س 1675: هل ناموس الرب كامل: "نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ" (مز 19: 7) أم أن الناموس ضعيف وغير نافع: "فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا. إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا" (عب 7: 18، 19).. " فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ" (عب 8: 7)، وقد جاء السيد المسيح ليكمّل هذا الناموس (مت 5: 17).. " لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا" (غل 2: 16).. وهل " أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا" (مز 19: 9)، أم أنها غير صالحة ولا تحيي الإنسان " وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَامًا لاَ يَحْيَوْنَ بِهَا" (حز 20: 25) (راجع البهريز جـ2 س 135 ص 143، 144).
ج: 1ـ معنى كلمة " نَامُوسُ" في الأصل العبري "توراة" أي قانون (راجع قاموسي سترونج وبرون)، وجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "الناموس هو القانون أو الشريعة، والكلمة في العبرية هيَ " توراة " التي تفيد معنى التوجيه أو الإرشاد أو التعليم، وترد الكلمة في العبرية 216 مرة في العهد القديم... والكلمة في اليونانية هيَ " نوموس" (Nomos) وترد 195 مرة في العهد الجديد، منها 67 في الرسالة إلى رومية، 29 في الرسالة إلى غلاطية... وهكذا...
ناموس موسى: وهو الشريعة التي أعطاها الله لبني إسرائيل على يد موسى في جبل سيناء، لتنظيم عباداتهم وحياتهم اليومية، ليكونوا لـه شعبًا خاصًا (خر 19: 3 - 6). وقد اشتمل هذا الناموس على الوصايا العشر (خر 20: 1 - 17)، والأحكام التي تنظيم حياتهم الاجتماعية (خر 21: 1 - 23: 18)، والفرائض التي تنظم شئون عبادتهم (خر 25: 1 - 31: 18).. فناموس موسى كان لزمن محدد إلى أن يأتي المسيح، فبالناموس معرفة الخطيَّة ليكتشف الإنسان حقيقته الخاطئة، وحاجته إلـى الفداء (رو 5: 13، 7: 7 - 13، غل 3: 19)" (218).
وهناك الناموس الطبيعي، وناموس موسى، وناموس المسيح:
أ - الناموس الطبيعي: المكتوب في ضمير الإنسان والذي عاش بموجبه الإنسان قبل أن يتسلم الشريعة من الله بيد موسى، وقال بولس الرسول: "لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ" (رو 2: 14).
ب- ناموس موسى: وهو يمثل الوصايا العشر والشرائع التي تسلمها موسى من الله مباشرة، وتغطي جميع جوانب الحياة حينذاك وهيَ الأمور المدنية والاجتماعية والطقسية والأدبية، ومن هذه الأمور ما كان معروفًا قبل عصر الشريعة وأقرَّه الله ضمن الشريعة الموسوية، وصَبَغهُ بصبغة الشريعة.
ج- ناموس المسيح: وهو يكمل ناموس موسى، وقال السيد المسيح له المجد: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ" (مت 5: 17) فهو " ناموس المسيح" كقول بولس الرسول: "مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ" (1كو 9: 21) وهو " ناموس الحرية" كقول القديس يعقوب: "وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ" (يع 1: 25).
2ـ قال داود النبي: "نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ... أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا" (مز 19: 7 - 9)، فبعد أن تحدث داود النبي عن الطبيعة ككتاب لاهوت مفتوح فقال أن السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه، وبعد أن تحدث عن الشمس كدليل عملي ملموس على وجود الله وعظمته، ذكر هنا الشريعة التي أعطاها الله للإنسان، ودعَىَ هذه الشريعة ناموس وشهادات وفرائض وإحكام ووصايا، وهدفها حياة الإنسان وقداسته، وقــال المُرنّم: "كُلُّ وَصَايَاهُ أَمِينَةٌ" (مز 111: 7)، ويقول "الراهب القس أوغريس السرياني": "أعطى الله الشريعة ودعاها " ناموسًا " لأنها تعطي الإنسان التعاليم والوصايا والأحكام التي تحكم مسيرته في الحياة الدنيا، وترتب مصيره في الحياة الأخرى. دعَىَ الله الشريعة " شهادة" لأنها تشير لصاحب الشريعة، وتوضح للإنسان نتيجة إتباعها وعاقبة مخالفتها. ودعاها "عَادِلَةٌ " لأنها تعلم العدل والبر وتنهي عن السوء. ودعاها " وصية " لأنها تأمر وتوصي بما يجب عمله لما فيها خير الإنسان... مخافة الله تتطلب أن يحفظ الإنسان تعاليمه ووصاياه، لينال الخيرات الأبدية لأن في ناموس الله يتعلم الإنسان معرفة الحق" (219).
3ــ ناموس الله كامل ونافع بلا شك لأن " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ. لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (2تي 3: 16، 17)، والمشكلة ليست في الناموس: "إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَة" (رو 7: 12)، ولكن المشكلة تكمن في عجز الإنسان عن تنفيذ مطالب الناموس، كقول معلمنا يعقوب: "لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِمًا فِي الْكُلِّ" (يع 2: 10).. كان الناموس هو المرآة التي ينظر إليها الإنسان فيرى عيوبه وضعفاته وخطاياه، وهو الترمومتر الذي يقيس درجة حرارة الإنسان الروحية، وهو الطبيب الذي يُشخّص المرض للمريض، دون أن يقدم له العلاج، فالناموس لم يملك القوة التي تغيّر الإنسان وتبرّره، بل صار ضد الإنســان ويحكم عليه: "فَمَاذَا نَقُولُ. هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ. حَاشَا. بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ لاَ تَشْتَهِ... بِدُونِ النَّامُوسِ الْخَطِيَّةُ مَيِّتَةٌ. أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ بِدُونِ النَّامُوسِ عَائِشًا قَبْلًا. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ عَاشَتِ الْخَطِيَّةُ فَمُتُّ أَنَا" (رو 7: 7 - 9).
4ـ جاء في "دائرة المعارف الكتابية": "الناموس يهيئ الطريق إلى المسيح: إن أي قارئ للعهد القديم يمكنه أن يدرك أن الناموس لم يكن غاية في ذاته، فالناموس - متى فُهم جيدًا - كان يهيئ الطريق لبشارة العهد الجديد كما يتضح مما يلي:
(1) يتضمن الناموس إشارات إلى أنه لا يمكن تنفيذه إلاَّ بحدوث تغيير جذري في طبيعة الإنسان (تث 10: 16، 30: 6، ارجع أيضًا إلى إر 6: 10، 9: 25، 26).
(2) يؤكد تاريخ العهد القديم ونبواته أن الطاعة لله أهم جدًا من حفظ الطقوس والفرائض (1صم 15: 21 - 23، مز 40: 6 - 8، إش 1: 11 - 17، هو 6: 6).
(3) كان الاعتراف بعجز الإنسان عن تنفيذ الناموس، يتردد في صلوات رجال الله في العهد القديم (نح 9: 13 - 38، مز 51: 1 - 6، دا 9: 4 - 11).
(4) ظهر سوء فهم الإنسان لحفظ الناموس، حتى ندد الأنبياء بعقم الممارسات السطحية، وشددوا على الطاعة القلبية (إش 1: 11 - 17، إر 7: 21 - 28، عا 5: 21 - 24، مي 6: 6 - 8).
(5) عجز الناموس عن التبرير واضح في مثال إبراهيم (تك 15: 6 مع رو 4: 1 - 25، غل 3: 9 - 19)..
(6) بناء على ذلك كان الأنبياء يتطلعون إلى الوقت الذي سيكتب فيه الله الناموس على القلوب المتجددة، وليس على ألواح حجرية (إر 31: 31، 33، حز 11: 19، 20، 36: 24).
(7) كان انتظار الأنبياء من الشمول والاتساع بالارتباط بمجيء المسيا، حتى أنهم أنبأوا بتغيير كامل في العبادة، فبمجيء المسيا سيعاد بناء الهيكل في أورشليم (حز 40: 48) حيث سيشترك الأمم في العبادة وتقديم ذبائح الحمد (إش 2: 1 - 4، 56: 3 - 8، زك 6: 13، 15، ملا 1: 11).. وهكذا نرى أن الناموس، كان مؤدينا إلى المسيح (غل 3: 19 - 25)" (220).
5- أوضح الكتاب وأكد أن الإنسان يتبرر بالإيمان بالسيد المسيح وليس بأعمال الناموس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى: "إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا" (غل 2: 16)، ولا يخفى عن أحد حركة التهود في الكنيسة الأولى والتي دعت كل من يدخل للإيمان من الأمم أن يختتن ويلتزم بالناموس مثل حفظ السبت والإغتسالات والتطهير والطقوس... إلخ. فتصدى لهذا الفكر بولس الرسول بقوة، وعرض الأمر على الكنيسة الأم وعقد المجمع المسكوني في أورشليم نحو سنة 50م واتخذ القرار بإجماع الآراء أن لا يُثقل على الأمم الراجعين للإيمان وأن لا يوضع على أعناقهم نير لم يستطيع اليهود أن يحملوه (أع 15).. " لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ... بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ... مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رو 3: 20 - 24).
6ــ قال بولس الرسول: "فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا. إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا" (عب 7: 18، 19).. فأي وصية يقصد..؟ أنه يتحدث عن الكهنوت اللاوي القائم على الذبائح الحيوانية، وقد عجز عن أن يصل بالإنسان لحياة الكمال، ولهذا جاء كهنوت العهد الجديد للسيد المسيح على طقس ملكيصادق، ولا يعتبر كهنوت السيد المسيح امتداد للكهنوت اللاوي، وجاءت " ترجمة كتاب الحياة" في (عب 7: 18، 19): "هكذا، يتبيَّنُ أنَّ نظام الكهنُوتِ القديم قد أُلغي لأنَّه عاجِز وغير نافعٍ. فالشريعة لم تُصلِ الذينَ كانوا يعبدُون الله بحسبها ولو إلى أدنى درجات الكمال"، وبنفس المعنى نفهم أيضًا قول بولس الرسول: "فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ" (عب 8: 7) وفي "ترجمة كتاب الحياة": "فلو كان العهدُ السابقُ بلا عيبٍ لما ظهرت الحاجة إلى عهد آخر يحلُّ محلَّهُ"، فعندما ظهر عيب الكهنوت اللاوي كان هناك ضرورة لاستبداله بكهنوت ملكيصادق.
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "يقارن الرسول بين ناموس الكهنوت اللاوي وناموس الكاهن الأعظم السماوي يسوع المسيح... (عب 7: 12، 18، 19). أُبطلت الوصية القديمة لا بنقضها وإنما بتحقيقها في الوصية الجديدة المُكملة لها، هذه التي فتحت لنا " رَجَاءٍ أَفْضَلَ " إذ به نقترب إلى الآب باتحادنا في ابنه.
هكذا يحدثنا الرسول عن ذبائح أفضل، وكهنوت أفضـل، ومواعيد أفضل، ورجاء أفضل خلال "المسيح يسوع ربنا". وكما يقول " البابا أثناسيوس الرسولي": "الذبيحة التي خلاله هيَ أفضل، والرجاء الذي فيه أفضل، والمواعيد التي لنا خلاله أفضل. هذه ليست أعظم لمقارنتها بما هو أقل وإنما لاختلافها في الطبيعة عن الأمور السابقة، لأن من يقوم بهذا التدبير هو أعظم "..
قدم لنا الرسول مقارنة بين الكهنوت اللاوي وكهنوت السيد المسيح، أهم بنودها:
أولًا: قيام الكهنوت الجديد وإبطال الكهنوت اللاوي يعني إبطال الوصية الأولى إذ هيَ عاجزة عن الدخول بنا إلى الاقتراب إلى الله والاتحاد معه...
ثانيًا: كان الكهنوت اللاوي بدعوة إلهيَّة لكن بدون قسم، لأنه مؤقت يحقق هدفه بظهور الكهنوت الأبدي الجديد المُقام بقسمٍ، إذ قيل: "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ" (عب 7: 20)..
ثالثًا: في الكهنوت القديم دُعي كهنة كثيرون حتى إذ يموت الواحد يبقى الكهنوت قائمًا بغيره... (عب 7: 23، 24) علامة ضعف الكهنوت الأول أنه لم يرتبط بكاهن واحد... أما السيد المسيح فلا يقوى الموت عليه. فلهذا يبقى كهنوته أبديًا لا يزول...
رابعًا: كان رؤساء الكهنة والكهنة في العهد القديم خطاة كسائر الشعب يحتاجون معهم إلى من يقدسهم، أما رئيس الكهنة يسوع فهو " قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ... قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَــى مِــنَ السَّمَاوَاتِ" (عب 7: 26) (221).
7ــ عندما قال الله في سفر حزقيال: "وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَامًا لاَ يَحْيَوْنَ بِهَا" (حز 20: 25) لم يكن القصد من الفرائض هنا الناموس والأحكام، إنما المقصود أن الذين قسوا قلوبهم وأصروا على شرورهم فإن الله يسلمهم إلى ذهن مرفوض: "وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ" (رو 1: 28)، وهذا ما أوضحه اسِتفَانوس في خطابه الأخير عندما قال: "فَرَجَعَ اللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ السَّمَاءِ" (أع 7: 42)، وأعطاهم أحكامًا لا يحيون بها مثل الحكم عليهم بالحيات المحرقة تارة، وبشق الأرض لابتلاع بعضهم تارة أخرى، أو خروج نار وإحراقهم، أو الحكم عليهم بالوباء... إلخ.
_____
(218) دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص 85، 86.
(219) تأملات في سفر المزامير جـ 1 ص 139.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1675.html
تقصير الرابط:
tak.la/ffknhd4