St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism  >   new-testament
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد الجديد من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

528- لماذا دمج السيد المسيح بين نبوات خراب أورشليم ونبوءات نهاية العالم (مر 13)؟ وما الذي يؤكد نهاية العالم؟ وهل نبوة السيد المسيح على أورشليم بالخراب والهيكل بالدمار (مر 13: 2) كان لها مخاطرها؟ ولماذا هذا الحديث المزعج عن الكوارث والاضطرابات والمخاوف التي تقلق البشرية (مر 13)؟ وما المقصود بإقصاء الأرض وإقصـاء السماء (مر 13: 27)؟

 

س528: لماذا دمج السيد المسيح بين نبوات خراب أورشليم ونبوءات نهاية العالم (مر 13)؟ وما الذي يؤكد نهاية العالم؟ وهل نبوة السيد المسيح على أورشليم بالخراب والهيكل بالدمار (مر 13: 2) كان لها مخاطرها؟ ولماذا هذا الحديث المزعج عن الكوارث والاضطرابات والمخاوف التي تقلق البشرية (مر 13)؟ وما المقصود بإقصاء الأرض وإقصـاء السماء (مر 13: 27)؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Olivet Discourse: Jesus foretells of the destruction of the temple: (Matthew 24) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: الحديث على جبل الزيتون: السيد المسيح يتنبأ بخراب الهيكل: (متى 24) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

St-Takla.org Image: Olivet Discourse: Jesus foretells of the destruction of the temple: (Matthew 24) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الحديث على جبل الزيتون: السيد المسيح يتنبأ بخراب الهيكل: (متى 24) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

ج: 1- لماذا دمج السيد المسيح بين نبوات خراب أورشليم ونبوات نهاية العالم (مر 13)؟ وما الذي يؤكد نهاية العالم؟.. اجتهد البعض في الفصل بين هذه النبوات المتداخلة، فقسموها كالآتي:

أ - نبوات تخص أورشليم (مر 13: 1، 2، 14 - 20).

ب - نبوات تخص معاناة المؤمنين (مر 13: 9 - 13).

جـ - نبوات تخص نهاية العالم (مر 13: 5 - 8، 21 - 27).

د - توصية بالسهر واليقظة الروحية (مر 13: 28 - 37).

والحقيقة أن الفصل بين هذه النبوات أمر في غاية الصعوبة. لقد دمج السيد المسيح نبواته عن خراب أورشليم مع نبواته عن نهاية العالم لسببين:

(1) خراب أورشليم ودمار الهيكل ونقض أساساته وما حلَّ باليهود سنة 70م على يد القائد الروماني تيطس وتشتت اليهود كان يمثل نكبة عظيمة ليس لها مثيل في تاريخ الشعب اليهودي على مرّ التاريخ. فنستطيع أن نقول أن خراب أورشليم كان يمثل صورة مصغرة لنهاية العالم، ولذلك نظر السيد المسيح للحدثين كحدث واحد، حدث في أورشليم في الزمن القريب بصورة مصغرة، وفي نهاية العالم بصورة أعم وأشمل في الزمن البعيد، ولم يتحدث السيد المسيح هنا كمؤرخ يلتزم بالترتيب الزمني، بل كنبي تنبئ عما سيحدث سواء في الزمن القريب أو الزمن البعيد. (راجع مدارس النقد - عهد جديد جـ 5 س401).

(2) كان الاعتقاد السائد في ذهن اليهود بما فيهم التلاميذ أن نهاية الهيكل هيَ نهاية العالم كله، فالهيكل في نظرهم لن يُخرّب ولن يُهدَم إلَّا مع نهاية العالم، ولذلك ارتبط الحدثين في ذهن التلاميذ معًا.

ويقول "يوحنا كرافيذوبولس": " لقد كان خراب أورشليم مرعبًا إلى حد أنه يتخذ صورة لنهاية العالم. وتتشابك الصورتان في أقوال يسوع وبقلم الإنجيلي حتى أننا ننتقل من الواحدة إلى الأخرى دون تحديد واضح"(457).

ويقول "الأب متى المسكين": "جاءت قمة الحديث في نبوة خراب الهيكل... وما سيلي ذلك من فظائع آخر الأيام. ولكن يلزمنا جدًا أن ننتبه أن في هذه الأحاديث الأخروية يرتفع دائمًا الزمن بتحديداته لأنها رؤى فائفة عن الزمن، لذلك يصعب تحديد قصة خراب الهيكل عن حوادث آخر الأيام، فالكلام يتداخل دون تحفُّظ، لأن صاحب الرؤيا (الرب) يراها كلها معًا" (458).

أما عن التأكيد على نهاية العالم، فواضح من:

(1) تأكيدات الكتاب المقدَّس بعهديه على هذه الحقيقة، ومن أمثلة ذلك (إش 13: 9 - 11، 34: 4، دا 7: 9، 10، 13، 12: 2، يؤ 2: 10، 11، مت 24: 29 - 32، مر 13: 24 - 27، لو 21: 25 - 28، 1تس 4: 16، 17، 5: 2، 2بط 3: 10، رؤ 20: 12 - 14).

(2) لقد تنبأ السيد المسيح عن خراب أورشليم ودمار الهيكل، وأيضًا تنبأ عن نهاية العالم، وبما أن جميع أقواله عن خراب أورشليم ودمار الهيكل ونكبة اليهود قد تحقق بالحرف الواحد، لم تسقط منه كلمة، هكذا ستتم أقواله بالنسبة لنهاية العالم.

ويقول "القمص تادرس يعقوب" عن إتمام نبوات السيد المسيح عن خراب أورشليم: " فقد التهبت المملكة الرومانية بنيران الحروب في الفترة ما بين صعود السيد المسيح وخراب الهيكل، منها الحرب التي اشتعلت في الإسكندرية حوالي عام 38م بين المصريين واليهود المقيمين فيها. والحرب التي نشبت في سلوكية وقُتِل فيها خمسون ألفًا من اليهود... كما حدث هياج شديد بين اليهود والسامريين، وحدثت مجاعات كالتـي تنبأ عنها أغابوس (أع 11: 28) وحدثت عام 49م. وتفشى وباء في روما عام 65م مات به ثلاثون ألفًا، كما حدثت زلازل في كريت عام 46م، وفي روما عام 51م، وفي آفاميا سنة 53م، وفي لاذقية فريجية عام 60م، وفي أورشليم سنة 67م... إلخ. هذه العلامة من ظهور حروب وانقسامات وزلازل ومجاعات واضطرابات يسبق أيضًا نهاية العالم ومجيء السيد المسيح" (459).

← انظر باقي سلسلة كتب النقد الكتابي هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت للمؤلف.

 

2- هل نبوة السيد المسيح على أورشليم بالخراب والهيكل والدمار (مر 13: 2) كان لها مخاطرها؟.. نعم نبوة السيد المسيح عن خراب أورشليم ودمار الهيكل كان لها خطورتها، لأن اليهود لا يطيقون أحدًا يتكلم بسوء على أورشليم والهيكل، فعندما وقف إرميا النبي في دار بيت الرب ونطق بالشر على أورشليم كقول الرب: " أَجْعَلُ هذَا الْبَيْتَ كَشِيلُوهَ وَهذِهِ الْمَدِينَةُ أَجْعَلُهَا لَعْنَةً لِكُلِّ شُعُوبِ الأَرْضِ" (إر 26: 6).. فماذا كان رد فعل من سمعوه؟ " وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ إِرْمِيَا مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ مَا أَوْصَاهُ الرَّبُّ أَنْ يُكَلِّمَ كُلَّ الشَّعْبِ بِهِ أَنَّ الْكَهَنَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَكُلَّ الشَّعْبِ أَمْسَكُوهُ قَائِلِينَ تَمُوتُ مَوْتًا" (إر 26: 8).. " فَتَكَلَّمَ الْكَهَنَةُ وَالأَنْبِيَاءُ مَعَ الرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ الشَّعْبِ قَائِلِينَ حَقُّ الْمَوْتِ عَلَى هذَا الرَّجُلِ لأَنَّهُ قَدْ تَنَبَّأَ عَلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ" (إر 26: 11) وكادت حياة إرميا تنتهي على يد هؤلاء الأشرار لولا تدخل الرؤساء، ولا سيما أخيقام بن شافان والشعب لإنقاذه قائلين أن ميخا المورشتي تنبأ في أيام حزقيا الملك وقال أن صهيون تُفلح كحقل وتصير أورشليم خرابًا ولم يقتله حزقيا إنما طلب وجه الرب فندم الرب عن الشـر الذي تكلم به (إر 26: 16 - 19)، بينما عندما تنبأ "أوريا بن شمعيا" عن خراب أورشليم أراد يهوياقيم الملك أن يقتله، فهرب إلى مصر، ومع هذا فأن يهوياقيم لم يرحمه إنما أرسل أناسًا إلى مصر قبضوا عليه وأحضروه. فضربه بالسيف وطرح جثته في قبور بني الشعب (راجع إر 26: 20 - 23). والتهمة التي وُجهت فيما بعد لاستفانوس " هذَا الرَّجُلُ لاَ يَفْتُرُ عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ كَلاَّمًا تَجْدِيفًا ضِدَّ هذَا الْمَوْضِعِ الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِ" (أع 6: 13). فنبوة السيد المسيح بخراب أورشليم ودمار الهيكل كان لها خطورتها، وحتى إن كان هذا الحديث كان بين السيد المسيح وأربعة من تلاميذه وليس للشعب، لكن السيد المسيح كان قد سبق وقال للشعب: "هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُـمْ خَرَابًا" (مت 23: 38)، فقد أعد العدة ليقدم نفسه ذبيحة حية على صليب العـار من أجل حياة العالم، ولأنه هو القائد في هذه المعركة فقد حدَّد ساعة الصفر، والتي لم يتبقَ عليها سوى أيام قليلة.

 

3- لماذا هذا الحديث المزعج عن الكوارث والإضطرابـات والمخاوف التي تقلق البشرية (مر 13)؟ ... من المفروغ منه أن السيد المسيح لم يقصد من حديثه عن هذه الكوارث والاضطرابات والمخاوف التي تسبق مجيئه أن يثير زعر وقلق الإنسان، لأنه أحب الإنسان إلى المنتهى وهوذا مزمع أن يقدم نفسه فدية لينقذ الإنسان من الموت والفساد، وفي حبه هذا لم يشأ أن يضيع عمله الفدائي هباءً، ولذلك قدم حديثه هذا لأربعة من تلاميذه الأخصاء، وهم أول من اختارهم من الاثنى عشر، ليسري حديثه من هؤلاء الشهود الأربعة للعالم كله، وفي حديثه هذا عن الاضطرابات والضيقات التي تسبق خراب أورشليم لينبه المؤمنين ليهربوا من تلك المدينة متى رأوا رجسة الخراب التي تكلم عنها دانيال النبي، وفعلًا بعد أن حاصرت القوات الرومانية أورشليم ثم فكَّت الحصار قليلًا هرب منها المسيحيون ونجوا بأنفسهم، بينما تزاحم اليهود الذين خارج أسوار أورشليم للاحتماء داخلها، وهم لا يدركون أنهم يضعون أنفسهم داخل القدر، وحدث ما حدث، وقصد من حديثه عن الاضطرابات والضيقات التي تسبق مجيئه الثاني حتى يدرك المؤمنون معالم الطريق، وينصاعوا للوصية الإلهيَّة: " اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ الْبَيْتِ" (مر 13: 35).

والأمر المخفي عن الكثيرين أنك تجد الرجاء في هذا الخطاب التحذيري، فمهما اشتدت الضيقات والاضطهادات فحتمًا ستنتهي وتزول: " وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابن الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ" (مر 13: 26).. " وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ" (لو 21: 28). فالنهاية السعيدة في انتظار المؤمنين الساهرين المستعدين لاستقبال العريس بمصابيح موقدة مضيئة. أنها لحظات العرس للنفوس الأمينة. وجاء في القداس اللاتيني: " نجنا من جميع الشرور من هذه الحياة. وحيث ننتظر برجاء سعيد مجيء ربنا يسوع المسيح". ويقول "القمص تادرس يعقوب": " لعل التلاميذ إذ رأوا السيد المسيح حازمًا كل الحزم في تطهير الهيكل، وفي لعنة شجرة التين تملكهم روح اليأس... لهذا جاء حديثه هنا يطمئن التلاميذ، أنه يعد لهم سمواته مقدمًا لهم علامات مجيئه، وإن كانت مُرَّة لكنها مطمئنة... إن كان قد حمل آباءهم كما بأجنحة النسور ليجئ بهم إليه، فأنه يرسل لهم روحه القدوس ليحملهم فوق كل الأحداث لينعموا بلقائه الأخير على السحاب... هذا المقال في حقيقته لم يقدمه السيد لنتعرَّف على الأزمنة والأوقات، ولا كعمل نبوي به نتعقب الأحداث، لكنه وهو مقال يكشف عن أسرار المستقبل جاء بقصد عملي رعوي، فيه يحث السيد المسيح كنيسته على الجهاد المستمر وتخطي العقبات التي تقوم على الدوام حتى مجيئه، وكما يحذرها من المسحاء والأنبياء الكذبة، ويوصيها بالسهر الدائم ترقبًا لمجيئه" (460).

 

4- ما المقصود بإقصاء الأرض وإقصاء السماء (مر 13: 27)؟.. عن إقصاء الأرض وإقصاء السماء يقول "دكتور موريس تاوضروس": " أي مـن نهايـة (طرف) الأرض (وبالطبع فالأرض منظور إليها كسطح منبسط) إلى نهاية (طرف) السماء، حيث نضع حدًا للأرض. والقديس متى يعبر عن ذلك قائلًا: "مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا" (مت 24: 31). على أن أسلوب القديس مرقس أكثر شعرية" (461).

أما نظرة الكتاب المقدَّس للأرض:

أ - ذكر الكتاب المقدَّس أن الأرض دائرية قبل الميلاد بأكثر من تسعمائة عام عندما قال سليمان الحكيم عن خلقة الأرض: " لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ" (أم 8: 27)، وأشار إلى كروية الأرض منذ أكثر من سبعمائة عام قبل الميلاد على لسان إشعياء النبي: " الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ" (إش 40: 22) وذكر أيوب البار أن الأرض محفوظـة بقانون الجاذبية: " يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ" (أي 26: 7).

ب - ذكر الكتاب المقدَّس أن الأرض تبدو في ظاهرها منبسطـة مشيرًا إلى اتجاهاتها الأربعة: " وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ... الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاءِ" (مر 13: 27). وهذا ما ظهر في القرآن أيضًا " وَاللَّـه جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا" (نوح 71: 19).. " وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" (الغاشية 88: 20).. " وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ" (الحجر 15: 19، ق 50: 7).. " وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ" (الذاريات 51: 48).. " أفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" (الأنبياء 21: 44)، وعندما قال: " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" (النازعات 79: 30) قـال القرطبي: "دحاها أي بسطها" وهكذا قال البغوي (وللمزيد يُرجى الرجوع إلى مدارس النقد - عهد قديم جـ 9 س1076، جـ 11 س1055، س 1576).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(457) إنجيل مرقس قراءة وتعليق ص 225.

(458) الإنجيل بحسب القديس مرقس ص 515.

(459) الإنجيل بحسب القديس مرقس ص 235.

(460) الإنجيل بحسب مرقس ص 226، 228.

(461) المدلولات اللاهوتية والروحية لكلمات الإنجيل بحسب القديس مرقس ص 116.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/528.html

تقصير الرابط:
tak.la/nk58y2d