س 1683: هل قول المزمور: "الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ" (مز 24: 8) يتفق تمامًا مع مفهوم العقيدة الإسلامية عن الله الجبار، بينما يتعارض مع مفهوم العقيدة المسيحية عن الله إله المحبة؟
ويقول "علاء أبو بكر": "يظن الكثير من النصارى أن من صفات الرب عندهم أنه إله المحبة. أما أن يكون جبار أو منتقم فهذا لا يعرفه إلاَّ المسلم عن إلهه" (254).
ج: 1- الله كامل في ذاته متكامل في صفاته، فلا نستطيع أن نقول أن الله مُحب وحنَّان ورؤوف فحسب، لأنه هو عادل أيضًا، وعدله يستوجب الانتقام من الأشرار عاجلًا أم آجلًا، وكما أن رحمة الله كاملة، فعدله كامل أيضًا، وقد صوَّر الناقد أن العهد القديم يصوّر الله على أنه العادل المنتقم الجبار فحسب، فأورد الناقد بعض الآيات التي تؤيد رأيه هذا، مثل: "أَعْطُوا عِزًّا ِللهِ. عَلَى إِسْرَائِيلَ جَلاَلُهُ وَقُوَّتُهُ فِي الْغَمَامِ. مَخُوفٌ أَنْتَ يَا اَللهُ مِنْ مَقَادِسِكَ" (مز 68: 34، 35).. " لاَ مِثْلَ لَكَ يا رب عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ. مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا مَلِكَ الشُّعُوبِ" (إر 10: 6، 7).. إلخ، وقال أن هذا يوافق المعتقد الإسلامي ولا يوافق المعتقد المسيحي، وتغافل الناقد صورة الله الرحيم الرؤوف طويل الأناة في العهد القديم، فجاء عنه:
† " الرَّبُّ الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ" (خر 34: 6).
† "الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ يَغْفِـرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ لكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ" (عد 14: 18).
† " لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَلاَ يُحَـوِّلُ وَجْهَهُ عَنْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِ" (2أي 30: 9).
† " وَأَنْتَ إِلهٌ غَفُورٌ وَحَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيـلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ، فَلَمْ تَتْرُكْهُمْ" (نح 9: 17).
† " أَمَّا أَنْتَ يا رب فَإِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ" (مز 86: 15).
† " الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ" (مز 103: 8).
(راجع أيضًا مز 111: 4، 112: 4، 116: 5، 145: 8، يؤ 2: 13، يون 4: 2).
فواضح تمامًا أن العهد القديم أعطى صورة متكاملة متوازنة عن الله، فهو الإله العادل المنتقم من الأشرار المعاندين المخالفين، وهو الإله الحنون الرؤوف الرحوم بالنسبة للتائبين الراجعين إليه بكل قلوبهم، ونحن كمسيحيين بلا شك نؤمن بكل ما جاء في العهد القديم.
2- صوَّر الناقد أيضًا أن المسيحيين يعرفون عن الله أنه إله المحبة وحسب، وتغافل تمامًا أن المسيحيين يعرفون أيضًا أن الله عادل منتقم من الأشرار والأثمة، فجاء في العهد الجديد:
† " وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (مت 8: 12).
† الذي دخل إلى حفلة العرس بدون استعداد: "حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (مت 22: 13).
† العبد الذي أخفى فضة سيده ولم يتاجر بها صدر ضده الحكم: "وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (مت 25: 30).
† قال بولس الرسول عن الإنسان الرافض التوبة: "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ. وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ" (رو 2: 4، 5).
† قال بولس الرسول عن الذين يضطهدون الأبرياء: "بَيِّنَةً عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ... إِذْ هُــوَ عَـادِلٌ عِنْدَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يُضَايِقُونَكُمْ يُجَازِيهِمْ ضِيقًا" (2تس 1: 5، 6).
† في نهاية العالم: "يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ. وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" (مت 13: 41، 42).
† " وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِــي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ" (رؤ 21: 8).
(راجع أيضًا: مت 13: 20، 18: 23 - 34، 21: 12، 13، 19، 40 - 46، 23: 13 - 18، 25: 11، 12، لو 13: 3، 5، 19: 27، يو 15: 2، 6، أع 5: 4، 10، 12: 23، 1كو 5: 5، عـب 6: 7، 8).
_____
(254) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 2 س 278 ص 268.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1683.html
تقصير الرابط:
tak.la/5zw6qch