س103 : هل وُلِد بولس يهوديًا ومات رومانيًا، فرفض كل من التوراة وإنجيل المسيح في تبجح وكبرياء، ووضع نفسه في منزلة أعلى من يسوع المسيح؟ وهل أسَّس دينًا جديدًا وإنجيلًا جديدًا؟ وهل سعى بولس لمحو آثار إنجيل المسيح، واستكبر على التلاميذ موجهًا إليهم سهامه السامة واصفًا إياهم بأنهم دجالون، ماكرون، ملاعين، متخلفين يجب الانفصال عنهم؟ وهل من ظهر لبولس هو جنيّ دعى نفسه عيسى النصراني؟ وهل صارع التلاميذ بولس الرسول وانتصروا عليه، فأنفض الناس من حوله؟
تحت عنوان "لماذا نكره بولس ونحب ابن مريم عليه السلام" كتب "ع. م. جمال الدين شرقاوي" يقول: " فنحن نحب عيسى ابن مريم عليه السلام... ونكره بولس لأنه وُلِد يهوديًا ومات يونانيًا رومانيًا على غير دين الأنبياء جميعًا بما فيهم المسيح ابن مريم عليه السلام وتعاليمه التي تركها مع تلاميذه وحوارييه.
بولس المنتفخ كبرياء وتبجُّحًا القائل: ".. وضعت الأساس كما يفعل البنّاء الماهر وغيري يبني عليه. فليس ممكنًا أن يضع أحد أساسًا آخــر بالإضافة إلى الأساس الموضوع"، والقائل أيضًا: "لا أبني على أساس وضعه غيري..!!" فلم يؤمن بابن مريم عليه السلام، ولم يبني على أساسه الربَّاني، فوضع نفسه أعلى من منزلة موسى وعيسى عليهم السلام، وانفرد بتأسيس دين جديد خاص به وبإنجيل جديد رفض فيه تعاليم توراة موسى وإنجيل عيسى. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل سعى لمحو آثار إنجيل المسيح ابن مريم عليه السلام وتعاليمه التي انتشرت بين قومه بني إسرائيل في فلسطين.
بولس العِصَامي الذي تعلم المسيحية بدون مُعلم ولم يأخذ من أحد. الذي رفض وأستكبر أن يأخذ عمن اختارهم المسيح ابن مريم عليه السلام ليكونوا حملة علمه من بعده. فوجه سهامه السامة نحوهم ووصفهم بأنهم دجَّالون ماكرون (2كو 11 : 13)، كما رمى سمعان - كبير التلاميذ ــــ وبرنابا بالنفاق (غل 2 : 12، 13)، وأمر أتباعه بتنفيذ تعاليمه إليهم، وإليكم بعضها: كل مَن يخالط تلاميذ ابن مريم فهو ملعون (غل 1 : 8). الابتعاد عنهم (رو 16 : 17، 2تي 3 : 5).. لا يشتركون معهم في أعمال الظلام العقيمة ويجب أن يفضحوهم (أف 5 : 11). أن يعتزلوا كل من لا يعمل بتعاليم بولس (2تس 3 : 6). عدم التعامل معهم (2تس 3 : 14)، أن يكونوا متشددين في توبيخهم (تي 1 : 13). وأن يقطعوا العلاقة معهم (تي 3 : 10). وغير ذلك كثير كثير ولم يُنسَ موقفه المشهور من تلاميذ المسيح ابن مريم عليه السلام الذي نجده بوضوح في رسالته لأهل غلاطية (غل 1 : 8 - 12)..!!
فلم يحب بولس تلاميذ المسيح ابن مريم عليه السلام، إنما نال منهم فوصفهم بالنفاق والتخلف، وزاد على ذلك فقال على مَن يعمل بالتوراة والإنجيل بأنهـم ملعونون (غل 1 : 8، 9) وبأنهم كلاب (في 3 : 2). مع أن المسيح ابن مريم عليه السلام قد وعد تلاميذه بأنهم سيكونون شهداء على أسباط بني إسرائيل يوم الحساب، فكيف يحشر الله بولس معهم..؟!!
بولس الذي ركن إلى نفسه الإمارة فسولت له التصديق برؤيا سمع فيها جنّي يقول له أنا عيسى النصراني، فآمن به ومكَّنه من نفسه وجسده، ومن ثم أعتبر أن علمه مأخوذًا من الرب مباشرة بواسطة شيطانه الجنّي عيسى النصراني في الحـال والمتلبس بجسده والمتكلم فيه، وأن علمه هذا هو الصحيح وأن علم تلاميذ ابن مريم عليه السلام ومن سار في دربهم هو الضلال بعينه..!! ومن الأمور الغريبة والعجيبة في شخصية بولس، أن مسيحه عيسى النصراني ناداه على طريق دمشق بِالاسم شاول وكرَّره مرتين "شاول شاول" ولكن بولس لم يقبل ذلك الاسم على نفسه فلم يذكره أبدًا في كل رسائله، وإنما كان يذكر دائمًا أنه بولس رسول عيسى النصراني..!! وإن تتبعتم ذلك الاسم شاول فلن تجدوه إلاَّ في سفر الأعمال فقط. وفي كل رسائل بولس التي كتبها بيده لن تجدوا إلاَّ الاسم بولس..!! أنه لغز آخر في شخصية بولس الذي لا يقبل وصاية من أحد عليه حتى لو كانت تلك الوصاية من مسيحه الجنّي مخلص البشرية جمعاء..!!" (764)
وبعد أن قال "الدكتور أحمد شلبي" أن دين بولس أخذ ينبثق وتنهال عليه الجماهير (مقارنة الأديان 2ـــ المسيحية ص 118) عاد لفوره للنقيض فيقول أن تلاميذ المسيح قاوموا بولس الرسول، حتى انفض عنه كل أتباعه (2تي 4 : 9 - 16) وحتى برنابا صديقه تخلى عنه (راجع مقارنة الأديان 2ــ المسيحية ص 119، 120)، ويقول: " معارضة الحواريين لبولس واستغاثته: وقد عارضه الحواريون معارضة شديدة وهبوا في وجهه يصارعونه في عناد طويل مرير، وحقَّقوا عليه كل نصر، فانفض الناس من حوله تمامًا، ولم يبقَ معه إلاَّ قلة قليلة جدًا، وهو يقرّر ذلك"(765).
ج : وهنا نقف أمام رأيين متناقضين، أحدهما يتهم بولس بالسطوة والقوة حتى أنه محا إنجيل المسيح وأطلق سهامه السامة على تلاميذ المسيح، ورأي آخر يرى أن التلاميذ هم الذين اضطهدوا بولس وانتصروا عليه، وهكذا نرى النُقَّاد يناقضون بعضهم بعضًا بل أن الناقد الواحد كثيرًا ما يناقض نفسه، أو يستنكر أمورًا في المسيحية متغافلًا أنه هو نفسه يؤمن بها، وفيما يلي تعليق على كلاّ الرأيين:
1ـــ يقول "ع. م جمال الدين شرقاوي" أنه يكره بولس ويعلل كراهيته له لأنه وُلِد يهوديًا ومات يونانيًا رومانيًا، وهذا ما تعلمه الناقد أن يكره ويبغض مَن يخالفه الرأي أو العقيدة، أما مسيحنا فقد علمنا أن نحب الجميع حتى الأعــداء الأشرار، ولكن نبغض شرهم: " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (مت 5 : 44)، وأوصــى بولس الرسول أولاده بنفس الوصية: " بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا... إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ" (رو 12 : 14، 20)، وأوضح موقفه الشخصي: " نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ" (1كو 4 : 12، 13).. والأمر العجيب أن يقول الناقد أنه يكره بولس لأنه مات يونانيًا رومانيًا على غير دين الأنبياء جميعًا... فهل اليونانية والرومانية دين أم ثقافة وفلسفة؟!، وهل حصول بولس الرسول على الجنسية الرومانية يُعد خطيئة، ولو قصد الناقد الأديان الوثنية... فهل مات بولس الرسول وثنيًا يعبد الأصنام والأوثان؟!
2ــ يقول الناقد أن بولس الرسول رفض التوراة وأحكامها، كما أنه عرض عن إنجيل المسيح وتعاليمه، وهذه تهمة ملفقة من المستحيل إثباتها، لأن بولس الرسول أكثر الاقتباسات من أسفار العهد القديم، ولا سيما في رسالته للعبرانيين، وشهد بأن الناموس مقدَّس: " إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ" (رو 7 : 12)، وكل ما عارضه بولس الرسول الفهم اليهودي الخاطئ للناموس: " وَلكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ صَالِحٌ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْمِلُهُ نَامُوسِيًّا" (1تي 1 : 8)، وأيضًا نظرة لإجابة السؤال السابق توضح تمامًا مدى الترابط الشديد بين تعاليم بولس الرسول وتعاليم الإنجيل، فبولس الرسول لم يعرض قط عن إنجيل المسيح وتعاليمه، ورأينا في رسالة رومية وحدها أكثر من أربعين تطابقًا بين تعاليم بولس الرسول وتعاليم السيد المسيح في الأناجيل.
3ـــ يصف الناقد بولس الرسول وصفًا لا يليق فيقول عنه أن منتفخ كبرياء متبجّح، لأنه قال أنه وضع أساسًا كما يفعل البنّاء الماهر وغيره يبني عليه، وأنه لا يبني على أساس وضعه آخر غيره، وتغافل الناقد عن ذكر النص، والمناسبة التي قيل فيها، فقد بلغ أذان بولس الرسول أن كنيسة كورنثوس تعاني من انقسام حاد، فالبعض يقول أنا لبولس والآخر يقول أنا لأبلوس، وثالث يقول أنا للمسيح، فكتب إليهم يقول: " أَنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي. إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي. وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ. فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ. وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ. حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ... فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ، الَّــذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (1كو 3 : 6 - 11)، ويظهر من النص السابق ما يلي:
أ - اتضاع بولس الرسول، إذ وهو الغارس الذي زرع كلمة الله في قلوبهم يشعر أنه كلا شيء، فقال: "إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا"، ونسب الفضل كله لله الذي ينمي، وشبه ملكوت الله ببناء، موضحًا أنه بنَّاء حكيم، وهذه الحكمة ليست نابعــة مـن ذاته، إنما هيَ: " حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي"، فدائمًا ينسب بولس الحكمة التي يتمتع بها لله: " فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي.." (رو 12 : 3)، فهو ينسب الفضل لله وليس لذاته.
ب - إعتاد بولس الرسول أن يكرز في الأماكن التي لم يصلها أحد من الكارزين، وهذا نوع من تنظيم الخدمة، وهذا ما فعله الآباء الرسل فيما بينهم في بدء الكرازة إذ ذهب توما للهند ومتى للحبشة، وهلم جرا..، وحتى لا يذهب إلى مكان واحد أكثر من كارز، ومكان آخر يُحرَم من الكرازة، وهذا عين ما اتفق عليه الرسل مع بولس الرسول، إذ اؤتمن بولس والعاملين معه على إنجيل الغرلة أي البشارة للأمم، واؤتمن بطرس ومَن معه على إنجيل الختان، أي الكرازة لليهود، وقال بولس الرسول: " وَلكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصًا أَنْ أُبَشِّرَ هكَذَا لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لآخَرَ" (رو 15 : 20)، فعندما قال بولس الرسول: " حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاسًا، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ"، أي أنه كرز لأهل كورنثوس ووضع لهم أساس الإيمان، ثم جـاء أبلوس ليبني عليه، وهو ليس غاضبًا من أبلوس لأنه يستكمل العمل، بل أنه يشكر كل مَن وضع طوبة في سبيل استكمال هذا البناء، ويوضح بولس أنه غرس و أبلوس سقى، و" كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ"، ولئلا يظن أحد أن كل خادم يضع الأساس الذي يراه بحسب تفكيره، وبهذا تصير بشارة أبلوس مختلفة عن بشارة بولس، وعن بشارة التلاميذ، أوضح بولس الرسول أن البشارة واحدة، الإنجيل واحد، فالأساس واحد، وهو المسيح: " فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (1كو 3 : 11).
4ـــ قول الناقد أن بولس لم يؤمن بابن مريم، ولم يبني على أساسه الرباني، بل أنه وضع نفسه في منزلة أعلى من منزلة يسوع، فانفرد بدين جديد وإنجيل جديد، وسعى ليمحو آثار إنجيل المسيح... فقد رأينا في السؤال السابق مدى توافق ومطابقة بشارة (إنجيل) بولس مع الإنجيل الشفهي، ومع إيمان الكنيسة الأولى، ومع الأناجيل الأربعة، بل أن شاول منذ اللحظة الأولى للقائه مع رب المجد أعلن خضوعه له معترفًا بألوهيته قائلًا: يا رب ماذا تريد أن أفعل، والتقى بحنانيا واعتمد منه كما أراد المسيح ذلك، وأمضى حياته بالكامل في طاعة المسيح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وطالما تفاخر بأنه "عبد يسوع المسيح"، و "رسول يسوع المسيح" وختم حياته وأُستشهد وسُفِك دمه من أجل تمسكه بالمسيح، ابن الله، الرب، الفادي، الديان كما رأينا... إلخ. ثم لو أن بولس حاول نشر دينًا جديدًا وإنجيلًا جديدًا بعد انتشار الإيمان المسيحي داخل فلسطين وخارجها، وهو لتوه عائد من اليهودية المتطرفة ألا يكون مثارًا للشك والرفض..؟! وأين الرسل حماة الإيمان الذين تصدُّوا للقيادات الدينية وللإمبراطورية الرومانية، فلم ينجح هؤلاء ولا أولئك في القضاء على المسيحية في مهدها..؟! وأين ألوف وربوات المسيحيين الذي ضحوا بحياتهم من أجل إيمانهم..؟! هل يُعقل أن يتركوا إيمانهم نهبًا لشاول أو غيره كما يفكر بعض النُقَّاد..؟! هل الألوف والربوات من شهود العيان الذين رأوا يسوع المسيح وتزاحموا عليه حتى أن بعضهم كان يدوس البعض (لو 12 : 1) وشاهدوا بأم أعينهم معجزاته وسمعوا بأم أذانهم أحاديثه وتعاليمه، هل جميعهم جبنوا وانساقوا وراء شهادة مزيَّفة وإنجيل مغلوط..!! وهل الذين ضحوا بمقتنياتهم وممتلكاتهم فباعوها ووضعوا أثمانها تحت أقدام الرسل، يتخلون عن إيمانهم الذي أثر فيهم لهذه الدرجة، وينساقون وراء شخص لم يتبع يسوع وربما لم يراه..؟! وهل صمت التاريخ لأكبر حركة تزييف في التاريخ على فرض أنها حدثت كقول النُقَّاد..؟! لماذا لا نرى أي أثر لدينين مختلفين، أحدهما دين يسوع المندثر والآخر دين بولس المنتشر، أو لإنجيلين متناقضين..؟! ولماذا تسمى المؤمنون بالمسيحيّين ولم يسموا بالبولسيّين ما دام بولس هو صاحب الدين وصاحب الإنجيل..؟! وكيف نمت الكنيسة وامتدت وأيدتها السماء وهيَ تكرز وتبشر بإنجيل بولس المزيَّف..؟! وكيف خاطب الرب يسوع مرارًا وتكرارًا بولس الذي زيَّف دين المسيح..؟! وكيف قاد الروح القدس بولس الرسول في سكناته وحركاته، وجاد عليه بالإعلانات السمائية، وهو يعمل ضد المشيئة الإلهية..؟! ولو كان الله يريد نشر دين المسيح، فجاء بولس ونشر دينه هو المناقض تمامًا لدين المسيح... تُرى هل بهذا يكون بولس أقوى من الله..؟!
5ــ قول الناقد بأن بولس العِصَامي تعلَّم المسيحية بدون معلـم، ثم استكبر على التلاميذ، قول لا يتفق مع اتضاع بولس الذي التقى بحنانيا وخضع له واعتمد منه، بالرغم من أن حنانيا ليس من جملة التلاميذ الاثنى عشر، وتعلم بولس من الكنيسة الأولى، كما أنه اختلى إلى نفسه نحو ثلاث سنوات في العربية درس فيها الأسفار المقدَّسة للعهد القديم في ضوء قيامة المسيح والعهد الجديد، وتتلمذ على يد السيد المسيح القائم من الأموات، فكرز وخبَّر اليهود أن يسوع هو المسيح المسيا الذي تنبأت عنه أسفار العهد القديم، ثم أنه بعد أربعة عشر عامًا صعد إلى أورشليم وعرض إنجيله على الآباء الرسل قائلًا في نفسه: " لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلًا" (غل 2 : 2)، فنال استحسانهم موافقين إياه في كل تعاليمه التي هيَ بالحقيقة نفس التعاليم والأحداث التي تسلموها من السيد المسيح وعاشوها معه.
6ــ أ - قال الناقد أن بولس الرسول وجه سهامه السامة إلى تلاميذ المسيح ووصفهم بأنه دجالون ماكرون مستشهدًا بـ(2كو 11 : 13) دون أن يذكر النص، وهذا الشاهد الذي اعتمد عليه هذا الناقد لا يخدم مقاصده... لماذا؟.. لأن قول بولس الرسول: " لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ" (2كو 11 : 13) قول واضح أن بولس الرسول يذكـر نوعين من الرسل، النوع الأول هم الرسل الكذبة، والنوع الثاني هم رسل المسيح، والرسل الكذبة الماكرون يتشبهون برسل المسيح القديسين. إذًا لم يقصد بولس الرسول على الإطلاق بهؤلاء الرسل الكذبة أنهم رسل المسيح، إنما قصد "المتهودين" الذين قال عنهم الآباء الرسل في مجمع أورشليم: " سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ" (أع 15 : 24)، وقال عنهم بولس الرسول: " لأَنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ" (رو 16 : 18). أما الناقد فخلط الأوراق سواء عن جهلٍ أم عن قصدٍ.
ب - قال الناقد أن بولس الرسول رمى سمعان -كبير التلاميذ- وبرنابا بالنفاق (غل 2 : 12، 13)، ونحن لا نقول بعصمة رسول ولا نبي إلاَّ في لحظات تسجيله للأسفار المقدَّسة، وغير هذا فهو من نفس عجينة البشرية يصيب أو يخطئ، وعندما زار القديس بطرس بولس الرسول في أنطاكية، وجلس يأكل مع المسيحيين الذين من أصل أممي وغير مختونين، وعندما أقبل بعض المسيحيين من أصل يهودي من أورشليم تنحى بطرس عن مكانه وابتعد عن المسيحيين الأمميين قليلًا، ورغم أن البعض يرى بساطة الموقف لكن عين بولس الثاقبة رأت في هذا الموقف بداية انشقاق الكنيسة إلى كنيسة من أصل يهودي، وأخرى من أصل أممي، ولذلك لم يُمرّر الموقف فقال: " وَلكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً لأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا... وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضًا حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضًا انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ" (غل 2 : 11، 13) وقد تم معالجة الأمر، ولم يغضب بطرس من بولس قط، وقد سبق أن ناقشنا هذا الأمر بالتفصيل فيُرجى الرجوع إلى كتابنا: تفسير رسالة غلاطية ص 122 - 136) هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
7ـــ قال الناقد أن بولس دعى كل مَن يخالط تلاميذ ابن مريم فهو ملعون (غل 1 : 8)، فيجب الابتعاد عنهم (رو 16 : 17، 2تي 3 : 5)، والخروج من وسطهم والانفصال عنهم (2كو 16 : 17)، ولا يشتركون معهـم في أعمال الظلام بل يفضحونهم (أف 5 : 11)، وأن يعتزلوا كل من لا يعمل تعاليم بولس (2تس 3 : 6)، وعدم التعامل معهم (2تس 3 : 14)، وأن يكونوا متشددين في توبيخهم (تي 1 : 13)، وأن يقطعوا العلاقة معهم (تي 3 : 10)، وقد اتخذ بولس الرسول موقفًا متشددًا تجاه تلاميذ المسيح (غل 1 : 8 - 12)، فهو لم يحبهم إنما نال منهم، ووصف من يعمل بالتوراة والإنجيل أنهم ملعونون (غل 1 : 8 - 9) وبأنهم كلاب (في 3 : 2).
وقد أفرط الناقد في استخدام الشواهد الكتابية التي لا تخدم مقاصده، فمثلًا:
أ - اعتمد الناقد على قول بولس الرسول: " وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا" (غل 1 : 8) ومعنى أناثيما أي محروم من ملكوت السموات، وبهذا القول أكد بولس الرسول بثبات البشارة بالإنجيل، حتى أنه افترض أنه لو هو ذاته غيَّر هذه البشارة، أو حتى ملاك من السماء فعل هذا، فليكن محرومًا... فما علاقة هذا الشاهد بالتلاميذ..؟! الأصحاح كله لم يتحدث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن تلاميذ المسيح باستثناء قوله أنه لم يصعد إلى أورشليم للرسل إلاَّ بعد ثلاث سنوات عندما تعرف على بطرس ويعقوب، ولم يقل عن أحد منهم أنه محروم أو ملعون.
ب - اعتمد الناقد على قول بولس الرسول: " وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفًا لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ" (رو 16 : 17)، فهل صنع أحد من تلاميذ المسيح الأطهار انشقاقات أو عثرات..؟! لم يصنع التلاميذ هذا، وبالطبع لم يقصد بولس الرسول أحد منهم، وخلال الأصحاح بالكامل لم يأتِ بولس الرسول بأي ذكر للآباء الرسل.
جـ - اعتمد الناقد على قول بولس الرسول: " لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا. فَأَعْرِضْ عَنْ هؤُلاَءِ" (2تي 3 : 5).. وبالطبع فإن بولس الرسول لم يقصد هنا تلاميذ المسيح، ولا أحد من عصره، إنما كان يتحدث عن علامات الأزمنة الأخيرة، فقال لتلميذه تيموثاوس: " اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ" (2تي 3 : 1).. أنظر كم وصل تلفيق الاتهامات الباطلة لبولس الرسول، حقًا أن الناقد صدق في قوله أنه يكره بولس الرسول... ولكن إلى هذا الحد..؟! إلى تلفيق التهم الكاذبة وتزييف الحقيقة..؟! يا ترى مَن هو الذي زيَّف الحقيقة، بولس الرسول أم هؤلاء النُقَّاد؟!!
د - اعتمد الناقد على قول بولس الرسول: " وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا" (أف 5 : 11).. فهذه مجرد نصيحة يقدمها بولس الرسول لنا عبر الأجيال المتتالية، فما علاقتها بالرسل الأطهار..؟! هل هناك أي إشارة من قريب أو من بعيد تخبرنا بأن الرسل الأطهار هم الذين كانوا يسلكون في أعمال الظلمة أو يشجعون عليها..؟! لم يأتِ أي ذكر للآباء الرسل في هذا الإصحاح بالكامل، إنما كان بولس الرسول يحذر من الأشرار الزناة الذين يسلكون في القباحة وكلام السفاهة والهزل (راجع أف 5 : 1 - 6)، فما بال الناقد يخلط الحابل بالنابل عن جهلٍ، بل غالبًا عن قصدٍ، مخالفًا عقيدته التي شهدت لاستقامة الحواريين وأمانتهم (راجع سورة المائدة 5 : 111، وآل عمران 3 : 52، 53، والصف 61 : 14).. وهكذا تجد بقية السهام التي صوَّبها الناقد للسان العطر، فيلسوف المسيحية، كاروز الأمم، ثالث عشر الرسل، هيَ سهام طائشة.
8ــ قال الناقد أن بولس الرسول في رؤياه سمع شيطان جنّي يقول له: أنا عيسى النصراني، فآمن به ومكَّنه من نفسه وجسده واعتبر علمه مستمدًا من الرب مباشرة بواسطة شيطانه الجنّي عيسى النصراني، وأن عيسى ناداه بِاسمه شاول مرتين ومع هذا فإن بولس لم يذكر هذا الاسم أبدًا في رسائله...
ولا أدري كيف يدَّعي الناقد أن الذي ظهر لشاول هو جنّي وليس هو يسوع المسيح، متغافلًا نتائج هذا الظهور..؟! نظرة إلى تصرفات شاول الطرسوسي قبل إيمانه، وإفراطه في جرائم الظلم والتشريد والتعذيب والقتل التي ارتكبها، ونظرة إلى سلوكه وتصرفاته بعد لقائه بالرب يسوع، وكيف تحوَّل من مجرمٍ أثيمٍ إلى رسول للحَمل، سمىَ في حياة الفضيلة والاتضاع، حتى أنه قَبِل كل الاضطهادات التي جاءت عليه عن طيب خاطر، ولم يقابل الشر بالشر إنما قابل الشر بالخير، وأوصى بهذا... فهل يظن الناقد أن الشيطان الجنّي يغير حياة المجرم إلى قديس عظيم..؟! وهل الجنّي أعان بولس على البشارة بالملكوت لجميع الأمم ليرجعوا إلى معرفة الإله الحقيقي بعيدًا عن عبادات الأوثان الشيطانية النجسة..؟! وهل أعان هذا الشيطان الجنّي بولس الرسول لهدم كل حصون الشر..؟!
وبولس الرسول فضل اسم "بولس" عن اسم "شاول" لأن اسم شاول ارتبط بحياته الأولى وإيزاء المسيحيين، أما بولس فارتبط بحياته الجديدة، كما أن معنى اسم "بولس" أي "صغير"، فبعد أن عرف المسيح، ذاك المنتفخ الجبار المعتد بنفسه، صار صغيرًا في عيني نفسه، فعندما تحدث عن ظهورات السيد المسيح بعد القيامة قال: " وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا. لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا لأَنْ أُدْعَى رَسُولًا لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ" (1كو 15 : 8، 9). فقد عرف أن فضل القوة لله لا منا، واحتسب نفسه أول الخطاة، (1تي 1 : 15).
9ـــ بعكس الموقف السابق الذي يتهم بولس باختراع دين جديد وإنجيل جديد، وأنه محى دين وإنجيل المسيح، ووجه سهامه السامة ضد التلاميذ، يذكر "الدكتور أحمد شلبي" موقفًا مناقضًا يتبلور حول إتهام التلاميذ بأنهم اضطهدوا بولس الرسول، حتى انفضَّ الناس من حوله، وبالطبع هذا الاتهام الباطل للتلاميذ لا يستند على أي دليل كتابي ولا عقلي ولا منطقي، ولا يتفق مع الحق والحقيقة:
أ - عندما قال بولس الرسول: " بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ. لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ" (2تي 4 : 9 - 12). وقد فرَّق بولس الرسول بين ديماس وبقية العاملين معه، فديماس لوحده هو الذي ارتد وترك حقل الخدمة والكرازة، وذكر بولس الرسول السبب قائلًا: " إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ" العالم الحاضر بإغراءاته وانشغالاته وأهواءه وشهواته. أما بقية الفريق، فكل منهم قائم في موقعه، ومعلمنا بولس مثل المايسترو الماهر الذي يحرك هذا وذاك، يرسل هذا إلى مكان وذاك إلى مكان آخـر، بحسب احتياجات الخدمة، وحتى بعد أن رفض اصطحاب مرقس في الرحلة التبشيرية الثانية، لأنه لم يستكمل معهم الرحلة الأولى، عاد هنا يطلبه بِالاسم موضحًا أنه نافع للخدمة، وهذا يؤكد بُعد بولس عن أي هوى شخصي، فكل هدفه مجد المسيح وخدمة قطيعه.
ب - مكَّن التلاميذ لشاول الطرسوسي المحبة الكاملة، فطبقًا لوصية سيدهم كانوا يحبون شاول ويصلُّون من أجله وهو ينفث تهديدًا وقتلًا وتعذيبًا وتنكيلًا للمسيحيين رجالًا ونساءً، فما بالك بعد أن صار يُضطهَد من أجل اسم المسيح..؟! عندما صعد بولس إلى أورشليم ليتعرَّف على بطرس لم يكتفي بقضاء يوم أو ثلاثة، ولكن إذ تمتع بالمحبة الأخوية أقام عندهم خمسة عشر يومًا (غل 1 : 18).
جـ - بعد أربعة عشر سنة صعد أيضًا إلى أورشليم مع برنابا وتيطس، ليعرض إنجيله على الآباء الرسل، فوجد ترحيبًا شديدًا واستحسانًا كبيرًا، مقرّين ومعترفين بصحة إنجيله، فائتمنوه على إنجيل الغرلة وأعطوه يمين الشركة (غل 2 : 1 - 9).
د - زار بطرس الرسول أنطاكية، وبالرغم من أن بولس الرسول رحب به جدًا، إلاَّ أنه في موقف واحد واجهه لأنه كان ملومًا (غل 2 : 11)، ومحبة بطرس لبولس لم تتغيَّر ولم تهتز، بل تفهَّم الموقف، وعندما كتب رسالتـه الثانية استشهد بكتابات بولس الرسول قائلًا: " كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ. كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ" (2بط 3 : 15، 16).
هـ - شهد سفر الأعمال لبولس الرسول كما شهد لبطرس الرسول، فقال عن بطرس: " إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ" (أع 5 : 15)، وقال عن بولس: " حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ" (أع 19 : 12)، وخدم الأثنان معًا في روما، واستشهدا في عصر نيرون في يوم واحد، وهو 12 يوليو 68م.
_____
(764) يسوع النصراني الجنّي... مسيح بولس ص 133، 134.
(765) مقارنة الأديان 2ـــ المسيحية ص 293.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/new-testament/103.html
تقصير الرابط:
tak.la/j8v79w6