س1682: جاء في الترجمة البيروتية: "هذَا هُوَ الْجِيلُ الطَّالِبُهُ الْمُلْتَمِسُونَ وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ" (مز 24: 6)، وجاء في الترجمة القبطية: "هذا هو جيل الذين يطلبون الرب ويبتغون وجه إله يعقوب" (مز 24: 6).. فأيهما الصحيح وأيهما الخطأ، هل " الْمُلْتَمِسُونَ وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ" أو "ويبتغون وجه إله يعقوب"..؟ وما هيَ الأرتاج والأبواب الدهريات (مز 24: 7، 9) التي طالب داود برفعها؟ هل هيَ في السماء أم على الأرض؟! وهل في السماء أرتاج وأبواب؟!
ج: 1ــ تحدث داود عمن يدخل إلى موضع قدس الرب ويلتقي بالرب، فلا بد أن يكون طاهر اليدين ونقي القلب لم يسلك في الباطل ولا يحلف بالكذب، فمثل هذا الإنسان: "يَحْمِلُ بَرَكَةً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَبِرًّا مِنْ إِلهِ خَلاَصِهِ. هذَا هُوَ الْجِيلُ الطَّالِبُهُ الْمُلْتَمِسُونَ وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ" (مز 24: 5، 6)، وقول داود النبي "هذَا هُوَ الْجِيلُ الطَّالِبُهُ" أي هذا هو الجيل الذي يطلبه... يطلب من..؟ يطلب من يعطي البركة ويهب البر للإنسان، ومن هو الذي يعطي البركــة ويهـب البر..؟ أنه " الرَّبِّ... إِلهِ خَلاَصِهِ" كما هو واضح من نص الآية، فواضح من سياق الحديث أن هذه الآية تتحدث عن الذين يلتمسون الرب إله يعقوب، وهذا يتفق مع قول داود النبي في مزمور آخر: "اِسْتَمِعْ يا رب. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي. لَكَ قَالَ قَلْبِي قُلْتَ اطْلُبُوا وَجْهِي. وَجْهَكَ يا رب أَطْلُبُ" (مز 27: 7، 8)، كما قال داود النبي أيضًا: "اُطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُدْرَتَــهُ. الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا" (مز 105: 4).
وهنا نتساءل لماذا قال داود: "الْمُلْتَمِسُونَ وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ"؟
أــ يقول "الأب متى المسكين": "وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ".. يجب أن يوضع فاصل بين كلمة "وَجْهَكَ" وبين "يَا يَعْقُوبُ" كالآتي: وَجْهَكَ، يَا يَعْقُوبُ. ووجدت في الترجمة السبعينية والفولجاتا: "وجهك يا إله يعقوب"، ووجدت في الماسورية: "وجهك يا يعقوب" بمعنى يعقوب إسرائيل الحقيقي الشعب الحقيقي ليهوه" (248).
ب - يعقوب هو رجل الله الذي التمس وجه الرب في هروبه من وجه عيسو أخيه عندما أراد أن يقتله، وأيضًا صارع مع الرب في صلاته قبل التقائه مع عيسو، فإن من يلتمس وجه يعقوب فهو يلتمس طريقة يعقوب في توسله للرب، وقال بولس الرسول: "فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة وعلى إسرائيل الله" (أف 6: 16) فإسرائيل هو مختار الله، وإن صح التعبير فهو كأنه وكيل الله على هذه الأرض، وجـاء في "الموسوعة الكنسية":
1ــ من يتمسك بالشروط السابقة يطلب وجه يعقوب، أو وجه إله يعقوب كما في الترجمة السبعينية، لأن المقصود هو أنه كما رأى يعقوب الله، هكذا من يطلب الرب يريد أن يتمتع برؤية وجه الله. وإن كان هذا مستحيلًا على البشر لسمو الله، ولكن الله باتضاعه أظهر نفسه لموسى، ولكل من يسعى نحوه ويحبه، مثل كل القديسين في العهد الجديد.
2ــ الذين يطلبون وجه إله يعقوب هم الذين يسلكون كما سلك يعقوب في طريق الكمال (تك 25: 27).
3ــ كما نال يعقوب بركة البكورية، هكذا كل من يصعد إلى جبل الرب ويطلبه، ينال البركات التي يهبها له المسيح البكر بين أخوة كثيرين، فينال بركة الخلاص في العهد الجديد في الكنيسة" (249).
جــ - نال يعقوب البكورية وهو الأصغر، وفي وقت ضعفه ظهر الله له في شكل إنسان وصارعه حتى مطلع الفجر، ولم يتركه يعقوب حتى باركه ودعَى اسمه إسرائيل، فحياة يعقوب حياة غنية بالجهاد الوحي، فهو يقودنا نحو إله إسرائيل، وربما النص العبري يحتمل معنى: الملتمسون وجهــك مثـل يعقوب (راجع ديريك كيدنر - مركز المطبوعات المسيحية - تفسير الكتاب المقدَّس جـ 3 ص 144).
2ــ يقول "أبونا بيمن آڤا مينا": "من المعروف أن يعقوب عاش ومات قبل داود بمئات السنين، فليس من المعقول أن داود وجيله يلتمسون وجه إنسان قد مات منذ زمن طويل. إذ لا بد أن "وجه يعقوب" يشيـر لشيء آخر غير شخص يعقوب، وجاء اسم يعقوب في الكتاب ليعبر عن سبط يهوذا ومدينة أورشليم:
† " لَيْتَ مِنْ صِهْيَوْنَ خَلاَصَ إِسْرَائِيلَ. عِنْدَ رَدِّ اللهِ سَبْيَ شَعْبِهِ يَهْتِفُ يَعْقُوبُ وَيَفْرَحُ إِسْرَائِيلُ" (مز 53: 6).
† "أَقَامَ شَهَادَةً فِي يَعْقُوبَ وَوَضَعَ شَرِيعَةً فِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَوْصَى آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ" (مز 78: 5).
† "فَتَأْتِي شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَأُمَمٌ قَوِيَّةٌ لِيَطْلُبُوا رَبَّ الْجُنُودِ فِي أُورُشَلِيمَ وَلْيَتَرَضُّوا وَجْهَ الرَّبِّ" (زك 8: 22).
فواضح أن كلمة "يعقوب" تشير بوضوح إلى مدينة يهوذا "أورشليم"، حيث تابوت العهد ومجد إسرائيل.
وعندما قال داود: "الْمُلْتَمِسُونَ وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ".. لنا أن نتساءل: هل يرتجي إنسان وجه إنسان مثله؟!، وهل الإنسان يطهر يديه وينقي قلبه ولا يحمل نفسه إلى الباطل ولا يحلف كذبًا (مز 24: 3، 4) لكـي يلتمس وجه إنسان مثله؟! بالطبع هذا ليس معقولًا، فداود الملك والموكب العظيم الذي ضم الآلاف وهم يصعدون جبل صهيون ويدخلون بتابوت العهد إلى موضع قدسه، هم كانوا يلتمسون وجه الرب والوجود في بيته وفي حضرته، فهم طلبوا والتمسوا وجه إله يعقوب وليس وجه يعقوب أب الآباء. إذًا عبارة "وَجْهَكَ يَا يَعْقُوبُ" التي جاءت في الطبعة البيروتية القصد منها " وجه إله يعقوب " كما جاءت في السبعينية والقبطية، وبذلك تكون كلتا العبارتين صحيحتين، والاختلاف هنا ناتج من أسلوب الترجمة، وطريقة تناول اللغة والتعامل معها" {من أبحاث النقد الكتابي}.
3ــ جاءت الآية في "الترجمة السبعينية" ما معناه " الملتمسون وجه إله يعقوب" ومن السبعينية أخذت "الترجمة القبطي": "هذا هو جيل الذين يطلبون الرب ويبتغون وجه إله يعقوب" (مز 24: 6)، وهذا يتفق مع قول داود النبي في مزمور آخر: "لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ" (مز 11: 7).
وفي "الترجمة اليسوعية": "وذلك جيل من يطلبونه. من يلتمسون وجهك يا إله يعقوب".
وفي "ترجمة كتاب الحياة": "هذا هو الجيل والساعي وراء الرب. الطالب وجهك يا إله يعقوب".
وفي "الترجمة العربية المشتركة": "هكذا يكون من يطلب الرب. من يلتمس وجهك يا إله يعقوب".
إذًا ما كان مفهومًا ضمنًا في الأصل العبـري أوضحته الترجمات الأخرى، مع الحفاظ على نفس المعنى وإن اختلفت أساليب التعبير... وإن تساءل أحد ألاَّ يُعدُّ هذا قدحًا وزمًا في الوحي الإلهي؟، ولماذا لم يوحّد الوحي جميع الأساليب في جميع الترجمات؟! فنحن نعلم أن الوحي الإلهي قد ترك مسافة للإنسان ليتحرك فيها للتعبير عن كلمات الله بأسلوبه الخاص، ولذلك فنحن نؤمن أن كلمات الكتاب المقدَّس هيَ عمل مشترك بين الله والإنسان، وطبيعة هذه الأسفار المقدَّسة مزدوجة، فهيَ إلهيَّة وهيَ بشرية أيضًا، هيَ كاملة إلهيًّا وكاملة بشريًا أيضًا.
4ــ قال داود النبي: "اِرْفَعْنَ أَيَّتُهَا الأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ، وَارْتَفِعْنَ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّاتُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْد... ارْفَعْنَ أَيَّتُهَا الأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ وَارْفَعْنَهَا أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّاتُ فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ" (مز 24: 7، 9).. الأَرْتَاج هـيَ الأبواب، والمقصود برؤوس الأرتاج أي أعاليها المزخرفة، ويقول "الأب متى المسكين": "الرتاج هو الباب العظيم، وكل رتاج كان له ترباس له رأس منحنية للقفل فإذ ارتفع الرأس ينفتح الباب. والمعنى أن ترتفع كل العقبات والعثرات والمقاومات فقد جاء زمان نهاية كل مقاومة" (250).
وفي هذه الآيات يصوّر داود النبي الموكب المهيب الذي ضم نحو ثلاثين ألف شخص مع الكهنة واللاويين والموسيقيين لنقل تابوت العهد من بيت عوبيد أدوم الجتي إلى أورشليم، ويقول "القمص تادرس يعقوب": "يبدو أن داود النبي وقد رأى إصعاد التابوت إلى جبل صهيون تطلع بعين النبوءة إلى الرب الذي صار إنسانًا يصعد إلى سمواته، صهيون الأبدية، فاستخدم لغة عسكرية ليرحب بالرب في نصرته. هذا التصوير مقتبس من تقليد مبكر بأن الرب ملك محارب يقهر أعداء شعبه، هذا الذي أخرج شعبه سالمًا من عبودية فرعــون وعبر بهم البريّة (عد 10: 35، 36) ودخل بهم إلى أرض الموعد.
وقول داود هنا يتشابه معه قول إشعياء النبي عندما قال: "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُغَنَّى بِهذِهِ الأُغْنِيَّةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا. لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ. يَجْعَلُ الْخَلاَصَ أَسْوَارًا وَمَتْرَسَةً. اِفْتَحُوا الأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ الأُمَّةُ الْبَارَّةُ الْحَافِظَةُ الأَمَانَـةَ" (إش 26: 1، 2)، وجاء في "التفسير التطبيقي": الأرجح أن هذا المزمور، الذي كثيرًا ما كان يُرنَّم بمصاحبة الموسيقى، كان يُستخدم في العبادة المشتركة، ولعله كان يُرتل مرارًا كثيرة في الهيكل، وكان الشعب خارج الأبواب يطلبون من أبواب الهيكل أن تنفتح ليدخل ملك المجد. ومن الداخل، يسأل الكهنة أو مجموعة أخرى من الشعب: "مَنْ هُوَ هذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ " فيجيب الشعب من الخارج: "الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ" إعلانًا لقوته العظيمة وقدرته الجبارة. ولعل هذا كان درسًا هامًا للأولاد الذين كانوا يشتركون في هذا الاحتفال. وكان يكرر هذا الحوار (مز 24: 9، 10)، فتفتح أبواب الهيكل رمزًا لرغبة الشعب في وجود الله بينهم... وليس هذا المزمور مجرد هتاف نصرة للكنيسة، بل يتطلع إلى دخول المسيح الظافر إلى أورشليم السماوية ليملك إلى الأبد" (251).
5ـ يقول "أبونا بيمن آڤا مينا": معنى كلمة "الأرتاج" كمــا جـاء في "معجم الكلمات الصعبة للعهد القديم " هيَ أبواب ومداخل كبيرة، ولكن هناك لفظًا يجب أن يُراعى جيدًا، ألا وهو "الدهريات"، فكلمة الدهر تعني الزمن الطويل أو الأبدية، فالمرنم إذًا لم يقصد أرتاج أو أبواب مادية، مثل أبواب أورشليم أو أية أبواب أخرى، فأبواب المدن ليست دهريات، وليست هيَ أبواب الهيكل، لأن الهيكل لم يكن قد بُني بعد، وحتى أبواب الهيكل ليست أبواب دهرية، بينما المُرنّم يتحدث عن أبواب ليست عادية، ولهذا قال: "اِرْفَعْنَ أَيَّتُهَا الأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ وَارْتَفِعْنَ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّاتُ فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ".. فكلمتي (اِرْفَعْنَ، وَارْتَفِعْنَ) لا تشيران لأبواب وأرتاج عادية، لأن الأبواب تفتـح للداخل أو للخارج، ولا ترتفع لأعلى...
فالحقيقة أن داود النبي يتكلم عن أبواب السماء الدهرية، وكأنه يرى رب المجد يسوع الذي يُرمز له بتابوت العهد وهو صاعد إلى أعلى السموات ظافرًا منتصرًا بمجد عظيم، بعد أن حطم أبواب الجحيم وفتح أبواب أورشليم السمائية... هذا المزمور هو أنشودة نصر، يُرتّلهُ الجيش المنتصر عند أبواب المدينة... ولكن قد يتساءل أحد: هل للسماء أبواب تُفتح وتُغلق؟ ولماذا أبواب، ألاّ يكفي بابًا واحدًا للسماء؟! إن الذي قصده الروح القدس بأبواب السماء هم الطغمات الملائكية القائمين لخدمة الله وإطاعته، ساهرين على تنفيذ كلمته، وداود النبي يعلم جيدًا ما رآه يعقوب أب الآباء في حلمه: "وَرَأَى حُلْمًا وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ. وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا" (تك 28: 12)" {من أبحاث النقد الكتابي}.
6ــ واضح أن هذه الآيات تحمل بُعدًا نبويًا رائعًا، إذ تصف في أسلوب شعري بديع قيامة السيد المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السموات بعد أن هزم الشيطان ودحر الموت وقهر الخطيَّة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فخرجت الطغمات السمائية تستقبل الملك الظافر، الإله القوي الجبار الذي حمل الطبيعة البشرية وانتصر بها ولها، وأدخلها إلى قدس أقداس السماء، فداود هنا يتحدث عن أحداث سوف تقع بعد ألف عام: "إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا. وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى" (أف 4: 8، 9).
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "يقول القديس أُغسطينوس أن المُرَتِّل يشير في هذا المزمور إلى صعود المخلص بالجسد إلى السماء. ينادي الملائكة المرافقون للصاعد إلى السماء، على القوات الملائكية والسلاطين المسئولين عن الأبواب لكي يفتحوا تلك الأبواب السماوية، فيدخل ملك المجد. أنهم يخاطبون الأبواب التي تفتح على الأبدية.
وبصعود السيد المسيح انفتحت الأبواب السماوية أمام المؤمنين، لأن رأسهم السماوي قد صعد، وحيث يوجد الرأس يكون الجسد أيضًا" (252).
ويقول "الراهب القس أوغريس السرياني": "أن المزمور يوضح أنه لا أحد يستطيع أن يعبر الأبواب الدهرية، ويدخل المقادس السماوية إلاَّ الرب القوي الجبار، رب الصباؤوت، رب الجنود، ملك المجد له وحده تُفتح أبواب المدينة السماوية. السيد المسيح الذي هو رب المجد، هو الوحيد الذي دخل إلى السماء بصعوده جسديًا بعد قيامته... ولم يدخل أي إنسان مهما كانت قداسته إلى ملكوت السموات حتى الآن، لأن ذلك لن يكون ولن يتم فتح هذا الملكوت المكاني أمام الإنسان إلاَّ بعد المجيء الثاني لرب المجد وإتمام القيامة العامة للأموات، وإتمام الدينونة العامة للإنسان" (253).
والذين يستنكرون على داود استخدام هذا التصوير المادي من أرتاج وأبواب في وصف السماء، فأنهم يتغافلون أن المزامير كُتبت بأسلوب شعري يستخدم جميع الصور البلاغية، وقد جاء في القرآن أن للسماء أبواب: "إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ" (الأعـراف 7: 4).. " وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا" (النبأ 78: 19)، والذي يقبل أن للسماء أبواب يقبل أيضًا أن لها أرتاج.
_____
(248) المزامير - دراسة وشرح وتفسير جـ 2 ص 261.
(249) الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم جـ 10 ص 268.
(250) المزامير - دراسة وشرح وتفسير جـ 2 ص 261.
(253) تأملات في سفر المزامير جـ 1 ص 183.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1682.html
تقصير الرابط:
tak.la/czr7n7f