المبروز - (صورة 50).

 ج : 1ــ إيماءً إلى قول "الدكتور علي عبد الأحد وافي" و " الإمام محمد أبو زهرة" أن الإنجيل هو الكتاب السماوي الذي أنزله الله على عيسى، يجب الإشارة إلى:

أ - نظرة الفكر الإسلامي للسيد المسيح أنه مجرد نبي، نزل عليه إنجيل من السماء، فحفظه ونطق به وسلمه لتلاميذه، وبما أنه لا يوجد الآن أي أثر لهذا الإنجيل النازل من السماء إذًا لا بد من تطبيق نظرية المؤامرة، أي أنه أُخفي عن قصد، حتى يمكن للتلاميذ أن يزيدوا أو يحذفوا ما يشاؤون. بينما في الفكر المسيحي الموضوع مختلف تمامًا، فالسيد المسيح وإن كان نبيًا لأنه أنبأ بأمور ستحدث في المستقبل مثل خراب أورشليم وعلامات المجيء الثاني، إلاَّ أنه ليس نبيًا فحسب، بل هو رب الأنبياء جميعًا، وهو الذي أرسلهم، لأنه هو الإله المتجسد من أجل خلاص جنسنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فهل هو في حاجة إلى إنجيل ينزل عليه من السماء..؟! وكيف ينزل عليه إنجيل من السماء وهو الكائن في السماء عينها..؟! وهل هو في حاجة إلى ملاك يمليه ما لا يعرفه وهو الرب العارف بكل شيء، الفاحص القلوب والكلى وعيناه تخترقان أستار الظلام... كيف يمليه ملاك وهو رب الملائكة..؟! إن الإنجيل ليس رسالة ولا نصوصًا نزلت على المسيح من السماء، إنما هيَ أقواله وتعاليمه التي نطق بها وأعماله ومعجزاته التي صنعها أمام الجموع، لم يتلقاها من أحد بل هيَ منبعثة من ذاته... الإنجيل هو: " جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيـهِ" (أع 1 : 1، 2)، والسيد المسيح هو كلمة الله وحكمته، هو محور الإنجيل وجوهره، وهو معناه ومبناه، وهو هدفه وغايته، فإن " اَللهُ بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ. كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ" (عب 1 : 1، 2)، وقبل أن يُكتب الإنجيل قال السيد المسيح لتلاميذه: " اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا" (مر 16 : 16)، فكيف يكرزون بإنجيل لم يُكتب بعد..؟! بلا شك أن السيد المسيح كان يقصد الكرازة والبشارة المفرِحة التي حقَّقها للإنسان بخلاصه من قبضة إبليس وجحيمه.

ب - لم يُعرف بين العرب في الجزيرة العربية سوى إنجيل واحد، وهو إنجيل متى، فكان القس ورقة بن نوفل قس ملكة لديه هذا الإنجيل، وجاء عنـه في صحيـح البخـاري: "ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزَّى بن عم خديجة، وكان أمرأ تنصَّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فكتب عن الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب" (502).

 

2ــ إشارة إلى قول "سارة بنت حامد" و "ع. م جمال الدين شرقاوي" بأنه كان هناك إنجيلًا مع السيد المسيح أثناء كرازته اعتمادًا على ما جاء في (مت 4 : 23، 26 : 13).. نؤكد أن المقصود بهاتين الآيتين وما يماثلهما هيَ البشارة المفرِحة باقتراب ملكوت السموات، وهذا ما ناقشناه بالتفصيل في ضوء الآيات الإنجيلية، كما أوردنا شهادة الكاتب الكبير "عباس محمود العقاد" وآراء "الدكتور منذر الحايك"، و "علي زلماطفيُرجى الرجوع إلى إجابة (س56، س57). فأنه لم يكن مع السيد المسيح إنجيلًا مكتوبًا نزل عليه من السماء، ولم يكتب هو إنجيلًا، ولم يوصي تلاميذه الأطهار بأن يكتبوا إنجيلًا، إنما أمرهم بالكرازة بالإنجيل أي بالبشارة المفرِحة بحلول ملكوت الله، للخليقة كلها، وانهمك التلاميذ في الكرازة حتى بذلوا ليس أوقاتهم وجهودهم فقط بل حياتهم ودماءهم من أجل الكرازة، حتى أن المؤمنين كانوا ينتظرون عودة المسيح سريعًا، ومع مرور الوقت وانتقال شهود العيان من التلاميذ والرسـل والآلاف الذين عاينوا معجزات السيد المسيح وسمعوا أقواله، والمئات من الذين رأوه بعد قيامته، خشى البعض من ضياع هذه الكنوز فبدأوا بجمع أقوال السيد المسيح وتعاليمه، ودوَّنوا معجزاته لتُحفظ في ذاكرة التاريخ، وكانت الأقوال تبدأ بعبارة: "قال يسوع..."، وكم أفادت هذه المدوَّنات البسيطة الذين لم يروا الرب يسوع، وربط البعض بين نبوات العهد القديم والأحداث التي مرَّت بالسيد المسيح، وكانت هذه المدوَّنات تبدأ بعبارة: "كل هذا كان لكي يتم ما قيل..." ونحو سنة 65 م ألحَّ مؤمنوا روما على مرقس الرسول ليكتب لهم عن حياة السيد المسيح وأقواله وأفعاله، وكان الرومانيون وأيضًا اليونانيون شغوفين بتسجيل السير الشخصية للعظماء، واستجاب مارمرقس وكتب إنجيله، ثم بعد هذا كتب كل من متى ولوقا إنجيله لتكملة رواية مرقس، وإضافة أبعادًا جديدة لبعض ما كتبه مرقس، وقد حافظ كل منهما على كتابة إنجيله في نفس السياق الذي بدأ به مرقس الإنجيلي ونفس الترتيب للحوادث، ومع نهاية القرن الأول كتب يوحنا الإنجيلي بطريقة مختلفة، إذ كان تحت يديه أناجيل متى ومرقس ولوقا، ففضل أن يذكر بعض الأمور التي لم يذكرها هؤلاء، مُركّزًا على لاهوت السيد المسيح وأزليته، فقدم للعالم الشغوف بالفلسفة أقنوم الكلمة "اللوغوس" وركز على خدمة السيد المسيح في السنة الأولى من خدمته قبل سجن يوحنا المعمدان فذكر بدء الآيات التي صنعها السيد المسيح في عرس قانا الجليل إذ حوَّل الماء إلى خمرًا ممتازًا من خلال معجزة خلق لا يصنعها إلاَّ الله ذاته.

 

3ــــ يتساءل "علاء أبو بكر": كيف يحفظ الرب كلام متى ومرقس ولوقا ويوحنا ولا يحفظ إنجيله؟ وكان الأجدى به أن يسأل نفسه: هل من المعقول أن الله يحفظ كلام الإنجيليين ولا يحفظ إنجيله هو..؟! بالطبع هذا ضرب من المُحال، فلو كتب السيد المسيح إنجيلًا لحفظه التلاميذ والمؤمنون داخل أعينهم وقلوبهم، ولكن لأن السيد المسيح لم يكتب مثل هذا الإنجيل المزعوم لذلك لا تجد أي أثر له ولا أي دليل على أنه كان موجودًا يومًا ما، وهذا أكبر دليل على أن السيد المسيح لم يكتب إنجيلًا، والقول "إنجيل المسيح" يعني بشارة المسيح بالملكوت.

وراح "علاء أبو بكر" يزايد في أقواله، فافترض افتراضًا خاطئًا وبنى عليه برجًا هائلًا من الوهم، وأخذ يتساءل:

أ - إن كان عيسى هو الرب، فكيف لا يقدر أن يحفظ إنجيله؟.. وهذا قول مردود عليه، لأن ألوهية المسيح التي أراد أن يطعن فيها بطريق غير مباشرة هيَ الصخرة التي تقوم عليها المسيحية، فكل مَن ينكر أو يشك في ألوهية السيد المسيح لا يمكن أن يُدعَى مسيحيًا، أمَّا الحديث عن ألوهية المسيح فيطول الحديث عنها، فيُرجى الرجـوع إلى كتابنا : "أسئلة حول ألوهية المسيح" هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.

ب - هل كان السيد المسيح ضعيفًا إلى الحد الذي لم يستطع فيه الحفاظ على حياته ولا على أقواله؟.. والحقيقة أنه يكفي الإنسان قراءة الإنجيل مرة واحدة ليكتشف كذب هذا الاتهام، لأن المسيح بقوته وعظمته، بجلاله وجماله، يشع بنور لاهوته من خلف كلمات الإنجيل وعباراته... لقد كان السيد المسيح قويًا في أقواله، وفي تعاليمه فكان يعلِّم بسلطان وليس كالكتبة والفريسيين، وكان قويًا في كرازته فقلب العالم كله رأسًا على عقب، إذ هزم إبليس وسحقه بالصليب، وصنع بالضعف ما هو أعظم من القوة، وكان قويًا في معجزاته الفريدة التي صنعها بقوة لاهوته، فأظهر سلطانه على الأرواح الشريرة، وعلى الطبيعة، والأسماك، والنباتات، والأمراض، والموت، ومارس سلطانه في الخلق... إلخ... كان قويًا في الحفاظ على حياته، فلم يقتنص أحد حياته منه بل وضعها من ذاته قائلًا: " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَــانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا" (يو 10 : 18).

ج - كان عيسى يتكلم الآرامية، فأين إنجيله الأرامي؟.. نعم كان السيد المسيح يتكلم الآرامية، ويجيد العبرية واليونانية، وقلنا مرارًا وتكرارًا أنه لم يكتب إنجيلًا لا بالأرامي ولا بغيره، وإن كان علاء يقصد الإنجيل العبراني الذي ذكره ورقة ابن نوفل، فقد نسبه ورقة إلى متى وليس إلى المسيح (راجع صحيح البخاري جـ 1 ص 7).

د - ما معنى أن إنجيل عيسى قد فُقِد؟ وهل الله لم يتعهد بحفظه لأنه أنبأ عن مجيء كتاب آخر ونبي آخر ستظل شريعته للأبد وهو سيحفظه من التحريف؟، ويزيد على قوله قـول الدكتور أحمد شلبي بأن إنجيل عيسى قد أُخفي عن قصد وبقصد التزيد والحذف والتعديل...

وينطبق على هذا الناقد ما قيل في الأمثال الشعبية " أنه يغني ويرد على نفسه" وأنه " يصطاد في الماء العكر"، فقد افترض أن عيسى كان معه إنجيلًا، وهذا الإنجيل قد فُقد، ولم يأتِ الناقد بدليل واحد من الإنجيل أو من العقل والمنطق، وراح يؤيد صحة ما يؤمن به في غير مناسبته، وخلط الحابل بالنابل، فدعنا يا صديقي نفك هذه الاشتباكات بكلمات بسيطة ونكرر أن السيد المسيح لم يكن معه إنجيلًا، وبالتالي فإن هذا الإنجيل المزعوم لم يُفقَد ولم يُخفى عن قصد، ولم يترك السيد المسيح لا إنجيلًا ولا فصلًا واحدًا ولا آية واحدة مكتوبة، ولم يذكر الإنجيل أن المسيح كتب إلاَّ مرة واحدة عندما انحنى على الأرض يكتب خطايا كل إنسان يمسك بحجر يريد رجم المرأة الخاطئة، إنما كرز السيد المسيح بإنجيل شفاهي، وما تسلمه التلاميذ كرزوا به بدون زيادة ولا حذف ولا تبديل ولا تغيير، وليس لهؤلاء التلاميذ الأطهار الذين تتلمذوا على يد معلِّم الفضيلة الأول، أن يخفوا إنجيلًا كتبه معلِّمهم لحاجة في نفس يعقوب، وبهدف خبيث هو نشر الأكاذيب والأضاليل... من قال أن الرب لم يتعهد بحفظ كلمته؟! إذًا ما معنى قوله: " اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَيَزُولُ" (لو 21 : 33)؟!، ومَن قال أن الرب أنبأ بكتاب آخر ونبي آخر؟! وهل بعد أن جاء إلينا الله متجسدًا نحتاج لأي إنسان مهما كان قدره لكي يُكمّل رسالته؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(493) التحريف والتناقض في الأناجيل الأربعة ص 60.

(494) قضايا مثيرة في المسيحية والإسلام ص 44.

(495) الأسفار المقدَّسة في الأديان السابقة للإسلام ص 99.

(496) محاضرات في النصرانية ص 65.

(497) مقارنة الأديان 2ـــ المسيحية ص 77.

(498) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 2 ص 173.

(499) المرجع السابق ص 173، 174.

(500) المرجع السابق جـ 3 ص 42.

(501) الأناجيل الأربعة لماذا لا يُعوّل عليها ص 9.

(502) صحيح البخاري جـ 1 ص 7.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/67.html

تقصير الرابط:
tak.la/qgw5a5h