ج: 1- أ - سبى نخو فرعون مصر يهوآحاز إلى مصر بعد فترة حكم قصيرة نحو ثلاثة أشهر، وأقام عوضًا عنه أخيه ألياقيم ودعاه يهوياقيم، فقام بسداد الإتاوة التي وضعها فرعون مصر على يهوذا وقدرها مئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب، فصار يهوياقيم خاضعًا لحكم مصر لمدة ثمان سنوات حتى جاء نبوخذناصَّر وكسر حكم مصر فصار يهوياقيم عبدًا له لمدة ثلاث سنوات، ثم تمرّد يهوياقيم على نبوخذناصَّر (2مل 24: 1) في السنة الحادية عشرة من مُلكه، وفعل يهوياقيم الشر في عيني الرب وملأ أورشليم دمًا بريئًا (2مل 24: 4) وأحرق الدرج الذي املأه إرميا النبي لباروخ، فأرسل الله عليه الغزاة من الكلدانيين والأراميين والموآبيين والعمونيين. ثم جاء نبوخذناصَّر وقيده ليذهب به إلى بابل "عَلَيْهِ صَعِدَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ لِيَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَابِلَ" (2أي 36: 6)، ولكن التقليد اليهودي يخبرنا بأن يهوياقيم قد مات قبيل أو بعد خروجه من أبواب أورشليم، فطرحه نبوخذناصَّر على أرض أورشليم، وقال يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن نبوخذناصَّر بعد أن قيده كان ينوي اصطحابه إلى بابل، غضب عليه وقتله وطرح جثته بمهانة، فدفنوه في أورشليم، ولذلك لم يذكر سفر الأخبار أنه اقتاده إلى بابل، بل أوضح أنه بعد موته (في أورشليم) خلَّفه ابنه يهوياكين: "وَمَلَكَ يَهُويَاكِينُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ" (2أي 36: 8) وهذا يتفق تمامًا مع ما جاء في سفر الملوك "ثُمَّ اضْطَجَعَ يَهُويَاقِيمُ مَعَ آبَائِهِ، وَمَلَكَ يَهُويَاكِينُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ" (2مل 24: 6).
ب - تنبأ إرميا النبي عن يهوياقيم قائلًا: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَنْدُبُونَهُ قَائِلِينَ: آهِ يَا أَخِي! أَوْ آهِ يَا أُخْتِي! لاَ يَنْدُبُونَهُ قَائِلِينَ: آهِ يَا سَيِّدُ! أَوْ آهِ يَا جَلاَلَهُ! يُدْفَنُ دَفْنَ حِمَارٍ مَسْحُوبًا وَمَطْرُوحًا بَعِيدًا عَنْ أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ (إر 22: 18، 19). كما تنبأ إرميا النبي قائلًا: "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا.لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَارًا، وَلِلْبَرْدِ لَيْلًا" (إر 36: 30)، والحقيقة أن كل من سفر الملوك الثاني وسفر الأخبار الثاني لم يتحدث عن الطريقة التي انتهت بها حياة يهوياقيم وكيفية موته ودفنه، ولم يذكر الكتاب قط أنهم أقاموا عليه مناحة كما قيل عن بعض الملوك الآخرين، ولا يوجد في الكتاب ما يناقض نبوءة إرميا بشأن يهوياقيم، ويظل هناك احتمال بسيط قائم وهو أن يهوياقيم قد تواضع وغير سلوكه الشرير، فرفع الله عنه حكم الموت المذري الذي تنبأ به إرميا النبي.
2- يقول "القس منسى يوحنا": "في الأول (2أي 36: 6) أن نبوخذناصَّر عزم على أخذ يهوياقيم إلى بابل، وفي الثاني (إر 22: 18، 19) أنه نقله إلى أورشليم، وأمر بأن تُلقى جثته خارج السور ومُنع عن الدفن فنجيب، أن نبوخذناصَّر غيَّر عزمه من جهة أخذ يهوياقيم إلى بابل، وأبقاه في يهوذا، ولما تمرَّد عليه أهلكه (راجع 2 مل 24: 1-6) والأول لم يقل أنه أخذه إلى بابل بل قال أنه: "قيّده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل" وبعدئذٍ عدل عن أخذه"(1).
3- يقول "القمص أنطونيوس فكري": "وخلاصة القول أن نصوص الكتاب المقدَّس الثلاثة مع قول يوسيفوس يمكن ضمهم معًا لنأخذ صورة كاملة عما حدث، فنبوخذناصَّر قيّده بسلاسل وكان مزمعًا أن يقوده لبابل رمزًا لانتصاره ولكن يبدو أنه مات فجأة أو هو قتله ورمى جثته في مهانة، فأتى بعض من الشعب وأخذوا جثته ودفنوها سرًا حتى لا يثيروا نبوخذناصَّر، دون أن يندبه أحد كما قال إرميا تمامًا"(2).
_____
(1) ردود كتابية منطقية على مزاعم وافتراءات خيالية ص 72.
(2) من موقع على شبكة الإنترنت.
(3) البهريز جـ1 س 255.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1439.html
تقصير الرابط:
tak.la/49vfy7g